- عربي - نصوص الآيات عثماني : بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍۢ ۚ وَلِلْكَٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ۖ فباءوا بغضب على غضب ۚ وللكافرين عذاب مهين
- عربى - التفسير الميسر : قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم؛ إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.
- السعدى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
أي: ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء, المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة, وقد علموا به, وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب, استنصروا بهذا النبي, وتوعدوهم بخروجه, وأنهم يقاتلون المشركين معه، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا, كفروا به, بغيا وحسدا, أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله, وغضب عليهم غضبا بعد غضب, لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم. { وللكافرين عذاب مهين } أي: مؤلم موجع, وهو صلي الجحيم, وفوت النعيم المقيم، فبئس الحال حالهم, وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله, الكفر به, وبكتبه, وبرسله, مع علمهم وتيقنهم, فيكون أعظم لعذابهم.
- الوسيط لطنطاوي : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
ثم ذكر- سبحانه- أنهم بكفرهم قد باعوا أنفسهم بثمن بخس. فقال تعالى: «بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله» أى: بئس الشيء الذي باع به اليهود أنفسهم كفرهم بما أنزل الله بغيا وحسدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده.
وجمهور المفسرين على أن اشْتَرَوْا هنا بمعنى باعوا، لأن أولئك اليهود، لما كانوا متمكنين من الإيمان الذي يفضى بهم إلى السعادة الأبدية بعد أن جاءهم ما عرفوا من الحق فتركوه،واستمروا على كفرهم بغيا وحسدا وحبا في الرياسة وتعصبا لجنسيتهم لما كانوا كذلك، صار اختيارهم للكفر على الإيمان، بمنزلة اختيار صاحب السلعة ثمنها على سلعته، فكأنهم بذلوا أنفسهم التي كان باستطاعتهم الانتفاع بإيمانها، وقبضوا الكفر عوضا عنها فأنفسهم بمنزلة السلعة المبيعة وكفرهم بمنزلة ثمنها المقبوض، فبئس هذا الثمن الذي أوردهم العذاب الأليم.
وعبر- سبحانه- عن كفرهم بصيغة المضارع أَنْ يَكْفُرُوا وعن بيعهم لأنفسهم بالماضي، اشْتَرَوْا للدلالة على أنهم صرحوا بكفرهم بالقرآن الكريم من قبل نزول الآية، وإن بيعهم أنفسهم بالكفر طبيعة فيهم مستقرة منذ وقت بعيد، وأنهم ما زالوا مستمرين على تلك الطبيعة المنحرفة.
وقوله تعالى: بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، تعليل لكفرهم وبيان للباعث عليه، أى كفروا بما أنزل الله على عبده ورسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم بدافع من البغي والحقد، وكراهة أن ينزل الله الوحى من فضله على من يشاء من عباده، فالبغي هنا مصدر بغى يبغى إذا ظلم. والمراد به ظلم خاص هو الحسد، وإنما عد الحسد ظلما، لأن الظلم معناه المعاملة التي تبعد عن الحق وتجافيه. والحسد معناه تمنى زوال النعمة عن الغير والظالم والحاسد قد جانب كل منهما الحق فيما صنع، والحاسد لن يناله نفع من زوال نعمة المحسود، كما أنه لن يناله ضر من بقائها، وما دام الأمر كذلك فالحاسد ظالم للمحسود بتمني زوال النعمة وصدق الشاعر في قوله.
وأظلم خلق الله من بات حاسدا- لمن بات في نعمائه يتقلب-.
فاليهود قد كفروا بما أنزل الله، من أجل حسدهم للنبي صلّى الله عليه وسلّم على النبوة ولأنه لم يكن منهم وكان من العرب، وكراهية لأن ينزل الله الوحى على من يصطفيه للرسالة من غيرهم، فعدم إيمانهم بما عرفوه وارتقبوه سببه أنانيتهم البغيضة، وأثرتهم الذميمة التي حملتهم على أن يحسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله، وأن يتوهموا أن النبوة مقصورة عليهم، فليس لله- تعالى- في زعمهم- أن ينزعها من ذرية إسحاق ليجعلها في ذرية إسماعيل عليهما السلام-.
ولم يصرح- سبحانه- بأن المحسود هو النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلم ذلك من سياق الآيات الكريمة وللتنبيه على أن الحسد في ذاته مذموم كيفما كان حال المحسود.
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك ما آل إليه أمرهم من خسران مبين فقال تعالى:
فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ: باء بإثمه يبوء أى: رجع أى:
فرجعوا من أجل كفرهم وحسدهم للنبي صلّى الله عليه وسلّم بغضب مضموم إلى غضب آخر كانوا قد استحقوه بسبب كفرهم بعيسى- عليه السلام- وبسبب تحريفهم للكلم عن مواضعه،وتضييعهم لأحكام التوراة. فهم بسبب كفرهم المستمر الذي تعددت أسبابه، يصيبهم غضب كثير متعاقب من الله- تعالى-.
ويصح أن يكون معنى قوله: فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ أنهم رجعوا بغضب شديد مؤكد، لصدوره من الله- تعالى-.
والمراد بالكافرين، اليهود الذين تحدث عنهم فيما سبق، فهم الذين عرفوا صدق محمد صلّى الله عليه وسلّم في نبوته بما نطقت به التوراة، ومع ذلك كفروا به فاستحبوا العمى على الهدى.
وعبر عنهم بهذا العنوان للتنبيه على أن ما أصابهم من عذاب مذل لهم كان بسبب كفرهم، ويصح أن يراد بالكافرين: كل كافر وهم يدخلون فيه دخولا أوليا وإنما كان لهم العذاب المهين لأن كفرهم لما كان سببه البغي والحسد والتكبر والأنانية، قوبلوا بالإهانة والصغار.
وبذلك تكون الآيتان الكريمتان قد كشفتا عن لون من صفات اليهود الذميمة وهو إعراضهم عن الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم الذي كانوا يستنصرون به على أعدائهم قبل بعثته، وبيعهم الإيمان الذي كان في مكنتهم الظفر به بالكفر بما أنزل الله من دين قويم، وكتاب كريم إرضاء لغريزة الحقد الذي استحوذ على قلوبهم، وتمشيا مع أثرتهم التي أبت عليهم أن يؤمنوا بنبي ليس من نسل إسرائيل ولو جاءهم بالحق المبين، فحق عليهم قول الله- تعالى-: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ.
ثم حكى القرآن بعد ذلك بعض المعاذير الكاذبة التي كان اليهود يعتذرون بها عند ما يدعون إلى الدخول في الإسلام، فقد كانوا يقولون إننا مكلفون ألا نؤمن إلا بكتابنا التوراة، فنحن نكتفي بالإيمان به دون غيره. استمع إلى القرآن- وهو يعرض دعاواهم الكاذبة ثم يقذفها بالحق فيدمغها- حيث يقول:
- البغوى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
{بئسما اشتروا به أنفسهم} بئس ونعم: فعلان ماضيان وضعا للمدح والذم، لا يتصرفان تصرف الأفعال، معناه: بئس الذي اختاروا لأنفسهم حين استبدلوا الباطل بالحق.
وقيل: الاشتراء هاهنا بمعنى البيع والمعنى بئس ما باعوا به حظ أنفسهم أي حين اختاروا الكفر (وبذلوا أنفسهم للنار).
{أن يكفروا بما أنزل الله} يعني القرآن.
{بغياً} أي حسداً، وأصل البغي: الفساد، ويقال بغى الجرح إذا فسد، والبغي: الظلم، وأصله الطلب، والباغي طالب الظلم
والحاسد يظلم المحسود جهده، طلباً لإزالة نعمة الله تعالى عنه.
