- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلًا غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون
- عربى - التفسير الميسر : فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول الله، وحرَّفوا القول والفعل جميعًا، إذ دخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة، واستهزءوا بدين الله. فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء؛ بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة الله.
- السعدى : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا } منهم, ولم يقل فبدلوا لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا { قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } فقالوا بدل حطة: حبة في حنطة، استهانة بأمر الله, واستهزاء وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى، ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم, ولما كان هذا الطغيان أكبر سبب لوقوع عقوبة الله بهم، قال: { فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } منهم { رِجْزًا } أي: عذابا { مِنَ السَّمَاءِ } بسبب فسقهم وبغيهم.
- الوسيط لطنطاوي : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
إنهم لم يفعلوا ما أمروا بفعله ، ولم يقولوا ما كلفوا بقوله ، بل خالفوا ما أمروا به من قول وفعل ، ولذا قال تعالى : ( فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ ) .
أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة فبدلوا ودخلوا يزحفون على أستاهم ، وقالوا : حبة في شعيرة " .
قال الإِمام ابن كثير : ( وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق ، أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل ، فأمروا أن يدخلوا الباب سجداً ، فدخلوا يزحفون على أستاهم رافعين رؤسهم ، وأمروا أن يقولوا : حطة ، أي احطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا وقالوا : حطنة في شعيرة ، وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ، ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وخروجهم عن طاعته ) .
فقوله تعالى : ( فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ ) بيان للسبب الذي من أجله نزل عليهم العذاب ، وتوبيخ لهم على مخالفتهم أوامر الله - تعالى - ، لأن تبديل الشيء معناه تغييره وإزالته عما كان عليه بإعطائه صورة تخالف التي كان عليها .
والفعل ( بدل ) يقتضي بدلا ومبدلا منه ، إلا أن مقام الإِيجاز في الآية استدعى الاكتفاء بذكر البدل - وهو القول الذي لم يقل لهم - دون ذكر المبدل منه - وهو القول الذي قيل لهم - والتقدير : فاختار الذين ظلموا بالقول الذي أمرهم الله به ، قولا آخر اخترعوه من عند أنفسهم على وجه المخالفة والعصيان .
قال صاحب الكشاف : ( فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ ) أي : وضعوا مكان ( حِطَّةٌ ) قولا غيرها ، يعني أنهم أمروا بقول معناه التوبة والاستغفار فخالفوه إلى قول ليس معناه معنى ما أمروا به ، ولم يمتثلوا أمر الله ، وليس الغرض أنهم أمروا بلفظ بعينه . وهو لفظ الحطة فجاءوا بلفظ آخر ، لأنهم لو جاءوا بلفظ آخر مستقل ، بمعنى ما أمروا به لم يؤاخذوا به كما لو قالوا مكان حطة : نستغفرك ونتوب إليك . أو اللهم اعف عنا وما أشبه ذلك " .
والعبرة التي تؤخذ من هذه الجملة الكريمة ، أن من أمره الله - تعالى - بقول أو يفعل ، فتركه وأتى بآخر لم يأذن به الله ، ودخل في زمرة الظالمين ، وعرض نفسه لسوء المصير .
وقوله تعالى : ( فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السمآء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ) تصريح بأن ما أصابهم من عذاب كان نتيجة عصيانهم وتمردهم وجحودهم لنعم الله - تعالى - والرجز في لغة العرب : هو العذاب سواء أكان بالأمراض المختلفة أو بغيرها .
وفي النص على أن الرجز قد أناهم من جهة السماء إشعار بأنه عذاب لم يمكن دفعه وأنه لم يكن له سبب أرضي من عدوي أو نحوها ، بل رمتهم به الملائكة من جهة السماء . فأصيب به الذين ظلموا دون غيرهم ، ولم يقل القرآن ( فَأَنزَلْنَا عَلَى ) بالإِضمار ، وإنما قال ( فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ ) بالإِظهار ، تأكيداً لوصفهم بأفبح النعوت وهو الظلم ، وإشعاراً بأن ما نزل عليهم كان سبيه بغيهم وظلمهم .
وقد تضمنت الآيتان الكريمتان أن بني إسرائيل مكنوا من النعمة فنفروا منها ، وفتحت لهم أبواب الخير فأبوا دخولها ، وأرشدوا إلى القلو الذي يكفر سيئاتهم فخالفوا ما أرشدوا إليه مخالفة لا تقبل التأويل ، فكانت نتيجة جحودهم ومخالفتهم لأمر الله حرمانهم من تلك النعمة التي حين ، ومعاقبتهم لظلمهم بالعذاب الأليم ، وفي هذا التذكير امتنان عليهم ببذل النعمة ، لأن عدم قبولهم لها لا يمنع كونها نعمة ، وفيه إثارة لحسرة اليهود المعاصرين للعهد النبوي على ما ضاع من أسلافهم بسبب مخالفتهم وتمردهم وفيه أيضاً تحذير لهم من سلوك طريق آبائهم حتى لا يصيبهم ما أصاب أسلافهم من عذاب أليم .
