- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ۗ والله سميع عليم
- عربى - التفسير الميسر : واذكر -أيها الرسول- حين خَرَجْتَ من بيتك لابسًا عُدَّة الحرب، تنظم صفوف أصحابك، وتُنْزِل كل واحد في منزله للقاء المشركين في غزوة "أُحُد". والله سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم.
- السعدى : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
هذه الآيات نزلت في وقعة "أُحد" وقصتها مشهورة في السير والتواريخ، ولعل الحكمة في ذكرها في هذا الموضع، وأدخل في أثنائها وقعة "بدر" لما أن الله تعالى قد وعد المؤمنين أنهم إذا صبروا واتقوا نصرهم، ورد كيد الأعداء عنهم، وكان هذا حكما عاما ووعدا صادقا لا يتخلف مع الإتيان بشرطه، فذكر نموذجا من هذا في هاتين القصتين، وأن الله نصر المؤمنين في "بدر" لما صبروا واتقوا، وأدال عليهم العدو لما صدر من بعضهم من الإخلال بالتقوى ما صدر، ومن حكمة الجمع بين القصتين أن الله يحب من عباده إذا أصابهم ما يكرهون أن يتذكروا ما يحبون، فيخف عنهم البلاء ويشكروا الله على نعمه العظيمة التي إذا قوبلت بما ينالهم من المكروه الذي هو في الحقيقة خير لهم، كان المكروه بالنسبة إلى المحبوب نزرا يسيرا، وقد أشار تعالى إلى هذه الحكمة في قوله { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } وحاصل قضية "أحد" وإجمالها أن المشركين لما رجع فلهم من "بدر" إلى مكة، وذلك في سنة اثنتين من الهجرة، استعدوا بكل ما يقدرون عليه من العدد بالأموال والرجال والعدد، حتى اجتمع عندهم من ذلك ما جزموا بحصول غرضهم وشفاء غيظهم، ثم وجهوا من مكة للمدينة في ثلاثة آلاف مقاتل، حتى نزلوا قرب المدينة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم هو وأصحابه بعد المراجعة والمشاورة حتى استقر رأيهم على الخروج، وخرج في ألف، فلما ساروا قليلا رجع عبد الله بن أبي المنافق بثلث الجيش ممن هو على مثل طريقته، وهمت طائفتان من المؤمنين أن يرجعوا وهم بنو سلمة وبنو حارثة فثبتهم الله، فلما وصلوا إلى أحد رتبهم النبي صلى الله عليه وسلم في مواضعهم وأسندوا ظهورهم إلى أحد، ورتب النبي صلى الله عليه وسلم خمسين رجلا من أصحابه في خلة في جبل "أحد" وأمرهم أن يلزموا مكانهم ولا يبرحوا منه ليأمنوا أن يأتيهم أحد من ظهورهم، فلما التقى المسلمون والمشركون انهزم المشركون هزيمة قبيحة وخلفوا معسكرهم خلف ظهورهم، واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فلما رآهم الرماة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في الجبل، قال بعضهم لبعض: الغنيمة الغنيمة، ما يقعدنا هاهنا والمشركون قد انهزموا، ووعظهم أميرهم عبد الله بن جبير عن المعصية فلم يلتفتوا إليه، فلما أخلوا موضعهم فلم يبق فيه إلا نفر يسير، منهم أميرهم عبد الله بن جبير، جاءت خيل المشركين من ذلك الموضع واستدبرت المسلمين وقاتلت ساقتهم، فجال المسلمون جولة ابتلاهم الله بها وكفر بها عنهم، وأذاقهم فيها عقوبة المخالفة، فحصل ما حصل من قتل من قتل منهم، ثم إنهم انحازوا إلى رأس جبل "أحد" وكف الله عنهم أيدي المشركين وانكفأوا إلى بلادهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة قال الله تعالى { وإذ غدوت من أهلك } والغدو هاهنا مطلق الخروج، ليس المراد به الخروج في أول النهار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يخرجوا إلا بعدما صلوا الجمعة { تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } أي: تنزلهم وترتبهم كل في مقعده اللائق به، وفيها أعظم مدح للنبي صلى الله عليه وسلم حيث هو الذي يباشر تدبيرهم وإقامتهم في مقاعد القتال، وما ذاك إلا لكمال علمه ورأيه، وسداد نظره وعلو همته، حيث يباشر هذه الأمور بنفسه وشجاعته الكاملة صلوات الله وسلامه عليه { والله سميع } لجميع المسموعات، ومنه أنه يسمع ما يقول المؤمنون والمنافقون كل يتكلم بحسب ما في قلبه { عليم } بنيات العبيد، فيجازيهم عليها أتم الجزاء، وأيضا فالله سميع عليم بكم، يكلؤكم، ويتولى تدبير أموركم، ويؤيدكم بنصره كما قال تعالى لموسى وهارون { إنني معكما أسمع وأرى }
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
ففي هذه الآيات الكريمة التي بدأت السورة بها حديثها عن غزوة أحد، تذكير للمؤمنين بما وقع فيها حتى يعتبروا ويعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا.
وقوله- تعالى-: غَدَوْتَ من الغدو وهو الخروج في أول النهار، يقال: غدا يغدو من باب سما يسمو.
ومِنْ في قوله: مِنْ أَهْلِكَ للابتداء. والمراد بأهله، زوجه عائشة- رضى الله عنها- فقد كان خروجه لغزوة أحد من بيتها. والكلام على حذف مضاف يدل عليه فعل غَدَوْتَ والتقدير: من بيت أهلك.
