- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ ٱلَّذِى جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا نَصِيرٍ
- عربى - نصوص الآيات : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ۗ قل إن هدى الله هو الهدى ۗ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ۙ ما لك من الله من ولي ولا نصير
- عربى - التفسير الميسر : ولن ترضى عنك -أيها الرسول- اليهود ولا النصارى إلا إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم. قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح. ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك، ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامة وإن كان خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
- السعدى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
يخبر تعالى رسوله, أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى, إلا باتباعه دينهم, لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه, ويزعمون أنه الهدى، فقل لهم: { إِنَّ هُدَى اللَّهِ } الذي أرسلت به { هُوَ الْهُدَى } وأما ما أنتم عليه, فهو الهوى بدليل قوله { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } فهذا فيه النهي العظيم, عن اتباع أهواء اليهود والنصارى, والتشبه بهم فيما يختص به دينهم، والخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك، لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب، كما أن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
ثم بين القرآن موقف أهل الكتاب من الدعوة الإسلامية فقال: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.
الملة: الطريقة المسلوكة، ثم جعلت اسما لما شرعه الله لعباده على لسان نبيه ليتوصلوا إلى السعادة الدائمة، وقد تطلق على ما ليس حقا من الأديان المنحرفة أو الباطلة، كما حكى القرآن عن يوسف عليه السلام- أنه قال:
إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ.
وأفرد القرآن الملة فقال- تعالى- ملتهم- «مع أن لكل من اليهود والنصارى ملة خاصة، لأن الملتين بالنظر إلى مخالفتهما لدين الإسلام وما طرأ عليهما من التحريف بمنزلة واحدة، فاتباع إحداهما كاتباع الأخرى في قلة الانتفاع به.
ومعنى الغاية في قوله: «حتى تتبع ملتهم الكناية عن اليأس من اتباع أهل الكتاب لشريعة الإسلام، لأنهم لما كانوا لا يرضون إلا باتباعه صلّى الله عليه وسلّم ملتهم وكان اتباع النبي صلّى الله عليه وسلّم لملتهم مستحيلا، فقد صار رضاهم عنه كذلك مستحيلا، فالجملة الكريمة مبالغة في الإقناط من إسلامهم، وتنبيه على أنه لا يرضيهم إلا ما لا يجوز وقوعه منه.
ثم لقن الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم الجواب فقال: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى.
وهدى الله: دينه والهدى، بمعنى الهادي إلى طريق الفلاح في الدنيا والآخرة. أى: ما أنت عليه يا محمد من هدى الله الحق الذي يضعه في قلب من يشاء هو الهدى الحقيقي لا ما يدعيه هؤلاء من الأهواء.
وإيراد الهدى معرفا بأل مع اقترانه بضمير الفصل «هو» يفيد قصر الهداية على دين الله، وينفى أن يكون في دين غير دين الله هدى. وإذا كانت الهداية مقصورة على الدين الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم فكيف يطمع أهل الكتاب في أن يتبع ملتهم؟
ثم حذر القرآن من اتباع أهل الكتاب فقال: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ، ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ.
اللام في قوله: وَلَئِنِ تشعر بأن في الجملة قسما مقدرا روعي في صدرها ليفيد تأكيد ما تضمنته من أن متبع أهواء أهل الكتاب لا يجد من الله وليا ولا نصيرا.
والأهواء: جمع هوى، والمراد بها آراؤهم المنحرفة عن الحق الصادرة من شهوات في أنفسهم. والعلم: الدين: وسمى علما لأنه يعلم بالأدلة القاطعة.
والولي: القريب والحليف. والنصير: كل من يعين غيره على من يناوئه ويبسط إليه يده بسوء.
والمعنى: ولئن اتبعت- يا محمد- آراءهم الزائفة، بعد الذي جاءك من العلم بأن دين الله هو الإسلام، أو من الدين المعلوم صحته بالبراهين الواضحة، مالك من الله من ولى يلي أمرك ولا نصير يدفع عنك عقابه.
وإنما أوثر خطابه صلّى الله عليه وسلّم بذلك ليدخل دخولا أوليا من اتبع أهواءهم بعد الإسلام من المنافقين تمسكا بولايتهم، وطمعا في نصرتهم.
- البغوى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
قوله عز وجل ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ) وذلك أنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة ويطمعونه في أنه إن أمهلهم اتبعوه فأنزل الله تعالى هذه الآية ، معناه وإنك إن هادنتهم فلا يرضون بها وإنما يطلبون ذلك تعللا ولا يرضون منك إلا باتباع ملتهم ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يصلي إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة أيسوا في أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ) إلا باليهودية ( ولا النصارى ) إلا بالنصرانية ، والملة الطريقة ( ولئن اتبعت أهواءهم ) قيل الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة كقوله " لئن أشركت ليحبطن عملك " ( 65 - الزمر ) ( بعد الذي جاءك من العلم ) البيان بأن دين الله هو الإسلام والقبلة قبلة إبراهيم عليه السلام وهي الكعبة ( ما لك من الله من ولي ولا نصير ) .