عاشراً : نعمة إغاثتهم بالماء بعد أن اشتد بهم العطش .
- البغوى : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
{فبدل} فغير.
{الذين ظلموا} أنفسهم وقالوا:
{قولاً غير الذي قيل لهم} وذلك أنهم بدلوا قول الحطة بالحنطة، فقالوا بلسانهم: حطانا سمقاثاً أي حنطة حمراء، استخفافاً بأمر الله تعالى.
وقال مجاهد: "طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم فأبوا أن يدخلوها سجداً فدخلوا على أستاههم مخالفة في الفعل كما بدلوا القول وقالوا قولاً غير الذي قيل لهم".
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن إسماعيل أنا إسحاق بن نصر أنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة".
{فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء} قيل: أرسل الله عليهم طاعوناً فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً.
{بما كانوا يفسقون} يعصون ويخرجون من أمر الله تعالى.
- ابن كثير : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
وقوله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) قال البخاري : حدثني محمد ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قيل لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) فدخلوا يزحفون على استاههم ، فبدلوا وقالوا : حطة : حبة في شعرة .
ورواه النسائي ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن مهدي به موقوفا وعن محمد بن عبيد بن محمد ، عن ابن المبارك ببعضه مسندا ، في قوله تعالى : ( حطة ) قال : فبدلوا . فقالوا : حبة .
وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر ، عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله لبني إسرائيل : ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) فبدلوا ، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم ، فقالوا : حبة في شعرة .
وهذا حديث صحيح ، رواه البخاري عن إسحاق بن نصر ، ومسلم عن محمد بن رافع . والترمذي عن عبد بن حميد ، كلهم عن عبد الرزاق ، به . وقال الترمذي : حسن صحيح .
وقال محمد بن إسحاق : كان تبديلهم كما حدثني صالح بن كيسان ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة ، وعمن لا أتهم ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دخلوا الباب - الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا - يزحفون على استاههم ، وهم يقولون : حنطة في شعيرة .
وقال أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح ، وحدثنا سليمان بن داود ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) ثم قال أبو داود : حدثنا جعفر بن مسافر ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن هشام بن سعد ، مثله .
هكذا رواه منفردا به في كتاب الحروف مختصرا .
وقال ابن مردويه : حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا إبراهيم بن مهدي ، حدثنا أحمد بن محمد بن المنذر القزاز ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل ، أجزنا في ثنية يقال لها : ذات الحنظل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مثل هذه الثنية الليلة إلا كمثل الباب الذي قال الله لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) .
وقال سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن البراء : ( سيقول السفهاء من الناس ) [ البقرة : 142 ] قال اليهود : قيل لهم : ادخلوا الباب سجدا ، قال : ركعا ، وقولوا : حطة : أي مغفرة ، فدخلوا على استاههم ، وجعلوا يقولون : حنطة حمراء فيها شعيرة ، فذلك قول الله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) .
وقال الثوري ، عن السدي ، عن أبي سعد الأزدي ، عن أبي الكنود ، عن ابن مسعود : ( وقولوا حطة ) فقالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعيرة ، فأنزل الله : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وقال أسباط ، عن السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود أنه قال : إنهم قالوا : هطي سمعاتا أزبة مزبا فهي بالعربية : حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء ، فذلك قوله : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وقال الثوري ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد ، عن ابن عباس في قوله : ( ادخلوا الباب سجدا ) ركعا من باب صغير ، فدخلوا من قبل استاههم ، وقالوا : حنطة ، فهو قوله تعالى : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وهكذا روي عن عطاء ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، ويحيى بن رافع .
وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق من الحديث أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل ، فأمروا أن يدخلوا سجدا ، فدخلوا يزحفون على استاههم من قبل استاههم رافعي رؤوسهم ، وأمروا أن يقولوا : حطة ، أي : احطط عنا ذنوبنا ، فاستهزؤوا فقالوا : حنطة في شعرة . وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ؛ ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم ، وهو خروجهم عن طاعته ؛ ولهذا قال : ( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون )
وقال الضحاك عن ابن عباس : كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب .
وهكذا روي عن مجاهد ، وأبي مالك ، والسدي ، والحسن ، وقتادة ، أنه العذاب . وقال أبو العالية : الرجز الغضب . وقال الشعبي : الرجز : إما الطاعون ، وإما البرد . وقال سعيد بن جبير : هو الطاعون .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن سعد - يعني ابن أبي وقاص - عن سعد بن مالك ، وأسامة بن زيد ، وخزيمة بن ثابت ، رضي الله عنهم ، قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطاعون رجز عذاب عذب به من كان قبلكم .