{أن ينزل الله من فضله} أي النبوة والكتاب.
قرأ أهل مكة والبصرة ينزل بالتخفيف إلا ( في سبحان الذي ) في موضعين {وننزل من القرآن} [93-الإسراء] و{حتى تنزل} [93-الإسراء] فإن ابن كثير يشددهما، وشدد البصريون في الأنعام {على أن ينزل آية} [37-الأنعام] زاد يعقوب تشديد (بما ينزل) في النحل ووافق حمزة والكسائي في تخفيف (وينزل الغيث) في سورة لقمان وحم وعسق، والآخرون يشددون الكل، ولم يختلفوا في تشديد {وما ننزله إلا بقدر} في الحجر.
{على من يشاء من عباده} محمد صلى الله عليه وسلم.
{وباءوا بغضب} أي رجعوا بغضب.
{على غضب} قال ابن عباس ومجاهد: "الغضب الأول بتضييعهم التوراة وتبديلهم، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن"، وقال قتادة: "الأول بكفرهم بعيسى والإنجيل، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن"، وقال السدي: "الأول بعبادة العجل والثاني بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم".
{وللكافرين} الجاحدين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم.
{عذاب مهين} مخز يهانون فيه.
- ابن كثير : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
قال مجاهد : ( بئسما اشتروا به أنفسهم ) يهود شروا الحق بالباطل ، وكتمان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بأن يبينوه .
وقال السدي : ( بئسما اشتروا به أنفسهم ) يقول : باعوا به أنفسهم ، يعني : بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به [ وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم إلى تصديقه ومؤازرته ونصرته ] .
وإنما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية ( أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ) ولا حسد أعظم من هذا .
قال ابن إسحاق عن محمد ، عن عكرمة أو سعيد ، عن ابن عباس : ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ) أي : إن الله جعله من غيرهم ( فباءوا بغضب على غضب ) قال ابن عباس : فالغضب على الغضب ، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم ، وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي أحدث الله إليهم .
قلت : ومعنى ( باءوا ) استوجبوا ، واستحقوا ، واستقروا بغضب على غضب . وقال أبو العالية : غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى ، ثم غضب عليهم بكفرهم بمحمد ، وبالقرآن عليهما السلام ، [ وعن عكرمة وقتادة مثله ] .
قال السدي : أما الغضب الأول فهو حين غضب عليهم في العجل ، وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم [ وعن ابن عباس مثله ] .
وقوله : ( وللكافرين عذاب مهين ) لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ، ومنشأ ذلك التكبر ، قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر : 60 ] ، [ أي : صاغرين حقيرين ذليلين راغمين ] .
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، حدثنا ابن عجلان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم ، يقال له : بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال : عصارة أهل النار " .
- القرطبى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
قوله تعالى : بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين قوله تعالى : بئسما اشتروا بئس في كلام العرب مستوفية للذم ، كما أن " نعم " مستوفية للمدح . وفي كل واحدة منها أربع لغات : بئس ، بئس ، بئس ، بئس . نعم ، نعم ، نعم ، نعم . ومذهب سيبويه أن " ما " فاعلة بئس ، ولا تدخل إلا على أسماء الأجناس والنكرات . وكذا نعم ، فتقول نعم الرجل زيد ، ونعم رجلا زيد ، فإذا كان معها اسم بغير ألف ولام فهو نصب أبدا ، فإذا كان فيه ألف ولام فهو رفع أبدا ، ونصب رجل على التمييز . وفي نعم مضمر على شريطة التفسير ، وزيد مرفوع على وجهين : على خبر ابتداء محذوف ، كأنه قيل من الممدوح ؟ قلت هو زيد ، والآخر على الابتداء وما قبله خبره . وأجاز أبو علي أن تليها " ما " موصولة وغير موصولة من حيث كانت مبهمة تقع على الكثرة ولا تخص واحدا بعينه ، والتقدير عند سيبويه : بئس الشيء اشتروا به أنفسهم أن يكفروا . ف أن يكفروا في موضع رفع بالابتداء ، وخبره فيما قبله ، كقولك : بئس الرجل زيد ، و " ما " على هذا القول موصولة . وقال الأخفش : " ما " في موضع نصب على التمييز ، كقولك : بئس رجلا زيد ، فالتقدير بئس شيئا أن يكفروا . ف اشتروا به أنفسهم على هذا القول صفة " ما " . وقال الفراء : بئسما بجملته شيء واحد ركب كحبذا . وفي هذا القول اعتراض ; لأنه يبقى فعل بلا فاعل . وقال الكسائي : " ما " واشتروا بمنزلة اسم واحد قائم بنفسه ، والتقدير بئس اشتراؤهم أن يكفروا . وهذا مردود ، فإن نعم وبئس لا يدخلان على اسم معين معرف ، والشراء قد تعرف بإضافته إلى الضمير . قال النحاس : وأبين هذه الأقوال قول الأخفش وسيبويه . قال الفراء والكسائي : أن يكفروا إن شئت كانت أن في موضع خفض ردا على الهاء في به . قال الفراء : أي اشتروا أنفسهم بأن يكفروا بما أنزل الله . فاشترى بمعنى باع وبمعنى ابتاع ، والمعنى : بئس الشيء الذي اختاروا لأنفسهم حيث استبدلوا الباطل بالحق ، والكفر بالإيمان .
قوله تعالى : بغيا معناه حسدا ، قاله قتادة والسدي ، وهو مفعول من أجله ، وهو على الحقيقة مصدر . الأصمعي : وهو مأخوذ من قولهم : قد بغى الجرح إذا فسد . وقيل : أصله الطلب ، ولذلك سميت الزانية بغيا .
أن ينزل الله في موضع نصب ، أي لأن ينزل ، أي لأجل إنزال الله الفضل على نبيه صلى الله عليه وسلم . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن " أن ينزل " مخففا ، وكذلك سائر ما في القرآن ، إلا وما ننزله في " الحجر " ، وفي " الأنعام " على أن ينزل آية .
قوله تعالى : فباءوا أي رجعوا ، وأكثر ما يقال في الشر ، وقد تقدم . بغضب على غضب تقدم معنى غضب الله عليهم ، وهو عقابه ، فقيل : الغضب الأول لعبادتهم العجل ، والثاني لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . وقال عكرمة : لأنهم كفروا بعيسى ثم كفروا بمحمد ، يعني اليهود . وروى سعيد عن قتادة : الأول لكفرهم بالإنجيل ، والثاني لكفرهم بالقرآن . وقال قوم : المراد التأبيد وشدة الحال عليهم ، لا أنه أراد غضبين معللين بمعصيتين . ومهين مأخوذ من الهوان ، وهو ما اقتضى الخلود في النار دائما بخلاف خلود العصاة من المسلمين ، فإن ذلك تمحيص لهم وتطهير ، كرجم الزاني وقطع يد السارق ، على ما يأتي بيانه في سورة " النساء " من حديث أبي سعيد الخدري إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا
قال أبوجعفر ومعنى قوله جل ثناؤه: (بئس ما اشتروا به أنفسهم): ساء ما اشتروا به أنفسهم.
* * *
وأصل " بئس " " بَئِس " من " البؤس ", سكنت همزتها، ثم نقلت حركتها إلى " الباء ", كما قيل في" ظللت "" ظلت ", وكما قيل " للكبد "،" كِبْد " - فنقلت حركة " الباء " إلى " الكاف " لما سكنت " الباء ".
