- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ وَقَفَّيْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ بِٱلرُّسُلِ ۖ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدْنَٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌۢ بِمَا لَا تَهْوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ۖ وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ۗ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون
- عربى - التفسير الميسر : ولقد أعطينا موسى التوراة، وأتبعناه برسل من بني إسرائيل، وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات، وقوَّيناه بجبريل عليه السلام. أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم، استعليتم عليه، فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟
- السعدى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
يمتن تعالى على بني إسرائيل أن أرسل لهم كليمه موسى, وآتاه التوراة, ثم تابع من بعده بالرسل الذين يحكمون بالتوراة, إلى أن ختم أنبياءهم بعيسى ابن مريم عليه السلام، وآتاه من الآيات البينات ما يؤمن على مثله البشر، { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } أي: قواه الله بروح القدس. قال أكثر المفسرين: إنه جبريل عليه السلام, وقيل: إنه الإيمان الذي يؤيد الله به عباده. ثم مع هذه النعم التي لا يقدر قدرها, لما أتوكم { بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ } عن الإيمان بهم، { فَفَرِيقًا } منهم { كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ } فقدمتم الهوى على الهدى, وآثرتم الدنيا على الآخرة، وفيها من التوبيخ والتشديد ما لا يخفى.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
ثم ذكرهم - سبحانه - بعد ذلك بلون آخر من ألوان جناياتهم ، فقال تعالى :
( وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب وَقَفَّيْنَا . . . )
ففي هاتين الآيتين تذكير لبنى إسرائيل بضرب من النعم التي أمدهم الله بها ثم قابلوها بالكفر والإجرام.
والمراد بالكتاب الذي أعطاه الله لموسى التوراة، فقد أنزلها عليه لهدايتهم ولكنهم حرفوها وبدلوها وخالفوا أوامره وأولوها تأويلا سقيما.
ومعنى وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ أردفنا وأرسلنا من بعد موسى رسلا كثيرين متتابعين، لإرشاد بنى إسرائيل، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
يقال: قفا أثره يقفوه قفوا وقفوا، إذا تبعه. وقفى على أثره بفلان إذا أتبعه إياه. وقفيته زيدا وبه: أتبعته إياه. واشتقاقه من: قفوته إذا أتبعت قفاه، والقفا مؤخر العنق، ثم أطلق على كل تابع ولو بعد الزمن بينه وبين متبوعه.
والرسل: جمع رسول بمعنى مرسل، وقد أرسل الله- تعالى- رسلا بعد موسى- عليه السلام-: منهم: داود، وسليمان، وإلياس، واليسع، ويونس، وزكريا، ويحيى- عليهم الصلاة والسلام-.
فمن مظاهر نعم الله على بنى إسرائيل، أنه لم يكتف بإنزال الكتب لهدايتهم، وإنما أرسل فيهم بجانب ذلك رسلا متعددين، لكي يبشروهم وينذروهم، ولكن بنى إسرائيل قابلوا نعم الله بالجحود والكفران، فقد حرفوا كتب الله، وقتلوا بعض أنبيائه.
والمراد بالبينات في قوله: وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ الحجج والبراهين والآيات الدالة على صدقه وصحة نبوته، فتشمل كل معجزة أعطاها الله لعيسى كإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، والإخبار ببعض المغيبات، وغير ذلك من المعجزات التي أيد الله بها عيسى- عليه السلام-.
وخص القرآن عيسى بالذكر لكونه صاحب كتاب هو الإنجيل، ولأن شرعه نسخ أحكاما من شريعة موسى- عليه السلام-.
وفي إضافة عيسى إلى أمه إبطال لما يزعمه اليهود من أن له أبا من البشر.
وقوله: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أى: قويناه مأخوذ من الأيد وهو القوة.
وروح القدس هو جبريل- عليه السلام-، قال- تعالى-:
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ، والإضافة فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة، أى: الروح المقدس. ووصف بالقدس لطهارته وبركته. وسمى روحا لمشابهته الروح الحقيقي في أن كلا منهما مادة لحياة البشر. فجبريل من حيث ما يحمل من الرسالة الإلهية تحيا به القلوب. والروح تحيا به الأجسام.
أى: أننا أعطينا عيسى بن مريم الحجج الدالة على صدقه في نبوته وقويناه على ذلك كله بوحينا الذي أوحيناه إليه عن طريق جبريل- عليه- السلام-.
ثم وبخ الله اليهود على أفعالهم القبيحة فقال: أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ.
أى: أفكلما جاءكم يا بنى إسرائيل رسول بما لا تحبه أنفسكم الشريرة استكبرتم عن اتباعه والإيمان به وأقبلتم على هؤلاء الرسل ففريقا منهم كذبتم، وفريقا آخر منهم تقتلونه غير مكتفين بالتكذيب:
وتهوى: من هوى إذا أحب «والهوى يكون في الحق ويكون في الباطل كما في هذه الآية.
واستكبرتم: تكبرتم، والتكبر ينشأ عن الاعجاب بالنفس الذي هو أثر الجهل بها. وهو من الصفات التي متى تمكنت في النفس أوردتها المهالك، وساقتها إلى سوء المصير.
وقدم تكذيبهم للرسل على قتلهم إياهم، لأن التكذيب أول ما يصدر عنهم من الشر.
وعبر في جانب القتل بالفعل المضارع فقال: تَقْتُلُونَ ولم يقل قتلتم كما قال كذبتم، لأن الفعل المضارع كما هو المألوف في أساليب البلاغة. يستعمل في الأفعال الماضية التي بلغت من الفظاعة مبلغا عظيما. ووجهه أن المتكلم يعمد بذلك الفعل القبيح كقتل الأنبياء، ويعبر عنه بالفعل المضارع الذي يدل بحسب وضعه على الفعل الواقع في الحال. فكأنه أحضر صورة قتل الأنبياء أمام السامع، وجعله ينظر إليها بعينه، فيكون إنكاره لها أبلغ، واستفظاعه لها أعظم.
- البغوى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
قوله تعالى : {ولقد آتينا} أعطينا.
{موسى الكتاب} التوراة، جملة واحده.
{وقفينا} وأتبعنا.
{من بعده بالرسل} رسولا بعد رسول.
