- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِۦٓ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحْمِلُهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ۚ إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : وقال لهم نبيهم: إن علامة ملكه أن يأتيكم الصندوق الذي فيه التوراة -وكان أعداؤهم قد انتزعوه منهم- فيه طمأنينة من ربكم تثبت قلوب المخلصين، وفيه بقية من بعض أشياء تركها آل موسى وآل هارون، مثل العصا وفُتات الألواح تحمله الملائكة. إن في ذلك لأعظم برهان لكم على اختيار طالوت ملكًا عليكم بأمر الله، إن كنتم مصدقين بالله ورسله.
- السعدى : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ثم ذكر لهم نبيهم أيضا آية حسية يشاهدونها وهي إتيان التابوت الذي قد فقدوه زمانا طويلا وفي ذلك التابوت سكينة تسكن بها قلوبهم، وتطمئن لها خواطرهم، وفيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون، فأتت به الملائكة حاملة له وهم يرونه عيانا.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
التابوت: بوزن فعلوت- من التوب وهو الرجوع، وتاؤه مزيدة لغير التأنيث كجبروت، والمراد به صندوق التوراة وكانوا إذا حاربوا حمله جماعة منهم ويتقدمون به أمام الجيش فيكون ذلك سبب نصرهم. وكان عهدهم به قد طال فذكرهم بمآثره ترغيبا فيه وحملا على الانقياد لطالوت».
والسكينة: من السكون وهو ثبوت الشيء بعد التحرك: أو من السكن- بالتحريك- وهو كل شيء سكنت إليه النفس وهدأت.
والمعنى: وقال لهم نبيهم ليقنعهم بأن طالوت جدير بالملك إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أى علامة ملكه وأنه من الله- تعالى- أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ أى أن يرد عليكم التابوت الذي سلب منكم فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أى في إتيانه سكون لنفوسكم وطمأنينة لها أو مودع فيه ما تسكنون إليه وهو التوراة (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) من آثار تعتزون بها، وترون فيها صلة بين ماضيكم وحاضركم وقوله تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ حال من التابوت.
قال صاحب الكشاف: قوله: وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشيء من التوراة. وكان رفعه الله- تعالى- بعد موسى- عليه السلام- فنزلت به الملائكة تحمله وهم ينظرون إليه، فكان ذلك آية لاصطفائه لطالوت. فإن قلت: من هم (آل موسى وآل هارون) . قلت: الأنبياء من بنى يعقوب بعدهما، ويجوز أن يراد مما تركه موسى وهارون والآل مقحم لتفخيم شأنهما.
وقال ابن كثير: قال ابن عباس: جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون .
ثم ختم- سبحانه- الآية بقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أى: إن في ذلك الذي أتاكم به طالوت لآية عظيمة وعلامة ظاهرة لكم تدل على أحقية طالوت بالملك والقيادة إن كنتم مؤمنين بآيات الله وبالحق الذي جاء به أنبياؤه.
وبذلك نرى أن القرآن الكريم قد حكى لنا أن هؤلاء القوم من بنى إسرائيل قد جاءهم نبيهم بأنصع الحجج، وأوضح الأدلة، وأثبت البراهين التي تؤيده فيما يدعوهم إليه.
- البغوى : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ) وكانت قصة التابوت أن الله تعالى أنزل تابوتا على آدم فيه صورة الأنبياء عليهم السلام وكان من عود الشمشاذ نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين فكان عند آدم إلى أن مات ثم بعد ذلك عند شيث ثم توارثها أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم ثم كان عند إسماعيل لأنه كان أكبر ولده ثم عند يعقوب ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى فكان موسى يضع فيه التوراة ومتاعا من متاعه فكان عنده إلى أن مات موسى عليه السلام ثم تداولته أنبياء بني إسرائيل إلى وقت إشمويل وكان فيه ذكر الله تعالى ( فيه سكينة من ربكم ) اختلفوا في السكينة ما هي؟ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ريح خجوج هفافة لها رأسان ووجه كوجه الإنسان وعن مجاهد : شيء يشبه الهرة له رأس كرأس الهرة وذنب كذنب الهرة وله جناحان ، وقيل له عينان لهما شعاع وجناحان من زمرد وزبرجد فكانوا إذا سمعوا صوته تيقنوا بالنصر وكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم فإذا سار ساروا وإذا وقف وقفوا .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : هي طست من ذهب من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء وعن وهب بن منبه قال : هي روح من الله يتكلم إذا اختلفوا في شيء تخبرهم ببيان ما يريدون ، وقال عطاء بن أبي رباح : هي ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليها وقال قتادة والكلبي : السكينة فعيلة من السكون أي طمأنينة من ربكم ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) يعني موسى وهارون أنفسهما كان فيه لوحان من التوراة ورضاض الألواح التي تكسرت وكان فيه عصا موسى ونعلاه وعمامة هارون وعصاه وقفيز من المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل ، فكان التابوت عند بني إسرائيل وكانوا إذا اختلفوا في شيء تكلم وحكم بينهم وإذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم فيستفتحون به على عدوهم فلما عصوا وفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت .
وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلى العالم الذي ربى إشمويل عليه السلام ابنان شابان وكان عيلى حبرهم وصاحب قربانهم فأحدث ابناه في القربان شيئا لم يكن فيه وذلك أنه كان لعيلى منوط القربان الذي كانوا ينوطونه به كلابين فما أخرجا كان للكاهن الذي ينوطه فجعل ابناه كلاليب وكان النساء يصلين في بيت المقدس فيتشبثان بهن فأوحى الله تعالى إلى إشمويل عليه السلام : انطلق إلى عيلى فقل له منعك حب الولد من أن تزجر ابنيك عن أن يحدثا في قرباني وقدسي وأن يعصياني فلأنزعن الكهانة منك ومن ولدك ولأهلكنك وإياهم فأخبر إشمويل عيلى بذلك ففزع فزعا شديدا فسار إليهم عدو ممن حولهم فأمر ابنيه أن يخرجا بالناس فيقاتلا ذلك العدو فخرجا وأخرجا معهما التابوت فلما تهيئوا للقتال جعل عيلى يتوقع الخبر ماذا صنعوا؟ فجاءه رجل وهو قاعد على كرسيه وأخبره أن الناس قد انهزموا وأن ابنيك قد قتلا قال : فما فعل التابوت؟ قال ذهب به العدو فشهق ووقع على قفاه من كرسيه ومات فمرج أمر بني إسرائيل وتفرقوا إلى أن بعث الله طالوت ملكا فسألوه البينة فقال لهم نبيهم : إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت .
وكانت قصة التابوت أن الذين سبوا التابوت أتوا به قرية من قرى فلسطين يقال لها ازدود وجعلوه في بيت صنم لهم ووضعوه تحت الصنم الأعظم فأصبحوا من الغد والصنم تحته فأخذوه ووضعوه فوقه وسمروا قدمي الصنم على التابوت فأصبحوا وقد قطعت يد الصنم ورجلاه وأصبح ملقى تحت التابوت وأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه من بيت الصنم ووضعوه في ناحية من مدينتهم فأخذ أهل تلك الناحية وجع في أعناقهم حتى هلك أكثرهم فقال بعضهم لبعض : أليس قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء فأخرجوه إلى قرية كذا فبعث الله على أهل تلك القرية فأرا فكانت الفأرة تبيت مع الرجل فيصبح ميتا قد أكلت ما في جوفه فأخرجوه إلى الصحراء فدفنوه في مخرأة لهم فكان كل من تبرز هناك أخذه الباسور والقولنج فتحيروا فقالت لهم امرأة كانت عندهم من سبي بني إسرائيل من أولاد الأنبياء : لا تزالون ترون ما تكرهون ما دام هذا التابوت فيكم فأخرجوه عنكم فأتوا بعجلة بإشارة تلك المرأة وحملوا عليها التابوت ثم علقوها على ثورين وضربوا جنوبهما فأقبل الثوران يسيران ووكل الله تعالى بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما فأقبلا حتى وقفا على أرض بني إسرائيل فكسرا نيريهما وقطعا حبالهما ووضعا التابوت في أرض فيها حصاد بني إسرائيل ورجعا إلى أرضهما فلم يرع بني إسرائيل إلا بالتابوت فكبروا وحمدوا الله فذلك قوله تعالى ( تحمله الملائكة ) أي تسوقه وقال ابن عباس رضي الله عنهما : جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت وقال الحسن : كان التابوت مع الملائكة في السماء فلما ولي طالوت الملك حملته الملائكة ووضعته بينهم وقال قتادة بل كان التابوت في التيه خلفه موسى عند يوشع بن نون فبقي هناك فحملته الملائكة حتى وضعته في دار طالوت فأقروا بملكه ( إن في ذلك لآية ) لعبرة ( لكم إن كنتم مؤمنين ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة .
- ابن كثير : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
يقول نبيهم لهم : إن علامة بركة ملك طالوت عليكم أن يرد الله عليكم التابوت الذي كان أخذ منكم .
( فيه سكينة من ربكم ) قيل : معناه فيه وقار ، وجلالة .
قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ( فيه سكينة ) أي : وقار . وقال الربيع : رحمة . وكذا روي عن العوفي عن ابن عباس وقال ابن جريج : سألت عطاء عن قوله : ( فيه سكينة [ من ربكم ] ) قال : ما يعرفون من آيات الله فيسكنون إليه .
وقيل : السكينة طست من ذهب كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء ، أعطاها الله موسى عليه السلام فوضع فيها الألواح . ورواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس .
وقال سفيان الثوري : عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي قال : السكينة لها وجه كوجه الإنسان ثم هي روح هفافة .
وقال ابن جرير : حدثني [ ابن ] المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة وحماد بن سلمة ، وأبو الأحوص كلهم عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي قال : السكينة ريح خجوج ولها رأسان .
وقال مجاهد : لها جناحان وذنب . وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر ، أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح .
وقال عبد الرزاق : أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع وهب بن منبه يقول : السكينة روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون .
وقوله : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) قال ابن جرير : أخبرنا ابن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) قال : عصاه ورضاض الألواح . وكذا قال قتادة والسدي والربيع بن أنس وعكرمة وزاد : والتوراة .
وقال أبو صالح ( وبقية ) يعني : عصا موسى وعصا هارون ولوحين من التوراة والمن .
وقال عطية بن سعد : عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورضاض الألواح .
وقال عبد الرزاق : سألت الثوري عن قوله : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) فقال : منهم من يقول قفيز من من ، ورضاض الألواح . ومنهم من يقول : العصا والنعلان .
وقوله : ( تحمله الملائكة ) قال ابن جريج : قال ابن عباس : جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت ، والناس ينظرون .
وقال السدي : أصبح التابوت في دار طالوت فآمنوا بنبوة شمعون وأطاعوا طالوت .
وقال عبد الرزاق عن الثوري عن بعض أشياخه : جاءت به الملائكة تسوقه على عجلة على بقرة وقيل : على بقرتين .