- ابن كثير : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
قال ابن جرير : يعني بقوله جل ثناؤه : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق .
وقوله تعالى : ( قل إن هدى الله هو الهدى ) أي : قل يا محمد : إن هدى الله الذي بعثني به هو الهدى ، يعني : هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل .
قال قتادة في قوله : ( قل إن هدى الله هو الهدى ) قال : خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يخاصمون بها أهل الضلالة . قال قتادة : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا تزال طائفة من أمتي يقتتلون على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله " .
قلت : هذا الحديث مخرج في الصحيح عن عبد الله بن عمرو .
( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) فيه تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى ، بعد ما علموا من القرآن والسنة ، عياذا بالله من ذلك ، فإن الخطاب مع الرسول ، والأمر لأمته .
[ وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله : ( حتى تتبع ملتهم ) حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة كقوله تعالى : ( لكم دينكم ولي دين ) [ الكافرون : 6 ] ، فعلى هذا لا يتوارث المسلمون والكفار ، وكل منهم يرث قرينه سواء كان من أهل دينه أم لا ; لأنهم كلهم ملة واحدة ، وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد في رواية عنه . وقال في الرواية الأخرى كقول مالك : إنه لا يتوارث أهل ملتين شتى ، كما جاء في الحديث ، والله أعلم ] .
- القرطبى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير
قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم المعنى : ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا ، بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك ، وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم . يقال : رضي يرضى رضا ورضا ورضوانا ورضوانا ومرضاة ، وهو من ذوات الواو ، ويقال في التثنية : رضوان ، وحكى الكسائي : رضيان . وحكي رضاء ممدود ، وكأنه مصدر راضى يراضي مراضاة ورضاء . تتبع منصوب بأن ولكنها لا تظهر مع حتى ، قاله الخليل . وذلك أن حتى خافضة للاسم ، كقوله : حتى مطلع الفجر وما يعمل في الاسم لا يعمل في الفعل ألبتة ، وما يخفض اسما لا ينصب شيئا . وقال النحاس : تتبع منصوب بحتى ، وحتى بدل من أن . والملة : اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه وعلى ألسنة رسله . فكانت الملة والشريعة سواء ، فأما الدين فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة ، فإن الملة والشريعة ما دعا الله عباده إلى فعله ، والدين ما فعله العباد عن أمره .
الثانية : تمسك بهذه الآية جماعة من العلماء منهم أبو حنيفة والشافعي وداود وأحمد بن حنبل على أن الكفر كله ملة واحدة ، لقوله تعالى : ملتهم فوحد الملة ، وبقوله تعالى : لكم دينكم ولي دين ، وبقوله عليه السلام : لا يتوارث أهل ملتين على أن المراد به الإسلام والكفر ، بدليل قوله عليه السلام : لا يرث المسلم الكافر . وذهب مالك وأحمد في الرواية الأخرى إلى أن الكفر ملل ، فلا يرث اليهودي النصراني ، ولا يرثان المجوسي ، أخذا بظاهر قوله عليه السلام : لا يتوارث أهل ملتين ، وأما قوله تعالى : ملتهم فالمراد به الكثرة وإن كانت موحدة في اللفظ بدليل إضافتها إلى ضمير الكثرة ، كما تقول : أخذت عن علماء أهل المدينة - مثلا - علمهم ، وسمعت عليهم حديثهم ، يعني علومهم وأحاديثهم .
قوله تعالى : قل إن هدى الله هو الهدى المعنى ما أنت عليه يا محمد من هدى الله الحق الذي يضعه في قلب من يشاء هو الهدى الحقيقي ، لا ما يدعيه هؤلاء .
قوله تعالى : ولئن اتبعت أهواءهم الأهواء جمع هوى ، كما تقول : جمل وأجمال ، ولما كانت مختلفة جمعت ، ولو حمل على أفراد الملة لقال هواهم . وفي هذا الخطاب وجهان : أحدهما : أنه للرسول ، لتوجه الخطاب إليه . والثاني : أنه للرسول والمراد به أمته ، وعلى الأول يكون فيه تأديب لأمته ، إذ منزلتهم دون منزلته . وسبب الآية أنهم كانوا يسألون المسالمة والهدنة ، ويعدون النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام ، فأعلمه الله أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم ، وأمره بجهادهم .
فائدة جليلة : قوله تعالى : من العلم سئل أحمد بن حنبل عمن يقول : القرآن مخلوق ، فقال : كافر ، فقيل : بم كفرته ؟ فقال : بآيات من كتاب الله تعالى : ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم والقرآن من علم الله . فمن زعم أنه مخلوق فقد كفر .
