- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ۚ إن الله مع الصابرين
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم: بالصبر على النوائب والمصائب، وترك المعاصي والذنوب، والصبر على الطاعات والقربات، والصلاة التي تطمئن بها النفس، وتنهى عن الفحشاء والمنكر. إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده. وفي الآية: إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين، المقتضية لما سلف ذكره؛ أما المعية العامة، المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
أمر الله تعالى المؤمنين, بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره, فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها, وعن معصية الله حتى تتركها, وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة, فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر, وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح, وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها, لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم, وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى, واستعانة بالله على العصمة منها, فإنها من الفتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر, فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية, ويوجد مقتضاها, وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجأ إليه, والافتقار على الدوام. فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد, بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة بمعونته وتوفيقه, وتسديده، فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره, وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة, تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه, وهذه [منقبة عظيمة] للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة, كما في قوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } وهذه عامة للخلق. وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب, الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها, استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه, موقف العبد الخادم المتأدب, مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
الصبر: حبس النفس على احتمال المكاره، وتوطينها على تحمل المشاق وتجنب الجزع.
والمعنى: يا من آمنتم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، استعينوا على إقامة دينكم والدفاع عنه، وعلى فعل الطاعات وترك المعاصي، وعلى احتمال المكاره التي تجرى بها الأقدار، استعينوا على كل ذلك بالصبر الجميل وبالصلاة المصحوبة بالخشوع والإخلاص والتذلل للخالق- عز وجل- فإن الإيمان الذي خالط قلوبكم يستدعى منكم القيام بالمصاعب، واحتمال المكاره، ولقاء الأذى من عدو أو سفيه، ولن تستطيعوا أن تتغلبوا على كل ذلك إلا بالصبر والصلاة.
ولقد استجاب النبي صلّى الله عليه وسلّم لهذا التوجيه الرباني، وتأسى به أصحابه في ذلك، فقد أخرج الإمام أحمد- بسنده- عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «كان إذا حزبه أمر صلّى» «1» أى: إذا شق عليه أمر لجأ إلى الصلاة لله رب العالمين.
وافتتحت الآية الكريمة بالنداء، لأن فيه إشعارا بخبر مهم عظيم، فإن من شأن الأخبار العظيمة التي تهول المخاطب أن يقدم قبلها ما يهيئ النفس لقبولها لتستأنس بها قبل أن تفجأها.
ولعل مما يشهد بأفضلية هذه الأمة على غيرها من الأمم، أن الله- تعالى- قد أمر بنى إسرائيل في السورة نفسها بالاستعانة بالصبر والصلاة فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إلا أنه- سبحانه- قال لهم: وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ ليشعرهم بضعف عزائمهم عن عظائم الأعمال، ولم يقل- سبحانه- للمؤمنين ذلك في الآية التي معنا، للإيماء إلى أنهم قد يسر لهم ما يصعب على غيرهم، وأنهم هم الخاشعون الذين استثناهم الله هنالك.
وقوله- تعالى-: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ بيان لحكمة الاستعانة بالصبر وهو الفوز والنصر. أى: إن الله مع الصابرين بمعونته ونصره، وتوفيقه وتسديده فهي معية خاصة، وإلا فهو- سبحانه- مع جميع خلقه بعلمه وقدرته.
وقال- سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ولم يقل «مع المصلين» لأن الصلاة المستوفية لأركانها وسننها وخشوعها لا تتم إلا بالصبر، فالمصلون بحق داخلون في قوله- تعالى-: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.
ولم يقل «معكم» ليفيد أن معونته إنما تمدهم إذا صار الصبر وصفا لازما لهم.
قال الأستاذ الإمام: إن من سنة الله: - تعالى- أن الأعمال العظيمة لا تتم ولا ينجح صاحبها إلا بالثبات والاستمرار، وهذا إنما يكون بالصبر، فمن صبر فهو على سنة الله والله معه، لأنه- سبحانه- جعل هذا الصبر سببا للظفر، إذ هو يولد الثبات والاستمرار الذي هو شرط النجاح، ومن لم يصبر فليس الله معه، لأنه تنكب سنته، ولن يثبت فيبلغ غايته «1» .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} بالعون والنصرة.