وذكر غيره أن التابوت كان بأريحا وكان المشركون لما أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير ، فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه فوضعوه تحته فأصبح كذلك فسمروه تحته فأصبح الصنم مكسور القوائم ملقى بعيدا ، فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به فأخرجوا التابوت من بلدهم ، فوضعوه في بعض القرى فأصاب أهلها داء في رقابهم فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء ، فحملوه على بقرتين فسارتا به لا يقربه أحد إلا مات ، حتى اقتربتا من بلد بني إسرائيل فكسرتا النيرين ورجعتا وجاء بنو إسرائيل فأخذوه فقيل : إنه تسلمه داود عليه السلام وأنه لما قام إليهما حجل من فرحه بذلك . وقيل : شابان منهم فالله أعلم . وقيل : كان التابوت بقرية من قرى فلسطين يقال لها : أزدرد .
وقوله : ( إن في ذلك لآية لكم ) أي : على صدقي فيما جئتكم به من النبوة ، وفيما أمرتكم به من
طاعة طالوت : ( إن كنتم مؤمنين ) أي : بالله واليوم الآخر .
- القرطبى : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قوله تعالى : وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين قوله تعالى : وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت أي إتيان التابوت ، والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام ، فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام ، فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة : جالوت وأصحابه في قول السدي ، وسلبوا التابوت منهم .
قلت : وهذا أدل دليل على أن العصيان سبب الخذلان ، وهذا بين . قال النحاس : والآية في التابوت على ما روي أنه كان يسمع فيه أنين ، فإذا سمعوا ذلك ساروا لحربهم ، وإذا هدأ الأنين لم يسيروا ولم يسر التابوت . وقيل : كانوا يضعونه في مأزق الحرب فلا تزال تغلب حتى عصوا فغلبوا وأخذ منهم التابوت وذل أمرهم ، فلما رأوا آية الاصطلام وذهاب الذكر ، أنف بعضهم وتكلموا في أمرهم حتى اجتمع ملؤهم أن قالوا لنبي الوقت : ابعث لنا ملكا ، فلما قال لهم : ملككم طالوت راجعوه فيه كما أخبر الله عنهم ، فلما قطعهم بالحجة سألوه البينة على ذلك ، في قول الطبري . فلما سألوا نبيهم البينة على ما قال ، دعا ربه فنزل بالقوم الذين أخذوا التابوت داء بسببه ، على خلاف في ذلك . قيل : وضعوه في كنيسة لهم فيها أصنام فكانت الأصنام تصبح منكوسة . وقيل : وضعوه في بيت أصنامهم تحت الصنم الكبير فأصبحوا وهو فوق الصنم ، فأخذوه وشدوه إلى رجليه فأصبحوا وقد قطعت يدا الصنم ورجلاه وألقيت تحت التابوت ، فأخذوه وجعلوه في قرية قوم فأصاب أولئك القوم أوجاع في أعناقهم . وقيل : جعلوه في مخرأة قوم فكانوا يصيبهم الباسور ، فلما عظم بلاؤهم كيفما كان ، قالوا : ما هذا إلا لهذا التابوت فلنرده إلى بني إسرائيل فوضعوه على عجلة بين ثورين وأرسلوهما في الأرض نحو بلاد بني إسرائيل ، وبعث الله ملائكة تسوق البقرتين حتى دخلتا على بني إسرائيل ، وهم في أمر طالوت فأيقنوا بالنصر ، وهذا هو حمل الملائكة للتابوت في هذه الرواية . وروي أن الملائكة جاءت به تحمله وكان يوشع بن نون قد جعله في البرية ، فروي أنهم رأوا التابوت في الهواء حتى نزل بينهم ، قاله الربيع بن خيثم . وقال وهب بن منبه : كان قدر التابوت نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين . الكلبي : وكان من عود شمسار الذي يتخذ منه الأمشاط . وقرأ زيد بن ثابت " التابوه " وهي لغته ، والناس على قراءته بالتاء وقد تقدم . وروي عنه " التيبوت " ذكره النحاس . وقرأ حميد بن قيس " يحمله " بالياء .
قوله تعالى : فيه سكينة من ربكم اختلف الناس في السكينة والبقية ، فالسكينة فعيلة مأخوذة من السكون والوقار والطمأنينة . فقوله : " فيه سكينة " أي هو سبب سكون قلوبكم فيما اختلفتم فيه من أمر طالوت ، ونظيره " فأنزل الله سكينته عليه " ؛ أي أنزل عليه ما سكن به قلبه . وقيل : أراد أن التابوت كان سبب سكون قلوبهم ، فأينما كانوا سكنوا إليه ولم يفروا من التابوت إذا كان معهم في الحرب . وقال وهب بن منبه : السكينة روح من الله تتكلم ، فكانوا إذا اختلفوا في أمر نطقت ببيان ما يريدون ، وإذا صاحت في الحرب كان الظفر لهم . وقال علي بن أبي طالب : هي ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان . وروي عنه أنه قال : هي ريح خجوج لها رأسان . وقال مجاهد : حيوان كالهر له جناحان وذنب ولعينيه شعاع ، فإذا نظر إلى الجيش انهزم . وقال ابن عباس : طست من ذهب من الجنة ، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء ، وقاله السدي . وقال ابن عطية : والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم ، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك وتأنس به وتقوى .
قلت : وفي صحيح مسلم عن البراء قال : كان رجل يقرأ سورة " الكهف " وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو وجعل فرسه ينفر منها ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : تلك السكينة تنزلت للقرآن . وفي حديث أبي سعيد الخدري : أن أسيد بن الحضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده . الحديث ، وفيه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم خرجه البخاري ومسلم . فأخبر صلى الله عليه وسلم عن نزول السكينة مرة ، ومرة عن نزول الملائكة ، فدل على أن السكينة كانت في تلك الظلة ، وأنها تنزل أبدا مع الملائكة . وفي هذا حجة لمن قال إن السكينة روح أو شيء له روح لأنه لا يصح استماع القرآن إلا لمن يعقل ، والله أعلم .
قوله تعالى : ( وبقية ) اختلف في البقية على أقوال ، فقيل : عصا موسى وعصا هارون ورضاض الألواح ؛ لأنها انكسرت حين ألقاها موسى ، قاله ابن عباس . زاد عكرمة : التوراة . وقال أبو صالح : البقية : عصا موسى وثيابه وثياب هارون ولوحان من التوراة . وقال عطية بن سعد : وهي عصا موسى وعصا هارون وثيابهما ورضاض الألواح . وقال الثوري : من الناس من يقول : البقية قفيزا من في طست من ذهب وعصا موسى وعمامة هارون ورضاض الألواح . ومنهم من يقول : العصا والنعلان . ومعنى هذا ما روي من أن موسى لما جاء قومه بالألواح فوجدهم قد عبدوا العجل ، ألقى الألواح غضبا فتكسرت ، فنزع منها ما كان صحيحا وأخذ رضاض ما تكسر فجعله في التابوت . وقال الضحاك : البقية : الجهاد وقتال الأعداء . قال ابن عطية : أي الأمر بذلك في التابوت ، إما أنه مكتوب فيه ، وإما أن نفس الإتيان به هو كالأمر بذلك ، وأسند الترك إلى آل موسى وآل هارون من حيث كان الأمر مندرجا من قوم إلى قوم وكلهم آل موسى وآل هارون . وآل الرجل قرابته . وقد تقدم .
- الطبرى : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ
قال أبو جعفر: وهذا الخبر من الله تعالى ذكره عن نبيه الذي أخبر عنه به، دليل على أن الملأ من بني إسرائيل الذين قيل لهم هذا القول، لم يقروا ببعثة الله طالوت عليهم ملكا إذ أخبرهم نبيهم بذلك، وعرفهم فضيلته التي فضله الله بها، ولكنهم سألوه الدلالة على صدق ما قال لهم من ذلك وأخبرهم به. فتأويل الكلام، إذ كان الأمر على ما وصفنا : " والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم "، فقالوا له: ما آية ذلك إن كنت من الصادقين؟ (95) =" قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت " . وهذه القصة = (96) وإن كانت خبرا من الله تعالى ذكره عن الملإ من بني إسرائيل ونبيهم، وما كان من ابتدائهم نبيهم بما ابتدءوا به من مسألته أن يسأل الله لهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيله, ونبأً عما كان منهم من تكذيبهم نبيهم بعد علمهم بنبوته، (97) ثم إخلافهم الموعد الذي وعدوا الله ووعدوا رسوله، من الجهاد في سبيل الله، بالتخلف عنه حين استنهضوا لحرب من استنهضوا لحربه, وفتح الله على القليل من الفئة، مع تخذيل الكثير منهم عن ملكهم وقعودهم عن الجهاد معه= (98) فإنه تأديب لمن كان بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذراريهم وأبنائهم يهود قريظة والنضير, وأنهم لن يعدوا في تكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم فيما أمرهم به ونهاهم عنه= مع علمهم بصدقه، ومعرفتهم بحقيقة نبوته, بعد ما كانوا يستنصرون الله به على أعدائهم قبل رسالته, وقبل بعثة الله إياه إليهم وإلى غيرهم = (99) أن يكونوا كأسلافهم وأوائلهم الذين كذبوا نبيهم شمويل بن بالي, مع علمهم بصدقه، ومعرفتهم بحقية نبوته, وامتناعهم من الجهاد مع طالوت لما ابتعثه الله ملكا عليهم، بعد مسألتهم نبيهم ابتعاث ملك يقاتلون معه عدوهم ويجاهدون معه في سبيل ربهم، ابتداء منهم بذلك نبيهم, وبعد مراجعة نبيهم شمويل إياهم في ذلك= (100) وحض لأهل الإيمان بالله وبرسوله من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيله, وتحذير منه لهم أن يكونوا في التخلف عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم عند لقائه العدو، ومناهضته أهل الكفر بالله وبه، على مثل الذي كان عليه الملأ من بني إسرائيل في تخلفهم عن ملكهم طالوت إذ زحف لحرب عدو الله جالوت, وإيثارهم الدعة والخفض على مباشرة حر الجهاد والقتال في سبيل الله= (101) وشحذ منه لهم على الإقدام على مناجزة أهل الكفر به الحرب, وترك تهيب قتالهم أن قل عددهم وكثر عدد أعدائهم واشتدت شوكتهم بقوله: قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [سورة البقرة: 249] ,= (102) وإعلام منه تعالى ذكره عباده المؤمنين به أن بيده النصر والظفر والخير والشر.
