- عربي - نصوص الآيات عثماني : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبْلٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍۢ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّۢ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ۚ ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ۚ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
- عربى - التفسير الميسر : جعل الله الهوان والصغار أمرًا لازمًا لا يفارق اليهود، فهم أذلاء محتقرون أينما وُجِدوا، إلا بعهد من الله وعهد من الناس يأمنون به على أنفسهم وأموالهم، وذلك هو عقد الذمة لهم وإلزامهم أحكام الإسلام، ورجعوا بغضب من الله مستحقين له، وضُربت عليهم الذلَّة والمسكنة، فلا ترى اليهوديَّ إلا وعليه الخوف والرعب من أهل الإيمان؛ ذلك الذي جعله الله عليهم بسبب كفرهم بالله، وتجاوزهم حدوده، وقَتْلهم الأنبياء ظلمًا واعتداء، وما جرَّأهم على هذا إلا ارتكابهم للمعاصي، وتجاوزهم حدود الله.
- السعدى : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
أخبر تعالى أنه عاقبهم بالذلة في بواطنهم والمسكنة على ظواهرهم، فلا يستقرون ولا يطمئنون { إلا بحبل } أي: عهد { من الله وحبل من الناس } فلا يكون اليهود إلا تحت أحكام المسلمين وعهدهم، تؤخذ منهم الجزية ويستذلون، أو تحت أحكام النصارى وقد { باءوا } مع ذلك { بغضب من الله } وهذا أعظم العقوبات، والسبب الذي أوصلهم إلى هذه الحال ذكره الله بقوله: { ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله } التي أنزلها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الموجبة لليقين والإيمان، فكفروا بها بغيا وعنادا { ويقتلون الأنبياء بغير حق } أي: يقابلون أنبياء الله الذين يحسنون إليهم أعظم إحسان بأشر مقابلة، وهو القتل، فهل بعد هذه الجراءة والجناية شيء أعظم منها، وذلك كله بسبب عصيانهم واعتدائهم، فهو الذي جرأهم على الكفر بالله وقتل أنبياء الله، ثم قال تعالى:
- الوسيط لطنطاوي : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك بعض العقوبات التي عاقب بها اليهود بسبب كفرهم وظلمهم فقال: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ.
وأصل الضرب في كلام العرب يرجع إلى معنى التقاء ظاهر جسم بظاهر جسم آخر بشدة يقال ضرب فلان بيده الأرض إذا ألصقها بها، وتفرعت عن هذا المعنى معان مجازية أخرى ترجع إلى شدة اللصوق.
والذلة على وزن فعلة من قول القائل: ذل فلان يذل ذلة وذلا. والمراد بها الصغار والهوان والحقارة.
فضرب الذلة عليهم كناية عن لزومها لهؤلاء اليهود، وإحاطتها بهم، كما يحيط السرادق بمن يكون في داخله.
قال صاحب الكشاف: جعلت الذلة محيطة بهم مشتملة عليهم، فهم كمن يكون في القبة من ضربت عليه، أو ألصقت بهم حتى لزمتهم ضربة لازب كما يضرب الطين على الحائط فيلزمه. فاليهود صاغرون أذلاء أهل مسكنة ومدقعة» .
وثُقِفُوا أى وجدوا، أو ظفر بهم. يقال: ثقفه أى صادفه أو ظفر به أو أدركه. وهذه المادة تدل على التمكن من أخذ الشيء ومن التصرف فيه بشدة ومنها سمى الأسير ثقافا.
والثقاف آلة تكسر بها أغماد الرماح.
والحبل: هو ما يربط بين شيئين ويطلق على العهد لأن الناس يرتبطون بالعهود: كما يقع الارتباط الحسى بالحبال، وهذا الإطلاق هو المراد هنا.
ولذا قال ابن جرير: وأما الحبل الذي ذكره الله- تعالى- في هذا الموضوع، فإنه السبب الذي يأمنون به على أنفسهم من المؤمنين وعلى أموالهم وذراريهم من عهد وأمان تقدم لهم عقده قبل أن يثقفوا في بلاد الإسلام.
والمعنى: أن هؤلاء اليهود أحاطت بهم الذلة في جميع أحوالهم أينما وجدوا وحيثما حلوا إلا في حال اعتصامهم بعهد من الله أو بعهد من الناس.
وقد فسر العلماء عهد الله بعقد الجزية الذي يربط بينهم وبين المسلمين.
وإنما كان عقد الجزية عهدا من الله لهم، لأنه- سبحانه- هو الذي شرعه، وما شرعه الله فالوفاء به واجب.
وكان عهدا من المسلمين لهم، لأنهم أحد طرفيه، فهم الذين باشروه مع اليهود وبمقتضاه يحفظون حقوقهم ودماءهم وأموالهم ويكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وعلى المسلمين حمايتهم، وصون أموالهم لقاء مقدار من المال يدفع لهم كل عام وهو المسمى بالجزية.
وأما عهد الناس، فهو العهود التي يعيشون بمقتضاها في أى أمة من أمم الأرض مسلمة كانت هذه الأمة أو كافرة.
فإن كانت العهود صادرة من المسلمين، جاز أن يطلق عليها عهد الله- أيضا- باعتبار أن الله هو الذي شرعها.
وإن كانت من غير المسلمين فهي عهود من الناس سواء أوافقت شريعة الله تعالى- أم لا.
والمعنى الإجمالى للآية: أن اليهود قد ضرب الله- تعالى- عليهم الذلة والمسكنة في كل زمان ومكان بسبب كفرهم وطغيانهم، وسلب عنهم السلطان والملك، فهم يعيشون في بقاع الأرض في حماية غيرهم من الأمم الأخرى، بمقتضى عهود يعقدونها معهم وقد تكون هذه العهود موافقة لشرع الله- تعالى- وقد لا تكون موافقة.