وقد يحتمل أن تكون "
بئس "، وإن كان أصلها " بَئِس "، من لغة الذين ينقلون حركة العين من " فعل " إلى الفاء، إذا كانت عين الفعل أحد حروف الحلق الستة, كما قالوا من " لعب " " لِعْب ", ومن " سئم "" سِئْم ", وذلك -فيما يقال- لغة فاشية في تميم.ثم جعلت دالة على الذم والتوبيخ، ووصلت بـ " ما ".
واختلف أهل العربية في معنى " ما " التي مع " بئسما ". فقال بعض نحويي البصرة: هي وحدها اسم, و " أن يكفروا " تفسير له, (12) نحو: نعم رجلا زيد, و أَنْ يُنَـزِّلَ اللَّهُ بدل من " أنـزل الله ".
وقال بعض نحويي الكوفة: معنى ذلك: بئس الشيء اشتروا به أنفسهم أن يكفروا, ف " ما " اسم " بئس ", و " أن يكفروا " الاسم الثاني. وزعم أن: " أن يكفروا " إن شئت جعلت " أن " في موضع رفع, وإن شئت في موضع خفض. (13) أما الرفع: فبئس الشيء هذا أن يفعلوه. وأما الخفض: فبئس الشيء اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنـزل الله بغيا. قال: وقوله: لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [سورة المائدة: 80] كمثل ذلك. والعرب تجعل " ما " وحدها في هذا الباب، بمنـزلة الاسم التام، كقوله: فَنِعِمَّا هِيَ [سورة البقرة: 271]، و " بئسما أنت "، واستشهد لقوله ذلك برجز بعض الرجاز:
لا تعجــلا فــي السـير وادْلُوهـا
لبئســـــما بــــطءٌ ولا نرعاهــــا (14)
قال أبو جعفر: والعرب تقول: لبئسما تزويج ولا مهر ", فيجعلون " ما " وحدها اسما بغير صلة. وقائل هذه المقالة لا يجيز أن يكون الذي يلي" بئس " معرفة مُوَقَّتَة، وخبره معرفة موقتة. وقد زعم أن " بئسما " بمنـزلة: بئس الشيء اشتروا به أنفسهم, فقد صارت " ما " بصلتها اسما موقتا، لأن " اشتروا " فعل ماض من صلة " ما "، في قول قائل هذه المقالة. وإذا وصلت بماض من الفعل، كانت معرفة موقتة معلومة، فيصير تأويل الكلام حينئذ: " بئس شراؤهم كفرهم ". وذلك عنده غير جائز: فقد تبين فساد هذا القول. (15)
وكان آخر منهم يزعم أن " أن " في موضع خفض إن شئت, ورفع إن شئت. فأما الخفض: فأن ترده على " الهاء " التي في،" به " على التكرير على كلامين. كأنك قلت: اشتروا أنفسهم بالكفر. وأما الرفع: فأن يكون مكرورا على موضع " ما " التي تلي" بئس ". (16) قال: ولا يجوز أن يكون رفعا على قولك: " بئس الرجل عبد الله. (17)
وقال بعضهم: " بئسما " شيء واحد يرافع ما بعده (18) كما حكي عن العرب: " بئسما تزويج ولا مهر " فرافع " تزويج "" بئسما ", (19) كما يقال: " بئسما زيد, وبئس ما عمرو ", فيكون " بئسما " رفعا بما عاد عليها من " الهاء ". كأنك قلت: بئس شيء الشيء اشتروا به أنفسهم, وتكون " أن " مترجمة عن " بئسما ". (20)
* * *
وأولى هذه الأقوال بالصواب، قول من جعل " بئسما " مرفوعا بالراجع من " الهاء " في قوله: (اشتروا به)، كما رفعوا ذلك بـ " عبد الله " إذ قالوا: " بئسما عبد الله ", وجعل " أن يكفروا " مترجمة عن " بئسما ". (21) فيكون معنى الكلام حينئذ: بئس الشيء باع اليهود به أنفسهم، كفرهم بما أنـزل الله بغيا وحسدا أن ينـزل الله من فضله. وتكون أَنْ التي في قوله: أَنْ يُنَـزِّلَ اللَّهُ , في موضع نصب. لأنه يعني به " أن يكفروا بما أنـزل الله ": من أجل أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده. موضع أَنْ جزاء. (22) وكان بعض أهل العربية من الكوفيين يزعم أن أَنْ في موضع خفض بنية " الباء ". وإنما اخترنا فيها النصب لتمام الخبر قبلها, ولا خافض معها يخفضها. والحرف الخافض لا يخفض مضمرا.
* * *
وأما قوله: (اشتروا به أنفسهم)، فإنه يعني به: باعوا أنفسهم كما:-
1534 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (بئسما اشتروا به أنفسهم)، يقول: باعوا أنفسهم " أن يكفروا بما أنـزل الله بغيا ".
1535 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسن قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال مجاهد: (بئسما اشتروا به أنفسهم)، يهود، شروا الحق بالباطل، وكتمان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بأن يبينوه. (23)
قال أبو جعفر: والعرب تقول: " شريته "، بمعنى بعته. و " اشتروا "، في هذا الموضع،" افتعلوا " من " شريت ". وكلام العرب -فيما بلغنا- أن يقولوا: " شريت " بمعنى: بعت, و " اشتريت " بمعنى: ابتعت. وقيل: إنما سمي" الشاري"،" شاريا "، لأنه باع نفسه ودنياه بآخرته. (24)
ومن ذلك قول يزيد بن مفرغ الحميري:
وشــــريت بـــردا ليتنـــي
مـــن قبـــل بــرد كــنت هامــة (25)
ومنه قول المسيب بن علس:
يعطـــى بهــا ثمنــا فيمنعهــا
ويقــــول صاحبهــــا ألا تشـــري? (26)
يعني به: بعت بردا. وربما استعمل " اشتريت " بمعنى: بعت, و " شريت " في معنى: " ابتعت ". والكلام المستفيض فيهم هو ما وصفت.
* * *
وأما معنى قوله: (بغيا)، فإنه يعني به: تعديا وحسدا، كما:-
1536 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد عن قتادة: (بغيا)، قال: أي حسدا, وهم اليهود.
1537 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (بغيا)، قال: بغوا على محمد صلى الله عليه وسلم وحسدوه, وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل, فما بال هذا من بني إسماعيل؟ فحسدوه أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده.
1538 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (بغيا)، يعني: حسدا أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده, وهم اليهود كفروا بما أنـزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
1539 - حُدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
* * *
قال أبو جعفر: فمعنى الآية: بئس الشيء باعوا به أنفسهم، الكفر بالذي أنـزل الله في كتابه على موسى - من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والأمر بتصديقه واتباعه - من أجل أن أنـزل الله من فضله = وفضله: حكمته وآياته ونبوته = على من يشاء من عباده - يعني به: على محمد صلى الله عليه وسلم - بغيا وحسدا لمحمد صلى الله عليه وسلم, من أجل أنه كان من ولد إسماعيل, ولم يكن من بني إسرائيل.