* * *
وأما تأويل قوله: "
قال لهم نبيهم "، فإنه يعني: للملأ من بني إسرائيل الذين قالوا لنبيهم: " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله " .* * *
وقوله: "
إن آية ملكه "، : إن علامة ملك طالوت= (103) التي سألتمونيها دلالة على صدقي في قولي: إن الله بعثه عليكم ملكا, وإن كان من غير سبط المملكة=" أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم "، وهو التابوت الذي كانت بنو إسرائيل إذا لقوا عدوا لهم قدموه أمامهم، وزحفوا معه, فلا يقوم لهم معه عدو، ولا يظهر عليهم أحد ناوأهم, حتى ضيعوا أمر الله، (104) وكثر اختلافهم على أنبيائهم, فسلبهم الله إياه مرة بعد مرة، يرده إليهم في كل ذلك, حتى سلبهم آخرها مرة فلم يرده عليهم، (105) ولن يرد إليهم آخر الأبد. (106)* * *
ثم اختلف أهل التأويل في سبب مجيء التابوت الذي جعل الله مجيئه إلى بني إسرائيل آية لصدق نبيهم شمويل على قوله: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ، وهل كانت بنو إسرائيل سلبوه قبل ذلك فرده الله عليهم حين جعل مجيئه آية لملك طالوت, أو لم يكونوا سلبوه قبل ذلك، ولكن الله ابتدأهم به ابتداء؟
فقال بعضهم: بل كان ذلك عندهم من عهد موسى وهارون يتوارثونه، (107) حتى سلبهم إياه ملوك من أهل الكفر به, ثم رده الله عليهم آية لملك طالوت. وقال في سبب رده عليهم ما أنا ذاكره وهو ما: -
5658- حدثني به المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهب بن منبه قال: كان لعيلي الذي ربى شمويل، ابنان شابان أحدثا في القربان شيئا لم يكن فيه. كان مسوط القربان الذي كانوا يسوطونه به كلابين (108) فما أخرجا كان للكاهن الذي يسوطه، (109) فجعله ابناه كلاليب. (110) وكانا إذا جاء النساء يصلين في القدس يتشبثان بهن. فبينا شمويل نائم قبل البيت الذي كان ينام فيه عيلي, إذ سمع صوتا يقول: أشمويل!! (111) فوثب إلى عيلي فقال: لبيك! ما لك! دعوتني؟ فقال: لا! ارجع فنم! فرجع فنام، ثم سمع صوتا آخر يقول: أشمويل !! فوثب إلى عيلي أيضا, فقال: لبيك ! ما لك ! دعوتني؟ فقال: لم أفعل، ارجع فنم, فإن سمعت شيئا فقل: "
لبيك " مكانك،" مرني فأفعل "! فرجع فنام, فسمع صوتا أيضا يقول: أشمويل !! فقال: لبيك أنا هذا! مرني أفعل! قال: انطلق إلى عيلي فقل له: " منعه حب الولد أن يزجر ابنيه أن يحدثا في قدسي وقرباني، وأن يعصياني, فلأنـزعن منه الكهانة ومن ولده, ولأهلكنه وإياهما "! فلما أصبح سأله عيلي فأخبره, ففزع لذلك فزعا شديدا. فسار إليهم عدو ممن حولهم, فأمر ابنيه أن يخرجا بالناس فيقاتلا ذلك العدو. فخرجا وأخرجا معهما التابوت الذي كان فيه اللوحان وعصا موسى لينصروا به. (112) فلما تهيئوا للقتال هم وعدوهم, جعل عيلي يتوقع الخبر: ماذا صنعوا؟ فجاءه رجل يخبره وهو قاعد على كرسيه: إن ابنيك قد قتلا وإن الناس قد انهزموا! قال : فما فعل التابوت؟ قال: ذهب به العدو! قال: فشهق ووقع على قفاه من كرسيه فمات. وذهب الذين سبوا التابوت حتى وضعوه في بيت آلهتهم، ولهم صنم يعبدونه, فوضعوه تحت الصنم، والصنم من فوقه, فأصبح من الغد والصنم تحته وهو فوق الصنم. ثم أخذوه فوضعوه فوقه وسمروا قدميه في التابوت, فأصبح من الغد قد تقطعت يدا الصنم ورجلاه, وأصبح ملقى تحت التابوت. فقال بعضهم لبعض: قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء, فأخرجوه من بيت آلهتكم! فأخرجوا التابوت فوضعوه في ناحية من قريتهم, فأخذ أهل تلك الناحية التي وضعوا فيها التابوت وجع في أعناقهم, فقالوا: ما هذا؟! فقالت لهم جارية كانت عندهم من سبي بني إسرائيل: لا تزالون ترون ما تكرهون ما كان هذا التابوت فيكم! فأخرجوه من قريتكم! قالوا: كذبت! قالت: إن آية ذلك أن تأتوا ببقرتين لهما أولاد لم يوضع عليهما نير قط , ثم تضعوا وراءهم العجل, (113) ثم تضعوا التابوت على العجل وتسيروهما وتحبسوا أولادهما، فإنهما تنطلقان به مذعنتين, (114) حتى إذا خرجتا من أرضكم ووقعتا في أرض بني إسرائيل كسرتا نيرهما, وأقبلتا إلى أولادهما. ففعلوا ذلك، فلما خرجتا من أرضهم ووقعتا في أدنى أرض بني إسرائيل كسرتا نيرهما, وأقبلتا إلى أولادهما. ووضعتاه في خربة فيها حصاد من بني إسرائيل، (115) ففزع إليه بنو إسرائيل وأقبلوا إليه, فجعل لا يدنو منه أحد إلا مات. فقال لهم نبيهم شمويل: اعترضوا, (116) فمن آنس من نفسه قوة فليدن منه. فعرضوا عليه الناس , فلم يقدر أحد يدنو منه إلا رجلان من بني إسرائيل، (117) أذن لهما بأن يحملاه إلى بيت أمهما, وهي أرملة. فكان في بيت أمهما حتى ملك طالوت, فصلح أمر بني إسرائيل مع أشمويل. (118)5659- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال، حدثني بعض أهل العلم , عن وهب بن منبه قال: قال شمويل لبني إسرائيل لما قالوا له: أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال؟ قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، وإن آية ملكه= وإن تمليكه من قبل الله= أن يأتيكم التابوت, فيرد عليكم الذي فيه من السكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون, وهو الذي كنتم تهزمون به من لقيكم من العدو, وتظهرون به عليه. قالوا: فإن جاءنا التابوت فقد رضينا وسلمنا! وكان العدو الذين أصابوا التابوت أسفل من الجبل جبل إيليا فيما بينهم وبين مصر, وكانوا أصحاب أوثان, وكان فيهم جالوت. وكان جالوت رجلا قد أعطي بسطة في الجسم، وقوة في البطش، وشدة في الحرب, مذكورا بذلك في الناس. وكان التابوت حين استبي قد جعل في قرية من قرى فلسطين يقال لها: "
أزدود ", (119) فكانوا قد جعلوا التابوت في كنيسة فيها أصنامهم. فلما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم ما كان: من وعد بني إسرائيل أن التابوت سيأتيهم- جعلت أصنامهم تصبح في الكنيسة منكسة على رؤوسها, وبعث الله على أهل تلك القرية فأرا, تبيت الفأرة الرجل فيصبح ميتا، (120) قد أكلت ما في جوفه من دبره. قالوا: تعلمون والله، لقد أصابكم بلاء ما أصاب أمة من الأمم مثله, (121) وما نعلمه أصابنا إلا مذ كان هذا التابوت بين أظهرنا!! مع أنكم قد رأيتم أصنامكم تصبح كل غداة منكسة، شيء لم يكن يصنع بها حتى كان هذا التابوت معها! فأخرجوه من بين أظهركم. فدعوا بعجلة فحملوا عليها التابوت, ثم علقوها بثورين, ثم ضربوا على جنوبهما, وخرجت الملائكة بالثورين تسوقهما, فلم يمر التابوت بشيء من الأرض إلا كان قدسا. فلم يرعهم إلا التابوت على عجلة يجرها الثوران, حتى وقف على بني إسرائيل, فكبروا وحمدوا الله, وجدوا في حربهم، واستوسقوا على طالوت. (122)5660- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: لما قال لهم نبيهم: إن الله اصطفى طالوت عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم- أبوا أن يسلموا له الرياسة، حتى قال لهم: "
إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم " . فقال لهم: أرأيتم إن جاءكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله للملائكة!! = وكان موسى حين ألقى الألواح تكسرت ورفع منها. فنـزل فجمع ما بقي فجعله في ذلك التابوت= قال ابن جريج، أخبرني يعلى بن مسلم , عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: أنه لم يبق من الألواح إلا سدسها. قال: وكانت العمالقة قد سبت ذلك التابوت- والعمالقة فرقة من عاد كانوا بأريحا- فجاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إلى التابوت، حتى وضعته عند طالوت. فلما رأوا ذلك قالوا: نعم ! فسلموا له وملكوه. قال: وكان الأنبياء إذا حضروا قتالا قدموا التابوت بين يديهم. ويقولون: إن آدم نـزل بذلك التابوت وبالركن. وبلغني أن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية, وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة.5661- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن أرميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب, وقف في ناحية الجبل فقال: "
أنى يحيى هذه الله بعد موتها، فأماته الله مئة عام " . ثم رد الله من رد من بني إسرائيل على رأس سبعين سنة من حين أماته, يعمرونها ثلاثين سنة تمام المئة. فلما ذهبت المئة، رد الله إليه روحه، وقد عمرت, فهي على حالتها الأولى. (123)(124) ...................................................................................
...................................................................................
...................................................................................
فلما أراد أن يرد عليهم التابوت , أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم: إما دانيال وإما غيره: إن كنتم تريدون أن يرفع عنكم المرض, فأخرجوا عنكم هذا التابوت ! قالوا: بآية ماذا؟ قال: بآية أنكم تأتون ببقرتين صعبتين لم تعملا عملا قط, فإذا نطرتا إليه وضعتا أعناقهم للنير حتى يشد عليهما, (125) ثم يشد التابوت على عجل, ثم يعلق على البقرتين, ثم يخليان فيسيران حيث يريد الله أن يبلغهما. ففعلوا ذلك، ووكل الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما، فسارت البقرتان سيرا سريعا , حتى إذا بلغتا طرف القدس كسرتا نيرهما, وقطعتا حبالهما, وذهبتا. فنـزل إليهما داود ومن معه، فلما رأى داود التابوت حجل إليه فرحا به = فقلنا لوهب: ما حجل إليه، قال : شبيه بالرقص= فقالت له امرأته: لقد خففت حتى كاد الناس يمقتونك لما صنعت! قال: أتبطئيني عن طاعة ربي!! لا تكونين لي زوجة بعد هذا. ففارقها.
* * *
وقال آخرون: بل التابوت= الذي جعله الله آية لملك طالوت= كان في البرية, وكان موسى صلى الله عليه وسلم خلفه عند فتاه يوشع, فحملته الملائكة حتى وضعته في دار طالوت. (126)
* ذكر من قال ذلك:
5662- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد, قال، حدثنا سعيد, عن قتادة في قوله: "
إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم "، الآية: كان موسى تركه عند فتاه يوشع بن نون وهو بالبرية, وأقبلت به الملائكة تحمله حتى وضعته في دار طالوت فأصبح في داره.5663- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: "
إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت " الآية, قال: كان موسى - فيما ذكر لنا - ترك التابوت عند فتاه يوشع بن نون وهو في البرية. فذكر لنا أن الملائكة حملته من البرية حتى وضعته في دار طالوت, فأصبح التابوت في داره.* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب ما قاله ابن عباس ووهب بن منبه: من أن التابوت كان عند عدو لبني إسرائيل كان سلبهموه. وذلك أن الله تعالى ذكره قال مخبرا عن نبيه في ذلك الزمان قوله لقومه من بني إسرائيل : "
إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت "، و " الألف واللام " لا تدخلان في مثل هذا من الأسماء إلا في معروف عند المتخاطبين به. وقد عرفه المخبر والمخبر. فقد علم بذلك أن معنى الكلام : إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت الذي قد عرفتموه، الذي كنتم تستنصرون به, فيه سكينة من ربكم. ولو كان ذلك تابوتا من التوابيت غير معلوم عندهم قدره ومبلغ نفعه قبل ذلك، لقيل: إن آية ملكه أن يأتيكم تابوت فيه سكينة من ربكم.* * *
فإن ظن ذو غفلة أنهم كانوا قد عرفوا ذلك التابوت وقدر نفعه وما فيه وهو عند موسى ويوشع, فإن ذلك ما لا يخفى خطؤه. وذلك أنه لم يبلغنا أن موسى لاقى عدوا قط بالتابوت ولا فتاه يوشع, بل الذي يعرف من أمر موسى وأمر فرعون ما قص الله من شأنهما, وكذلك أمره وأمر الجبارين. وأما فتاه يوشع, فإن الذين قالوا هذه المقالة، زعموا أن يوشع خلفه في التيه حتى رد عليهم حين ملك طالوت. فإن كان الأمر على ما وصفوه, فأي الأحوال للتابوت الحال التي عرفوه فيها, فجاز أن يقال: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت الذي قد عرفتموه وعرفتم أمره؟ وفي فساد هذا القول بالذي ذكرنا، (127) أبين الدلالة على صحة القول الآخر, إذ لا قول في ذلك لأهل التأويل غيرهما.
