- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار ۖ هم فيها خالدون
- عربى - التفسير الميسر : والذين جحدوا وكذبوا بآياتنا المتلوة ودلائل توحيدنا، أولئك الذين يلازمون النار، هم فيها خالدون، لا يخرجون منها.
- السعدى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
تفسير الآيتين 38 و 39 :ـ كرر الإهباط, ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } أي: أيَّ وقت وزمان جاءكم مني -يا معشر الثقلين- هدى, أي: رسول وكتاب يهديكم لما يقربكم مني, ويدنيكم مني; ويدنيكم من رضائي، { فمن تبع هداي } منكم, بأن آمن برسلي وكتبي, واهتدى بهم, وذلك بتصديق جميع أخبار الرسل والكتب, والامتثال للأمر والاجتناب للنهي، { فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وفي الآية الأخرى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } فرتب على اتباع هداه أربعة أشياء: نفي الخوف والحزن والفرق بينهما, أن المكروه إن كان قد مضى, أحدث الحزن, وإن كان منتظرا, أحدث الخوف، فنفاهما عمن اتبع هداه وإذا انتفيا, حصل ضدهما, وهو الأمن التام، وكذلك نفي الضلال والشقاء عمن اتبع هداه وإذا انتفيا ثبت ضدهما، وهو الهدى والسعادة، فمن اتبع هداه, حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية والهدى، وانتفى عنه كل مكروه, من الخوف, والحزن, والضلال, والشقاء، فحصل له المرغوب, واندفع عنه المرهوب، وهذا عكس من لم يتبع هداه, فكفر به, وكذب بآياته. فـ { أولئك أصحاب النار } أي: الملازمون لها, ملازمة الصاحب لصاحبه, والغريم لغريمه، { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يخرجون منها، ولا يفتر عنهم العذاب ولا هم ينصرون. وفي هذه الآيات وما أشبهها, انقسام الخلق من الجن والإنس, إلى أهل السعادة, وأهل الشقاوة, وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب, كما أنهم مثلهم, في الأمر والنهي.
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
ونفى الخوف والحزن عن المهتدين يوم القيامة كناية عن سلامتهم من العذاب وفوزهم بالنعيم الخالد في الجنة ، فتمت المقابلة بين جزاء المهتدين وجزاء الكافرين المشار إليه بقوله - تعالى - :
( والذين كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
إذ هذه الآية الكريمة معطوفة على قوله - تعالى - ( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ ) . إلخ ، وورادة مورد المقابل له في تفصيل أحوال من يأتيهم الهدى من الله .
ولم يقل : والذين لم يتبعوا هداي أولئك أصحاب النار . . وإنما قال : ( والذين كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أولئك . . . ) إلخ ، وذلك لأن من لم يتبع هدى الله يشمل من لم تبلغه الدعوة ، وغير المكلفين مثل الصبيان وفاقدي العقل ، وهؤلاء ليسو من أصحاب النار . فظهر أن قوله : ( والذين كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ . . . ) جيء به على قدر من يستحقون الحكم عليهم بأنهم من أصحاب النار والمجازاة بالعذاب الخالد الأليم .
والآيات : جمع آية ، وهي في الأصل العلامة ، وتستعمل في الطائفة من الكتاب المنزل ، وفيما يستدل به على وجود الله وتوحيده ، من نحو بدائع مصنوعاته ومظاهر عنايته بالإِنسان .
وأضاف - سبحانه - الآيات إلى نفسه فقال : ( بِآيَاتِنَآ ) ليكون قبح التكذيب بها أظهر ، وأتى بنون العظمة فقال ( بآياتنا ) دون أن يقول " بآياتي " لبعث المهابة في نفوس السامعين ، وذلك أدعى إلى تلقي الوعيد باهتمام وخشية .
وأصحاب : جمع صاحب مأخوذ من الصحبة ، وهي الاقتران والملازمة ، ودل بقوله : ( هُمْ فِيهَا خَالِدُون ) على أن صحبتهم للنار دائمة ، وليست من الصحبة التي تستمر مدة ثم تنقطع .
