- عربي - نصوص الآيات عثماني : كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون
- عربى - التفسير الميسر : كما أنعمنا عليكم باستقبال الكعبة أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل، ويطهركم من دنس الشرك وسوء الأخلاق، ويعلمكم الكتاب والسنة وأحكام الشريعة، ويعلمكم من أخبار الأنبياء، وقصص الأمم السابقة ما كنتم تجهلونه.
- السعدى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
يقول تعالى: إن إنعامنا عليكم باستقبال الكعبة وإتمامها بالشرائع والنعم المتممة, ليس ذلك ببدع من إحساننا, ولا بأوله, بل أنعمنا عليكم بأصول النعم ومتمماتها, فأبلغها إرسالنا إليكم هذا الرسول الكريم منكم, تعرفون نسبه وصدقه, وأمانته وكماله ونصحه. { يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا } وهذا يعم الآيات القرآنية وغيرها، فهو يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل, والهدى من الضلال, التي دلتكم أولا, على توحيد الله وكماله, ثم على صدق رسوله, ووجوب الإيمان به, ثم على جميع ما أخبر به من المعاد والغيوب, حتى حصل لكم الهداية التامة, والعلم اليقيني. { وَيُزَكِّيكُمْ } أي: يطهر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتكم من الشرك, إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكبر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع, إلى التحاب والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية. { وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ } أي: القرآن, ألفاظه ومعانيه، { وَالْحِكْمَةَ } قيل: هي السنة, وقيل: الحكمة, معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها, وتنزيل الأمور منازلها. فيكون - على هذا - تعليم السنة داخلا في تعليم الكتاب, لأن السنة, تبين القرآن وتفسره, وتعبر عنه، { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } لأنهم كانوا قبل بعثته, في ضلال مبين, لا علم ولا عمل، فكل علم أو عمل, نالته هذه الأمة فعلى يده صلى الله عليه وسلم, وبسببه كان، فهذه النعم هي أصول النعم على الإطلاق, ولهي أكبر نعم ينعم بها على عباده، فوظيفتهم شكر الله عليها والقيام بها؛ فلهذا قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
- الوسيط لطنطاوي : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
وقوله- تعالى-: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ.. إلخ متصل بما قبله، والكاف للتشبيه وهي في موضع نصب على أنها نعت لمصدر محذوف وما مصدرية، والتقدير: لقد حولت القبلة إلى شطر المسجد الحرام لأتم نعمتي عليكم إتماما مثل إتمام نعمتي عليكم بإرسال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيكم، إجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل إذ قالا رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ....
وقيل إن قوله- تعالى-: كَما أَرْسَلْنا.. إلخ متصل بما بعده، فتكون الكاف للمقابلة، أى: كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يعلمكم الدين القويم، والخلق المستقيم ومنحتكم هذه النعمة فضلا منى وكرما، فاذكروني بالشكر عليها أذكركم برحمتي وثوابي. وقوله: فِيكُمْ متعلق «بأرسلنا» وقدم على المفعول تعجيلا بإدخال السرور: وقوله: مِنْكُمْ في موضع نصب، لأنه صفة لقوله: رَسُولًا والمخاطبون بهذه الآية الكريمة هم العرب.
وفي إرساله الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيهم وهو منهم نعمة تستوجب المزيد من الشكر، لأن إرساله منهم يسبقه معرفتهم لنشأته الطيبة وسيرته العطرة، ومن شأن هذه المعرفة أن تحملهم على المسارعة إلى تصديقه والإيمان به، ولأن في إرساله فيهم وهو منهم شرف عظيم لهم، ومجد لا يعد له مجد، حيث جعل- سبحانه- خاتم رسله من هذه الأمة، ولأن المشهور من حالهم الأنفة الشديدة من الانقياد، فكون الرسول منهم ادعى إلى إيمانهم به وقبولهم لدعوته. وقوله: يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا صفة ثانية للرسول صلّى الله عليه وسلّم.
والتلاوة: ذكر الكلمة بعد الكلمة على نظام متسق، وأصله من الإتباع ومنه تلاه، أى:
تبعه. والمراد من الآيات: آيات القرآن الكريم، وتلاوتها قراءتها، فإن البصير بأساليب البيان العربي يدرك من مجرد تلاوة آيات القرآن كيف ارتفع إلى الذروة التي كان بها معجزة ساطعة.
وفي هذه الجملة- كما قال الآلوسى- «إشارة إلى طريق إثبات نبوته- عليه الصلاة والسلام- لأن تلاوة الأمى للآيات الخارجة عن طوق البشر باعتبار بلاغتها واشتمالها على الإخبار بالمغيبات والمصالح التي ينتظم بها أمر المعاد والمعاش أقوى دليل على نبوته» :
وعبر بقوله: يَتْلُوا، لأن نزول القرآن مستمر، وقراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم له متوالية، وفي كل قراءة يحصل علم المعجزات للسامعين.