وهكذا رواه النسائي من حديث سفيان الثوري به . وأصل الحديث في الصحيحين من حديث حبيب بن أبي ثابت : إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها الحديث .
قال ابن جرير : أخبرني يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري ، قال : أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن هذا الوجع والسقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم . وهذا الحديث أصله مخرج في الصحيحين ، من حديث الزهري ، ومن حديث مالك ، عن محمد بن المنكدر ، وسالم أبي النضر ، عن عامر بن سعد ، بنحوه .
- القرطبى : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
قوله تعالى : فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون
فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : فبدل الذين ظلموا الذين في موضع رفع أي : فبدل الظالمون منهم قولا غير الذي قيل لهم ، وذلك أنه قيل لهم : قولوا : حطة فقالوا : حنطة - على ما تقدم - فزادوا حرفا في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا ؛ تعريفا أن الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر شديدة الضرر هذا في تغيير كلمة هي عبارة عن التوبة أوجبت كل ذلك من العذاب ، فما ظنك بتغيير ما هو من صفات المعبود ، هذا والقول أنقص من العمل ، فكيف بالتبديل والتغيير في الفعل ؟ ! .
الثانية : قوله تعالى : فبدل تقدم معنى بدل وأبدل وقرئ عسى ربنا أن يبدلنا على الوجهين قال الجوهري وأبدلت الشيء بغيره ، وبدله الله من الخوف أمنا وتبديل الشيء أيضا تغييره وإن لم يأت ببدل واستبدل الشيء بغيره وتبدله به ، إذا أخذه مكانه .
والمبادلة : التبادل والأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد منهم أبدل الله مكانه بآخر ، قال ابن دريد الواحد بديل ، والبديل البدل ، وبدل الشيء غيره ، يقال : بدل وبدل لغتان مثل شبه وشبه ومثل ومثل ونكل ونكل قال أبو عبيد لم يسمع في " فعل وفعل " غير هذه الأربعة الأحرف ، والبدل وجع يكون في اليدين والرجلين ، وقد بدل ( بالكسر ) يبدل بدلا .
الثالثة : قوله تعالى : فأنزلنا على الذين ظلموا كرر لفظ ظلموا ولم يضمره تعظيما للأمر والتكرير يكون على ضربين : أحدهما استعماله بعد تمام الكلام كما في هذه الآية وقوله : فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم قال بعد : فويل لهم مما كتبت أيديهم ولم يقل مما كتبوا وكرر الويل تغليظا لفعلهم ، ومنه قول الخنساء :
تعرقني الدهر نهسا وحزا وأوجعني الدهر قرعا وغمزا
أرادت أن الدهر أوجعها بكبريات نوائبه وصغرياتها ، والضرب الثاني مجيء تكرير الظاهر في موضع المضمر قبل أن يتم الكلام كقوله تعالى : الحاقة ما الحاقة الآية و القارعة ما القارعة الآية كان القياس - لولا ما أريد به من التعظيم والتفخيم - الحاقة ما هي ، والقارعة ما هي ، ومثله فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة كرر أصحاب الميمنة تفخيما لما ينيلهم من جزيل الثواب وكرر لفظ أصحاب المشأمة لما ينالهم من أليم العذاب ، ومن هذا الضرب قول الشاعر :
ليت الغراب غداة ينعب دائبا كان الغراب مقطع الأوداج
وقد جمع عدي بن زيد المعنيين فقال :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
فكرر لفظ الموت ثلاثا وهو من الضرب الأول ، ومنه قول الآخر :
ألا حبذا هند وأرض بها هند وهند أتى من دونها النأي والبعد
فكرر ذكر محبوبته ثلاثا تفخيما لها .
الرابعة : قوله تعالى : رجزا قراءة الجماعة " رجزا " بكسر الراء وابن محيصن بضم الراء والرجز العذاب ( بالزاي ) و ( بالسين ) النتن والقذر ومنه قوله تعالى : فزادتهم رجسا إلى رجسهم أي : نتنا إلى نتنهم قاله الكسائي وقال الفراء الرجز هو الرجس ، قال أبو عبيد : كما يقال : السدغ والزدغ وكذا رجس ورجز بمعنى ، قال الفراء : وذكر بعضهم أن الرجز ( بالضم ) اسم صنم كانوا يعبدونه ، وقرئ بذلك في قوله تعالى : والرجز فاهجر والرجز ( بفتح الراء والجيم ) نوع من الشعر ، وأنكر الخليل أن يكون شعرا وهو مشتق من الرجز وهو داء يصيب الإبل في أعجازها فإذا ثارت ارتعشت أفخاذها .