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر شرع في بيان الصبر ، والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة ، فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها ، أو في نقمة فيصبر عليها ; كما جاء في الحديث : " عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء ، فشكر ، كان خيرا له ; وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له " .
وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة ، كما تقدم في قوله : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) [ البقرة : 45 ] . وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى . والصبر صبران ، فصبر على ترك المحارم والمآثم ، وصبر على فعل الطاعات والقربات . والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود . كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الصبر في بابين ، الصبر لله بما أحب ، وإن ثقل على الأنفس والأبدان ، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء . فمن كان هكذا ، فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم ، إن شاء الله .
وقال علي بن الحسين زين العابدين : إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد : أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟ قال : فيقوم عنق من الناس ، فتتلقاهم الملائكة ، فيقولون : إلى أين يا بني آدم ؟ فيقولون : إلى الجنة . فيقولون : وقبل الحساب ؟ قالوا : نعم ، قالوا : ومن أنتم ؟ قالوا : الصابرون ، قالوا : وما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله ، حتى توفانا الله . قالوا : أنتم كما قلتم ، ادخلوا الجنة ، فنعم أجر العاملين .
قلت : ويشهد لهذا قوله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) [ الزمر : 10 ] .
وقال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه ، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه ، وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
مَضَى الْقَوْل فِي مَعْنَى الِاسْتِعَانَة بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة , فَلَا مَعْنَى لِلْإِعَادَةِ .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
قال أبو جعفر: وهذه الآية حضٌّ من الله تعالى ذكره على طاعته، واحتمال مكروهها على الأبدان والأموال, فقال: " يا أيها الذينَ آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة " على القيام بطاعتي، وأداء فرائضي في ناسخ أحكامي، والانصراف عَما أنسخه منها إلى الذي أحدِثه لكم من فرائضي، وأنقلكم إليه من أحكامي, والتسليم لأمري فيما آمركم به في حين إلزامكم حكمه, والتحول عنه بعد تحويلي إياكم عنه -وإن لحقكم في ذلك مكروهٌ من مقالة أعدائكم من الكفار بقذفهم لكم الباطل, أو مشقةٌ على أبدانكم في قيامكم به، أو نقصٌ في أموالكم- (61) وعلى جهاد أعدائكم وحربهم في سبيلي, بالصبر منكم لي على مكروه ذلك ومَشقته عليكم, واحتمال عنائه وثقله, ثم بالفزع منكم فيما يَنوبكم من مُفظِعات الأمور إلى الصلاة لي, فإنكم بالصبر على المكاره تُدركون مرضاتي, وبالصلاة لي تستنجحون طلباتكم قبَلي، وتدركون حاجاتكم عندي, فإني مع الصابرين على القيام بأداء فرائضي وترك معاصيَّ, أنصرهُم وأرعاهم وأكلَؤُهم، حتى يظفروا بما طلبوا وأمَّلوا قِبَلي.
* * *
وقد بينت معنى " الصبر " و " الصلاة " فيما مضى قبل، فكرهنا إعادته، (62) كما:
2315- حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية في قوله: " واستعينوا بالصبر والصلاة "، يقول: استعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله, واعلموا أنهما من طاعة الله.
2316- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع قوله: " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة "، اعلموا أنهما عَونٌ على طاعة الله.
* * *
وأما قوله: " إن الله مع الصابرين "، فإن تأويله: فإن الله نَاصرُه وظَهيرهُ وراضٍ بفعله, كقول القائل: " افعل يَا فلان كذا وأنا معك ", يعني: إني ناصرُك على فعلك ذلك ومُعينك عليه.
* * *
---------------------------
الهوامش :
(61) هذه جمل متداخلة ، والعطف سياقه في هذه الجملة : استعينوا بالصبر والصلاة على القيام بطاعتي ، وأداء فرائضي . . والانصراف عما أنسخه . . والتسليم لأمري . . والتحول عنه . . وعلى جهاد أعدائكم . . بالصبر . . " .