- الطبرى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ، وليست اليهود ، يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم. ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية ، والنصرانية ضد اليهودية ، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة ، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك ، إلا أن تكون يهوديا نصرانيا ، وذلك مما لا يكون منك أبدا ، لأنك شخص واحد ، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة. وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل ، لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل. وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل ، فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل .
* * *
وأما " الملة " فإنها الدين ، وجمعها الملل.
* * *
ثم قال جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد - لهؤلاء النصارى واليهود الذين قالوا: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى -(إن هدى الله هو الهدى) ، يعني إن بيان الله هو البيان المقنع، والقضاء الفاصل بيننا ، فهلموا إلى كتاب الله وبيانه- الذي بين فيه لعباده ما اختلفوا فيه ، وهو التوراة التي تقرون جميعا بأنها من عند الله ، يتضح لكم فيها المحق منا من المبطل ، وأينا أهل الجنة ، وأينا أهل النار ، وأينا على الصواب ، وأينا على الخطأ.
وإنما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى هدى الله وبيانه ، لأن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى ، وبيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن المكذب به من أهل النار دون المصدق به.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (ولئن اتبعت)، يا محمد ، هوى هؤلاء اليهود والنصارى - فيما يرضيهم عنك - من تهود وتنصر ، فصرت من ذلك إلى إرضائهم ، ووافقت فيه محبتهم - من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربهم ، ومن بعد الذي اقتصصت عليك من نبئهم في هذه السورة - ما لك من الله من ولي = يعني بذلك: ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك ، وقيم يقوم به = ولا نصير ، ينصرك من الله ، فيدفع عنك ما ينـزل بك من عقوبته ، ويمنعك من ذلك، إن أحل بك ذلك ربك.وقد بينا معنى " الولي" و " النصير " فيما مضى قبل. (1)
وقد قيل: إن الله تعالى ذكره أنـزل هذه الآية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لأن اليهود والنصارى دعته إلى أديانها ، وقال كل حزب منهم: إن الهدى هو ما نحن عليه دون ما عليه ، غيرنا من سائر الملل. فوعظه الله أن يفعل ذلك ، وعلمه الحجة الفاصلة بينهم فيما ادعى كل فريق منهم.
----------------
الهوامش :
(1) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 488 ، 489 .
- ابن عاشور : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
عطف على قوله : { ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } [ البقرة : 119 ] أو على { إنا أرسلناك } [ البقرة : 119 ] وقد جاء هذا الكلام المؤيس من إيمانهم بعد أن قدم قبله التأنيس والتسلية على نحو مجيء العتاب بعد تقديم العفو في قوله تعالى : { عفا الله عنك لم أذنت لهم } [ التوبة : 43 ] وهذا من كرامة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
والنفي بلن مبالغة في التأييس لأنها لنفي المستقبل وتأبيده .
والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها ، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم .
ومعنى الغاية في { حتى تتبع ملتهم } الكناية عن اليأس من اتباع اليهود والنصارى لشريعة الإسلام يومئذ لأنهم إذا كانوا لا يرضون إلا باتباعه ملتهم فهم لا يتبعون ملته ، ولما كان اتباع النبيء ملتهم مستحيلاً كان رضاهم عنه كذلك على حد { حتى يلج الجمل في سم الخياط } [ الأعراف : 40 ] وقوله : { لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد } [ الكافرون : 2 ، 3 ] والتصريح بلا النافية بعد حرف العطف في قوله : { ولا النصارى } للتنصيص على استقلالهم بالنفي وعدم الاقتناع باتباع حرف العطف لأنهم كانوا يظن بهم خلاف ذلك لإظهارهم شيئاً من المودة للمسلمين كما في قوله تعالى : { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } [ المائدة : 82 ] وقد تضمنتْ هذه الآية أنهم لا يؤمنون بالنبيء لأنه غير متبع ملتهم وأنهم لا يصدقون القرآن لأنه جاء بنسخ كتابيْهم .
وقوله : { قل إن هدي الله هو الهدى } أمر بالجواب عما تضمنه قوله : { ولن ترضى } من خلاصة أقوال لهم يقتضي مضمونها أنهم لا يُرضيهم شيء مما يدعوهم النبيء إليه إلا أن يتبع ملتهم وأنهم يقولون إن ملتهم هدى فلا ضير عليه إن اتبعها مثل قولهم : { لن يدخل الجنة إلا من كان هُوداً أو نصارى } [ البقرة : 111 ] وغير ذلك من التلون في الإعراض عن الدعوة ولذلك جيء في جوابهم بما هو الأسلوب في المجاوبة من فِعل القول بدون حرف العطف .