بما كانوا يفسقون أي : بفسقهم ، والفسق الخروج ، وقد تقدم ، وقرأ ابن وثاب والنخعي يفسقون بكسر السين .
- الطبرى : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
وتأويل قوله: (فبدل)، فغير . ويعني بقوله: (الذين ظلموا)، الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله . ويعني بقوله: (قولا غير الذي قيل لهم)، بدلوا قولا غير الذي أمروا أن يقولوه، فقالوا خلافه. وذلك هو التبديل والتغيير الذي كان منهم . وكان تبديلهم - بالقول الذي أمروا أن يقولوا - قولا غيره , (20) ما:-
1019 - حدثنا به الحسن بن يحيي قال، أخبرنا عبد الرازق قال، أخبرنا معمر عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله لبني إسرائيل: " ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم " , فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعيرة . (21)
1020 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة وعلي بن مجاهد قالا حدثنا محمد بن إسحاق , عن صالح بن كيسان , عن صالح مولى التوأمة , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:-
1021 - وحدثت عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن سعيد &; 2-113 &; بن جبير , أو عن عكرمة , عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلوا الباب - الذي أمروا أن يدخلوا منه سجدا - يزحفون على أستاههم، يقولون: حنطة في شعيرة. (22)
1022 - وحدثني محمد بن عبد الله المحاربي قال، حدثنا عبد الله بن المبارك , عن معمر , عن همام , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: حِطَّةٌ ، قال: بدلوا فقالوا: حبة . (23)
1023 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا سفيان , عن السدي , عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود , عن عبد الله: (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) قالوا: حنطة حمراء فيها شعيرة . فأنـزل الله: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) .
1024 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا سفيان , عن الأعمش , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله: ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ) قال: ركوعا - من باب صغير ، فجعلوا يدخلون من قبل أستاههم ويقولون: حنطة . فذلك قوله: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) .
1025 - حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي قال، حدثنا أبو أسامة , عن سفيان , عن الأعمش , عن المنهال , عن سعيد , عن ابن عباس قال: أمروا &; 2-114 &; أن يدخلوا ركعا ويقولوا: حطة . قال أمروا أن يستغفروا ، قال: فجعلوا يدخلون من قبل أستاههم من باب صغير ويقولون: حنطة - يستهزئون . فذلك قوله: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) .
1026 - حدثنا الحسن بن يحيي قال، أنبأنا عبد الرازق قال، أنبأنا معمر , عن قتادة والحسن: ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ) قالا دخلوها على غير الجهة التي أمروا بها , فدخلوها متزحفين على أوراكهم , وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم , فقالوا حبة في شعيرة.
1027 - حدثني محمد بن عمرو الباهلي . قال، حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا: حطة , وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا، فلم يسجدوا، ودخلوا على أدبارهم، وقالوا: حنطة . (24)
1028 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا المسجد ويقولوا: حطة . وطؤطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم , فلم يسجدوا ودخلوا على أستاهم إلى الجبل -وهو الجبل الذي تجلى له ربه- وقالوا: حنطة . فذلك التبديل الذي قال الله عز وجل: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) . (25)
1029 - حدثني موسى بن هارون الهمداني [قال، حدثني عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي، عن مرة الهمداني]،عن ابن مسعود أنه قال: إنهم قالوا: " هطى سمقا يا ازبة هزبا " , وهو بالعربية: حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعيرة سوداء . فذلك قوله: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) .
1030 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الأعمش، &; 2-115 &; عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا قال: فدخلوا على أستاهم مقنعي رءوسهم .
1031 - حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا أبي عن النضر بن عدي , عن عكرمة: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا فدخلوا مقنعي رءوسهم - وَقُولُوا حِطَّةٌ فقالوا: حنطة حمراء فيها شعيرة . فذلك قوله: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) .
1032 - حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع بن أنس: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ ، قال: فكان سجود أحدهم على خده . و (قولوا حطة) نحط عنكم خطاياكم , فقالوا: حنطة . وقال بعضهم: حبة في شعيرة، فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم .
1033 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ يحط الله بها عنكم ذنبكم وخطيئاتكم، قال: فاستهزءوا به - يعني بموسى - وقالوا: ما يشاء موسى أن يلعب بنا إلا لعب بنا، حطة حطة !! أي شيء حطة؟ وقال بعضهم لبعض: حنطة .
1034 - حدثنا القاسم بن الحسن قال، حدثني الحسين قال، حدثني حجاج عن ابن جريج , وقال ابن عباس: لما دخلوا قالوا: حبة في شعيرة .
1035 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي سعد بن محمد بن الحسن قال، أخبرني عمي , عن أبيه , عن ابن عباس قال: لما دخلوا الباب قالوا: حبة في شعيرة ," فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم ".
