- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ۚ فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا: وهي أن نَخُص الله وحده بالعبادة، ولا نتخذ أي شريك معه، من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك، ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة من دون الله. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم - أيها المؤمنون -: اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى كلمة سواء، كما تُوجَّه إلى اليهود والنصارى، توجَّه إلى من جرى مجراهم.
- السعدى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
أي: قل لأهل الكتاب من اليهود والنصارى { تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } أي: هلموا نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون، ليست مختصة بأحدنا دون الآخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال، ثم فسرها بقوله { ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا } فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا { ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله } بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله، فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق، لأن ذلك جعل للمخلوقين في منزلة الربوبية، فإذا دعي أهل الكتاب أو غيرهم إلى ذلك، فإن أجابوا كانوا مثلكم، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، وإن تولوا فهم معاندون متبعون أهواءهم فاشهدوهم أنكم مسلمون، ولعل الفائدة في ذلك أنكم إذا قلتم لهم ذلك وأنتم أهل العلم على الحقيقة، كان ذلك زيادة على إقامة الحجة عليهم كما استشهد تعالى بأهل العلم حجة على المعاندين، وأيضا فإنكم إذا أسلمتم أنتم وآمنتم فلا يعبأ الله بعدم إسلام غيركم لعدم زكائهم ولخبث طويتهم، كما قال تعالى { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا } الآية وأيضا فإن في ورود الشبهات على العقيدة الإيمانية مما يوجب للمؤمن أن يجدد إيمانه ويعلن بإسلامه، إخبارا بيقينه وشكرا لنعمة ربه.
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
فأنت ترى أن القرآن الكريم قد وجه إلى أهل الكتاب أربع نداءات في هذه الآيات الكريمة أما النداء الأول فقد طلب منهم فيه أن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يخلصوا الله العبادة فقال قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ.
والسواء: العدل والنصفة، أى قل يا محمد لأهل الكتاب: هلموا وأقبلوا إلى كلمة ذات عدل وإنصاف بيننا وبينكم.
أو السواء: مصدر مستوية أى هلموا إلى كلمة لا تختلف فيها الرسل والكتب المنزلة والعقول السليمة، لأنها كلمة عادلة مستقيمة ليس فيها ميل عن الحق.
ثم بين- سبحانه- هذه الكلمة العادلة المستقيمة التي هي محل اتفاق بين الأنبياء فقال:
أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ أى نترك نحن وأنتم عبادة غير الله، بأن نفرده وحده بالعبادة والطاعة والإذعان.
وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً أى ولا نشرك معه أحدا في العبادة والخضوع، بأن نقول: فلان إله، أو فلان ابن إله، أو أن الله ثالث ثلاثة.
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ أى ولا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله.
قال الآلوسى: ويؤيده ما أخرجه الترمذي وحسنه من حديث عدى بن حاتم أنه لما نزلت هذه الآية قال: ما كنا نعبدهم يا رسول الله. فقال صلّى الله عليه وسلّم: «أما كانوا يحلون منكم ويحرمون فتأخذون بقولهم؟ قال: نعم. فقال صلّى الله عليه وسلّم هو ذاك» . قيل وإلى هذا أشار- سبحانه- بقوله:
اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ .
فالآية الكريمة قد نهت الناس جميعا عن عبادة غير الله، وعن أن يشرك معه في الألوهية أحد من بشر أو حجر أو غير ذلك، وعن أن يتخذ أحد من البشر في مقام الرب- عز وجل- بأن يتبع في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما حلله الله أو حرمه.
ولقد كانت رسالة الأنبياء جميعا متفقة في دعوة الناس إلى عبادة الله وحده، وقد حكى القرآن في كثير من الآيات هذا المعنى ومن ذلك قوله- تعالى-: وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ . وقوله- تعالى-: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .
ثم أرشد الله- تعالى- المؤمنين إلى ما يجب عليهم أن يقولوه إذا ما لج الجاحدون في طغيانهم فقال: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.
أى فإن أعرض هؤلاء الكفار عن دعوة الحق، وانصرفوا عن موافقتكم بسبب ما هم عليه من عناد وجحود فلا تجادلوهم ولا تحاجوهم، بل قولوا لهم: اشهدوا: بأنا مسلمون مذعنون لكلمة الحق، بخلافكم أنتم فقد رضيتم بما أنتم فيه من باطل.
قال صاحب الكشاف وقوله فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ أى لزمتكم الحجة فوجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم. وذلك كما يقول الغالب للمغلوب في جدال وصراع أو غيرهما: اعترف بأنى أنا الغالب وسلم لي بالغلبة. ويجوز أن يكون من باب التعريض ومعناه: اشهدوا واعترفوا بأنكم كافرون حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره» .
هذا وتعتبر هذه الآية الكريمة من أجمع الآيات التي تهدى الناس إلى طريق الحق بأسلوب منطقي رصين، ولذا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يكتبها في بعض رسائله التي أرسلها إلى الملوك والرؤساء ليدعوهم إلى الإسلام-.
فقد جاء في كتاب النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل- ملك الروم- «من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد: فإنى أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً إلخ الآية» .