ويجوز أن يكونوا قد قالوا ما تضمنته الآية من قوله : { حتى تتبع ملتهم } . و { هدي الله } ما يقدره للشخص من التوفيق أي قل لهم لا أملك لكم هدى إلا أن يهديكم الله ، فالقصر حقيقي .
ويجوز أن يكون المراد بهُدى الله الذي أنزله إليَّ هو الهدى يعني أن القرآن هو الهدى إبطالاً لغرورهم بأنَّ ما هم عليه من الملة هو الهدى وأن ما خالفه ضلال . والمعنى أن القرآن هو الهدى وما أنتم عليه ليس من الهدى لأن أكثره من الباطل .
فإضافة الهدى إلى الله تشريف ، والقصر إضافي . وفيه تعريض بأن ما هم عليه يومئذ شيء حرفوه ووضعوه ، فيكون القصر إما حقيقياً ادعائياً بأن يراد هو الهدى الكامل في الهداية فهدى غيره من الكتب السماوية بالنسبة إلى هدى القرآن كلاَ هدى لأن هدى القرآن أعم وأكمل فلا ينافي إثبات الهداية لكتابهم كما في قوله تعالى : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } [ المائدة : 44 ] وقوله : { وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة } [ المائدة : 46 ] وإما قصراً إضافياً أي هو الهدى دون ما أنتم عليه من ملة مبدلة مشوبة بضلالات وبذلك أيضاً لا ينتفي الهدى عن كثير من التعاليم والنصايح الصالحة الصادرة عن الحكماء وأهل العقول الراجحة والتجربة لكنه هدى ناقص .
وقوله : { هو الهدى } الضمير ضمير فصل . والتعريف في الهدى تعريف الجنس الدال على الاستغراق ففيه طريقان من طرق الحصر هما ضمير الفصل وتعريف الجزأين وفي الجمع بينهما إفادة تحقيق معنى القصر وتأكيده للعناية به فأيهما اعتبرته طريق قصر كان الآخر تأكيداً للقصر وللخبر أيضاً .
والتوكيد بإن لتحقيق الخبر وتحقيق نسبته وإبطال تردد المتردد لأن القصر الإضافي لما كان المقصود منه رد اعتقاد المخاطب قد لا يتفطن المخاطب إلى ما يقتضيه من التأكيد فزيد هنا مؤكد آخر وهو حرف ( إن ) اهتماماً بتأكيد هذا الحكم . فقد اجتمع في هذه الجملة عدة مؤكدات هي : حرف إن والقصر ، إذ القصر تأكيد على تأكيد ما في «المفتاح» فهو في قوة مؤكدين ، مع تأكيد القصر بضمير الفصل وهي تنحل إلى أربعة مؤكدات لأن القصر بمنزلة تأكيدين وقد انضم إليهما تأكيد القصر بضمير الفصل وتأكيد الجملة بحرف ( إن ) .
ولعل الآية تشير إلى أن استقبال النبيء صلى الله عليه وسلم في الصلاة إلى القبلة التي يستقبلها اليهود لقطع معذرة اليهود كما سيأتي في قوله تعالى : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه } [ البقرة : 143 ] ، فأعلم رسوله بقوله : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى } بأن ذلك لا يلين من تصلب اليهود في عنادهم فتكون إيماء إلى تمهيد نسخ استقبال بيت المقدس .
وقوله : { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم } . اللام موطئة للقسم وذلك توكيد للخبر وتحقيق له . وعبر عن طريقتهم هنالك بالملة نظراً لاعتقادهم وشهرة ذلك عند العرب ، وعبر عنها هنا بالأهواء بعد أن مهد له بقوله : { إن هدى الله هو الهدى } فإن الهوى رأي ناشىء عن شهوة لا عن دليل ، ولهذا لم يؤت بالضمير الراجع للملة وعبر عنها بالاسم الظاهر فشملت أهواؤهم التكذيبَ بالنبيء وبالقرآن واعتقادَهم أن ملتهم لا ينقضها شرع آخر .
وقوله : { مالك من الله من ولي ولا نصير } تحذير لكل من تلقى الإسلام أن لا يتبع بعد الإسلام أهواء الأمم الأخرى ، جاء على طريقة تحذير النبيء صلى الله عليه وسلم مثل :
{ لَئن أشركتَ ليحبَطنَّ عملك } [ الزمر : 65 ] وهو جواب القسم ودليل جواب الشرط لأن اللام موطئة للقسم فالجواب لها . وجيء بإن اشرطية التي تأتي في مواقع عدم القطع بوقوع شرطها لأن هذا فرض ضعيف في شأن النبيء والمسلمين .
والولي القريب والحليف . والنصير كل من يعين أحداً على من يريد به ضراً وكلاهما فعيل بمعنى فاعل .
و ( من ) في قوله { من الله } متعلقة بولي لتضمينه معنى مانع من عقابه ويقدر مِثله بعد { ولا نصير } أي نصير من الله .
