- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ۖ والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ۗ أولئك أصحاب النار ۖ هم فيها خالدون
- عربى - التفسير الميسر : الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه، يخرجهم من ظلمات الكفر، إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله، يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر، أولئك أصحاب النار الملازمون لها، هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.
- السعدى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
ثم ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك فقال: { الله ولي الذين آمنوا } وهذا يشمل ولايتهم لربهم، بأن تولوه فلا يبغون عنه بدلا ولا يشركون به أحدا، قد اتخذوه حبيبا ووليا، ووالوا أولياءه وعادوا أعداءه، فتولاهم بلطفه ومنَّ عليهم بإحسانه، فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم، وكان جزاؤهم على هذا أن سلمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والراحة والفسحة والسرور { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } فتولوا الشيطان وحزبه، واتخذوه من دون الله وليا ووالوه وتركوا ولاية ربهم وسيدهم، فسلطهم عليهم عقوبة لهم فكانوا يؤزونهم إلى المعاصي أزا، ويزعجونهم إلى الشر إزعاجا، فيخرجونهم من نور الإيمان والعلم والطاعة إلى ظلمة الكفر والجهل والمعاصي، فكان جزاؤهم على ذلك أن حرموا الخيرات، وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات، وكانوا من حزب الشيطان وأولياءه في دار الحسرة، فلهذا قال تعالى: { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }
- الوسيط لطنطاوي : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
الولي: الناصر والمعين والحليف. مأخوذ من الولاية بمعنى النصرة والمعنى: الله الذي بيده ملكوت كل شيء وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا أى معينهم وناصرهم ومتولى أمورهم، فهو- سبحانه- الذي يخرجهم من ظلمات الكفر، ومن ضلالات الشرك والفسوق والعصيان إلى نور الحق والهداية والتحرر من الأوهام. أما الذين كفروا فأولياؤهم ونصراؤهم الطاغوت الذي يتمثل في الشياطين والأصنام والأوهام الموروثة والكبرياء والمضلين، وهؤلاء يخرجونهم بسبب انطماس بصيرتهم وانتكاسهم في المعاصي من نور الإيمان والهداية إلى ظلمات الكفر والضلالة. أولئك الموصوفون بتلك الصفات القبيحة أصحاب النار هم فيها خالدون خلودا مؤبدا.
وأفرد- سبحانه- النور وجمع الظلمات، لأن الحق واحد أما الظلمات فقد تعددت فنونها وألوانها وأسبابها. وفي تقديم الَّذِينَ كَفَرُوا في قوله:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ إشارة إلى أنهم هم الذين ارتضوا أن يكون الطغيان مسيطرا على قلوبهم لأن كفرهم بالله- تعالى- هو الذي جعل الشيطان ينفذ إلى أقطار نفوسهم بسهولة ويسر.
وقوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا مبتدأ وأَوْلِياؤُهُمُ مبتدأ ثان، والطَّاغُوتُ خبره والجملة خبر المبتدأ الأول.
ولم يقل- سبحانه- والطاغوت ولى الذين كفروا للاحتراز عن وضع اسم الطاغوت في مقابل لفظ الجلالة.
فإن قيل: وهل كان الكافرون في نور ثم أخرجوا منه؟ فالجواب أن المراد يخرجونهم من النور الفطري الذي جعل عليه الناس كافة أو من نور الحجج الواضحات التي من شأنها أن تحمل كل عاقل على الدخول في الإسلام. وقيل المراد بهؤلاء المخرجين من النور إلى الظلمات أولئك الذين آمنوا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم قبل بعثته ثم كفروا به بعدها والإشارة في قوله: أُولئِكَ تعود إلى الذين كفروا. وفي التعبير «بأصحاب النار» إشعار بأنهم ملازمون لها كما يلازم المالك ما يملكه والرفيق رفيقه. وقوله هُمْ فِيها خالِدُونَ تأكيد لبقائهم فيها واختصاصهم بها.
وبذلك تكون الآية الكريمة قد ساقت أحسن البشارات للمؤمنين، وأشد العقوبات.
للكافرين الذين استحبوا العمى على الهدى.
ثم ساق القرآن بعد ذلك بعض الأمثلة للمؤمنين المهتدين وللضالين المغرورين.