فإن قال قائل: إنهم الآن أصحاب جاه وسلطان، بعد أن أنشأوا دولتهم بفلسطين!! والجواب: أنهم مع قيام هذه الدولة يعيشون تحت حماية غيرهم من دول الكفر الكبرى.
فهي التي تحميهم وتمدهم بأسباب الحياة والقوة، فينطبق على هذه الحالة- أيضا- أنها بحبل من الناس. فاليهود لا سلطان لهم، ولا عزة تكمن في نفوسهم، ولكنهم مأمورون مسخرون أن يعيشوا في تلك البقعة من الأرض لتكون مركزا لتلك الأمم التي تعهدت بحمايتهم ليقفزوا منها إلى محاربة المسلمين، إذا أتيحت لهم فرصة.
ولو أن المسلمين غيروا ما بأنفسهم، وتمسكوا بشريعتهم، واجتمعت قلوبهم، وتوحدت أهدافهم، وأحسنوا الشعور بالمسئولية نحو دينهم وأنفسهم وأوطانهم، وأعدوا ما استطاعوا من قوة لقتال أعداء الله وأعدائهم..
لو أنهم فعلوا ذلك لما كان حالهم كما ترى الآن من ضعف وتخاذل وتفرق والأمل كبير في أن يتنبه المسلمون إلى ما يحيط بهم من أخطار فيعملوا على دفعها ويعتصموا بحبل الله لتعود لهم قوتهم وهيبتهم.
هذا، وقوله: أَيْنَ ما اسم شرط، وهو ظرف مكان و «ما» مزيدة فيها للتأكيد.
وقوله ثُقِفُوا في محل جزم بها.
وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله أى: أينما ثقفوا غلبوا أو ذلوا.
ويجوز أن يكون جواب الشرط قوله ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ عند من يجوز تقديم جواب الشرط على الشرط.
والاستثناء في قوله إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ مفرغ من عموم الأحوال أى ضربت عليهم الذلة في عامة الأحوال إلا في حال اعتصامهم بحبل من الله وحبل من الناس.
ثم ذكر- سبحانه- عقوبتين أخريين أنزلهما بهم جزاء كفرهم وتعديهم لحدوده فقال تعالى:
وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ.
قال ابن جرير: قوله- تعالى- وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أى انصرفوا ورجعوا. ولا يقال باؤوا، إلا موصولا إما بخير وإما بشر. يقال منه: باء فلان بذنبه يبوء به بوءا وبواء. ومنه قوله- تعالى- إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ يعنى تنصرف متحملهما، وترجع بهما قد صارا عليك دوني. فمعنى الكلام إذا: ورجعوا منصرفين متحملين غضب الله، قد صار عليهم من الله غضب، ووجب عليهم منه سخط» .
والمسكنة: مفعلة من السكون، ومنها أخذ لفظ المسكين. لأن الهم قد أثقله فجعله قليل الحركة والنهوض لما به من الفاقة والفقر.
والمراد بها في الآية الكريمة الضعف النفسي، والفقر القلبي الذي يستولى على الشخص فيجعله يحس بالهوان مهما تكن لديه من أسباب القوة.
والفرق بينها وبين الذلة: أن الذلة تجيء أسبابها من الخارج. كأن يغلب المرء على أمره نتيجة انتصار عدوه عليه فيذل لهذا العدو.
أما المسكنة فهي تنشأ من داخل النفس نتيجة بعدها عن الحق، واستيلاء المطامع والشهوات وحب الدنيا عليها.
والمعنى: أن هؤلاء اليهود يجانب ضرب الذلة عليهم حيثما حلوا، قد صاروا في غضب من الله، وأصبحوا أحقاء به، وضربت عليهم كذلك المسكنة التي تجعلهم يحسون بالصغار مهما ملكوا من قوة ومال.
ثم ذكر- سبحانه- الأسباب التي جعلتهم أحقاء بهذه العقوبات فقال- تعالى-:ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ، وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.
فاسم الإشارة ذلك يعود إلى تلك العقوبات العادلة التي عاقبهم الله بها بسبب كفرهم وفسقهم.
والآيات: تطلق ويراد بها الأدلة الشاهدة على وحدانية الله- تعالى- وربوبيته وتطلق ويراد بها النصوص التي تشتمل عليها الكتب السماوية، وتطلق ويراد بها الأدلة الشاهدة على صدق الرسل- عليهم الصلاة والسلام- فيما يبلغون عن الله- تعالى-، وهي التي يسميها علماء التوحيد بالمعجزات.
وقد كفر اليهود بكل هذه الضروب من الآيات ومردوا على ذلك كما يفيده التعبير بالفعل المضارع يَكْفُرُونَ.
أى: ذلك الذي أصابهم من عقوبات رادعة، سببه أنهم كانوا يكفرون بآيات الله وأدلته الدالة على وحدانيته وعلى صدق رسله- عليهم الصلاة والسلام- وتلك هي جريمة بنى إسرائيل الأولى.
أما جريمتهم الثانية فقد عبر عنها- سبحانه- بقوله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ أى أنهم لم يكتفوا بالكفر، بل امتدت أيديهم الأثيمة إلى دعاة الحق وهم أنبياء الله- تعالى- الذين أرسلهم لهدايتهم فقتلوهم بدون أدنى شبهة تحمل على الإساءة إليهم فضلا عن قتلهم.
وقال- سبحانه- بِغَيْرِ حَقٍّ مع أن قتل الأنبياء لا يكون بحق أبدا. لإفادة أن قتلهم لهم كان بغير وجه معتبر في شريعتهم لأنها تحرمه.
قال- تعالى- مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً .
فهذا القيد المقصود به الاحتجاج عليهم بأصول دينهم، وتخليد مذمتهم، وتقبيح إجرامهم حيث إنهم قتلوا أنبياءهم بدون خطأ في الفهم، أو تأويل في الحكم أو شبهة في الأمر، وإنما فعلوا ما فعلوا وهم عالمون بقبح ما ارتكبوا، ومخالفون لشرع الله عن تعمد وإصرار.