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ
يعني بقوله: (فأنـزلنا على الذين ظلموا)، = على الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله، من تبديلهم القول - الذي أمرهم الله جل وعز أن يقولوه - قولا غيره , ومعصيتهم إياه فيما أمرهم به، وبركوبهم ما قد نهاهم عن ركوبه، = (رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) .
* * *
و " الرِّجز " في لغة العرب، العذاب , وهو غير " الرُّجز ". (26) وذلك أن الرِّجز: البثر، (27) ومنه الخبر الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعون أنه قال: " إنه رجز عذب به بعض الأمم الذين قبلكم " .
1036 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني يونس , عن ابن شهاب قال، أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص , عن أسامة بن زيد , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذا الوجع -أو السقم- رجز عذب له بعض الأمم قبلكم " . (28)
1037 - وحدثني أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة قال، حدثنا عمر بن حفص قال، حدثنا أبي، عن الشيباني، عن رياح بن عبيدة , عن عامر بن سعد قال: شهدت أسامة بن زيد عند سعد بن مالك يقول: قال رسول الله صلى &; 2-117 &; الله عليه وسلم: إن الطاعون رجز أنـزل على من كان قبلكم - أو على بني إسرائيل. (29)
* * *
وبمثل الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
1038 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله: (رجزا)، قال: عذابا .
1039 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم العسقلاني قال، حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله: (فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء)، قال: الرجز، الغضب.
1040 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: لما قيل لبني إسرائيل: - ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة، فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم - بعث الله جل وعز عليهم الطاعون , فلم يبق منهم أحدا. وقرأ: (فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) ، قال: وبقي الأبناء = ففيهم الفضل والعبادة -التي توصف في بني إسرائيل- والخير = وهلك الأباء كلهم , أهلكهم الطاعون .
1041 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: االرِّجز العذاب . وكل شيء في القرآن " رِجز "، فهو عذاب .
&; 2-118 &;
1042 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله: (رجزا)، قال: كل شيء في كتاب الله من " الرِّجز " يعني به العذاب .
* * *
وقد دللنا على أن تأويل " الرِّجز " العذاب . وعذاب الله جل ثناؤه أصناف مختلفة . وقد أخبر الله جل ثناؤه أنه أنـزل على الذين وصفنا أمرهم الرجز من السماء . وجائز أن يكون ذلك طاعونا , وجائز أن يكون غيره . ولا دلالة في ظاهر القرآن ولا في أثر عن الرسول ثابت، (30) أي أصناف ذلك كان .
فالصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله عز وجل: فأنـزلنا عليهم رجزا من السماء بفسقهم.
غير أنه يغلب على النفس صحة ما قاله ابن زيد، للخبر الذي ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخباره عن الطاعون أنه رجز , وأنه عذب به قوم قبلنا . وإن كنت لا أقول إن ذلك كذلك يقينا، لأن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بيان فيه أي أمة عذبت بذلك . وقد يجوز أن يكون الذين عذبوا به، كانوا غير الذين وصف الله صفتهم في قوله: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
وقد دللنا -فيما مضى من كتابنا هذا- على أن معنى " الفسق "، الخروج من الشيء . (31)
فتأويل قوله: (بما كانوا يفسقون) إذا: بما كانوا يتركون طاعة الله عز وجل, فيخرجون عنها إلى معصيته وخلاف أمره.
------------------
الهوامش :
(20) قوله : "قولا" مفعول"تبديلهم" . وأما خبر"كان" فهو قوله : "ما حدثنا به الحسن . . . " .
(21) الحديث: 1019 - رواه أحمد في المسند: 8213 (ج 2 ص 318 حلبي)، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ولكن بلفظ"حبة في شعرة". وكذلك رواه البخاري 6: 312، و8 : 228- 229 (فتح الباري) ، من طريق عبد الرازق. وذكر الحافظ (8: 229) أن لفظ "شعرة" رواية أكثر رواة البخاري، وأن رواية الكشميهني"شعيرة". وذكره ابن كثير 1: 180، ونسبه أيضًا لمسلم والترمذي، من رواية عبد الرزاق.
(22) الحديث: 1020، 1021 - هو الحديث السابق، ولكن رواه الطبري هنا بإسنادين. أحدهما صحيح متصل، والآخر ضعيف فيه راو مبهم بين ابن إسحاق ومحمد ابن أبي محمد.
صالح بن كيسان المدني: تابعي ثقة. وصالح مولى التوأمة: هو ابن نبهان، وهو ثقة أيضًا، إلا أنه تغير بأخرة، فمن روى عنه قديما فحديثه صحيح. وصالح بن كيسان قديم، وهو بلديه، فالراجح أن يكون ممن سمع منه قبل تغيره.