هذا جانب من قصة آدم كما حكاه القرآن في هذه السورة ، ومن الحكم التي تؤخذ منها : أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من العلم ، وأن فضل العلم النافع فوق فضل العبادة ، وأن روح الشر الخبيثة إذا طغت على نفس من النفوس ، جعلتها لا ترى البراهين الساطعة ، ولا يوجهها إلى الخير وعد ، ولا يردعها عن الشر وعيد .
كما يستفاد منها كيف أن الرئيس يفسح المجال لمرؤوسيه المخلصين ، يجادلونه في أمر يريد قضاءه ، ولا يزيد عن أن يبين لهم وجهة نظره في رفق ، وإذا تجاوزوا حدود الأدب اللائق به راعى في عتابهم ما عرفه فيهم من سلامة القلب ، وتلقى أوامره بحسن الطاعة .
كما يؤخذ منها أن المتقلب في نعمة يجب أن يحافظ عليها بشكر الله ، ولا يعمل عملا فيه مخالفة لأوامر الله؛ لأن مخالفة أوامر الله ، كثيراً ما تؤدي إلى زوال النعمة ، ومن أراد أن تزداد النعم بين يديه ، فعليه أن يلتزم طاعة الله وشكره .
وقال بعض العلماء : وقد يتبادر إلى الذهن أن آدم قد ارتكب ما نهى عنه ، ارتكاب من يتعمد المخالفة ، فيكون أكله من الشجرة معصية ، مع أنه من الأنبياء المرسلين ، والرسل معصومون من مخالفة أوامر الله .
والجواب عن ذلك أن آدم تعمد الأكل من الشجرة ، ناسياً النهي عن الأكل منها ، وفعل المنهي عنه على وجه النسيان لا يعد من قبيل المعاصي التي يرتكبها الشخص وهو متذكر أنه يرتكب محرماً ، إذ أن ارتكاب المحرم عن علم وتذكر هو الذي يجعل مرتكبه مستحقاً للعقاب ، والأنبياء معصومون من ذلك .
وإذا عاتب الله بعض الأخبار من عباده على ما صدر منهم على وجه النسيان ، فلأن علمهم بالنهي يدعوهم إلى أن يقع النهي من نفوسهم موقع الاهتمام ، بحيث يستفظعون مخالفته استفظاعاً يملأ نفوسهم بالنفور منها ، ويجعلهم على حذر من الوقوع في بلائها .
فالذي وقع من آدم - عليه السلام - هو أنه غفل عن الأخذ بالحزم في استحضار النهي وجعله نصب عينيه حتى أدركه النسيان ، ففعل ما نهى عنه غير متعمد للمخالفة ، قال - تعالى - :
( وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إلى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) هذا ، وبعد أن ذكر القرآن الكريم الناس جميعاً بنعم الله عليهم ، ليحملهم بذلك على إخلاص العبادة له ، وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، ومن بين هذه النعم خلق آدم وإظهار فضله على الملائكة ، بعد كل ذلك اتجه إلى تذكير طائفة خاصة من الكافرين المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وهم بنو إسرائيل ، استمالة لقلوبهم نحو الإِيمان بالله ، وكسرا لعنادهم ولجاجتهم ، فقال - تعالى - :
( يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذكروا نِعْمَتِيَ التي أَنْعَمْتُ . . . ) .
- البغوى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
{والذين كفروا} يعني جحدوا
{وكذبوا بآياتنا} بالقرآن.
{أولئك أصحاب النار} يوم القيامة
{هم فيها خالدون} لا يخرجون منها ولا يموتون فيها.
- ابن كثير : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
كما قال هاهنا : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) أي : مخلدون فيها ، لا محيد لهم عنها ، ولا محيص .
وقد أورد ابن جرير ، رحمه الله ، هاهنا حديثا ساقه من طريقين ، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد - واسمه سعد بن مالك بن سنان الخدري - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، لكن أقواما أصابتهم النار بخطاياهم ، أو بذنوبهم فأماتتهم إماتة ، حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة . وقد رواه مسلم من حديث شعبة عن أبي سلمة به .
[ وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول ، وزعم بعضهم أنه تأكيد وتكرير ، كما تقول : قم قم ، وقال آخرون : بل الإهباط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا ، والثاني من سماء الدنيا إلى الأرض ، والصحيح الأول ، والله تعالى أعلم بأسرار كتابه ] .
