- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين جحدوا الإيمان وكتموا الحق، واستمروا على ذلك حتى ماتوا، أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بالطرد من رحمته.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
وأما من كفر واستمر على كفره حتى مات ولم يرجع إلى ربه, ولم ينب إليه, ولم يتب عن قريب فأولئك { عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لأنه لما صار كفرهم وصفا ثابتا, صارت اللعنة عليهم وصفا ثابتا لا تزول, لأن الحكم يدور مع علته, وجودا وعدما.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
فالآية الكريمة قد فتحت للكاتمين لما يجب إظهاره باب التوبة وأمرتهم بولوجه، وأفهمتهم أنهم إذا فعلوا ما ينبغي وتركوا ما لا ينبغي وأخلصوا لله نياتهم، فإنه- سبحانه- يقبل توبتهم، ويغسل حويتهم، أما إذا استمروا في ضلالهم وكفرهم، ومضوا في هذا الطريق المظلم حتى النهاية بدون أن يحدثوا توبة، فقد بين القرآن مصيرهم بعد ذلك فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أى: إن الذين كفروا وكتموا ما من شأنه أن يظهر، كإخفائهم النصوص المشتملة على البشارة بالنبي صلّى الله عليه وسلّم واستمروا على هذا الكفر والإخفاء حتى ماتوا.
أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أى: أولئك الذين وصفوا بما ذكر عليهم اللعنة المستمرة من الله والطرد من رحمته، وعليهم كذلك اللعنة الدائمة من الملائكة والناس أجمعين عن طريق الدعاء عليهم بالإبعاد من رحمة الله.
وعبر عن أصحاب ذلك الكتمان بالذين كفروا، ليحضرهم في الأذهان بأشنع وصف وهو الكفر، وليتناول الوعيد الذي اشتملت عليه الآية الكريمة كل كافر ولو بغير معصية الكتمان.
وجملة وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ حالية، وأَجْمَعِينَ تأكيد بالنسبة إلى الكل لا للناس فقط.
والمراد بالناس جميعهم مؤمنهم وكافرهم، إذ الكفار يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة كما جاء في قوله- تعالى-: يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. وقيل المراد بهم المؤمنون خاصة لأنهم هم الذين يعتد بلعنهم.
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
{إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة} أي لعنة الملائكة.
{والناس أجمعين} قال أبو العالية: "هذا يوم القيامة يوقف الكافر فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس".
فإن قيل فقد قال {والناس أجمعين} والملعون هو من جملة الناس فكيف يلعن نفسه؟ قيل: يلعن نفسه في القيامة قال الله تعالى: {ويلعن بعضكم بعضاً} [25-العنكبوت]. وقيل: إنهم يلعنون الظالمين والكافرين ومن يلعن الظالمين والكافرين وهو منهم فقد لعن نفسه.
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
فصل : لا خلاف في جواز لعن الكفار ، وقد كان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وعمن بعده من الأئمة ، يلعنون الكفرة في القنوت وغيره ; فأما الكافر المعين ، فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يلعن لأنا لا ندري بما يختم له ، واستدل بعضهم بهذه الآية : ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) وقالت طائفة أخرى : بل يجوز لعن الكافر المعين . واختار ذلك الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي ، ولكنه احتج بحديث فيه ضعف ، واستدل غيره بقوله ، عليه السلام ، في صحيح البخاري في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحده ، فقال رجل : لعنه الله ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " قالوا : فعلة المنع من لعنه ; بأنه يحب الله ورسوله فدل على أن من لا يحب الله ورسوله يلعن ، والله أعلم .