* * *
وكانت صفة التابوت فيما بلغنا، كما: -
5664- حدثنا محمد بن عسكر والحسن بن يحيى قالا أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا بكار بن عبد الله قال: سألنا وهب بن منبه عن تابوت موسى: ما كان؟ قال: كان نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين. (128)
* * *
القول في تأويل قوله : فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "
فيه "، في التابوت=" سكينة من ربكم ".* * *
واختلف أهل التأويل في معنى "
السكينة ".فقال بعضهم: هي ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان.
* ذكر من قال ذلك:
5665- حدثنا عمران بن موسى قال، حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال، حدثنا محمد بن جحادة, عن سلمة بن كهيل, عن أبي وائل, عن علي بن أبي طالب قال: السكينة، ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان.
5666- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا سفيان= وحدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا سفيان= عن سلمة بن كهيل, عن أبي الأحوص, عن علي قال: السكينة لها وجه كوجه الإنسان, ثم هي ريح هفافة.
5667- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم, عن العوام بن حوشب, عن سلمة بن كهيل, عن علي بن أبي طالب في قوله: "
فيه سكينة من ربكم "، قال: ريح هفافة لها صورة= وقال يعقوب في حديثه: لها وجه= (129) وقال ابن المثنى: كوجه الإنسان.5668- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن منصور, عن سلمة بن كهيل قال، قال علي: السكينة لها وجه كوجه الإنسان, وهي ريح هفافة. (130)
5669- حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا أبو الأحوص, عن سماك بن حرب, عن خالد بن عرعرة قال، قال علي: السكينة ريح خجوج, ولها رأسان. (131)
5670- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة, عن سماك قال: سمعت خالد بن عرعرة، يحدث عن علي, نحوه.
5671- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة, وحماد بن سلمة, وأبو الأحوص, كلهم عن سماك, عن خالد بن عرعرة, عن علي, نحوه. (132)
* * *
وقال آخرون: لها رأس كرأس الهرة وجناحان.
* ذكر من قال ذلك:
5672- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله تعالى: "
فيه سكينة من ربكم "، قال: أقبلت السكينة [ والصرد] وجبريل مع إبراهيم من الشأم= (133) قال ابن أبي نجيح، سمعت مجاهدا يقول: السكينة لها رأس كرأس الهرة وجناحان.5673- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد نحوه.
5674- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي قال، حدثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد قال: السكينة لها جناحان وذنب.
5675-حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: لها جناحان وَذَنَب مثل ذنب الهرة.
* * *
وقال آخرون: بل هي رأس هرة ميتة.
* * *
* ذكر من قال ذلك:
5677- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن وهب بن منبه, عن بعض أهل العلم من بني إسرائيل قال: السكينة رأس هرة ميتة، كانت إذا صرخت في التابوت بصراخ هر، أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح.
* * *
وقال آخرون: إنما هي طست من ذهب من الجنة، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء.
* ذكر من قال ذلك:
5678- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا الحكم بن ظهير, عن السدي, عن أبي مالك, عن ابن عباس : "
فيه سكينة من ربكم "، قال: طست من ذهب من الجنة, كان يغسل فيه قلوب الأنبياء.5679- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
فيه سكينة من ربكم "، السكينة: طست من ذهب يغسل فيها قلوب الأنبياء, أعطاها الله موسى, وفيها وضع الألواح. وكانت الألواح، فيما بلغنا، من در وياقوت وزبرجد.* * *
وقال آخرون: "
السكينة "، روح من الله تتكلم.* ذكر من قال ذلك:
5680- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا بكار بن عبد الله، قال، سألنا وهب بن منبه فقلنا له: السكينة؟ قال: روح من الله يتكلم، إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون.
5681- حدثنا محمد بن عسكر قال، حدثنا عبد الرزاق قال، حدثنا بكار بن عبد الله: أنه سمع وهب بن منبه، فذكر نحوه. (134)
وقال آخرون: "
السكينة "، ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليه.* ذكر من قال ذلك:
5682- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن قوله: "
فيه سكينة من ربكم "، الآية، قال: أما السكينة فما يعرفون من الآيات، يسكنون إليها.* * *
وقال آخرون: "
السكينة "، الرحمة.* ذكر من قال ذلك:
5683- حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: "
فيه سكينة من ربكم "، أي رحمة من ربكم.* * *
وقال آخرون: "
السكينة "، هي الوقار.* ذكر من قال ذلك:
5684- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: "
فيه سكينة من ربكم "، أي وقار.* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى "
السكينة " , ما قاله عطاء بن أبي رباح: من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي تعرفونها. وذلك أن " السكينة " في كلام العرب " الفعيلة "، من قول القائل: " سكن فلان إلى كذا وكذا "= إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه=" فهو يسكن سكونا وسكينة ", مثل قولك: " عزم فلان هذا الأمر عزما وعزيمة ", و " قضى الحاكم بين القوم قضاء وقضية ", ومنه قول الشاعر: (135)للــه قــبر غالهـا! مـاذا يجـن?
لقـــد أجــن ســكينة ووقــارا
* * *
وإذا كان معنى "
السكينة " ما وصفت, فجائز أن يكون ذلك على ما قاله علي بن أبي طالب على ما روينا عنه, وجائز أن يكون ذلك على ما قاله مجاهد على ما حكينا عنه, وجائز أن يكون ما قاله وهب بن منبه وما قاله السدي، لأن كل ذلك آيات كافيات تسكن إليهن النفوس، وتثلج بهن الصدور. وإذا كان معنى " السكينة " ما وصفنا, فقد اتضح أن الآية التي كانت في التابوت، التي كانت النفوس تسكن إليها لمعرفتها بصحة أمرها، إنما هي مسماة بالفعل وهي غيره، (136) لدلالة الكلام عليه.* * *
القول في تأويل قوله : وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "
وبقية "، الشيء الباقي، من قول القائل: " قد بقي من هذا الأمر بقية ", وهي" فعلية " منه, نظير " السكينة " من " سكن ".* * *
وقوله: "
مما ترك آل موسى وآل هارون "، يعني به: من تركة آل موسى , وآل هارون.* * *
واختلف أهل التأويل في"
البقية " التي كانت بقيت من تركتهم.فقال بعضهم : كانت تلك "
البقية " عصا موسى ورضاض الألواح. (137)* ذكر من قال ذلك:
5685- حدثنا حميد بن مسعدة قال، حدثنا بشر بن المفضل قال، حدثنا داود, عن عكرمة قال: أحسبه عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: رضاض الألواح.5686- حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال، حدثنا بشر قال، حدثنا داود، عن عكرمة= قال داود: وأحسبه عن ابن عباس= مثله.
5687- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا أبو الوليد قال، حدثنا حماد, عن داود بن أبي هند, عن عكرمة, عن ابن عباس في هذه الآية: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: عصا موسى ورضاض الألواح .5688- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: فكان في التابوت عصا موسى ورضاض الألواح, فيما ذكر لنا .5689- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: البقية عصا موسى ورضاض الألواح.5690- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، أما البقية، فإنها عصا موسى ورضاضة الألواح. (138)5691- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع : "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، عصا موسى وأثور من التوراة. (139)5692- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الوهاب الثقفي, عن خالد الحذاء, عن عكرمة في هذه الآية: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: التوراة ورضاض الألواح والعصا= قال إسحاق، قال وكيع: ورضاضه كسره.5693- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن خالد, عن عكرمة في قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: رضاض الألواح.* * *
وقال آخرون: بل تلك "
البقية " عصا موسى وعصا هارون, وشيء من الألواح. (140)* ذكر من قال ذلك:
5694- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح, عن إسماعيل, عن ابن أبي خالد, عن أبي صالح: "
أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: كان فيه عصا موسى وعصا هارون, ولوحان من التوراة, والمن. (141)5695- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت أبي, عن عطية بن سعد في قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: عصا موسى، وعصا هارون, وثياب موسى, وثياب هارون, ورضاض الألواح.* * *
وقال آخرون: بل هي العصا والنعلان.
* ذكر من قال ذلك:
5696- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، سألت الثوري عن قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: منهم من يقول: البقية قفيز من من ورضاض الألواح- ومنهم من يقول: العصا والنعلان. (142)* * *
وقال آخرون: بل كان ذلك العصا وحدها.
* ذكر من قال ذلك:
5697- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا بكار بن عبد الله قال، قلنا لوهب بن منبه: ما كان فيه؟ = يعني في التابوت= قال: كان فيه عصا موسى والسكينة. (143)
* * *
وقال آخرون: بل كان ذلك، رضاض الألواح وما تكسر منها.
* ذكر من قال ذلك:
5698- حدثنا القاسم قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال ابن عباس في قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، قال: كان موسى حين ألقى الألواح تكسرت ورفع منها, فجعل الباقي في ذلك التابوت.5699- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، سألت عطاء بن أبي رباح عن قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، [قال] العلم والتوراة. (144)* * *
وقال آخرون: بل ذلك الجهاد في سبيل الله.
* ذكر من قال ذلك:
5700- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد الله بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون "، يعني ب " البقية "، القتال في سبيل الله, وبذلك قاتلوا مع طالوت, وبذلك أمروا.قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه صلى الله عليه = الذي قال لأمته: (145) "
إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " = أن فيه سكينة منه, وبقية مما تركه آل موسى وآل هارون. (146) وجائز أن يكون تلك البقية: العصا, وكسر الألواح، والتوراة, أو بعضها، والنعلين, والثياب, والجهاد في سبيل الله = وجائز أن يكون بعض ذلك، وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللغة, ولا يدرك علم ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم. ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا. وإذ كان كذلك, فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره, إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول.* * *
القول في تأويل قوله : تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في صفة حمل الملائكة ذلك التابوت.
فقال بعضهم: معنى ذلك: تحمله بين السماء والأرض، حتى تضعه بين أظهرهم.
* ذكر من قال ذلك:
5701- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه, حتى وضعته عند طالوت.