- القرطبى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قوله تعالى : والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون قوله تعالى : والذين كفروا أي أشركوا ، لقوله : وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون الصحبة : الاقتران بالشيء في حالة ما ، في زمان ما ، فإن كانت الملازمة والخلطة فهي كمال الصحبة ، وهكذا هي صحبة أهل النار لها ، وبهذا القول ينفك الخلاف في تسمية الصحابة رضي الله عنهم إذ مراتبهم متباينة على ما نبينه في " براءة " إن شاء الله وباقي ألفاظ الآية تقدم معناها والحمد لله .
- الطبرى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وقوله : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
يعني: والذين جَحدوا آياتي وكذّبوا رسلي. وآيات الله: حُجَجه وأدلتُه على وحدانيّته وربوبيّته، وما جاءت به الرُّسُل من الأعلام والشواهد على ذلك، وعلى صدقها فيما أنبأتْ عن ربّها. وقد بيّنا أن معنى الكفر، التغطيةُ على الشيء (14) .
" أولئك أصحاب النار "، يعني: أهلُها الذين هم أهلها دون غيرهم، المخلدون فيها أبدًا إلى غير أمَدٍ ولا نهاية. كما:-
797- حدثنا به عُقبة بن سنان البصري، قال: حدثنا غَسان بن مُضَر، قال حدثنا سعيد بن يزيد - وحدثنا سَوَّار بن عبد الله العنبري، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا أبو مَسْلَمَة سعيد بن يزيد - وحدثني يعقوب بن إبراهيم، وأبو بكر بن عون، قالا حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن سعيد بن يزيد - عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمّا أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يَحْيَون، ولكن أقوامًا أصابتْهم النارُ بخطاياهم أو بذنوبهم، فأماتتهم إماتة، حتى إذا صاروا فحمًا أُذِنَ في الشفاعة (15) .
---------------
الهوامش :
(14) انظر ما مضى ص : 255 .
(15) الحديث : 797- رواه الطبري هنا بثلاثة أسانيد ، تنتهي إلى سعيد بن يزيد . وذكره ابن كثير 1 : 158 ، ولكنه سها فذكر أنه رواه من طريقين ، وهي ثلاثة كما ترى :
و"عقبة بن سنان بن عقبة بن سنان البصري" - شيخ الطبري في الإسناد الأول : ثقة ، سمع منه أبو حاتم ، وقال : "صدوق" . ولم أجد له ترجمة إلا في الجرح والتعديل 3/1/311 . و"غسان بن مضر الأزدي البصري" : ثقة من شيوخ أحمد القدماء ، وقال أحمد : "شيخ ثقة ثقة" . وترجمه البخاري في الكبير 4/1/107 ، وابن أبي حاتم 3/2/51 . و"أبو بكر بن عون" - شيخ الطبري في الإسناد الثالث : لم أستطع أن أعرف من هو؟ ولا أثر لذلك في الإسناد ، فإن الطبري رواه عنه وعن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، كلاهما عن ابن علية . و"سعيد بن يزيد بن مسلمة أبو مسلمة الأزدي البصري" : تابعي ثقة ، روى له الجماعة . وترجمه البخاري 2/1/476 ، وابن أبي حاتم 2/1/73 . وكنيته"أبو مسلمة" بالميم في أولها . ووقع في تفسير ابن كثير"أبو سلمة" بحذفها ، وهو خطأ مطبعي .
وهذا الحديث رواه مسلم 1 : 67-68 ، وابن ماجه : 4309- كلاهما من طريق بشر بن المفضل ، عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة ، به . ولكنه عندهما أطول مما هنا . ولم يروه من أصحاب الكتب الستة غيرهما ، كما يدل على ذلك تخريجه في جامع الأصول لابن الأثير : 8085 . وكذلك رواه الإمام أحمد في المسند : 11093 (3 : 11 حلبي) عن ابن علية . ورواه أيضًا أحمد : 11769 (3 : 78-79) ، ومسلم 1 : 68- كلاهما من طريق شعبة ، عن سعيد بن يزيد .