فقال- تعالى-:
- البغوى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قوله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) ناصرهم ومعينهم وقيل : محبهم ، وقيل متولي أمورهم لا يكلهم إلى غيره وقال الحسن : ولي هدايتهم ( يخرجهم من الظلمات إلى النور ) أي من الكفر إلى الإيمان قال الواقدي : كل ما في القرآن من الظلمات والنور فالمراد منه الكفر والإيمان غير التي في سورة الأنعام ، وجعل الظلمات والنور " فالمراد منه الليل والنهار سمي الكفر ظلمة لالتباس طريقه وسمي الإسلام نورا لوضوح طريقه ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ) قال مقاتل : يعني كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وسائر رءوس الضلالة ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) يدعونهم من النور إلى الظلمات والطاغوت يكون مذكرا ومؤنثا وواحدا وجمعا قال تعالى في المذكر والواحد : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) ( 60 - النساء ) وقال في المؤنث : " والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها " ( 17 - الزمر ) وقال في الجمع : ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) فإن قيل : قال : يخرجونهم من النور وهم كفار لم يكونوا في نور قط؟ قيل : هم اليهود كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث لما يجدون في كتبهم من نعته فلما بعث كفروا به وقيل : هو على العموم في حق جميع الكفار قالوا : منعهم إياهم من الدخول فيه إخراج كما يقول الرجل لأبيه : أخرجتني من مالك ولم يكن فيه كما قال الله تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام : " إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله " ( 37 - يوسف ) ولم يكن قط في ملتهم ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .
- ابن كثير : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
يخبر تعالى أنه يهدي من اتبع رضوانه سبل السلام فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي المبين السهل المنير ، وأن الكافرين إنما وليهم الشياطين تزين لهم ما هم فيه من الجهالات والضلالات ، ويخرجونهم ويحيدون بهم عن طريق الحق إلى الكفر والإفك ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
ولهذا وحد تعالى لفظ النور وجمع الظلمات ; لأن الحق واحد والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة كما قال : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [ الأنعام : 153 ] وقال تعالى : ( وجعل الظلمات والنور ) [ الأنعام : 1 ] وقال تعالى : ( عن اليمين والشمائل ) [ النحل : 48 ] إلى غير ذلك من الآيات التي في لفظها إشعار بتفرد الحق ، وانتشار الباطل وتفرده وتشعبه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا علي بن ميسرة حدثنا عبد العزيز بن أبي عثمان عن موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد قال : يبعث أهل الأهواء أو قال : يبعث أهل الفتن ، فمن كان هواه الإيمان كانت فتنته بيضاء مضيئة ، ومن كان هواه الكفر كانت فتنته سوداء مظلمة ، ثم قرأ هذه الآية : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
- القرطبى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قوله تعالى : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
قوله تعالى : الله ولي الذين آمنوا الولي فعيل بمعنى فاعل . قال الخطابي : الولي الناصر ينصر عباده المؤمنين ، قال الله عز وجل : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وقال ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ، قال قتادة : الظلمات الضلالة ، والنور الهدى ، وبمعناه قال الضحاك والربيع . وقال مجاهد وعبدة بن أبي لبابة : قوله الله ولي الذين آمنوا نزلت في قوم آمنوا بعيسى فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به ، فذلك إخراجهم من النور إلى الظلمات . قال ابن عطية : فكأن هذا المعتقد أحرز نورا في المعتقد خرج منه إلى الظلمات ، ولفظ الآية مستغن عن هذا التخصيص ، بل هو مترتب في كل أمة كافرة آمن بعضها كالعرب ، وذلك أن من آمن منهم فالله وليه أخرجه من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ، ومن كفر بعد وجود النبي صلى الله عليه وسلم الداعي المرسل فشيطانه مغويه ، كأنه أخرجه من الإيمان إذ هو معه معد وأهل للدخول فيه ، وحكم عليهم بالدخول في النار لكفرهم ، عدلا منه ، لا يسأل عما يفعل . وقرأ الحسن " أولياؤهم الطواغيت " يعني الشياطين ، والله أعلم .
- الطبرى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
القول في تأويل قوله : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " الله ولي الذين آمنوا "، نصيرهم وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه= (1) " يخرجهم من الظلمات " يعني بذلك: (2) .
يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. وإنما عنى ب " الظلمات " في هذا الموضع، الكفر. وإنما جعل " الظلمات " للكفر مثلا لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها، وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحته وصحة أسبابه. فأخبر تعالى ذكره عباده أنه ولي المؤمنين، ومبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه، وهاديهم، فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك، بكشفه عنهم دواعي الكفر، وظلم سواتر [عن ] أبصار القلوب. (3) .