ولذا قال صاحب الكشاف: فإن قلت: قتل الأنبياء لا يكون إلا بغير الحق، فما فائدة ذكره؟ قلت: معناه أنهم قتلوهم بغير الحق عندهم، لأنهم لم يقتلوا ولا أفسدوا في الأرض فيقتلوا، وإنما نصحوهم ودعوهم إلى ما ينفعهم فقتلوهم.
فلو سئلوا وأنصفوا من أنفسهم لم يذكروا وجها يستحقون به القتل عندهم وقال الفخر الرازي ما ملخصه: فإن: قيل: قال هنا: وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وقال في سورة البقرة وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ فما الفرق؟ قلت: إن الحق المعلوم بين المسلمين الذي يوجب القتل يتجلى في حديث: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان وقتل نفس بغير حق» . فالحق المذكور في سورة البقرة إشارة إلى هذا.
وأما الحق المنكر هنا فالمراد به تأكيد العموم أى لم يكن هناك أى حق يستندون إليه، لا هذا الذي يعرفه المسلمون ولا غيره ألبتة .
ونسب- سبحانه- القتل إلى أولئك اليهود المعاصرين للعهد النبوي مع أن القتل قد صدر عن أسلافهم، لأن أولئك المعاصرين كانوا راضين بفعل آبائهم وأجدادهم، فصحت نسبة القتل إليهم، ولأن بعض أولئك المعاصرين قد همّ بقتل النبي صلّى الله عليه وسلّم فكف الله- تعالى- أيديهم الأثيمة عنه.
ثم سجل الله- تعالى- جريمتهم الثالثة بقوله ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.
العصيان: الخروج عن طاعة الله، والاعتداء: تجاوز الحد الذي حده الله- تعالى- لعباده إلى غيره وكل متجاوز حد شيء إلى غيره فقد تعداه إلى ما جاوز إليه.
وللمفسرين في مرجع اسم الإشارة ذلِكَ في قوله ذلِكَ بِما عَصَوْا رأيان:
أولهما: أنه يعود إلى كفرهم بآيات الله وقتلهم لأنبيائه، وعليه يكون المعنى:
إن هؤلاء اليهود قد ألفوا العصيان لخالقهم والتعدي لحدوده بجرأة وعدم مبالاة، فنشأ عن هذا التمرد والطغيان أن كفروا بآيات الله وقتلوا أنبياءه، وباشروا تلك الكبائر بقلوب كالحجارة أو أشد قسوة.
والجملة الكريمة على هذا الرأى تفيد أن التردي في المعاصي، وارتكاب ما نهى الله عنه، وتجاوز الحدود المشروعة، يؤدى إلى الانتقال من صغير الذنوب إلى كبيرها ومن حقيرها إلى عظيمها لأن هؤلاء اليهود حين استمرءوا المعاصي، هانت على نفوسهم الفضائل، وانكسرت أمام شهواتهم كل المثل العليا فكذبوا بآيات الله تكذيبا، وقتلوا من جاءهم بالهدى ودين الحق.
وثانيهما: أن اسم الإشارة ذلِكَ في قوله ذلِكَ بِما عَصَوْا يعود إلى نفس المشار إليه باسم الإشارة الأول وهو قوله ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ.
وتكون الحكمة في تكرار الإشارة هو تمييز المشار إليه، حرصا على معرفته، ويكون العصيان والاعتداء سببين آخرين لضرب الذلة والمسكنة عليهم واستحقاقهم لغضب الله كما أشرنا من قبل.
والإشارة حينئذ من قبيل التكرير المغني عن العطف كما في قوله- تعالى- أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ.
والمعنى: أن هؤلاء اليهود قد لزمتهم الذلة والمسكنة، وصاروا أحقاء بسخط الله بسبب كفرهم بآياتنا وقتلهم أنبياءنا وخروجهم عن طاعتنا، وتعديهم حدودنا.
وعلى هذا الرأى يكون ذكر أسباب العقوبة التي حلت بهم في الدرجة العليا من حسن الترتيب فقد بدأ- سبحانه- بما فعلوه في حقه وهو كفرهم بآياته. ثم ثنى بما يتلوه في العظم وهو قتلهم لأنبيائه، ثم وصمهم بعد ذلك بالعصيان والخروج عن طاعته، ثم ختم أسباب العقوبة بدمغهم بالاعتداء وتخطى الحدود، وعدم المبالاة بالعهود.
وهذا الترتيب من لطائف أسلوب القرآن الكريم في سوق الأحكام مشفوعة بعللها وأسبابها.
وبذلك نرى أن الآيات الكريمة قد بدأت حديثها بمدح الأمة الإسلامية بأنها خير أمة أخرجت للناس، ثم ثنت بدعوة أهل الكتاب إلى الإسلام وبإخبار المؤمنين بأن أعداءهم لن يضروهم ضررا يؤثر في كيانهم ماداموا معتصمين بتعاليم دينهم، ثم ختمت حديثها ببيان العقوبات التي حلت باليهود بسبب كفرهم وبغيهم.
وبعد هذا الحديث الحكيم عن أهل الكتاب، وعن العقوبات التي أنزلها- سبحانه- باليهود بسبب فسقهم وظلمتهم، بعد كل ذلك ساق- سبحانه- آيات كريمة تمدح من يستحق المدح من أهل الكتاب إنصافا لهم وتكريما لذواتهم فقال- تعالى:
- البغوى : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا ) حيث ما وجدوا ( إلا بحبل من الله ) يعني : أينما وجدوا استضعفوا وقتلوا وسبوا فلا يأمنون " إلا بحبل من الله " : عهد من الله تعالى بأن يسلموا ، ( وحبل من الناس ) المؤمنين ببذل جزية أو أمان يعني : إلا أن يعتصموا بحبل فيأمنوا .