{وآتينا عيسى ابن مريم البينات} الدلالات الواضحات وهي ما ذكر الله في سورة آل عمران والمائدة، وقيل: أراد الإنجيل.
{وأيدناه} قويناه.
{بروح القدس} قرأ ابن كثير القدس بسكون الدال والآخرون بضمها وهما لغتان مثل الرُّعب والرَّعب ، واختلفوا في روح القدس:
قال الربيع وغيره: "أراد بالروح الروح الذي نفخ فيه، والقدس هو الله أضافه إلى نفسه تكريماً وتخصيصاً نحو بيت الله، وناقة الله، كما قال : {فنفخنا فيه من روحنا} [12- التحريم]، {وروح منه} [171-النساء]". وقيل: أراد بالقدس الطهارة؛ يعني الروح الطاهرة، سمى روحه قدساً لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحولة ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث إنما كان أمراً من الله تعالى.
قال قتادة والسدي و لضحاك: "روح القدس جبريل عليه السلام".
قيل: وصف جبريل بالقدس أي بالطهارة لأنه لم يقترف ذنباً.
قال الحسن : "القدس هو الله وروحه جبريل قال الله تعالى : {قل نزله روح القدس من ربك بالحق} [102- النحل] وتأييد عيسى بجبريل عليهما السلام أنه أمر أن يسير معه حيث سار حتى صعد به الله إلى السماء".
وقيل: سمي جبريل عليه السلام روحاً للطافته ولمكانته من الوحي الذي هو سبب حياة القلوب.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: "روح القدس هو اسم الله تعالى الأعظم به كان يحيي الموتى ويرى الناس به العجائب".
وقيل: هو الإنجيل جعل له روحا كما جعل القرآن روحا لمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه سبب لحياة القلوب، قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} [52- الشورى] فلما سمع اليهود ذكر عيسى عليه السلام قالوا: يامحمد لا مثل عيسى -كما تزعم- عملت، ولا كما تقص علينا من الأنبياء فعلت، فأتنا بما أتى به عيسى إن كنت صادقا.
قال الله تعالى: {أفكلما جاءكم} يا معشر اليهود.
{رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم} تكبرتم وتعظمتم عن الإيمان.
{ففريقاً} طائفة.
{كذبتم} مثل عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
{وفريقا تقتلون} أي قتلتم مثل زكريا ويحيى وشعيا وسائر من قتلوه من الأنبياء عليهم السلام .
- ابن كثير : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
ينعت ، تبارك وتعالى ، بني إسرائيل بالعتو والعناد والمخالفة ، والاستكبار على الأنبياء ، وأنهم إنما يتبعون أهواءهم ، فذكر تعالى أنه آتى موسى الكتاب وهو التوراة فحرفوها وبدلوها ، وخالفوا أوامرها وأولوها . وأرسل الرسل والنبيين من بعده الذين يحكمون بشريعته ، كما قال تعالى : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) الآية [ المائدة : 44 ] ، ولهذا قال : ( وقفينا من بعده بالرسل ) قال السدي ، عن أبي مالك : أتبعنا . وقال غيره : أردفنا . والكل قريب ، كما قال تعالى : ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) [ المؤمنون : 44 ] حتى ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم ، فجاء بمخالفة التوراة في بعض الأحكام ، ولهذا أعطاه الله من البينات ، وهي : المعجزات . قال ابن عباس : من إحياء الموتى ، وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله ، وإبرائه الأسقام ، وإخباره بالغيوب ، وتأييده بروح القدس ، وهو جبريل عليه السلام ما يدلهم على صدقه فيما جاءهم به . فاشتد تكذيب بني إسرائيل له وحسدهم وعنادهم لمخالفة التوراة في البعض ، كما قال تعالى إخبارا عن عيسى : ( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم ) الآية [ آل عمران : 50 ] . فكانت بنو إسرائيل تعامل الأنبياء عليهم السلام أسوأ المعاملة ، ففريقا يكذبونه . وفريقا يقتلونه ، وما ذاك إلا لأنهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التوراة التي قد تصرفوا في مخالفتها ، فلهذا كان يشق ذلك عليهم ، فيكذبونهم ، وربما قتلوا بعضهم ; ولهذا قال تعالى : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )
والدليل على أن روح القدس هو جبريل ، كما نص عليه ابن مسعود في تفسير هذه الآية ، وتابعه على ذلك [ ابن عباس و ] محمد بن كعب القرظي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وعطية العوفي ، وقتادة مع قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين [ بلسان عربي مبين ] ) [ الشعراء : 193 - 195 ] ما قال البخاري : وقال ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد ، فكان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أيد حسان بروح القدس كما نافح عن نبيك " . وهذا من البخاري تعليق .
وقد رواه أبو داود في سننه ، عن لوين ، والترمذي ، عن علي بن حجر ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه وهشام بن عروة ، كلاهما عن عروة ، عن عائشة به . وقال الترمذي : حسن صحيح ، وهو حديث أبي الزناد .
وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أن عمر مر بحسان ، وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه ، فقال : قد كنت أنشد فيه ، وفيه من هو خير منك . ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس " ؟ . فقال : اللهم نعم .
وفي بعض الروايات : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان : " اهجهم أو : هاجهم وجبريل معك " .
[ وفي شعر حسان قوله :
وجبريل رسول الله ينادي وروح القدس ليس به خفاء ]
وقال محمد بن إسحاق : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ، عن شهر بن حوشب الأشعري : أن نفرا من اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أخبرنا عن الروح . فقال : " أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل ، هل تعلمون أنه جبريل ؟ وهو الذي يأتيني ؟ " قالوا : نعم .
[ وفي صحيح ابن حبان أظنه عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن روح القدس نفخ في روعي : إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " ] .
أقوال أخر :
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا منجاب بن الحارث ، حدثنا بشر ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( بروح القدس ) قال : هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى يحيي به الموتى . وقال ابن جرير : حدثت عن المنجاب . فذكره . قال ابن أبي حاتم : وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك . [ ونقله القرطبي عن عبيد بن عمير أيضا قال : وهو الاسم الأعظم ] .
وقال ابن أبي نجيح : الروح هو حفظة على الملائكة .
وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس : القدس هو الرب تبارك وتعالى . وهو قول كعب . وقال السدي : القدس : البركة . وقال العوفي ، عن ابن عباس : القدس : الطهر .
[ وحكى القرطبي عن مجاهد والحسن البصري أنهما قالا : القدس : هو الله تعالى ، وروحه : جبريل ، فعلى هذا يكون القول الأول ] .
وقال ابن جرير : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القدس ) قال : أيد الله عيسى بالإنجيل روحا كما جعل القرآن روحا ، كلاهما روح من الله ، كما قال تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) [ الشورى : 52 ] .
ثم قال ابن جرير : وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال : الروح في هذا الموضع جبريل ، لأن الله ، عز وجل ، أخبر أنه أيد عيسى به ، كما أخبر في قوله : ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) الآية [ المائدة : 110 ] . فذكر أنه أيده به ، فلو كان الروح الذي أيده به هو الإنجيل ، لكان قوله : ( إذ أيدتك بروح القدس ) ( وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) تكرير قول لا معنى له ، والله أعز أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به .
قلت : ومن الدليل على أنه جبريل ما تقدم في أول السياق ; ولله الحمد .
وقال الزمخشري ( بروح القدس ) بالروح المقدسة ، كما يقول : حاتم الجود ورجل صدق ، ووصفها بالقدس كما قال : ( وروح منه ) فوصفه بالاختصاص والتقريب تكرمة ، وقيل : لأنه لم تضمه الأصلاب والأرحام الطوامث ، وقيل : بجبريل ، وقيل : بالإنجيل ، كما قال في القرآن : ( روحا من أمرنا ) [ الشورى : 52 ] وقيل باسم الله الأعظم الذي كان يحيي الموتى بذكره ، وتضمن كلامه قولا آخر وهو أن المراد روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة .
وقال الزمخشري في قوله : ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) إنما لم يقل : وفريقا قتلتم ; لأنه أراد بذلك وصفهم في المستقبل أيضا لأنهم حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم والسحر ، وقد قال ، عليه السلام ، في مرض موته : " ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري " ، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره .
- القرطبى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب يعني التوراة . وقفينا أي أتبعنا والتقفية : الإتباع والإرداف ، مأخوذ من إتباع القفا وهو مؤخر العنق . تقول استقفيته إذا جئت من خلفه ، ومنه سميت قافية الشعر ; لأنها تتلو سائر الكلام . والقافية : القفا ، ومنه الحديث : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم . والقفي والقفاوة : ما يدخر من اللبن وغيره لمن تريد إكرامه . وقفوت الرجل : قذفته بفجور . وفلان قفوتي أي تهمتي . وقفوتي أي خيرتي . قال ابن دريد كأنه من الأضداد . قال العلماء : وهذه الآية مثل قوله تعالى : ثم أرسلنا رسلنا تترى . وكل رسول جاء بعد موسى فإنما جاء بإثبات التوراة والأمر بلزومها إلى عيسى عليه السلام . ويقال : رسل ورسل لغتان ، الأولى لغة الحجاز ، والثانية لغة تميم ، وسواء كان مضافا أو غير مضاف . وكان أبو عمرو يخفف إذا أضاف إلى حرفين ، ويثقل إذا أضاف إلى حرف واحد .
قوله تعالى : وآتينا عيسى ابن مريم البينات أي الحجج والدلالات ، وهي التي ذكرها الله في " آل عمران " و " المائدة " ، قاله ابن عباس . وأيدناه أي قويناه . وقرأ مجاهد وابن محيصن " آيدناه " بالمد ، وهما لغتان . بروح القدس روى أبو مالك وأبو صالح عن ابن عباس ومعمر عن قتادة قالا : جبريل عليه السلام . وقال حسان :
وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس به خفاء
قال النحاس : وسمي جبريل روحا وأضيف إلى القدس ; لأنه كان بتكوين الله عز وجل له روحا من غير ولادة والد ولده ، وكذلك سمي عيسى روحا لهذا . وروى غالب بن عبد الله عن مجاهد قال : القدس هو الله عز وجل . وكذا قال الحسن : القدس هو الله ، وروحه جبريل . وروى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس : بروح القدس قال : هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى الموتى ، وقاله سعيد بن جبير وعبيد بن عمير ، وهو اسم الله الأعظم . وقيل : المراد الإنجيل ، سماه روحا كما سمى الله القرآن روحا في قوله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا . والأول أظهر ، والله تعالى أعلم . والقدس : الطهارة . وقد تقدم .
قوله تعالى : أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم أي بما لا يوافقها ويلائمها ، وحذفت الهاء لطول الاسم ، أي بما لا تهواه . استكبرتم عن إجابته احتقارا للرسل ، واستبعادا للرسالة . وأصل الهوى الميل إلى الشيء ، ويجمع أهواء ، كما جاء في التنزيل ، ولا يجمع أهوية ، على أنهم قد قالوا في ندى : أندية ، قال الشاعر :
في ليلة من جمادى ذات أندية لا يبصر الكلب في ظلمائها الطنبا
قال الجوهري : وهو شاذ وسمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى النار ، ولذلك لا يستعمل في الغالب إلا فيما ليس بحق وفيما لا خير فيه ، وهذه الآية من ذلك . وقد يستعمل في الحق ، ومنه قول عمر رضي الله عنه في أسارى بدر : فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت . وقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الحديث : والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك . أخرجهما مسلم .
قوله تعالى : ففريقا كذبتم ففريقا منصوب ب كذبتم ، وكذا وفريقا تقتلون فكان ممن كذبوه عيسى ومحمد عليهما السلام ، وممن قتلوه يحيى وزكريا عليهما السلام ، على ما يأتي بيانه في " سبحان " إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (آتينا موسى الكتاب): أنـزلناه إليه. وقد بينا أن معنى " الإيتاء " الإعطاء، فيما مضى قبل. (49)
* * *
و " الكتاب " الذي آتاه الله موسى عليه السلام، هو التوراة.
وأما قوله: (وقفينا)، فإنه يعني: وأردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض, كما يقفو الرجل الرجل: إذا سار في أثره من ورائه. وأصله من " القفا ", يقال منه: " قفوت فلانا: إذا صرت خلف قفاه, كما يقال: " دبرته ": إذا صرت في دبره.
