- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَشْتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا ۙ أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين يُخْفون ما أنزل الله في كتبه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الحق، ويحرصون على أخذ عوض قليل من عرض الحياة الدنيا مقابل هذا الإخفاء، هؤلاء ما يأكلون في مقابلة كتمان الحق إلا نار جهنم تتأجج في بطونهم، ولا يكلمهم الله يوم القيامة لغضبه وسخطه عليهم، ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم، ولهم عذاب موجع.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
هذا وعيد شديد لمن كتم ما أنزل الله على رسله, من العلم الذي أخذ الله الميثاق على أهله, أن يبينوه للناس ولا يكتموه، فمن تعوض عنه بالحطام الدنيوي, ونبذ أمر الله, فأولئك: { مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ } لأن هذا الثمن الذي اكتسبوه, إنما حصل لهم بأقبح المكاسب, وأعظم المحرمات, فكان جزاؤهم من جنس عملهم، { وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } بل قد سخط عليهم وأعرض عنهم، فهذا أعظم عليهم من عذاب النار، { وَلَا يُزَكِّيهِمْ } أي: لا يطهرهم من الأخلاق الرذيلة, وليس لهم أعمال تصلح للمدح والرضا والجزاء عليها، وإنما لم يزكهم لأنهم فعلوا أسباب عدم التزكية التي أعظم أسبابها العمل بكتاب الله, والاهتداء به, والدعوة إليه، فهؤلاء نبذوا كتاب الله, وأعرضوا عنه, واختاروا الضلالة على الهدى, والعذاب على المغفرة، فهؤلاء لا يصلح لهم إلا النار, فكيف يصبرون عليها, وأنى لهم الجلد عليها؟"
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
الكتم والكتمان: إخفاء الشيء قصدا مع تحقق الداعي إلى إظهاره.
وقد تحدث القرآن- قبل هذه الآيات بقليل- في قوله- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى عن المصير الأليم الذي توعد الله به أولئك الكاتمين لما أمر الله بإظهاره، وأعاد الحديث عن سوء عاقبتهم هنا لكي ينذرهم مرة بعد أخرى حتى يقلعوا عن هذه الرذيلة التي هي من أبشع الرذائل وأقبحها، ولكي يغرس في قلوب الناس- وخصوصا العلماء- الشجاعة التي تجعلهم يجهرون بكلمة الحق في وجوه الطغاة لا يخافون لومة لائم، ويبلغون رسالات الله دون أن يخشوا أحدا سواه، ويبينون للناس ما أمرهم الله ببيانه بطريقة سليمة أمينة خالية من التحريف الكاذب، والتأويل الباطل.
قال الإمام الرازي: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وأحبارهم. كانوا يأخذون من أتباعهم الهدايا، فلما بعث الله نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلّم خافوا انقطاع تلك المنافع فكتموا أمره- عليه السلام- وأمر شرائعه فنزلت هذه الآية.
ثم قال الإمام الرازي: والآية وإن نزلت في أهل الكتاب لكنها عامة في حق كل من كتم شيئا من باب الدين يجب إظهاره، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب».
والمراد بالكتاب، التوراة، أو جنس الكتب السماوية التي بشرت بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
ومِنَ في قوله: مِنَ الْكِتابِ بمعنى في أى: يكتمون ما أنزل الله في كتابه من صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم ونعته ووقت بعثته.
وقيل للبيان، وهي حال من العائد على الموصول والتقدير: أنزل الله حال كونه من الكتاب والعامل فيه أنزل.
وقوله: وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا معطوف على يكتمون.
أى: يكتمون ما أنزل الله من الكتاب مما يشهد بصدق النبي صلّى الله عليه وسلّم ويأخذون من سفلتهم في مقابل ذلك عرضا قليلا من أعراض الدنيا.
والضمير في قوله: بِهِ يعود إلى ما أنزل الله، أو إلى الكتمان الذي يدل عليه الفعل يَكْتُمُونَ أو إلى الكتاب.
ووصف هذا الثمن الذي يأخذونه في مقابل كتمانهم بالقلة، لأن كل ما يؤخذ في مقابلة إخفاء شيء مما أنزله الله فهو قليل حتى ولو كان ملء الأرض ذهبا.
وقوله- تعالى-: أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وما عطف عليه، بيان للعذاب المهين الذي أعدلهم بسبب كتمانهم لما أمر الله بإظهاره وبيعهم دينهم بدنياهم.
أى: أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا ما يؤدى بهم إلى النار وبئس القرار كما قال- تعالى- في حق أكلة مال اليتامى: إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً.
وفي هذه الجملة الكريمة تمثيل لحالة أولئك الكفار الحاصلة من أكلهم ذلك الثمن القليل المفضى بهم إلى النار، بحالة من يأكل النار نفسها. ووجه الشبه بين الحالتين: أنه يترتب على أكل ذلك المال الحرام من تقطيع الأمعاء وشدة الألم، ما يترب على أكل النار ذاتها، إلا أن العذاب الحاصل من أكل النار يقع عند ما تمتلئ منها بطونهم، والعذاب الحاصل من أكل المال الحرام يقع عند لقاء جزائه وهو الإحراق بالنار.