و ( مِن ) في قوله : { من ولي } مؤكدة للنفي . وعطف النصير على الولي احتراس لأن نفي الولي لا يقتضي نفي كل نصير إذ لا يكون لأحد ولي لكونه دخيلاً في قبيلة ويكون أنصاره من جيرته . وكان القصد من نفي الولاية التعريض بهم في اعتقادهم أنهم أبناء الله وأحباؤه فنفى ذلك عنهم حيث لم يتبعوا دعوة الإسلام ثم نفى الأعم منه وهذه نكتة عدم الاقتصار على نفي الأعم .
وقد اشتملت جملة { ولئن اتبعت أهواءهم } إلى آخرها على تحذير من الطمع في استدناء اليهود أو النصارى بشيء من استرضائهم طمعاً في إسلامهم بتألف قلوبهم فأكد ذلك التحذير بعشرة مؤكدات وهي القسم المدلول عليه باللام الموطئة للقسم . وتأكيد جملة الجزاء بإنَّ وبلام الابتداء في خبرها . واسميةُ جملة الجزاء وهي { مَالَك من الله من ولي ولا نصير } . وتأكيدُ النفي بِمنْ في قوله { من ولي } . والاجمالُ ثم التفصيل بذكر اسم الموصول وتبيينه بقوله { من العِلم } . وجعل الذي جاء ( أي أنزل إليه ) هو العلم كله لعدم الاعتداد بغيره لنقصانه . وتأكيدُ { من ولي } بعطف { ولا نصير } الذي هو آيل إلى معناه وإن اختلف مفهومه ، فهو كالتأكيد بالمرادف .
- إعراب القرآن : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
«وَلَنْ» الواو استئنافية ، لن حرف نفي ونصب واستقبال. «تَرْضى » فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. «عَنْكَ» جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «الْيَهُودُ» فاعل. «وَلَا» الواو عاطفة لا نافية. «النَّصارى » معطوف على اليهود والجملة مستأنفة لا محل لها. «حَتَّى» حرف غاية وجر. «تَتَّبِعَ» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والتقدير حتى اتباع ملتهم. «مِلَّتَهُمْ» مفعول به منصوب. «قُلْ» فعل أمر والفاعل أنت ، والجملة استئنافية. «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل. «هُدَى» اسمها منصوب بالفتحة المقدرة.
و الجملة مقول القول. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «هُوَ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.
«الْهُدى » خبره مرفوع بالضمة المقدرة على الألف. والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن. «وَلَئِنِ» الواو حرف استئناف اللام موطئة للقسم إن حرف شرط جازم. «اتَّبَعْتَ» فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط. «أَهْواءَهُمْ» مفعول به. «بَعْدَ» ظرف زمان متعلق بالفعل اتبعت والجملة ابتدائية لا محل لها. «الَّذِي» اسم موصول في محل جر بالإضافة. «جاءَكَ» فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر يعود على الذي. «مِنَ الْعِلْمِ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال والجملة صلة الموصول لا محل لها. «ما لَكَ» ما نافية لا عمل لها لك جار ومجرور متعلقان بولي المؤخر. «مِنَ اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بمحذوف حال من ولي. «مِنْ وَلِيٍّ» من حرف جر زائد ولي اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر والجملة جواب القسم وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم هذا. «وَلا نَصِيرٍ» الواو عاطفة لا نافية نصير معطوف على ولي.
- English - Sahih International : And never will the Jews or the Christians approve of you until you follow their religion Say "Indeed the guidance of Allah is the [only] guidance" If you were to follow their desires after what has come to you of knowledge you would have against Allah no protector or helper
- English - Tafheem -Maududi : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(2:120) The Jews and the Christians will never be satisfied with you, O Muhammad, until you follow their way. *121 Tell them plainly, "The right way is shown by Allah." And if, after all the' knowledge you have received, you were to yield to their desires, you shall find neither any friend nor helper to protect you from Allah's wrath.