- البغوى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) الآية قال المفسرون : قدم وفد نجران المدينة فالتقوا مع اليهود فاختصموا في إبراهيم عليه السلام ، فزعمت النصارى أنه كان نصرانيا وهم على دينه وأولى الناس به ، وقالت اليهود : بل كان يهوديا وهم على دينه وأولى الناس به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه بل كان إبراهيم حنيفا مسلما وأنا على دينه فاتبعوا دينه دين الإسلام ، فقالت اليهود : يا محمد ما تريد إلا أن نتخذك ربا كما اتخذت النصارى عيسى ربا ، وقالت النصارى : يا محمد ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير ، فأنزل الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة ) والعرب تسمي كل قصة لها شرح كلمة ومنه سميت القصيدة كلمة ( سواء ) عدل بيننا وبينكم مستوية ، أي أمر مستو يقال : دعا فلان إلى السواء ، أي إلى النصفة ، وسواء كل شيء وسطه ومنه قوله تعالى : " فرآه في سواء الجحيم " ( 55 - الصافات ) وإنما قيل للنصف سواء لأن أعدل الأمور وأفضلها أوسطها وسواء نعت لكلمة إلا أنه مصدر ، والمصادر لا تثنى ولا تجمع ولا تؤنث ، فإذا فتحت السين مددت ، وإذا كسرت أو ضممت قصرت كقوله تعالى : " مكانا سوى " ( 58 - طه ) ثم فسر الكلمة فقال : ( ألا نعبد إلا الله ) ومحل أن رفع على إضمار هي ، وقال الزجاج : رفع بالابتداء ، وقيل : محله نصب بنزع حرف الصفة معناه بأن لا نعبد إلا الله وقيل : محله خفض بدلا من الكلمة أي تعالوا إلى أن لا نعبد إلا الله ( ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) كما فعلت اليهود والنصارى ، قال الله تعالى : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " ( 31 - التوبة ) وقال عكرمة : هو سجود بعضهم لبعض ، أي لا تسجدوا لغير الله ، وقيل : معناه لا نطيع أحدا في معصية الله ( فإن تولوا فقولوا اشهدوا ) فقولوا أنتم لهم اشهدوا ( بأنا مسلمون ) مخلصون بالتوحيد .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ودعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية بن خليفة الكلبي إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا هو :
" بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله ، إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) .
- ابن كثير : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ومن جرى مجراهم ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة ) والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال هاهنا . ثم وصفها بقوله : ( سواء بيننا وبينكم ) أي : عدل ونصف ، نستوي نحن وأنتم فيها . ثم فسرها بقوله : ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) لا وثنا ، ولا صنما ، ولا صليبا ولا طاغوتا ، ولا نارا ، ولا شيئا بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له . وهذه دعوة جميع الرسل ، قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] . [ وقال تعالى ] ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل : 36 ] .
ثم قال : ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) وقال ابن جريج : يعني : يطيع بعضنا بعضا في معصية الله . وقال عكرمة : يعني : يسجد بعضنا لبعض .
( فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) أي : فإن تولوا عن هذا النصف وهذه الدعوة فأشهدوهم أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم .
وقد ذكرنا في شرح البخاري ، عند روايته من طريق الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، عن أبي سفيان ، في قصته حين دخل على قيصر ، فسألهم عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صفته ونعته وما يدعو إليه ، فأخبره بجميع ذلك على الجلية ، مع أن أبا سفيان كان إذ ذاك مشركا لم يسلم بعد ، وكان ذلك بعد صلح الحديبية وقبل الفتح ، كما هو مصرح به في الحديث ، ولأنه لما قال هل يغدر ؟ قال : فقلت : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها . قال : ولم يمكني كلمة أزيد فيها شيئا سوى هذه : والغرض أنه قال : ثم جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه ، فإذا فيه :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى . أما بعد ، فأسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) .
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد أن صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران ، وقال الزهري : هم أول من بذل الجزية . ولا خلاف أن آية الجزية نزلت بعد الفتح ، فما الجمع بين كتابة هذه الآية قبل الفتح إلى هرقل في جملة الكتاب ، وبين ما ذكره محمد بن إسحاق والزهري ؟ والجواب من وجوه :
أحدها : يحتمل أن هذه الآية نزلت مرتين ، مرة قبل الحديبية ، ومرة بعد الفتح .
الثاني : يحتمل أن صدر سورة آل عمران نزل في وفد نجران إلى عند هذه الآية ، وتكون هذه الآية نزلت قبل ذلك ، ويكون قول ابن إسحاق : "
إلى بضع وثمانين آية " ليس بمحفوظ ، لدلالة حديث أبي سفيان .الثالث : يحتمل أن قدوم وفد نجران كان قبل الحديبية ، وأن الذي بذلوه مصالحة عن المباهلة لا على وجه الجزية ، بل يكون من باب المهادنة والمصالحة ، ووافق نزول آية الجزية بعد ذلك على وفق ذلك كما جاء فرض الخمس والأربعة الأخماس وفق ما فعله عبد الله بن جحش في تلك السرية قبل بدر ، ثم نزلت فريضة القسم على وفق ذلك .
الرابع : يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بكتب هذا [ الكلام ] في كتابه إلى هرقل لم يكن أنزل بعد ، ثم نزل القرآن موافقة له كما نزل بموافقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحجاب وفي الأسارى ، وفي عدم الصلاة على المنافقين ، وفي قوله : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقرة : 125 ] وفي قوله : ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ) الآية [ التحريم : 5 ] .
- القرطبى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
قوله تعالى : قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : قل يا أهل الكتاب الخطاب في قول الحسن وابن زيد والسدي لأهل نجران . وفي قول قتادة وابن جريج وغيرهما ليهود المدينة ، خوطبوا بذلك لأنهم جعلوا أحبارهم في الطاعة لهم كالأرباب . وقيل : هو لليهود والنصارى جميعا . وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل " بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ، إلى قوله : فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون . لفظ مسلم . والسواء العدل والنصفة ; قاله قتادة . وقال زهير :
أروني خطة لا ضيم فيها يسوي بيننا فيها السواء
الفراء : ويقال في معنى العدل سوى وسوى ، فإذا فتحت السين مددت وإذا كسرت أو ضممت قصرت ; كقوله تعالى : ( مكانا سوى ) . قال : وفي قراءة عبد الله "
إلى كلمة عدل بيننا وبينكم " وقرأ قعنب ( كلمة ) بإسكان اللام ، ألقى حركة اللام على الكاف ; كما يقال : كبد . فالمعنى أجيبوا إلى ما دعيتم إليه ، وهو الكلمة العادلة المستقيمة التي ليس فيها ميل عن الحق .وقد فسرها بقوله تعالى : ألا نعبد إلا الله فموضع "
أن " خفض على البدل من ( كلمة ) ، أو رفع على إضمار مبتدأ ، التقدير هي أن لا نعبد إلا الله . أو تكون مفسرة لا موضع لها ، ويجوز مع ذلك في ( نعبد ) وما عطف عليه الرفع والجزم : فالجزم على أن تكون " أن " مفسرة بمعنى أي ; كما قال عز وجل : أن امشوا وتكون " لا " جازمة . هذا مذهب سيبويه . ويجوز على هذا أن ترفع ( نعبد ) وما بعده يكون خبرا . ويجوز الرفع بمعنى أنه لا نعبد ; ومثله ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا . وقال الكسائي والفراء : ( ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ ) بالجزم على التوهم أنه ليس في أول الكلام ( أن ) .الثانية : قوله تعالى : ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله أي لا نتبعه في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى . وهو نظير قوله تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحله الله . وهذا يدل على بطلان القول بالاستحسان المجرد الذي لا يستند إلى دليل شرعي ; قال الكيا الطبري : مثل استحسانات أبي حنيفة في التقديرات التي قدرها دون مستندات بينة . وفيه رد على الروافض الذين يقولون : يجب قبول قول الإمام دون إبانة مستند شرعي ، وإنه يحل ما حرمه الله من غير أن يبين مستندا من الشريعة . وأرباب جمع رب . و ( دون ) هنا بمعنى غير .