وجيء باسم الإشارة في أول هذه الجملة لتمييز أولئك الكاتمين أكمل تمييز حتى لا يخفى أمرهم على أحد، وللتنبيه على أن ما ذكر بعد اسم الإشارة من عقوبات سببه ما فعلوه قبل ذلك من سيئات.
وخص- سبحانه- بالذكر الأكل في بطونهم من بين وجوه انتفاعهم بما يأخذونه من مال حرام، للإشعار بسقوط همتهم ودناءة نفوسهم حتى إنهم ليخفون ما أمر الله بإظهاره من حقائق وهدايات، نظير ملء بطونهم.
وقوله: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أى: لا يكلمهم كلاما تطمئن به نفوسهم، وتنشرح له صدورهم وإنما يكلمهم بما يخزيهم ويفجعهم بسبب سوء أعمالهم كقوله- لهم: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ. أو أن نفى تكليمه لهم كتابة عن غضبه عليهم، لأن من عادة الملوك أنهم عند الغضب يعرضون عن المغضوب عليه ولا يكلمونه، كما أنهم عند الرضا يقبلون عليه بالوجه والحديث.
وقوله: وَلا يُزَكِّيهِمْ أى: ولا يطهرهم من دنس الكفر والذنوب بالمغفرة، من التزكية بمعنى التطهير. يقال: زكاه الله، أى: طهره وأصلحه.
وتستعمل التزكية بمعنى الثناء، ومنه زكى الرجل صاحبه إذا وصفه بالأوصاف المحمودة وأثنى عليه، فيكون معنى وَلا يُزَكِّيهِمْ لا يثنى عليهم- سبحانه- ومن لا يثنى عليه الله فهو معذب.
فهؤلاء الذين كتموا الحق نظير شيء قليل من حطام الدنيا، فقدوا رضا الله عنهم وثناءه عليهم وتطهيره لهم.
ثم ختم- سبحانه- الآية ببيان سوء منقلبهم، وشدة ألم العذاب الذي ينالهم فقال- تعالى- وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أى. موجع مؤلم.
قال الآلوسى: وقد جاءت هذه الأخبار مرتبة بحسب المعنى، لأنه لما ذكر- سبحانه- اشتراءهم بذلك- الثمن القليل- وكان كناية عن مطاعمهم الخبيثة الفانية، بدأ أولا في الخبر بقوله: ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ. وابتنى على كتمانهم واشترائهم بما أنزل الله ثمنا قليلا، أنهم شهود زور وأحبار سوء، آذوا بهذه الشهادة الباطلة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآلموه فقوبلوا بقوله- سبحانه-: وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ .
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ) نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والمآكل وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فغيروها ثم أخرجوها إليهم فلما نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يتبعوه فأنزل الله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ) يعني صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته ( ويشترون به ) أي بالمكتوم ( ثمنا قليلا ) أي عوضا يسيرا يعني المآكل التي يصيبونها من سفلتهم ( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ) يعني إلا ما يؤديهم إلى النار وهو الرشوة والحرام وثمن الدين فلما كان يفضي ذلك بهم إلى النار فكأنهم أكلوا النار وقيل معناه أنه يصير نارا في بطونهم ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) أي لا يكلمهم بالرحمة وبما يسرهم إنما يكلمهم بالتوبيخ . وقيل أراد به أنه يكون عليهم غضبان كما يقال فلان لا يكلم فلانا إذا كان عليه غضبان ( ولا يزكيهم ) أي لا يطهرهم من دنس الذنوب ( ولهم عذاب أليم ) .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
يقول تعالى : ( إن الذين يكتمون ) [ مما يشهد له بالرسالة ] ( ما أنزل الله من الكتاب ) يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم ، مما تشهد له بالرسالة والنبوة ، فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم إياهم ، فخشوا لعنهم الله إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم ، فكتموا ذلك إبقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك ، وهو نزر يسير ، فباعوا أنفسهم بذلك ، واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله بذلك النزر اليسير ، فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة ; أما في الدنيا فإن الله أظهر لعباده صدق رسوله ، بما نصبه وجعله معه من الآيات الظاهرات والدلائل القاطعات ، فصدقه الذين كانوا يخافون أن يتبعوه ، وصاروا عونا له على قتالهم ، وباءوا بغضب على غضب ، وذمهم الله في كتابه في غير موضع . من ذلك هذه الآية الكريمة : ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا ) وهو عرض الحياة الدنيا ( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ) أي : إنما يأكلون ما يأكلونه في مقابلة كتمان الحق نارا تأجج في بطونهم يوم القيامة . كما قال تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) [ النساء : 10 ] وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة ، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم " .
وقوله : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) وذلك لأنه غضبان عليهم ، لأنهم كتموا وقد علموا ، فاستحقوا الغضب ، فلا ينظر إليهم ولا يزكيهم ، أي يثني عليهم ويمدحهم بل يعذبهم عذابا أليما .
وقد ذكر ابن أبي حاتم وابن مردويه هاهنا [ الحديث الذي رواه مسلم أيضا من ] حديث الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم [ ولهم عذاب أليم ] شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر " .
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قوله تعالى : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
قوله تعالى : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب يعني علماء اليهود ، كتموا ما أنزل الله في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة رسالته ، ومعنى أنزل : أظهر ، كما قال تعالى : ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله أي سأظهر ، وقيل : هو على بابه من النزول ، أي ما أنزل به ملائكته على رسله . ويشترون به أي بالمكتوم ثمنا قليلا يعني أخذ الرشاء ، وسماه قليلا لانقطاع مدته وسوء عاقبته ، وقيل : لأن ما كانوا يأخذونه من الرشاء كان قليلا .
قلت : وهذه الآية وإن كانت في الأخبار فإنها تتناول من المسلمين من كتم الحق مختارا لذلك بسبب دنيا يصيبها ، وقد تقدم هذا المعنى .
قوله تعالى : في بطونهم ذكر البطون دلالة وتأكيدا على حقيقة الأكل ، إذ قد يستعمل مجازا في مثل أكل فلان أرضي ونحوه ، وفي ذكر البطون أيضا تنبيه على جشعهم وأنهم باعوا آخرتهم بحظهم من المطعم الذي لا خطر له .
ومعنى إلا النار
أي إنه حرام يعذبهم الله عليه بالنار ، فسمي ما أكلوه من الرشاء نارا لأنه يؤديهم إلى النار ، هكذا قال أكثر المفسرين . وقيل : أي إنه يعاقبهم على كتمانهم بأكل النار في جهنم حقيقة ، فأخبر عن المآل بالحال ، كما قال تعالى : إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا أي أن عاقبته تئول إلى ذلك ، ومنه قولهم :
لدوا للموت وابنوا للخراب
قال : فللموت ما تلد الوالدة
آخر :
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
وهو في القرآن والشعر كثير .
قوله تعالى : ولا يكلمهم الله يوم القيامة عبارة عن الغضب عليهم وإزالة الرضا عنهم ، يقال : فلان لا يكلم فلانا إذا غضب عليه ، وقال الطبري : المعنى ولا يكلمهم بما يحبونه ، وفي التنزيل اخسئوا فيها ولا تكلمون ، وقيل : المعنى ولا يرسل إليهم الملائكة بالتحية . ولا يزكيهم أي لا يصلح أعمالهم الخبيثة فيطهرهم ، وقال الزجاج : لا يثني عليهم خيرا ولا يسميهم أزكياء . أليم بمعنى مؤلم ، وقد تقدم ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر . وإنما خص هؤلاء بأليم العذاب وشدة العقوبة لمحض المعاندة والاستخفاف الحامل لهم على تلك المعاصي ، إذ لم يحملهم على ذلك حاجة ، ولا دعتهم إليه ضرورة كما تدعو من لم يكن مثلهم ، ومعنى لا ينظر إليهم لا يرحمهم ولا يعطف عليهم ، وسيأتي في " آل عمران " إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " إنّ الذينَ يَكتمون ما أنـزل الله من الكتاب "، أحبارَ اليهود الذين كتموا الناس أمرَ محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته, وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة، برُشًى كانوا أُعطوها على ذلك، كما:-
2494- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " إنّ الذين يكتمون ما أنـزل الله من الكتاب " الآية كلها، هم أهل الكتاب، كتموا ما أنـزل الله عليهم وبَين لهم من الحق والهدى، من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأمره.
2495- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه, عن الربيع في قوله: (إنّ الذين يكتمون ما أنـزل الله من الكتاب ويَشترون به ثمنًا قليلا) قال: هم أهل الكتاب، كتموا ما أنـزل الله عليهم من الحق والإسلامَ وشأنَ محمد صلى الله عليه وسلم.
2496- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط, عن السدي: " إن الذين يكتمون مَا أنـزل الله منَ الكتاب "، فهؤلاء اليهود، كتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم.
2497- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة قوله: " إنّ الذين يكتمونَ ما أنـزل الله من الكتاب "، والتي في"آل عمران إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا [سورة آل عمران: 77] نـزلتا جميعًا في يهود.
