- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يُوقِنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ۗ كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ۘ تشابهت قلوبهم ۗ قد بينا الآيات لقوم يوقنون
- عربى - التفسير الميسر : وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل العناد: هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسوله، أو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك. ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة؛ بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال، قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى، متَّبعين ما شرعه لهم.
- السعدى : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
أي: قال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم: هلا يكلمنا, كما كلم الرسل، { أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ } يعنون آيات الاقتراح, التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة, وآرائهم الكاسدة, التي تجرأوا بها على الخالق, واستكبروا على رسله كقولهم: { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ } الآية، وقالوا: { لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ } الآيات وقوله: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا } الآيات. فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد, ولم يكن قصدهم تبين الحق، فإن الرسل, قد جاءوا من الآيات, بما يؤمن بمثله البشر, ولهذا قال تعالى: { قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } فكل موقن, فقد عرف من آيات الله الباهرة, وبراهينه الظاهرة, ما حصل له به اليقين, واندفع عنه كل شك وريب.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة اليهودي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا محمد، إن كنت رسولا من الله كما تقول، فقل لله يكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله هذه الآية.
فالآية الكريمة معطوفة على قوله: وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ...
ومعنى الآية الكريمة. وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ علما نافعا أمثال هؤلاء اليهود الذين طالبوك بالمطالب المتعنتة- يا محمد- لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ إما مشافهة، أو بواسطة الوحى إلينا لا إليك، أو يرينا حجة تقوم على صدق رسالتك، قالوا هذا على وجه العناد والجحود أن تكون الآيات التي أقامها الله على صدق رسالته آيات حقا.
وقد رد الله تعالى عليهم بقوله: كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ أى: مثل هذا القول المتعنت، قال الجاحدون من أسلافهم الذين أرسل الله إليهم الرسل ليخرجوهم من الظلمات إلى النور وفي هذه الجملة تسلية للرسول صلّى الله عليه وسلّم بأن ما لاقاه من قومه مثل ما لقيه الرسل من قبله.
تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ أى تشابهت قلوب هؤلاء وأولئك في العناد والضلال.
قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أى: جعلناها بينة واضحة في ذاتها لمن شأنهم الإخلاص في طلب الحق أينما كان، فيتجهون إليه عن طريق الأدلة الصحيحة بقلوب نقية من الأهواء موقنة بجلال الحق ووجوب الطاعة.
قال الإمام الرازي: وتقرير شبهتهم أن الحكيم إذا أراد تحصيل شيء، اختار أقرب الطرق إليه، وبما أن الله قد كلم موسى وكلمك يا محمد فلم لا يكلمنا مشافهة، أو يخصك بمعجزة يتجلى من ورائها صدق نبوتك، وهذا منهم طعن في أن القرآن معجزة، لأنهم لو أقروا بذلك لاستحال أن يقولوا ما قالوه.
فأجابهم الله عن هذه الشبهة بقوله كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ وحاصل هذا الجواب: أنا قد أيدنا قول محمد بالمعجزات، وبينا صحة قوله بالقرآن وسائر الحجج، فكان طلب هذه الزوائد من باب التعنت. وعليه فلن تجاب مطالبكم لوجوه منها:
1- لو كان في معلوم الله أنهم يؤمنون عند إنزال هذه الآيات لفعلها ولكنه علم أنه لو أعطاهم ما سألوه لازدادوا لجاجا.
2- أن حصول الدلالة الواحدة تمكن المكلف من الوصول إلى المطلوب، فإذا لم يكتف بها، كان طلبه من باب المعاندة.
3- ربما كانت كثرة المعجزات وتعاقبها تقدح في كونها معجزة لأن الخوارق متى توالت كان انخراق العادة عادة. فثبت أن عدم إسعافهم بهذه الآيات لا يقدح في النبوة .
هذا، وبعض المفسرين يرى أن المراد «بالذين لا يعلمون» اليهود، وبعضهم يرى أن المراد بهم مشركو العرب وبعضهم يرى أن المراد بهم النصارى، ونحن نرى أن اللفظ صالح لأن يندرج تحته جميع هذه الطوائف قضاء لحق الموصول المفيد للتعميم، ولكنا نختار أن اليهود هم المقصودون قصدا أوليا من هذه الآية للأسباب الآتية:
1- الآية ضمن سلسلة طويلة من الآيات السابقة عليها واللاحقة لها، وكلها تتحدث عن بنى إسرائيل وأحوالهم وأخلاقهم.
2- جملة كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ قرينة على أن المقصود بالذين لا يعلمون هم اليهود المعاصرون للعهد النبوي، حيث كان أجدادهم يطلبون من موسى مثل هذه المطالب، لقد قالوا له: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً وقالوا: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً وطلبوا منه كثيرا من المطالب المتعنتة.
3- الآية مدنية ومن سورة البقرة التي هي من أوائل ما نزل على الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة، ومن المعروف أن حديث القرآن المدني عن أهل الكتاب بصفة عامة، وعن اليهود بصفة خاصة، أكثر من حديثه عن مشركي العرب، لأن البيئة المدنية صلتها بأهل الكتاب أشد وألصق.
4- سبب نزول الآية الذي ذكرناه يؤيد أن اليهود مقصودون قصدا أوليا في هذه الآية.
5- القائلون بأن المراد بالذين لا يعلمون مشركو العرب، دعموا قولهم بأن آيات القرآن التي تحكى عنهم أمثال هذه المقترحات مستفيضة. وكأنهم يستبعدون أن تصدر مثل هذه الأسئلة عن اليهود.
وردنا عليهم أن القرآن الكريم قد حكى عن اليهود أمثال هذه الأسئلة بدليل قوله تعالى:
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً.
6- الإمام ابن جرير رجح أن المراد ب الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ النصارى، مستدلا بأن ذلك في سياق خبر الله عنهم، فالآية السابقة على هذه الآية تقول.
وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ، بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ والنصارى هم الذين قالوا ذلك.