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
قوله تعالى : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وهم كفار الواو واو الحال . قال ابن العربي : قال لي كثير من أشياخي إن الكافر المعين لا يجوز لعنه ; لأن حاله عند الموافاة لا تعلم ، وقد شرط الله تعالى في هذه الآية في إطلاق اللعنة : الموافاة على الكفر ، وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن أقواما بأعيانهم من الكفار فإنما كان ذلك لعلمه بمآلهم . قال ابن العربي : والصحيح عندي جواز لعنه لظاهر حاله ولجواز قتله وقتاله ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وقد علم أني لست بشاعر فالعنه واهجه عدد ما هجاني . فلعنه ، وإن كان الإيمان والدين والإسلام مآله . وانتصف بقوله : ( عدد ما هجاني ) ولم يزد ليعلم العدل والإنصاف . وأضاف الهجو إلى الله تعالى في باب الجزاء دون الابتداء بالوصف بذلك ، كما يضاف إليه المكر والاستهزاء والخديعة ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
قلت : أما لعن الكفار جملة من غير تعيين فلا خلاف في ذلك ، لما رواه مالك عن داود بن الحصين أنه سمع الأعرج يقول : ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان . قال علماؤنا : وسواء كانت لهم ذمة أم لم تكن ، وليس ذلك بواجب ، ولكنه مباح لمن فعله ، لجحدهم الحق وعداوتهم للدين وأهله ، وكذلك كل من جاهر بالمعاصي كشراب الخمر وأكلة الربا ، ومن تشبه من النساء بالرجال ومن الرجال بالنساء ، إلى غير ذلك مما ورد في الأحاديث لعنه .
الثانية : ليس لعن الكافر بطريق الزجر له عن الكفر ، بل هو جزاء على الكفر وإظهار قبح كفره ، كان الكافر ميتا أو مجنونا . وقال قوم من السلف : إنه لا فائدة في لعن من جن أو مات منهم ، لا بطريق الجزاء ولا بطريق الزجر ، فإنه لا يتأثر به .
والمراد بالآية على هذا المعنى أن الناس يلعنونه يوم القيامة ليتأثر بذلك ويتضرر ويتألم قلبه ، فيكون ذلك جزاء على كفره ، كما قال تعالى : ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ، ويدل على هذا القول أن الآية دالة على الإخبار عن الله تعالى بلعنهم ، لا على الأمر . وذكر ابن العربي أن لعن العاصي المعين لا يجوز اتفاقا ، لما روي عن النبي أنه أتي بشارب خمر مرارا ، فقال بعض من حضره : لعنه الله ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم فجعل له حرمة الأخوة ، وهذا يوجب الشفقة ، وهذا حديث صحيح .
قلت : خرجه البخاري ومسلم ، وقد ذكر بعض العلماء خلافا في لعن العاصي المعين ، قال : وإنما قال عليه السلام : لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم في حق نعيمان بعد إقامة الحد عليه ، ومن أقيم عليه حد الله تعالى فلا ينبغي لعنه ، ومن لم يقم عليه الحد فلعنته جائزة سواء سمي أو عين أم لا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلعن إلا من تجب عليه اللعنة ما دام على تلك الحالة الموجبة للعن ، فإذا تاب منها وأقلع وطهره الحد فلا لعنة تتوجه عليه . وبين هذا قوله صلى الله عليه وسلم : إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب . فدل هذا الحديث مع صحته على أن التثريب واللعن إنما يكون قبل أخذ الحد وقبل التوبة ، والله تعالى أعلم .
قال ابن العربي : وأما لعن العاصي مطلقا فيجوز إجماعا ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده .
الثالثة : قوله تعالى : أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أي إبعادهم من رحمته . وأصل اللعن الطرد والإبعاد ، وقد تقدم . فاللعنة من العباد الطرد . ومن الله العذاب . وقرأ الحسن البصري : ( والملائكة والناس أجمعون ) بالرفع . وتأويلها : أولئك جزاؤهم أن يلعنهم الله ويلعنهم الملائكة ويلعنهم الناس أجمعون ، كما تقول : كرهت قيام زيد وعمرو وخالد ; لأن المعنى : كرهت أن قام زيد . وقراءة الحسن هذه مخالفة للمصاحف .