* * *
وأما تأويل قوله: "
ويَشترون به ثمنًا قليلا "، فإنه يعني: يبتاعون به." والهاء " التي في" به "، من ذكر " الكتمان ". فمعناه: ابتاعوا بكتمانهم ما كتموا الناس من أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأمر نبوَّته ثمنًا قليلا. وذلك أنّ الذي كانوا يُعطَوْن = على تحريفهم كتابَ الله وتأويلهِمُوه على غير وجهه، وكتمانهم الحق في ذلك = اليسيرَ من عرض الدنيا، كما:-2498- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
ويشترون به ثمنًا قليلا " قال، كتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم, وأخذوا عليه طمعًا قليلا فهو الثمن القليل.* * *
وقد بينت فيما مضى صفة "
اشترائهم " ذلك، بما أغنى عن إعادته هاهنا.* * *
القول في تأويل قوله تعالى : أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "
أولئك "، - هؤلاء الذين يكتمون ما أنـزل الله من الكتاب في شأن محمد صلى الله عليه وسلم بالخسيس من الرِّشوة يُعطَوْنها, فيحرِّفون لذلك آيات الله ويغيِّرون معانيها =" ما يأكلون في بطونهم " - بأكلهم ما أكلوا من الرُّشى على ذلك والجعالة، (31) وما أخذوا عليه من الأجر =" إلا النار " - يعني: إلا ما يوردهم النار ويُصْليهموها, كما قال تعالى ذكره: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [سورة النساء: 10] معناه: ما يأكلون في بطونهم إلا ما يوردهم النار بأكلهم. فاستغنى بذكر " النار " وفهم السامعين معنى الكلام، عن ذكر " ما يوردهم، أو يدخلهم ". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:
2499- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: "
أولئك مَا يَأكلون في بُطونهم إلا النار "، يقول: ما أخذوا عليه من الأجر.* * *
فإن قال قائل: فهل يكون الأكل في غير البطن فيقال: "
ما يأكلون في بطونهم "؟قيل: قد تقول العرب: "
جُعت في غير بطني, وشَبعتُ في غير بطني", فقيل: في بُطونهم لذلك، كما يقال: " فعل فُلان هذا نفسُه ". وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع، فيما مضى. (32)وأما قوله: "
ولا يُكلِّمهمُ الله يَومَ القيامة "، يقول: ولا يكلمهم بما يحبون ويشتهون, فأما بما يسُوءهم ويكرَهون، فإنه سيكلمهم. لأنه قد أخبر تعالى ذكره أنه يقول لهم - إذا قالوا: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ الآيتين [سورة المؤمنون: 107-108].* * *
وأما قوله: "
ولا يُزكِّيهم "، فإنه يعني: ولا يطهِّرهم من دَنس ذنوبهم وكفرهم، (33) " ولهم عذاب أليم "، يعني: مُوجع (34)----------------
الهوامش :
(31) الجعل (بضم فسكون) والجعالة (مثلثة الجيم) : أجر مشروط يجعل للقائل أو الفاعل شيئًا .
(32) انظر ما سلف 2 : 272 ، وهذا الجزء 3 : 159-160 .
(33) انظر ما سلف 1 : 573-574 ، وهذا الجزء 3 : 88 .
(34) انظر ما سلف 1 : 283 . ثم 2 : 140 ، 377 ، 506 ، 540
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
عود إلى محاجَّة أهل الكتاب لاَحِقٌ بقوله تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } [ البقرة : 159 ] بمناسبة قوله : { إنما حرم عليكم الميتة والدم } [ البقرة : 173 ] تحذيراً للمسلمين مما أحدثه اليهود في دينهم من تحريم بعض ما أحل الله لهم وتحليل بعض ما حرم الله عليهم؛ لأنهم كانوا إذا أرادوا التوسيع والتضييق تركوا أن يَقْرؤا من كتابهم ما غَيَّروا العمل بأحكامه كما قال تعالى : { تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً } [ الأنعام : 91 ] كما فعلوا في ترك قراءة حكم رجم الزاني في التوراة حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم أحد اليهود ليقرأ ذلك الحكم من التوراة فوضع اليهودي يده على الكلام الوارد في ذلك كما أخرجه البخاري في كتاب الحدود ، ولجريانه على مناسبة إباحة ما أبيح من المأكولات جاء قوله هنا { أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار } لقصد المشاكلة .
وفي هذا تهيئة للتخلص إلى ابتداء شرائع الإسلام؛ فإن هذا الكلام فيه إبطال لما شرعه أهل الكتاب في دينهم فكون التخلص ملوناً بلوني الغَرض السابق والغرض اللاحق .
وعُدل عن تعريفهم بغير الموصول إلى الموصول لما في الصلة من الإيماء إلى سبب الخبر وعلته نحو قوله تعالى : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [ غافر : 60 ] .
والقول في الكتمان تقدم عند قوله تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } [ البقرة : 159 ] والكتاب المذكور هنا هو الكتاب المعهود من السياق وهو كتاب { الذين يكتمون } ، فيشبه أن تكون ( أل ) عوضاً عن المضاف إليه ، والذين يكتمونه هم اليهود والنصارى أي يكتمون البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ويكتمون بعض الأحكام التي بدلوها .
وقوله : { ويشترون به ثمناً قليلاً } تقدم تفسيره عند قوله تعالى : { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً } [ البقرة : 41 ] وهو المال الذي يأخذونه من الناس جزاء على إفتائهم بما يلائم هواهم مخالفاً لشرعهم أو على الحكم بذلك ، فالثمن يطلق على الرشوة لأنها ثمن يدفع عوضاً عن جور الحاكم وتحريف المفتي .
وقوله : { أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار } جيء باسم الإشارة لإشهارهم لئلا يخفى أمرهم على الناس وللتنبيه على أن ما يخبر به عن اسم الإشارة استحقوه بسبب ما ذكر قبلَ اسم الإشارة ، كما تقدم في قوله تعالى : { أولئك هلى هدى من ربهم } [ البقرة : 5 ] ، وهو تأكيد للسببية المدْلول عليها بالموصول ، وفعل { يأكلون } مستعار لأخذ الرُّشَا المعبر عنهابالثمن والظاهر أنه مستعمل في زمان الحال ، أي ما يأكلون وقت كتمانهم واشترائهم إلاّ النارَ لأنه الأصل في المضارع .
