- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّآ أَذًى ۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : لن يضروكم إلا أذى ۖ وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون
- عربى - التفسير الميسر : لن يضركم هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب إلا ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والكفر وغير ذلك، فإن يقاتلوكم يُهْزَموا، ويهربوا مولِّين الأدبار، ثم لا ينصرون عليكم بأي حال.
- السعدى : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
ولكن من لطف الله بعباده المؤمنين أنه رد كيدهم في نحورهم، فليس على المؤمنين منهم ضرر في أديانهم ولا أبدانهم، وإنما غاية ما يصلون إليه من الأذى أذية الكلام التي لا سبيل إلى السلامة منها من كل معادي، فلو قاتلوا المؤمنين لولوا الأدبار فرارا ثم تستمر هزيمتهم ويدوم ذلهم ولا هم ينصرون في وقت من الأوقات
- الوسيط لطنطاوي : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
ثم بشر الله- تعالى- المؤمنين، بأن هذه الكثرة الفاسقة من أهل الكتاب التي عتت عن أمر ربها وناصبت المؤمنين العداء، لن تضرهم ضررا بليغا له أثر مادام أهل الإيمان مستمسكين بدينهم ومنفذين لتعاليمه وآدابه، فقال- سبحانه- لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً أى «لن يضركم أهل الكتاب يا معشر المؤمنين إلا ضررا يسيرا، كأن يؤذوكم بألسنتهم ويلقوا الشبه بينكم ليصدوا من ضعف إيمانه عن الحق، وفي هذا تثبيت للمؤمنين، وطمأنينة لقلوبهم، إذ الضرر الذي يصيب الأمة الإسلامية من أعدائها على قسمين: أولهما: ضرر يؤدى إلى هدم كيان الأمة، وإضعاف قوتها وإهدار كرامتها وجعل أمورها في أيدى أعدائها تصرفها كيف تشاء.
وثانيهما: ضرر لا يؤثر في كيان الأمة، ولا يؤدى إلى اضمحلال قوتها كالأذى بالقول، أو محاولة التأثير في ضعاف الإيمان.
وقد نفى- سبحانه- أن يلحق المؤمنين ضرر يأتى على كيانهم من جهة أهل الكتاب فقال:
لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً فأوقع الفعل المضارع في حيز لن المفيدة للنفي- للإشارة إلى أن ذلك لا يكون في المستقبل.
ولكن هذا النفي لهذا النوع من الضرر مشروط بمحافظة الأمة الإسلامية على الأصلين السابقين وهما «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإيمان بالله» .
فإذا أرادت أمة الإسلام ألا تصاب من جهة أهل الكتاب بما يأتى على كيانها، فعليا أن تخلص العبادة لربها، وأن تعمل بسنة نبيها، وأن تتقيد بأحكام كتابها، وأن تباشر الأسباب التي شرعها خالقها للنصر على أعدائها.
أما إذا تركت أمة الإسلام ما أمرها الله- تعالى- به وتجاوزت ما نهاها عنه فإنها في هذه الحالة قد تصاب من أعدائها بما يؤثر في كيانها وتكون هي الجانية على نفسها بمخالفتها لأوامر الله ونواهيه.
هذا، وأكثر العلماء على أن الاستثناء في قوله لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً متصل وأنه استثناء مفرغ من المصدر العام كأنه قيل: لن يضروكم ضررا ألبتة إلا ضرر أذى لا يبالى به من كلمة سوء ونحوها.
وقيل هو استثناء منقطع لأن الأذى ليس من الضرر: أى لن يضروكم بقتال وغلبة لكن بكلمة أذى ونحوها.
ورجح الأول، لأن الكلام إذا أمكن حمله على الاستثناء الحقيقي لم يجز صرفه عن ذلك إلى الاستثناء المنقطع وهنا الأذى مهما قل هو نوع من الضرر وإن لم يترك أثرا.
ثم بشر الله- تعالى- المؤمنين ببشارة أخرى فقال: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ.
تولية الأدبار: كناية عن الهزيمة لأن المنهزم يحول ظهره ودبره إلى جهة الذي هزمه هربا إلى ملجأ يلجأ إليه ليدفع عن نفسه القتل أو الأسر.