(62) انظر فيما سلف تفسير"
الصلاة" 1 : 242-243 / ثم 2 : 11 . وتفسير"الصبر" في 2 : 11 ، 124 ، وانظر فهرس اللغة . - ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
هذه جمل معترضة بين قوله تعالى : { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } [ البقرة : 150 ] وما اتصل به من تعليله بقوله : { لئلا يكون للناس عليكم حجة } [ البقرة : 150 ] وما عطف عليه من قوله { ولأتم نعمتي عليكم } [ البقرة : 150 ] إلى قوله : { واشكروا لي ولا تكفرون } [ البقرة : 152 ] وبين قوله : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب } [ البقرة : 177 ] لأن ذلك وقع تكملة لدفع المطاعن في شأن تحويل القبلة فله أشد اتصال بقوله : { لئلا يكون للناس عليكم حجةً } المتصل بقوله : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره } [ البقرة : 150 ] .
وهو اعتراض مُطْنِبٌ ابتُدىء به إعداد المسلمين لما هم أهله من نصر دين الله شكراً له على خَولهم من النعم المعدودة في الآيات السالفة من جعلهم أمة وسطاً وشهداء على الناس ، وتفضيلِهم بالتوجه إلى استقبال أفضل بقعة ، وتأييدهم بأنهم على الحق في ذلك ، وأمْرِهم بالاستخفاففِ بالظالمين وأَنْ لا يخشوهم ، وتبْشيرهم بأنه أتم نعمته عليهم وهداهم ، وامتن عليهم بأنه أرسل فيهم رسولاً منهم ، وهداهم إلى الامتثال للأحكام العظيمة كالشكر والذكر ، فإن الشكر والذكر بهما تهيئة النفوس إلى عظيم الأعمال ، من أجل ذلك كله أَمرهم هنا بالصبر والصلاة ، ونبههم إلى أنهما عون للنفس على عظيم الأعمال ، فناسب تعقيبها بها ، وأيضاً فإن ما ذكر من قوله : { لئلا يكون للناس عليكم حجةً } مشعر بأن أناساً متصدُّون لشغبهم وتشكيكهم والكيد لهم ، فأُمروا بالاستعانة عليهم بالصبر والصلاة . وكلها متماسكة متناسبة الانتقال عدا آية : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } إلى قوله : { شاكر عليم } [ البقرة : 158 ] فسيأتي تبييننا لموقعها .
وافتُتح الكلام بالنداء لأن فيه إشعاراً بخبرٍ مهم عظيم ، فإن شأن الأَخبار العظيمة التي تَهُول المخاطبَ أن يقدَّم قبلَها ما يهيءُ النفس لقبولها لتستأنس بها قبل أن تفْجَأَها .
وفي افتتاح هذا الخطاب بالاستعانة بالصبر إيذان بأنه سيُعقب بالنَّدْب إلى عمل عظيم وبلْوى شديدة ، وذلك تهيئةٌ للجهاد ، ولعله إعداد لغزوة بدر الكبرى ، فإن ابتداء المغازي كان قُبيل زمن تحويل القبلة إذ كان تحويل القبلة في رجب أو شعبان من السنة الثانية للهجرة وكانت غزوة بُوَاطَ والعُشَيْرَةِ وبدْرٍ الأولى في ربيع وجمادى من السنة الثانية ولم يكن فيهما قتال ، وكانت بَدْرٌ الكبرى في رمضان من السنة الثانية فكانت بعد تحويل القبلة بنحو شهرين .