* * *
ويعني بقوله: (من بعده)، من بعد موسى.
* * *
ويعني بـ(الرسل): الأنبياء, وهم جمع "
رسول ". يقال: " هو رسول وهم رسل ", كما يقال: " هو صبور وهم قوم صبر, وهو رجل شكور وهم قوم شكر.* * *
وإنما يعني جل ثناؤه بقوله: (وقفينا من بعده بالرسل)، أي أتبعنا بعضهم بعضا على منهاج واحد وشريعة واحدة. لأن كل من بعثه الله نبيا بعد موسى صلى الله عليه وسلم إلى زمان عيسى ابن مريم, فإنما بعثه يأمر بني إسرائيل بإقامة التوراة، والعمل بما فيها، والدعاء إلى ما فيها. فلذلك قيل: (وقفينا من بعده بالرسل)، يعني على منهاجه وشريعته, والعمل بما كان يعمل به.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وآتينا عيسى ابن مريم البينات)، أعطينا عيسى ابن مريم.
* * *
ويعني بـ " البينات " التي آتاه الله إياها: ما أظهر على يديه من الحجج والدلالة على نبوته: من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، ونحو ذلك من الآيات، التي أبانت منـزلته من الله, ودلت على صدقه وصحة نبوته، كما:-
1483 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق قال، حدثنا محمد بن أبي محمد, عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (وآتينا عيسى ابن مريم البينات): أي الآيات التي وضع على يديه: من إحياء الموتى, وخلقه من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله, وإبراء الأسقام, والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم, وما رد عليهم من التوراة، مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ
قال أبو جعفر: أما معنى قوله: (وأيدناه)، فإنه قويناه فأعناه, كما:-
1484 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر, عن الضحاك: (وأيدناه)، يقول: نصرناه. يقال منه: " أيدك الله "، أي قواك," وهو رجل ذو أَيْد، وذو آد ", يراد: ذو قوة. ومنه قول العجاج:
من أن تبدلت بآدي آدا (50) *
يعني: بشبابي قوة المشيب، ومنه قول الآخر: (51)
إن القــداح إذا اجــتمعن فرامهــا
بالكســـر ذو جَــلَد وبطش أيِّــد (52)
يعني بالأيد: القوي.
* * *
ثم اختلف في تأويل قوله: (بروح القدس). فقال بعضهم: " روح القدس " الذي أخبر الله تعالى ذكره أنه أيد عيسى به، هو جبريل عليه السلام.
* ذكر من قال ذلك:
1485 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: (وأيدناه بروح القدس) قال: هو جبريل.
1486 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي قوله: (وأيدناه بروح القدس)، قال: هو جبريل عليه السلام.
1487 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير, عن جويبر, عن الضحاك في قوله: (وأيدناه بروح القدس)، قال: روح القدس، جبريل.
1488 - حدثنا عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: (وأيدناه بروح القدس)، قال: أيد عيسى بجبريل، وهو روح القدس.
1489 - وقال ابن حميد، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المكي, عن شهر بن حوشب الأشعري: أن نفرا من اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أخبرنا عن الروح. قال: أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل؟ وهو [الذي] يأتيني؟ قالوا: نعم. (53)
وقال آخرون: الروح الذي أيد الله به عيسى، هو الإنجيل.
* ذكر من قال ذلك:
1490 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وأيدناه بروح القدس)، قال: أيد الله عيسى بالإنجيل روحا، كما جعل القرآن روحا كلاهما روح الله, كما قال الله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا [ الشورى: 52].
* * *
وقال آخرون: هو الاسم الذي كان عيسى يحيي به الموتى.
* ذكر من قال ذلك:
1491 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (وأيدناه بروح القدس)، قال: هو الاسم الذي كان يحيي عيسى به الموتى.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال: " الروح " في هذا الموضع جبريل. لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه أيد عيسى به, كما أخبر في قوله: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ [المائدة: 110]، فلو كان الروح الذي أيده الله به هو الإنجيل، لكان قوله: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، و " إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل "، تكرير قول لا معنى له. وذلك أنه على تأويل قول من قال: معنى إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، إنما هو: إذ أيدتك بالإنجيل - وإذ علمتك الإنجيل. وهو لا يكون به مؤيدا إلا وهو مُعَلَّمُه، فذلك تكرير كلام واحد، من غير زيادة معنى في أحدهما على الآخر. وذلك خلف من الكلام, (54) والله تعالى ذكره يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة. وإذْ كان ذلك كذلك، فَبَيِّنٌ فساد قول من زعم أن " الروح " في هذا الموضع، الإنجيل, وإن كان جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الميتة, وتنتعش بها النفوس المولية, وتهتدي بها الأحلام الضالة.
* * *
وإنما سمى الله تعالى جبريل " روحا " وأضافه إلى " القدس "، لأنه كان بتكوين الله له روحا من عنده، من غير ولادة والد ولده, فسماه بذلك " روحا "، وأضافه إلى " القدس " - و " القدس "، هو الطهر - كما سمي عيسى ابن مريم " روحا " لله من أجل تكوينه له روحا من عنده من غير ولادة والد ولده.
* * *
وقد بينا فيما مضى من كتابنا هذا، أن معنى " التقديس ": التطهير, و " القدس "- الطهر، من ذلك. وقد اختلف أهل التأويل في معناه في هذا الموضع نحو اختلافهم في الموضع الذي ذكرناه. (55)
1492 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: القدس، البركة.
1493 - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه قال: القدس، وهو الرب تعالى ذكره.
1494 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (وأيدناه بروح القدس)، قال: الله، القدس, وأيد عيسى بروحه، قال: نعت الله، القدس. وقرأ قول الله جل ثناؤه: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ [الحشر: 23]، قال: القدس والقدوس، واحد.
1495 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني عمرو بن الحارث, عن سعيد بن أبي هلال، [عن هلال] بن أسامة, عن عطاء بن يسار قال، قال كعب: الله، القدس. (56)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم)، اليهود من بني إسرائيل.
1496 - حدثني بذلك محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد.