ويجوز أن يراد بالآيات: دلائل التوحيد والنبوة والبعث، وبتلاوتها التذكير بها حتى يزداد المؤمنون إيمانا بصدقها.
وقوله: وَيُزَكِّيكُمْ صفة ثالثة للرسول صلّى الله عليه وسلّم، أى: ويطهركم من الشرك، ومن الأخلاق الذميمة. وإذا أشرقت النفوس بنور الحق، وتحلت بالأخلاق الحميدة، قويت على تلقى ما يرد عليها من الحقائق السامية.
وقوله: وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ صفة رابعة للرسول صلّى الله عليه وسلّم.
والمراد بالكتاب: القرآن، وتعليمه بيان ما يخفى من معانيه، فهو غير التلاوة، فلا تكرار بين قوله يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وبين قوله وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ.
والحكمة: ما يصدر عنه صلّى الله عليه وسلّم من الأقوال والأفعال التي جعل الله للناس فيها أسوة حسنة.
قال بعضهم: وقدمت جملة وَيُزَكِّيكُمْ هنا على جملة وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ عكس ما جاء في الآية السابقة في حكاية قول إبراهيم رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ لأن المقام هنا للامتنان على المسلمين، فقدم ما يفيد معنى المنفعة الحاصلة من تلاوة الآيات عليهم وهي منفعة تزكية نفوسهم اهتماما بها، وبعثا لها بالحرص على تحصيل وسائلها وتعجيلا للبشارة بها. أما في دعوة إبراهيم فقد رتبت الجمل على حسب ترتيب حصول ما تضمنته في الخارج، مع ما في ذلك التخالف من التفنن».
وقوله- تعالى-: وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ صفة خامسة له صلّى الله عليه وسلّم.
أى: «ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمونه مما لا طريق إلى معرفته سوى الوحى. ومما لم يكونوا يعلمونه وعلمهم إياه صلّى الله عليه وسلّم وجوه استنباط الأحكام من النصوص أو الأصول المستمدة منها، وأخبار الأمم الماضية، وقصص الأنبياء، وغير ذلك مما لم تستقل بعلمه عقولهم. وبهذا النوع من التعليم صار الدين كاملا قبل انتهاء عهد النبوة.
ولقد كان العرب قبل الإسلام في حالة شديدة من ظلام العقول وفساد العقائد ...
فلما أكرمهم الله- تعالى- برسالة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وتلا عليهم الآيات، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، خرج منهم رجال صاروا أمثالا عالية في العقيدة السليمة، والأخلاق القويمة والأحكام العادلة، والسياسة الرشيدة لمختلف البيئات والنزعات.
قال الآلوسى: وكان الظاهر أن يقول: «ويعلمكم الكتاب والحكمة وما لم تكونوا تعلمون» بحذف الفعل «يعلمكم» من الجملة الأخيرة، ليكون الكلام من عطف المفرد على المفرد، إلا أنه- تعالى- كرر الفعل للدلالة على أنه جنس آخر غير مشارك لما قبله أصلا، فهو تخصيص بعد التعميم مبين لكون إرساله صلّى الله عليه وسلّم نعمة عظيمة، ولولاه لكان الخلق متحيرين في أمر دينهم لا يدرون ماذا يصنعون» .
- البغوى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم} هذه الكاف للتشبيه وتحتاج إلى شيء يرجع إليه، فقال بعضهم: ترجع إلى ما قبلها معناه ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا رسولاً قال محمد بن جرير: "دعا إبراهيم عليه السلام بدعوتين - إحداهما - قال {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} [128-البقرة] فبعث الله الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم، ووعد إجابة الدعوة الثانية بأن يجعل من ذريته أمة مسلمة، كما أجبت دعوته بأن أهديكم لدينه وأجعلكم مسلمين وأتم نعمتي عليكم ببيان شرائع الملة الحنيفية".
وقال مجاهد وعطاء والكلبي: "هي متعلقة بما بعدها وهو قوله {فاذكروني أذكركم}".
معناه كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم فاذكروني، وهذه الآية خطاب لأهل مكة والعرب يعني كما أرسلنا فيكم يا معشر العرب.
{رسولاً منكم} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.
{يتلوا عليكم آياتنا} يعني القرآن.
{ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة} قيل: الحكمة السنة، وقيل: مواعظ القرآن.
{ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} من الأحكام وشرائع الإسلام.