فإن قيل : ليس يلعنهم جميع الناس لأن قومهم لا يلعنونهم ; قيل عن هذا ثلاثة أجوبة ; أحدها : أن اللعنة من أكثر الناس يطلق عليها لعنة الناس تغليبا لحكم الأكثر على الأقل . الثاني : قال السدي : كل أحد يلعن الظالم ، وإذا لعن الكافر الظالم فقد لعن نفسه . الثالث : قال أبو العالية : المراد به يوم القيامة يلعنهم قومهم مع جميع الناس ; كما قال تعالى : ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " إنّ الذين كفروا "، إن الذين جَحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكذبوا به = من اليهود والنصارى وسائر أهل الملل، والمشركين من عَبدة الأوثان =" وماتوا وهم كفار "، يعني: وماتوا وهم على جُحودهم ذلك وتكذيبهم محمدًا صلى الله عليه وسلم،" أولئك عَليهم لَعنةُ الله والملائكة ", يعني: فأولئك الذين كفروا وماتوا وهم كفار عليهم لعنة الله، يقول: أبعدهم الله وأسحقهم من رحمته," والملائكة "، يعني ولَعنهم الملائكةُ والناس أجمعون. ولعنة الملائكة والناس إياهم قولهم: " عليهم لعنة الله ".
* * *
وقد بينا معنى "
اللعنة " فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته. (87)* * *
فإن قال قائل: وكيف تَكونُ على الذي يموت كافرًا بمحمد صلى الله عليه وسلم [لعنةُ الناس أجمعين] من أصناف الأمم، (88) وأكثرهم ممن لا يؤمن به ويصدقه؟
قيل: إن معنى ذلك على خلاف ما ذهبتَ إليه. وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم: عنى الله بقوله: "
والناس أجمعين "، أهلَ الإيمان به وبرسوله خاصة، دون سائر البشر.* ذكر من قال ذلك:
2392- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: "
والناس أجمعين "، يعني: ب " الناس أجمعين "، المؤمنين.2393- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه، عن الربيع: "
والناس أجمعين "، يعني بـ " الناس أجمعين "، المؤمنين.* * *
وقال آخرون: بل ذلك يومَ القيامة، يُوقَفُ على رءوس الأشهاد الكافرُ فيلعنه الناس كلهم.
* ذكر من قال ذلك:
2394- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, عن أبي العالية: أن الكافر يُوقَف يوم القيامة فيلعنه الله, ثم تلعنه الملائكة, ثم يلعنه الناس أجمعون.
* * *
وقال آخرون: بل ذلك قول القائل كائنًا من كان: "
لَعنَ الله الظالم ", فيلحق ذلك كل كافر، لأنه من الظَّلمة.* ذكر من قال ذلك:
2395- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي قوله: "
أولئك عليهم لَعنة الله والملائكة والناس أجمعين "، فإنه لا يتلاعن اثنان مُؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما: " لعن الله الظالم "، إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر، لأنه ظالم, فكل أحد من الخلق يلعنه.* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب عندنا قولُ من قال: عنى الله بذلك جَميعَ الناس، بمعنى لعنهم إياهم بقولهم: "
لعن الله الظالم - أو الظالمين ".فإن كلّ أحد من بني آدم لا يمتنع من قيل ذلك كائنًا من كان، (89) ومن أي أهل ملة كان, فيدخل بذلك في لعنته كلّ كافرٍ كائنًا من كان. وذلك بمعنى ما قاله أبو العالية. لأن الله تعالى ذكره أخبر عمن شَهدهم يوم القيامة أنهم يلعنونهم فقال: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود: 18]
وأما ما قاله قتادة، من أنه عنى به بعضَ الناس, فقولٌ ظاهرُ التنـزيل بخلافه, ولا برهان على حقيقته من خبر ولا نظر. فإن كان ظن أن المعنيَّ به المؤمنون، من أجل أن الكفار لا يَلعنون أنفسهم ولا أولياءهم, فإن الله تعالى ذكره قد أخبر أنهم يَلعنونهم في الآخرة. ومعلومٌ منهم أنّهم يَلعنون الظَّلمة, وداخلٌ في الظَّلمة كل كافر، بظلمه نفسه, وجحوده نعمةَ ربه, ومخالفته أمرَه.
----------------
الهوامش :
(87) انظر ما سلف في هذا الجزء 3 : 254 ، والتعليق : 1 ، ومراجعه .