الثالثة قوله تعالى : فإن تولوا أي أعرضوا عما دعوا إليه . فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون أي متصفون بدين الإسلام منقادون لأحكامه معترفون بما لله علينا في ذلك من المنن والإنعام ، غير متخذين أحدا ربا لا عيسى ولا عزيرا ولا الملائكة ; لأنهم بشر مثلنا محدث كحدوثنا ، ولا نقبل من الرهبان شيئا بتحريمهم علينا ما لم يحرمه الله علينا ، فنكون قد اتخذناهم أربابا .
وقال عكرمة : معنى يتخذ يسجد . وقد تقدم أن السجود كان إلى زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا لما أراد أن يسجد ; كما مضى في البقرة بيانه . وروى أنس بن مالك قال : قلنا يا رسول الله ، أينحني بعضنا لبعض ؟ قال ( لا ) قلنا : أيعانق بعضنا بعضا ؟ قال ( لا ولكن تصافحوا ) أخرجه ابن ماجه في سننه . وسيأتي لهذا المعنى زيادة بيان في سورة ( يوسف ) إن شاء الله ، وفي "
الواقعة " مس القرآن أو بعضه على غير طهارة إن شاء الله تعالى . - الطبرى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
القول في تأويل قوله : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " قل "، يا محمد، لأهل الكتاب، وهم أهل التوراة والإنجيل =" تعالوا "، هلموا (24) =" إلى كلمة سواء "، يعني: إلى كلمة عدل بيننا وبينكم، (25) والكلمة العدل، هي أن نوحِّد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه، فلا نشرك به شيئًا.
= وقوله: "
ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا "، يقول: ولا يدين بعضُنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظِّمه بالسجود له كما يسجدُ لربه =" فإن تولوا "، يقول: فإن أعرضوا عما دعوتَهم إليه من الكلمة السواء التي أمرُتك بدعائهم إليها، (26) فلم يجيبوك إليها =" فقولوا "، أيها المؤمنون، للمتولِّين عن ذلك =" اشهدوا بأنا مسلمون ".* * *
واختلف أهل التأويل فيمن نـزلت فيه هذه الآية.
فقال بعضهم: نـزلت في يهود بني إسرائيل الذين كانوا حَوالى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر من قال ذلك:
7191 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم دعا يهودَ أهل المدينة إلى الكلمة السواء، وهم الذين حاجوا في إبراهيم.
7192 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم دَعا اليهود إلى كلمة السَّواء.
7193 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا يهودَ أهل المدينة إلى ذلك، فأبوا عليه، فجاهدهم = قال: دعاهم إلى قول الله عز وجل: "
قل يا أهل الكتاب تَعالوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم "، الآية.* * *
وقال آخرون: بل نـزلت في الوفد من نصارى نجران.
ذكر من قال ذلك:
7194 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: "
قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " الآية، إلى قوله: " فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون "، قال: فدعاهم إلى النَّصَف، وقطع عنهم الحجةَ - يعني وفد نجران. (27)7195 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ثم دعاهم رسُول الله صلى الله عليه وسلم. - يعني الوفدَ من نصارى نجران - فقال: "
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم "، الآية.7196 - حدثني يونس قال، أخبرني ابن وهب قال، حدثنا ابن زيد قال قال: يعني جل ثناؤه: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ، في عيسى = على ما قد بيناه فيما مضى = (28) قال: فأبوا - يعني الوفدَ من نجران - فقال: ادعهم إلى أيسر من هذا،"
قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " فقرأ حتى بلغ: " أربابًا من دون الله "، فأبوا أن يقبلوا هذا ولا الآخر.* * *
قال أبو جعفر: وإنما قلنا عنى بقوله: "
يا أهل الكتاب "، أهلَ الكتابين، لأنهما جميعًا من أهل الكتاب، ولم يخصص جل ثناؤه بقوله: " يا أهل الكتاب " بعضًا دون بعض. فليس بأن يكون موجَّهًا ذلك إلى أنه مقصود به أهلُ التوراة، بأولى منه بأن يكون موجهًا إلى أنه مقصود به أهل الإنجيل، ولا أهل الإنجيل بأولى أن يكونوا مقصودين به دُون غيرهم من أهل التوراة. وإذ لم يكن أحدُ الفريقين بذلك بأولى من الآخر = لأنه لا دلالة على أنه المخصوص بذلك من الآخر، ولا أثر صحيح = فالواجب أن يكون كل كتابيّ معنيًّا به. لأن إفرادَ العبادة لله وحدَه، وإخلاصَ التوحيد له، واجبٌ على كل مأمور منهيٍّ من خلق الله. واسم " أهل الكتاب "، يلزم أهل التوراة وأهل الإنجيل، (29) فكان معلومًا بذلك أنه عني به الفريقان جميعًا.* * *
وأما تأويل قوله: "
تعالوا "، فإنه: أقبلوا وهلمُّوا. (30) وإنما " هو تفاعلوا " من " العلوّ" فكأن القائل لصاحبه: " تعالَ إليّ"، قائلٌ" تفاعل " من " العلوّ"، (31) كما يقال: " تَدَانَ مني" من " الدنوّ"، و " تقارَبْ مني"، من " القرب ".* * *
وقوله: "
إلى كلمة سواء ". فإنها الكلمة العدلُ،" والسَّواء " من نعتِ" الكلمة ". (32)* * *