وهو في الحقيقة جزء من حديث طويل ، ورواه أحمد في المسند ، مطولا ومختصرًا ، من أوجه ، عن أبي نضرة ، منها : 11029 ، 11168 ، 11218- 11220 (3 : 5 ، 20 ، 25-26 حلبي)
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وقوله : { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا } يحتمل أنه من جملة ما قيل لآدم فإكمال ذكره هنا استيعاب لأقسام ذرية آدم وفيه تعريض بالمشركين من ذرية آدم وهو يعم من كذب بالمعجزات كلها ومن جملتها القرآن ، عطف على ( مَن ) الشرطية في قوله : { فمن تبع هداي } إلخ فهو من عطف جملة اسمية على جملة اسمية ، وأتى بالجملة المعطوفة غير شرطية مع ما في الشرطية من قوة الربط والتنصيص على ترتب الجزاء على الشرط وعدم الانفكاك عنه لأن معنى الترتب والتسبب وعدم الانفكاك قد حصل بطرق أخرى فحصل معنى الشرط من مفهوم قوله : { فمن تبع هداي فلا خوف عليهم } فإنه بشارة يؤذن مفهومها بنذارة من لم يتبعه فهو خائف حزين فيترقب السامع ما يبين هذا الخوف والحزن فيحصل ذلك بقوله : { والذين كفروا وكذبوا } الآية . وأما معنى التسبب فقد حصل من تعليق الخبر على الموصول وصلته المومىء إلى وجه بناء الخبر وعلته على أحد التفسيرين في الإيماء إلى وجه بناء الخبر ، وأما عدم الانفكاك فقد اقتضاه الإخبار عنهم بأصحاب النار المقتضي للملازمة ثم التصريح بقوله : { هم فيها خالدون } .
ويحتمل أنه تذييل ذيلت به قصة آدم لمناسبة ذكر المهتدين وليس من المقول له ، والمقصود من هذا التذييل تهديد المشركين والعود إلى عرض قوله تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم } [ البقرة : 21 ] وقوله : { كيف تكفرون بالله } [ البقرة : 28 ] فتكون الواو في قوله : { والذين كفروا } اعتراضية والمراد بالذين كفروا الذين أنكروا الخالق وأنكروا أنبياءه وجحدوا عهده كما هو اصطلاح القرآن والمعنى والذين كفروا بي وبهداي كما دلت عليه المقابلة .
والآيات جمع آية وهي الشيء الدال على أمر من شأنه أن يخفى ، ولذلك قيل لأعلام الطريق آيات لأنهم وضعوها للإرشاد إلى الطرق الخفية في الرمال ، وتسمى الحجة آية لأنها تظهر الحق الخفي ، كما قال الحارث بن حلزة :
من لنا عنده من الخير آيا ... تٌ ثلاثٌ في كلهن القضاء
يعني ثلاث حجج على نصحهم وحسن بلائهم في الحرب وعلى اتصالهم بالملك عمرو بن هند . وسمى الله الدلائل على وجوده وعلى وحدانيته وعلى إبطال عقيدة الشرك آيات ، فقال : { وماتأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين } [ الأنعام : 4 ] وقال : { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون } [ الأنعام : 97 ] إلى قوله : { إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون } [ الأنعام : 99 ] وقال : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } [ الأنعام : 109 ] وسمي القرآن آية فقال : { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله إلى قوله { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } في سورة العنكبوت ( 50 ، 51 ) . وسمَّى أجزاءه آيات فقال : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا } [ الحج : 72 ] وقال : { المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق } [ الرعد : 1 ] لأن كل سورة من القرآن يعجز البشر عن الإتيان بمثلها كما قال تعالى : { فأتوا بسورة من مثله } [ البقرة : 23 ] ، فكان دالاً على صدق الرسول فيما جاء به وكانت جمله آيات لأن بها بعضَ المقدار المعجز ، ولم تسم أجزاء الكتب السماوية الأخرى آيات ، وأما ما ورد في حديث الرجم أن ابن صوريا حين نشر التوراة وضع يده على آية الرجم فذلك على تشبيه الجزء من التوراة بالجزء من القرآن وهو من تعبير راوي الحديث .
وأصل الآية عند سيبويه فَعَلَة بالتحريك أَيَيَهْ أو أَوَيَهْ على الخلاف في أنها واوية أو يائية مشتقة من أي الاستفهامية أو من أوى فلما تحرك حرفَا العلة فيها قلب أحدهما وقُلب الأول تخفيفاً على غير قياس لأن قياس اجتماع حرفي علة صالحين للإعلال أن يعل ثانيهما إلا ما قل من نحو آيَة وقَاية وطَاية وثَاية ورَاية .