وهذا الاستدلال لا نوافقه عليه لما يأتى:
(أ) لأن الآية ليست في سياق خبر الله عن النصارى، وإنما هي في سياق خبر الله عن اليهود، الذين زخرت سورة البقرة ببيان مواقفهم وحجاجهم وأخلاقهم في أكثر من مائة آية سابقة ولاحقة من هذه السورة.
(ب) ليس النصارى وحدهم هم الذين قالوا اتخذ الله ولدا وإنما اليهود أيضا قالوا ذلك، قال تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ .
(ج) لم يأت الإمام ابن جرير بدليل واحد ينقض به رأى القائلين بأن المراد بالذين لا يعلمون اليهود، ولم يتعرض للنص الذي أورده ابن عباس في سبب نزول الآية بالتضعيف أو الإعلال، مع أنه انتقد رأى القائلين بأن المراد بهم مشركو العرب (بأنه قول لا برهان على حقيقته في ظاهر الكتاب) .
هذا وبعد تلك الأدلة على ما ذهبنا إليه نعود فنقول مرة أخرى: إننا لا نمانع في أن يكون المراد بالذين لا يعلمون جميع الطوائف المشركة ولكنا نرجح أن اليهود هم المقصودون قصدا أوليا مهما دخل غيرهم معهم في السياق، وإن الآية قد نزلت للرد على مطالبهم المتعنتة واقتراحاتهم التي لا خير من ورائها، ومحاولاتهم الطعن في نبوة النبي صلّى الله عليه وسلّم.
- البغوى : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون} قال ابن عباس رضي الله عنهما: "اليهود"، وقال مجاهد: "النصارى"، وقال قتادة: "مشركو العرب".
{لولا} هلا. وكل ما في القرآن (لولا) فهو بمعنى هلا، إلا واحداً، وهو قوله: {فلولا أنه كان من المسبحين} [143-الصافات] معناه فلو لم يكن
{يكلمنا الله} عياناً بأنك رسوله.
{أو تأتينا آية} دلالة وعلامة على صدقك في ادعائك النبوة.
قال الله تعالى: {كذلك قال الذين من قبلهم} أي كفار الأمم الخالية.
{مثل قولهم تشابهت قلوبهم} أي أشبه بعضها بعضاً في الكفر والقسوة وطلب المحال.
{قد بينا الآيات لقوم يوقنون}.
- ابن كثير : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد ، إن كنت رسولا من الله كما تقول ، فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه . فأنزل الله في ذلك من قوله : ( وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية )
وقال مجاهد [ في قوله ] ) وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ) قال : النصارى تقوله .
وهو اختيار ابن جرير ، قال : لأن السياق فيهم . وفي ذلك نظر .
[ وحكى القرطبي ( لولا يكلمنا الله ) أي : لو يخاطبنا بنبوتك يا محمد ، قلت : وظاهر السياق أعم ، والله أعلم ] .
وقال أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي في تفسير هذه الآية : هذا قول كفار العرب ( كذلك قال الذين من قبلهم [ مثل قولهم ] ) قالوا : هم اليهود والنصارى . ويؤيد هذا القول ، وأن القائلين ذلك هم مشركو العرب ، قوله تعالى : ( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون ) [ الأنعام : 123 ] .
وقوله تعالى : ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) [ الإسراء : 90 ، 93 ] ، وقوله تعالى : ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ) [ الفرقان : 21 ] ، وقوله : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) [ المدثر : 52 ] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كفر مشركي العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به ، إنما هو الكفر والمعاندة ، كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم ، كما قال تعالى : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) [ النساء : 153 ] وقال تعالى : ( وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) [ البقرة : 55 ] .
وقوله : ( تشابهت قلوبهم ) أي : أشبهت قلوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو ، كما قال تعالى : ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) [ الذاريات : 52 ، 53 ] .
وقوله : ( قد بينا الآيات لقوم يوقنون ) أي : قد وضحنا الدلالات على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى ، لمن أيقن وصدق واتبع الرسل ، وفهم ما جاءوا به عن الله تبارك وتعالى . وأما من ختم الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة فأولئك الذين قال الله تعالى فيهم : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .
- القرطبى : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
قوله تعالى : وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون
قوله تعالى : وقال الذين لا يعلمون قال ابن عباس : هم اليهود . مجاهد : النصارى ، ورجحه الطبري ، لأنهم المذكورون في الآية أولا . وقال الربيع والسدي وقتادة : مشركو العرب . ولولا بمعنى " هلا " تحضيض ، كما قال الأشهب بن رميلة :
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
وليست هذه " لولا " التي تعطي منع الشيء لوجود غيره ، والفرق بينهما عند علماء اللسان أن " لولا " بمعنى التحضيض لا يليها إلا الفعل مظهرا أو مقدرا ، والتي للامتناع يليها الابتداء ، وجرت العادة بحذف الخبر . ومعنى الكلام هلا يكلمنا الله بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فنعلم أنه نبي فنؤمن به ، أو يأتينا بآية تكون علامة على نبوته . والآية : الدلالة والعلامة ، وقد تقدم والذين من قبلهم اليهود والنصارى في قول من جعل الذين لا يعلمون كفار العرب ، أو الأمم السالفة في قول من جعل الذين لا يعلمون اليهود والنصارى ، أو اليهود في قول من جعل الذين لا يعلمون النصارى .
تشابهت قلوبهم
قيل : في التعنيت والاقتراح وترك الإيمان . وقال الفراء . تشابهت قلوبهم في اتفاقهم على الكفر . قد بينا الآيات لقوم يوقنون تقدم .
- الطبرى : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
القول في تأويل قوله : وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل فيمن عنى الله بقوله: ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ ) ، فقال بعضهم: عنى بذلك النصارى.
* ذكر من قال ذلك:
1860- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله جل وعز: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) ، قال: النصارى تقوله.
1861- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله - وزاد فيه (وقال الذين لا يعلمون) ، النصارى.
* * *
وقال آخرون: بل عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* ذكر من قال ذلك:
1862- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير. وحدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل ، قالا جميعا: حدثنا محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد قال، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس قال، قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت رسولا من عند الله كما تقول ، فقل لله عز وجل فليكلمنا حتى نسمع كلامه! فأنـزل الله عز وجل في ذلك من قوله: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) ، الآية كلها. (63)
* * *
وقال آخرون: بل عنى بذلك مشركي العرب.