(88) الزيادة التي بين القوسين لا بد منها ، وإلا اختل الكلام والسؤال ، ولم يكن لهما معنى محدود مفهوم ، واستظهرت الزيادة من جواب هذا السؤال .
(89) في المطبوعة : "
لا يمنع من قيل ذلك" ، والصواب ما أثبت . - ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
استئناف كلام لإفادة حال فريق آخر مشارك للذي قبله في استحقاق لعنة الله واللاعنين وهي لعنة أخرى .
وهذا الفريق هم المشركون فإن الكفر يطلق كثيراً في القرآن مراداً به الشرك قال تعالى : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } [ الممتحنة : 10 ] ، وذلك أن المشركين قد قُرنوا سابقاً مع أهل الكتاب قال تعالى : { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين } [ البقرة : 105 ] الآية { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم } [ البقرة : 118 ] فلما استؤنف الكلام ببيان لعنة أهل الكتاب الذين يكتمون عُقّب ذلك ببيان عقوبة المشركين أيضاً فالقول في الاستئناف هنا كالقول في الاستئناف في قوله : { إن الذين يكتمون } [ البقرة : 159 ] من كونه بيانياً أو مجرداً .
وقال الفخر { الذين كفروا } عام وهو شامل للذين يكتمون وغيرهم والجملة تذييل أي لما فيها من تعميم الحكم بعد إِناطته ببعض الأفراد ، وجعل في «الكشاف» المراد من { الذين كفروا } خصوص الذين يكتمون وماتوا على ذلك وأنه ذكر لعنتهم أحياء ثم لعنتهم أمواتاً ، وهو بعيد عن معنى الآية لأن إعادة وكفروا لا نكتة لها للاستغناء بأن يقال والذين ماتوا وهم كفار ، على أنه مستغنى عن ذلك أيضاً بأنه مفاد الجملة السابقة مع استثنائها ، واللعنة لا يظهر أثرها إلاّ بعد الموت فلا معنى لجعلهما لعنتين ، ولأن تعقيبه بقوله : { وإلهكم إله واحد } [ البقرة : 163 ] يؤذن بأن المراد هنا المشركون لتظهر مناسبة الانتقال .
وإنما قال هنا { والناس أجمعين } لأن المشركين يلعنهم أهل الكتاب وسائر المتدينين الموحدين للخالق بخلاف الذين يكتمون ما أنزل من البينات فإنما يلعنهم الله والصالحون من أهل دينهم كما تقدم وتلعنهم الملائكة ، وعموم ( الناس ) عرفي أي الذين هم من أهل التوحيد .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها. «كَفَرُوا» فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول. «وَماتُوا» الواو عاطفة ماتوا فعل ماض وفاعل والجملة معطوفة. «وَهُمْ» الواو حالية ، هم : مبتدأ. «كُفَّارٌ» خبر والجملة في محل نصب حال. «أُولئِكَ» اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. «عَلَيْهِمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر. «لَعْنَةُ» مبتدأ مؤخر. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ» اسمان معطوفان.
«أَجْمَعِينَ» توكيد للناس مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجملة الاسمية «عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ» في محل رفع خبر المبتدأ أولئك وجملة «أُولئِكَ» الاسمية في محل رفع خبر إن. وجملة «إِنَّ الَّذِينَ» ابتدائية لا محل لها.
- English - Sahih International : Indeed those who disbelieve and die while they are disbelievers - upon them will be the curse of Allah and of the angels and the people all together
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(2:161) Those who adopted the way of disbelief *161 and died as disbelievers, are accursed of Allah and of angels and of all mankind: they shall remain accursed for ever.