ثم أخبر تعالى ذكره عن أهل الكفر به، فقال: " والذين كفروا "، يعني الجاحدين وحدانيته=" أولياؤهم "، يعني نصراؤهم وظهراؤهم الذين يتولونهم=" الطاغوت "، يعني الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله=" يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، يعني ب " النور " الإيمان، على نحو ما بينا=" إلى الظلمات "، ويعني ب " الظلمات " ظلمات الكفر وشكوكه، الحائلة دون أبصار القلوب ورؤية ضياء الإيمان وحقائق أدلته وسبله.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:
* ذكر من قال ذلك:
5856 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور "، يقول: من الضلالة إلى الهدى=" والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت "، الشيطان: =" يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، يقول: من الهدى إلى الضلالة.
5857 - حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور "، الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان=" والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، يخرجونهم من الإيمان إلى الكفر. (4) .
5858 - حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، في قوله تعالى ذكره: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور "، يقول: من الكفر إلى الإيمان=" والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، يقول: من الإيمان إلى الكفر.
5859- حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن عبدة بن أبي لبابة، عن مجاهد أو مقسم في قول الله: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، قال: كان قوم آمنوا بعيسى، وقوم كفروا به، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر به الذين آمنوا بعيسى= أي: يخرج الذين كفروا بعيسى إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم= (5) " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت "، آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم= قال: " يخرجونهم من النور إلى الظلمات ". (6) .
5860 - حدثنا المثنى، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت منصورا، عن رجل، عن عبدة بن أبي لبابة قال في هذه الآية: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور "، إلى أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، قال: هم الذين كانوا آمنوا بعيسى ابن مريم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به، وأنـزلت فيهم هذه الآية. (7) .
* * *
قال أبو جعفر: وهذا القول الذي ذكرناه عن مجاهد وعبدة بن أبي لبابة يدل على أن الآية معناها الخصوص، وأنها -إذ كان الأمر كما وصفنا- نـزلت فيمن كفر من النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وفيمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من عبدة الأوثان الذين لم يكونوا مقرين بنبوة عيسى، وسائر الملل التي كان أهلها يكذِّب بعيسى.
* * *
فإن قال قائل: أو كانت النصارى على حق قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فكذَّبوا به؟
قيل: من كان منهم على ملة عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فكان على حق، وإياهم عنى الله تعالى ذكره بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136].
* * *
فإن قال قائل: فهل يحتمل أن يكون قوله: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، أن يكون معنيا به غير الذين ذكر مجاهد وعبدة: (8) أنهم عنوا به من المؤمنين بعيسى، أو غير أهل الردة والإسلام؟ (9) .
قيل: نعم يحتمل أن يكون معنى ذلك: والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يحولون بينهم وبين الإيمان، ويضلونهم فيكفرون، فيكون تضليلهم إياهم حتى يكفروا إخراجا منهم لهم من الإيمان، يعني صدهم إياهم عنه، وحرمانهم إياهم خيره، وإن لم يكونوا كانوا فيه قبل، كقول الرجل: " أخرجني والدي من ميراثه "، إذا ملك ذلك في حياته غيره، فحرمه منه حظَّه= (10) ولم يملك ذلك القائل هذا الميراث قط فيخرج منه، ولكنه لما حرمه، وحيل بينه وبين ما كان يكون له لو لم يحرمه، قيل: " أخرجه منه "، وكقول القائل: " أخبرني فلان من كتيبته "، يعني لم يجعلني من أهلها، ولم يكن فيها قط قبل ذلك. فكذلك قوله: " يخرجونهم من النور إلى الظلمات "، محتمل أن يكون إخراجهم إياهم من الإيمان إلى الكفر على هذا المعنى، (11) وإن كان الذي قاله مجاهد وغيره أشبه بتأويل الآية. (12) .
* * *
فإن قال لنا قائل: وكيف قال: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور "، فجمع خبر " الطاغوت " بقوله: " يخرجونهم "، و " الطاغوت " واحد؟
قيل: إن " الطاغوت " اسم لجماع وواحد، وقد يجمع " طواغيت ". وإذا جعل واحده وجمعه بلفظ واحد، كان نظير قولهم: " رجل عدل، وقوم عدل " و " رجل فطر وقوم فطر "، (13) وما أشبه ذلك من الأسماء التي تأتي موحدا في اللفظ واحدها وجمعها، (14) وكما قال العباس بن مرداس:
فَقُلْنَـــا أَسْــلِمُوا إِنَّــا أَخُــوكُمْ
فَقَـدْ بَـرِئَتْ مِـنَ الإِحَـنِ الصُّـدُورُ (15)
* * *
القول في تأويل قوله : أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: هؤلاء الذين كفروا=" أصحاب النار "، أهل النار الذين يخلدون فيها- يعني في نار جهنم- دون غيرهم من أهل الإيمان، إلى غير غاية ولا نهاية أبدا. (16) .