والمعنى، إن أهل الكتاب لن يضروكم يا معشر المؤمنين إلا ضررا يسيرا لا يبقى أثره فيكم - مادمتم مستمسكين بدينكم-، فإن قاتلوكم وأنتم على هذه الحال، أمدكم الله بنصره، وألقى في قلوبهم الرعب فيولونكم الأدبار انهزاما منكم، ثم لا ينصرون عليكم بل تنصرون أنتم عليهم.
والتعبير عن الهزيمة بتولية الأدبار، فيه إشارة إلى جبنهم وأنهم يفرون فرارا شديدا بذعر وهلع.
وهكذا كان الشأن في قتال المسلمين الأولين لأعداء الله وأعدائهم، فلقد قاتل المؤمنون اليهود من بنى قينقاع والنضير وقريظة وأهل خيبر فانتصر المسلمون عليهم انتصارا باهرا.
وقاتلوا جموع الروم في بلاد الشام وفي مصر، فكان النصر المؤزر حليفا للمسلمين مع قلتهم وكثرة أعدائهم.
وقوله ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ احتراس. أى: يولونكم الأدبار تولية المنهزم، لا تولية المتحرف لقتال أو المتحيز إلى فئة أو المتأمل في الأمر.
والتعبير بثم لإفادة التراخي في المرتبة: لأن الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الإخبار بتوليهم الأدبار.
وهذه الجملة خبرية وهي معطوفة على جملتي الشرط وجزائه معا، للإشعار بأن هذا ديدنهم، وأنهم لن ينتصروا على المسلمين لا في قتال ولا في غيره، مادام المسلمون مستقيمين على الطريقة التي رسمها الله- تعالى- لهم.
وقد وضح هذا المعنى صاحب الكشاف فقال: فإن قلت: هلا جزم المعطوف في قوله ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ قلت: عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الإخبار ابتداء كأنه قيل أخبركم أنهم لا ينصرون.
فإن قلت: فأى فرق بين رفعه وجزمه في المعنى؟ قلت لو جزم لكان النصر مقيدا بمقاتلتهم كتولية الأدبار وحين رفع كان نفى النصر وعدا مطلقا كأنه قال. ثم شأنهم وقصتهم التي أخبركم عنها وأبشركم بها بعد التولية أنهم مخذولون منتف عنهم النصر والقوة لا ينهضون بعدها بجناح ولا يستقيم لهم أمر، وكان كما أخبر من حال بنى قريظة والنضير وبنى قينقاع ويهود خيبر فإن قلت: فما الذي عطف عليه هذا الخبر؟ قلت: جملة الشرط والجزاء كأنه قيل: أخبركم أنهم إن يقاتلوكم ينهزموا، ثم أخبركم أنهم لا ينصرون. فإن قلت فما معنى التراخي في ثم؟ قلت:
التراخي في المرتبة، لأن الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الإخبار بتوليتهم الأدبار فإن قلت: ما موقع الجملتين، أعنى مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ ولَنْ يَضُرُّوكُمْ قلت هما كلامان واردان على طريق الاستطراد عند إجراء ذكر أهل الكتاب، كما يقول القائل: وعلى ذكر فلان فإن من شأنه كيت وكيت ولذلك جاءا من غير عطف» .
فأنت ترى الآية الكريمة قد بشرت المؤمنين الصادقين ببشارات ثلاث:
أولها: أنهم في مأمن من الضرر البليغ الذي يؤثر في كيانهم وعزتهم وكرامتهم من جهة أهل الكتاب.
ثانيها: أن أهل الكتاب لو قاتلوهم، فإن المؤمنين سيكون لهم النصر عليهم.
ثالثها: أنهم بعد نصرهم عليهم لن تكون لأهل الكتاب- وعلى رأسهم اليهود- شوكة أو قوة للأخذ بثأرهم بعد ذلك.
وقد تحققت هذه البشارات، وكانت كما أخبر الله- تعالى- فإن المسلمين الأولين الذين كانوا متمسكين بتعاليم دينهم نصرهم الله- تعالى- على أهل الكتاب وعلى غيرهم من أعدائهم نصرا مؤزرا- كما سبق أن أشرنا- فإن قال قائل: ولكن الذي نراه الآن أن اليهود الذين لا يمارى أحد في جبنهم وفي حرصهم على الحياة قد انتصروا على المسلمين وأقاموا لهم دولة في بقعة من أعز بقاع البلاد الإسلامية وهي فلسطين فهل يخلف وعد الله؟
والجواب على ذلك. أن وعد الله- تعالى- لا يخلف ولن يتخلف وقد حققه- سبحانه- لأسلافنا الصالحين الذي آمنوا به حق الإيمان. ولكن المسلمين في هذا العصر هم الذين تغيرت أحوالهم، فقد فرطوا في دينهم وأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وتفرقوا شيعا وأحزابا وتنكبوا الطريق القويم ولم يباشروا الأسباب التي شرعها الله- تعالى- لبلوغ النصر، ولم يحسنوا الشعور بالمسئولية.