* ذكر من قال ذلك:
1863- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) ، وهم كفار العرب.
1864- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله) ، قال: هم كفار العرب.
1865- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط ، عن السدي: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله) ، أما الذين لا يعلمون: فهم العرب.
* * *
وأولى هذه الأقوال بالصحة والصواب قول القائل: إن الله تعالى عنى بقوله: (وقال الذين لا يعلمون)، النصارى دون غيرهم. لأن ذلك في سياق خبر الله عنهم ، وعن افترائهم عليه وادعائهم له ولدا. فقال جل ثناؤه ، مخبرا عنهم فيما أخبر عنهم من ضلالتهم أنهم مع افترائهم على الله الكذب بقوله: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، تمنوا على الله الأباطيل ، فقالوا جهلا منهم بالله وبمنـزلتهم عنده وهم بالله مشركون: (لولا يكلمنا الله ) ، كما يكلم رسوله وأنبياءه ، أو تأتينا آية كما أتتهم؟ ولا ينبغي لله أن يكلم إلا أولياءه ، ولا يؤتي آية معجزة على دعوى مدع إلا لمن كان محقا في دعواه وداعيا إلى الله وتوحيده، فأما من كان كاذبا في دعواه وداعيا إلى الفرية عليه وادعاء البنين والبنات له ، فغير جائز أن يكلمه الله جل ثناؤه ، أو يؤتيه آية معجزة تكون مؤيدة كذبه وفريته عليه.
وأمّا الزاعم: أن الله عنى بقوله (64) (وقال الذين لا يعلمون) العرب ، فإنه قائل قولا لا خبر بصحته ، ولا برهان على حقيقته في ظاهر الكتاب. والقول إذا صار إلى ذلك كان واضحا خطؤه ، لأنه ادعى ما لا برهان على صحته ، وادعاء مثل ذلك لن يتعذر على أحد.
* * *
وأما معنى قوله: (لولا يكلمنا الله) ، فإنه بمعنى: هلا يكلمنا الله! كما قال الأشهب بن رميلة: (65)
تعـدون عقـر النيـب أفضـل مجدكم
بنـي ضوطـرى , لـولا الكمي المقنعا (66)
بمعنى: فهلا تعدون الكمي المقنع! كما:
1866- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله: (لولا يكلمنا الله) قال: فهلا يكلمنا الله!
قال أبو جعفر: فأما " الآية " فقد ثبت فيما قبل معنى الآية أنها العلامة. (67) وإنما أخبر الله عنهم أنهم قالوا: هلا تأتينا آية على ما نريد ونسأل ، (68) كما أتت الأنبياء والرسل! فقال عز وجل: كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل فيمن عنى الله بقوله: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) ، فقال بعضهم في ذلك بما:-
1867- حدثني به محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) ، هم اليهود.
1868- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: (قال الذين من قبلهم) ، اليهود.
* * *
وقال آخرون: هم اليهود والنصارى ، لأن الذين لا يعلمون هم العرب. (69)
* ذكر من قال ذلك:
1869- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة: (قال الذين من قبلهم) ، يعني اليهود والنصارى وغيرهم.
1870- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط ، عن السدي قال، قالوا يعني - العرب- كما قالت اليهود والنصارى من قبلهم.
1871- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر ، &; 2-555 &; عن أبيه ، عن الربيع: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) ، يعني اليهود والنصارى.
* * *
قال أبو جعفر: قد دللنا على أن الذين عنى الله تعالى ذكره بقوله: وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ ، هم النصارى ، والذين قالوا مثل قولهم هم اليهود (70) سألت موسى صلى الله عليه وسلم أن يريهم ربهم جهرة ، (71) وأن يسمعهم كلام ربهم ، كما قد بينا فيما مضى من كتابنا هذا - (72) وسألوا من الآيات ما ليس لهم مسألته تحكما منهم على ربهم ، وكذلك تمنت النصارى على ربها تحكما منها عليه أن يسمعهم كلامه ويريهم ما أرادوا من الآيات. فأخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم قالوا من القول في ذلك ، مثل الذي قالته اليهود وتمنت على ربها مثل أمانيها ، وأن قولهم الذي قالوه من ذلك إنما يشابه قول اليهود من أجل تشابه قلوبهم في الضلالة والكفر بالله. فهم وإن اختلفت مذاهبهم في كذبهم على الله وافترائهم عليه ، فقلوبهم متشابهة في الكفر بربهم والفرية عليه ، وتحكمهم على أنبياء الله ورسله عليهم السلام. وبنحو ما قلنا في ذلك قال مجاهد.
1872- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: (تشابهت قلوبهم) قلوب النصارى واليهود.
* * *
وقال غيره: (73) معنى ذلك تشابهت قلوب كفار العرب واليهود والنصارى وغيرهم.
* ذكر من قال ذلك:
1873- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن &; 2-556 &; قتادة: (تشابهت قلوبهم)، يعني العرب واليهود والنصارى وغيرهم.
1874- حدثني المثنى ، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع: (تشابهت قلوبهم) ، يعني العرب واليهود والنصارى وغيرهم.