---------------
الهوامش :
(1) انظر تفسيره"الولى" فيما سلف 2 : 488 ، 489 / ثم : 563 ، 564 .
(2) انظر القول في"الظلمات" فيما سلف 1 : 338 .
(3) الزيادة بين القوسين ، لا غنى عنها ، وليست في المطبوعة ولا المخطوطة .
(4) في المخطوطة : "من الظلمات إلى الكفر" ، وهو خطأ بين جدا .
(5) في المطبوعة : "أي : يخرج الذين آمنوا إلى الإيمان بمحمد..." ، وهو لايستقيم ، وفي المخطوطة : "فلما بعث الله محمدا آمن به الذين كفروا بعيسى ، وكفر به الذين آمنوا بعيسى إلى الإيمان بمحمد..." سقط من الناسخ لعجلته : "أي يخرج الذين كفروا بعيسى" ، وهو ما أثبته استظهارا من سياق الكلام ، ومن الأثر بالتالي ، على خطئه فيه ، ومن الدر المنثور 1 : 230 ، وانظر التعليق على الأثر التالي .
(6) الأثر : 5859 ، -"عبدة بن أبي لبابة الأسدي" روي عن ابن عمر وزر بن حبيش وأبي وائل ومجاهد وغيرها من ثقات أهل الكوفة . مترجم في التهذيب ، وكان في المطبوعة والمخطوطة في هذا الموضع"عبدالله بن أبي لبابة"" ، وهو خطأ ، وسيأتي فيهما على الصواب في الأثر التالي .
(7) في المطبوعة والمخطوطة : "فلما جاءهم محمد صلى الله عليه آمنوا به" . والصواب ما أثبت ، أخطأ في نسخه وعجل . وانظر الدر المنثور 1 : 230 ، ففيه الصواب ، وهو الذي يدل عليه سياق الطبري فيما سيأتي أيضًا .
(8) في المطبوعة : "مجاهد وغيره" . وهي في المخطوطة : "عنده" غير منقوطة وإنما عنى عبدة ابن أبي لبابة ، كما في الآثار السالفة ، وما بعدها .
(9) في المخطوطة والمطبوعة : "الردة والإسلام" وهو هنا عطف لا يستقيم ، فإنه إنما عنى المرتدة عن الإسلام .
(10) في المطبوعة : "فحرمه منه خطيئة" ، وهو كلام خلو من المعنى . وفي المخطوطة : "فحرمه منه حطه" غير منقوطة ، وكلها فاسدة . أن المعنى : إذا ملك الميراث غير أبيه ، فحرمه حظه من ميراث أبيه . والحظ : النصيب .
(11) في المطبوعة : "يحتمل" بالياء في أوله ، وأثبت ما في المخطوطة .
(12) في المطبوعة والمخطوطة معا : "مجاهد وغيره" ، وهو خطأ ، وانظر التعليق السالف : ص : 427 تعليق : 1 .
(13) أي رجل مفطر ، وقوم مفطرون .
(14) في المطبوعة : "التي تأتي موحدة في اللفظ..." ، وفي المخطوطة : "التي يأتي موحد في اللفظ"والصواب ما أثبت .
(15) سيرة ابن هشام 4 : 95 واللسان (أخو) ومجاز القرآن 1 : 79 ، من قصيدة له طويلة في يوم حنين ، وفي هزيمة هوازن : ويذكر قارب بن الأسود وفراره من بني أبيه ، وذا الخمار وحبسه قومه للموت ، وبعد البيت: كــأن القــوم - إذ جــاؤوا إلينـا
مـن البغضـاء بعـد السـلم - عـور
وهو يخاطب هوازن بن منصور بن عكرمة ، إخوة سليم بن منصور ، وهم قوم العباس بن مرداس السلمي . وهذا البيت يجعلونه شاهدا على جمع"أخ" بالواو والنون كقول عقيل بن علقة المري: وكــان بنــو فــزارة شـر عـم
وكــنت لهـم كشـر بنـي الأخينـا
فقوله : "أخوكم" ، أي : إخوتكم . فهذا وجه آخر غير الذي استشهد له بهذا البيت والشاهد على قوله الطبري ما جاء في الأثر : "أنتم الوالد ونحن الولد" . والإحن جمع إحنة : وهي الحقد الغالب .
(16) انظر تفسير"أصحاب النار""وخالدون" فيما سلف 2 : 286 ، 287/ 4 : 317 .