(23) الحديث : 1022 - هو مختصر من الحديث : 1019 . وقد رواه أحمد في المسند : 8095 (ج 2 ص 312 حلبي) عن يحيى بن آدم ، عن ابن المبارك ، بهذا الإسناد ، مطولا . وكذلك رواه البخاري 8 : 125 (فتح الباري) ، مطولا ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي . عن ابن المبارك .
(24) الأثر : 1027 . سيأتي تمامه في رقم : 1116 .
(25) الأثر : 1028 - انظر ما سيأتي رقم : 1117 ، فهو منه .
(26) الرجز (بضم فسكون) ، وهو الذي جاء في قوله تعالى في سورة المدثر : "والرجز فاهجر" . وذكر الطبري فرق ما بينهما في 29 : 92 (بولاق) فقال : "الرجز بضم الراء . . . الأوثان"
(27) البثر : خراج صغار ، كالذي يكون من الطاعون والجدري .
(28) الحديث : 1036 - إسناده صحيح . وقد ذكره ابن كثير 1 : 182 ، وقال : "وهذا الحديث أصله مخرج في الصحيحين ، من حديث الزهري ، ومن حديث مالك عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر - عن عامر بن سعد ، بنحوه" . ورواه أحمد في المسند ، من طريق الزهري (5 : 207 - 208 حلبي) . ورواية أيضًا (5 : 209) ، من طريق حبيب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أسامة بن زيد ، مطولا .
(29) الحديث 1037 - وهذا إسناد آخر صحيح، للحديث السابق. أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة: هو"إبراهيم بن عبد الله بن محمد"، وهو ثقة، روى عنه أيضًا النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم، مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 1 /1/ 110. عمر بن حفص بن غياث: ثقة، روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين. أبوه حفص بن غياث: ثقة مأمون، معروف، أخرج له الجماعة. الشيباني: هو أبو إسحاق، سليمان بن أبي سليمان، ثقة حجة. رياح بن عبيدة: هو بكسر الراء وفتح الياء التحتية المخففة، ووقع في المطبوعة"رباح" بالوحدة، وهو تصحيف. و"عبيدة" بفتح العين وكسر الباء الموحدة، ورياح هذا بصري ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وهو مترجم في التهذيب 3: 299 - 300، والكبير للبخاري 2 / 1 /300، وابن أبي حاتم 1 / 2 /511، والمشتبه للذهبي، ص: 212. وهو غير"رياح بن عبيدة السلمى الكوفي"، فرق بينهما المزى في التهذيب. والذهبي في المشتبه. وأنكر الحافظ ابن حجر ذلك على المزى، ولكنه تبع الذهبي في تبصير المنتبه، ولم يعقب عليه، وهو الصواب، إن شاء الله.
(30) انظر تفسير قوله"ظاهر القرآن" فيما مضى : 2 : 15 والمراجع.
(31) انظر ما سلف 1 : 409 - 410 ، وقد ذكر الآية هناك في أثر عن ابن عباس ، فيه : "أي بما بعدوا عن امري" ، (ص 410 ) .
- ابن عاشور : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
- إعراب القرآن : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
«فَبَدَّلَ» الفاء استئنافية ، بدل فعل ماض. «الَّذِينَ» اسم موصول فاعل. «ظَلَمُوا» فعل ماض وفاعل.
و الجملة صلة الموصول. «قَوْلًا» مفعول به. «غَيْرَ» صفة منصوبة. «الَّذِي» اسم موصول في محل جر بالإضافة. «قِيلَ» فعل ماض مبني للمجهول. «لَهُمْ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف نائب فاعل أو بالفعل قبلهما. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «فَأَنْزَلْنا» الفاء عاطفة. وجملة أنزلنا معطوفة على ما قبلها. «عَلَى الَّذِينَ» متعلقان بأنزلنا. «ظَلَمُوا» فعل وفاعل والجملة صلة الموصول.
«رِجْزاً» مفعول به. «مِنَ السَّماءِ» جار ومجرور متعلقان بالفعل أو بصفة محذوفة لرجز. «بِما كانُوا يَفْسُقُونَ» الباء حرف جر. ما مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر أي بسبب فسقهم.
«كانُوا» كان واسمها. «يَفْسُقُونَ» مضارع وفاعله ، وجملة يفسقون في محل نصب خبرها. «وَإِذِ» الواو استئنافية وإذ ظرف زمان متعلق بفعل اذكر المحذوف.
- English - Sahih International : But those who wronged changed [those words] to a statement other than that which had been said to them so We sent down upon those who wronged a punishment from the sky because they were defiantly disobeying
- English - Tafheem -Maududi : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(2:59) But the transgressors perverted the words said to them entirely into a different thing. So We sent down upon the transgressors a severe torment from the sky : that was the punishment for the disobedience they were showing.