- ابن كثير : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، يتلو عليهم آيات الله مبينات ويزكيهم ، أي : يطهرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، ويعلمهم الكتاب وهو القرآن والحكمة وهي السنة ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون . فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالقول الفرى ، فانتقلوا ببركة رسالته ، ويمن سفارته ، إلى حال الأولياء ، وسجايا العلماء فصاروا أعمق الناس علما ، وأبرهم قلوبا ، وأقلهم تكلفا ، وأصدقهم لهجة . وقال تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ) الآية [ آل عمران : 164 ] . وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة ، فقال تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ) [ إبراهيم : 28 ] .
قال ابن عباس : يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم ; ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره
- القرطبى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
قوله تعالى : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون قوله تعالى : كما أرسلنا الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف ، المعنى : ولأتم نعمتي عليكم إتماما مثل ما أرسلنا ، قاله الفراء . قال ابن عطية : وهذا أحسن الأقوال ، أي ولأتم نعمتي عليكم في بيان سنة إبراهيم عليه السلام مثل ما أرسلنا . وقيل : المعنى ولعلكم تهتدون اهتداء مثل ما أرسلنا . وقيل : هي في موضع نصب على الحال ، والمعنى : ولأتم نعمتي عليكم في هذه الحال . والتشبيه واقع على أن النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة ، وأن الذكر المأمور به في عظمه كعظم النعمة . وقيل : معنى الكلام على التقديم والتأخير ، أي فاذكروني كما أرسلنا روي عن علي رضي الله عنه واختاره الزجاج . أي كما أرسلنا فيكم رسولا تعرفونه بالصدق فاذكروني بالتوحيد والتصديق به . والوقف على تهتدون على هذا القول جائز .
قلت : وهذا اختيار الترمذي الحكيم في كتابه ، أي كما فعلت بكم هذا من المنن التي عددتها عليكم فاذكروني بالشكر أذكركم بالمزيد ; لأن في ذكركم ذلك شكرا لي ، وقد وعدتكم بالمزيد على الشكر ، وهو قوله : لئن شكرتم لأزيدنكم ، فالكاف في قوله كما هنا ، وفي الأنفال كما أخرجك ربك وفي آخر الحجر كما أنزلنا على المقتسمين متعلقة بما بعده ، على ما يأتي بيانه .
- الطبرى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " كما أرسلنا فيكم رسولا "، ولأتمّ نعمتي عليكم ببيان شرائع ملتكم الحنيفية, وأهديَكم لدين خليلي إبراهيم عليه السلام, فأجعل لكم دَعوتَه التي دعاني بها ومسألتَه التي سألنيها فقال: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [سورة البقرة: 128]، كما جعلت لكُم دعوته التي دعاني بها، ومسألته التي سألنيها فقال: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة البقرة: 129]، فابتعثت منكم رَسولي الذي سألني إبراهيمُ خليلي وابنُهُ إسماعيل، أنْ أبعثه من ذرّيتهما.
ف " كما " -إذ كان ذلك معنى الكلام- صلةٌ لقول الله عز وجل: وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ . ولا يكون قوله: " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم "، متعلقًا بقوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ .
* * *
وقد قال قوم: إنّ معنى ذلك: فاذكرُوني كما أرسلنا فيكم رسولا منكم أذكركم. وزعموا أن ذلك من المقدم الذي معناه التأخير، (53) فأغرقوا النـزع، (54) وبعدوا من الإصابة, وحملوا الكلام على غير معناه المعروف، وسِوَى وجهه المفهوم.
وذلك أنّ الجاريَ من الكلام على ألسن العرب، المفهومَ في خطابهم بينهم - إذا قال بعضهم لبعض: " كما أحسنت إليك يا فلان فأحسن " - أن لا يَشترطوا للآخر, لأن " الكاف " في" كما " شرطٌ معناه: افعل كما فعلت. ففي مجيء جواب: " اذكروني" بعده، وهو قوله: أَذْكُرْكُمْ ، أوضحُ دليل على أن قوله: " كما أرسلنا " من صلة الفعل الذي قبله, وأن قوله: " اذكروني أذكركم " خبرٌ مبتدأ منقطعٌ عن الأول, وأنه =من سبب قوله: " كما أرْسلنا فيكم "= بمعزل.
* * *
وقد زعم بعض النحويين أن قوله: فَاذْكُرُونِي -إذا جُعل قوله: " كما أرسلنا فيكم " جوابًا له، مع قوله: أَذْكُرْكُمْ - نظيرُ الجزاء الذي يجاب بجوابين, كقول القائل: إذا أتاك فلانٌ فأته تَرْضَه ", فيصير قوله: " فأته " و " ترضه " جوابين لقوله: " إذا أتاك ", وكقوله: " إن تأتني أحسِن إليك أكرمك ". (55)
وهذا القولُ وإن كان مذهبًا من المذاهب, فليس بالأسهل الأفصح في كلام العرب. والذي هو أولى بكتاب الله عز وجل أن يوجِّه إليه من اللغات، الأفصح الأعرفُ من كلام العرب، دون الأنكر الأجهل من منطقها. هذا، مع بعد وجهه من المفهوم في التأويل.