* * *
فإن قال قائل: وكيف باعت اليهود أنفسها بالكفر، فقيل: (بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنـزل الله)؟ وهل يشتري بالكفر شيء؟
قيل: إن معنى: " الشراء " و " البيع " عند العرب، هو إزالة مالك ملكه إلى غيره، بعوض يعتاضه منه. ثم تستعمل العرب ذلك في كل معتاض من عمله عوضا، شرا أو خيرا, فتقول: " نعم ما باع به فلان نفسه " و " بئس ما باع به فلان نفسه ", بمعنى: نعم الكسب أكسبها، وبئس الكسب أكسبها - إذا أورثها بسعيه عليها خيرا أو شرا. فكذلك معنى قوله جل ثناؤه: (بئس ما اشتروا به أنفسهم) - لما أوبقوا أنفسهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فأهلكوها, خاطبهم الله والعرب بالذي يعرفونه في كلامهم، فقال: (بئس ما اشتروا به أنفسهم)، يعني بذلك: بئس ما أكسبوا أنفسهم بسعيهم, وبئس العوض اعتاضوا، من كفرهم بالله في تكذيبهم محمدا, إذْ كانوا قد رضوا عوضا من ثواب الله وما أعد لهم - لو كانوا آمنوا بالله وما أنـزل على أنبيائه - بالنار وما أعد لهم بكفرهم بذلك.
* * *
وهذه الآية - وما أخبر الله فيها عن حسد اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم وقومه من العرب, من أجل أن الله جعل النبوة والحكمة فيهم دون اليهود من بني إسرائيل, حتى دعاهم ذلك إلى الكفر به، مع علمهم بصدقه, وأنه نبي لله مبعوث ورسول مرسل - (27) نظيره الآية الأخرى في سورة النساء, وذلك قوله, أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [سورة النساء: 51-54].
* * *
القول في تأويل قوله : أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
قال أبو جعفر: قد ذكرنا تأويل ذلك وبينا معناه, ولكنا نذكر الرواية بتصحيح ما قلنا فيه:-
1540 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري, عن أشياخ منهم ، قوله: (بغيا أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده)، أي أن الله تعالى جعله في غيرهم. (28) .
1541 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال: هم اليهود. لما بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فرأوا أنه بعث من غيرهم, كفروا به - حسدا للعرب - وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة.
1542 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية مثله.
1543 - حُدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1544 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: قالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل, فما بال هذا من بني إسماعيل؟
1545- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن علي الأزدي. قال: نـزلت في اليهود. (29)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ
قال أبو جعفر: يعني بقوله: (فباءوا بغضب على غضب)، (30) فرجعت اليهود من بني إسرائيل - بعد الذي كانوا عليه من الاستنصار بمحمد صلى الله عليه وسلم والاستفتاح به, وبعد الذي كانوا يخبرون به الناس من قبل مبعثه أنه نبي مبعوث - مرتدين على أعقابهم حين بعثه الله نبيا مرسلا فباءوا بغضب من الله = استحقوه منه بكفرهم بمحمد حين بعث, وجحودهم نبوته, وإنكارهم إياه أن يكون هو الذي يجدون صفته في كتابهم، عنادا منهم له وبغيا وحسدا له وللعرب = على غضب سالف، كان من الله عليهم قبل ذلك، سابقٍ غضبه الثاني، لكفرهم الذي كان قبل عيسى ابن مريم, أو لعبادتهم العجل, أو لغير ذلك من ذنوب كانت لهم سلفت، يستحقون بها الغضب من الله، كما:-
1546 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل قال، حدثني ابن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد, فيما روى عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (فباءوا بغضب على غضب)، فالغضب على الغضب، غضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم, وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي أحدث الله إليهم. (31)
1547 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن, قالا حدثنا سفيان، عن أبي بكير, عن عكرمة: (فباءوا بغضب على غضب) قال: كفر بعيسى، وكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. (32)
1548 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يحيى بن يمان قال، حدثنا سفيان,عن أبي بكير, عن عكرمة: (فباءوا بغضب على غضب)، قال: كفرهم بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
1549 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري, عن أبي بكير, عن عكرمة مثله.
1550 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن مغيرة, عن الشعبي قال: الناس يوم القيامة على أربعة منازل: رجل كان مؤمنا بعيسى وآمن بمحمد صلى الله عليهما، فله أجران. ورجل كان كافرا بعيسى فآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فله أجر. ورجل كان كافرا بعيسى فكفر بمحمد, فباء بغضب على غضب. ورجل كان كافرا بعيسى من مشركي العرب, فمات بكفره قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فباء بغضب.
1551 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (فباءوا بغضب على غضب)، غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وبعيسى, وغضب عليهم بكفرهم بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم.
1552 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (فباءوا بغضب)، اليهود بما كان من تبديلهم التوراة قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم,(على غضب)، جحودهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بما جاء به.
1553 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (فباءوا بغضب على غضب)، يقول: غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى, ثم غضبه عليهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن.
1554 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (فباءوا بغضب على غضب)، أما الغضب الأول فهو حين غضب الله عليهم في العجل؛ وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
1555 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج وعطاء وعبيد بن عمير قوله: (فباءوا بغضب على غضب)، قال: غضب الله عليهم فيما كانوا فيه من قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم - من تبديلهم وكفرهم -, ثم غضب عليهم في محمد صلى الله عليه وسلم - إذ خرج، فكفروا به.
* * *
قال أبو جعفر: وقد بينا معنى " الغضب " من الله على من غضب عليه من خلقه - واختلاف المختلفين في صفته - فيما مضى من كتابنا هذا، بما أغنى عن إعادته. (33)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (وللكافرين عذاب مهين)، وللجاحدين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم، عذاب من الله، إما في الآخرة, وإما في الدنيا والآخرة، (مهين) هو المذل صاحبه، المخزي، الملبسه هوانا وذلة.
* * *
فإن قال قائل: أي عذاب هو غير مهين صاحبه، فيكون للكافرين المهين منه؟
قيل: إن المهين هو الذي قد بينا أنه المورث صاحبه ذلة وهوانا، الذي يخلد فيه صاحبه، لا ينتقل من هوانه إلى عز وكرامة أبدا, وهو الذي خص الله به أهل الكفر به وبرسله. وأما الذي هو غير مهين صاحبه، فهو ما كان تمحيصا لصاحبه. وذلك هو كالسارق من أهل الإسلام، يسرق ما يجب عليه به القطع فتقطع يده, والزاني منهم يزني فيقام عليه الحد, وما أشبه ذلك من العذاب والنكال الذي جعله الله كفارات للذنوب التي عذب بها أهلها, وكأهل الكبائر من أهل &; 2-348 &; الإسلام الذين يعذبون في الآخرة بمقادير جرائمهم التي ارتكبوها، ليمحصوا من ذنوبهم، ثم يدخلون الجنة. فإن كل ذلك، وإن كان عذابا، فغير مهين من عذب به. إذ كان تعذيب الله إياه به ليمحصه من آثامه، ثم يورده معدن العز والكرامة، ويخلده في نعيم الجنان.
----------------
(12) "التفسير" هو ما اصطلح البصريون على تسميته"التمييز" ، ويقال له التبيين أيضًا ، (همع الهوامع 1 : 250) .
(13) في المطبوعة : "وزعم أن أن ينزل من فضله إن شئت جعلت . . . " ، وهو سهو من النساخ ، وصوابه ماأثبته من معاني القرآن للفراء 1 : 56 .
(14) لم أعرف الراجز ، والبيتان في اللسان (دلو) . دلوت الناقة دلوا : سقتها سوقا رفيقا رويدا ورعى الماشية وأرعاها : أطلقها في المرعى .
(15) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 56 - 57 ، كأنه قول الكسائي . والمعرفة الموقتة : وهي المعرفة المحددة . وانظر شرح ذلك فيما سلف 1 : 181 ، تعليق : 1 .
(16) في المطبوعة : "مكررا" ، والصواب من معاني القرآن للفراء 1 : 56 .
(17) هذه الفقرة هي نص كلام الفراء في معاني القرآن 1 : 56 .