- Français - Hamidullah : Mais à ces paroles les pervers en substituèrent d'autres et pour les punir de leur fourberie Nous leur envoyâmes du ciel un châtiment avilissant
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Doch da tauschten diejenigen die Unrecht taten das Wort gegen ein anderes aus das ihnen nicht gesagt worden war Und da sandten Wir auf diejenigen die Unrecht taten eine unheilvolle Strafe vom Himmel hinab dafür daß sie gefrevelt hatten
- Spanish - Cortes : Pero los impíos cambiaron por otras las palabras que se les habían dicho e hicimos bajar contra los impíos un castigo del cielo por haber obrado perversamente
- Português - El Hayek : Os iníquos permutaram as palavras por outras que não lhe haviam sido ditas pelo que enviamos sobre eles um castigodo céu por sua depravação
- Россию - Кулиев : Беззаконники заменили сказанное им слово другим и Мы ниспослали на беззаконников наказание с неба за то что они поступали нечестиво
- Кулиев -ас-Саади : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
Беззаконники заменили сказанное им слово другим, и Мы ниспослали на беззаконников наказание с неба за то, что они поступали нечестиво.Всевышний не сказал, что все израильтяне заменили сказанное им слово другим, потому что так поступили только несправедливые грешники. Вместо молитвы о прощении они сказали: «Пшеничное зернышко». Они пренебрегли велением Аллаха, посмеявшись над ним. Они чудовищным образом исказили такое простое слово, но еще более тяжким оказался их поступок. Они вползли в город задом, и такое беззаконие обрекло их на наказание от Аллаха.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ama zulmedenler kendilerine söylenmiş olan sözü başka sözle değiştirdiler Biz de zalimlere yoldan çıkmalarından dolayı gökten azab indirdik
- Italiano - Piccardo : Ma gli empi cambiarono la parola che era stata data loro E facemmo scendere dal cielo un castigo sugli empi per castigare la loro perversione
- كوردى - برهان محمد أمين : كهچی ئهوانهی ستهمیان كردبوو یهكسهر گوفتارهكهیان گۆڕی بهشتێك بێجگه لهوهی پێیان وترا بوو واته به لووت بهرزیهوه چوونه ژوورهوه جا ئێمهش له ئاسمانهوه سزایهكمان دابهزانده سهر ئهوانهی ستهمیان كرد بههۆی ئهوهی له فهرمانی خوا دهردهچوون
- اردو - جالندربرى : تو جو ظالم تھے انہوں نے اس لفظ کو جس کا ان کو حکم دیا تھا بدل کر اس کی جگہ اور لفظ کہنا شروع کیا پس ہم نے ان ظالموں پر اسمان سے عذاب نازل کیا کیونکہ نافرمانیاں کئے جاتے تھے
- Bosanski - Korkut : onda su oni koji su bili nepravedni zamijenili drugom Riječ koja im je bila rečena i Mi smo na one koji su bili nepravedni s neba kaznu spustili zato što nisu poslušali;
- Swedish - Bernström : Men de som framhärdade i synd satte andra ord i stället för det som de uppmanats att säga och Vi lät ett straff från ovan drabba [dessa] syndare på grund av deras trots och olydnad
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Lalu orangorang yang zalim mengganti perintah dengan mengerjakan yang tidak diperintahkan kepada mereka Sebab itu Kami timpakan atas orangorang yang zalim itu dari langit karena mereka berbuat fasik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
(Lalu orang-orang yang aniaya mengubah) di antara mereka (perintah yang tidak dititahkan kepada mereka) mereka mengatakan, habbatun fi sya`ratin, bahkan mereka memasukinya bukan dengan bersujud tetapi merangkak di atas pantat mereka. (Maka Kami timpakan atas orang-orang yang aniaya itu) di sini disebutkan "atas orang-orang yang aniaya itu", yang sebenarnya cukup dengan kata ganti 'mereka' saja, dengan maksud sebagai kecaman (siksa) berupa penyakit taun (dari langit disebabkan kefasikan mereka) disebabkan mereka melanggar ketaatan. Maka dalam waktu satu jam ada 70 ribu orang atau mendekati jumlah itu di antara mereka yang mati.