فلما فعلوا ذلك تبدل حالهم من الخير إلى الشر، ومن القوة إلى الضعف. وسلط الله عليهم من لا يخافهم ولا يرحمهم، لأنه- سبحانه- لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.
وإذا ما عاد المسلمون إلى دينهم فطبقوا أوامره ونواهيه على أنفسهم تطبيقا كاملا، فإن الله- تعالى- سيعيد لهم كرامتهم وعزتهم وقوتهم وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ .
ومن هنا نعلم أن الشرط في نفى الضرر الذي يؤثر في الأمة الإسلامية، هو أن تكون مؤمنة بربها حق الإيمان متبعة لهدى رسولها محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- البغوى : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
قوله تعالى : ( لن يضروكم إلا أذى ) قال مقاتل : إن رؤوس اليهود عمدوا إلى من آمن منهم عبد الله بن سلام وأصحابه فآذوهم فأنزل الله تعالى : ( لن يضروكم إلا أذى ) يعني لا يضروكم أيها المؤمنون هؤلاء اليهود إلا أذى باللسان : وعيدا وطعنا وقيل : كلمة كفر تتأذون بها ( وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ) منهزمين ، ( ثم لا ينصرون ) بل يكون لكم النصر عليهم .
- ابن كثير : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
ثم قال تعالى مخبرا عباده المؤمنين ومبشرا لهم أن النصر والظفر لهم على أهل الكتاب الكفرة الملحدين ، فقال : ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) وهكذا وقع ، فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم آنافهم وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ، كلهم أذلهم الله ، وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن ، وسلبوهم ملك الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين ، ولا تزال عصابة الإسلام قائمة بالشام حتى ينزل عيسى ابن مريم [ عليه السلام ] وهم كذلك ، ويحكم - عليه السلام - بشرع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ولا يقبل إلا الإسلام .
- القرطبى : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
قوله تعالى : لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون
قوله تعالى : لن يضروكم إلا أذى يعني كذبهم وتحريفهم وبهتهم ; لا أنه تكون لهم الغلبة ; عن الحسن وقتادة . فالاستثناء متصل ، والمعنى لن يضروكم إلا ضرا يسيرا ; فوقع الأذى موقع المصدر . فالآية وعد من الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين ، أن أهل الكتاب لا يغلبونهم وأنهم منصورون عليهم لا ينالهم منهم اصطلام إلا إيذاء بالبهت والتحريف ، وأما العاقبة فتكون للمؤمنين . وقيل : هو منقطع ، والمعنى لن يضروكم ألبتة ، لكن يؤذونكم بما يسمعونكم . قال مقاتل : إن رءوس اليهود : كعب وعدي والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم : عبد الله بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم ; فأنزل الله تعالى : لن يضروكم إلا أذى يعني باللسان ، وتم الكلام . ثم قال وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون يعني منهزمين ، وتم الكلام . ثم لا ينصرون مستأنف ; فلذلك ثبتت فيه النون . وفي هذه الآية معجزة للنبي عليه السلام ; لأن من قاتله من اليهود ولاه دبره .
- الطبرى : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: ولو صدَّق أهل التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله؛ لكان خيرًا لهم عند الله في عاجل دنياهم وآجل آخرتهم =" منهم المؤمنون "، يعني: من أهل الكتاب من اليهود والنصارى، المؤمنون المصدِّقون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاءهم به من عند الله، وهم: عبد الله بن سلام وأخوه، وثعلبة بن سَعْيَة وأخوه، (20) وأشباههم ممن آمنوا بالله وصدّقوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واتبعوا ما جاءهم به من عند الله =" وأكثرهم الفاسقون "، يعني: الخارجون عن دينهم، (21) وذلك أن من دين اليهود اتباعُ ما في التوراة والتصديقُ بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومن دين النصارى اتباعُ ما في الإنجيل، والتصديق به وبما في التوراة، وفي كلا الكتابين صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ومبعثه، (22) وأنه نبي الله. وكلتا الفرقتين -أعني اليهود والنصارى- مكذبة، فذلك فسقهم وخروجهم عن دينهم الذي يدعون أنهم يدينون به، الذي قال جل ثناؤه: " وأكثرهم الفاسقون ".