* * *
ذكر من قَال: إنّ قوله: "
كما أرسلنا "، جوابُ قوله: " فاذكروني".2309- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى قال، سمعت ابن أبي نجيح يقول في قول الله عز وجل: "
كما أرسلنا فيكم رسولا منكم "، كما فعلتُ فاذكروني.2310- حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
* * *
قوله: "
كما أرسلنا فيكم رَسولا منكم "، فإنه يعني بذلك العرب, قال لهم جل ثناؤه: الزموا أيها العربُ طاعتي, وتوجهوا إلى القبلة التي أمرتكم بالتوجُّه إليها, لتنقطع حُجة اليهود عنكم, فلا تكون لهم عليكم حجَة, ولأتم نعمتي عليكم، وتهتدوا, كما ابتدأتكم بنعمتي، فأرسلت فيكم رسولا منكم. وذلك الرسول الذي أرسلَه إليهم منهم: محمد صلى الله عليه وسلم، كما:-2311- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: "
كما أرْسلنا فيكم رسولا منكم "، يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم.* * *
وأمّا قوله: "
يتلو عليكم آياتنا "، فإنه يعني آيات القرآن, وبقوله: " ويزكيكم " ويطهّركم من دَنَس الذنوب, و " يعلمكم الكتاب " وهو الفرقان, يعني: أنه يعلمهم أحكامه. ويعني: ب " الحكمة " السننَ والفقهَ في الدين. وقد بينا جميع ذلك فيما مضى قبل بشواهده. (56)* * *
وأمّا قوله: "
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون "، فإنه يعني: ويعلمكم من أخبار الأنبياء, وقَصَص الأمم الخالية, والخبر عما هو حادثٌ وكائن من الأمور التي لم تكن العرب تعلمها, فعلِموها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبرهم جل ثناؤه أنّ ذلك كله إنما يدركونه برَسوله صلى الله عليه وسلم.-----------------------
الهوامش :
(53) هو الفراء ، انظر معاني القرآن 1 : 92 .
(54) أغرق النازع في القوس : إذا شدها ، وجاوز الحد في مد القوس ، وبلغ النصل كبد القوس ، فربما قطع يد الرامي . ونزع الرامي في قوسه نزعًا : جذب السهم بالوتر . وقولهم : "
أغرق في النزع" ، مثل في الغلو والإفراظ .(55) هو من قول الفراء أيضًا ، انظر معاني القرآن 1 : 92 .
(56) انظر ما سلف في هذا الجزء 3 : 86-88 والمراجع .
- ابن عاشور : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
تشبيهن للعلتين من قوله : { لأتم } [ البقرة : 150 ] وقوله : { ولعلكم تهتدون } [ البقرة : 150 ] أي ذلك من نعمتي عليكم كنعمة إرسال محمد صلى الله عليه وسلم وجعل الإرسال مشبهاً به لأنه أسبق وأظهر تحقيقاً للمشبه أي إن المبادىء دلت على الغايات وهذا كقوله في الحديث « كما صليت على إبراهيم » ونكر ( رسول ) للتعظيم ولتجري عليه الصفات التي كل واحدة منها نعمة خاصة ، فالخطاب في قوله : { فيكم } وما بعده للمؤمنين من المهاجرين والأنصار تذكيراً لهم بنعمة الله عليهم بأن بعث إليهم رسولاً بين ظهرانيهم ومن قومهم لأن ذلك أقوى تيسيراً لهدايتهم ، وهذا على نحو دعوة إبراهيم : { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم } [ البقرة : 129 ] وقد امتن الله على عموم المؤمنين منالعرب وغيرهم بقوله : { لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم } [ آل عمران : 164 ] أي جنسهم الإنساني لأن ذلك آنس لهم مما لو كان رسولهم من الملائكة قال تعالى : ولذلك علق بفعل { أرسلنا } حرفُ فِي ولم يعلَّق به حرف إلى كما في قوله : { إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم } [ المزمل : 15 ] ، لأن ذلك مقام احتجاج وهذا مقام امتنان فناسب أن يذكر ما به تمام المنة وهي أن جعل رسولهم فيهم ومنهم ، أي هو موجود في قومهم وهو عربي مثلهم ، والمسلمون يومئذٍ هم العرب أي الذين يتكلمون باللغة العربية فالأمة العربية يومئذٍ تتكلم بلسان واحد سواء في ذلك العدنانيون والقحطانيون ومن تبعهم من الأحلاف والموالي مثل سلمانَ الفارسي وبلال الحبشي وعبدِ الله بن سَلاَم الإسرائيلي ، إذ نعمة الرسالة في الإبلاغ والإفهام ، فالرسول يكلمهم بلسانهم فيفهمون جميع مقاصده ، ويدركون إعجاز القرآن ، ويفوزون بمزية نقل هذا الدين إلى الأمم ، وهذه المزية ينالها كل من تعلَّم اللسان العربي كغالب الأمم الإسلامية ، وبذلك كان تبليغ الإسلام بواسطة أمة كاملة فيكون نقله متواتراً ، ويسهل انتشاره سريعاً .