(18) في المطبوعة : "يعرف ما بعده" ، والصواب ما أثبت .
(19) في المطبوعة : "فرفع" ، والصواب ما أثبت .
(20) الترجمة : هو ما يسميه البصريون : "عطف البيان" و"البدل" ، فقوله"مترجما عن بئسما" ، أي عطف بيان .
(21) الترجمة : هو ما يسميه البصريون : "عطف البيان" و"البدل" ، فقوله"مترجما عن بئسما" ، أي عطف بيان .
(22) الجزاء : المفعول لأجله هنا ، وفي المطبوعة : "جر" ، وهو خطأ ، وصوابه في معاني القرآن للفراء 1 : 58 .
(23) في المطبوعة : "بأن بينوه" ، وهو خطأ ، والصواب من تفسير ابن كثير 1 : 231 . والمعنى اشتروا الكتمان بالبيان .
(24) الشاري واحد الشراة (بضم الشين) ، وهم الخوارج ، وقال قطري بن الفجاءة الخارجي في معنى ذلك ، ويذكر أم حكيم ، وذلك في يوم دولاب:
فلــو شــهدتنا يـوم ذاك, وخيلنـا
تبيــح مــن الكفـار كـل حـريم
رأت فتيــة بـاعوا الإلـه نفوسـهم
بجنــات عــدن عنــده ونعيــم
وقال الخوارج : نحن الشراة ، لقول الله عز وجل : "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيعها ويبذلها في الجهاد ، وثمنها الجنة ، وقيل : سموا بذلك لقولهم : "إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله حين فارقنا الأئمة الجائرة" ، أي : بعناها بالجنة .
(25) طبقات فحول الشعراء : 555 من قصيدة له ، في هجاء عباد بن زياد ، حين باع ما له في دين كان عليه ، وقضى الغرماء ، وكان فيما باع غلام لابن مفرغ ، يقال له"برد" ، وجارية يقال لها"أراكة" . وقوله : "كنت هامة" أي هالكا . يقال : فلان هامة اليوم أو غد ، أي قريب هلاكه ، فإذا هو"هامة" ، وذلك زعم أبطله الله بالإسلام كان في الجاهلية : أن عظم الميت أو روحه تصير هامة (وهو طير كالبومة) فتطير . ورواية غيره : "من بعد برد" .
(26) ديوانه: 352 (من ملحق ديوان الأعشى - والمسيب خال الأعشى، والأعشى راويته)، ورواية الديوان"ويقول صاحبه"، وهي الصواب. والبيت من أبيات آية في الجودة، يصف الغواص الفقير، قد ظفر بدرة لا شبيه لها، فضن بها على البيع، وقد أعطى فيها ما يغنى من الثمن، فأبى، وصاحبه يحضضه على بيعها، وبعده:
وتــرى الصـراري يسـجدون لهـا
ويضمهــــا بيديـــه للنحـــر
والصراري : الملاحون ، من أصحاب الغواصين .
(27) قوله"- نظيره الآية . . " خبر قوله في صدر هذه الفقرة : "وهذه الآية-" .
(28) الأثر : 1540 - سيرة ابن هشام 2 : 190
(29) الأثر : 1545 - انظر التعليق على رقم : 1523 ، 1524 .
(30) انظر تفسير . "باء" فيما سلف من هذا الجزء 2 : 138 .
(31) الأثر : 1546- سيرة ابن هشام 2 : 190 .
(32) الأثر : 1547 - في الدر المنثور : "كفرهم" في الموضعين ، وهما سواء .
(33) انظر ما سلف 1 : 188 - 189 ، وما مضى في هذا الجزء 2 : 138 هذا وقد كان في المطبوعة بعد قوله : "عن إعادته" ما نصه : "والله تعالى أعلم" ، وليس لها مكان هنا ، وهي بلا شك زيادة بعض النساخ ، فلذلك تركتها .
- ابن عاشور : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
استئناف لذمهم وتسفيه رأيهم إذ رضوا لأنفسهم الكفر بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم وأعرضوا عن النظر فيما اشتملت عليه كتبهم من الوعد بمجيء رسول بعد موسى ، إرضاء لداعية الحسد وهم يحسبون أنهم مع ذلك قد استبقَوْا أنفسهم على الحق إذ كفروا بالقرآن ، فهذا إيقاظ لهم نحومعرفة داعيهم إلى الكفر وإشهار لما ينطوي عليه عند المسلمين .
و { بئسما } مركّب من ( بئسَ ) و ( ما ) الزائدة . وفي بئسَ وضِدّها نِعْمَ خلاف في كونهما فعلين أو اسمين والأصح أنهما فعلان . وفي ( ما ) المتصلة بهما مذاهب أحدها أنها معرفة تامة أي تفسر باسم معرف بلام التعريف وغير محتاجة إلى صلة احترازاً عن ( ما ) الموصولة فقوله : { بئسما } يفسر ببئس الشيء قاله سيبويه والكسائي . والآخر أنها موصولة قاله الفراء والفارسي وهذان هما أوضح الوجوه فإذا وقعت بعدها ( ما ) وحدها كانت ( ما ) معرفة تامة نحو قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنِعِمَّا هي } [ البقرة : 271 ] أي نعم الشيء هي وإن وقعت بعد ما جملة تصلح لأن تكون صلة كانت ( ما ) معرفة ناقصة أي موصولة نحو قوله هنا : { بئسما اشتروا به أنفسهم } و ( ما ) فاعل ( بئس ) .
وقد يذكر بعد بئس ونِعْم اسم يفيد تعيين المقصود بالذم أو المَدْح ، ويسمى في علم العربية المخصوصَ وقد لا يذكر لظهوره من المقام أو لتقدم ما يدل عليه فقوله : { أن يكفروا } هو المخصوص بالذم والتقدير كفرهم بآيات الله ، ولك أن تجعله مبتدأ محذوف الخبر أو خبراً محذوف المبتدأ أو بدلاً أوبياناً من ( ما ) وعليه فقوله تعالى : { اشتروا } إما صفة للمعرفة أو صلة للموصولة و { أن يكفروا } هو المخصوص بالذم خبر مبتدأ محذوف وذلك على وزان قولك نِعْم الرجل فلان .
والاشتراء الابتياع وقد تقدم في قوله تعالى : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } [ البقرة : 16 ] فقوله تعالى هنا : { بئسما اشتروا به أنفسهم } مجاز أطلق فيه الاشتراء على استبقاء الشيء المرغوب فيه تشبيهاً لاستبقائه بابتياع شيء مرغوب فيه فهم قد آثروا أنفسهم في الدنيا فأَبْقَوْا عليها بأن كفروا بالقرآن حسداً ، فإن كانوا يعتقدون أنهم محقون في إعراضهم عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم لتمسكهم بالتوراة وأَن قوله فيما تقدم { فلما جاءهم ما عرفوا } [ البقرة : 89 ] بمعنى جاءهم ما عرفوا صفتَه وإن فرطوا في تطبيقها على الموصوف ، فمعنى اشتراء أنفسهم جار على اعتقادهم لأنهم نجوها من العذاب في اعتقادهم فقوله : { بئسما اشتروا به أنفسهم } أي بئسما هو في الواقع وأما كونه اشتراء فبحسب اعتقادهم وقوله : { أن يكفروا بما أنزل الله } هو أيضاً بحسب الواقع ، وفيه تنبيه لهم على حقيقة حالهم وهي أنهم كفروا برسول مرسل إليهم للدوام على شريعة نسخت . وإن كانوا معتقدين صدق الرسول وكان إعراضهم لمجرد المكابرة كما يدل عليه قوله قبله : { فلما جاءهم ما عرفوا } على أحد الاحتمالين المتقدمين ، فالاشتراء بمعنى الاستبقاء الدنيوي أي بئس العوض بَذلُهم الكفر ورضاهم به لبقاء الرئاسة والسمعة وعدم الاعتراف برسالة الصادق بالآية على نحو قوله تعالى :
{ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة } [ البقرة : 86 ] .