قوله تعالى : ( وباءوا بغضب من الله ) رجعوا به ، ( وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
- ابن كثير : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
ثم قال تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) أي : ألزمهم الله الذلة والصغار أينما كانوا فلا يأمنون ( إلا بحبل من الله ) أي : بذمة من الله ، وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم ، وإلزامهم أحكام الملة ( وحبل من الناس ) أي : أمان منهم ولهم ، كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة ، وكذا عبد ، على أحد قولي العلماء .
قال ابن عباس : ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) أي : بعهد من الله وعهد من الناس ، [ و ] هكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، والربيع بن أنس .
وقوله : ( وباءوا بغضب من الله ) أي : ألزموا فالتزموا بغضب من الله ، وهم يستحقونه ( وضربت عليهم ) أي : ألزموها قدرا وشرعا . ولهذا قال : ( ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ) أي : وإنما حملهم على ذلك الكبر والبغي والحسد ، فأعقبهم ذلك الذلة والصغار والمسكنة أبدا ، متصلا بذلة الآخرة ، ثم قال تعالى : ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) أي : إنما حملهم على الكفر بآيات الله وقتل رسل الله وقيضوا لذلك أنهم كانوا يكثرون العصيان لأوامر الله ، عز وجل ، والغشيان لمعاصي الله ، والاعتداء في شرع الله ، فعياذا بالله من ذلك ، والله المستعان .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر الأزدي ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم ثلاثمائة نبي ، ثم يقوم سوق بقلهم في آخر النهار .
- القرطبى : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
قوله تعالى : ضربت عليهم الذلة يعني اليهود . أين ما ثقفوا أي وجدوا ولقوا ، وتم الكلام . وقد مضى في البقرة معنى ضرب الذلة عليهم . إلا بحبل من الله استثناء منقطع ليس من الأول . أي لكنهم يعتصمون بحبل من الله . وحبل من الناس يعني الذمة التي لهم . والناس : محمد والمؤمنون يؤدون إليهم الخراج فيؤمنونهم . وفي الكلام اختصار ، والمعنى : إلا أن يعتصموا بحبل من الله ، فحذف ; قاله الفراء .
وباءوا بغضب من الله أي رجعوا . وقيل احتملوا . وأصله في اللغة أنه لزمهم ، وقد مضى في البقرة . ثم أخبر لم فعل ذلك بهم . فقال ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وقد مضى في البقرة مستوفى .
- الطبرى : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
القول في تأويل قوله : لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: لن يضركم، يا أهل الإيمان بالله ورسوله، هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب بكفرهم وتكذيبهم نبيَّكم محمدًا صلى الله عليه وسلم شيئا =" إلا أذى "، يعني بذلك: ولكنهم يؤذونكم بشركهم، وإسماعكم كفرهم، وقولهم في عيسى وأمه وعزير، ودعائهم إياكم إلى الضلالة، ولن يضروكم بذلك، (23) .
* * *
وهذا من الاستثناء المنقطع الذي هو مخالف معنى ما قبله، كما قيل: "
ما اشتكى شيئًا إلا خيرًا "، وهذه كلمة محكية عن العرب سماعًا.* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
7626- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "
لن يضروكم إلا أذى "، يقول: لن يضروكم إلا أذى تسمعونه منهم.7627- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: "
لن يضروكم إلا أذى "، قال: أذى تسمعونه منهم.7628- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: "
لن يضروكم إلا أذى "، قال: إشراكهم في عُزير وعيسى والصَّليب.7629- حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله: "
لن يضروكم إلا أذى " الآية، قال: تسمعون منهم كذبًا على الله، يدعونكم إلى الضلالة.* * *
القول في تأويل قوله : وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وإن يقاتلكم أهلُ الكتاب من اليهود والنصارى يهزَموا عنكم، فيولوكم أدبارهم انهزامًا.
* * *
فقوله: "
يولوكم الأدبار "، كناية عن انهزامهم، لأن المنهزم يحوِّل ظهره إلى جهة الطالب هربًا إلى ملجأ وموئل يئل إليه منه، خوفًا على نفسه، والطالبُ في أثره. فدُبُر المطلوب حينئذ يكون محاذي وجه الطالب الهازِمِِة.* * *
="
ثم لا ينصرون "، يعني: ثم لا ينصرهم الله، أيها المؤمنون، عليكم، لكفرهم بالله ورسوله، وإيمانكم بما آتاكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. لأن الله عز وجل قد ألقى الرعب في قلوبهم، فأيدكم أيها المؤمنون بنصركم. (24) .* * *
وهذا وعدٌ من الله تعالى ذكره نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأهل الإيمان، نصرَهم على الكفرة به من أهل الكتاب.
* * *
وإنما رفع قوله: "
ثم لا ينصرون " وقد جَزم قوله: " يولوكم الأدبار "، على جواب الجزاء، ائتنافًا للكلام، لأن رؤوس الآيات قبلها بالنون، فألحق هذه بها، كما قال: وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ [سورة المرسلات: 36]، رفعًا، وقد قال في موضع آخر: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا [سورة فاطر: 36] إذْ لم يكن رأس آية. (25)----------------
الهوامش :
(23) في المطبوعة: "
ولا يضرونكم" ، وفي المخطوطة: "ولا يضروكم" ، والصواب هو ما أثبت.(24) في المطبوعة: "
قد ألقى الرعب في قلوب كائدكم" ، وهو تصحيح لما في المخطوطة: "قد ألقى الرعب في قلوب فأيدكم" ، وظاهر أن"قلوب" صوابها"قلوبهم" ، واستقام الكلام على ما في المخطوطة.(25) انظر معاني القرآن للفراء 1: 229.
- ابن عاشور : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
يعود ضمير ( عليهم ) إلى { وأكثرهم الفاسقون } [ آل عمران : 110 ] وهو خاص باليهود لا محالة ، وهو كالبيان لقوله { ثم لا ينصرون } .