والأكل مستعار للانتفاع مع الإخفاء ، لأن الأكل انتفاع بالطعام وتغييب له فهو خفي لا يَظهر كحال الرشوة ، ولما لم يكن لآكل الرشوة على كتمان الأحكام أكْلُ نار تعين أن في الكلام مجازاً ، فقيل هو مجاز عقلي في تعلق الأكل بالنار وليست هي له وإنما له سببها أعني الرشوة ، قال التفتازاني : وهو الذي يوهمه ظاهر كلام «الكشاف» لكنه صرح أخيراً بغيره ، وقيل هو مجاز في الطَّرَف بأن أطلق لفظ النار على الرشوة إطْلاقاً للاسم على سببه قال التفتازاني : وهو الذي صرح به في «الكشاف» ونظَّره بقول الأعرابي يوبخ امرأته وكان يَقْلاَها
: ... أَكَلْتُ دَماً إنْ لم أَرُعْككِ بِضَرَّةٍ
بعيدةٍ مَهْوَى القُرْطِ طيبةِ النَّشْر ... أراد الحلف بطريقة الدعاء على نفسه أن يأكل دماً أي دية دَممٍ فقد تضمن الدعاءَ على نفسه بقتل أحد أقاربه وبذهاب مروءته ، لأنهم كانوا يتعيرون بأخذ الديَة عن القتيل ولا يرضون إلاّ بالقَوَد .
واختار عبد الحكيم أنه استعارة تمثيلية شبهت الهيئة الحاصلة من أكلهم الرُّشا بالهيئة المنتزعة من أكلهم النار وأطلق المركب الدال على الهيئة المشبه بها على الهيئة المشبهة .
قلت : ولا يضر كون الهيئة المشبه بها غيرَ محسوسة لأنها هيئة متخيلة كقوله : ( أعلامُ ياقوْت نشرن على رماححٍ من زبرجد ) فالمركب الذي من شأنه أن يدل على الهيئة المشبهة أن يقال : أولئك ما يأخذون إلاّ أخذاً فظيعاً مُهلكاً فإن تناولها كتناول النار للأكل فإنه كلَّه هلاك من وقت تناولها باليد إلى حصولها في البطن ، ووجه كون الرشوة مهلكة أن فيها اضمحلال أمر الأمة وذهاب حرمة العلماء والدين فتكون هذه الاستعارة بمنزلة قوله تعالى : { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها } [ آل عمران : 103 ] أي على وشك الهَلاك والاضمحلال .
والذي يدعو إلى المصير للتمثيلية هو قوله تعالى : { في بطونهم } فإن الرشوة لا تؤكل في البطن فيتعين أن يكون المركب كله استعارة ، ولو جعلت الاستعارة في خصوص لفظ النار لكان قوله : { يأكلون في بطونهم } مستعملاً في المركب الحقيقي ، وهو لا يصح ، ولولا قوله { في بطونهم } لأمكن أن يقال : إنَّ { يأكلون } هنا مستعمل حقيقة عرفية في غصب الحق ونحو ذلك .
وجوزوا أن يكون قوله : { يأكلون } مستقبلاً ، أي ما سيأكلون إلاّ النار على أنه تهديد ووعيد بعذاب الآخرة ، وهو وجيه ، ونكتة استعارة الأكل هنا إلى اصطلائهم بنار جهنم هي مشاكلة تقديرية لقوله : { يشترون به ثمناً قليلاً } فإن المراد بالثمن هنا الرشوة ، وقد شاع تسمية أخذ الرشوة أكلاً .
وقوله : { ولا يكلمهم الله } نفي للكلام والمراد به لازم معناه وهو الكناية عن الغضب ، فالمراد نفي كلام التكريم ، فلا ينافي قوله تعالى : { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } [ الحجر : 93 ] .
وقوله : { ولا يزكيهم } أي لا يُثني عليهم في ذلك المجمع ، وذلك إشعار لهم بأنهم صائرون إلى العذاب؛ لأنه إذا نفيت التزكية أعقبها الذم والتوبيخ ، فهو كناية عن ذمهم في ذلك الجمع إذ ليس يومئذٍ سكوت .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
«إِنَّ» حرف مشبه بالفعل. «الَّذِينَ» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
«يَكْتُمُونَ» فعل مضارع وفاعل «ما أَنْزَلَ اللَّهُ» ما اسم موصول مفعول به. أنزل اللّه فعل ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة الموصول. «مِنَ الْكِتابِ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من المفعول المحذوف. «وَيَشْتَرُونَ» الواو عاطفة وفعل مضارع وفاعل. «بِهِ» جار ومجرور متعلقان بيشترون. «ثَمَناً» مفعول به. «قَلِيلًا» صفة. «أُولئِكَ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. «ما يَأْكُلُونَ» ما نافية يأكلون فعل مضارع وفاعل. «فِي بُطُونِهِمْ» متعلقان بالفعل قبلهما. «إِلَّا» أداة حصر. «النَّارَ» مفعول به وجملة «أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ» خبر إن وجملة ما يأكلون خبر المبتدأ أولئك. «وَلا» الواو عاطفة ولا نافية.
«يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ» فعل مضارع والهاء مفعوله ولفظ الجلالة فاعل. «يَوْمَ» ظرف زمان متعلق بالفعل قبله.
«الْقِيامَةِ» مضاف إليه. «وَلا يُزَكِّيهِمْ» الجملة معطوفة على ما قبلها. «وَلَهُمْ» الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر. «أَلِيمٌ» صفة.
- English - Sahih International : Indeed they who conceal what Allah has sent down of the Book and exchange it for a small price - those consume not into their bellies except the Fire And Allah will not speak to them on the Day of Resurrection nor will He purify them And they will have a painful punishment
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(2:174) Indeed those, who conceal the Commands that Allah has sent down in His Book and barter them away for paltry worldly gains, fill their bellies with fire. *173 Allah will not speak to them on the Day of Resurrection, nor will He regard them as pure; *174 "a there is a painful torment for them.
- Français - Hamidullah : Ceux qui cachent ce qu'Allah a fait descendre du Livre et le vendent à vil prix ceux-là ne s'emplissent le ventre que de Feu Allah ne leur adressera pas la parole au Jour de la Résurrection et ne les purifiera pas Et il y aura pour eux un douloureux châtiment
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen die verheimlichen was Allah von der Schrift herabgesandt hat und es für einen geringen Preis verkaufen sie verzehren in ihren Bäuchen nichts als Feuer Und Allah wird zu ihnen am Tag der Auferstehung weder sprechen noch sie läutern Für sie wird es schmerzhafte Strafe geben
- Spanish - Cortes : Quienes ocultan algo de la Escritura que Alá ha revelado y lo malvenden sólo fuego ingerirán en sus entrañas y Alá no les dirigirá la palabra el día de la Resurrección ni les declarará puros Tendrán un castigo doloroso
- Português - El Hayek : Aqueles que ocultam o que Deus revelou no Livro e o negociam a vil preço não saciarão suas entranhas senão comfogo infernal Deus não lhes falará no Dia da Ressurreição nem dos purificará e sofrerão um doloroso castigo
- Россию - Кулиев : Воистину те которые скрывают ниспосланное Аллахом в Писании и покупают за это малую цену наполняют свои животы огнем Аллах не станет говорить с ними в День воскресения и не очистит их Им уготованы мучительные страдания
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
Воистину, те, которые скрывают ниспосланное Аллахом в Писании и покупают за это малую цену, наполняют свои животы огнем. Аллах не станет говорить с ними в День воскресения и не очистит их. Им уготованы мучительные страдания.Эта суровая угроза обращена к тем, кто скрывает знание, которое Аллах ниспослал Своим посланникам. Аллах взял с них обещание разъяснять людям истину и не скрывать откровение, и если они обменивают эту истину на преходящие мирские блага, отбрасывая ее в сторону, то наполняют свои животы огнем. Такие мирские блага зарабатываются самым отвратительным способом, в результате самого страшного преступления, и воздаяние Аллаха всегда соответствует роду совершенных злодеяний. Когда же наступит День воскресения, Аллах не станет говорить с ними и отвернется от них в гневе, и такое отношение Аллаха будет для них страшнее наказания в Аду. Аллах не очистит их и не избавит их от порочного нрава, и за их душой не будет деяний, которые заслуживают похвалы и вознаграждения. Они не будут очищены, потому что не совершали деяний, которые способствуют этому, важнейшими из которых является руководство писанием Аллаха, выполнение его предписаний и призыв к этому.
- Turkish - Diyanet Isleri : Gerçekten Allah'ın indirdiği Kitap'tan bir şeyi gizlemede bulunup onu az bir değere değişenler var ya onların karınlarına tıkındıkları ancak ateştir Allah kıyamet günü onlarla konuşmaz ve onları günahlardan arıtmaz Onlara elem verici azab vardır
- Italiano - Piccardo : Coloro che nascondono parti del Libro che Allah ha fatto scendere e lo svendono a vil prezzo si riempiranno il ventre solo di fuoco Allah non rivolgerà loro la parola nel Giorno della Resurrezione e non li purificherà Avranno un castigo doloroso