وقيل : إن { اشتروا } بمعنى باعوا أي بذلوا أنفسهم والمراد بذلها للعذاب في مقابلة إرضاء مكابرتهم وحسدهم وهذا الوجه منظور فيه إلى قوله قبله : { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به } وهو بعيد من اللفظ لأن استعمال الاشتراء بمعنى البيع مجاز بعيد إذ هو يفضي إلى إدخال الغلط على السامع وإفساد ما أحكمته اللغة من التفرقة وإنما دعا إليه قصد قائله إلى بيان حاصل المعنى ، على أنك قد علمت إمكان الجمع بين مقتضى قوله : { ما عرفوا } وقوله هنا : { اشتروا به أنفسهم } فأنتَ في غنى عن التكلف . وعلى كلا التفسيرين يكون { اشتروا } مع ما تفرع عنه من قوله : { فباءُوا بغضب على غضب } تمثيلاً لحالهم بحال من حاول تجارة ليربح فأصابه خسران ، وهو تمثيل يقبَل بعضُ أجزائه أن يكون استعارة وذلك من محاسن التمثيلية .
وجيء بصيغة المضارع في قوله : { أن يَكفروا } ولم يؤتَ به على ما يناسب المبيَّن وهو { مَا اشتروا } المقتضي أن الاشتراء قد مضى للدلالة على أنهم صرحوا بالكفر بالقرآن من قبل نزول الآية فقد تبين أن اشتراء أنفسهم بالكفر عمل استقر ومضى ، ثم لما أريد بيان ما اشتروا به أنفسهم نبه على أنهم لم يزالوا يكفرون ويعلم أنهم كفروا فيما مضى أيضاً إذ كان المبيَّن بأن يَكْفروا معبَّراً عنه بالماضي بقوله : { ما اشتروا } .
وقوله : { بغياً } مفعُول لأجله علة لقوله : { أن يكفروا } لأنه الأقرب إليه ، ويجوز كونه علة لاشتروا لأن الاشتراء هنا صادق على الكفر فإنه المخصوص بحكم الذم وهو عين المذمُوم ، والبغي هنا مصدر بَغى يبغي إذا ظلم وأراد به هنا ظلماً خاصاً وهو الحسد وإنما جُعل الحسد ظلماً لأن الظلم هو المعاملة بغير حق والحسد تمني زوال النعمة عن المحسود ولا حق للحاسد في ذلك لأنه لا يناله من زوالها نفع ، ولا من بقائها ضر ، ولقد أجاد أبو الطيب إذ أخذ المعنى في قوله :
وأَظْلَمُ خلقِ الله من بات حاسداً ... لِمنْ بَاتَ في نَعْمائِه يَتَقَلَّب
وقوله : { أن ينزل الله } متعلق بقوله : { بغياً } بحذف حرف الجر وهو حرف الاستعلاء لتأويل { بغياً } بمعنى حسداً .
فاليهود كفروا حسداً على خروج النبوءة منهم إلى العرب وهو المشار إليه بقوله تعالى : { على من يشاء من عباده } وقوله : { فباءوا بغضب على غضب } أي فرجعوا من تلك الصفقة وهي اشتراء أنفسهم بالخسران المبين وهو تمثيل لحالهم بحال الخارج بسلعته لتجارة فأصابته خسارة فرجع إلى منزله خاسراً . شبه مصيرهم إلى الخسران برجوع التاجر الخاسر بعد ضميمة قوله : { بئس ما اشتروا به أنفسهم } .
والظاهر أن المراد بغضب على غضب الغضب الشديد على حد قوله تعالى : { نور على نور } [ النور : 35 ] أي نور عظيم وقوله : { ظلمات بعضها فوق بعض } [ النور : 40 ] وقول أبي الطيب :
أَرَقٌ على أرَق ومثْلِىَ يَأْرَقُ ... وهذا من استعمال التكرير باختلاف صيغه في معنى القوة والشدة كقول الحطيئة :
أنت آل شماس بن لأي وإنما ... أتاهم بها الإحكم والحسب العد
أي الكثير العدد أي العظيم وقال المعري :
بني الحسب الوضاح والمفخر الجم ... أي العظيم قال القرطبي قال بعضهم : المراد به شدة الحال لا أنه أراد غضبين وهما غضب الله عليهم للكفر وللحسد أو للكفر بمحمد وعيسى عليهما السلام .
وقوله : { وللكافرين عذاب مهين } هو كقوله : { فلعنة الله على الكافرين } [ البقرة : 89 ] أي ولهم عذاب مهين لأنهم من الكافرين ، والمهين المذل أي فيه كيفية احتقارهم .
- إعراب القرآن : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
«بِئْسَمَا» بئس فعل ماض لإنشاء الذم وفاعله ضمير مستتر فيه دل عليه ما وما نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز أي بئس الشراء شراء «اشْتَرَوْا» فعل ماض وفاعله. «بِهِ» متعلقان باشتروا
«أَنْفُسَهُمْ» مفعول به. والجملة في محل نصب صفة. «أَنْ» حرف مصدري ونصب. «يَكْفُرُوا» فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره جملة بئس.
«بِما» الباء حرف جر ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
«أَنْزَلَ اللَّهُ» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل «بَغْياً» مفعول لأجله منصوب. «أَنْ» حرف مصدري ونصب.
«يُنَزِّلَ» فعل مضارع منصوب والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر التقدير بغيا لتنزيل اللّه. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله. «مِنْ فَضْلِهِ» متعلقان بينزل. «عَلى مَنْ» متعلقان بينزل. «يَشاءُ» فعل مضارع والفاعل هو والعائد محذوف وهو المفعول. «مِنْ عِبادِهِ» متعلقان بمحذوف حال من هذا المفعول أي بمن يشاؤهم من عباده. والجملة صلة الموصول. «فَباؤُ» الفاء حرف عطف ، باءوا فعل ماض والواو فاعل. «بِغَضَبٍ» متعلقان بالفعل قبلهما. «عَلى غَضَبٍ» متعلقان بمحذوف صفة لغضب الأولى. والجملة معطوفة. «وَلِلْكافِرِينَ» الواو استئنافية ، للكافرين اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر. «مُهِينٌ» صفة والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : How wretched is that for which they sold themselves - that they would disbelieve in what Allah has revealed through [their] outrage that Allah would send down His favor upon whom He wills from among His servants So they returned having [earned] wrath upon wrath And for the disbelievers is a humiliating punishment
- English - Tafheem -Maududi : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ(2:90) What a mean thing it is with which they delude their minds. *96 They reject the Guidance which Allah has sent down merely because of their grudge why Allah has in His bounty sent it to whom He chose from amongst His servants. *97 They have thus incurred wrath after wrath, and for such disbelievers there is a disgraceful doom.