وقد اختلف أهل العربية في وجه إتباع "
سواء " في الإعراب " لكلمة "، وهو اسمٌ لا صفة.فقال بعض نحويي البصرة: جر "
سواء " لأنها من صفة " الكلمة " وهي العدل، وأراد مستوية. قال: ولو أراد " استواء "، كان النصب. وإن شاء أن يجعلها على " الاستواء " ويجرّ، جاز، ويجعله من صفة " الكلمة "، مثل " الخلق "، لأن " الخلق " هو " المخلوق "." والخلق " قد يكونُ صفةً واسمًا، ويجعل " الاستواء " مثل " المستوى "، قال عز وجل: الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ [سورة الحج: 25]، لأن " السواء " للآخر، وهو اسمٌ ليس بصفة فيجرى على الأول، وذلك إذا أراد به " الاستواء ". فإن أراد به " مستويًا " جاز أن يُجرَي على الأول. والرفع في ذا المعنى جيدٌ، لأنها لا تغيَّر عن حالها ولا تثنى ولا تجمع ولا تؤنث فأشبهت الأسماء التي هي مثل " عدل " و " رضًى " و " جُنُب "، وما أشبه ذلك. وقالوا: [في قوله]: (33) أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ [سورة الجاثية: 21]، فـ" السواء " للمحيا والممات بهذا، المبتدأ.وإن شئت أجريته على الأول، وجعلتَه صفة مقدمة، كأنها من سبب الأول فجرت عليه. وذلك إذا جعلته في معنى "
مستوى ". والرفع وجه الكلام كما فسَّرتُ لك.* * *
وقال بعض نحويي الكوفة: "
سواء " مصدرٌ وضع موضع الفعل، (34) يعني موضع " متساوية ": و " متساو "، فمرة يأتي على الفعل، ومرّةً على المصدر. وقد يقال في" سواء "، بمعنى عدل: " سِوًى وسُوًى "، كما قال جل ثناؤه: مَكَانًا سُوًى و سُوًى [سورة طه: 58]، يراد به: عدل ونصَفٌ بيننا وبينك. وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ ذلك ( إِلَى كَلَمَةٍ عَدْلٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم " ). (35)* * *
وبمثل الذي قلنا في تأويل قوله: " إلى كلمة سواء بيننا وبينكم "، بأن " السواء " هو العدلٍ، قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
7197 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم "، عدل بيننا وبينكم =" ألا نعبد إلا الله "، الآية.
7198 - حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا "، بمثله. (36)
* * *
وقال آخرون: هو قولُ" لا إله إلا الله ".
ذكر من قال ذلك:
7199 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال، قال أبو العالية: " كلمة السواء "، لا إله إلا الله.
* * *
وأما قوله: " ألا نعبُدَ إلا الله "، فإنّ" أنْ" في موضع خفض على معنى: تعالوا إلى أنْ لا نعبد إلا الله. (37)
* * *
وقد بينا - معنى " العبادة " في كلام العرب فيما مضى، ودللنا على الصحيح من معانيه بما أغنى عن إعادته. (38)
* * *
وأما قوله: " ولا يتخذ بعضُنا بعضًا أربابًا "، فإنّ" اتخاذ بعضهم بعضًا "، ما كان بطاعة الأتباع الرؤساءَ فيما أمروهم به من معاصي الله، (39) وتركِهم ما نهوهم عنه من طاعة الله، كما قال جل ثناؤه: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا [سورة التوبة: 31]، كما:-
7200 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج: " ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله "، يقول: لا يطع بعضُنا بعضًا في معصية الله. ويقال إنّ تلك الرُّبوبية: أن يطيعَ الناس سادَتهم وقادتهم في غير عبادة، وإن لم يصلُّوا لهم.
* * *
وقال آخرون: " اتخاذ بعضهم بعضًا أربابًا "، سجودُ بعضهم لبعض.
ذكر من قال ذلك:
7201 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله: " ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله "، قال: سجود بعضهم لبعض.
* * *
وأما قوله: " فإن تولَّوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون "، فإنه يعني: فإن تولَّى الذين تدعونهم إلى الكلمة السواء عنها وكفروا، فقولوا أنتم، أيها المؤمنون، لهم: اشهدوا علينا بأنا = بما تولَّيتم عنه، من توحيد الله، وإخلاص العبودية له، وأنه الإلهُ الذي لا شريك له =" مسلمون "، يعني: خاضعون لله به، متذلِّلون له بالإقرار بذلك بقلوبنا وألسنتنا.
* * *
وقد بينا معنى " الإسلام " فيما مضى، ودللنا عليه بما أغنى عن إعادته. (40)
-----------------------
الهوامش :
(24) انظر تفسير"تعالوا" فيما سلف قريبًا: 474 ، وسيأتي ص: 485.
(25) انظر تفسير"سواء" فيما سلف 1: 256 / 2: 495-497.
(26) انظر معنى"تولى" فيما سلف قريبًا ص: 477 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(27) الأثر 7194- سيرة ابن هشام 2: 232 ، ومضى أيضًا برقم: 7181 ، وهو من بقية الآثار التي آخرها رقم: 7181.
(28) يعني الأثر السالف رقم: 7178.
(29) في المطبوعة: "وأهل الكتاب يعم أهل التوراة وأهل الإنجيل" ، غير ما في المخطوطة حين لم يحسن قراءة ما فيه من التصحيف ، وكان في المخطوطة: "وأنتم أهل الكتاب يلزم أهل التوراة وأهل الإنجيل" صحف الكاتب فكتب مكان"واسم" ، "وأنتم" ، وصواب قراءتها ما أثبت.