- Français - Hamidullah : Ni les Juifs ni les Chrétiens ne seront jamais satisfaits de toi jusqu'à ce que tu suives leur religion - Dis Certes c'est la direction d'Allah qui est la vraie direction Mais si tu suis leurs passions après ce que tu as reçu de science tu n'auras contre Allah ni protecteur ni secoureur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Weder die Juden noch die Christen werden mit dir zufrieden sein bis du ihrem Glaubensbekenntnis folgst Sag Gewiß Allahs Rechtleitung ist die wahre Rechtleitung Wenn du jedoch ihren Neigungen folgst nach dem was dir an Wissen zugekommen ist so wirst du vor Allah weder Schutzherrn noch Helfer haben
- Spanish - Cortes : Ni los judíos ni los cristianos estarán satisfechos de ti mientras no sigas su religión Di La dirección de Alá es la Dirección Ciertamente si sigues sus pasiones después e haber sabido tú lo que has sabido no tendrás amigo ni auxiliar frente a Alá
- Português - El Hayek : Nem os judeus nem os cristãos jamais estão satisfeitos contigo a menos que abraces os seus credos Dizelhes "Porcerto que a orientação de Deus é a Orientação" Se te renderes aos seus desejos depois de te Ter chegado o conhecimento fica sabendo que não terás em Deus Protetor nem Defensor
- Россию - Кулиев : Иудеи и христиане не будут довольны тобой пока ты не станешь придерживаться их религии Скажи Путь Аллаха - это прямой путь Если же ты станешь потакать их желаниям после того как к тебе явилось знание то Аллах не будет тебе ни Покровителем ни Помощником
- Кулиев -ас-Саади : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
Иудеи и христиане не будут довольны тобой, пока ты не станешь придерживаться их религии. Скажи: «Путь Аллаха - это прямой путь». Если же ты станешь потакать их желаниям после того, как к тебе явилось знание, то Аллах не будет тебе ни Покровителем, ни Помощником.Всевышний сообщил Своему посланнику о том, что иудеи и христиане не будут довольны им до тех пор, пока он не обратится в их религию. Они проповедуют религию, которую исповедуют сами, и считают, что следуют прямым путем. Именно поэтому Аллах велел Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, возвестить о том, что верным руководством является только руководство Аллаха, с которым он отправлен. Что же касается воззрений людей Писания, то они опираются лишь на свои низменные желания. И если бы Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, стал потакать их желаниям после того, как ему открылось настоящее знание, то у него не оказалось бы ни покровителей, ни помощников. Это откровение строго запрещает потакать желаниям иудеев и христиан и уподобляться им в том, что является отличительной особенностью их вероисповеданий. И хотя Всевышний Аллах обратился к Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, этот аят распространяется и на его последователей, поскольку принимать во внимание следует общий смысл откровения, а не конкретное лицо, к которому оно обращено. Согласно другому правилу, принимать во внимание следует общий смысл откровения, а не конкретную причину, по которой оно было ниспослано.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendi dinlerine uymadıkça Yahudi ve Hıristiyanlar senden asla hoşnud olmayacaklardır De ki "Doğru yol ancak Allah'ın yoludur" Sana gelen ilimden sonra onların heveslerine uyarsan and olsun ki Allah'tan sana ne bir dost ve ne de bir yardımcı olur
- Italiano - Piccardo : Né i giudei né i nazareni saranno mai soddisfatti di te finché non seguirai la loro religione Di' “É la Guida di Allah la vera Guida” E se acconsentirai ai loro desideri dopo che hai avuto la conoscenza non troverai né patrono né soccorritore contro Allah
- كوردى - برهان محمد أمين : ههرگیز جولهكه و گاورهكان له تۆ ئهی محمد صلی الله علیه وسلم ئهی ئیماندار ڕازی نابن ههتا به تهواوی شوێن ئاین و بهرنامهیان نهكهویت پێیان بڵێ بهڕاستی ههر بهرنامهی خوا ئاینی ئیسلام شایستهی ئهوهیه كه ههموولایهكمان شوێنی بكهوین هیدایهتی ڕاست و دروست ههر لای ئهوه خۆ ئهگهر شوێن ئارهزووهكانی ئهوان بكهویت پاش ئهوهی زانیاری و زانستیت پێگهیشتووه ئهوه بزانه كه له لایهن خواوه هیچ سهرپهرشتیاری و یارمهتییهكت دهست ناكهوێت