5702- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: لما قال لهم= يعني النبي، لبني إسرائيل: ="
والله يؤتي ملكه من يشاء ". قالوا: فمن لنا بأن الله هو آتاه هذا! ما هو إلا لهواك فيه! قال: إن كنتم قد كذبتموني واتهمتمون، فإن آية ملكه: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، الآية. قال: فنـزلت الملائكة بالتابوت نهارا ينظرون إليه عيانا, حتى وضعوه بين أظهرهم, فأقروا غير راضين, وخرجوا ساخطين، وقرأ حتى بلغ: وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ .5703- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: لما قال لهم نبيهم: "
إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم "، قالوا: فإن كنت صادقا فأتنا بآية أن هذا ملك ! قال: " إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " . وأصبح التابوت وما فيه في دار طالوت, فآمنوا بنبوة شمعون, وسلموا ملك طالوت.5704- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: "
تحمله الملائكة "، قال : تحمله حتى تضعه في بيت طالوت.* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: تسوق الملائكة الدواب التي تحمله.
* ذكر من قال ذلك:
5705- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري, عن بعض أشياخه قال: تحمله الملائكة على عجلة على بقرة.
5706- حدثنا الحسن قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهب بن منبه يقول: وكل بالبقرتين اللتين سارتا بالتابوت أربعة من الملائكة يسوقونهما, فسارت البقرتان بهما سيرا سريعا، حتى إذا بلغتا طرف القدس ذهبتا.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: "
حملت التابوت الملائكة حتى وضعته لها في دار طالوت قائما بين أظهر بني إسرائيل ". (147) وذلك أن الله تعالى ذكره قال: " تحمله الملائكة "، ولم يقل: تأتي به الملائكة. وما جرته البقر على عجل. وإن كانت الملائكة هي سائقتها, فهي غير حاملته. لأن " الحمل " المعروف، هو مباشرة الحامل بنفسه حمل ما حمل, فأما ما حمله على غيره = وإن كان جائزا في اللغة أن يقال " حمله " بمعنى معونته الحامل, (148) وبأن حمله كان عن سببه= فليس سبيله سبيل ما باشر حمله بنفسه، في تعارف الناس إياه بينهم. وتوجيه تأويل القرآن إلى الأشهر من اللغات، أولى من توجيهه إلى الأنكر، (149) ما وُجد إلى ذلك سبيل.* * *
القول في تأويل قوله : إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: أن نبيه أشمويل قال لبني إسرائيل: إن في مجيئكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون حاملته الملائكة="
لآية لكم "، يعني: لعلامة لكم ودلالة، (150) أيها الناس، على صدقي فيما أخبرتكم: أن الله بعث لكم طالوت ملكا، أن كنتم قد كذبتموني فيما أخبرتكم به من تمليك الله إياه عليكم، واتهمتموني في خبري إياكم بذلك=" إن كنتم مؤمنين "، يعني بذلك: (151) إن كنتم مصدقي عند مجيء الآية التي سألتمونيها على صدقي فيما أخبرتكم به من أمر طالوت وملكه.* * *
وإنما قلنا ذلك معناه، لأن القوم قد كانوا كفروا بالله في تكذيبهم نبيهم وردهم عليه قوله: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ، بقولهم: "
أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه "، = وفي مسألتهم إياه الآية على صدقه. فإذ كان ذلك منهم كفرا, (152)فغير جائز أن يقال لهم وهم كفار: لكم في مجيء التابوت آية إن كنتم من أهل الإيمان بالله ورسوله: = وليسوا من أهل الإيمان بالله ولا برسوله. ولكن الأمر في ذلك على ما وصفنا من معناه, لأنهم سألوا الآية على صدق خبره إياهم ليقروا بصدقه, فقال لهم: في مجيء التابوت- على ما وصفه لهم - آية لكم إن كنتم عند مجيئه كذلك مصدقي بما قلت لكم وأخبرتكم به.
* * *
---------------------------
(95) في المطبوعة : "
فقالوا له : ائت بآية على ذلك ... " ، وفي المخطوطة : " مما أتى به ذلك" وقد ضرب على الباء من"أتى" . واستظهرت قراءتها كما أثبتها ، لقوله تعالى بعد : " إن آية ملكه" .(96) في المطبوعة : "
هذه القصة" بإسقاط الواو ، وإسقاطها مخل بالكلام .(97) في المطبوعة : "
بناء عما كان منهم من تكذيبهم" ، وهو غث من الكلام . وفي المخطوطة : "بنا عما كان . . . " غير منقوطة ، و الصواب ما أثبت مع زيادة"الواو" عطفا على قوله : "وإن كانت خبرا . . . " .(98) سياق الجملة : وهذه القصة ، وإن كانت خبرا من الله00 0 ونبأ عما كان منهم... فإنه تأديب..."
.(99) سياق هذه الجملة : "وأنهم لن يعدوا في تكذيبهم محمدا... أن يكونوا كأسلافهم..." .
(100) قوله : "وحض..." معطوف على قوله آنفًا : "فإنه تأديب..." .
(101) قوله : "وشخذ..." معطوف ثان على قوله آنفًا : " فإنه تأديب..." .
(102) قوله : " وإعلام..." معطوف ثالث على قوله : "فإنه تأديب..." .
(103) انظر تفسير"آية" فيما سلف 1 : 106 / 2 : 397 ، 398 ، 553 / 3 : 184 / 4 : 271 .
(104) في المطبوعة والمخطوطة : "حتى منعوا أمر الله" . وهو تصحيف لا معنى له ، والصواب ما أثبت .
(105) في المطبوعة : "حتى سلبهم آخر مرة" ، والذي في المخطوطة هو الصواب الجيد ، وإن كانت الأخرى قريبة من الصواب على ضعف .
(106) في المخطوطة : "ولم يرده إليهم آخر الأبد" ، وهو خطأ بين .
(107) في المطبوعة : " كان ذلك عندهم" ، بحذف"بل" .
(108) في المطبوعة والمخطوطة : " كان مشرط القربان الذي يشرطونه به" ، وهو خطأ لا معنى له ، والصواب من تاريخ الطبري 1 : 243 . والمسوط (بكسر الميم) : المسواط خشبة أو ما يشبهها ، يحرك بها ما في القدر ليختلط . ساط الشيء في القدر يسوطه سوطا : إذا حركة وخاصه ، ليختلط ويمتزج . وقربان اليهود هذا هو"التقدمة" ، كانت من دقيق مع زيت ولبان ، يؤخذ قليل من الدقيق المقدم والزيت وكل اللبان ، ويوقد على المذبح ، أو يعمل منه قطائف علي صاج ، وأما البقية فكانت للكمهنة (قاموس الكتاب المقدس 2 : 208) . والكلاب (يضم الكاف وتشديد اللام) : سفود من حديد أو خشب ، في رأسه عقافة معطوفة كالخطاف ، وجمعه : "كلاليب" .
(109) في المطبوعة والمخطوطة : "للكاهن الذي يستوطنه" ، وهو خطأ ، صوابه من التاريخ .
(110) في المطبوعة والمخطوطة : "فجعل ابناه..." ، والصواب من التاريخ .
(111) في المخطوطة والتاريخ في هذا الموضع و ما بعده : "أشمويل" ، والذي قبله : "شمويل" ، وأثبت ما فيهما ، كما سلف قريبا ص : 308 ، تعليق : 5 .
(112) في التاريخ : "لينتصروا به" ، أي ليجلبوا النصر لأنفسهم به .
(113) في المطبوعة : "وراءهم" والصواب من التاريخ والمخطوطة . والنير : الخشبة التي تكون على عنق الثور بأداتها .
(114) في المطبوعة : " ينطلقان مذعنين" ، والصواب من المخطوطة والتاريخ .
(115) في المطبوعة : "حضار" ، وفي المخطوطة : "حصار" ، غير منقوطة ، والصواب ما في التاريخ .
(116) في التاريخ : "اعرضوا" ، وهما سواء .
(117) في التاريخ : "فلم يقدر أحد على أن يدنو منه" ، والذي في المخطوطة والمطبوعة حسن .
(118) الأثر : 5658- في التاريخ 1 : 243- 244 ، وهو صدر الأثر السالف رقم : 5637 ، وساقهما الطبري في التاريخ سياقا واحدا .
(119) في المطبوعة : "يقال لها : أردن" ، وهو خطأ لا شك فيه ، وأما ما في المخطوطة فهو ، "أردود" بالراء ، وأنا أظنه بالزاي وأثبته كذلك . فإنه الذي في كتاب القوم في"كتاب صموئيل الأول" الإصحاح الخامس : "أشدود" ، وقال صاحب قاموسهم : "أشدود" (حصن ، معقل) ، إحدى مدن فلسطين الخمس المحالفة... وموقعها على ثلاثة أميال من البحر المتوسط بين غزة ويافا . قال : وهي الآن قرية حقيرة تسمى : أسدود ، وفي جوارها خرائب كثيرة" . والذي يرجع ما ظننته أنها بالزاي أن ابن كثير قال في تفسيره 1 : 602 أنه يقال لها : " أزدوه" ، وقال مصحح التفسير بهامشه أنها في نسخة الأزهر : "أزدرد" . وفي البغوي بهامش ابن كثير 1 : 601"أزدود" كما أثبتها .
(120) في المطبوعة : "تثبت الفأرة" ، وليست صوابا ، والذي في المخطوطة" تبيت" غير منقوطة وصواب قراءتها ما أثبت . بيت القوم العدو : أتوهم في جوف الليل فأوقعوا بهم وهم في غفلة عنه . والاسم : "البيات" ، وفي البغوي 1 : 601 (بهامش ابن كثير) : "فكانت الفأرة تبيت مع الرجل" .
(121) في المطبوعة : "أمة من الأمم قبلكم" ، وفي المخطوطة : "أمة من الأمم قبله" ، والذي أثبت أقرب إلى رسم المخطوطة ، مع التصحيف فيها .
(122) في المطبوعة : "واستوثقوا" . وهو خطأ والصواب ما في المخطوطة . ومعناه : اجتمعوا على طاعته . وأصله من"الوسق"وهو ضم الشيء إلى الشيء ، وفي حديث أحد : "استوسقوا كما يستوسق جرب الغم . أي : استجمعوا وانضموا . وفي حديث النجاشي : "واستوسق عليه أمر الحبشة" ، أي اجتمعوا على طاعته . وهو المراد هنا . وانظر ما سيأتي في الأثر : 5707 .
(123) الأثر : 5661- سيأتي هذا الأثر نفسه برقم : 5912 وهو أثر"مبتور" بلا شك ولم أستطع أن أتمه ، وانظر التعليق على الأثر التالي المذكور آنفًا .
(124) أما موضع النقط هذا ، فإنه سقط بلا شك فيه ، فإن خبر أرميا السالف ، لا يمكن أن يكون هذا الكلام من صلته ، فإن فيه ذكر رد التابوت في عهد طالوت وداود ، وهما قبل أرميا بدهر طويل . وأخشى أن يكون الناسخ قد قدم ورقة على ورقة في النسخة العتيقة ، أو تخطى وجها من الكتاب الذي نسخ منه . وليس من الممكن إتمام هذا النقص ، فلذلك فصلت بين الكلامين بهذه النقط ، حتى يتيح الله نسخة أقدم من النسخ التي بين أيدينا تسد هذا الخرم أو تصحح مكان الكلام .
وهذا الذي بعد النقط ، خبر عن القرية التي وضع فيها التابوت حين سبي ، كما ذكر في الأثر رقم : 5658 ، وهو أثر ضاع صدره عن وهب بن منبه ، كما هو واضح في السياق الآتي . ولم أجد صدره في شيء من الكتب التي بين يدي . هذا ونسختنا في الموضع كثيرة الخطأ السهو ، كما يتبين ذلك من خط كاتبها ، ومن الأخطاء السالفة التي ذكرتها في التعليقات .