وقد تقدم في تفسير قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } [ البقرة : 143 ] أن ما وقع في حديث البراء بن عازب من قول الراوي أن ناساً قُتلوا قبل تحويل القبلة ، أنه توهم من أحد الرواة عن البراء ، فإن أَوَّلَ قَتْل في سبيل الله وقع في غزوة بدر وهي بعد تحويل القبلة بنحو شهرين ، والأصح ما في حديث الترمذي عن ابن عباس قال « لما وُجِّه النبي إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس »
الحديث فلم يقل : ( الذين قتلوا ) . فالوجه في تفسير هذه الآية أنها تهيئة للمسلمين للصبر على شدائد الحرب ، وتحبيبٌ للشهادة إليهم . ولذلك وقع التعبير بالمضارع في قوله : { لمن يقتل في سبيل الله المشعر بأنه أمرٌ مستقبل وهم الذين قتلوا في وقعة بدر بُعَيد نزول هذه الآية .
وقد تقدم القول في نظير هذه الآية عند قوله تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلوات وإنها لكبيرة }
[ البقرة : 45 ] الآية إلاَّ أنا نقول هنا إن الله تعالى قال لبني إسرائيل : { إنها لكبيرة } علماً منه بضعف عزائمهم عن عظائم الأعمال وقال هنالك { إلاَّ على الخاشعين } ولم يذكر مثل هذا هنا ، وفي هذا إيماء إلى أن المسلمين قد يُسر لهم ما يصعب على غيرهم ، وأنهم الخاشعون الذين استثناهم الله هنالك ، وزاد هنا فقال : { إن الله مع الصابرين } فبشرهم بأنهم ممن يمتثل هذا الأمر ويعد لذلك في زمرة الصابرين .وقوله { إن الله مع الصابرين } تذييل في معنى التعليل أي اصبروا ليكون الله معكم لأنه مع الصابرين .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» تراجع الآية رقم «21». وجملة آمنوا صلة الموصول. «اسْتَعِينُوا» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. «بِالصَّبْرِ» متعلقان بالفعل قبلهما. «وَالصَّلاةِ» معطوف على الصبر. «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها. «مَعَ الصَّابِرِينَ» مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن ، الصابرين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.
- English - Sahih International : O you who have believed seek help through patience and prayer Indeed Allah is with the patient
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(2:153) O Believers, *153 seek help with fortitude and Salat, for Allah is with those who show fortitude. *154
- Français - Hamidullah : O les croyants Cherchez secours dans l'endurance et la Salât Car Allah est avec ceux qui sont endurants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt sucht Hilfe in der Standhaftigkeit und im Gebet Allah ist mit den Standhaften
- Spanish - Cortes : ¡Vosotros los que creéis buscad ayuda en la paciencia y en la azalá Alá está con los pacientes
- Português - El Hayek : Ó fiéis amparaivos na perseverança e na oração porque Deus está com os perseverantes
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Обратитесь за помощью к терпению и намазу Воистину Аллах - с терпеливыми
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
О те, которые уверовали! Обратитесь за помощью к терпению и намазу. Воистину, Аллах - с терпеливыми.Всевышний повелел правоверным прибегать за помощью в делах религии к терпению и намазу. Под терпением подразумевается удержание души от того, что ей неприятно и тяжело. Терпение можно разделить на три составляющие: терпеливое выполнение повелений Аллаха, терпеливый отказ от ослушания Его и стойкое перенесение тягот Божьего предопределения, без сетования на судьбу. Терпение приносит человеку огромную пользу во всех начинаниях, и если он не проявляет должного терпения, то ему не удается добиться желаемого результата, особенно, если речь идет о постоянном выполнении тяжелых предписаний религии. Любой человек нуждается в терпении, чтобы проглотить горечь тяжелых приказов Аллаха. И если ему удается набраться терпения и выдержки, то он обретает успех, но если тяжелые и неприятные испытания лишают его терпения, то он остается с пустыми руками и лишается великого блага. То же самое можно сказать о грехах, к совершению которых подталкивают низменные порывы человеческой души. Человек способен воздержаться от грехов, однако для этого он должен постоянно проявлять огромное терпение, подавлять низменные порывы своей души и просить Аллаха уберечь его от ослушания, поскольку грехи являются