- اردو - جالندربرى : اور تم سے نہ تو یہودی کبھی خوش ہوں گے اور نہ عیسائی یہاں تک کہ تم ان کے مذہب کی پیروی اختیار کرلو۔ ان سے کہہ دو کہ خدا کی ہدایت یعنی دین اسلام ہی ہدایت ہے۔ اور اے پیغمبر اگر تم اپنے پاس علم یعنی وحی خدا کے ا جانے پر بھی ان کی خواہشوں پر چلو گے تو تم کو عذاب خدا سے بچانے والا نہ کوئی دوست ہوگا اور نہ کوئی مددگار
- Bosanski - Korkut : Ni jevreji ni kršćani neće biti tobom zadovoljni sve dok ne prihvatiš vjeru njihovu Reci "Allahov put je jedini Pravi put" A ako bi se ti poveo za željama njihovim nakon Objave koja ti dolazi od Allaha te niko ne bi mogao zaštititi niti odbraniti
- Swedish - Bernström : Men du kommer inte att vinna vare sig judarnas eller de kristnas välvilja om du inte följer deras väg Säg "Guds vägledning är den enda sanna vägledningen" Sannerligen om du skulle foga dig efter deras önskningar sedan du fått all den kunskap som kommit dig till del skulle ingen kunna skydda dig mot Gud och ingen skulle komma till din hjälp
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang Yahudi dan Nasrani tidak akan senang kepada kamu hingga kamu mengikuti agama mereka Katakanlah "Sesungguhnya petunjuk Allah itulah petunjuk yang benar" Dan sesungguhnya jika kamu mengikuti kemauan mereka setelah pengetahuan datang kepadamu maka Allah tidak lagi menjadi pelindung dan penolong bagimu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
(Orang-orang Yahudi dan Kristen tidak akan senang kepadamu hingga kamu mengikuti millah mereka) maksudnya agama mereka. (Katakanlah, "Sesungguhnya petunjuk Allah) yaitu agama Islam (itulah petunjuk) yang sesungguhnya, sedangkan yang selainnya hanyalah kesesatan belaka. (Sesungguhnya, jika) 'lam' menunjukkan sumpah (kamu ikuti keinginan mereka) yakni apa-apa yang mereka anjurkan (setelah datangnya pengetahuan kepadamu) maksudnya wahyu dari Allah (maka Allah tidak lagi menjadi pelindung) yang akan melindungimu (dan tidak pula menolong.") yang akan menghindarkanmu dari bahaya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইহুদী ও খ্রীষ্টানরা কখনই আপনার প্রতি সন্তুষ্ট হবে না যে পর্যন্ত না আপনি তাদের ধর্মের অনুসরণ করেন। বলে দিন যে পথ আল্লাহ প্রদর্শন করেন তাই হল সরল পথ। যদি আপনি তাদের আকাঙ্খাসমূহের অনুসরণ করেন ঐ জ্ঞান লাভের পর যা আপনার কাছে পৌঁছেছে তবে কেউ আল্লাহর কবল থেকে আপনার উদ্ধারকারী ও সাহায্যকারী নেই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே யூதர்களும் கிறிஸ்தவர்களும் அவர்கள் வழியை நீர் பின்பற்றாதவரையில் உம்மைப்பற்றி திருப்தியடைய மாட்டார்கள் ஆகவே அவர்களை நோக்கி; "நிச்சயமாக அல்லாஹ்வின் வழிஇஸ்லாம் அதுவே நேர்வழி" என்று சொல்லும்; அன்றி ஞானம் உம்மை வந்தடைந்த பின்னரும் அவர்களுடைய இச்சைகளைப் பின்பற்றுவீரேயானால் அல்லாஹ்விடமிருந்து உம்மைக் காப்பாற்றுபவனும் உமக்கு உதவி செய்பவனும் இல்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และชาวยิวและชาวคริสต์นั่น จะไม่ยินดีแก่เจ้า มุฮัมมัด เป็นอันขาด จนกว่าเจ้าจะปฏิบัติตามศาสนาของพวกเขา จงกล่าวเถิด แท้จริงคำแนะนำของอัลลอฮ์เท่านั้น คือ คำแนะนำ แน่นอนถ้าเจ้าปฏิบัติตามความใคร่ของพวกเขา หลังจากที่มีความรู้มายังแล้ว ก็ย่อมไม่มีผู้คุ้มครองและผู้ช่วยเหลือใด ๆ สำหรับเจ้าให้พ้นจากการลงโทษของอัลลอฮ์ได้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сендан яҳудийлар ҳам насронийлар ҳам уларнинг миллатига эргашмагунингча ҳечҳеч рози бўлмаслар Албатта Аллоҳнинг ҳидояти ҳақиқий ҳидоятдир деб айт Агар сенга келган илмдан кейин ҳам уларнинг ҳавои нафсларига эргашсанг сени Аллоҳдан қутқарувчи дўст ҳам ёрдамчи ҳам йўқдир
- 中国语文 - Ma Jian : 犹太教徒和基督教徒绝不喜欢你,直到你顺从他们的宗教。你说:真主的指导,确是指导。在知识降临你之後,如果你顺从他们的私欲,那末,你绝无任何保护者或援助者,以反抗真主。
- Melayu - Basmeih : Orangorang Yahudi dan Nasrani tidak sekalikali akan bersetuju atau suka kepadamu wahai Muhammad sehingga engkau menurut ugama mereka yang telah terpesong itu Katakanlah kepada mereka "Sesungguhnya petunjuk Allah ugama Islam itulah petunjuk yang benar" Dan demi sesungguhnya jika engkau menurut kehendak hawa nafsu mereka sesudah datangnya wahyu yang memberi pengetahuan kepadamu tentang kebenaran maka tiadalah engkau akan peroleh dari Allah sesuatupun yang dapat mengawal dan memberi pertolongan kepada mu