والرسول المُرسَل فهو فَعُول بمعنى المفعول مثل ذَلول ، وسيأتي الكلام عليه من جهة مطابقة موصوفة عند قوله تعالى : { فقولا إنا رسول رب العالمين } [ الشعراء : 16 ] في سورة الشعراء .
وقوله : { يتلوا عليكم أياتنا } أي يقرأ عليكم القرآن وسماه أولاً آيات باعتبار كون كل كلام منه معجزة ، وسماه ثانياً كتاباً باعتبار كونه كتاب شريعة ، وقد تقدم نظيره آنفاً عند قوله تعالى : { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم أياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة } [ البقرة : 129 ] . عبر بيتلو لأن نزول القرآن مستمر وقراءة النبي له متوالية وفي كل قراءة يحصل علم بالمعجزة للسامعين .
وقوله : { ويزكيكم } الخ التزكية تطهير النفس مشتقة من الزكاة وهي النماء ، وذلك لأن في أصل خلقة النفوس كمالاتتٍ وطهاراتتٍ تعترضُها أرجاس ناشئة عن ضلال أو تضليل ، فتهذيب النفوس وتقويمها يزيدها من ذلك الخير المودع فيها ، قال تعالى :
{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تكوين ، ثم رددناه أسفل سافلين ، إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات } [ التين : 4 6 ] ، وفي الحديث : « بُعثت لأُتمم حُسْن الأخلاق » ففي الإرشاد إلى الصلاح والكمال نماء لما أودع الله في النفوس من الخير في الفطرة .
وقوله : { ويعلمكم الكتاب والحكمة } أي يعلمكم الشريعة فالكاب هنا هو القرآن باعتبار كونه كتاب تشريع لا باعتبار كونه معجزاً ويعلمكم أصولَ الفضائل ، فالحكمة هي التعاليم المانعة من الوقوع في الخطأ والفساد ، وتقدم نظيره في دعوة إبراهيم وسيأتي أيضاً عند قوله تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء } [ البقرة : 269 ] في هذه السورة .
وقدمت جملة : { ويزكيكم على جملة : ويعلمكم الكتاب والحكمة هنا عكس ما في الآية السابقة في حكاية قول إبراهيم : { يتلوا عليهم أياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } [ البقرة : 129 ] ، لأن المقام هنا للامتنان على المسلمين فقدم فيها ما يفيد معنى المنفعة الحاصلة من تلاوة الآيات عليهم وهي منفعة تزكية نفوسهم اهتماماً بها وبعثاً لها بالحرص على تحصيل وسائلها وتعجيلاً للبشارة بها . فأما في دعوة إبراهيم فقد رتبت الجمل على حسب ترتيب حصول ما تضمنته في الخارج ، مع ما في ذلك التخالف من التفنن .
وقوله : { ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } تعميم لكل ما كان غير شريعة ولا حكمة من معرفة أحوال الأمم وأحوال سياسة الدول وأحوال الآخرة وغير ذلك .
وإنما أعاد قوله : { ويعلمكم } مع صحة الاستغناء عنه بالعطف تنصيصاً على المغايرة لئلا يظن أن : { ما لم تكونوا تعلمون } هو الكتاب والحكمة ، وتنصيصاً على أن : { ما لم تكونوا } مفعولاً لا مبتدأ حتى لا يترقب السامع خبراً له فيضل فهمه في ذلك الترقب ، واعلم أأن حرف العطف إذا جيء معه بإعادة عامل كان عاطفه عاملاً على مثله فصار من عطف الجمل لكن العاطف حينئذٍ أشبه بالمؤكد لمدلول العامل .
- إعراب القرآن : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
«كَما» الكاف حرف جر ما مصدرية. «أَرْسَلْنا» فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمفعول مطلق محذوف. «فِيكُمْ» متعلقان بأرسلنا. «رَسُولًا» مفعول به.
«مِنْكُمْ» متعلقان بالفعل قبلهما. «يَتْلُوا» فعل مضارع. «عَلَيْكُمْ» متعلقان بيتلوا. «آياتِنا» مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة في محل نصب صفة لرسول.