одним из самых больших искушений. То же самое можно сказать и о тяжелых испытаниях, особенно, если они продолжаются долгое время и ослабляют человеческий дух и тело. И если человек не станет переносить эти испытания искренне ради Аллаха, уповая на своего Господа и прибегая к Его поддержке, то он непременно станет сетовать на судьбу. Из всего сказанного следует, что раб Божий сильно нуждается в терпении. Более того, он постоянно испытывает в нем острую необходимость. Именно поэтому Аллах повелел Своим рабам быть терпеливыми и возвестил о том, что Он всегда присутствует рядом с ними. Это означает, что если терпение является неотъемлемым качеством человека, то Аллах помогает ему, наставляет его на прямой путь и исправляет его ошибки. Благодаря такой поддержке правоверные не ощущают тягот тяжелых и неприятных испытаний, легко справляются с самыми сложными повелениями и не знают никаких трудностей. В этом аяте говорится о частном присутствии Аллаха рядом с творениями, которое проявляется в Его любви, поддержке, помощи и близости. Это - великая честь, которой удостоены терпеливые верующие. И если бы подобное присутствие Аллаха было единственным превосходством терпеливых людей, этого было бы для них достаточно. Что же касается общего присутствия Аллаха рядом с творениями, то оно подразумевает божественное знание и могущество. Оно упоминается в словах Всевышнего: «Он с вами, где бы вы ни были. Аллах видит все, что вы совершаете» (57:4). Эта форма присутствия Аллаха рядом с творениями распространяется на абсолютно все творения. Всевышний также повелел обращаться за помощью к намазу, потому что намаз является столпом религии, светом правоверных и способом общения раба с его Господом. И если раб молится совершенным образом, выполняет обязательные и желательные предписания намаза, всей душой смиряется перед Господом, постигая тем самым суть молитвы, если он с самого начала намаза ощущает себя перед Господом и ведет себя, как покорный раб, стоящий перед своим господином, если он осознает свои слова и поступки и поглощается общением с Аллахом и молитвами к Нему, то его намаз непременно поможет ему исправно выполнять все остальные предписания религии, ведь намаз удерживает людей от мерзости и предосудительных поступков. А чувство смирения во время молитвы порождает в сердце человека качество, которое обязывает его покоряться повелениям Аллаха и не нарушать Его запреты. Именно к такому намазу мусульманам велено обращаться за помощью при совершении праведных дел.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey İnananlar Sabır ve namazla yardım dileyin Allah muhakkak ki sabredenlerle beraberdir
- Italiano - Piccardo : O voi che credete rifugiatevi nella pazienza e nell'orazione Invero Allah è con coloro che perseverano
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهوانهی ئیمان و باوهڕتان هێناوه داوای كۆمهك و یارمهتی له خوا بكهن بههۆی ئارامگرتن و نوێژ كردنهوو دڵنیابن كه خوا یارو یاوهری خۆگرو ئارامگرانه
- اردو - جالندربرى : اے ایمان والو صبر اور نماز سے مدد لیا کرو بےشک خدا صبر کرنے والوں کے ساتھ ہے
- Bosanski - Korkut : O vjernici tražite sebi pomoći u strpljivosti i obavljanju molitve Allah je doista na strani strpljivih
- Swedish - Bernström : TROENDE Sök med tålamod [Guds] hjälp i bönen Gud är sannerligen med de tålmodiga de som håller ut
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman jadikanlah sabar dan shalat sebagai penolongmu sesungguhnya Allah beserta orangorang yang sabar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(Hai orang-orang yang beriman! Mintalah pertolongan) untuk mencapai kebahagiaan akhirat (dengan jalan bersabar) taat melakukan ibadah dan sabar menghadapi cobaan (dan mengerjakan salat) dikhususkan menyebutkannya disebabkan berat dan berulang-ulang (sesungguhnya Allah bersama orang-orang yang sabar) artinya selalu melimpahkan pertolongan-Nya kepada mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে মুমিন গন তোমরা ধৈর্য্য ও নামাযের মাধ্যমে সাহায্য প্রার্থনা কর। নিশ্চিতই