- Français - Hamidullah : Comme est vil ce contre quoi ils ont troqué leurs âmes Ils ne croient pas en ce qu'Allah a fait descendre révoltés à l'idée qu'Allah de par Sa grâce fasse descendre la révélation sur ceux de Ses serviteurs qu'Il veut Ils ont donc acquis colère sur colère car un châtiment avilissant attend les infidèles
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wie schlimm ist das wofür sie ihre Seelen verkauft haben daß sie das verleugnen was Allah herabgesandt hat aus Mißgunst darüber daß Allah etwas von Seiner Huld offenbart wem von Seinen Dienern Er will So haben sie sich Zorn über Zorn zugezogen Und für die Ungläubigen gibt es schmachvolle Strafe
- Spanish - Cortes : ¡Qué mal negocio han hecho no creyendo en lo que Alá ha revelado rebelados porque Alá favoreció a quien Él quiso de Sus siervos e incurriendo en Su ira una y otra vez Los infieles tendrán un castigo humillante
- Português - El Hayek : A que vil preço se venderam ao renegarem o que Deus tinha revelado Fizeramno injustamente inconformados de queDeus revelasse a Sua graça a quem Lhe aprouvesse dentre os Seus servos Assim atraíram sobre si abominação apósabominação Os incrédulos sofrerão um castigo afrontoso
- Россию - Кулиев : Скверно то что они купили за свои души не уверовав в ниспосланное Аллахом и завидуя тому что Аллах ниспосылает Свою милость тому из Своих рабов кому пожелает Они навлекли на себя гнев один поверх другого Неверующим уготованы унизительные мучения
- Кулиев -ас-Саади : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
Скверно то, что они купили за свои души, не уверовав в ниспосланное Аллахом и завидуя тому, что Аллах ниспосылает Свою милость тому из Своих рабов, кому пожелает. Они навлекли на себя гнев, один поверх другого. Неверующим уготованы унизительные мучения.О Посланник! Они оправдывают свое неверие в твое учение тем, что их сердца покрыты завесой, мешающей им понять твои слова. Они полагают, что так они смогут обосновать свою неосведомленность и оправдать свое неверие. Однако они - лжецы, которых Всевышний Аллах проклял и отдалил от Своей милости. Причина же этого проклятия кроется в их неверии, ведь среди них очень мало правоверных, и большинство из них - маловеры или неверующие. Аллах отправил к ним лучшего из людей и последнего из посланников, который принес им Писание, подтверждающее истинность Торы. Они узнали в нем того самого Посланника, пришествием которого они угрожали язычникам, с которыми им приходилось сражаться во времена невежества. Они надеялись на его поддержку и предупреждали язычников, что будут воевать против них вместе с Божьим пророком. Когда же к ним явились Небесное Писание и Пророк, которого они узнали, они отказались уверовать и преступили границы дозволенного из зависти к правоверным. Они не смирились с тем, что Аллах одаряет Своей милостью того из Своих рабов, кого пожелает, и поэтому Он проклял их и разгневался на них. Они заслужили это, ведь они всегда отказывались от веры, испытывали сомнения и приобщали сотоварищей к Аллаху. Вот почему в Последней жизни они обречены на унизительное и болезненное наказание. Они будут ввергнуты в Преисподнюю и лишены вечного блаженства. Как же скверно их положение! Как же отвратительно то, что они обменяли на веру в Аллаха, Его писания и Его посланников! Как же отвратительно то, что они приобрели благодаря неверию в Аллаха, Его писания и Его посланников! И тяжесть их наказания будет усугублена тем, что они поступили так сознательно.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'ın kullarından dilediğine bol ihsanından indirmesini çekemeyerek Allah'ın indirdiğini inkar etmekle kendilerini ne kötü bir şey karşılığında sattılar Bu yüzden gazab üstüne gazaba uğradılar Kafirlere alçaltıcı bir azab vardır
- Italiano - Piccardo : A che vil prezzo hanno barattato le loro anime Negano quello che Allah ha fatto scendere ribelli all'idea che Allah con la Sua grazia faccia scendere la Rivelazione su chi vuole dei Suoi servi Sono incorsi in collera su collera I miscredenti avranno un castigo avvilente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو جوولهكانه خۆیان بهشتێكی ناپهسهند فرۆشت ههڵوێستێكی نادروستیان نواند كاتێك كافر بوون بهو قورئانهی خوا ناردوویهتی له حهسوودیو سهركهشیدا رهخنهیان گرت و وتیان بۆچی خوای گهوره دهرگای فهزڵ و لای ڕهحمهت دهكاتهوه له ههركهسێك بیهوێت له بهندهكانی ئهوسا ئیتر دووچاری یهك له دوای یهكی ڕق و خهشمی خوا بوون چونكه وهنهبێت تهنها كافر بوو بن به محمد صلی الله علیه وسلم و بهقورئان بهڵكو كافربوون به موساو تهوراتیش كه داوای شوێنكهوتنی محمدیان لێدهكاتو بۆ كافرو خوانهناسان سزایهكی ڕیسواكهر ئامادهیه
- اردو - جالندربرى : جس چیز کے بدلے انہوں نے اپنے تئیں بیچ ڈالا وہ بہت بری ہے یعنی اس جلن سے کہ خدا اپنے بندوں میں جس پر چاہتا ہے اپنی مہربانی سے نازل فرماتا ہے۔ خدا کی نازل کی ہوئی کتاب سے کفر کرنے لگے تو وہ اس کے غضب بالائے غضب میں مبتلا ہو گئے۔ اور کافروں کے لیے ذلیل کرنے والا عذاب ہے
- Bosanski - Korkut : Jadno je to za što su se prodali da ne vjeruju u ono što Allah objavljuje samo iz zlobe što Allah od dobrote Svoje šalje Objavu onome kome On hoće od robova Svojih; i navukli su na sebe gnjev za gnjevom – a nevjernike čeka sramna patnja
- Swedish - Bernström : De har sålt sina själar i en usel byteshandel när de förnekar vad Gud har uppenbarat rasande över att Gud har visat den Han vill av Sina tjänare Sin nåd Så har [Guds] vrede drabbat dem gång på gång; straff och vanära väntar [alla] förnekare
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Alangkah buruknya hasil perbuatan mereka yang menjual dirinya sendiri dengan kekafiran kepada apa yang telah diturunkan Allah karena dengki bahwa Allah menurunkan karuniaNya kepada siapa yang dikehendakiNya diantara hambahambaNya Karena itu mereka mendapat murka sesudah mendapat kemurkaan Dan untuk orangorang kafir siksaan yang menghinakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