* * *
قال أبو جعفر: يقول الله جل ثناؤه لهم: يا معشر يهود بني إسرائيل, لقد آتينا موسى التوراة, وتابعنا من بعده بالرسل إليكم, وآتينا عيسى ابن مريم البينات والحجج، إذ بعثناه إليكم, وقويناه بروح القدس، وأنتم كلما جاءكم رسول من رسلي بغير الذي تهواه نفوسكم استكبرتم عليهم - تجبرا وبغيا - استكبار إمامكم إبليس، فكذبتم بعضا منهم. وقتلتم بعضا. فهذا فعلكم أبدا برسلي.
* * *
وقوله: (أفكلما)، وإن كان خرج مخرج التقرير في الخطاب، فهو بمعنى الخبر.
--------------
الهوامش:
(49) انظر ما سلف 1 : 574 .
(50) زيادة ديوانه : 76 ، واللسان (آود) (أيد) ومجاز القرآن : 46 ، وأمالي الزجاجي : 39 في خبر ، ورواه :
فــــإن تبـــدلت بـــآدي آدا
لــم يــك ينــآد فأمســى انـآدا
فقـــد أرانــي أصــل القعــادا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والقعاد: القواعد من النساء، جمع على جمع المذكر، كما قال القطامي:
أبصــارهن إلــى الشـبان مائلـة
وقــد أراهـن عنـي غـير صـداد
يعني : غير صواد .
(51) ينسب البيت - من أبيات - لعبد الملك بن مروان ، والصواب أنه لعبد الله بن عبد الأعلى ابن أبي عمرة الشيباني . مولى بني شيبان (تاريخ الطبري 4 : 22 / وسمط اللآلئ : 963 ترجمته) .
(52) البيت من أبيات جياد رواها أبو العباس المبرد في التعازي والمراثي ورقة : 105 ، 106 ، والمسعودى في مروج الذهب 3 : 104 ، ولباب الآداب : 31 ، وجاء بيت الشاهد في تاريخ الإسلام للذهبي 3 : 280 ، وتاريخ ابن كثير 9 : 67 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 147 ، واختلفت رواية البيت الشاهد . وقد أوصى عبد الملك بن مروان بنيه وصية جليلة ، ثم قال لهم احفظوا عني هذه الأبيات - يعني شعر عبد الله بن عبد الأعلى - أمرهم أن يجتمعوا ولا يتفرقوا فتذهب ريحهم . وبعد البيت :
عـزت ولـم تكسـر, وإن هـي بددت
فـــالوهن والتكســـير للمتبــدد
(53) الحديث : 1489 - وقع في المطبوعة "حدثنا سلمة، عن إسحاق" . وهو خطأ ، صوابه"عن ابن إسحاق" . عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المكي : ثقة فقيه ، من شيوخ الليث ومالك . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 / 2 /97 . شهر بن حوشب الأشعري : تابعي ثقة ، ومن تكلم فيه فلا حجة له . وقد فصلنا القول في توثيقه ، في شرح المسند : 5007 . وهو مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري . 2 /2 / 659 - 260 ، وابن سعد 7 /2 /158 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 382 - 383 . ولكن هذا الحديث مرسل ، فإن شهرا تابعي كما قلنا . ومعناه - في تفسير"الروح" بأنه جبريل - ثابت في أحاديث صحاح متكاثرة . ذكر منها ابن كثير 1 : 227 حديث ابن مسعود ، في صحيح ابن حبان ، مرفوعا : "إن روح القدس نقث في روعي : أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" . وقد ذكرنا في شرحنا رسالة الشافعي . رقم : 306 كثيرا من هذا المعنى . وهذا الحديث جزء من حديث مطول ، سيأتي بهذا الإسناد رقم : 1606 .
(54) الخلف : الرديء الفاسد من القول . يقال في المثل : "سكت ألفا ونطق خلفا" ، للرجل يطيل الصمت ، فإذا تكلم تكلم بالخطأ والخطل .
(55) انظر ما سلف 1 : 475 - 476 .
(56) الخبر: 1495 - هو كلمة من كلام كعب الأحبار. أما الإسناد إليه ففيه إشكال. ولعله خطأ من الناسخين. فليس في الرواة - فيما علمنا - من يسمى"سعيد بن أبي هلال بن أسامة" كما كان في المطبوعة. وإنما صوابه ما رجحنا إثباته، بزيادة [عن هلال].
فسعيد بن أبي هلال الليثي المدني المصري: ثقة من أتباع التابعين، يروي عنه عمرو بن الحارث (الذي سبقت ترجمته في 1387). وسعيد مترجم في التهذيب، وفي الكبير للبخاري 2 / 1 /475، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 71 . وهلال بن أسامة: هو: "هلال بن علي بن أسامة المدني " ، وبعضهم نسبه إلى جده ، فقال: ابن أسامة"، كما في التهذيب، وهو ثقة. مترجم أيضًا في الكبير للبخاري 4 / 2 /204 - 205، وابن أبي حاتم 4 /2 /76. وقد فصلنا القول في ترجمته، في شرح المسند: 7346.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
«قَفَّيْنا» قفاه في الأصل تبع أثره. والقفا مؤخر العنق ومنه قافية الشعر.
«وَلَقَدْ» الواو عاطفة اللام واقعة في جواب القسم المحذوف قد حرف تحقيق. «آتَيْنا» فعل ماض وفاعل. «مُوسَى» مفعول به «الْكِتابَ» مفعول به ثان. والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. «وَقَفَّيْنا» معطوفة. «مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ» متعلقان بالفعل قفينا والجملة معطوفة. «وَآتَيْنا عِيسَى» ماض وفاعل ومفعول به. «ابْنَ» بدل. «مَرْيَمَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة اسم علم أعجمي. «الْبَيِّناتِ» مفعول به ثان منصوب بالكسرة جمع مؤنث سالم. وجملة آتينا معطوفة. «وَأَيَّدْناهُ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة. «بِرُوحِ» متعلقان بأيدناه. «الْقُدُسِ» مضاف إليه. «أَفَكُلَّما» الهمزة للاستفهام ، الفاء استئنافية ، كلما مفعول فيه ظرف زمان متضمن معنى الشرط ومتعلق بجوابه. «جاءَكُمْ» فعل ماض ومفعول به مقدم. «رَسُولٌ» فاعل مؤخر والجملة في محل
جر مضاف إليه «بِما» متعلقان بصفة لرسول «لا» نافية «تَهْوى » مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «أَنْفُسُكُمُ» فاعل والهاء مضاف إليه «فَفَرِيقاً» الفاء عاطفة وفريقا مفعول به مقدم للفعل الماضي. «كَذَّبْتُمْ» والجملة معطوفة. «وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ» الجملة معطوفة.