* * *
وقال قتادة بما:-
7625- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "
منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون "، ذم الله أكثر الناس.------------------------
الهوامش :
(20) في المطبوعة: "
ثعلبة بن سعيد" ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من المخطوطة و"سعية" بالسين المهملة المفتوحة والياء المنقوطة باثنين. وسيأتي على الصواب في خبر إسلامه وإسلام أخيه ، بعد قليل ، رقم: 7644.(21) انظر تفسيره"
الفسق" فيما سلف 1: 409 ، 410 / 2: 118 ، 399 / 4. 135 - 141 / 6: 91.(22) في المخطوطة والمطبوعة: "
وفي كل الكتابين. . ." ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبت. - ابن عاشور : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
استئناف نشأ عن قوله { وأكثرهم الفاسقون } [ آل عمران : 110 ] لأن الإخبار عن أكثرهم بأنَّهم غير مؤمنين يؤذن بمعادَاتهم للمؤمنين ، وذلك من شأنه أن يوقع في نفوس المسلمين خشية من بأسهم ، وهذا يختصّ باليهود ، فإنَّهم كانوا منتشرين حيال المدينة في خيبر ، والنضير ، وقينقاع ، وقريظة ، وكانوا أهل مكر ، وقوة ، ومال ، عُدّة ، والمسلمون يومئذٍ في قلّة فطمأن الله المسلمين بأنَّهم لا يخشون بأس أهل الكتاب ، ولا يخشون ضُرّهم ، لكن أذاهُم .
أمَّا النصّارى فلا ملابسة بينهم وبين المسلمين حتَّى يخشوهم . والأذى هو الألم الخفيف وهو لا يبلغ حد الضرّ الَّذي هو الألم ، وقد قيل : هو الضرّ بالقول ، فيكون كقول إسحاق بن خلف
: ... أخشىَ فَظاظة عمّ أو جَفاء أخٍ
وكُنتُ أبقى عليها من أذى الكَلِم ... ومعنى { يولّوكم الأدبار } يفرّون منهزمين .
وقوله { ثم لا ينصرون } احتراس أي يولوكم الأدبار تولية منهزمين لا تولية متحرّفين لقتال أو متحيّزين إلى فئة ، أو متأمّلين في الأمر . وفي العدول عن جعله معطوفاً على جملة الجواب إلى جعله معطوفاً على جملتي الشرط وجزائه معاً ، إشارة إلى أنّ هذا ديدنهم وهجيراهم . لو قاتلوكم ، وكذلك في قتالهم غيركم .
وثمّ لترتيب الإخبار دالّة على تراخي الرتبة . ومعنى تراخي الرتبة كون رتبة معطوفها أعظم من رتبة المعطوف عليه في الغرض المسوق له الكلام . وهو غير التّراخي المجازي ، لأن التّراخي المجازي أن يشبَّه ما ليس بمتأخّر عن المعطوف بالمتأخّر عنه .
وهذا كلّه وعيد لهم بأنهم سيقاتلون المسلمين ، وأنّهم ينهزمون ، وإغراء للمسلمين بقتالهم .
- إعراب القرآن : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
«لَنْ» حرف نصب «يَضُرُّوكُمْ» مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل والكاف مفعول به والجملة مستأنفة «إِلَّا أَذىً» إلا أداة استثناء أذى مستثنى منصوب والتقدير : لن يضروكم ضررا شديدا إلا ضرر أذى «وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ» الواو عاطفة إن شرطية يقاتلوكم مضارع مجزوم بحذف النون ومثله «يُوَلُّوكُمُ» «الْأَدْبارَ» مفعول به ثان «ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ» ثم حرف عطف وقد أفادت هنا الاستئناف لأن الفعل الذي وليها لم يجزم لا نافية ينصرون فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : They will not harm you except for [some] annoyance And if they fight you they will show you their backs; then they will not be aided
- English - Tafheem -Maududi : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ(3:111) They will not be able to harm you except for a little hurt, and if they fight against you they will turn their backs (in flight), and then they will not be succoured.