«وَيُزَكِّيكُمْ» فعل مضارع والكاف مفعول به. ومثلها : «وَيُعَلِّمُكُمُ» والجملة معطوفة. «الْكِتابَ» مفعول به. «وَالْحِكْمَةَ» اسم معطوف. «وَيُعَلِّمُكُمُ» فعل مضارع والكاف مفعول به أول. «ما» اسم موصول
في محل نصب مفعول به ثان. «لَمْ تَكُونُوا» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والواو اسمها. «تَعْلَمُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل نصب خبر وجملة لم تكونوا صلة الموصول.
- English - Sahih International : Just as We have sent among you a messenger from yourselves reciting to you Our verses and purifying you and teaching you the Book and wisdom and teaching you that which you did not know
- English - Tafheem -Maududi : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(2:151) just as (you have found from this: that) We sent the Messenger to you from among you, who recites to you Our Revelations; who purifies your lives; who instructs you in the Book and in Wisdom and teaches you those things that you did not know.
- Français - Hamidullah : Ainsi Nous avons envoyé parmi vous un messager de chez vous qui vous récite Nos versets vous purifie vous enseigne le Livre et la Sagesse et vous enseigne ce que vous ne saviez pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : So wie Wir zu euch einen Gesandten von euch geschickt haben der euch Unsere Worte verliest und euch läutert und euch die Schrift und die Wahrheit lehrt und euch lehrt was ihr nicht wußtet
- Spanish - Cortes : Igual que os hemos mandado un Enviado de entre vosotros para que os recite Nuestras aleyas para que os purifique para que os enseñe la Escritura y la Sabiduría para que os enseñe lo que no sabíais
- Português - El Hayek : Assim também escolhemos dentre vós um Mensageiro de vossa raça para vos recitar Nossos versículos purificarvos ensinarvos o Livro e a sabedoria bem como tudo quanto ignorais
- Россию - Кулиев : Таким же образом Я отправил к вам Посланника из вашей среды который читает вам Наши аяты очищает вас обучает вас Писанию и мудрости обучает вас тому чего вы не знали
- Кулиев -ас-Саади : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
Таким же образом Я ниспослал вам Посланника из вашей среды, который читает вам Наши аяты, очищает вас, обучает вас Писанию и мудрости, обучает вас тому, чего вы не знали.Мы оказали вам великую милость, когда позволили вам во время намазов поворачиваться лицом в сторону Каабы и ниспослали многочисленные религиозные предписания, которые сделали вашу религию более совершенной. Однако эти милости не были Нашим первым благодеянием по отношению к вам. Еще раньше Мы одарили вас самой главной милостью, вслед за которой последовали все остальные. Мы отправили к вам благородного Посланника, да благословит его Аллах и приветствует, который вышел из вашей же среды. Вы прекрасно знаете о его происхождении и правдивости, о его верности и безупречной искренности. Посланник, да благословит его Аллах и приветствует, читает вам коранические аяты и показывает вам чудесные знамения, позволяющие отличать истину от лжи, а прямой путь - от заблуждения. Эти знамения, прежде всего, свидетельствуют в пользу единобожия и подтверждают совершенство Аллаха. Они свидетельствуют о правдивости Посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и необходимости уверовать в него. Они свидетельствуют об истинности Последней жизни и всех повествований о сокровенном, которые он рассказывает. Благодаря этим знамениям вы можете встать на прямой путь и обрести твердую убежденность. Посланник, да благословит его Аллах и приветствует, очищает ваши нравственные качества и души, воспитывая вас в духе высокой нравственности и помогая вам избавиться от дурных черт. Он помогает вам уверовать в Единого Бога и избавиться от многобожия, стать искренними и избавиться от тщеславия и показухи, стать правдивыми и избавиться от лжи, стать верными и избавиться от предательства и коварства, стать скромными и избавиться от гордыни и высокомерия, стать добропорядочными людьми и избавиться от порочного нрава. Он призывает вас возлюбить друг друга, поддерживать дружественные отношения, избавиться от взаимной ненависти, не избегать друг друга, не разрывать теплые отношения и обрести многие другие прекрасные качества. Посланник, да благословит его Аллах и приветствует, обучает вас тексту и смыслу Священного Корана, обучает вас мудрости. Существует мнение, что под мудростью здесь подразумевается Сунна. Согласно другому толкованию, мудрость - это знание тонкостей шариата и мусульманского права и умение расставлять все по своим местам. Из последнего толкования следует, что обучение Сунне входит в обучение Корану, потому что Сунна разъясняет и истолковывает коранические откровения и выражает их подлинный смысл. Посланник, да благословит его Аллах и приветствует, обучает вас тому, чего вы не знали прежде, поскольку до начала его пророческой миссии вы находились в очевидном заблуждении. Вы не знали истины и не совершали правильных поступков, но приобрели эти качества благодаря Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, и поэтому его пришествие стало для вас величайшей милостью. Аллах никогда не оказывал человечеству большую милость, чем эта, и вы должны возблагодарить Его и выполнять свои обязанности перед Ним.