- Français - Hamidullah : Ceux qui ne croient pas et meurent mécréants recevront la malédiction d'Allah des Anges et de tous les hommes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen aber die ungläubig sind und als Ungläubige sterben auf ihnen liegt der Fluch Allahs und der Engel und der Menschen allesamt
- Spanish - Cortes : Los que no crean y mueran siendo infieles incurrirán en la maldición de Alá de los ángeles y de los hombres en la de todos ellos
- Português - El Hayek : Sobre os incrédulos que morrem na incredulidade cairá a maldição de Deus dos anjos e de toda humanidade
- Россию - Кулиев : Воистину на тех которые не уверовали и умерли неверующими лежит проклятие Аллаха ангелов и людей - всех
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
Воистину, на тех, которые не уверовали и умерли неверующими, лежит проклятие Аллаха, ангелов и людей - всех.Если человек отказался уверовать и исповедовал неверие до самой смерти, если он не вернулся на путь своего Господа и не раскаялся в совершенных преступлениях, то он заслуживает проклятия Аллаха, ангелов и людей. Неверие является неотъемлемым качеством такого человека, и поэтому вечное проклятие становится его неизбежной участью. Это объясняется тем, что любое предписание сохраняет силу до тех пор, пока сохраняется причина этого предписания. Когда же причина исчезает, это предписание также теряет силу.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar edip de o halde ölenler var ya işte Allah'ın meleklerin insanların hepsinin laneti onlaradır
- Italiano - Piccardo : E i miscredenti che muoiono nella miscredenza saranno maledetti da Allah dagli angeli e da tutti gli uomini
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئهوانهی كه بێ باوهڕ بوون و به بێ باوهڕی مردوون ئا ئهوانه لهعنهت و نهفرینی خواو فریشتهكان و ههموو خهڵكیان بهگشتی بهسهردا دادهبارێت
- اردو - جالندربرى : جو لوگ کافر ہوئے اور کافر ہی مرے ایسوں پر خدا کی اور فرشتوں اور لوگوں کی سب کی لعنت
- Bosanski - Korkut : Oni koji ne vjeruju i koji kao nevjernici umru – zaslužuju doista prokletstvo Allahovo i meleka i svih ljudi
- Swedish - Bernström : Men de som envist förnekar sanningen och dör som förnekare över dem faller Guds och änglarnas och alla människors fördömelse
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang kafir dan mereka mati dalam keadaan kafir mereka itu mendapat laknat Allah para Malaikat dan manusia seluruhnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
(Sesungguhnya orang-orang yang kafir dan mereka mati dalam keadaan kafir) menjadi 'hal' (mereka itu mendapat kutukan Allah, malaikat dan manusia seluruhnya) maksudnya wajar mendapat kutukan itu baik di dunia maupun di akhirat. Mengenai 'manusia' ada yang mengatakannya umum dan ada pula yang mengatakannya khusus dari orang-orang beriman.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় যারা কুফরী করে এবং কাফের অবস্থায়ই মৃত্যুবরণ করে সে সমস্ত লোকের প্রতি আল্লাহর ফেরেশতাগনের এবং সমগ্র মানুষের লা’নত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : யார் இவ்வேத உண்மைகளை நிராகரிக்கிறார்களோ இன்னும் நிராகரிக்கும் காஃபிர்களாகவே மரித்தும் விடுகிறார்களோ நிச்சயமாக அவர்கள் மீது அல்லாஹ்வுடையவும் மலக்குகளுடையவும் மனிதர்கள் அனைவருடையவும் சாபம் உண்டாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาและได้สิ้นชีพลง ขณะที่พวกเขาเป็นผู้ปฏิเสธศรัทธาอยู่นั้น ชนเหล่านี้จะได้รับการขับไล่ให้พ้นจากความเมตตาของอัลลอฮฺ และจะได้รับการสาปแช่งจากมะลาอิกะฮ์ และมนุษย์ทั้งมวล
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта куфр келтирган ва кофирлик ҳолида ўлганларга–ана ўшаларга Аллоҳнинг фаришталарнинг ва одамларнинг–барчанинг лаънати бўлгай
- 中国语文 - Ma Jian : 终身不信道、临死还不信道的人,必受真主的弃绝,必受天神和人类全体的诅咒。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang yang kafir dan mereka mati sedang mereka tetap dalam keadaan kafir mereka itulah orangorang yang ditimpa laknat Allah dan malaikat serta manusia sekaliannya
- Somali - Abduh : Kuwii Gaaloobay oo ku dhintay gaalnimo Kuwaas waxaa korkooda ah nacaladda Eebe iyo Malaa'igta iyo Dadka dhammaan
- Hausa - Gumi : Lalle ne waɗanda suka kãfirta kuma suka mutu alhãli kuwa suna kãfirai waɗannan akwai a kansu la'anar Allah da Malã'iku da mutãne gabã ɗaya
- Swahili - Al-Barwani : Hakika walio kufuru na wakafa hali ni makafiri hao iko juu yao laana ya Mwenyezi Mungu na ya Malaika na ya watu wote
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata që nuk besojnë dhe vdesin duke qenë jobesimtarë mbi ta është mallkimi i Perëndisë i ëngjujve dhe i të gjithë njerëzve
- فارسى - آیتی : بر آنان كه كافر بودند و در كافرى مُردند لعنت خدا و فرشتگان و همه مردم باد.