(30) قد فسر أبو جعفر"تعالوا" في موضعين سلفا ص: 474 ، ص: 483 ، ولكنه استوفى هنا الكلام في بيانها ، ولا أدري لم يفعل مثل ذلك ، وكان الأولى أن يفسرها أول مرة.
(31) في المطبوعة: "فكأن القائل تعالى إلى ، فإنه تفاعل من العلو" لأنه لم يفهم ما كان في المخطوطة ، فبدله ، ووضع علامة (3) للدلالة على أنه خطأ لا معنى له ، أو سقط في الكلام. والصواب ما أثبت.
(32) انظر تفسير"سواء" فيما سلف قريبًا ص: 483 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(33) الزيادة التي بين القوسين ، زدتها ليستقيم الكلام ويستبين ، وأخشى أن يكون في هذه الجملة سقط لم أستطع أن أتبينه ، وراجع قول أبي جعفر في هذه الآية من تفسيره ، 25 ، 89 ، 90 (بولاق).
(34) "الفعل" يعني به الصفة المشتقة مثل فاعل ومفعول ، كما هو ظاهر هنا ، وراجع فهرس المصطلحات.
(35) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 220.
(36) الأثر: 7198- في المخطوطة: "و.. ولا نشرك به شيئًا" الآية ، وليس فيها"بمثله" ، زادها الناشر أو ناسخ قبله ، لما رأى الأثر غير تام ، وهو صنيع حسن ، وإن كنت لا أرتضيه ، وظني أنه قد سقط من الناسخ الأول بقية التفسير.
(37) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 220 ، فانظر تمامها هناك.
(38) انظر ما سف 1: 160 ، 161 ، 362 / 3: 120 ، 317.
(39) في المطبوعة: "هو ما كان بطاعة الأتباع..." بزيادة"هو" ، وليست في المخطوطة.
(40) انظر ما سلف 2: 510 ، 511 / 3: 73 ، 74 ، 92 ، 110 / ثم 6: 275 ، 280.
- ابن عاشور : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
رجُوع إلى المجادلة ، بعد انقطاعها بالدعاء إلى المباهلة ، بعَثَ عليه الحرصُ على إيمانهم ، وإشارة إلى شيءٍ من زيغ أهل الكتابين عن حقيقة إسلاممِ الوجه لله كما تقدم بيانه . وقد جيء في هذه المجادلة بحجة لا يجدون عنها موئلاً وهو دعوتهم إلى تخصيص الله بالعبادة ونبذ عقيدة إشراك غيره في الإلهية . فجملة { قل يا أهل الكتاب } بمنزلة التأكيد لجملة { فقل تعالوا ندع أبناءنا } [ آل عمران : 61 ] لأنّ مدلول الأولى احتجاج عليهم بضعف ثقتهم بأحقّية اعتقادهم . ومدلول هذه احتجاج عليهم بصحة عقيدة الإسلام ، ولذلك لم تعطف هذه الجملة . والمراد بأهل الكتاب هنا النصارى : لأنهم هم الذين اتخذوا المخلوق ربّاً وعبدوه مع الله .
وتعالوا هنا مستعملة في طلب الاجتماع على كلمة سواء وهو تمثيل : جعلت الكلمة المجتمع عليها بشبه المكان المراد الاجتماع عنده . وتقدم الكلام على ( تعالوا ) قريباً .
والكلمة هنا أطلقت على الكلام الوجيز كما في قوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها } [ المؤمنون : 100 ] .
وسواء هنا اسم مصدر الاستواء ، قيل بمعنى العدل ، وقيل بمعنى قصدٍ لا شطط فيها ، وهذان يكونان من قولهم : مكان سَواء وسِوَى وسَوى بمعنى متوسّط قال تعالى : { فرءاه في سواء الجحيم } [ الصافات : 55 ] . وقال ابن عطية : بمعنى ما يستوي فيه جميع الناس ، فإنّ اتخاذ بعضهم بعضاً أرباباً ، لا يكون على استواء حال وهو قول حسن . وعلى كل معنى فالسواء غير مؤنث ، وصف به { كلمة } ، وهو لفظ مؤنث ، لأنّ الوصف بالمصدر واسم المصدر لا مطابقة فيه .
و { ألا نعبد } بدل من { كلمة } ، وقال جماعة : هو بدل من سَواء ، وردّه ابن هشام ، في النوع الثاني من الجهة السادسة من جهات قواعد الإعراب من مغني اللبيب ، واعترضه الدمامييني وغيره .
والحق أنه مردود من جهة مراعاة الاصطلاح لا من جهة المعنى؛ لأنّ سَواء وصف لِكلمة وألاّ نعبد لو جعل بدلاً من سواء ءال إلى كونه في قوة الوصف لكلمة ولا يحسن وصف كلمة به .
وضمير بيننا عائد على معلوم من المقام : وهو النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، ولذلك جاء بعده : { فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } .
ويستفاد من قوله : { ألا نعبد إلا الله } إلى آخره ، التعريضُ بالذين عبدوا المسيح كُلِّهم .
وقوله : { فإن تولوا } جيء في هذا الشرط بحرف إنْ لأنّ التولِّي بعد نهوض هذه الحجة وما قبلها من الأدلة غريب الوقوع ، فالمقام مشتمل على ما هو صالح لاقتلاع حصول هذا الشرط ، فصار فعل الشرط من شأنه أن يكون نادر الوقوع مفروضاً ، وذلك من مواقع ( إن ) الشرطية فإن كان ذلك منهم فقد صاروا بحيث يُؤيَس من إسلامهم فأعرِضوا عنهم ، وأمسكوا أنتم بإسلامكم ، وأشهدوهم أنكم على إسلامكم . ومعنى هذا الإشهاد التسْجيل عليهم لئلاّ يُظهروا إعراض المسلمين عن الاسترسال في محاجتهم في صورة العجز والتسليم بأحقية ما عليه أهل الكتاب فهذا معنى الإشهاد عليهم بأنا مسلمون .