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهوانهی نیگای خوا دهشارنهوه كه له كتێبهكانیاندا ڕهوانهی كردوون تهورات و ئینجیل و قورئان و بهو شاردنهوهیه نرخێكی كهم بهدهست دههێنن ئهگهر ههموو دنیاشیان دهستكهوێت له بهرامبهریهوه ههركهمه ئا ئهوانه تهنها ئاگر دهخۆن و سكیانی لێ پڕ دهكهن و له ڕۆژی قیامهتدا خوای گهوره نایاندوێنێت و خاوێنیان ناكاتهوه له چڵك و چهپهڵی گوناهیان و ههر سزای بهئێشیان بۆ ههیه
- اردو - جالندربرى : جو لوگ خدا کی کتاب سے ان ایتوں اور ہدایتوں کو جو اس نے نازل فرمائی ہیں چھپاتے اور ان کے بدلے تھوڑی سی قیمت یعنی دنیاوی منفعت حاصل کرتے ہیں وہ اپنے پیٹوں میں محض اگ بھرتے ہیں۔ ایسے لوگوں سے خدا قیامت کے دن نہ کلام کرے گا اور نہ ان کو گناہوں سے پاک کرے گا۔اور ان کے لئے دکھ دینے والا عذاب ہے
- Bosanski - Korkut : Oni koji taje ono što je Allah u Knjizi objavio i to zamjenjuju za nešto što malo vrijedi – oni u trbuhe svoje ne trpaju ništa drugo do ono što će ih u vatru dovesti; na Sudnjem danu Allah ih neće ni osloviti niti ih očistiti – njih čeka patnja nesnosna
- Swedish - Bernström : DE SOM döljer något av Guds uppenbarelser och säljer det för en ynklig slant fyller bara sin buk med eld Gud skall inte tala till dem på Uppståndelsens dag och inte rena dem [från synd] Ett plågsamt straff väntar dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang menyembunyikan apa yang telah diturunkan Allah yaitu Al Kitab dan menjualnya dengan harga yang sedikit murah mereka itu sebenarnya tidak memakan tidak menelan ke dalam perutnya melainkan api dan Allah tidak akan berbicara kepada mereka pada hari kiamat dan tidak mensucikan mereka dan bagi mereka siksa yang amat pedih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(Sesungguhnya orang-orang yang menyembunyikan apa yang diturunkan Allah berupa Alkitab) yakni yang memuat ciri-ciri Nabi Muhammad saw. dan yang dituju oleh ayat ini ialah orang-orang Yahudi (dan menjualnya dengan harga sedikit) atau murah berupa harta dunia yang mereka dapatkan sebagai penggantinya dari kalangan rakyat bawahan sehingga mereka tidak mengungkapkannya sebab takut kehilangan hal tersebut. (Mereka itu tidak menelan ke dalam perutnya, kecuali api neraka) karena ke sanalah tempat kembali mereka, (Allah tidak akan berbicara dengan mereka pada hari kiamat) disebabkan murka kepada mereka (dan tidak pula akan menyucikan mereka) dari kotoran dosa-dosa (dan bagi mereka siksa yang pedih) atau menyakitkan yaitu api neraka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় যারা সেসব বিষয় গোপন করে যা আল্লাহ কিতাবে নাযিল করেছেন এবং সেজন্য অল্প মূল্য গ্রহণ করে তারা আগুন ছাড়া নিজের পেটে আর কিছুই ঢুকায় না। আর আল্লাহ কেয়ামতের দিন তাদের সাথে না কথা বলবেন না তাদের পবিত্র করা হবে বস্তুতঃ তাদের জন্যে রয়েছে বেদনাদায়ক আযাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர் அல்லாஹ் வேதத்தில் அருளியவற்றை மறைத்து அதற்குக் கிரயமாக சொற்பத் தொகை பெற்றுக் கொள்கிறார்களோ நிச்சயமாக அவர்கள் தங்கள் வயிறுகளில் நெருப்பைத் தவிர வேறெதனையும் உட்கொள்ளவில்லை மறுமை நாளில் அல்லாஹ் அவர்களிடம் பேசவும் மாட்டான்; அவர்களைப் பரிசுத்தமாக்கவும் மாட்டான்; அவர்களுக்குத் துன்புறுத்தும் வேதனையும் உண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ที่ปิดบังสิ่งซึ่งเป็นส่วนหนึ่งของคัมภีร์ ที่อัลลอฮ์ได้ทรงประทานลงมาและนำสิ่งนั้นไปแลกเปลี่ยนกับราคาอันเล็กน้อย ชนเหล่านั้นมิได้กินอะไรเข้าไปในท้องของพวกเขานอกจากไฟเท่านั้น และในวันกิยามะฮ์ อัลลอฮ์จะไม่ทรงพูดแก่พวกเขา และจะไม่ทรงทำให้พวกเขาบริสุทธิ์ และพวกเขาจะได้รับการลงโทษอันเจ็บแสบ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Аллоҳ китобда туширган нарсани беркитганлар ва уни озгина баҳога сотганлар ана ўшалар қоринларига оловдан бошқа нарсани емаслар уларга Аллоҳ қиёмат куни гапирмас ва уларни покламас Уларга аламли азоблар бор Ибн Аббос розийаллоҳу анҳудан ривоят қилинадики у киши Ушбу оят яҳудийларнинг Каъб ибн Ашраф Молик ибн асСойф ва Ҳаййи ибн Ахтобга ўхшаш бошлиқлари ҳақида тушган Улар ўзларига эргашганлардан ҳадялар олар эдилар Муҳаммад алайҳиссалом Пайғамбар этиб юборилганларидан сўнг мазкур манфаатлардан маҳрум бўлишдан қўрқиб у киши ҳақидаги ҳақиқатни беркитдилар дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 隐讳真主所降示的经典,而以廉价出卖它的人,只是把火吞到肚子里去,在复活日,真主既不和他们说话,又不涤除他们的罪恶,他们将受痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang yang menyembunyikan meminda atau mengubah apaapa keterangan Kitab Suci yang telah diturunkan oleh Allah dan membeli dengannya keuntungan dunia yang sedikit faedahnya mereka itu tidak mengisi dalam perut mereka selain dari api neraka dan Allah tidak akan berkatakata kepada mereka pada hari kiamat dan Ia tidak membersihkan mereka dari dosa dan mereka pula akan beroleh azab seksa yang tidak terperi sakitnya