* * *
قال أبو جعفر : وغير جائز في قوله: (تشابهت) التثقيل ، لأن التاء التي في أولها زائدة أدخلت في قوله: " تفاعل " ، وإن ثقلت صارت تاءين، ولا يجوز إدخال تاءين زائدتين علامة لمعنى واحد ، وإنما يجوز ذلك في الاستقبال لاختلاف معنى دخولهما، لأن إحداهما تدخل علما للاستقبال ، والأخرى منها التي في" تفاعل " ، ثم تدغم إحداهما في الأخرى فتثقل ، فيقال: تشابه بعد اليوم قلوبنا. (74)
* * *
فمعنى الآية: وقالت النصارى ، الجهال بالله وبعظمته: هلا يكلمنا الله ربنا ، كما كلم أنبياءه ورسله ، أو تجيئنا علامة من الله نعرف بها صدق ما نحن عليه على ما نسأل ونريد؟ قال الله جل ثناؤه: فكما قال هؤلاء الجهال من النصارى وتمنوا على ربهم ، قال من قبلهم من اليهود ، فسألوا ربهم أن يريهم الله نفسه جهرة ، ويؤتيهم آية ، واحتكموا عليه وعلى رسله ، وتمنوا الأماني. فاشتبهت قلوب اليهود والنصارى في تمردهم على الله وقلة معرفتهم بعظمته وجرأتهم على أنبيائه ورسله ، كما اشتبهت أقوالهم التي قالوها.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) ، قد بينا العلامات التي من أجلها غضب الله على اليهود ، وجعل منهم القردة والخنازير ، وأعد لهم العذاب المهين في معادهم ، والتي من أجلها أخزى الله النصارى في الدنيا ، وأعد لهم الخزي والعذاب الأليم في الآخرة ، والتي من أجلها جعل سكان الجنان الذين أسلموا وجوههم لله وهم محسنون في هذه السورة وغيرها. فأعلموا الأسباب التي من أجلها استحق كل فريق منهم من الله ما فعل به من ذلك ، وخص الله بذلك القوم الذين يوقنون، لأنهم أهل التثبت في الأمور ، والطالبون معرفة حقائق الأشياء على يقين وصحة. فأخبر الله جل ثناؤه أنه بين لمن كانت هذه الصفة صفته ما بين من ذلك ليزول شكه ، ويعلم حقيقة الأمر، إذْ كان ذلك خبرا من الله جل ثناؤه ، وخبر الله الخبر الذي لا يعذر سامعه بالشك فيه. وقد يحتمل غيره من الأخبار ما يحتمل من الأسباب العارضة فيه من السهو والغلط والكذب ، وذلك منفي عن خبر الله عز وجل.
---------------------
(63) الأثر : 1862 - سيرة ابن هشام 2 : 198 .
(64) في المطبوعة : "وقال الزاعم . . " والصواب ما أثبت ، كما استدركه مصحح المطبوعة .
(65) ليس للأشهب ، بل هو لجرير ، وقد تابعه ابن الشجري في أماليه 2 : 210 ، كأنه نقله عنه كعادته .
(66) ديوان جرير : 338 ، النقائض : 833 ، وسيأتي في التفسير 7 : 119 (بولاق) غير منسوب ، ومجاز القرآن : 52 ، وأمالي ابن الشجري 1 : 279 ، 334 / 2 : 210 ، والخزانة 1 : 461 . ورواية الديوان والنقائض : "أفضل سعيكم" . والبيت من قصيدة طويلة في مناقضة جرير والفرزدق . وقوله : "عقر النيب" . عقر الناقة أو الفرس : ضرب قوائمها فقطعها ، وكانوا إذا أرادوا نحر البعير عقروه ، ثم نحروه ، وإنما يفعلون به ذلك كيلا يشرد عند النحر . وكان العرب يتكارمون بالمعاقرة . وهي أن يعقر هذا ناقة ، فيعقر الآخر ، يتباريان في الجود والسخاء ، ويلحان في ذلك حتى يغلب أحدهما صاحبه . والنيب جمع ناب : وهي الناقة المسنة ، أسموها بذلك لطول نابها . ويشير جرير بذلك إلى ما كان يفخر به الفرزدق من معاقرة أبيه غالب بن صعصعة ، سحيم بن وثيل الرياحي بمكان يقال له"صوأر" ، فعقر سحيم خمسا ثم بدا له ، وعقر غالب مئة ، أو مئتين . وهذا أمر من أمور الجاهلية قال ابن عباس : " لا تأكلوا من تعاقر الأعراب ، فإني لا آمن أن يكون مما أهل لغير الله به" ، وقال علي رضي الله عنه : "يا أيها الناس ، لا تحل لكم ، فإنها أهل بها لغير الله" . (انظر خبر المعاقرة في النقائض : 625 - 626) .
وقوله : "بني ضوطرى" ، يعني : يا بني الحمقى . هكذا قيل ، وأخشى أن لا يكون كذلك ، فإن : "ضوطرى" نبز لرجل من بني مجاشع بن دارم - لم يعينوه - فقال جرير للفرزدق :
إن ابـن شـعرة, والقرين, وضوطرى
بئــس الفــوارس ليلــة الحدثـان
فهذا دليل على أنه شخص بعينه ، أرجو أن أحققه في غير هذا المكان . وقد أراد ذمه بأسلافه على كل . والكمي : الشجاع الذي لا يرهب ، فلا يحيد عن قرنه ، كان عليه سلاح أو لم يكن .
وقوله : "تعدون" أي تحسبون وتجعلون ، فعدى الفعل"عد" إلى مفعولين ، تضمينا لمعنى"جعل وحسب" ، كما قال ذو الرمة :
(67) انظر ما سلف : 1 : 106 .
(68) في المطبوعة : "عما نريده ونسأل" ، والصواب ما أثبت .
(69) في المطبوعة : "هم اليهود" ، والصواب ما أثبت ، كما استظهره مصحح المطبوعة ، ودليل ذلك أنه سيروى بعد عن قتادة ، وقد مضى في رقم : 1763 بإسناده هذا عن قتادة : أن" الذين لا يعلمون" ، هم كفار العرب ، والأثر التالي تتمة هذا الأثر السالف .
(70) في المطبوعة : "والذين قالت" . والضمير في قوله"والذين قالوا" إلى النصارى يعود . وانظر دليله فيما سلف قريبا : 550 .
(71) في المطبوعة : "وسألت موسى" ، وحذف الواو أولى . وكان أحب أن يكون"سألوا" مكان"سألت" .
(72) انظر ما سلف في تفسير الآية : 55 ، والأثر : 959 .
(73) في المطبوعة : "وقال غيرهم" ، والصواب ما أثبت ، فإنه روى قول مجاهد وحده .