আল্লাহ ধৈর্য্যশীলদের সাথে রয়েছেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நம்பிக்கை கொண்டோரே பொறுமையுடனும் தொழுகையுடனும்இறைவனிடம் உதவி தேடுங்கள்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் பொறுமையுடையவர்களுடன் இருக்கிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ศรัทธาทั้งหลาย จงอาศัยความอดทน และการละหมาดเถิด แท้จริงอัลลออ์นั้นทรงอยู่ร่วมกับผู้อดทนทั้งหลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Сабр ва намоз ила мадад сўранглар Албатта Аллоҳ сабрлилар биландир Демак мўминмусулмон банда мазкур қийинчиликларни енгиш учун катта миқдордаги сабрга эга бўлиши керак Аммо ҳамма нарсанинг чегараси бўлганидек гоҳида сабр ҳам тугаши сусайиши мумкин бундай ҳолатда намоз ёрдамга келади Намоз битмастуганмас ёрдамчи кучгакуч қувватгақувват бахш этувчи қалбга мадад берувчи сабргасабр қўшувчи сокинлик ва хотиржамлик манбаидир У ожиз заиф одамни қувват ва ёрдамнинг асл манбаи бўлмиш Аллоҳ таолога боғловчи воситадир
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!你们当借坚忍和拜功,而求佑助。真主确是与坚忍者同在的。
- Melayu - Basmeih : Wahai sekalian orangorang yang beriman Mintalah pertolongan untuk menghadapi susah payah dalam menyempurnakan sesuatu perintah Tuhan dengan bersabar dan dengan mengerjakan sembahyang; kerana sesungguhnya Allah menyertai menolong orangorang yang sabar
- Somali - Abduh : kuwa Xaga rumeeyow kaalmaysta Samir iyo Salaad Eebe wuxuu la jiraa kuwa Samree
- Hausa - Gumi : Ya ku waɗanda suka yi ĩmãni Ku nẽmi taimako da haƙuri game da salla Lalle ne Allah na tãre da mãsu haƙuri
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Takeni msaada kwa subira na Sala Hakika Mwenyezi Mungu yu pamoja na wanao subiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë Kërkoni ndihmë prej Zotit duke duruar dhe duke u falur Me të vërtetë Zoti është me durimtarët
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، از شكيبايى و نماز مدد جوييد كه خدا با شكيبايان است.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, аз сабру намоз мадад ҷӯед, ки Худо бо сабркунандагон аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! سەۋر ئارقىلىق ۋە ناماز ئارقىلىق ياردەم تىلەڭلار. اﷲ ھەقىقەتەن سەۋر قىلغۇچىلار بىلەن بىللىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങള് ക്ഷമയിലൂടെയും നമസ്കാരത്തിലൂടെയും ദിവ്യസഹായം തേടുക. തീര്ച്ചയായും ക്ഷമിക്കുന്നവരോടൊപ്പമാണ് അല്ലാഹു.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها المومنون اطلبوا العون من الله في كل اموركم بالصبر على النوائب والمصائب وترك المعاصي والذنوب والصبر على الطاعات والقربات والصلاه التي تطمئن بها النفس وتنهى عن الفحشاء والمنكر ان الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده وفي الايه اثبات معيه الله الخاصه بالمومنين المقتضيه لما سلف ذكره اما المعيه العامه المقتضيه للعلم والاحاطه فهي لجميع الخلق
*153). Since the ummah has been invested with world leadership, a set of necessary directives is now provided for its guidance. Before laying down these directives it seemed necessary to caution the Muslims that the office which had been conferred on them was indeed no bed of roses. On the contrary, it was a great and perilous responsibility. Once they undertook it, they would be subjected to all kinds of afflictions, put to all kinds of trials and tribulations and made to bear all kinds of deprivation. If, however, the Muslims persisted along the path of God despite the perils they would be rewarded with God's favour in full measure.
*154). To acquire the strength that is needed to bear this heavy burden of responsibility the believers should do two things: they should develop patience and they should strengthen themselves by devoting themselves to Prayer.
Later we shall encounter elaborations which will show that 'patience' is a word embracing a whole set of moral virtues of the utmost importance. 'Patience' is indeed an indispensable key to success. Likewise, we shall later have occasion to note in some detail how Prayer prepares the Muslims, both as individuals and as a collective body, to carry out their mission.