- إعراب القرآن : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
«قُلْ» سبق إعرابها «يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا» منادى مضاف والكتاب مضاف إليه وتعالوا أمر وفاعله والجملة مقول القول «إِلى كَلِمَةٍ» متعلقان بتعالوا «سَواءٍ» صفة لكلمة «بَيْنَنا» ظرف متعلق بسواء «وَبَيْنَكُمْ» عطف على بيننا «أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ» أن حرف مصدري ونصب لا نافية نعبد مضارع منصوب والمصدر المؤول من أن والفعل بدل من كلمة إلا أداة حصر اللّه لفظ الجلالة مفعول به «وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» لا نشرك عطف على لا نعبد والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما شيئا مفعول به «وَلا يَتَّخِذَ» عطف على لا نشرك «بَعْضُنا» فاعل «بَعْضاً» مفعول به أول «أَرْباباً» مفعول به ثان. «مِنْ دُونِ» متعلقان بيتخذ أو بصفة أرباب «اللَّهَ» لفظ الجلالة مضاف إليه «فَإِنْ تَوَلَّوْا» الفاء استئنافية إن شرطية جازمة تولوا فعل ماض وفاعل وهو في محل جزم فعل الشرط «فَقُولُوا» الفاء رابطة وفعل أمر وفاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط «اشْهَدُوا» فعل أمر وفاعل وهو مبني على حذف النون والجملة مقول القول «بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» أن ونا اسمها مسلمون خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان باشهدوا.
- English - Sahih International : Say "O People of the Scripture come to a word that is equitable between us and you - that we will not worship except Allah and not associate anything with Him and not take one another as lords instead of Allah" But if they turn away then say "Bear witness that we are Muslims [submitting to Him]"
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(3:64) Say: *56 'People of the Book! Come to a word common between us and you: *57 that we shall serve none but Allah and shall associate none with Him in His divinity and that some of us will not take others as lords beside Allah.' And if they turn their backs (from accepting this call), tell them: 'Bear witness that we are the ones who have submitted ourselves exclusively to Allah.'
- Français - Hamidullah : - Dis O gens du Livre venez à une parole commune entre nous et vous que nous n'adorions qu'Allah sans rien Lui associer et que nous ne prenions point les uns les autres pour seigneurs en dehors d'Allah Puis s'ils tournent le dos dites Soyez témoins que nous nous sommes soumis
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag O Leute der Schrift kommt her zu einem zwischen uns und euch gleichen Wort daß wir niemandem dienen außer Allah und Ihm nichts beigesellen und sich nicht die einen von uns die anderen zu Herren außer Allah nehmen Doch wenn sie sich abkehren dann sagt Bezeugt daß wir Allah ergeben sind
- Spanish - Cortes : Di ¡Gente de la Escritura Convengamos en una fórmula aceptable a nosotros y a vosotros según la cual no serviremos sino a Alá no Le asociaremos nada y no tomaremos a nadie de entre nosotros como Señor fuera de Alá Y si vuelven la espalda decid ¡Sed testigos de nuestra sumisión
- Português - El Hayek : Dizelhes Ó adeptos do Livro vinde para chegarmos a um termo comum entre nós e vós Comprometamonos formalmente a não adorar senão a Deus a não Lhe atribuir parceiros e a não nos tomarmos uns aos outros por senhores emvez de Deus Porém caso se recusem dizelhes Testemunhais que somos muçulmanos
- Россию - Кулиев : Скажи О люди Писания Давайте придем к единому слову для нас и для вас о том что мы не будем поклоняться никому кроме Аллаха не будем приобщать к Нему никаких сотоварищей и не будем считать друг друга господами наряду с Аллахом Если же они отвернутся то скажите Свидетельствуйте что мы - мусульмане
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
Скажи: «О люди Писания! Давайте придем к единому слову для нас и для вас, о том, что мы не будем поклоняться никому, кроме Аллаха, не будем приобщать к Нему никаких сотоварищей и не будем считать друг друга господами наряду с Аллахом». Если же они отвернутся, то скажите: «Свидетельствуйте, что мы - мусульмане».Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, цитировал текст этого прекрасного аята в посланиях, которые он отправлял к правителям людей Писания. Иногда он читал этот аят в первом или втором ракатах дополнительного намаза перед рассветным намазом. Он поступал так, потому что в этих словах содержится призыв к единой религии, которую проповедовали все пророки и посланники, разъяснение необходимости поклоняться одному Аллаху, не приобщая к Нему сотоварищей, и подтверждение того, что все люди - простые смертные, не обладающие качествами и особенностями Господа Бога. О правоверные! Если люди Писания и все остальные люди подчинятся вашему призыву, то они последуют прямым путем. Если же они отвернутся, то велите им засвидетельствовать, что вы уже обратились в ислам. Это откровение похоже на следующую суру: «Скажи: “О неверующие! Я не поклоняюсь тому, чему поклоняетесь вы, а вы не поклоняетесь Тому, Кому поклоняюсь я. Я не поклоняюсь так, как поклоняетесь вы (или: тому, чему поклоняетесь вы), а вы не поклоняетесь так, как поклоняюсь я (или: Тому, Кому поклоняюсь я). У вас есть ваша религия, а у меня - моя религия!”» (109:1–6).