والجملة بيَانيّة لذكر حال شديد من شقائهم في الدنيا .
ومعنى ضرب الذلّة اتَّصالها بهم وإحاطتها ، ففيه استعارة مكنية وتبعية شبّهت الذلّة ، وهي أمر معقول ، بقية أو خيمة شملتهم وشبّه اتّصالها وثباتها بضرب القبة وشَدّ أطنابها ، وقد تقدّم نظيره في البقرة .
و { ثُقفُوا } في الأصل أخذوا في الحرب { فإمّا تثقفنّهم في الحرب } [ الأنفال : 57 ] وهذه المادة تدلّ على تمكّن من أخذ الشيء ، وتصرّف فيه بشدّة ، ومنها سمي الأسْر ثِقافاً ، والثقاف آلة كالكلُّوب تكسر به أنابيب قنا الرّماح . قال النابغة
: ... عَضّ الثِّقَاففِ على صُمّ الأنَابِيب
والمعنى هنا : أينما عثر عليهم ، أو أينما وجدوا ، أي هم لا يوجدون إلا محكومين ، شبّه حال ملاقاتهم في غير الحرب بحال أخذ الأسير لشدّة ذلّهم .
وقوله { إلا بحبل من الله وحبل من الناس } الحبل مستعار للعهد ، وتقدّم ما يتعلق بذلك عند قوله تعالى { فقد استمسك بالعروة الوثقى } في سورة البقرة ( 256 ) وعهد الله ذمّته ، وعهد النَّاس حلفهم ، ونصرهم ، والاستثناء من عموم الأحوال وهي أحوال دلّت عليها الباء التي للمصاحبة . والتَّقدير : ضربت عليهم الذلّة متلبِّسين بكُلّ حال إلاّ متلبّسين بعهد من الله وعهد من النَّاس ، فالتَّقدير : فذهبوا بذلّة إلاّ بحبل من الله .
والمعنى لا يسلمون من الذلّة إلاّ إذا تلبَّسُوا بعهد من الله ، أي ذمّة الإسلام ، أو إذا استنصروا بقبائل أولى بأس شديد ، وأمّا هم في أنفسهم فلا نصر لهم . وهذا من دلائل النُّبوّة فإنّ اليهود كانوا أعزّة بيشربَ وخيبر والنضير وقريظة ، فأصبحوا أذلّة ، وعمَّتهم المذلّة في سائر أقطار الدنيا .
{ وباءوا بغضب من الله } أي رجعوا وهو مجاز لمعنى صاروا إذ لا رجوع هنَا .
والمسكنة الفقر الشَّديد مشتقة من اسم المسكين وهو الفقير ، ولعلّ اشتقاقه من السكون وهو سكون خيالي أطلق على قلّة الحيلة في العيش . والمراد بضرب المسكنة عليهم تقديرها لهم وهذا إخبار بمغيّب لأن اليهود المخبر عنهم قد أصابهم الفقر حين أخذت منازلهم في خيبر والنَّضِير وقينُقاع وقُريظةَ ، ثُمّ بإجلائهم بعد ذلك في زمن عمر .
{ مِّنَ الناس وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة ذلك بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بھايات الله وَيَقْتُلُونَ الانبيآء بِغَيْرِ حَقٍّ ذلك بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } .
الإشارة إلى ضرب الذلّة المأخوذ من { ضربت عليهم الذلّة } . ومعنى { يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء } تقدّم عند قوله تعالى : { إنّ الذين يكفرون بآيات الله } [ آل عمران : 21 ] أوائل هذه السورة .
وقوله : { ذلك بما عَصوا وكانوا يعتدون } يحتمل أن يكون إشارة إلى كفرهم وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ، فالباء سبب السبب ، ويحتمل أن يكون إشارة ثانية إلى ضرب الذلّة والمسكنة فيكون سبباً ثانياً . ( وما ) مصدرية أي بسبب عصيانهم واعتدائهم ، وهذا نشر على ترتيب اللفّ فكفرهم بالآيات سببه العصيان ، وقتلهم الأنبياء سببه الأعتداء .
- إعراب القرآن : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
«ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ» فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور الذلة نائب فاعل «أَيْنَ ما» اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل قبله «ثُقِفُوا» فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل «إِلَّا» أداة حصر «بِحَبْلٍ» متعلقان بمحذوف حال والتقدير : ضربت عليهم الذلة في أغلب أحوالهم إلا في حال اعتصامهم بحبل اللّه «مِنَ اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بمن ومتعلقان بمحذوف صفة حبل. «وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ» عطف على ما قبلها «وَباؤُ» فعل ماض وفاعله والجملة معطوفة على ضربت «بِغَضَبٍ» متعلقان بباءوا «مِنَ اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بمن ومتعلقان بصفة غضب «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ» الجملة المكررة معطوفة «ذلِكَ» اسم إشارة مبتدأ «بِأَنَّهُمْ» الباء حرف جر وأن واسمها «كانُوا» كان واسمها والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله اللّه لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة خبر كانوا «وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ» فعل مضارع وفاعل ومفعول به «بِغَيْرِ» متعلقان بالفعل أو بمحذوف حال «حَقٍّ» مضاف إليه. «ذلِكَ» مبتدأ «بِما عَصَوْا» الباء حرف جر ما مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «وَكانُوا يَعْتَدُونَ» مثل كانوا يكفرون قبلها وجملة ذلك بأنهم مستأنفة وجواب الشرط أينما محذوف والتقدير : أينما ثقفوا فقد ضربت عليهم الذلة.
- English - Sahih International : They have been put under humiliation [by Allah] wherever they are overtaken except for a covenant from Allah and a rope from the Muslims And they have drawn upon themselves anger from Allah and have been put under destitution That is because they disbelieved in the verses of Allah and killed the prophets without right That is because they disobeyed and [habitually] transgressed
- English - Tafheem -Maududi : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ(3:112) Wherever they were, they were covered with ignominy, except when they were protected by either a covenant with Allah or a covenant with men. *90 They are laden with the burden of Allah's wrath, and humiliation is stuck upon them - and all this because they rejected the signs of Allah and slayed the Prophets without right, and because they disobeyed and transgressed.