- English - Sahih International : And We did certainly give Moses the Torah and followed up after him with messengers And We gave Jesus the son of Mary clear proofs and supported him with the Pure Spirit But is it [not] that every time a messenger came to you [O Children of Israel] with what your souls did not desire you were arrogant And a party [of messengers] you denied and another party you killed
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ(2:87) And We gave Moses the Book and sent after him a train of Messengers in succession. Then We sent Jesus, son of Mary, with clear Signs and supported him with the Holy Spirit. *93 Then how is it that whenever a Messenger came to you wish that which did not suit your lusts, you grew rebellious against him, and repudiated some and slew others.
- Français - Hamidullah : Certes Nous avons donné le Livre à Moïse; Nous avons envoyé après lui des prophètes successifs Et Nous avons donné des preuves à Jésus fils de Marie et Nous l'avons renforcé du Saint-Esprit Est-ce qu'à chaque fois qu'un Messager vous apportait des vérités contraires à vos souhaits vous vous enfliez d'orgueil Vous traitiez les uns d'imposteurs et vous tuiez les autres
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir gaben bereits Musa die Schrift und ließen nach ihm die Gesandten folgen Und Wir gaben 'Isa dem Sohn Maryams die klaren Beweise und stärkten ihn mit dem Heiligen Geist War es nicht so daß jedesmal wenn euch Juden ein Gesandter etwas überbrachte was euren Neigungen nicht entsprach ihr euch hochmütig verhieltet indem ihr eine Gruppe der Gesandten der Lüge bezichtigtet und eine andere Gruppe tötetet
- Spanish - Cortes : Dimos a Moisés la Escritura y mandamos enviados después de él Dimos a Jesús hijo de María las pruebas claras y le fortalecimos con el Espíritu Santo ¿Es que tenías que mostraros altivos siempre que venía a vosotros un enviado con algo que no deseabais A unos les desmentisteis a otros les disteis muerte
- Português - El Hayek : Concedemos o Livro a Moisés e depois dele enviamos muitos mensageiros e concedemos a Jesus filho de Maria asevidências e o fortalecemos com o Espírito da Santidade Cada vez que vos era apresentado um mensageiro contrário aosvossos interesses vós vos ensoberbecíeis Desmentíeis uns e assassináveis outros
- Россию - Кулиев : Мы даровали Мусе Моисею Писание и отправили вслед за ним череду посланников Мы даровали Исе Иисусу сыну Марьям Марии ясные знамения и укрепили его Святым Духом Джибрилем Неужели каждый раз когда посланник приносил вам то что было вам не по душе вы проявляли высокомерие нарекали лжецами одних и убивали других
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
Мы даровали Мусе (Моисею) Писание и отправили вслед за ним череду посланников. Мы даровали Исе (Иисусу), сыну Марьям (Марии), ясные знамения и укрепили его Святым Духом (Джибрилом). Неужели каждый раз, когда посланник приносил вам то, что было вам не по душе, вы проявляли высокомерие, нарекали лжецами одних и убивали других?Всевышний напомнил сынам Исраила о милости, которая была оказана им, когда Аллах отправил к ним пророка Мусу - пророка, который беседовал с Господом и принес им Тору. Вслед за ним были отправлены другие посланники, каждый из которых принимал решения на основании Торы. Последним из них был пророк Иса, которому Аллах даровал ясные знамения. Их было вполне достаточно для того, чтобы люди уверовали в него. А наряду с этим, Аллах поддержал его Святым Духом. Большинство комментаторов считали, что речь идет об ангеле Джибриле. Согласно другому толкованию, Святым Духом является вера, посредством которой Аллах поддерживает Своих рабов. Несмотря на эти многочисленные милости, которые даже невозможно оценить, израильтяне надменно отказались уверовать. А причина этого в том, что Божьи посланники приносили то, что было им не по душе. И тогда одних посланников они нарекали лжецами, а других убивали. Они отдали предпочтение своим низменным желаниям перед верным руководством, а мирской жизни - перед жизнью будущей. Безусловно, упоминание об этом является суровым порицанием и осуждением сынов Исраила.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Musa'ya kitap verdik ondan sonra ardarda peygamberler gönderdik Meryem oğlu İsa'ya belgeler verdik onu Ruhul Kudüs ile destekledik Size bir peygamber nefsinizin hoşlanmadığı bir şey getirdikçe büyüklük taslayarak bir kısmını yalancı sayıp bir kısmını öldürür müsünüz