- Somali - Abduh : Kaama raalli noqdaan Yuhuud iyo Nasaara intaad ka raaedo Diintooda waxaad dhahdaa hanuunka Eebaa hanuun ah haddaad raaedo hawadooda intuu kuu yimid cilmi ka dib kama heshid xagga Eebe sokeeye iyo Gargaare midna
- Hausa - Gumi : Kuma Yahũdu bã zã su yarda da kõme daga gare ka ba kuma Nasãra bã zã su yarda ba sai kã bi irin aƙidarsu Ka ce "Lalle ne shiriyar Allah ita ce shiriya" Kuma lalle ne idan ka bi son zũciyõyinsu a bãyan abin da ya zo maka na ilmi bã ka da daga Allah wani majiɓinci kuma bãbu wani mataimaki
- Swahili - Al-Barwani : Mayahudi hawawi radhi nawe wala Wakristo mpaka ufuate mila yao Sema Hakika uwongofu wa Mwenyezi Mungu ndio uwongofu Na kama ukifuata matamanio yao baada ya ujuzi ulio kwisha kujia hutapata mlinzi wala msaidizi kwa Mwenyezi Mungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : As hebrenjt as të krishterët nuk do të jenë të kënaqur me ty për deri sa të mos pranosh besimin e tyre Thuaju “Vetëm drejtimi i Perëndisë është i drejtë” E në qoftë se pas asaj diturie që të ka zbritur ty ti ndjek dëshirën e atyre atëherë prej dënimit të Perëndisë ti nuk do të kishe kurrfarë mbrojtësi as kurrfarë ndihmëtari
- فارسى - آیتی : يهودان و ترسايان از تو خشنود نمىشوند، تا به آيينشان گردن نهى. بگو: هدايت، هدايتى است كه از جانب خدا باشد. اگر از آن پس كه خدا تو را آگاه كرده است از خواسته آنها پيروى كنى، هيچ ياور و مددكارى از جانب او نخواهى داشت.
- tajeki - Оятӣ : Яҳудон ва тарсоён аз ту хушнуд намешаванд, то ба динашон гардан ниҳӣ. Бигӯ: «Ҳидоят ҳидоятест, ки аз ҷониби Худо бошад». Агар аз он пас ки Худо туро огоҳ кардааст, ба хостаи онҳо пайравӣ кунӣ, ҳеҷ ёвару мададгоре аз ҷониби ӯ нахоҳӣ дошт.
- Uyghur - محمد صالح : سەن يەھۇدىيلار ۋە ناسارالارنىڭ دىنىغا كىرمىگىچە ئۇلار سەندىن ھەرگىزمۇ رازى بولمايدۇ. (ئى مۇھەممەد! ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «توغرا يول پەقەت اﷲ نىڭ يولىدۇر». ساڭا ئىلىم كەلگەندىن كېيىن (يەنى پاكىتلىق ھەقىقەت ساڭا ئاشكارا بولغاندىن كېيىن)، ئەگەر سەن ئۇلارنىڭ نەپسى خاھىشلىرىغا ئەگىشىدىغان بولساڭ، (سېنى اﷲ نىڭ ئازابىدىن قۇتقۇزىدىغان) ھېچقانداق دوستمۇ بولمايدۇ، مەدەتكارمۇ بولمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ജൂതരോ ക്രൈസ്തവരോ നിന്നെ സംബന്ധിച്ച് സംതൃപ്തരാവുകയില്ല; നീ അവരുടെ മാര്ഗമവലംബിക്കുംവരെ. പറയുക: സംശയമില്ല. ദൈവിക മാര്ഗദര്ശനമാണ് സത്യദര്ശനം. നിനക്കു യഥാര്ഥ ജ്ഞാനം ലഭിച്ചശേഷം നീ അവരുടെ ഇച്ഛകളെ പിന്പറ്റിയാല് പിന്നെ അല്ലാഹുവിന്റെ പിടിയില്നിന്ന് നിന്നെ രക്ഷിക്കാന് ഏതെങ്കിലും കൂട്ടാളിയോ സഹായിയോ ഉണ്ടാവുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : ولن ترضى عنك ايها الرسول اليهود ولا النصارى الا اذا تركت دينك واتبعت دينهم قل لهم ان دين الاسلام هو الدين الصحيح ولئن اتبعت اهواء هولاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله من ولي ينفعك ولا نصير ينصرك هذا موجه الى الامه عامه وان كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم
*121). The cause of their disconcertment with the Prophet (peace be on him) was not that they were earnest seekers after the Truth which the Prophet had failed to make clear to them. The real cause of their unhappiness was that he had not resorted to hypocrisy and trickery, in regard to religious matters, that unlike them he did not pursue self-interest and self-indulgence under the fagade of godliness and piety, that he did not twist religious principles and injunctions without scruple, as the Jews were wont to do in order to make them suit their desires and fancies, that he did not resort to the chicanery and duplicity which characterized the religious life of the Jews. As a result, it was no use trying to appease them. For unless the Muslims were prepared to assume the attitude and orientation of the Jews and to follow all their errors in belief and practice, there was no question of their being able to bring about any reconciliation with them.