(125) في المخطوطة : "فإذا نظرتا إليها" ، والصواب ما في المطبوعة .
(126) عند هذا الموضع انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلت عنه نسختنا ، وفيها هنا ما نصه :
"يتلوه إن شاء الله تعالى : ذكر من قال ذلك :
وصلى الله على محمد النبي و على آله وسلم كثيرا .
على الأصل .
بلغت بالقراءة من أوله والسماع على القاضي أبي الحسن الخصيب ، عن عبدالله ، عن أبي محمد الفرغاني ، عن أبي جعفر الطبري ، والقاضي ينظر في كتابه . وسمع معي أخي على حرسه الله ، وأبو الفتح أحمد بن عمر الجهاري (؟ ؟) ونصر بن الحسين الطبري ، ومحمد بن علي ... وعبدالرحيم بن أحمد البخاري . وكتب محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، في شعبان سنة ثمان وأربعمئة بمصر"
"ثم يتلو في أول الجزء التالي :
"بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر" .
(127) في المطبوعة : "ففساد هذا القول" ، "والصواب ما في المخطوطة .
(128) الأثر : 5664-"محمد بن عسكر" ، هو محمد بن سهل بن عسكر ، سلف في رقم : 5598 . بكار بن عبدالله اليماني ، روي عن وهب منبه . روى عنه بن ابن المبارك ، وهشام بن يوسف وعبدالرزاق . قال أحمد : ثقة . مترجم في الكبير 1/2/120 ، وابن أبي حاتم 1/1 /408 .
(129) في المخطوطة : "كما وجه" ، وما بينهما بياض ، ولعل أقرب ذلك ما في المطبوعة .
(130) في المخطوطة : "هى ريح" بإسقاط الواو .
(131) الأثر : 5669- هو بعض الأثر السالف رقم : 2058 في ذكر بناء الكعبة .
(132) الأثران : 5670 ، 5671- انظر الأثران السالفان : 2059 ، 2060 .
(133) ما بين القوسين ، زيادة من الأثار التي رويت عن مجاهد في ذلك ، في تاريخ مكة للأزرقي 1 : 22-28 ، ونصه في لسان العرب (صرد) . والصرد(بضم الصاد وفتح الراء : طائر أبقع ضخم يكون في الشجر وشعب الجبال لا يقدر عليه أحد ، وهو من سباع الطير .
(134) الأثران : 5680 ، 5681-"محمد بن عسكر" ، و"بكار بن عبد الله" . انظر التعليق على الأثر رقم : 5664 .
(135) أنشده ابن بري لأبي عريف الكليبي . وأنا في شك من صحة اسمه .
(136) يعني بقوله : " الفعل" مصدر الفعل"سكن" ، وهو"السكينة" ، كما يقال : "رجل عدل" ، فلو سميت الرجل"عدلا" ، كان مسمى بالفعل ، وهو غيره .
(137) انظر صفحة 332 ، تعليق : 1 .
(138) رضاض الشيء (بضم الراء) : كساره (بضم الكاف) ، وهو ما تكسر منه ، وقطعه . ورض الشيء رضا : كسره فصار قطعا . و"رضاضة" بالتاء في آخر رقم : 5690 ، وهي عربية صحيحة ، وإن لم تذكر في المعاجم . ومثلها في مطول هذا الأثر في التاريخ 1 : 243 .
(139) في المطبوعة : "وأمور من التوراة" . وفي المخطوطة : "وأسور من التوارة" . ورجحت قراءتها"وأثور" جمع أثر : وهو بقية الشيء ، وما بقى من رسم الشيء ، وجمعه آثار وأثور . وهي هنا بمعنى الرضاض .
(140) في المخطوطة : "بل ذلك البقية..." ، والذي في المطبوعة أجود الصواب .
(141) الأثر : 5694- في الدر المنثور 1 : 317 مطولا . وفي المخطوطة والمطبوعة : "عن إسماعيل عن ابن أبي خالد" ، والصواب ما أثبت ، وهو الذي يروي عنه جابر بن نوح ، مترجم التهذيب .
(142) القفيز : مكيال من المكاييل ، كان عند أهل العراق ثمانية مكاكيك .
(143) الأثر 5697- بكار بن عبدالله اليماني ، مضى في الآثار : 5664 ، 5680 ، 5681 ، وكان في المطبوعة والمحفوظة"بكار عن عبدالله" ، وهو خطأ محض .
(144) زدت ما بين القوسين : لظني أنها سقطت من الناسخ لعجلته ، كما يتبين من خطه في هذا الموضع .
(145) في المطبوعة : "لصدق قول نبيه صلى الله عليه وسلم لأمته" ، زاد : "وسلم" ، وأسقط"الذي قال" ، والصواب من المخطوطة .
(146) في المطبوعة : "مما تركه آل موسى" ، وأثبت ما في المخطوطة .
(147) في المطبوعة : "حتى وضعته في دار طالوت" بإسقاط"لها" ، أي لبني إسرائيل . وفي المطبوعة : "في دار طالوت بين أظهر بني إسرائيل" بإسقاط"قائما" ، وكانت هذه اللفظة في المخطوطة : "ما بين أظهر لبني إسرائيل" ، وقرأتها : "قائما" .
(148) في المخطوطة والمطبوعة : "أن يقال في حمله بمعنى معونته" ، والصواب إسقاط"في" .
(149) في المطبوعة : "أولى من توجيهه إلى أن لا يكون الأشهر00" ، وهو خلط من كلم الموسومين!! وفي المخطوطة"إلى إلى أن لا يلر" . وضرب على"إلى" الثانية . وصواب قراءته ما قرأت ، وقد مضى مثله مرارا في كلام الطبري .
(150) انظر معنى"آية" فيما سلف قريبا : 317 تعليق : 1 وفيه المراجع .
(151) انظر تفسير"الإيمان" بمعنى"التصديق" فيما سلف من الأجزاء . في فهارس للغة .
(152) في المطبوعة : "فإن كان ذلك منهم" ، والصواب ما في المخطوطة .
- ابن عاشور : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
أراد نبيئهم أن يتحداهم بمعجزة تدل على أن الله تعالى اختار لهم شاوول ملكاً ، فجعل لهم آية تدل على ذلك وهي أن يأتيهم التابوت ، أي تابوت العهد ، بعد أن كان في يد الفلسطينيين كما تقدم ، وهذا إشارة إلى قصة تيسير الله تعالى إرجاع التابوت إلى بني إسرائيل بدون قتال ، وذلك أن الفلسطينيين أرجعوا التابوت إلى بني إسرائيل في قصة ذكرت في سفر صمويل ، حاصلها أن التابوت بقي سبعة أشهر في بلاد فلسطين موضوعاً في بيت صنمهم داجون ورأى الفلسطينيون آيات من سقوط صنمهم على وجهه ، وانكسار يديه ورأسه ، وإصابتهم بالبواسير في أشدود وتخومها ، وسلطت عليهم الجرذان تفسد الزروع ، فلما رأوا ذلك استشاروا الكهنة ، فأشاروا عليهم بإلهام من الله بإرجاعه إلى إسرائيل لأن إله إسرائيل قد غضب لتابوته وأن يرجعوه مصحوباً بهدية : صورة خمس بواسير من ذهب ، وصورة خمس فيران من ذهب ، على عدد مدن الفلسطينيين العظيمة : أشدود ، وغزة ، واشقلون ، وجت ، وعفرون . ويوضع التابوت على عجلة جديدة تجرها بقرتان ومعه صندوق به التماثيل الذهبية ، ويطلقون البقرتين تذهبان بإلهام إلى أرض إسرائيل ، ففعلوا واهتدت البقرتان إلى أن بلغ التابوت والصندوق إلى يد اللاويين في تخم بيت شمس ، هكذا وقع في سفر صمويل غير أن ظاهر سياقه أن رجوع التابوت إليهم كان قبل تمليك شاوول ، وصريح القرآن يخالف ذلك ، ويمكن تأويل كلام السفر بما يوافق هذا بأن تحمل الحوادث على غير ترتيبها في الذكر ، وهو كثير في كتابهم . والذي يظهر لي أن الفلسطينيين لما علموا اتحاد الإسرائيليين تحت ملك علموا أنهم ما أجمعوا أمرهم إلاّ لقصد أخذ الثأر من أعدائهم وتخليص تابوت العهد من أيديهم ، فدبروا أن يظهروا إرجاع التابوت بسبب آيات شاهدوها ، ظناً منهم أن حدة بني إسرائيل تفل إذا أرجع إليهم التابوت بالكيفية المذكورة آنفاً ، ولا يمكن أن يكون هذا الرعب حصل لهم قبل تمليك شاول ، وابتداء ظهور الانتصار به .
والتابوت اسم عجمي معرب فوزنه فاعول ، وهذا الوزن قليل في الأسماء العربية ، فيدل على أن ما كان على وزنه إنما هو معرب مثل ناقوس وناموس ، واستظهر الزمخشري أن وزنه فعلول بتحريك العين لقلة الأسماء التي فاؤها ولامها حرفان متحدان : مثل سلس وقلق ، ومن أجل هذا أثبته الجوهري في مادة توب لا في تبت .
والتابوت بمعنى الصندوق المستطيل : وهو صندوق أمر موسى عليه السلام بصنعه صنعه بصلئيل الملهم في صناعة الذهب والفضة والنحاس ونجارة الخشب ، فصنعه من خشب السنط وهو شجرة من صنف القرظ وجعل طوله ذراعين ونصفاً وعرضه ذراعاً ونصفاً وارتفاعه ذراعاً ونصفاً ، وغشاه بذهب من داخل ومن خارج ، وصنع له إكليلاً من ذهب ، وسبك له أربع حلق من ذهب على قوائمه الأربع ، وجعل له عصوين من خشب مغشاتين بذهب لتدخل في الحلقات لحمل التابوت ، وجعل غطاءه من ذهب ، وجعل على طريق الغطاء صورة تخيل بها اثنين من الملائكة من ذهب باسطين أجنحتهما فوق الغطاء ، وأمر الله موسى أن يضع في هذا التابوت لوحي الشهادة اللذين أعطاه الله إياهما وهي الألواح التي ذكرها الله في قوله :
{ ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح } [ الأعراف : 154 ] .
والسكينة فعيلة بمعنى الاطمئنان والهدوء ، وفي حديث السعي إلى الصلاة «عليكم بالسكينة» وذلك أن من بركة التابوت أنه إذا كان بينهم في حرب أو سلم كانت نفوسهم واثقة بحسن المنقلب ، وفيه أيضاً كتب موسى عليه السلام ، وهي مما تسكن لرؤيتها نفوس الأمة وتطمئن لأحكامها ، فالظرفية على الأول مجازية ، وعلى الثاني حقيقية ، وورد في حديث أسيد بن حضير إطلاق السكينة على شيء شبه الغمام ينزل من السماء عند قراءة القرآن ، فلعلها ملائكة يسمون بالسكينة .