- ابن عاشور : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وقع قوله : { الله ولي الذين آمنوا } الآية موقع التعليل لقوله : { لا انفصام لها } [ البقرة : 256 ] لأنّ الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله قد تولّوا الله فصار وليّهم ، فهو يقدّر لهم ما فيه نفعهم وهو ذبّ الشبهات عنهم ، فبذلك يستمر تمسّكهم بالعروة الوثقى ويأمنون انفصامها ، أي فإذا اختار أحد أن يكون مسلماً فإنّ الله يزيده هدى .
والولي الحَليف فهو ينصر مولاه . فالمراد بالنور نور البرهان والحق ، وبالظلمات ظلمات الشبهات والشك ، فالله يزيد الذين اهتدوا هدى لأنّ اتِّباعهم الإسلام تيسير لطرق اليقين فهم يزدادون توغّلا فيها يوماً فيوماً ، وبعكسهم الذين اختاروا الكفر على الإسلام فإنّ اختيارهم ذلك دل على ختم ضُرب على عقولهم فلم يهتدوا ، فهم يزدادون في الضلال يوماً فيوماً . ولأجل هذا الازدياد المتجدّد في الأمرين وقع التعبير بالمضارع في يخرجهم ويخرجونهم وبهذا يتضّح وجه تعقيب هذه الآيات بآية { ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم } [ البقرة : 258 ] ثم بآية { أوْ كالذي مر على قرية } [ البقرة : 259 ] ثم بآية { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تُحْيي الموتى } فإنّ جميعها جاء لبيان وجوه انجلاء الشك والشبهات عن أولياء الله تعالى الذين صدق إيمانهم ، ولا داعي إلى ما في «الكشاف» وغيره من تأويل الذين آمنوا والذين كفروا بالذين أرادوا ذلك ، وجَعْل النور والظلمات تشبيهاً للإيمان والكفر ، لِما علمت من ظهور المعنى بما يدفع الحاجة إلى التأويل بذلك ، ولا يحسن وقعُه بعدَ قوله : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله } ، ولِقوله { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } فإنّه متعينّ للحمل على زيادة تضليل الكافر في كفره بمزيد الشك كما في قوله : { فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله إلى قوله وما زادوهم غير تتبيب } [ هود : 101 ] ، ولأن الطاغوت كانوا أولياء للذين آمنوا قبل الإيمان فإنّ الجميع كانوا مشركين ، وكذلك ما أطال به فخر الدين من وجود الاستدلال على المعتزلة واستدلالهم علينا . وجملة يخرجهم خبر ثاننٍ عن اسم الجلالة . وجملة يخرجونهم حال من الطاغوت . وأعيد الضمير إلى الطاغوت بصيغة جمع العقلاء لأنّه أسند إليهم ما هو من فِعل العقلاء وإن كانوا في الحقيقة سبب الخروج لا مُخرجين . وتقدم الكلام على الطاغوت عند قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } [ البقرة : 256 ]
- إعراب القرآن : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
«اللَّهُ وَلِيُّ» لفظ الجلالة مبتدأ وخبره «الَّذِينَ» اسم موصول في محل جر بالإضافة وجملة «آمَنُوا» صلة الموصول «يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» فعل مضارع تعلق به الجاران والمجروران وفاعله هو والجملة في محل نصب حال «وَالَّذِينَ» الواو عاطفة «الَّذِينَ» اسم موصول مبتدأ جملة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الموصول «أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ» مبتدأ وخبر والجملة خبر المبتدأ الذين «يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» كآية يخرجونهم السابقة ولكن الواو فاعل «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ» مبتدأ وخبر والنار مضاف إليه «هُمْ فِيها خالِدُونَ» مبتدأ وخبر والجار والمجرور متعلقان بالخبر خالدون والجملة حالية.
- English - Sahih International : Allah is the ally of those who believe He brings them out from darknesses into the light And those who disbelieve - their allies are Taghut They take them out of the light into darknesses Those are the companions of the Fire; they will abide eternally therein
- English - Tafheem -Maududi : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(2:257) And Allah (Whose support he takes) hears everything and knows everything. Allah is the Helper and Protector of those who believe in Him: He brings them out of the depths of darkness *287 into the light. As for the disbelievers, they have taghut *288 as their patron, who drives them out of light into the depths of darkness. These are the people who are doomed to the Fire, wherein they shall live for ever.