(74) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 75 ، وعبارة الطبري هنا تصحح الخطأ الذي هناك
- ابن عاشور : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
عطف على قوله : { وقالوا اتخذ الله ولداً } [ البقرة : 116 ] المعطوف على قوله : { وقالت اليهود ليست النصارى } [ البقرة : 113 ] . لمناسبة اشتراك المشركين واليهود والنصارى في الأقوال والعقائد الضالة إلا أنه قدم قول أهل الكتاب في الآية الماضية وهي { وقالت اليهود } لأنهم الذين ابتدأوا بذلك أيام مجادلتهم في تفاضل أديانهم ويومئذ لم يكن للمشركين ما يوجب الاشتغال بذلك إلى أن جاء الإسلام فقالوا مثل قول أهل الكتاب .
وجمع الكل في { وقالوا اتخذ الله ولداً } إلا أنه لم يكن فريق من الثلاثة فيه مقتبساً من الآخر بل جميعه ناشىء من الغلو في تقديس الموجودات الفاضلة ومنشؤه سوء الفهم في العقيدة سواء كانت مأخوذة من كتاب كما تقدم في منشأ قول أهل الكتابين { اتخذ الله ولداً } أم مأخوذة من أقوال قادتهم كما قالت العرب : الملائكة بنات الله .
وقدم قول المشركين هنا لأن هذا القول أعلق بالمشركين إذ هو جديد فيهم وفاششٍ بينهم ، فلما كانوا مخترعي هذا القول نسب إليهم ، ثم نظر بهم الذين من قبلهم وهم اليهود والنصارى ، إذ قالوا مثل ذلك لرسلهم .
و { لولا } هنا حرف تحضيض قصد منه التعجيز والاعتذار عن عدم الإصغاء للرسول استكباراً بأن عدوا أنفسهم أحرياء بالرسالة وسماع كلام الله تعالى وهذا مبالغة في الجهالة لا يقولها أهل الكتاب الذين أثبتوا الرسالة والحاجة إلى الرسل .
وقوله : { أو تأتينا آية } أرادوا مطلق آية فالتنكير للنوعية وحينئذ فهو مكابرة وجحود لما جاءهم من الآيات وحسبك بأعظمها وهو القرآن وهذا هو الظاهر من التنكير وقد سألوا آيات مقترحات { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً } [ الإسراء : 90 ] الآيات وهم يحسبون أن الآيات هي عجائب الحوادث أو المخلوقات وما دروا أن الآية العلمية العقلية أوضح المعجزات لعمومها ودوامها وقد تحداهم الرسول بالقرآن فعجزوا عن معارضته وكفاهم بذلك آية لو كانوا أهل إنصاف .
وقوله : { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } أي كمثل مقالتهم هذه قال الذين من قبلهم من الأمم مثل قولهم . والمراد بالذين من قبلهم اليهود والنصارى فقد قال اليهود لموسى : { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } [ البقرة : 55 ] وسأل النصارى عيسى { هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء } [ المائدة : 112 ] .
وفي هذا الكلام تسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم بأن ما لقيه من قومه مثل ما لاقاه الرسل قبله ولذلك أردفت هذه الآية بقوله : { إنا أرسلناك بالحق } [ البقرة : 119 ] الآية . ثم يجوز أن تكون جملة { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } واقعة موقع الجواب لمقالة الذين لا يعلمون وهو جواب إجمالي اقتصر فيه على تنظير حالهم بحال من قبلهم فيكون ذلك التنظير كناية عن الإعراض عن جواب مقالهم وأنه لا يستأهل أن يجاب لأنهم ليسوا بمرتبة من يكلمهم الله وليست أفهامهم بأهل لإدراك ما في نزول القرآن من أعظم آية وتكون جملة { تشابهت قلوبهم } تقريراً أي تشابهت عقولهم في الأفن وسوء النظر ، وتكون جملة { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } تعليلاً للإعراض عن جوابهم بأنهم غير أهل للجواب لأن أهل الجواب هم القوم الذين يوقنون وقد بينت لهم آيات القرآن بما اشتملت عليه من الدلائل ، وأما هؤلاء فليسوا أهلاً للجواب لأنهم ليسوا بقوم يوقنون بل ديدنهم المكابرة .
ويجوز أن تكون جملة { كذلك } ( قال ) إلى آخرها معترضة بين جملة { وقال الذين لا يعلمون } وبين جملة { قد بيَّنَّا الآيات } وتجعل جملة { قد بينا الآيات } هي الجواب عن مقالتهم . والمعنى لقد أتتكم الآية وهي آيات القرآن ولكن لا يعقلها إلا الذين يوقنون أي دونكم فيكون على وزان قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } [ العنكبوت : 51 ] . ووقع الإعراض عن جواب قولهم { لولا يكلمنا الله } لأنه بديهي البطلان كما قال تعالى : { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتواً كبيراً } [ الفرقان : 21 ] .
والقول في مرجع التشبيه والمماثلة من قوله { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } على نحو القول في الآية الماضية { كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } [ البقرة : 113 ] .
وقوله : { تشابهت قلوبهم } تقرير لمعنى { قال الذين من قبلهم مثل قولهم } ، أي كانت عقولهم متشابهة في الأفن وسوء النظر فلذا اتحدوا في المقالة . فالقلوب هنا بمعنى العقول كما هو المتعارف في اللغة العربية .
وقوله { تشابهت } صيغة من صيغ التشبيه وهي أقوى فيه من حروفه وأقرب بالتشبيه البليغ ، ومن محاسن ما جاء في ذلك قول الصابىء :
تشابه دمعي إذ جرى ومُدامتي ... فمِن مثل ما في الكأس عيني تسكُب
وفي هذه الآية جعلت اليهود والنصارى مماثلين للمشركين في هذه المقالة لأن المشركين أعرق فيها إذ هم أشركوا مع الله غيره فليس ادعاؤهم ولداً لله بأكثر من ادعائهم شركة الأصنام مع الله في الإلاهية فكان اليهود والنصارى ملحقين بهم لأن دعوى الابن لله طرأت عليهم ولم تكن من أصل ملتهم وبهذا الأسلوب تأتى الرجوع إلى بيان أحوال أهل الكتابين الخاصة بهم وذلك من رد العجز على الصدر .