- Turkish - Diyanet Isleri : Nitekim Biz size ayetlerimizi okuyacak sizi her kötülükten arıtacak size kitabı ve hikmeti öğretecek ve bilmediklerinizi bildirecek aranızdan bir Peygamber gönderdik
- Italiano - Piccardo : Infatti vi abbiamo inviato un Messaggero della vostra gente che vi reciti i Nostri versetti vi purifichi e vi insegni il Libro e la saggezza e vi insegni quello che non sapevate
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر وهكو بۆ تهواو كردنی نازو نیعمهتم له نێوتاندا پێغهمبهرێكم له خۆتان بۆ ڕهوانه كردوون كه ئایهتهكانی منتان بهسهردا دهخوێنێتهوه دڵ و دهروون و ڕواڵهت و ئاشكراتان خاوێن دهكاتهوه فێری قورئان و حیكمهت و داناییتان دهكات ئهو شتانهتان فێر دهكات كه ههرگیز خۆتان نهتاندهزانی
- اردو - جالندربرى : جس طرح منجملہ اور نعمتوں کے ہم نے تم میں تمھیں میں سے ایک رسول بھیجے ہیں جو تم کو ہماری ایتیں پڑھ پڑھ کر سناتے اور تمہیں پاک بناتے اور کتاب یعنی قران اور دانائی سکھاتے ہیں اور ایسی باتیں بتاتے ہیں جو تم پہلے نہیں جانتے تھے
- Bosanski - Korkut : Mi smo vam jednog od vas kao poslanika poslali da vam riječi Naše kazuje i da vas očisti i da vas Knjizi i mudrosti pouči i da vas ono što niste znali nauči
- Swedish - Bernström : Och så har Vi [gett er Vår välsignelse] när Vi sände till er ett sändebud ur er egna led för att framföra Våra budskap till er och rena er [från avgudadyrkan och all annan synd] och undervisa er i Skriften och [profeternas] visdom och lära er vad ni inte visste
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sebagaimana Kami telah menyempurnakan nikmat Kami kepadamu Kami telah mengutus kepadamu Rasul diantara kamu yang membacakan ayatayat Kami kepada kamu dan mensucikan kamu dan mengajarkan kepadamu Al Kitab dan AlHikmah serta mengajarkan kepada kamu apa yang belum kamu ketahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
(Sebagaimana Kami telah mengutus kepadamu seorang rasul dari golonganmu) berhubungan dengan lafal 'utimma', yakni untuk menyempurnakan sebagaimana sempurnanya utusan Kami, yaitu Nabi Muhammad saw. (yang membacakan kepadamu ayat-ayat Kami) Alquran, (menyucikan kamu) membersihkan kamu dari kesyirikan, (mengajari kamu Alkitab) Alquran (dan hikmah) yakni hukum-hukum yang terkandung di dalamnya, (serta mengajari kamu apa-apa yang belum kamu ketahui).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যেমন আমি পাঠিয়েছি তোমাদেরই মধ্য থেকে তোমাদের জন্যে একজন রসূল যিনি তোমাদের নিকট আমার বাণীসমুহ পাঠ করবেন এবং তোমাদের পবিত্র করবেন; আর তোমাদের শিক্ষা দেবেন কিতাব ও তাঁর তত্ত্বজ্ঞান এবং শিক্ষা দেবেন এমন বিষয় যা কখনো তোমরা জানতে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இதே போன்று நாம் உங்களிடையே உங்களிலிருந்து ஒரு தூதரை நம் வசனங்களை உங்களுக்கு எடுத்து ஓதுவதற்காகவும்; உங்களைத் தூய்மைப்படுத்துவதற்காகவும்; உங்களுக்கு வேதத்தையும் ஞானத்தையும் கற்றுக்கொடுப்பதற்காகவும்; இன்னும் உங்களுக்குத் தெரியாமல் இருந்தவற்றை உங்களுக்குக் கற்றுக் கொடுப்பதற்காகவும் அனுப்பியுள்ளோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังที่เราได้ส่งร่อซูลผู้หนึ่ง จากพวกเจ้าเองมาในหมู่พวกเจ้า ซึ่งเขาจะอ่านบรรดาโองการของเราให้พวกเจ้าฟัง และจะทำให้พวกเจ้าสอาดบริสุทธิ์ และจะสอนคัมภีร์ และความรู้เกี่ยวกับข้อปฏิบัติให้แก่พวกเจ้า และจะสอนพวกเจ้าในสิ่งที่พวกเจ้าไม่เคยรู้มาก่อน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Шунингдек ичингизга ўзингиздан сизларга оятларимизни тиловат қиладиган сизларни поклайдиган сизларга китобни ҳикматни ва билмайдиган нарсаларингизни ўргатадиган Пайғамбар юбордик'