- Français - Hamidullah : Où qu'ils se trouvent ils sont frappés d'avilissement à moins d'un secours providentiel d'Allah ou d'un pacte conclu avec les hommes Ils ont encouru la colère d'Allah et les voilà frappés de malheur pour n'avoir pas cru aux signes d'Allah et assassiné injustement les prophètes et aussi pour avoir désobéi et transgressé
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Auferlegt ist ihnen Erniedrigung wo immer sie angetroffen werden- außer mit einem Seil von Allah und einem Seil von den Menschen - und sie haben sich Zorn von Allah zugezogen und Elend ist ihnen auferlegt Dies weil sie stets Allahs Zeichen verleugneten und die Propheten zu Unrecht töteten weil sie sich widersetzten und stets übertraten
- Spanish - Cortes : Han sido humillados dondequiera que se ha dado con ellos excepto los protegidos por un pacto con Alá o por un pacto con los hombres Han incurrido en la ira de Alá y les ha señalado la miseria Por no haber creído en los signos de Alá y por haber matado a los profetas sin justificación Por haber desobedecido y violado la ley
- Português - El Hayek : Estarão na ignomínia onde se encontrarem a menos que se apeguem ao vínculo com Deus e ao vínculo com o homem Eincorreram na abominação de Deus e foram vilipendiados por terem negado os Seus versículos morto iniquamente osprofetas bem como por terem desobedecido e transgredido os limites
- Россию - Кулиев : Где бы их ни застали их постигает унижение если только они не окажутся под покровительством Аллаха и покровительством людей Они попали под гнев Аллаха и их постигла бедность Это - за то что они не веровали в знамения Аллаха и несправедливо убивали пророков Это - за то что они ослушались и преступали границы дозволенного
- Кулиев -ас-Саади : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
Где бы их ни застали, их постигает унижение, если только они не окажутся под покровительством Аллаха и покровительством людей. Они попали под гнев Аллаха, и их постигла бедность. Это - за то, что они не веровали в знамения Аллаха и несправедливо убивали пророков. Это - за то, что они ослушались и преступали границы дозволенного.Всевышний Аллах сообщил о том, что иудеи -народ униженный. Им повсюду приходиться жить в страхе, и обеспечивать собственную безопасность им удается только благодаря мирным договорам. Для этого им приходится смиряться с предписаниями ислама и выплачивать подушную подать мусульманам. Иногда им удается воспользоваться покровительством других народов, что подтверждается многочисленными примерами из истории прошлого и современности. Даже то, что в последние годы иудеям удалось временно овладеть палестинскими землями, произошло только благодаря поддержке могущественных государств, которые создали для них все необходимые условия. Аллах разгневался на иудеев и подверг их унижению и бедности потому, что они отказывались уверовать в Божьи знамения и несправедливо убивали пророков. Эти злодеяния не были результатом их невежества и неосведомленности - они были следствием их несправедливости и упрямства. Иудеи ослушались своего Господа, совершали преступления и заслужили самое изощренное наказание. Аллах не поступил с ними несправедливо и не наказал их за грехи, которых они не совершали. Он подверг их суровому возмездию только по причине их несправедливости, беззакония, злобы, неверия в Божьих посланников и их отвратительных преступлений.
- Turkish - Diyanet Isleri : Nerede bulunsalar Allah'ın ve inanan insanların himayesinde olanlar müstesna onlara alçaklık damgası vurulmuştur Allah'tan bir gazaba uğradılar onlara aşağılık damgası vuruldu Bu Allah'ın ayetlerini inkar etmeleri ve haksız yere peygamberleri öldürmelerindendir Bu karşı gelmeleri ve taşkınlık yapmalarındandır
- Italiano - Piccardo : Saranno avviliti ovunque si trovino grazie ad una corda di Allah o ad una corda d'uomini Hanno meritato la collera di Allah ed eccoli colpiti dalla povertà per aver smentito i segni di Allah per aver ucciso ingiustamente i Profeti per aver disobbedito e trasgredito