- Français - Hamidullah : Allah est le défenseur de ceux qui ont la foi Il les fait sortir des ténèbres à la lumière Quant à ceux qui ne croient pas ils ont pour défenseurs les Tâghût qui les font sortir de la lumière aux ténèbres Voilà les gens du Feu où ils demeurent éternellement
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah ist der Schutzherr derjenigen die glauben Er bringt sie aus den Finsternissen heraus ins Licht Diejenigen aber die ungläubig sind deren Schutzherren sind die falschen Götter Sie bringen sie aus dem Licht hinaus in die Finsternisse Das sind Insassen des Höllenfeuers Ewig werden sie darin bleiben
- Spanish - Cortes : Alá es el Amigo de los que creen les saca de las tinieblas a la luz Los que no creen en cambio tienen como amigos a los taguts que les sacan de la luz a las tinieblas Ésos morarán en el Fuego eternamente
- Português - El Hayek : Deus é o Protetor dos fiéis; é Quem os retira das trevas e os transportam para a luz; ao contrário os incrédulos cujosprotetores são os sedutores para que os arrastam da luz levandoos para as trevas serão condenados ao inferno ondepermanecerão eternamente
- Россию - Кулиев : Аллах - Покровитель тех которые уверовали Он выводит их из мраков к свету А покровителями и помощниками неверующих являются тагуты которые выводят их из света к мракам Они являются обитателями Огня и пребудут там вечно
- Кулиев -ас-Саади : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَАллах - Покровитель тех, которые уверовали. Он выводит их из мраков к свету. А покровителями и помощниками неверующих являются тагуты, которые выводят их из света к мракам. Они являются обитателями Огня и пребудут там вечно.
Этот аят связан с предыдущим и является его продолжением. Всевышний сообщил о том, что Он покровительствует верующим, которые уверовали и подтвердили свою веру, выполняя ее обязательные требования и остерегаясь всего, что несовместимо с ней. Аллах оказывает им особое покровительство, заботится о них и выводит их из мрака неверия, ослушания, беспечности и пренебрежения истиной к свету знаний, убежденности, веры, повиновения и совершенного стремления к Всемогущему Господу. Аллах освещает сердца таких людей светом Откровения и веры, облегчает им путь ко всему легкому и отдаляет их от всего трудного. В отличие от них, неверующие отвернулись от своего Всевышнего Покровителя, и поэтому Он сделал их покровителями тех, кого они пожелали видеть своими покровителями. Аллах лишил их Своей поддержки, поставив их в зависимость от тех, кто не способен помочь или навредить им. Эти покровители ввели их в заблуждение, обрекли их на несчастье, лишили их полезного знания, удержали их от праведных поступков, лишили их счастья и обрекли на вечные страдания в Адском пламени. Господи, наставь нас на прямой путь в числе тех, кого Ты наставил на прямой путь!
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah inananların dostudur onları karanlıklardan aydınlığa çıkarır İnkar edenlerin ise dostları tağuttur Onları aydınlıktan karanlıklara sürüklerler İşte onlar cehennemliklerdir onlar orada temelli kalacaklardır
- Italiano - Piccardo : Allah è il patrono di coloro che credono li trae dalle tenebre verso la luce Coloro che non credono hanno per patroni gli idoli che dalla luce li traggono alle tenebre Ecco i compagni del Fuoco in cui rimarranno in eterno
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا پشت و پهنا و خاوهنی ئهو کهسانهیه باوهڕیان هێناوه له تاریکاییهکانی گومان و ستهم دهریان دههێنێت و دهیانبات بهرهو نوورو ڕووناکی ئهوانهش که ڕێبازی کوفریان گرتۆتهبهر یارمهتی دهرهکانیان تهنها ـ تاغوتهکانه له نوورو ڕووناکی دهریان دههێنن و بهرهو تاریکاییهکان دهیانبهن ئا ئهوانه نیشتهجێی ناو ئاگری دۆزهخن و بۆ ههمیشه تیایدا دهمێننهوه