- 中国语文 - Ma Jian : 犹如我派遣你们族中的一个使者来教化你们,对你们宣读我的迹象,熏陶你们,教授你们天经和智慧,并将你们所不知道的教训你们。
- Melayu - Basmeih : Nikmat berkiblatkan Kaabah yang Kami berikan kepada kamu itu samalah seperti nikmat Kami mengutuskan kepada kamu seorang Rasul dari kalangan kamu iaitu Muhammad yang membacakan ayatayat Kami kepada kamu dan membersihkan kamu dari amalan syirik dan maksiat dan yang mengajarkan kamu kandungan Kitab AlQuran serta Hikmat kebijaksanaan dan mengajarkan kamu apa yang belum kamu ketahui
- Somali - Abduh : waan idiin Niemeynay sidaan idinku dirnay dhexdiina Rassul idinkamid ah oo idinku akhriya Aayaadkanaga oo idin daahiriya oo idin bara Kitaabka Quraanka iyo Sunada Nabiga idinna bara waxaydaan aqoonin
- Hausa - Gumi : Kamar yadda Muka aika Manzo a cikinku daga gare ku yana karanta ãyõyinMu a gare ku kuma yana tsarkake ku kuma yana sanar da ku Littãfi da hikima kuma yana sanar da ku abin da ba ku kasance kuna sani ba
- Swahili - Al-Barwani : Kama tulivyo mtuma Mtume kwenu anaye tokana na nyinyi anakusomeeni Aya zetu na kukutakaseni na kukufundisheni Kitabu na hikima na kukufundisheni mliyo kuwa hamyajui
- Shqiptar - Efendi Nahi : Sikundër që ua kam plotësuar dhuntinë Time ashtu dhunti ju kam dërguar një Pejgamber nga mesi juaj i cili ju lexon versetet Tona dhe ju pastron nga të këqiat e ju begaton me dijeni të holla dhe që t’ju mësojë ato gjëra që nuk i keni ditur
- فارسى - آیتی : همچنان كه پيامبرى از خود شما را بر شما فرستاديم تا آيات ما را برايتان بخواند و شما را پاكيزه گرداند و كتاب و حكمت آموزد و آنچه را كه نمىدانستيد به شما ياد دهد.
- tajeki - Оятӣ : Ҳамчунон, ки паёмбаре аз худи шуморо бар шумо фиристодем, то оёти моро бароятон бихонад ва шуморо покиза гардонад ва китобу ҳикмат омӯзад ва он чиро, намедонистед, ба шумо ёд диҳад.
- Uyghur - محمد صالح : شۇنىڭدەك (يەنى سىلەرگە بەرگەن نېمىتىمنى كامالەتكە يەتكۈزگىنىمدەك) ئۆز ئىچىڭلاردىن سىلەرگە بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزنى تىلاۋەت قىلىپ بېرىدىغان، سىلەرنى (مۇشرىكلىك ۋە گۇناھدىن) پاك قىلىدىغان، سىلەرگە كىتابنى (يەنى قۇرئاننى) ۋە ھېكمەتنى (يەنى دىنىي ئەھكاملارنى) ئۆگىتىدىغان، سىلەرگە بىلمىگەنلىرىڭلارنى بىلدۈرىدىغان بىر پەيغەمبەر ئەۋەتتۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം നിങ്ങള്ക്ക് നിങ്ങളില് നിന്നുതന്നെ ദൂതനെ അയച്ചുതന്നപോലെയാണിത്. അദ്ദേഹമോ നിങ്ങള്ക്ക് നമ്മുടെ സൂക്തങ്ങള് ഓതിത്തരുന്നു. നിങ്ങളെ സംസ്കരിക്കുന്നു. വേദവും വിജ്ഞാനവും പഠിപ്പിക്കുന്നു. നിങ്ങള്ക്ക് അറിയാത്ത കാര്യങ്ങള് നിങ്ങള്ക്ക് അറിയിച്ചുതരികയും ചെയ്യുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : كما انعمنا عليكم باستقبال الكعبه ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم الايات المبينه للحق من الباطل ويطهركم من دنس الشرك وسوء الاخلاق ويعلمكم الكتاب والسنه واحكام الشريعه ويعلمكم من اخبار الانبياء وقصص الامم السابقه ما كنتم تجهلونه