- كوردى - برهان محمد أمين : جوولهکه زهلیلیی و ڕیسواییان بۆ بڕیاردراوه له ههر کوێ جێگیر بن مهگهر له سایهی ئاینی خوادا بحهوێنهوه و زوڵمیان لێنهکرێت کاتێک ئیسلام فهرمانڕهوا بێت یان بهخۆ ههڵواسین بهخهڵکیدا بۆ یارمهتیدانیان یان پشتگرتنیان لهو سهردهمانهدا که ئیسلام فهرمانڕهوا بووه بهئاسوودهیی ژیاون ههرچهند له ژێرهوه ههر خهریکی پیلانگێڕان بوون له سهدهی بیستهمیشدا توانییان ئهمریکاو وڵاتانی ڕۆژئاواو ههندێ وڵاتی تریش بکهنه پشتیوان و داردهستی خۆیان ئهوانه شایستهی خهشم و قینهی خوا بوون و زهلیلی و خهجاڵهتی بهشیانه چونکه ئهوانه بڕوایان نیه بهئایهتهکانی خواو پێغهمبهرانیش به ناحهق دهکوژن ئهم یاخی بوون و سهرشۆڕیهیان بههۆی سهرپێچی و گوناهباریانهوهیه ئهوانه ههمیشه له سنوور دهردهچوون و دهردهچن
- اردو - جالندربرى : یہ جہاں نظر ائیں گے ذلت کو دیکھو گے کہ ان سے چمٹ رہی ہے بجز اس کے کہ یہ خدا اور مسلمان لوگوں کی پناہ میں ا جائیں اور یہ لوگ خدا کے غضب میں گرفتار ہیں اور ناداری ان سے لپٹ رہی ہے یہ اس لیے کہ خدا کی ایتوں سے انکار کرتےتھے اور اس کے پیغمبروں کو ناحق قتل کر دیتے تھے یہ اس لیے کہ یہ نافرمانی کیے جاتے اور حد سے بڑھے جاتے تھے
- Bosanski - Korkut : Ma gdje se našli biće poniženi ako se ne stave pod Allahovu zaštitu i zaštitu muslimana i zaslužiće Allahovu srdžbu i snaći će ih bijeda zato što u Allahove dokaze ne vjeruju i što su ni krive ni dužne vjerovjesnike ubijali i zato što protiv Boga ustaju i što u zlu svaku mjeru prekoračuju
- Swedish - Bernström : Var de än påträffas skall de utstå skam och vanära om de inte [söker skydd i] förbundet med Gud och [återupprättar] banden till människorna; de har ådragit sig Guds vrede och störtats i djupt elände eftersom de framhärdade i att förneka Guds budskap och dödade profeterna mot all rätt trotsade ständigt Gud och överträdde [Hans bud]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka diliputi kehinaan di mana saja mereka berada kecuali jika mereka berpegang kepada tali agama Allah dan tali perjanjian dengan manusia dan mereka kembali mendapat kemurkaan dari Allah dan mereka diliputi kerendahan Yang demikian itu karena mereka kafir kepada ayatayat Allah dan membunuh para nabi tanpa alasan yang benar Yang demikian itu disebabkan mereka durhaka dan melampaui batas
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ
(Ditimpakan atas mereka kehinaan di mana pun mereka berada) sehingga bagi mereka tak ada kemuliaan dan keamanan (kecuali) dengan dua hal: (dengan tali dari Allah dan tali dari manusia) yang beriman, yang merupakan janji dari mereka kepada Ahli Kitab bahwa mereka akan diberi keamanan dengan imbalan pembayaran upeti, maka tak ada jaminan bagi mereka selain dengan itu (dan mereka kembali mendapat kemurkaan dari Allah dan ditimpakan atas mereka kerendahan. Demikian itu bahwa mereka) artinya disebabkan karena mereka (kafir akan ayat-ayat Allah dan membunuh para nabi tanpa alasan yang benar. Demikian itu) sebagai pengukuhan (disebabkan mereka durhaka) akan perintah Allah (dan mereka melanggar batas) artinya melampaui yang halal hingga jatuh kepada yang haram.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহর প্রতিশ্রুতি কিংবা মানুষের প্রতিশ্রুতি ব্যতিত ওরা যেখানেই অবস্থান করেছে সেখানেই তাদের ওপর লাঞ্ছনা চাপিয়ে দেয়া হয়েছে। আর ওরা উপার্জন করেছে আল্লাহর গযব। ওদের উপর চাপানো হয়েছে গলগ্রহতা। তা এজন্যে যে ওরা আল্লাহর আয়াতসমূহকে অনবরত অস্বীকার করেছে এবং নবীগনকে অন্যায়ভাবে হত্যা করেছে। তার কারণ ওরা নাফরমানী করেছে এবং সীমা লংঘন করেছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் எங்கிருப்பினும் அவர்கள் மீது இழிவு விதிக்கப்பட்டுள்ளது அல்லாஹ்விடமிருந்தும் மனிதர்களிடமிருந்தும் அவர்களுக்குப் பாதுகாவலான ஒப்பந்தமின்றி அவர்கள் தப்ப முடியாது அல்லாஹ்வின் கோபத்தில் அவர்கள் சிக்கிக் கொண்டார்கள்; ஏழ்மையும் அவர்கள் மீது விதிக்கப்பட்டு விட்டது இது ஏனென்றால் நிச்சயமாக அவர்கள் அல்லாஹ்வின் ஆயத்களை நிராகரித்தார்கள்; அநியாயமாக நபிமார்களை கொலை செய்தார்கள்; இன்னும் அவர்கள் பாவம் செய்து கொண்டும் இறையாணையை மீறி நடந்து கொண்டும் இருந்தது தான் காரணமாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ความต่ำช้าได้ถูกฟาดลงบนพวกเขา ณ ที่ใดก็ตามที่พวกเขาถูกพบ นอกจากด้วยสายเชือกจากอัลลอฮ์ และสายเชือกจากมนุษย์ และพวกเขาจะนำความกริ้วโกรธจากอัลลอฮ์กลับไป และความขัดสนก็จะถูกฟาดลงบนพวกเขา นั่นก็เพราะว่าพวกเขาเคยปฏิเสธบรรดาโองการของอัลลอ์ และฆ่าบรรดานะบีโดยปราศจากความเป็นธรรม นั่นก็เนื่องจากการที่พวกเขาดื้อดึง และเคยทำการละเมิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ ипи бўлмаса ёки одамлар ипи бўлмаса уларга қаерда бўлсалар ҳам хорлик битилди Уларга Аллоҳнинг ғазаби лозим бўлди ва мискинлик битилди Бундай бўлишлиги уларнинг Аллоҳнинг оятларига куфр келтиришлари ва Набийларни ноҳақдан ўлдиришлари сабабидандир Бундай бўлишлиги осий бўлганлари ва ҳаддан ошганлари сабабидандир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们无论在那里出现,都要陷于卑贱之中,除非借真主的和约与众人的和约不能安居,他们应受真主的谴怒,他们要陷于困苦之中。这是因为他们不信真主的迹象,而且枉杀众先知,这又是因为他们违抗主命,超越法度。