- اردو - جالندربرى : جو لوگ ایمان لائے ہیں ان کا دوست خدا ہے کہ ان کو اندھیرے سے نکال کر روشنی میں لے جاتا ہے اور جو کافر ہیں ان کے دوست شیطان ہیں کہ ان کو روشنی سے نکال کر اندھیرے میں لے جاتے ہیں یہی لوگ اہل دوزخ ہیں کہ اس میں ہمیشہ رہیں گے
- Bosanski - Korkut : Allah je zaštitnik onih koji vjeruju i On ih izvodi iz tmina na svjetlo a onima koji ne vjeruju – zaštitnici su šejtani i oni ih odvode sa svjetla na tmine; oni će biti stanovnici Džehennema oni će u njemu vječno ostati
- Swedish - Bernström : Gud är de troendes Beskyddare Han leder dem ut ur mörkret till ljuset Men de som förnekar sanningen har onda makter till beskyddare som leder dem ut ur ljuset till mörkret De har Elden till arvedel och där skall de förbli till evig tid
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allah Pelindung orangorang yang beriman; Dia mengeluarkan mereka dari kegelapan kekafiran kepada cahaya iman Dan orangorang yang kafir pelindungpelindungnya ialah syaitan yang mengeluarkan mereka daripada cahaya kepada kegelapan kekafiran Mereka itu adalah penghuni neraka; mereka kekal di dalamnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(Allah pelindung) atau pembela (orang-orang yang beriman yang mengeluarkan mereka dari kegelapan), maksudnya kekafiran (pada cahaya) atau keimanan. (Sedangkan orang-orang kafir, pelindung-pelindung mereka ialah setan yang mengeluarkan mereka dari cahaya kepada kegelapan). Disebutkan di sini ikhraj atau mengeluarkan. Adakalanya sebagai imbangan firman-Nya, "Mengeluarkan mereka dari kegelapan", atau mengenai orang-orang Yahudi yang beriman kepada nabi sebelum dibangkitkannya, kemudian kafir kepadanya. (Mereka itu adalah penghuni-penghuni neraka, mereka kekal di dalamnya).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা ঈমান এনেছে আল্লাহ তাদের অভিভাবক। তাদেরকে তিনি বের করে আনেন অন্ধকার থেকে আলোর দিকে। আর যারা কুফরী করে তাদের অভিভাবক হচ্ছে তাগুত। তারা তাদেরকে আলো থেকে বের করে অন্ধকারের দিকে নিয়ে যায়। এরাই হলো দোযখের অধিবাসী চিরকাল তারা সেখানেই থাকবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ்வே நம்பிக்கை கொண்டவர்களின் பாதுகாவலன் ஆவான் அவன் அவர்களை இருள்களிலிருந்து வெளிச்சத்தின் பக்கம் கொண்டு வருகின்றான்; ஆனால் நிராகரிப்பவர்களுக்கோ வழி கெடுக்கும் ஷைத்தான்கள் தாம் அவர்களின் பாது காவலர்கள்; அவை அவர்களை வெளிச்சத்திலிருந்து இருள்களின் பக்கம் கொண்டு வருகின்றன அவர்களே நரகவாசிகள்; அவர்கள் அதில் என்றென்றும் இருப்பர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮ์นั้นคือผู้ทรงช่วยเหลือบรรดาผู้ที่ศรัทธา โดยทรงนำพวกเขาออกจากบรรดาความมืดสู่แสงสว่าง และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธานั้น บรรดาผู้ช่วยเหลือของพวกเขาก็คือ อัฎฎอฆูต โดยที่พวกมันจะนำพวกเขาออกจากแสงสว่างไปสู่ความมืด ชนเหล่านี้แหละคือชาวนรก โดยที่พวกเขาจะอยู่ในนรกนั้นตลอดกาล
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ иймон келтирганларнинг дўстидир Уларни зулматлардан нурга чиқарур Куфр келтирганларнинг дўстлари тоғутдир Уларни нурдан зулматларга чиқарурлар Ана ўшалар дўзах эгаларидир Улар унда абадийдирлар Биз оятда дўст деб таржима қилган ибора арабчада валий деб келган бўлиб бу сиз билан бизнинг тушунчамиздаги дўстдан кўра кенгроқ тушунчани ифода қилади Бу дўст ишбоши ҳамма керакли нарсаларни тайёрлаб ишларни тўғри изга солиб турувчи ғамхўрдир ТоғутАллоҳдан бошқа ибодат қилинадиган нарсалар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主是信道的人的保佑者,使他们从重重黑暗走入光明;不信道的人的保佑者是恶魔,使他们从光明走入重重黑暗。这等人,是火狱的居民,他们将永居其中。
- Melayu - Basmeih : Allah Pelindung Yang mengawal dan menolong orangorang yang beriman Ia mengeluarkan mereka dari kegelapan kufur kepada cahaya iman Dan orangorang yang kafir penolongpenolong mereka ialah Taghut yang mengeluarkan mereka dari cahaya iman kepada kegelapan kufur Mereka itulah ahli neraka mereka kekal di dalamnya