وجيء بالفعل المضارع في { يوقنون } لدلالته على التجدد والاستمرار كناية عن كون الإيمان خُلقاً لهم فأما الذين دأبهم الإعراض عن النظر والمكابرة بعد ظهور الحق فإن الإعراض يحول دون حصول اليقين والمكابرة تحول عن الانتفاع به فكأنه لم يحصل فأصحاب هذين الخلقين ليسوا من الموقنين .
وتبيين الآيات هو ما جاء من القرآن المعجز للبشر الذي تحدى به جميعهم فلم يستطيعوا الإتيان بمثله كما تقدم ، وفي الحديث : « ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة » فالمعنى قد بينا الآيات لقوم من شأنهم أن يوقنوا ولا يشككوا أنفسهم أو يعرضوا حتى يحول ذلك بينهم وبين الإيقان أو يكون المعنى قد بينا الآيات لقوم يظهرون اليقين ويعترفون بالحق لا لقوم مثلكم من المكابرين .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
«وَقالَ» الواو استئنافية قال فعل ماض. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل رفع فاعل والجملة مستأنفة.
«لا يَعْلَمُونَ» لا نافية يعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل والجملة صلة الموصول لا محل لها. «لَوْ لا» حرف حض. «يُكَلِّمُنَا» فعل مضارع ونا مفعول به. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل والجملة في محل نصب مقول القول. «أَوْ» حرف عطف. «تَأْتِينا» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ونا مفعول به. «آيَةٌ» فاعل مرفوع والجملة معطوفة. «كَذلِكَ» الكاف حرف جر ذلك اسم إشارة في محل جر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق.
تراجع الآية 73. «قالَ الَّذِينَ» فعل ماض وفاعل. «مِنْ قَبْلِهِمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. «مِثْلَ» مفعول به. «قَوْلِهِمْ» مضاف إليه. «تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ» ماض وفاعله ، والجملة في محل نصب حال. «قَدْ» حرف تحقيق. «بَيَّنَّا» فعل ماض مبني على السكون ونا فاعل. «الْآياتِ» مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة مستأنفة. «لِقَوْمٍ» جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «يُوقِنُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة قوم.
- English - Sahih International : Those who do not know say "Why does Allah not speak to us or there come to us a sign" Thus spoke those before them like their words Their hearts resemble each other We have shown clearly the signs to a people who are certain [in faith]
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ(2:118) The ignorant people say, "Why does not Allah Himself talk to us or why does not a Sign come to us?" *117 The people before them also talked like this, for all (who swerve from the Right Path) have the same mentality. *118 We have already shown clear Signs to those who believe; *119
- Français - Hamidullah : Et ceux qui ne savent pas ont dit Pourquoi Allah ne nous parle-t-Il pas [directement] ou pourquoi un signe ne nous vient-il pas De même ceux d'avant eux disaient une parole semblable Leurs cœurs se ressemblent Nous avons clairement exposé les signes pour des gens qui ont la foi ferme
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die nicht Bescheid wissen sagen "O würde Allah doch zu uns sprechen oder käme zu uns ein Zeichen" Dergleichen Worte führten schon diejenigen die vor ihnen waren Ihre Herzen sind einander ähnlich Wir haben die Zeichen klargemacht für Leute die überzeugt sind
- Spanish - Cortes : Los que no saben dicen ¿Por qué Alá no nos habla o nos viene un signo Lo mismo decían sus antecesores Sus corazones son iguales En verdad hemos aclarado los signos a gente que está convencida
- Português - El Hayek : Os néscios dizem "Por que Deus não fala conosco ou nos apresenta um sinal" Assim falaram com as mesmaspalavras os seus antepassados porque os seus corações se assemelham aos deles Temos elucidado os versículos para agente persuadida
- Россию - Кулиев : Те которые лишены знания говорят Почему Аллах не говорит с нами Почему знамение не приходит к нам Такие же слова произносили их предшественники Их сердца похожи Мы уже разъяснили знамения людям убежденным
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
Те, которые лишены знания, говорят: «Почему Аллах не говорит с нами? Почему знамение не приходит к нам?» Такие же слова произносили их предшественники. Их сердца похожи. Мы уже разъяснили знамения людям убежденным!Невежественные люди Писания и прочие невежды вопрошали: «Почему Аллах не разговаривает с нами так, как Он разговаривает со Своими посланниками? Почему посланники не показывают нам чудеса, которые мы желаем увидеть?» Руководствуясь своим недалеким умом, они осмеливались дерзить Создателю, превозносились над Божьими посланниками и требовали показать им чудеса. Всевышний по этому поводу сказал: «Вот вы сказали: “О Myca (Моисей)! Мы не поверим тебе, пока не увидим Аллаха открыто”. Вас поразила молния (или: постигла гибель), тогда как вы наблюдали за этим» (2:55); «Люди Писания просят тебя, чтобы ты низвел им Писание с неба. Мусу (Моисея) они попросили о еще большем, когда сказали: “Покажи нам Аллаха открыто”. Тогда молния поразила (или: гибель постигла) их за их несправедливость» (4:153); «Они сказали: “Что это за посланник? Он ест пищу и ходит по рынкам. Почему к нему не был ниспослан ангел, который предостерегал бы вместе с ним? Почему ему не даровано сокровище? Почему