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Ey Kitap ehli Ancak Allah'a kulluk etmek O'na bir şeyi eş koşmamak Allah'ı bırakıp birbirimizi rab olarak benimsememek üzere bizimle sizin aranızda müşterek bir söze gelin" Eğer yüz çevirirlerse "Bizim müslüman olduğumuza şahid olun" deyin
- Italiano - Piccardo : Di' “O gente della Scrittura addivenite ad una dichiarazione comune tra noi e voi [e cioè] che non adoreremo altri che Allah senza nulla associarGli e che non prenderemo alcuni di noi come signori all'infuori di Allah” Se poi volgono le spalle allora dite “Testimoniate che noi siamo musulmani”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمد صلی الله علیه وسلم بڵێ ئهی ئهوانهی کتێبتان بۆ ڕهوانهکراوه وهرن بهدهم بانگهواز و بهرنامهیهکهوه که هاوبهش و هاوسهنگه له نێوان ئێمهش و ئێوهشدا ئهویش ئهمهیه جگه له الله کهسی تر نهپهرستین هیچ جۆره هاوهڵێکی بۆ بڕیار نهدهین هیچ لایهکمان لاکهی ترمان بهپیرۆز و فهرمانڕهوا دانهنێین لهجیاتی ئهو زاته و نهیپهرستین خۆ ئهگهر لهم بانگهوازدا سهرپێچیان کردو گوێیان پێنهدا ئهوه پێیان بڵێ که ئێوه بهشایهت بن که ئێمه موسڵمانین و ملکهچی فهرمانی پهروهردگارین
- اردو - جالندربرى : کہہ دو کہ اے اہل کتاب جو بات ہمارے اور تمہارے دونوں کے درمیان یکساں تسلیم کی گئی ہے اس کی طرف او وہ یہ کہ خدا کے سوا ہم کسی کی عبادت نہ کریں اور اس کے ساتھ کسی چیز کو شریک نہ بنائیں اور ہم میں سے کوئی کسی کو خدا کے سوا اپنا کار ساز نہ سمجھے اگر یہ لوگ اس بات کو نہ مانیں تو ان سے کہہ دو کہ تم گواہ رہو کہ ہم خدا کے فرماں بردار ہیں
- Bosanski - Korkut : Reci "O sljedbenici Knjige dođite da se okupimo oko jedne riječi i nama i vama zajedničke da se nikome osim Allahu ne klanjamo da nikoga Njemu ravnim ne smatramo i da jedni druge pored Allaha bogovima ne držimo" Pa ako oni ne pristanu vi recite "Budite svjedoci da smo mi muslimani"
- Swedish - Bernström : Säg "Efterföljare av äldre tiders uppenbarelser Låt oss samlas kring en regel gemensam för oss och för er att vi inte skall dyrka någon utom Gud och inte sätta något vid Guds sida och inte erkänna andra människor som våra herrar och beskyddare i Guds ställe" Och säg om de vänder er ryggen "Vittna då att det är vi som har underkastat oss Hans vilja"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Hai Ahli Kitab marilah berpegang kepada suatu kalimat ketetapan yang tidak ada perselisihan antara kami dan kamu bahwa tidak kita sembah kecuali Allah dan tidak kita persekutukan Dia dengan sesuatupun dan tidak pula sebagian kita menjadikan sebagian yang lain sebagai tuhan selain Allah" Jika mereka berpaling maka katakanlah kepada mereka "Saksikanlah bahwa kami adalah orangorang yang berserah diri kepada Allah"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
(Katakanlah, "Hai Ahli Kitab!) yakni Yahudi dan Nasrani (Marilah kita menuju suatu kalimat yang sama) mashdar dengan makna sifat; artinya yang serupa (di antara kami dan kamu) yakni (bahwa kita tidak menyembah kecuali Allah dan tidak mempersekutukan-Nya dengan sesuatu pun juga dan bahwa sebagian kita tidak mengambil lainnya sebagai Tuhan selain daripada Allah) sebagaimana halnya kamu mengambil para rahib dan pendeta. (Jika mereka berpaling) jika menyeleweng dari ketauhidan (maka katakanlah olehmu) kepada mereka ('Saksikanlah bahwa kami ini beragama Islam.'") yang bertauhid. Ayat berikut diturunkan ketika orang-orang Yahudi mengatakan bahwa Ibrahim itu seorang Yahudi dan kita adalah penganut agamanya demikian pula orang-orang Nasrani mengklaim seperti itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বলুনঃ ‘হে আহলেকিতাবগণ একটি বিষয়ের দিকে আসযা আমাদের মধ্যে ও তোমাদের মধ্যে সমানযে আমরা আল্লাহ ছাড়া অন্য কারও ইবাদত করব না তাঁর সাথে কোন শরীক সাব্যস্ত করব না এবং একমাত্র আল্লাহকে ছাড়া কাউকে পালনকর্তা বানাব না। তারপর যদি তারা স্বীকার না করে তাহলে বলে দাও যে ‘সাক্ষী থাক আমরা তো অনুগত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே அவர்களிடம் "வேதத்தையுடையோரே நமக்கும் உங்களுக்குமிடையே இசைவான ஒரு பொது விஷயத்தின் பக்கம் வாருங்கள்; அதாவது நாம் அல்லாஹ்வைத் தவிர வேறெவரையும் வணங்க மாட்டோம்; அவனுக்கு எவரையும் இணைவைக்க மாட்டோம்; அல்லாஹ்வை விட்டு நம்மில் சிலர் சிலரைக் கடவுளர்களாக எடுத்துக் கொள்ள மாட்டோம்" எனக் கூறும்; முஃமின்களே இதன் பிறகும் அவர்கள் புறக்கணித்து விட்டால்; "நிச்சயமாக நாங்கள் முஸ்லிம்கள் என்பதற்கு நீங்கள் சாட்சியாக இருங்கள்" என்று நீங்கள் கூறிவிடுங்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า โอ้บรรดาผู้ได้รับคัมภีร์ จงมายังถ้อยคำหนึ่งซึ่งเท่าเทียมกัน ระหว่างเราและพวกท่าน คือว่าเราจะไม่เคาระสักการะนอกจากพระองค์เท่านั้น และเราจะไม่ให้สิ่งหนึ่งสิ่งใดเป็นภาคีกับพระองค์ และพวกเราบางคนก็จะไม่ยึดถืออีกบางคนเป็นพระเจ้าอื่นจากอัลลอฮ์ แล้วหากพวกเขาผินหลังให้ ก็จงกล่าวเถิดว่า พวกท่านจงเป็นพยานด้วยว่า แท้จริงพวกเราเป็นผู้น้อมตาม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Эй аҳли китоблар Бизга ҳам сизга ҳам баробар сўзга келинг Аллоҳдан ўзгага ибодат қилмайлик Унга ҳеч нарсани шерик қилмайлик ва Аллоҳни қўйиб баъзимиз баъзимизни Робб қилиб олмайлик дегин Бас агар юз ўгирсалар Гувоҳ бўлинглар биз албатта мусулмонлармиз деб айтинглар