- tajeki - Оятӣ : Бар онон, ки кофир буданд ва дар кофирӣ мурданд, лаънати Худо ва фариштагону ҳамаи мардум бод!
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، كاپىر بولۇپ، كاپىر پېتى ئۆلگەنلەر بار، ئەنە شۇلار چوقۇم اﷲ نىڭ، پەرىشتىلەرنىڭ ۋە ئىنسانلارنىڭ ھەممىسىنىڭ لەنىتىگە ئۇچرايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യത്തെ തള്ളിക്കളയുകയും സത്യനിഷേധികളായിത്തന്നെ മരണമടയുകയും ചെയ്യുന്നവര്ക്ക് അല്ലാഹുവിന്റെയും മലക്കുകളുടെയും മുഴുവന് മനുഷ്യരുടെയും ശാപമുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين جحدوا الايمان وكتموا الحق واستمروا على ذلك حتى ماتوا اولئك عليهم لعنه الله والملائكه والناس اجمعين بالطرد من رحمته
*161). The original meaning of kufr is to conceal. This lent the word a nuance of denial and it began to be used as an antonym of iman . Iman means to believe, to accept, and to recognize. Kufr, on the contrary, denotes refusal to believe, to deny, to reject. According to the Qur'an there are several possible forms of disbelief. One is to refuse either to believe in the existence of God, to acknowledge His sovereignty, to recognize Him as the only Lord of the Universe and of mankind or to recognize Him as the only Lord and the only object of worship and adoration. The second form of disbelief is when a man recognizes the existence of God but still refuses to accept His ordinances and directives as the only source of true guidance, and as the true law for his life. The third form of disbelief is when even though a man recognizes in principle that he ought to follow the guidance of God he refuses to believe in the Prophets who were the means of communicating God's guidance to man. The fourth form of disbelief is to differentiate between one Prophet and another and, out of parochialism and bigotry, to accept some Prophets and reject others. The fifth form of disbelief is the refusal to recognize, either totally or partially, the teachings communicated by the Prophets, on God's behalf, concerning the beliefs, the principles of morality, and the laws for fashioning human life. The sixth form of disbelief is where a person theoretically accepts all that he should accept but wilfully disobeys God's ordinances and persists in this disobedience, and considers disobedience rather than obedience to God to be the true principle of life.
All these modes of thought and action are forms of rebellion towards God and the Qur'an characterizes each of them as kufr. In addition, the term kufr is used at several places in the Qur'an in the sense of ingratitude and in this usage it signifies the exact opposite of shukr (gratitude). Gratefulness consists in feeling thankful to one's benefactor, in duly recognizing the value of his benevolence, in making use of it in a manner pleasing to its bestower, and in being utterly loyal to him. Ingratitude denotes, on the contrary, that the man concerned has either failed to recognize the bounty of his benefactor, or considers it to be either the outcome of his own power and ability or else that of some other person's favour or intercession. Another form of ingratitude consists in failing to recognize fully the worth of the bounty received and in either allowing it to be wasted or to be used in contravention of the will of the benefactor; this ingratitude includes infidelity and treachery towards the benefactor in disregard of his benevolence and kindness. This kind of kufr is known in ordinary language as ungratefulness.