у него нет сада, из которого он бы вкушал?”» (25:7–8); «Они говорят: “Ни за что мы не уверуем, пока ты не исторгнешь для нас из земли источник; или пока не будет у тебя пальмовой рощи и виноградника, в которых ты проложишь реки; или пока не обрушишь на нас небо кусками, как ты это утверждаешь; или не предстанешь перед нами вместе с Аллахом и ангелами; или пока у тебя не будет дома из драгоценностей; или пока ты не взойдешь на небо. Но мы не поверим в твое восхождение, пока ты не спустишься с Писанием, которое мы станем читать”» (17:90–93). Вот так они обращались с Божьими посланниками. Они требовали от них чудес для того, чтобы изобличить их в беспомощности. Они не желали найти прямой путь и уяснить истину. Что же касается посланников, то они показали людям много знамений, которых было вполне достаточно для того, чтобы те обратились в правую веру. Именно поэтому Аллах сказал, что Он уже разъяснил знамения убежденным людям. Каждый убежденный верующий видел столько удивительных знамений и убедительных доказательств своего Господа, что его знания превратились в твердую убежденность, которая несовместима с колебаниями и сомнениями.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bilmeyenler "Allah bizimle konuşmalı veya bize bir ayet gelmeli değil miydi" dediler Onlardan öncekiler de onların söylediklerinin tıpkısını söylemişlerdi Kalbleri birbirine benzedi Kesinlikle inanan kimseler için ayetleri açıklamışızdır
- Italiano - Piccardo : E quelli che non sanno nulla dicono “Perché Allah non ci parla o perché non ci fa pervenire un segno divino” Anche quelli che vennero prima di loro tennero simili discorsi I loro cuori si assomigliano Eppure abbiamo esposto con chiarezza i nostri segni a coloro che credono
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهوانهی نهفام و نهزانن دهیانگوت بۆ خوا لهگهڵ ئێمه گفتوگۆ ناكات یان موعجیزهو نیشانهیهكمان بۆ نایهت شایانی باسه كهسانی تریش پێش ئهمان ههمان شتیان دهوت ئهمانه دڵهكانیان چوونیهكهو لهیهك دهچێت شێوازی دهربڕینیان جیاوازه بێگومان ئێمه چهنندهها بهڵگهو نیشانهی ئاشكراو ڕوونمان دیاری كردووه بۆ ئهو كهسانهی كه ڕاستی خوازن و به شوێن حهقیقهتدا دهگهڕێن
- اردو - جالندربرى : اور جو لوگ کچھ نہیں جانتے یعنی مشرک وہ کہتے ہیں کہ خدا ہم سے کلام کیوں نہیں کرتا۔ یا ہمارے پاس کوئی نشانی کیوں نہیں اتی۔ اسی طرح جو لوگ ان سے پہلے تھے وہ بھی انہی کی سی باتیں کیا کرتے تھے۔ ان لوگوں کے دل اپس میں ملتے جلتے ہیں۔ جو لوگ صاحب یقین ہیں ان کے سمجھانے کے لیے نشانیاں بیان کردی ہیں
- Bosanski - Korkut : A oni koji ne znaju govore "Trebalo bi da Allah s nama razgovara ili da nam kakvo čudo dođe" Tako su gotovo istim riječima govorili i oni prije njih srca su im slična A Mi dokaze objašnjavamo ljudima koji čvrsto vjeruju
- Swedish - Bernström : OCH DE som saknar kunskap säger "Varför talar inte Gud till oss eller ger oss ett tecken" Så sade deras föregångare; deras ord och deras hjärtan liknar varandra Men Vi har gjort budskapen klara och tydliga för dem som [vill] övertygas
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang yang tidak mengetahui berkata "Mengapa Allah tidak langsung berbicara dengan kami atau datang tandatanda kekuasaanNya kepada kami" Demikian pula orangorang yang sebelum mereka telah mengatakan seperti ucapan mereka itu; hati mereka serupa Sesungguhnya Kami telah menjelaskan tandatanda kekuasaan Kami kepada kaum yang yakin
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
(Dan berkatalah orang-orang yang tidak mengetahui) yakni kaum kafir Mekah kepada Nabi saw., ("Mengapa Allah tidak berbicara dengan kami) bahwa kamu adalah Rasul-Nya (atau datang kepada kami suatu tanda) atau bukti yang kami usulkan untuk menunjukkan kebenaranmu?" (Demikian pulalah) artinya seperti yang mereka ucapkan itu (dikatakan kepada orang-orang yang sebelum mereka) yakni umat-umat yang kafir terhadap nabi mereka masing-masing (seperti ucapan mereka) berupa pembangkangan dan permintaan mukjizat-mukjizat, (hati mereka serupa) yakni dalam kekafiran dan pembangkangan. Ini menjadi hiburan dan bujukan bagi Nabi saw. (Sesungguhnya Kami telah menjelaskan tanda kekuasaan Kami kepada kaum yang yakin) yang mengetahui bahwa ia adalah ayat atau tanda, sehingga mereka beriman. Maka mengusulkan ayat atau tanda-tanda lain merupakan dosa atau kesalahan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা কিছু জানে না তারা বলে আল্লাহ আমাদের সঙ্গে কেন কথা বলেন না অথবা আমাদের কাছে কোন নিদর্শন কেন আসে না এমনি ভাবে তাদের পূর্বে যারা ছিল তারাও তাদেরই অনুরূপ কথা বলেছে। তাদের অন্তর একই রকম। নিশ্চয় আমি উজ্জ্বল নিদর্শনসমূহ বর্ণনা করেছি তাদের জন্যে যারা প্রত্যয়শীল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் அறியாதவர்கள் கூறுகிறார்கள்; "அல்லாஹ் ஏன் நம்மிடம் பேசவில்லை மேலும் நமக்கு ஏன் அத்தாட்சி வரவில்லை" என்று இவர்களுக்கு முன்னர் இருந்தவர்களும் இப்படியே இவர்களின் சொற்களைப்போலவே தான் கூறினார்கள் இவர்களின் இதயங்கள் அவர்களுடைய இதயங்களைப் போன்றவையே தான் ஈமானில் உறுதியுடைய மக்களுக்கு நம் அத்தாட்சிகளை அவர்கள் மனதில் பதியும்படி நாம் நிச்சயமாகத் தெளிவாய் விவரித்துள்ளோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ที่ไม่รู้กล่าวว่า ไฉนอัลลอฮ์จึงไม่ตรัสแก่พวกเรา หรือไม่มีสัญญาณหนึ่งมายังพวกเรา ในทำนองเดียวกัน บรรดาชนรุ่นก่อนพวกเขา ก็กล่าวเช่นเดียวกับคำพูดของพวกเขา โดยที่หัวใจของพวกเขาคล้ายคลึงกัน แท้จริงนั้น เราได้แจกแจงสัญญาณต่าง ๆ ไว้อย่างชัดเจนแล้ว แก่พวกที่ศรัทธามั่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Билмайдиган кимсалар Аллоҳ биз билан гаплашса эди ёки мўъжиза келса эди дейишди Улардан олдингилар ҳам уларнинг сўзига ўхшаш гапирган эдилар Қалблари ўхшаш бўлди Батаҳқиқ Биз яхши билувчи қавмларга мўъжизаларни баён қилганмиз