- Italiano - Piccardo : Abbiamo dato il Libro a Mosè e dopo di lui abbiamo inviato altri messaggeri E abbiamo dato a Gesù figlio di Maria prove evidenti e lo abbiamo coadiuvato con lo Spirito Puro Ogniqualvolta un messaggero vi portava qualcosa che vi spiaceva vi gonfiavate d'orgoglio Qualcuno di loro lo avete smentito e altri li avete uccisi
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بێت بێگومان ئێمه تهوراتمان بهخشی به موساو بهردهوام دوای ئهویش پێغهمبهرانمان ڕهوانه كردو به عیسای كوری مهریهم بهڵگهو نیشانهو موعجیزهی جۆراو جۆرمان بهخشی ههروهها پشتگیریمان كرد به فریشته جبرئیل ئایا چۆن دهبێت ههر كاتێك پێغهمبهرێكمان ڕهوانه كردبێت بهڵام لهگهڵ ئارهزووهكانی ئێوهدا نهگونجا بێت خۆتان بهزل زانیوهو لووتتان بهرز كردۆتهوهو بڕواتان نههێناوه ئهوسا دهستهیهكتان بهرنامهی خواتان به درۆ زانیووهو ههندێكیشتان پێغهمبهرانتان دهكوشت
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے موسی کو کتاب عنایت کی اور ان کے پیچھے یکے بعد دیگرے پیغمبر بھیجتے رہے اور عیسی بن مریم کو کھلے نشانات بخشے اور روح القدس یعنی جبرئیل سے ان کو مدد دی۔تو جب کوئی پیغمبر تمہارے پاس ایسی باتیں لے کر ائے جن کو تمہارا جی نہیں چاہتا تھا تو تم سرکش ہو جاتے رہے اور ایک گروہ انبیاء کو تو جھٹلاتے رہے اور ایک گروہ کو قتل کرتے رہے
- Bosanski - Korkut : I Mi smo Musau Knjigu dali i poslije njega smo jednog za drugim poslanike slali a Isau sinu Merjeminu očigledne dokaze dali i Džibrilom ga pomogli I kad god vam je koji poslanik donio ono što nije godilo dušama vašim vi ste se oholili pa ste jedne u laž utjerivali a druge ubijali
- Swedish - Bernström : VI GAV Moses Skriften och lät [andra] sändebud följa honom Och Jesus Marias son skänkte Vi klara bevis och stärkte honom med helig ande Men är det inte så att varje gång ett sändebud kom till er med [budskap] som inte behagade er var ni för stolta [för att lyssna till honom] Några kallade ni lögnare och andra slår ni ihjäl
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami telah mendatangkan Al Kitab Taurat kepada Musa dan Kami telah menyusulinya berturutturut sesudah itu dengan rasulrasul dan telah Kami berikan buktibukti kebenaran mukjizat kepada Isa putera Maryam dan Kami memperkuatnya dengan Ruhul Qudus Apakah setiap datang kepadamu seorang rasul membawa sesuatu pelajaran yang tidak sesuai dengan keinginanmu lalu kamu menyombong; maka beberapa orang diantara mereka kamu dustakan dan beberapa orang yang lain kamu bunuh
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
(Sesungguhnya Kami telah mendatangkan Alkitab kepada Musa) yakni Taurat, (lalu Kami susul setelah itu dengan para rasul) secara berturut-turut, artinya Kami kirim seorang rasul sesudah yang lain, (dan Kami berikan kepada Isa putra Maryam bukti-bukti kebenaran) yakni mukjizat menghidupkan mayat, menyembuhkan orang yang buta dan berpenyakit kusta. (Dan Kami perkuat ia dengan Roh Kudus) merupakan 'idhafat maushuf pada sifat' maksudnya ialah Roh yang disucikan yakni Jibril, sehingga karena kesuciannya ikut mengiringkannya ke mana pergi. Namun kamu tidak juga hendak mengikuti jalan yang benar! (Apakah setiap datang kepadamu seorang rasul dengan membawa apa yang tidak diingini) atau disukai (dirimu) berupa kebenaran (kamu menjadi takabur) atau menyombongkan diri, tak mau mengikutinya. Kalimat ini merupakan jawaban bagi 'setiap', dan dialah yang menjadi sasaran pertanyaan, sedangkan tujuannya tidak lain dari celaan dan kecaman, (maka sebagian) di antara mereka (kamu dustakan) seperti Nabi Isa (dan sebagian lagi kamu bunuh) kata kerja 'mudhari'' atau masa sekarang untuk menunjukkan peristiwa di masa lampau, artinya telah kamu bunuh Zakaria dan Yahya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অবশ্যই আমি মূসাকে কিতাব দিয়েছি। এবং তার পরে পর্যায়ক্রমে রসূল পাঠিয়েছি। আমি মরিয়ম তনয় ঈসাকে সুস্পষ্ট মোজেযা দান করেছি এবং পবিত্র রূহের মাধ্যমে তাকে শক্তিদান করেছি। অতঃপর যখনই কোন রসূল এমন নির্দেশ নিয়ে তোমাদের কাছে এসেছে যা তোমাদের মনে ভাল লাগেনি তখনই তোমরা অহংকার করেছ। শেষ পর্যন্ত তোমরা একদলকে মিথ্যাবাদী বলেছ এবং একদলকে হত্যা করেছ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் நாம் மூஸாவுக்கு நிச்சயமாக வேதத்தைக் கொடுத்தோம் அவருக்குப்பின் தொடர்ச்சியாக இறை தூதர்களை நாம் அனுப்பினோம்; இன்னும் மர்யமின் குமாரர் ஈஸாவுக்குத் தெளிவான அத்தாட்சிகளைக் ரூஹுல் குதுஸி என்னும் பரிசுத்த ஆத்மாவைக் கொண்டு அவருக்கு வலுவூட்டினோம் உங்கள் மனம் விரும்பாததைநம் தூதர் உங்களிடம் கொண்டு வரும்போதெல்லாம் நீங்கள் கர்வம் கொண்டு புறக்கணித்து வந்தீர்களல்லவா சிலரை நீங்கள் பொய்ப்பித்தீர்கள்; சிலரை கொன்றீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และแท้จริงนั้น เราได้ให้คัมภีร์มูซาและหลังจากเขา เราได้ให้บรรดาร่อซูล ติดตามมาและราได้ให้หลัฐานต่าง ๆ อันชัดเจน แก่ อีซา บุตรของมัรยัม และเราได้สนับสนุนเขาด้วยวิญญาณอันปริสุทธิ์ แล้วคราใดที่ได้มีร่อซูลนำสิ่งที่ไม่สบอารมณ์ของพวกเจ้ามายังพวกเจ้า พวกเจ้าก็ยะโสแล้วกลุ่มหนึ่งพวกเจ้าก็ปฏิเสธ และอีกกลุ่มหนึ่งพวกเจ้าก็ฆ่าเสียกระนั้หรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва батаҳқиқ Мусога китобни бердик ва унинг ортидан Пайғамбарларни кетмакет юбордик Ва Ийсо ибн Марямга равшан мўъжизаларни бердик ва уни руҳул қудс билан қўлладик Ҳар қачон Пайғамбар сизнинг ҳавою нафсингизга ёқмайдиган нарса келтирса мутакаббирлик қилиб баъзиларини ёлғончига чиқариб баъзиларини ўлдираверасизми