- Français - Hamidullah : Ils ne sauront jamais vous causer de grand mal seulement une nuisance par la langue; et s'ils vous combattent ils vous tourneront le dos et ils n'auront alors point de secours
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie werden euch keinen Schaden zufügen außer Beleidigungen Und wenn sie gegen euch kämpfen werden sie euch den Rücken kehren und hierauf wird ihnen keine Hilfe zuteil werden
- Spanish - Cortes : Os dañarán pero poco Y si os combaten os volverán la espalda Luego no seles auxiliará
- Português - El Hayek : Porém não poderão vos causar nenhum mal; e caso viessem a vos combater bateriam em retirada e jamais seriamsocorridos
- Россию - Кулиев : Они не причинят вам никакого вреда кроме досаждения Если же они станут сражаться с вами то повернутся к вам спиной после чего им не будет оказана помощь
- Кулиев -ас-Саади : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
Они не причинят вам никакого вреда, кроме досаждения. Если же они станут сражаться с вами, то повернутся к вам спиной, после чего им не будет оказана помощь.Аллах сообщил, что мусульманская община превосходит остальные общины в силу своих качеств и особенностей. Мусульмане - самые искренние и доброжелательные люди. Они любят делать добро, призывают к этому окружающих, обучают людей истине, велят им творить одобряемые поступки и удерживают их от предосудительных деяний. Они не только помогают людям достичь совершенства и стремятся по мере своих возможностей принести им пользу, но и пытаются сами достичь совершенства, веруя в Аллаха и выполняя обязательные требования этой веры. О мусульмане! Если бы люди Писания уверовали в то, во что веруете вы, то они последовали бы прямым путем и поступили бы во благо себе. Но только немногие из них обретают правую веру, потому что большинство из них - нечестивцы. Они отказываются повиноваться Аллаху и Его посланнику, сражаются против правоверных и стремятся навредить им любым способом. Однако они не могут причинить им вреда, разве что доставляют им неприятности своими дурными речами. Когда же они собираются сразиться с ними, то поворачивают вспять и остаются без поддержки. Это предсказание оказалось правдивым, ибо всякий раз, когда люди Писания пытались сразиться с мусульманами, они поворачивали вспять, а Всевышний Аллах помогал правоверным одержать над ними верх.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlar incitmekten başka size bir zarar veremezler Sizinle savaşa koyulurlarsa geri dönüp kaçarlar Sonra kendilerine yardım da edilmez
- Italiano - Piccardo : Non potranno arrecarvi male se non debolmente; e se vi combatteranno volteranno ben presto le spalle e non saranno soccorsi
- كوردى - برهان محمد أمين : ههرگیز ناتوانن زیان له بیرو باوهڕتان بدهن مهگهر ئازارێکی کهم و ئهگهر بجهنگن دژتان پشتتان لێههڵدهکهن و ههڵدێن لهوهودواش سهرکهوتوو نابن
- اردو - جالندربرى : اور یہ تمہیں خفیف سی تکلیف کے سوا کچھ نقصان نہیں پہنچا سکیں گے اور اگر تم سے لڑیں گے تو پیٹھ پھیر کر بھاگ جائیں گے پھر ان کو مدد بھی کہیں سے نہیں ملے گی
- Bosanski - Korkut : Oni vam ne mogu nauditi mogu vas samo vrijeđati; ako vas napadnu daće se u bijeg i poslije im pomoći neće biti
- Swedish - Bernström : De kan inte vålla er mer än obetydlig skada och om de ger sig i strid med er kommer de att vända ryggen till [och fly] och till sist skall de stå helt utan hjälp