- Somali - Abduh : kuwa qariya waxa Eebe soo dajiyey oo Kitaabka ah Quraanka kuna gata lacay yar kuwaasi kuma cunayaan ma galinayaan Calooshooda waxaan Naar ahayn lamana hadlo Eebe Maalinta Qiyaame mana daahiriyo waxayna Mudan Cadaab daran
- Hausa - Gumi : Lalle ne waɗannan da suke ɓõye abin da Allah Ya saukar daga Littãfi kuma suna sayen kuɗi kaɗan da shi; waɗannan bã su cin kome a cikin cikkunansu fãce wuta kuma Allah bã zai yi musu magana ba a Rãnar ¡iyãma kuma bã zai tsarkake su ba kuma suna da azãba mai raɗaɗi
- Swahili - Al-Barwani : Hakika wale wafichao aliyo yateremsha Mwenyezi Mungu katika Kitabu wakanunua kwacho thamani ndogo hao hawali matumboni mwao isipo kuwa moto wala Mwenyezi Mungu hatawasemeza Siku ya Kiyama wala hatawatakasa Nao watapata adhabu chungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Padyshim ata që fshehin atë që ua ka shpallur Perëndia në Libër Teurat dhe i zëvendësojnë fjalët e Mia me diç tjetër të pavlerë i shesin ata nuk hanë tjetër gjë vetëm atë që në barkun e tyre u sjell zjarrin Në Ditën e Kijametit Perëndia nuk do t’u flasë atyre dhe s’ka për t’i dlirë prej fajesh dhe për ta ka dënim pikëllues
- فارسى - آیتی : آنان كه كتابى را كه خدا نازل كرده است پنهان مىدارند، تا بهاى اندكى بستانند، شكمهاى خود را جز از آتش انباشته نمىسازند. و خدا در روز قيامت با آنها سخن نگويد و پاكشان نسازد و بهره آنها عذابى دردآور است.
- tajeki - Оятӣ : Онон, ки китоберо, ки Худо нозил кардааст, пинҳон медоранд, то баҳои андаке биситонанд, шикамҳои худро ҷуз аз оташ пур намесозанд. Ва Худо дар рӯзи қиёмат ба онҳо сухан нагӯяд ва покашон насозад ва насиби онҳо азобе дардовар аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ كىتابتا (يەنى تەۋراتتا) نازىل قىلغان نەرسىلەرنى يوشۇرىدىغان ۋە ئۇنى ئازغىنا پۇلغا ساتىدىغانلارنىڭ قارنىغا يېگىنى پەقەت ئوتتۇر (چۈنكى ئۇلارنىڭ يېگەن شۇ ھارام مېلى ئۇلارنى دوزاخقا ئېلىپ بارىدۇ)، قىيامەت كۈنى اﷲ ئۇلارغا (ئۇلارنى خۇشال قىلىدىغان) سۆز قىلمايدۇ، ئۇلارنى (گۇناھلىرىدىن) پاكلىمايدۇ، ئۇلار قاتتىق ئازابقا دۇچار بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വേദഗ്രന്ഥത്തില് അല്ലാഹു അവതരിപ്പിച്ച കാര്യങ്ങള് മറച്ചുപിടിക്കുകയും അതിനു വിലയായി തുച്ഛമായ ഐഹികതാല്പര്യങ്ങള് നേടിയെടുക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്, തങ്ങളുടെ വയറുകളില് തിന്നുനിറക്കുന്നത് നരകത്തീയല്ലാതൊന്നുമല്ല. ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പുനാളില് അല്ലാഹു അവരോട് മിണ്ടുകയില്ല. അവരെ ശുദ്ധീകരിക്കുകയുമില്ല. അവര്ക്ക് നോവേറിയ ശിക്ഷയുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين يخفون ما انزل الله في كتبه من صفه محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الحق ويحرصون على اخذ عوض قليل من عرض الحياه الدنيا مقابل هذا الاخفاء هولاء ما ياكلون في مقابله كتمان الحق الا نار جهنم تتاجج في بطونهم ولا يكلمهم الله يوم القيامه لغضبه وسخطه عليهم ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم ولهم عذاب موجع
*173). This means that the blame for the growth of whole new codes consisting of superstitions, perverted customs, and unjustifiable taboos lay squarely on the shoulders of those religious scholars who had knowledge of the Scriptures but failed to transmit their knowledge to the common people. Moreover, later, when erroneous practices began to spread among them they remained mute spectators of this drama. Indeed, some of them kept wilfully silent about these matters thinking that their interests would be better served if the Scripture remained a sealed book and its injunctions were kept beyond the access of the common people.
*174). This is a refutation of the false claims made by their religious leaders and a clarification of the misconceptions regarding their positions and privileges which these leaders had been spreading among the common people. They spared no efforts to give the impression that they were sacred beings and that anyone who attached himself to them would necessarily earn God's forgiveness through their intercession. Here God is telling them that He takes no notice of people who are unworthy to intercede for themselves, let alone able to intercede for others.