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর যালেমরা কথা পাল্টে দিয়েছে যা কিছু তাদেরকে বলে দেয়া হয়েছিল তা থেকে। তারপর আমি অবতীর্ণ করেছি যালেমদের উপর আযাব আসমান থেকে নির্দেশ লংঘন করার কারণে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆனால் அக்கிரமக்காரர்கள் தம்மிடம் கூறப்பட்ட வார்த்தையை அவர்களுக்குச் சொல்லப்படாத வேறு வார்த்தையாக மாற்றிக் கொண்டார்கள்; ஆகவே அக்கிரமங்கள் செய்தவர்கள் மீது இவ்வாறு அவர்கள் பாபம் செய்து கொண்டிருந்த காரணத்தினால் வானத்திலிருந்து நாம் வேதனையை இறக்கிவைத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วบรรดาผู้อธรรมเหล่านั้น ได้เปลี่ยนเอาคำพูดหนึ่งซึ่งมิใช่คำพูดที่ถูกกล่าวแก่พวกเขา เราจึงได้ให้การลงโทษจากฟากฟ้าลงมาแก่บรรดาผู้อธรรมเหล่านั้น เนื่องจากการที่พวกเขาละเมิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас зулм қилганлар уларга айтилган сўзни бошқасига алмаштирдилар Биз зулм қилганларга фисқ қилаётганлари учун осмондан азоб туширдик Бани Исроил яна бузғунчилик қилди Аллоҳ таоло ўргатган ҳиттатун сўзи ўрнига бошқа сўзни алмаштириб айтдилар Имом Бухорий Абу Ҳурайра розийаллоҳу анҳудан ривоят қиладиларки Пайғамбар алайҳиссалом Бани Исроилга эшикдан таъзим қилиб ҳиттатун деб киринглар дейилган эди Улар думбалари билан судралиб сўзни алмаштириб ҳаббатун фи шаъратин деб кирдилар дедилар Ушбу ҳадисдан маълум бўладики улар ҳам амалда ҳам сўзда хилоф қилганлар Сажда таъзим қилиб киринглар дейилса думбалари билан судралиб кирганлар Ҳиттатун деб айтинглар дейилса ҳаббатун фи шаъратин яъни арпа дони ичидаги бир дона дон дейишган Уларнинг бу ишлари ҳам зулм ҳам фисқ–Аллоҳнинг амридан чиқиш эди Шунинг учун Аллоҳ таоло уларга осмондан азоб туширди
- 中国语文 - Ma Jian : 但不义的人改变了他们所奉的嘱言,故我降天灾於不义者,那是由於他们的犯罪。
- Melayu - Basmeih : Kemudian orangorang yang zalim penderhaka itu mengubah perkataan perintah kami yang dikatakan kepada mereka dengan melakukan sebaliknya; maka Kami turunkan ke atas orangorang yang zalim itu bala bencana dari langit dengan sebab mereka sentiasa berlaku fasik menderhaka
- Somali - Abduh : markaasay ku badaleen kuwwi dulmi falay hadalkii loo yidhi mid aan ahayn markaasaan kaga soodajinay kuwii dulmiga falay Cadaab samada faasiqnimadoodii ay falayeen darteed
- Hausa - Gumi : Sai waɗanda suka yi zalunci suka sake magana watar wannan da aka ce musu saboda haka muka saukar a kan waɗanda suka yi zãlunci da azãba daga sama sabõda abin da suka kasance suna yi na fãsiƙanci
- Swahili - Al-Barwani : Lakini walio dhulumu waliibadili kauli isiyo kuwa waliyo ambiwa Kwa hivyo tukaiteremsha juu ya wale walio dhulumu adhabu kutoka mbinguni kwa sababu ya walivyo kuwa wamepotoka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ata që dëmtuan veten duke ndryshuar fjalën me një fjalë tjetër në tallje Ne u sollëm atyre – mëkatarëve një dënim nga qielli meqë bënin ngatërresa;
- فارسى - آیتی : امّا ستمكاران آن سخن را ديگر كردند و بر آنان به جزاى عصيانى كه كرده بودند عذابى آسمانى فرود آورديم.
- tajeki - Оятӣ : Аммо ситамкорон он суханро дигар карданд ва бар онон ба ҷазои гуноҳе, ки карда буданд, азобе осмонӣ фуруд овардем.
- Uyghur - محمد صالح : زۇلۇم قىلغۇچىلار ئۆزلىرىگە سۆزلەنگەن سۆزنى باشقا سۆزگە ئۆزگەرتىۋەتتى، زۇلۇم قىلغۇچىلار يولدىن چىققانلىقلىرى (يەنى اﷲ قا ئاسىيلىق قىلغانلىقلىرى) ئۈچۈن، ئۇلارغا ئاسماندىن ئازاب چۈشۈردۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് ആ അക്രമികള്, തങ്ങളോടു പറഞ്ഞതിനെ മാറ്റി മറ്റൊന്ന് സ്വീകരിച്ചു. അതിനാല് ആ അക്രമികള്ക്കുമേല് നാം മുകളില്നിന്ന് ശിക്ഷയിറക്കി. അവര് അധര്മം പ്രവര്ത്തിച്ചതിനാല്.
- عربى - التفسير الميسر : فبدل الجائرون الضالون من بني اسرائيل قول الله وحرفوا القول والفعل جميعا اذ دخلوا يزحفون على استاههم وقالوا حبه في شعره واستهزءوا بدين الله فانزل الله عليهم عذابا من السماء بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعه الله