والبقية في الأصل ما يفضل من شيء بعد انقضاء معظمه ، وقد بينت هنا بأنها مما ترك آل موسى وآل هارون ، وهي بقايا من آثار الألواح ، ومن الثياب التي ألبسها موسى أخاه هارون ، حين جعله الكاهن لبني إسرائيل ، والحافظ لأمور الدين ، وشعائر العبادة قيل : ومن ذلك عصا موسى . ويجوز أن تكون البقية مجازاً عن النفيس من الأشياء؛ لأن الناس إنما يحافظون ، على النفائس فتبقى كما قال النابغة
: ... بَقِيَّةٌ قدْر من قُدور تُوُورِثَتْ
لآل الجُلاح كابرا بعد كابر ... وقد فسر بهذا المعنى قول رويشد الطائي
: ... إنْ تُذنبوا ثم تأتيني بقيتكم
فما عليَّ بذنب منكمُ فَوْت ... أي تأتيني الجماعة الذين ترجعون إليهم في مهامكم ، وقريب منه إطلاق التليد على القديم من المال الموروث .
والمراد من آل موسى وآل هارون أهل بيتهما من أبناء هارون؛ فإنهم عصبة موسى؛ لأن موسى لم يترك أولاداً ، أو ما تركه آلهما هو آثارهما ، فيئول إلى معنى ما ترك موسى وهارون وآلهما ، أو أراد مما ترك موسى وهارون فلفظ آل مقحم كما في قوله { ادخلوا آل فرعون أشد العذاب } [ غافر : 46 ] .
وهارون هو أخو موسى عليهما السلام وهو هارون بن عمران من سبط لاوي ولد قبل أن يأمر فرعون بقتل أطفال بني إسرائيل وهو أكبر من موسى ، ولما كلم الله موسى بالرسالة أعلمه بأنه سيشرك معه أخاه هارون فيكون كالوزير له ، وأوحى إلى هارون أيضاً ، وكان موسى هو الرسول الأعظم ، وكان معظم وحي الله إلى هارون على لسان موسى ، وقد جعل الله هارون أول كاهن لبني إسرائيل لما أقام لهم خدمة خيمة العبادة ، وجعل الكهانة في نسله ، فهم يختصون بأحكام لا تشاركهم فيها بقية الأمة ، منها تحريم الخمر على الكاهن ، ومات هارون سنة ثمان أو سبع وخمسين وأربعمائة وألف قبل المسيح ، في جبل هور على تخوم أرض أدوم في مدة التيه في السنة الثالثة من الخروج من مصر .
وقوله : { تحمله الملائكة } حال من ( التابوت ) ، والحمل هنا هو الترحيل كما في قوله تعالى : { قلت لا أجد ما أحملكم عليه } [ التوبة : 92 ] لأن الراحلة تحمل راكبها؛ ولذلك تسمى حمولة وفي حديث غزوة خيبر : « وكانت الحمر حمولتهم » وقال النابغة
: ... يُخَال به راعي الحَمُولة طَائرا
فمعنى حمل الملائكة التابوت هو تسييرهم بإذن الله البقرتين السائرتين بالعجلة التي عليها التابوت إلى محلة بني إسرائيل ، من غير أن يسبق لهما إلف بالسير إلى تلك الجهة ، هذا هو الملاقى لما في كتب بني إسرائيل .
وقوله : { إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين } الإشارة إلى جميع الحالة أي في رجوع التابوت من يد أعدائكم إليكم ، بدون قتال ، وفيما يشتمل عليه التابوت من آثار موسى عليه السلام ، وفي مجيئه من غير سائق ولا إلف سابق .
- إعراب القرآن : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
«وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ» تقدم إعرابها في الآية السابقة «إِنَّ آيَةَ» إن واسمها «مُلْكِهِ» مضاف إليه «أَنْ يَأْتِيَكُمُ» المصدر المؤول في محل رفع خبر إن وجملة «إِنَّ آيَةَ» مقول القول «التَّابُوتُ» فاعل «فِيهِ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم «سَكِينَةٌ» مبتدأ مؤخر «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة سكينة والجملة في محل نصب حال من التابوت «وَبَقِيَّةٌ» عطف على سكينة «مِمَّا» ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لبقية «تَرَكَ آلُ مُوسى » فعل ماض وفاعل ومضاف إليه والجملة صلة الموصول «وَآلُ هارُونَ» عطف على آل موسى «تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ» مضارع ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر والجملة حال ثانية من التابوت مضارع «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «فِي ذلِكَ» ذا اسم إشارة في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة للخبر «لَآيَةً» واللام المزحلقة والجملة استئنافية لا محل لها «لَكُمْ» متعلقان بالخبر «إِنَّ» شرطية جازمة «كُنْتُمْ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها «مُؤْمِنِينَ» خبرها وجواب الشرط محذوف تقديره : فصدقوا.
- English - Sahih International : And their prophet said to them "Indeed a sign of his kingship is that the chest will come to you in which is assurance from your Lord and a remnant of what the family of Moses and the family of Aaron had left carried by the angels Indeed in that is a sign for you if you are believers"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(2:248) Their Prophet further informed them, "The sign of his appointment as king from Allah is that during his reign you will get back the Ark, wherein are the means of your peace of mind from your Lord, and which contains the sacred relics of the family of Moses and Aaron, and which is being borne at this time by the angels. *270 Herein is a great Sign for you, if you are true believers."
- Français - Hamidullah : Et leur prophète leur dit Le signe de son investiture sera que le Coffre va vous revenir; objet de quiétude inspiré par votre Seigneur et contenant les reliques de ce que laissèrent la famille de Moïse et la famille d'Aaron Les Anges le porteront Voilà bien là un signe pour vous si vous êtes croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und ihr Prophet sagte zu ihnen "Das Zeichen seiner Herrschaft ist daß die Bundeslade zu euch kommen wird; in ihr ist innere Ruhe von eurem Herrn und ein Rest von dem was die Sippe Musas und die Sippe Haruns hinterließen getragen von Engeln Darin soll wahrlich ein Zeichen für euch sein wenn ihr gläubig seid"
- Spanish - Cortes : Su profeta les dijo El signo de su dominio será que el Arca volverá a vosotros llevada por los ángeles con sakina de vuestro Señor y reliquia de lo que dejaron las gentes de Moisés y de Aarón Ciertamente tenéis en ello un signo si es que sois creyentes
- Português - El Hayek : E o seu profeta voltou a dizer O sinal da sua autoridade consistirá em que vos chegará a Arca da Aliança conduzidapor anjos contendo a paz do vosso Senhor e algumas relíquias legadas pela família de Moisés e de Aarão Nisso terei umsinal se sois fiéis
- Россию - Кулиев : Их пророк сказал им Знамением его царствия станет то что к вам явится сундук с умиротворением от вашего Господа В нем будет то что осталось после семьи Мусы Моисея и семьи Харуна Аарона Его принесут ангелы Это будет знамением для вас если только вы являетесь верующими
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
Их пророк сказал им: «Знамением его царствия станет то, что к вам явится сундук с умиротворением от вашего Господа. В нем будет то, что осталось после семьи Мусы (Моисея) и семьи Харуна (Аарона). Его принесут ангелы. Это будет знамением для вас, если только вы являетесь верующими».Благородный пророк не довольствовался тем, что сообщил о способностях Талута и его прекрасных качествах, которые так необходимы предводителю. Он сказал, что знамением его царствия будет явление ангелов, которые принесут сундук с миром и спокойствием от Всемогущего Господа. Этот сундук захватили враги израильтян, и в нем хранилось то, что осталось после семей Мусы и Харуна. Израильтяне не довольствовались тем, что Талут действительно обладал прекрасными нравственными качествами и был назначен Аллахом устами Божьего пророка, пока своими глазами не увидели чудо. Но, увидев его, они согласились повиноваться и покорились воле Аллаха.
- Turkish - Diyanet Isleri : Peygamberleri onlara "Onun hükümdarlığının alameti size sandığın gelmesidir onda Rabbinizden gelen gönül rahatlığı ve Musa ailesinin ve Harun ailesinin bıraktıklarından kalanlar var; onu melekler taşır eğer inanmışsanız bunda sizin için delil vardır" dedi
- Italiano - Piccardo : E disse il loro profeta “Il segno della sovranità sarà che verrà con l'Arca Conterrà una pace da parte del vostro Signore nonché quel che resta di ciò che lasciarono la famiglia di Mosè e la famiglia di Aronne Saranno gli angeli a portarla Ecco un segno per voi se siete credenti”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا پێغهمبهرهکهیان پێی وتن بهڕاستی نیشانهی پاشایهتی طالوط ئهوهیه سندووقهکهتان بۆ دێتهوهو ئاسوودهیی و ئارامی تێدایه له لایهن پهروهردگارتانهوهیه ههروهها ههندێک پاشماوهی بهنرخ و کهلپوری تێدایه لهوهی که بنهماڵهی موسا و بنهماڵهی هاروون بهجێیان هێشتووهو لهکاتێکدا که فریشته ههڵیدهگرن و دهیهێننهوه بۆتان بهڕاستی ههر لهوهدا بهڵگهو نیشانهی تهواو ههیه بۆتان ئهگهر باوهڕدارن
- اردو - جالندربرى : اور پیغمبر نے ان سے کہا کہ ان کی بادشاہی کی نشانی یہ ہے کہ تمہارے پاس ایک صندوق ائے گا جس کو فرشتے اٹھائے ہوئے ہوں گے اس میں تمہارے پروردگار کی طرف سے تسلی بخشنے والی چیز ہوگی اور کچھ اور چیزیں بھی ہوں گی جو موسی اور ہارون چھوڑ گئے تھے۔ اگر تم ایمان رکھتے ہو تو یہ تمہارے لئے ایک بڑی نشانی ہے
- Bosanski - Korkut : "Znak njegove vlasti" – reče im vjerovjesnik njihov – "biće kovčeg koji će vam stići i koji će meleki nositi u kome će biti smirenje za vas od Gospodara vašeg i ostatak onoga što su Musa i Harun ostavili To vam je zaista dokaz ako ste vjernici"
- Swedish - Bernström : Och deras profet sade till dem "Tecknet på hans [rättmätiga] makt är att [förbundets] ark skall återlämnas till er med en gåva från er Herre av djupt inre lugn och det som ännu består buret av änglarna av det som Moses och Aron och dem som stod dem nära har efterlämnat Helt visst ligger det för er ett tecken i detta om ni är troende"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Nabi mereka mengatakan kepada mereka "Sesungguhnya tanda ia akan menjadi raja ialah kembalinya tabut kepadamu di dalamnya terdapat ketenangan dari Tuhanmu dan sisa dari peninggalan keluarga Musa dan keluarga Harun; tabut itu dibawa malaikat Sesungguhnya pada yang demikian itu terdapat tanda bagimu jika kamu orang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