- 中国语文 - Ma Jian : 无知者说:为甚麽真主不和我们说话呢?为甚麽不有一种迹象降临我们呢?他们之前的人也说过这样的话;他们的心是相似的。我确已为笃信的民众阐明许多迹象了。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang musyrik yang tidak berilmu pengetahuan berkata "Alangkah eloknya kalau Allah berkatakata dengan kami mengenai kebenaran Muhammad atau datang kepada kami sesuatu keterangan mukjizat" Demikian pula orangorang kafir yang terdahulu dari mereka pernah berkata seperti yang dikatakan oleh mereka; hati mereka sekaliannya adalah bersamaan degil dan kufur Sesungguhnya Kami telah pun menerangkan ayatayat keterangan yang menjadi dalil dan bukti kepada kaum yang mahu percaya dengan yakin
- Somali - Abduh : 1I waxay dhaheen kuwii aan wax ogayn Gaaladii muxuu Eebe nooola hadli waayey ama noogu imaan wayday aayad saaso kaley dhaheen kuwii ka horreeyey hadalkooda oo kale waxaa is Shabbahday isu ekaatay qulubtooda dhab ahaan yaan aayadaha ugu caddaynay ciddii wax yaqiinin
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda bã su da sani suka ce "Don me Allah bã Ya yi mana magana ko wata ãyã ta zo mana" Kamar wancan ne waɗanda suke a gabãninsu suka faɗa kamar maganarsu zukãtansu sun yi kamã da jũna Lalle ne Mun bayyana ãyõyi ga mutãne masu sakankancewa
- Swahili - Al-Barwani : Na walisema wale wasio jua kitu Mbona Mwenyezi Mungu hasemi nasi au zikatufikia Ishara Kama hivyo walisema wale walio kuwa kabla yao mfano wa kauli yao hii Nyoyo zao zimefanana Hakika Sisi tumeziweka wazi Ishara kwa watu wenye yakini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kurse të paditurit thonë “Të kishte të bisedojë Perëndia me ne ose së paku të na sillte ndonjë argument Njësoj thonin edhe ata para tyre; zemrat e tyre i përngjanin njëratjetrës E Na me të vërtetë atyre që besojnë ua shpjegojmë dokumentet bindshëm
- فارسى - آیتی : نادانان گفتند: چرا خدا با ما سخن نمىگويد؟ يا معجزهاى بر ما نمىآيد؟ پيشينيانشان نيز چنين سخنانى مىگفتند. دلهايشان همانند يكديگر است. ما براى آنان كه به يقين رسيدهاند، آيات را بيان كردهايم.
- tajeki - Оятӣ : Нодонон гуфтанд: «Чаро Худо бо мо сухан намегӯяд? Ё мӯъҷизае бар мо намеояд?» Пешиниёнашон низ чунин суханоне мегуфтанд. Дилҳошон ҳамонанди якдигар аст. Мо барои онон, ки ба яқии расидаанд, оятҳоро баён кардаем.
- Uyghur - محمد صالح : بىلمەيدىغانلار (يەنى قۇرەيش كاپىرلىرى): «اﷲ نېمە ئۈچۈن بىز بىلەن سۆزلەشمەيدۇ؟ ياكى نېمە ئۈچۈن بىزگە (راست پەيغەمبەرلىكنىڭ دەلىلى سۈپتىدە) بىرەر مۆجىزە كەلمەيدۇ؟» دەيدۇ. ئۇلاردىن بۇرۇن ئۆتكەنلەرمۇ (پەيغەمبەرلىرىگە) شۇنداق سۆزنى قىلغان ئىدى؛ ئۇلارنىڭ دىللىرى بىر - بىرىگە ئوخشايدۇ. ئايەتلىرىمىزنى جەزمەن ئىشىنىدىغان (يەنى ھەقىقەت ئىزدەيدىغان) قەۋم ئۈچۈن ھەقىقەتەن بايان قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അറിവില്ലാത്തവര് ചോദിക്കുന്നു: "അല്ലാഹു ഞങ്ങളോട് നേരില് സംസാരിക്കാത്തതെന്ത്? അല്ലെങ്കില് ഞങ്ങള്ക്ക് ഒരടയാളമെങ്കിലും കൊണ്ടുവരാത്തതെന്ത്?" ഇവരിപ്പോള് ചോദിക്കുന്നപോലെ ഇവരുടെ മുന്ഗാമികളും ചോദിച്ചിരുന്നു. ഇരുവിഭാഗത്തിന്റെയും മനസ്സുകള് ഒരുപോലെയാണ്. തീര്ച്ചയായും അടിയുറച്ചു വിശ്വസിക്കുന്നവര്ക്ക് നാം തെളിവുകള് വ്യക്തമാക്കിക്കൊടുത്തിട്ടുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : وقال الجهله من اهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل العناد هلا يكلمنا الله مباشره ليخبرنا انك رسوله او تاتينا معجزه من الله تدل على صدقك ومثل هذا القول قالته الامم من قبل لرسلها عنادا ومكابره بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضلال قد اوضحنا الايات للذين يصدقون تصديقا جازما لكونهم مومنين بالله تعالى متبعين ما شرعه لهم
*117). What they meant was that God should either appear before them Himself, tell them plainly that the Qur'an was a revelation from Him, and proclaim His injunctions, or cause them to see some extraordinary sign that would convince them that whatever Muhammad (peace be on him) told them was from Him.
*118). The fact is that the misguided people of the time of the revelation of the Qur'an did not raise any objection or make any demands essentially different from those of the misguided people of the past. From the remote past till today, error and misguidedness seem to have the same character, so the same doubts and objections are repeated over and over again.
*119). The demand that God should speak to them directly was too absurd even to be answered. The question dealt with here concerns the demand for a sign that would convince them of the Truth. In response to this it is pointed out that many signs do exist, but all such signs are of profit only to those who are inclined to believe. As for those who are bent on disbelief, what sign can be shown to them, and to what avail?