فالمراد بآياتنا هنا آيات القرآن أي وكذبوا بالقرآن أي بأنه وحي من عند الله . والباء في قوله : { وكذبوا بآياتنا } باء يكثر دخولها على متعلق مادة التكذيب مع أن التكذيب متعد بنفسه ولم أقف في كلام أئمة اللغة على خصائص لحاقها بهذه المادة والصيغة فيحتمل أنها لتأكيد اللصوق للمبالغة في التكذيب فتكون كالباء في قوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم } [ المائدة : 6 ] وقول النابغة :
لك الخير أَنْ وارتْ بك الأرضُ واحدا ... ويحتمل أن أصلها للسببية وأن الأصل أن يُقال كذَّب فلاناً بخبره ثم كثر ذلك فصار كذب به وكذَب بمعنى واحد والأكثر أن يقال كذَّب فلاناً ، وكذب بالخبر الفلاني ، فقوله : { بآياتنا } يتنازعه فعلا كَفروا وكَذبوا . وقوله : { هم فيها خالدون } بيان لمضمون قوله : { أصحاب النار } فإن الصاحب هنا بمعنى الملازم ولذلك فصلت جملة { فيها خالدون } لتنزلها من الأولى منزلة البيان فبينهما كمال الاتصال .
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
«وَالَّذِينَ» الواو عاطفة ، الذين اسم موصول مبتدأ. «كَفَرُوا» فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول. «وَكَذَّبُوا» معطوفة على كفروا. «بِآياتِنا» متعلقان بكذبوا. «أُولئِكَ» اسم إشارة مبني على الكسر والكاف حرف خطاب وهو في محل رفع مبتدأ ثان. «أَصْحابُ» خبر أولئك وجملة أولئك أصحاب خبر الذين «النَّارِ» مضاف إليه. «هُمْ» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «فِيها» متعلقان
بالخبر. «خالِدُونَ» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. وجملة هم فيها خالدون خبر أولئك أو في محل نصب حال.
- English - Sahih International : And those who disbelieve and deny Our signs - those will be companions of the Fire; they will abide therein eternally"
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(2:39) and whoever will refuse to accept it and defy Our Revelations *54 they shall be doomed to the Fire wherein they shall remain for ever. *55
- Français - Hamidullah : Et ceux qui ne croient pas à nos messagers et traitent de mensonge Nos révélations ceux-là sont les gens du Feu où ils demeureront éternellement
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen aber die ungläubig sind und Unsere Zeichen für Lüge erklären das sind Insassen des Höllenfeuers Ewig werden sie darin bleiben
- Spanish - Cortes : Pero quienes no crean y desmientan Nuestros signos ésos morarán en el Fuego eternamente
- Português - El Hayek : Aqueles que descrerem e desmentirem os Nossos versículos serão os condenados ao inferno onde permanecerãoeternamente
- Россию - Кулиев : А те которые не уверуют и сочтут ложью Наши знамения будут обитателями Огня Они пребудут там вечно
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
А те, которые не уверуют и сочтут ложью Наши знамения, будут обитателями Огня. Они пребудут там вечно.Всевышний еще раз упомянул о низвержении Адама и его супруги на землю, чтобы связать их существование на земле с верным руководством от Господа. О люди и джинны! Когда бы ни явилось к вам верное руководство от Аллаха, когда бы Божий посланник, да благословит его Аллах и приветствует, ни принес вам Писание от вашего Господа, которое подскажет вам, как можно приблизиться к Нему и снискать Его благоволение, последуйте за этим руководством. Кто последует за ним, уверовав в Посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и в ниспосланное Писание, кто станет руководствоваться их наставлениями, признав правдивость всех рассказов Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, и откровений, выполняя заповеди Писания и остерегаясь всего запрещенного, тот никогда не познает страха и не будет опечален. В похожем аяте Всевышний Аллах сказал: «Низвергнитесь отсюда вместе, и одни из вас будут врагами других. Если же к вам явится от Меня верное руководство, то всякий, кто последует Моему верному руководству, не окажется заблудшим и несчастным. А кто отвернется от Моего Напоминания, того ожидает тяжкая жизнь, а в День воскресения Мы воскресим его слепым» (20:123–124). Всевышний сообщил, что принятие верного руководства дает человеку четыре преимущества. Прежде всего, он избавляется от страха и печали. Если человеку пришлось пережить неприятное в прошлом, то это заставляет его печалиться, а если ему предстоит пережить неприятное в будущем, то это вселяет в него страх. Всевышний сказал, что на прямом пути человек не знает ни страха, ни печали. А это значит, что