(Alangkah buruknya perbuatan mereka menjual) (diri mereka sendiri) maksudnya bagian pahala mereka. 'Ma' pada kata-kata 'bi'samaa' adalah kata 'nakirah' atau 'tidak tentu' (indefinit) dan berarti 'sesuatu', merupakan 'tamyiz' bagi pelaku kata kerja 'bi'sa' yang dikhususkan untuk celaan. (bahwa mereka kafir) artinya dengan kekafiran mereka (terhadap apa yang diturunkan Allah) berupa Alquran (disebabkan kedengkian) berfungsi sebagai 'maf`ul liajlih' menunjukkan motif bagi kekafiran mereka itu. (bahwa Allah menurunkan) ada yang membaca 'yunzila' dan ada pula 'yunazzila' (karunia-Nya) maksudnya wahyu (kepada siapa yang dikehendaki-Nya) untuk menjadi rasul (di antara hamba-hamba-Nya. Karena itu mereka kembali) (dengan kemurkaan) dari Allah disebabkan kekafiran mereka terhadap wahyu yang diturunkan itu. Celaan ini menyatakan betapa besarnya kesalahan yang mereka perbuat (di atas kemurkaan) artinya yang bertimpa-timpa yakni setelah kemurkaan yang selayaknya mereka terima sebelum itu, dengan menyia-nyiakan kitab Taurat serta menolak Nabi Isa. (Dan bagi orang-orang kafir disediakan siksaan yang menghinakan).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যার বিনিময়ে তারা নিজেদের বিক্রি করেছে তা খুবই মন্দ; যেহেতু তারা আল্লাহ যা নযিল করেছেন তা অস্বীকার করেছে এই হঠকারিতার দরুন যে আল্লাহ স্বীয় বান্দাদের মধ্যে যার প্রতি ইচ্ছা অনুগ্রহ নাযিল করেন। অতএব তারা ক্রোধের উপর ক্রোধ অর্জন করেছে। আর কাফেরদের জন্য রয়েছে অপমানজনক শাস্তি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : தன் அடியார்களில் தான் நாடியவர் மீது தன் அருட்கொடையை அல்லாஹ் அருளியதற்காக பொறாமைப்பட்டு அல்லாஹ் அருளியதையே நிராகரித்து தங்கள் ஆத்மாக்களை விற்று அவர்கள் பெற்றுக் கொண்டது மிகவும் கெட்டதாகும் இதனால் அவர்கள் இறைவனுடைய கோபத்திற்கு மேல் கோபத்திற்கு ஆளாகி விட்டார்கள் இத்தகைய காஃபிர்களுக்கு இழிவான வேதனை உண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ชั่วช้าจริง ๆ สิ่งที่พวกเขาขายตัวของพวกเขาด้วยสิ่งนั้น คือการที่พวกเขาปฏิเสธสิ่งที่อัลลอฮ์ ได้ทรงประทานลงมา ทั้งนี้เพราะความอิจฉาริษยาในการที่อัลลอฮ์ทรงประทานส่วนหนึ่งจากความโปรดปรานของพระองค์แก่ผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ในหมู่ปวงบ่าวของพระองค์ ดังนั้นพวกเขาจึงนำความกริ้วโกรธซ้อนความกริ้วโกรธกลับไป ยังพระองค์ และสำหรับผู้ปฏิเสธการศรัทธานั้นคือการลงโทษอันต่ำช้า
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар ўзларини сотган нарса Аллоҳ бандаларидан хоҳлаганига Ўз фазлидан туширганига ҳасад қилиб Аллоҳ туширган нарсага куфр келтирмоқлик қандоқ ҳам ёмон Улар ғазабнинг устига ғазабни лозим тутдилар Кофирларга хор қилувчи азоб бордир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们因真主把他的恩惠降给他所意欲的仆人,故他们心怀嫉妒,因而不信真主所降示的经典;他们为此而出卖自己,他们所得的代价真恶劣。故他们应受加倍的谴怒。不信道者,将受凌辱的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Sejahatjahat perkara yang mereka lakukan ialah perbuatan mereka membeli kesenangan dirinya sendiri dengan mengingkari AlQuran yang telah diturunkan oleh Allah kerana dengki bahawa Allah menurunkan dari limpah kurniaNya wahyu kepada sesiapa yang dikehendakiNya di antara hambahambaNya iaitu Nabi Muhammad saw Dengan sebab itu sudah sepatutnya mereka mendapat kemurkaan Allah bertalutalu dan orangorang yang kafir itu akan beroleh azab sengsara yang menghinakan
- Somali - Abduh : waxaa u xun waxay ku gataan Naftooda inay ka gaaloobeen xaqa Eebe soo dajiyey xasad dartiis ku soo dajinta Eebe fadligiisa ciduu doono oo adoomadiisa ka mid ah waxayna la noqdeen Cadho Cadho kale lagu kordhiyey gaalana waxaa u sugnaaday cadaab wax dulleeya
- Hausa - Gumi : Tir da abin da suka sayi rãyukansu da shi; watau su kãfirta da abin da Allah Ya saukar sabõda zãlunci; kada Allah Ya saukar da falalarsa a kan wanda Yake so daga bãyinsa Sai suka kõmo da fushi game da wani fushi Kuma ga kãfirai akwai azãba mai wulãƙantarwa
- Swahili - Al-Barwani : Kiovu kweli walicho jiuzia nafsi zao nacho ni kule kukataa kwao aliyo yateremsha Mwenyezi Mungu kwa ajili ya kuona maya kwa kuwa Mwenyezi Mungu humteremshia fadhila yake amtakaye miongoni mwa waja wake Basi wamejiletea wenyewe ghadhabu juu ya ghadhabu Na makafiri watapata mateso ya kudhalilisha
- Shqiptar - Efendi Nahi : Keq e shitën veten ata që nga zilia nuk besuan në atë që ua shpalli Perëndia Perëndia ia ka zbritur shpalljen atij që ka dasht Ai nga robërit e tij; dhe u kthyen pezëm mbi pezëm E mohuesit i pret dënimi poshtërues
- فارسى - آیتی : با خود، بد معاملهاى كردند آنگاه كه از حسد به كتاب خدا كافر شدند و از اينكه خدا فضل و كرم خويش را به هر كس از بندگان خود كه بخواهد ارزانى مىدارد حسد بردند و قرين خشمى افزون بر خشم ديگر شدند، و كافران را عذابى است خواركننده.
- tajeki - Оятӣ : Бо худ бадмуомилагӣ карданд, он гоҳ ки аз ҳасад ба китоби Худо кофир шуданд ва аз ин ки Худо фазлу карами хешро ба ҳар кас аз бандагони худ, ки бихоҳад, арзонӣ медорад, ҳасад бурданд ва қарини хашме афзун бар хашми дигар шуданд ва кофиронро азобест хоркунанда!
- Uyghur - محمد صالح : يەھۇدىيلارنىڭ اﷲ نازىل قىلغان قۇرئاننى ئىنكار قىلىشى اﷲ نىڭ ئۆز پەزلىنى (يەنى پەيغەمبەرلىكنى) خالىغان بەندىسىگە چۈشۈرگەنلىكىگە ھەسەت قىلىش يۈزىسىدىندۇر. ئۇلارنىڭ ئۆزلىرىنى (يەنى ئىمانىنى) كۇفرىغا سېتىشى ئەجەب يامان ئىشتۇر. ئۇلار ئۈستى - ئۈستىگە غەزەپكە تېگىشلىك بولدى. كاپىرلار خارلىغۇچى ئازابقا دۇچار بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു അവതരിപ്പിച്ചതിനെ തള്ളിക്കളഞ്ഞതിലൂടെ അവര് സ്വയംവിറ്റുവാങ്ങിയത് എത്ര ചീത്ത. അതിനവരെ പ്രേരിപ്പിച്ചതോ, ദൈവം തന്റെ ഔദാര്യം തന്റെ ദാസന്മാരില് താനിഷ്ടപ്പെടുന്നവര്ക്ക് നല്കിയതിലെ അമര്ഷവും. അതിനാലവര് കൊടിയ ദൈവികകോപത്തിനിരയായി. സത്യനിഷേധികള്ക്ക് ഏറെ നിന്ദ്യമായ ശിക്ഷയാണുള്ളത്.
- عربى - التفسير الميسر : قبح ما اختاره بنو اسرائيل لانفسهم اذ استبدلوا الكفر بالايمان ظلما وحسدا لانزال الله من فضله القران على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراه وللجاحدين نبوه محمد صلى الله عليه وسلم عذاب يذلهم ويخزيهم
*96). Another possible rendering of the same verse is: 'And how evil is that for the sake of which they have sold themselves', i.e. for the sake of which they have sacrificed their ultimate happiness and salvation.
*97). They had longed for the promised Prophet to arise from among their own people. But when he arose among a diffirent people, a people they despised, they decided to reject him. It was as if they thought God was duty-bound to consult them in appointing Prophets, and since in this case He had failed to do so they felt they had a right to be offended by God's 'arbitrariness'.