- Melayu - Basmeih : Mereka ditimpakan kehinaan dari segala jurusan di mana sahaja mereka berada kecuali dengan adanya sebab dari Allah dan adanya sebab dari manusia Dan sudah sepatutnya mereka beroleh kemurkaan dari Allah dan mereka ditimpakan kemiskinan dari segala jurusan Yang demikian itu disebabkan mereka sentiasa kufur ingkar akan ayatayat Allah perintahperintahNya dan mereka membunuh Nabinabi dengan tiada alasan yang benar Semuanya itu disebabkan mereka derhaka dan mereka sentiasa mencerobohi hukumhukum Allah
- Somali - Abduh : Waxaana lagu qadaray Korkooda Dulli meel kastooy joogaanba Xadhig Eebe iyo Xadhig Dad mooyee waxayna la noqdaan Cadho Eebe waxaana lagu qadaray Miskiinimo waxaana ugu wacan inay ka gaaloobaan Aayaadka Eebe Dilayaanna Nabiyada Xaq daro waxaana ugu wacan Caasinimadooda iyo Xadgudubkooda
- Hausa - Gumi : An dõka ƙasƙanci a kansu a inda duk aka sãme su fãce da wani alkawari daga Allah da alkawari daga mutãne Kuma sun kõma da fushi daga Allah kuma aka dõka talauci a kansu Wannan kuwa dõmin sũ lalle sun kasance suna kãfirta da ãyõyin Allah kuma suna kashe annabãwa bã da wani haƙƙi ba Wannan kuwa dõmin sãɓãwar da suka yi ne kuma sun kasance suna yin ta'adi
- Swahili - Al-Barwani : Wamepigwa na udhalili popote wanapo kutikana isipo kuwa wakishika kamba ya Mwenyezi Mungu na kamba ya watu Na wakastahiki ghadhabu ya Mwenyezi Mungu na wamepigwa na unyonge Hayo ni kwa sababu walikuwa wakizikataa Ishara za Mwenyezi Mungu na wakiwauwa Manabii pasina haki; hayo ni kwa sababu waliasi na walikuwa wakiruka mipaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kudo që gjenden ata janë të kapluar nga poshtërsia përpos atyre që janë mbështetur në vargonin e Perëndisë e të njerëzve; ata do të meritojnë pezmin e Perëndisë dhe do t’i kaplojë mjerimi për shkak se mohuan dokumentet e Perëndisë e pa kurrfarë të drejte i mbytnin Pejgamberët; nuk u përulën dhe kaluan kufirin në të këqija
- فارسى - آیتی : هر جا كه باشند مهر خوارى بر آنها زده شده است، مگر آنكه در امان خدا و در امان مردم باشند. و با خشم خدا قرين شدهاند و مهر بدبختى بر آنها نهادهاند، زيرا به آيات خدا كافر شدند و پيامبران را به ناحق كشتند. و اين بدان سبب بود كه عصيان ورزيدند و تجاوز كردند.
- tajeki - Оятӣ : Ҳ, ар ҷо, ки бошанд, мӯҳри хори бар онҳо зада шуда аст, магар он ки дар амони Худо ва дар амони мардум бошанд. Ва бо хашми Худо қарин шудаанд ва мӯҳри бадбахтӣ бар онҳо ниҳодаанд, зеро ба оёти Худо кофир шуданд ва паёмбаронро ба ноҳақ, куштанд. Ва ин бад-он сабаб буд, ки исён (нофармонӣ) варзиданд ва таҷовуз карданд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ قەيەردە بولمىسۇن اﷲ نىڭ ۋە مۇسۇلمانلارنىڭ ھىمايىسىدە بولغانلىرىدىن باشقىلىرى خارلىققا پېتىپ قالدى، اﷲ نىڭ غەزىپىگە ئۇچرىدى. موھتاجلىققا چۆمدى. بۇ ئۇلارنىڭ اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى ئىنكار قىلغانلىقلىرى ۋە پەيغەمبەرلەرنى ناھەق ئۆلتۈرگەنلىكلىرى ئۈچۈندۇر، ئۇلارنىڭ اﷲ نىڭ پەرمانىدىن چىقىپ كەتكەنلىكلىرى ۋە اﷲ نىڭ چەكلىمىسىدىن ئېشىپ كەتكەنلىكلىرى ئۈچۈندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവില് നിന്നോ ജനങ്ങളില് നിന്നോ എന്തെങ്കിലും അവലംബം കിട്ടുന്നതൊഴികെ, അവര് എവിടെയായിരുന്നാലും അപമാനം അവരില് വന്നുപതിച്ചിരിക്കുന്നു. അവര് അല്ലാഹുവിന്റെ കോപത്തിനിരയാവുകയും അവര്ക്കുമേല് ഹീനത്വം വന്നുവീഴുകയും ചെയ്തിരിക്കുന്നു. അവര് ദൈവിക ദൃഷ്ടാന്തങ്ങളെ തള്ളിക്കളഞ്ഞതിനാലും അന്യായമായി പ്രവാചകന്മാരെ കൊന്നുകൊണ്ടിരുന്നതിനാലുമാണിത്. അവരുടെ ധിക്കാരത്തിന്റെയും അതിക്രമത്തിന്റെയും ഫലവും.
- عربى - التفسير الميسر : جعل الله الهوان والصغار امرا لازما لا يفارق اليهود فهم اذلاء محتقرون اينما وجدوا الا بعهد من الله وعهد من الناس يامنون به على انفسهم واموالهم وذلك هو عقد الذمه لهم والزامهم احكام الاسلام ورجعوا بغضب من الله مستحقين له وضربت عليهم الذله والمسكنه فلا ترى اليهودي الا وعليه الخوف والرعب من اهل الايمان ذلك الذي جعله الله عليهم بسبب كفرهم بالله وتجاوزهم حدوده وقتلهم الانبياء ظلما واعتداء وما جراهم على هذا الا ارتكابهم للمعاصي وتجاوزهم حدود الله
*90). If the Jews have ever enjoyed any measure of peace and security anywhere in the world they owe it to the goodwill and benevolence of others rather than to their own power and strength. At times Muslim governments granted them refuge while at others non-Muslim powers extended protection. Similarly, if the Jews ever emerged as a power it was due not to their intrinsic strength but to the strength of others.