им овладевают совершенно противоположные чувства - безопасность и счастье. Следуя прямым путем, человек оказывается в безопасности и обретает счастье как при жизни на земле, так и после смерти. Он избавляется от страха, печали, заблуждения и злосчастья. Он добивается всего самого заветного и желанного и спасается от всего самого страшного и неприятного. Но если человек не обращает внимания на верное руководство, отказывается уверовать и отрицает Божьи знамения, то его ожидает совершенно иная судьба. И поэтому далее Всевышний Аллах возвестил, что мученики никогда не покинут Преисподнюю. Они будут неразлучны с ней, подобно тому, как неразлучны близкие друзья или непримиримые враги. Они не смогут покинуть Ад, их страдания не будут облегчены, и никто не окажет им поддержки. В этих и других похожих аятах Всевышний Аллах разделил людей и джиннов на счастливых и несчастных. В них описываются качества обеих группировок и деяния, которые обрекают их на такую судьбу. Из них также следует, что джинны, подобно людям, обязаны выполнять религиозные веления и остерегаться запретов, за что они непременно получат вознаграждение или наказание.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar eden kimseler ve ayetlerimizi yalan sayanlar cehennemlik olanlardır onlar orada temelli kalacaklardır
- Italiano - Piccardo : E i miscredenti che smentiscono i Nostri segni sono i compagni del Fuoco in cui rimarranno per sempre
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهش بێ باوهڕ بوون و باوهڕیان به ئایهتهكانی ئێمه نهبوو ئهوانه نیشتهجێی دۆزهخن و بۆ ههتا ههتایی تیایدا دهمێننهوه
- اردو - جالندربرى : اور جنہوں نے اس کو قبول نہ کیا اور ہماری ایتوں کو جھٹلایا وہ دوزخ میں جانے والے ہیں اور وہ ہمیشہ اس میں رہیں گے
- Bosanski - Korkut : A onima koji ne budu vjerovali i knjige Naše budu poricali – biće stanovnici Džehennema; u njemu će vječno ostati"
- Swedish - Bernström : Men de som förnekar sanningen och påstår att Våra budskap är lögn har Elden till arvedel och där skall de förbli till evig tid"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Adapun orangorang yang kafir dan mendustakan ayatayat Kami mereka itu penghuni neraka; mereka kekal di dalamnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(Adapun orang-orang yang kafir dan mendustakan ayat-ayat Kami) mendustakan kitab-kitab suci Kami (mereka itu penghuni neraka, mereka kekal di dalamnya) mereka tetap tinggal di sana untuk selama-lamanya, tidak akan mati dan tidak pula akan keluar.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যে লোক তা অস্বীকার করবে এবং আমার নিদর্শনগুলোকে মিথ্যা প্রতিপন্ন করার প্রয়াস পাবে তারাই হবে জাহান্নামবাসী; অন্তকাল সেখানে থাকবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றி யார் இதை ஏற்க மறுத்து நம் அத்தாட்சிகளை பொய்பிக்க முற்படுகிறார்களோ அவர்கள் நரக வாசிகள்; அவர்கள் அந் நரகத்தில் என்றென்றும் தங்கி இருப்பர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ที่ปฏิเสธศรัทธา และไม่เชื่อบรรดาโองการของเรานั้น ชนเหล่านี้คือชาวนรก โดยที่พวกเขาจะอยู่ในนรกนั้นตลอดกาล
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва куфр келтирган ҳамда оятларимизни ёлғонга чиқарганлар эса улар дўзах эгаларидир улар унда абадий қолурлар Аллоҳнинг ҳидоятига эргашмаганларни Аллоҳ таоло лўнда қилиб куфр келтирганлар деб қўя қолган Эришадиган оқибатлари аниқ улар дўзахга тушадилар ўша ерда абадий қоладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道而且否认我的迹象的人,是火狱的居民,他们将永居其中。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang kafir yang mendustakan ayatayat keterangan kami mereka itu ialah ahli neraka mereka kekal di dalamnya
- Somali - Abduh : kuwa gaaloobayse oo beeniyey aayaadkanaga kuwaasu waa chclunaar dhexdeedana way ku waari
- Hausa - Gumi : "Kuma waɗanda suka kãfirta kuma suka ƙaryata game da ãyõyinMu waɗannan sũ ne abõkan Wuta; sũ a cikinta madawwama ne"
- Swahili - Al-Barwani : Na wenye kukufuru na kuzikanusha ishara zetu hao ndio watakao kuwa watu wa Motoni humo watadumu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata që nuk do të besojnë dhe i mohojnë argumentet tona do të jenë banorë të zjarrit a në të do të mbesin gjithmonë
- فارسى - آیتی : كسانى كه كافر شوند، و آيات خدا را تكذيب كنند خود اهل جهنّمند و جاودانه در آنجا خواهند بود.