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:信奉天经的人啊!你们来吧,让我们共同遵守一种双方认为公平的信条:我们大家只崇拜真主,不以任何物配他,除真主外,不以同类为主宰。如果他们背弃这种信条,那末,你们说:请你们作证我们是归顺的人。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad "Wahai Ahli Kitab marilah kepada satu Kalimah yang bersamaan antara kami dengan kamu iaitu kita semua tidak menyembah melainkan Allah dan kita tidak sekutukan denganNya sesuatu jua pun; dan jangan pula sebahagian dari kita mengambil akan sebahagian yang lain untuk dijadikan orangorang yang dipuja dan didewadewakan selain dari Allah" Kemudian jika mereka Ahli Kitab itu barpaling enggan menerimanya maka katakanlah kepada mereka "Saksikanlah kamu bahawa sesungguhnya kami adalah orangorang Islam"
- Somali - Abduh : Waxaad dhahdaa Nabiyow Ehelu Kittabow u kaalaya kalimo odhaah aan u simanahay aniga iyo adinkaba oo ah inaynaan caabudin Eebe mooyee wax kale oynaan lana wadaajin waxba kana yeelan qaarkeen qaar Eebayaal Hadday jeedsadaanna waxaad dhahdaa marag noqda inaan Muslimiin nahay
- Hausa - Gumi : Ka ce "Yã ku Mutãnen Littãfi Ku tafo zuwa ga kalma mai daidaitãwa a tsakã ninmu da ku; kada mu bauta wa kõwa fã ce Allah Kuma kada mu haɗa kõme da Shi kuma kada sãshenmu ya riƙi sãshe Ubangiji baicin Allah" To idan sun jũya bã ya sai ku ce "ku yi shaida cẽwa lalle ne mu masu sallamã wa ne"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Enyi Watu wa Kitabu Njooni kwenye neno lilio sawa baina yetu na nyinyi Ya kwamba tusimuabudu yeyote ila Mwenyezi Mungu wala tusimshirikishe na chochote; wala tusifanyane sisi kwa sisi kuwa Waola Walezi badala ya Mwenyezi Mungu Na wakigeuka basi semeni Shuhudieni ya kwamba sisi ni Waislamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “O ithtarët e Librit kujtonie tregimin që është për ne dhe për ju “T’i shërbejmë vetëm Perëndisë që të mos i bëjmë shoq asgjë Atij që njëritjetrin mos ta konsiderojmë për zot në vend të Perëndisë” E nëse ata kthehen nga kjo e vërtetë thuaju atyre “Bëhuni dëshmitarë se ne jemi muslimanë”
- فارسى - آیتی : بگو: اى اهل كتاب، بياييد از آن كلمهاى كه پذيرفته ما و شماست پيروى كنيم: آنكه جز خداى را نپرستيم و هيچ چيز را شريك او نسازيم و بعضى از ما بعضى ديگر را سواى خدا به پرستش نگيرد. اگر آنان رويگردان شدند بگو: شاهد باشيد كه ما مسلمان هستيم.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Эй аҳли китоб, биёед ба он калимае, ки пазируфтаи мову шумост, пайравӣ кунем, он ки ҷуз Худоро напарастем ва ҳеҷ чизро шарики Ӯ насозем ва баъзе аз мо баъзе дигарро ғайри Худо ба парастиш нагирад. Агар онон рӯйгардон шуданд, бигӯ: «Шоҳид бошед, ки мо мусалмон ҳастем».
- Uyghur - محمد صالح : «ئى ئەھلى كىتاب! (يەنى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالار) پەقەت اﷲ غىلا ئىبادەت قىلىش، اﷲ قا ھېچ نەرسىنى شېرىك كەلتۈرمەسلىك، اﷲ نى قويۇپ بىر - بىرىمىزنى خۇدا قىلىۋالماسلىقتەك ھەممىمىزگە ئورتاق بولغان بىر سۆزگە (يەنى بىرخىل ئەقىدىگە) ئەمەل قىلايلى» دېگىن، ئەگەر ئۇلار يۈز ئۆرۈسە (يەنى بۇنى قوبۇل قىلمىسا): «(ئى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالار جامائەسى!) بىزنىڭ مۇسۇلمان ئىكەنلىكىمىزگە گۇۋاھ بولۇڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പറയുക: വേദവിശ്വാസികളേ, ഞങ്ങളും നിങ്ങളും ഒന്നുപോലെ അംഗീകരിക്കുന്ന തത്ത്വത്തിലേക്കു വരിക. അതിതാണ്: "അല്ലാഹു അല്ലാത്ത ആര്ക്കും നാം വഴിപ്പെടാതിരിക്കുക; അവനില് ഒന്നിനെയും പങ്കുചേര്ക്കാതിരിക്കുക; അല്ലാഹുവെ കൂടാതെ നമ്മില് ചിലര് മറ്റുചിലരെ രക്ഷാധികാരികളാക്കാതിരിക്കുക." ഇനിയും അവര്പിന്തിരിഞ്ഞുപോകുന്നുവെങ്കില് പറയുക: "ഞങ്ങള് മുസ്ലിംകളാണ്. നിങ്ങളതിന് സാക്ഷികളാവുക."
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لاهل الكتاب من اليهود والنصارى تعالوا الى كلمه عدل وحق نلتزم بها جميعا وهي ان نخص الله وحده بالعباده ولا نتخذ اي شريك معه من وثن او صنم او صليب او طاغوت او غير ذلك ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعه من دون الله فان اعرضوا عن هذه الدعوه الطيبه فقولوا لهم ايها المومنون اشهدوا علينا بانا مسلمون منقادون لربنا بالعبوديه والاخلاص والدعوه الى كلمه سواء كما توجه الى اليهود والنصارى توجه الى من جرى مجراهم
*56). This marks the beginning of the third discourse of this surah. Its contents invite the conclusion that the surah was revealed sometime between the battles of Badr and Uhud. The subjects of these three discourses are so closely interrelated that some commentators have wrongly understood the verses which follow to be part of the foregoing discourse. From the whole tenor of the discourse which now begins, however, it is evident that it is addressed to the Jews.
*57). The invitation here is for the two parties to agree on something believed in by one of them, the Muslims, and the soundness of which could hardly be denied by the other party, the Christians. For this was the belief of their own Prophets and had been taught in their own scriptures.