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka sekalikali tidak akan dapat membuat mudharat kepada kamu selain dari gangguangangguan celaan saja dan jika mereka berperang dengan kamu pastilah mereka berbalik melarikan diri ke belakang kalah Kemudian mereka tidak mendapat pertolongan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ
(Mereka sekali-kali tidak akan dapat memberi mudarat kepadamu) maksudnya sedikit pun juga orang-orang Yahudi tidak akan dapat memberi mudarat terhadap kaum Muslimin (kecuali gangguan saja) yakni gangguan lisan seperti makian dan ancaman (dan jika mereka berperang dengan kamu maka mereka akan berbalik melarikan diri) karena menderita kekalahan (kemudian mereka tidak mendapat pertolongan) untuk menghadapi kamu sebaliknya kamulah yang akan mendapat pertolongan untuk menghadapi mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যৎসামান্য কষ্ট দেয়া ছাড়া তারা তোমাদের কোনই ক্ষতি করতে পারবে না। আর যদি তারা তোমাদের সাথে লড়াই করে তাহলে তারা পশ্চাদপসরণ করবে। অতঃপর তাদের সাহায্য করা হবে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இத்தகையோர் உங்களுக்குச் சிறிது தொல்லைகள் உண்டு பண்ணுவதைத் தவிர பெரும் தீங்கு எதுவும் செய்துவிட முடியாது அவர்கள் உங்களிடம் போரிட வந்தாலும் அவர்கள் உங்களுக்குப் புறங்காட்டி ஓடி விடுவார்கள்; இன்னும் அவர்கள் எவராலும் உதவி செய்யப்படவும் மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขา จะไม่ทำอันตรายแก่พวกเจ้าได้เลย นอกจากการก่อความเดือดร้อนเล็ก ๆ น้อยๆ เท่านั้น และหากพวกเขาต่อสู้พวกเจ้า พวกเขาก็จะหันหลังหนีพวกเจ้า แล้วพวกเขาก็จะไม่ได้กรับความช่วยเหลือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар сизларга озор беришдан ўзга ҳеч қандай зарар етказа олмаслар Агар сизларга қарши уруш қилсалар ортга қараб қочарлар Сўнгра уларга ёрдам берилмас
- 中国语文 - Ma Jian : 除恶言外,他们绝不能伤害你们;如果你们和他们交战,他们将要败北,且不获援助。
- Melayu - Basmeih : Mereka kaum Yahudi dan Nasrani tidak sekalikali akan membahayakan kamu kecuali menyakiti perasaan kamu dengan ejekan dan tuduhan yang tidak berasas Dan jika mereka memerangi kamu mereka akan berpaling lari membelakangkan kamu kalah dengan sehinahinanya; sesudah itu mereka tidak akan mencapai kemenangan
- Somali - Abduh : Idin wax yeellayn mahayaan wax dhibah mooyee hadday idin la dagaallamaana waxay idiin jeedin Dabada way carari loona Gargaari Maayo
- Hausa - Gumi : Bã zã su cũce ku ba fãce dai tsangwama Kuma idan sun yãƙe ku zã su jũya muku bãya sa'an nan kuma bã zã a taimake su ba
- Swahili - Al-Barwani : Maadui hawatakudhuruni ila ni maudhi tu Na wakipigana nanyi watakupeni mgongo na tena hawatanusuriwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata përveç shqetësimit nuk mund t’ju dëmtojnë juve Nëse ju luftojnë juve ata do të kthejnë thembrat dhe pastaj nuk do të ndihmohen
- فارسى - آیتی : به شما جز اندك آزار، ديگر آسيبى نرسانند. اگر با شما كارزار كنند پشت كنند و به هزيمت روند و پيروز نگردند.
- tajeki - Оятӣ : Ба шумо ҷуз андак озор дигар осебе нарасонанд. Агар бо шумо ҳарб кунанд, пушт кунанд ва рӯй ба гурез раванд ва пирӯз нагарданд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار سىلەرگە ئازار بېرىشتىن باشقا ھېچقانداق زىيان - زەخمەت يەتكۈزەلمەيدۇ؛ ئەگەر سىلەر بىلەن ئۇرۇشسا، سىلەرگە ئارقىسىنى قىلىپ قاچىدۇ، ئاندىن ئۇلارغا ياردەم بېرىلمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നേരിയ ചില ശല്യമല്ലാതെ നിങ്ങള്ക്കൊരു ദ്രോഹവും വരുത്താനവര്ക്കാവില്ല. അഥവാ, അവര് നിങ്ങളോട് യുദ്ധത്തിലേര്പ്പെടുകയാണെങ്കില് ഉറപ്പായും അവര് പിന്തിരിഞ്ഞോടും. പിന്നെ അവര്ക്ക് എവിടെനിന്നും ഒരു സഹായവും കിട്ടുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : لن يضركم هولاء الفاسقون من اهل الكتاب الا ما يوذي اسماعكم من الفاظ الشرك والكفر وغير ذلك فان يقاتلوكم يهزموا ويهربوا مولين الادبار ثم لا ينصرون عليكم باي حال