- tajeki - Оятӣ : Касоне, ки кофир шаванд ва оёти Худоро дуруғ бароранд, худ аҳли ҷаҳаннаманд ва ҷовидона дар он ҷо хоҳад буд.
- Uyghur - محمد صالح : كاپىرلار ۋە بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزنى ئىنكار قىلغانلار ئەھلى دوزاختۇر، ئۇلار دوزاختا مەڭگۈ قالىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "എന്നാല് അതിനെ അവിശ്വസിക്കുകയും നമ്മുടെ തെളിവുകളെ തള്ളിപ്പറയുകയും ചെയ്യുന്നവരോ, അവരാകുന്നു നരകാവകാശികള്. അവരതില് സ്ഥിരവാസികളായിരിക്കും."
- عربى - التفسير الميسر : والذين جحدوا وكذبوا باياتنا المتلوه ودلائل توحيدنا اولئك الذين يلازمون النار هم فيها خالدون لا يخرجون منها
*54). Ayat is the plural of ayah which means a 'sign' or 'token' which directs one to something important. In the Qur'an this word is used in four different senses. Sometimes it denotes a sign or indication. In certain other places the phenomena of the universe are called the ayat (signs) of God, for the reality to which the phenomena point is hidden behind the veil of appearances. At times the miracles performed by the Prophets are also termed ayat since they show that the Prophets were envoys of the Sovereign of the universe. Lastly, individual units of the Book of God are also called ayat because they point to the ultimate reality, and because the substantive contents of the Book of God, its phraseology, its style, its inimitable literary excellence are clear tokens of the attributes of the Author of the Book. The sense in which the word ayah has been used in a particular verse becomes evident from the context of its occurrence.
*55). This is a permanent directive from God to mankind which is valid from the beginning of life until the Day of Judgement. It is this which has been mentioned earlier as God's covenant (see n. 31 above).
It is not for man to prescribe the way of life which his fellow human beings should follow. In his double capacity as the subject and vicegerent of God, man is required to follow the way of life prescribed by his Lord. There are only two means of access to this way: either by direct revelation from God or by following one to whom God has revealed guidance. Nothing else can direct man to the way that enjoys God's approval and good pleasure. Resorting to any other means in quest of salvation is not only fundamentally mistaken but tantamount to rebellion.
The story of the creation of Adam and the origin of the human species occurs seven times in the Qur?an, once in the verses just mentioned. For other references see 7: 11 ff., 15: 26 ff., 17: 61 ff., 18: 50, 20: 116 ff., 38: 71 ff. The story also occurs in the Bible in Genesis 1, 2 and 3. A comparative reading of the Qur?anic and Biblical versions will enable the perceptive reader to detect the differences between the two.
The dialogue between God and the angels at the time of the creation of Adam is also mentioned in the Talmud. This account lacks the spiritual significance underlying the Qur?anic version. Indeed, the Talmudic version additionally contains the following oddity: when the angels ask why men are being created, God replies that they are being created so that good people may be born among them. God refrains from mentioning the bad people lest the angels disapprove the creation of man! (See Paul Isaae Hershon, Talmudic Miscellany, London, 1880, pp. 294