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已把经典赏赐穆萨,并在他之後继续派遣许多使者,我把许多明证赏赐给麦尔彦之子尔撒,并以玄灵扶助他。难道每逢使者把你们的私心所不喜爱的东西带来给你们的时候,你们总是妄自尊大吗?一部分使者,被你们加以否认;一部分使者,被你们加以杀害。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya Kami telah memberikan kepada Nabi Musa Kitab Taurat dan Kami iringi kemudian daripadanya dengan beberapa orang Rasul dan Kami berikan kepada Nabi Isa Ibni Maryam beberapa mukjizat serta Kami teguhkan kebenarannya dengan RuhulQudus Jibril Maka patutkah tiaptiap kali datang kepada kamu seorang Rasul membawa sesuatu kebenaran yang tidak disukai oleh hawa nafsu kamu kamu dengan sombong takbur menolaknya sehingga sebahagian dari Rasulrasul itu kamu dustakan dan sebahagian yang lain pula kamu membunuhnya
- Somali - Abduh : dhab ahaan yaan u siinnay Nabi musse Kitaabka waxaana raacinnary gadaashiis Rasuullo waxaana siinnay Nabi Ciise Ibnu maryama Mucjizaad cad cad waxaana ku xoojinay ruux daahir ah Jibriil marastoose idiinla yimaaddo rasuul waxaan naftiinu jeclayn xaqa ma iskibrisaan koox waad beenisaan kooxna waa dishaan
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne haƙĩƙa Munbai wa Mũsã Littãfi kuma Mun biyar daga bãyansa da wasu Manzanni kuma Muka bai wa Ĩsã ɗan Maryama hujjõji bayyanannu kuma Muka ƙarfafa shi da Rũhi mai tsarki Shinfa kõ da yaushe wani manzo ya je muku tãre da abin da rãyukanku bã su so sai ku kangara wani ɓangare kun ƙaryata kuma wani ɓangare kuna kashẽwa
- Swahili - Al-Barwani : Na hakika tulimpa Musa Kitabu na tukafuatisha baada yake Mitume wengine Na tukampa Isa mwana wa Mariamu hoja zilizo waziwazi na tukamtia nguvu kwa Roho Takatifu Basi kila walipo kufikieni Mitume kwa yale ambayo hayapendwi na nafsi zenu mlijivuna; wengine mkawakanusha na wengine mkawauwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë Na ia dhamë Librin Teuratin Musait dhe pas tij dërguam profetët njërin pas tjetrit e Isait të birit të Merjemes ia dhamë argumentet e qarta mrekullirat dhe i ndihmuam me Xhebrailin Dhe kurdoherë që ndonjë profet u sjellte atë e cila nuk u pëlqente juve ju kaperdiseshit prandaj disa i përgënjeshtruat e disa i vratë
- فارسى - آیتی : به تحقيق موسى را كتاب داديم و از پى او پيامبران فرستاديم. و به عيسى بن مريم دليلهاى روشن عنايت كرديم و او را به روحالقدس تأييد نموديم. و هرگاه پيامبرى آمد و چيزهايى آورد كه پسند نفس شما نبود سركشى كرديد، و گروهى را دروغگو خوانديد و گروهى را كشتيد.
- tajeki - Оятӣ : Ба таҳқиқ Мӯсоро китоб додем ва аз паи ӯ паёмбарон фиристодем. Ва ба Исо бинни Марям далелҳои равшан иноят кардем ва ӯро бо рӯҳулқудс қувват додем. Ва ҳар гоҳ паёмбаре омад ва чизҳое овард, ки писанди нафси шумо набуд, саркашӣ кардед ва гурӯҳеро дурӯғгӯ хондед ва гурӯҳеро куштед.
- Uyghur - محمد صالح : شەك - شۈبھىسىزكى، بىز مۇساغا كىتاب (يەنى تەۋرات) بەردۇق. ئۇنىڭدىن كېيىن ئارقىمۇئارقا پەيغەمبەرلەر ئەۋەتتۇق، مەريەم ئوغلى ئىساغا مۆجىزىلەر بەردۇق، ھەمدە ئۇنى روھۇلقۇددۇس (يەنى جىبرىئىل) بىلەن يۆلىدۇق. ھەرقاچان بىرەر پەيغەمبەر كۆڭلۈڭلارغا ياقمايدىغان بىرنەرسە ئېلىپ كەلسە، تەكەببۇرلۇق قىلىۋېرەمسىلەر؟ بىر قىسىم پەيغەمبەرلەرنى ئىنكار قىلدىڭلار، يەنە بىر قىسىم پەيغەمبەرلەرنى ئۆلتۈردۈڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിശ്ചയമായും മൂസാക്കു നാം വേദം നല്കി. അദ്ദേഹത്തിനുശേഷം നാം തുടരെത്തുടരെ ദൂതന്മാരെ അയച്ചുകൊണ്ടിരുന്നു. മര്യമിന്റെ മകന് ഈസാക്കു നാം വ്യക്തമായ അടയാളങ്ങള് നല്കി. പരിശുദ്ധാത്മാവിനാല് അദ്ദേഹത്തെ പ്രബലനാക്കുകയും ചെയ്തു. നിങ്ങളുടെ ഇച്ഛക്കിണങ്ങാത്ത കാര്യങ്ങളുമായി ദൈവദൂതന് നിങ്ങള്ക്കിടയില് വന്നപ്പോഴെല്ലാം നിങ്ങള് ഗര്വിഷ്ഠരായി ധിക്കരിക്കുകയോ? അവരില് ചിലരെ നിങ്ങള് തള്ളിപ്പറഞ്ഞു. ചിലരെ കൊല്ലുകയും ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد اعطينا موسى التوراه واتبعناه برسل من بني اسرائيل واعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات وقويناه بجبريل عليه السلام افكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق اهواءكم استعليتم عليه فكذبتم فريقا وتقتلون فريقا
*93). The 'spirit of holiness' signifies the knowledge derived through revelation. It also signifies the angel Gabriel who brought this revelation. It also denotes the holy spirit of Jesus, the spirit which God had endowed with angelic character.
The expression 'clear proofs' refers to those signs which are likely to convince a truth-seeking and truth-loving person that Jesus is a Prophet of God.