- Somali - Abduh : Eeba waa u gargaaraha kuwa rumeeyey xaqa wuxuuna ka bixiyaa mugdiga Gaalnimada una bixiyaa Nuurka iimaanka kuwa Gaaloobayna gargaarahoodu waa Dhaaquut Xumaan fare wuxuuna ka bixiyaa Nuurka una bixiyaa Mugdiga Gaalnimada kuwaasina waa ehelka Naarta wayna ku waari dhexdeeda
- Hausa - Gumi : Allah Shi ne Masõyin waɗanda suka yi ĩmãni; Yana fitar da su daga duffai zuwa ga haske kuma waɗanda suka kãfirta masõyansu ¦ãgũtu ne; suna fitar da su daga haske zuwa ga duffai Waɗannan abokan Wuta ne sũ a cikinta madawwama ne
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu ni Mlinzi wa walio amini Huwatoa gizani na kuwaingiza mwangazani Lakini walio kufuru walinzi wao ni Mashet'ani Huwatoa kwenye mwangaza na kuwaingiza gizani Hao ndio watu wa Motoni na humo watadumu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia është mik dhe ndihmëtar i atyre që besojnë dhe Ai i nxjerr ata nga errësira në dritë ndërsa ata që nuk besojnë – për mik kanë djallin i cili i nxjerr ata nga drita e i shpie në errësirë Këta janë banorët e skëterrës ku do të qëndrojnë aty përgjithmonë
- فارسى - آیتی : خدا ياور مؤمنان است. ايشان را از تاريكيها به روشنى مىبرد. ولى آنان كه كافر شدهاند طاغوت ياور آنهاست، كه آنها را از روشنى به تاريكيها مىكشد. اينان جهنميانند و همواره در آن خواهند بود.
- tajeki - Оятӣ : Худо ёвари мӯъминон аст. Онҳоро аз торикиҳо ба равшанӣ мебарад. Вале онон, ки кофир шудаанд, тоғут (бутҳо ва худоҳои дурӯғин) ёвари онҳост, ки, онҳоро аз равшанн ба торикиҳо мекашанд. Инҳо ҷаҳаннамиёнанд ва ҳамеша дар он хоҳанд буд.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ مۆمىنلەرنىڭ ئىگىسىدۇ، ئۇلارنى (كۇفرىنىڭ) زۇلمىتىدىن (ئىماننىڭ) يورۇقلۇقىغا چىقىرىدۇ؛ كاپىرلارنىڭ ئىگىسى شەيتاندۇر. ئۇلارنى (ئىماننىڭ) يورۇقلۇقىدىن (گۇمراھلىقنىڭ) قاراڭغۇلۇقىغا چىقىرىدۇ. ئەنە شۇلار ئەھلى دوزاختۇر، ئۇلار دوزاختا مەڭگۈ قالغۇچىلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു, വിശ്വസിച്ചവരുടെ രക്ഷകനാണ്. അവന് അവരെ ഇരുളുകളില്നിന്ന് വെളിച്ചത്തിലേക്ക് നയിക്കുന്നു. എന്നാല് സത്യനിഷേധികളുടെ രക്ഷാധികാരികള് ദൈവേതരശക്തികളാണ്. അവര് അവരെ നയിക്കുന്നത് വെളിച്ചത്തില്നിന്ന് ഇരുളുകളിലേക്കാണ്. അവര് തന്നെയാണ് നരകാവകാശികള്. അവരതില് സ്ഥിരവാസികളായിരിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : الله يتولى المومنين بنصره وتوفيقه وحفظه يخرجهم من ظلمات الكفر الى نور الايمان والذين كفروا انصارهم واولياوهم الانداد والاوثان الذين يعبدونهم من دون الله يخرجونهم من نور الايمان الى ظلمات الكفر اولئك اصحاب النار الملازمون لها هم فيها باقون بقاء ابديا لا يخرجون منها
*287). The 'darkness' mentioned here means the darkness of Ignorance, which throws man off the path of salvation and well-being and directs his energies and efforts to wrong directions in defiance of reality. 'Light' here means the knowledge of Truth with the help of which man comes to know his own realitv and that of the universe; this knowledge also shows him the purpose of his life, and thus leads him consciously, to adopt the Right Way.
*288). Here taghut (see n. 286 above) has a plural connotation. It implies that by turning away from God a man is subjected not to the tyranny of one, but to the tyranny of many tawaghit (evil one). One of these is Satan, who throws up new temptations and allurements. Another potential taghut (transgressor) is man's own animal self, which seeks to subjugate him to his appetites and desires. There are many more taghut in the world outside oneself ; one's wife and children, one's relatives, one's family and one's community, one's friends and acquaintances, one's social environment and one's people, one's leaders and guides, one's government and rulers are all potential taghut, each one of whom seeks to have his purposes served. Man remains subjected to these innumerable masters throughout his life, not knowing precisely whom he should please and whose displeasure he should avoid.