(Kata nabi mereka kepada mereka), yakni tatkala mereka meminta kepadanya tanda pengangkatannya sebagai raja. (Sesungguhnya tanda ia akan menjadi raja ialah datangnya tabut kepadamu), yakni sebuah peti tempat menyimpan serunai nabi-nabi yang diturunkan Allah kepada nabi Adam dan terus-menerus berada pada mereka sampai mereka dikalahkan oleh orang-orang Amaliqah yang berhasil merebut serunai itu. Selama ini mereka mengambilnya sebagai lambang kemenangan mereka terhadap musuh dan mereka tonjolkan dalam peperangan serta mendapatkan ketenangan hati, sebagaimana firman Allah swt., ("Di dalamnya terdapat ketenangan) ketenteraman bagi hatimu (dari Tuhanmu dan sisa-sisa peninggalan keluarga Musa dan keluarga Harun), yakni yang ditinggalkan kedua nabi itu, sepasang terompah Musa dan tongkatnya serta serban nabi Harun dan tulang-tulang burung manna yang pernah turun kepada mereka serta kepingan-kepingan luh (yang dibawa oleh malaikat) menjadi 'hal' dari pelaku 'ya'tiikum.' (Sesungguhnya pada demikian itu menjadi tanda bagi kamu) atas diangkatnya sebagai raja (jika kamu benar-benar beriman). Tabut itu lalu dibawa oleh malaikat, terapung-apung antara bumi dan langit serta disaksikan oleh mereka dan akhirnya ditaruh oleh malaikat dekat Thalut. Mereka pun mengakuinya sebagai raja dan berlomba-lomba untuk berjihad di sampingnya. Maka dipilihnyalah 70 ribu orang di antara pemuda-pemuda mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বনীইসরাঈলদেরকে তাদের নবী আরো বললেন তালূতের নেতৃত্বের চিহ্ন হলো এই যে তোমাদের কাছে একটা সিন্দুক আসবে তোমাদের পালকর্তার পক্ষ থেকে তোমাদের মনের সন্তুষ্টির নিমিত্তে। আর তাতে থাকবে মূসা হারুন এবং তাঁদের সন্তানবর্গের পরিত্যক্ত কিছু সামগ্রী। সিন্দুকটিকে বয়ে আনবে ফেরেশতারা। তোমরা যদি ঈমানদার হয়ে থাক তাহলে এতে তোমাদের জন্য নিশ্চিতই পরিপূর্ণ নিদর্শন রয়েছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் அவர்களுடைய நபி அவர்களிடம் "நிச்சயமாக அவருடைய அரசதிகாரத்திற்கு அடையாளமாக உங்களிடம் ஒரு தாபூத் பேழை வரும்; அதில் உங்களுக்கு உங்கள் இறைவனிடம் இருந்து ஆறுதல் கொடுக்கக் கூடியவை இருக்கும்; இன்னும் மூஸாவின் சந்ததியினரும்; ஹாரூனின் சந்ததியினரும் விட்டுச் சென்றவற்றின் மீதம் உள்ளவையும் இருக்கும்; அதை மலக்குகள் வானவர்கள் சுமந்து வருவார்கள்; நீங்கள் முஃமின்களாக இருப்பின் நிச்சயமாக இதில் உங்களுக்கு அத்தாட்சி இருக்கின்றது" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และนะบีของพวกเขาได้กล่าวแก่พวกเขาว่า แท้จริงสัญญาณแห่งอำนาจของเขานั้น คือการที่หีบใบนั้น จะมายังพวกท่าน ในหีบนั้นมีความสงบ จากพระเจ้าของพวกท่าน และมีส่วนที่เหลือจากสิ่งที่วงศ์วานของมูซา และวงศ์วานของฮารูนได้ละทิ้งไว้ โดยที่มะลาอิกะฮ์จะแบกมันมา แท้จริงในเรื่องนั้นมีสัญญาณหนึ่งแน่นอนสำหรับพวกท่านหากพวกท่านเป็นผู้ศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Набийлари уларга Албатта унинг подшоҳлигининг белгиси сизларга Роббингиздан тобут келмоғидир унда хотиржамлик ва Мусо ҳамда Ҳорун аҳлидан қолган қолдиқ бўлиб фаришталар кўтариб келур Агар мўмин бўлсаларингиз албатта бу нарсада сизларга белги бор деди Толутнинг ҳақиқатда Аллоҳ томонидан тайин қилинган подшоҳ эканини Бани Исроилга исбот этиш учун уларга қоил қолдирадиган одатдан ташқари Аллоҳдан бошқа ҳеч кимнинг қўлидан келмайдиган бир мўъжиза содир этиляпти Маълумки Уламоларимиз ушбу ҳодисани Пайғамбарлардан қолган нарсаларни табаррук тутишга далилдир деганлар Пайғамбарлари тобутни фаришталар кўтариб келиши Толутнинг подшоҳлигига белгидир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 他们的先知对他们说:他的国权的迹象,是约柜降临你们,约柜里有从主降下的宁静,与穆萨的门徒和哈伦的门徒的遗物,众天神载负著它。对於你们,此中确有一种迹象,如果你们是信士。
- Melayu - Basmeih : Dan Nabi mereka berkata lagi kepada mereka "Sesungguhnya tanda kerajaan Talut itu yang menunjukkan benarnya dari Allah ialah datangnya kepada kamu peti Tabut yang mengandungi sesuatu yang memberi ketenteraman jiwa dari Tuhan kamu dan berisi sebahagian dari apa yang telah ditinggalkan oleh keluarga Nabinabi Musa dan Harun; peti Tabut itu dibawa oleh malaikat Sesungguhnya peristiwa kembalinya Tabut itu mengandungi satu tanda keterangan bagi kamu jika betul kamu orangorang yang beriman"
- Somali - Abduh : Nabigoodii wuxuu ku yidhi calaamadda Xukunkiisu waa inay u timaado taabuud sanduuq oy ku jirto xasiloonida Eebihiin iyo wax ka soo hadhay waxay ka tageen ehelkii Muuse iyo ehelkii Haaruun oo Mala'igtu xambaari arrintaasna calaamaa idiinku sugan haddaad tihiin Mu'miniin
- Hausa - Gumi : Kuma annabinsu ya ce musu "Lalle ne alãmar mulkinSa ita ce akwatin nan ya zo muku a cikinsa akwai natsuwa daga Ubangijinku da sauran kaya daga abin da Gidan Mũsã da Gidan Hãrũna suka bari malã'iku suna ɗaukarsa Lalle ne a cikin wancan akwai alãma a gare ku ta naɗin ¦ãlũta daga Allah ne idan kun kasance mãsu ĩmãni"
- Swahili - Al-Barwani : Na Nabii wao akawaambia Alama ya ufalme wake ni kukuleteeni lile sanduku ambalo mna ndani yake kituliza nyoyo zenu kitokacho kwa Mola wenu Mlezi na mna mabaki ya waliyo yaacha kina Musa na kina Harun wanalichukua Malaika Bila shaka katika hayo zimo dalili kwenu ikiwa nyinyi mnaamini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Pejgamberi u tha atyre “Veçoritë e sundimit të tij janë arritja e sandëkut në të cilin ka prehje qetësi për ju nga Zoti juaj dhe aty ka disa gjëra që kanë lënë familja e Musait dhe Harunit Atë e bartin ëngjujt Në këtë me të vërtetë; ka argument për ju nëse jeni besimtarë”
- فارسى - آیتی : پيغمبرشان گفت كه نشان پادشاهى او اين است كه تابوتى كه سكينه پروردگارتان و باقى ميراث خاندان موسى و خاندان هارون در آن است و فرشتگانش حمل مىكنند، نزد شما آيد. اگر مؤمن باشيد اين براى شما عبرتى است.
- tajeki - Оятӣ : Пайғамбарашон гуфт, ки нишони подшохии ӯ ин аст, ки сандуқе, ки оромии дил аз Парвардигоратон ва боқии мероси хонадони Мӯсо ва хонадони Ҳорун дар он аст ва фариштагонаш мебардоранд, назди шумо ояд. Агар мӯъмин бошед, ин барон шумо ибратест.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارغا پەيغەمبىرى ئېيتتىكى: «ئۇنىڭ پادىشاھلىقىنىڭ ئالامىتى شۇكى، سىلەرگە بىر ساندۇق كېلىدۇ، ئۇنىڭدا رەببىڭلار تەرىپىدىن سىلەرنى تەسكىن تاپقۇزىدىغان نەرسە ۋە مۇسانىڭ ھارۇننىڭ تەۋەلىرى قالدۇرۇپ كەتكەن نەرسىلەر (يەنى مۇسانىڭ ھاسىسى، كىيىمى ۋە تەۋرات يېزىلغان بەزى تاختىلار) قاچىلانغان بولىدۇ، ئۇنى پەرىشتىلەر كۆتۈرۈپ كېلىدۇ. ئەگەر (اﷲ قا ۋە ئاخىرەت كۈنىگە ئىشىنىدىغان) بولساڭلار، بۇنىڭدا (يەنى تابۇتنىڭ نازىل بولۇشىدا اﷲ نىڭ تالۇتنى سىلەرگە پادىشاھلىققا تاللىغانلىقىغا) ئەلۋەتتە سىلەر ئۈچۈن (روشەن) ئالامەت بار»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരുടെ പ്രവാചകന് അവരോടു പറഞ്ഞു: “അദ്ദേഹത്തിന്റെ രാജാധികാരത്തിനുള്ള തെളിവ് ആ പെട്ടി നിങ്ങള്ക്ക് തിരിച്ചുകിട്ടലാണ്. അതില് നിങ്ങളുടെ നാഥനില് നിന്നുള്ള ശാന്തിയുണ്ട്; മൂസായുടെയും ഹാറൂന്റെയും കുടുംബം വിട്ടേച്ചുപോയ വിശിഷ്ടാവശിഷ്ടങ്ങളും. മലക്കുകള് അതു ചുമന്നുകൊണ്ടുവരും. തീര്ച്ചയായും നിങ്ങള്ക്കതില് മഹത്തായ തെളിവുണ്ട്. നിങ്ങള് വിശ്വാസികളെങ്കില്!"
- عربى - التفسير الميسر : وقال لهم نبيهم ان علامه ملكه ان ياتيكم الصندوق الذي فيه التوراه وكان اعداوهم قد انتزعوه منهم فيه طمانينه من ربكم تثبت قلوب المخلصين وفيه بقيه من بعض اشياء تركها ال موسى وال هارون مثل العصا وفتات الالواح تحمله الملائكه ان في ذلك لاعظم برهان لكم على اختيار طالوت ملكا عليكم بامر الله ان كنتم مصدقين بالله ورسله
*270). The Biblical version of this incident is different from the Qur'anic one. The former sheds light, however, on certain details of the incident. It shows that during a military engagement the pagan Philistines had captured the 'Ark of the covenant'. Terrified of the scourge and pestilence which spread wherever they carried the Ark, these pagans placed it on a cart driven by milk cows, and sent it off. (1 Samuel 5-6 - Ed.) Perhaps the Qur'an alludes to this when it mentions angels, since the cart was driverless and it was the angels who kept it in their custody and brought it to the Israelites. The Qur'anic statement, that in the Ark 'lies inward peace for you', can be understood in the light of the Biblical statements that the Israelites regarded the Ark as highly auspicious, and as an emblem of their triumph and victory. When they were deprived of it, they began to feel that they had been deprived of the mercy of God. The return of the Ark, therefore, had a highly salutary effect on them as it strengthened their sagging morale and raised their spirits.
The Qur'anic mention of 'the sacred relics left behind by the house of Aaron' seems to allude to the Tablets of Law bequeathed to Moses on Mount Sinai. The Ark is also said to have contained the original copyof the Torah, which Moses himself had had transcribed and which he had himself handed over to the Levites. The Ark is also supposed to have contained a golden urn holding the manna (Hebrews 9: 2 ff - Ed.), in order that the coming generations might recall God's benevolence to their forefathers during their wandering in the desert. The Ark also probably contained the rod of Moses which was one of the great miracles of God. (Hebrews 9: 5 mentions the rod of Aaron - Ed.)