وقوله: تُبَوِّئُ أصله من التبوء وهو اتخاذ المنزل. يقال: بوأته، وبوأت له منزلا، أى:
أنزلته فيه. والمراد به هنا تنظيم المؤمنين وتسويتهم وتهيئتهم للقتال، حتى يكونوا صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص.
والعامل في إِذْ فعل مضمر تقديره، واذكر.
والمعنى: واذكر لهم يا محمد ليعتبروا ويتعظوا وقت خروجك مبكرا من حجرة زوجتك عائشة إلى غزوة أحد.
وقوله: تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ أى تنزلهم وتسوى لهم بالتنظيم والترتيب مواطن.
وأماكن للقتال، بحيث يكونون في أحسن حال، وأكمل استعداد لملاقاة أعدائهم.
قال الجمل: «ويستعمل الفعل غَدَوْتَ بمعنى صار عند بعضهم، فيكون ناقصا يرفع الاسم وينصب الخير.. وهذا المعنى ممكن هنا، فالمعنى عليه، وإذ غدوت أى صرت تبوئ المؤمنين أى تنزلهم في منازل للقتال، وهذا أظهر من الآخر، لأن المذكور في القصة أنه سار من عند أهله بعد صلاة الجمعة وبات في شعب أحد، وأصبح ينزل أصحابه في منازل القتال ويدبر لهم أمر الحرب» .
فالجملة الكريمة تشير إلى ما فعله النبي صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابه قبل أن تبدأ المعركة، فقد اهتم بتنظيم صفوفهم، وبرسم الخطة الحكيمة التي تكفل لهم النصر، وأمر الجيش كله ألا يتحرك للقتال إلا عند ما يأذن له بذلك، ولقد حدث أن بعض المسلمين من الأنصار استشرف للقتال وتمناه عند ما رأى قريشا قد سرحت خيولها وإبلها في زروع المسلمين، وقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم «أترعى زروع بنى قيلة- يعنى الأنصار- ولما تضارب» ؟؟ إلا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهاهم عن القتال إلا بعد إذنه.
وجملة تُبَوِّئُ حال من فاعل «غدوت» .
والفعل تُبَوِّئُ يحتاج لمفعولين:
أولهما: قوله: الْمُؤْمِنِينَ.
وثانيهما: قوله: مَقاعِدَ وقوله: لِلْقِتالِ متعلق بقوله: تُبَوِّئُ.
والمراد بقوله: مَقاعِدَ لِلْقِتالِ أى مراكز وأماكن ومواقف للقتال بحيث يعرف كل مؤمن مكانه وموقفه فينقض منه على خصمه إلا أن القرآن الكريم عبر عن هذه الأماكن والمراكز والمواقف بالمقاعد. للإشارة إلى وجوب الثبات فيها كل يثبت القاعد في مكانه، وأن عليهم ألا يبرحوا أماكنهم إلا بإذن قائدهم صلّى الله عليه وسلّم.
وقد ختم- سبحانه- الآية بقوله: وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ لبيان أنه مطلع على كل شيء، وعلى ما كان يجرى بين النبي صلّى الله عليه وسلّم وبين أصحابه من مشاورات ومناقشات.
فهو- سبحانه- سَمِيعٌ لما نطقت به ألسنتهم عَلِيمٌ بما تخفيه صدورهم، وسيجازى المؤمنين الصادقين بما يستحقون من ثواب، وسيجازى غيرهم من ضعاف الإيمان والمنافقين بما يستحقون من عقاب.
فالمقصود من هذه الجملة الكريمة غرس الرهبة في قلوب المؤمنين، حتى لا يعودوا إلى مثل ما حدث من بعضهم في غزوة أحد. حيث خالفوا وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
- البغوى : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
قوله تعالى : ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ) قال الحسن : هو يوم بدر ، وقال مقاتل : يوم الأحزاب ، وقال سائر المفسرين : هو يوم أحد لأن ما بعده إلى قريب من آخر السورة في حرب أحد .
قال مجاهد والكلبي والواقدي : غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل عائشة رضي الله عنها فمشى على رجليه إلى أحد فجعل يصف أصحابه للقتال كما يقوم القدح .
قال محمد بن إسحاق والسدي عن رجالهما : إن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزولهم استشار أصحابه ودعا عبد الله بن أبي بن سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره ، فقال عبد الله بن أبي وأكثر الأنصار : يا رسول الله أقم بالمدينة لا تخرج إليهم ، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلا أصاب منا ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه ، فكيف وأنت فينا ، فدعهم يا رسول الله فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين . فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرأي .
وقال بعض أصحابه : يا رسول الله اخرج بنا إلى هذه الأكلب ، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني رأيت في منامي بقرا تذبح ، فأولتها خيرا ، ورأيت في ذباب سيفي ثلما فأولتها هزيمة ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة ، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة " وكان يعجبه أن يدخلوا عليه بالمدينة فيقاتلوا في الأزقة ، فقال رجال من المسلمين ممن فاتهم يوم بدر وأكرمهم الله بالشهادة يوم أحد : اخرج بنا إلى أعدائنا . فلم يزالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من حبهم للقاء القوم ، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته ، فلما رأوه قد لبس السلاح ندموا ، وقالوا : بئس ما صنعنا ، نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي يأتيه ، فقاموا واعتذروا إليه وقالوا : اصنع ما رأيت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل " .
وكان قد أقام المشركون بأحد يوم الأربعاء والخميس فراح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، بعدما صلى بأصحابه الجمعة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إليهم ، فأصبح بالشعب من أحد يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة ، فكان من حرب أحد ما كان ، فذلك قوله تعالى : ( وإذ غدوت من أهلك ) أي : واذكر إذا غدوت من أهلك ( تبوئ المؤمنين ) أي : تنزل المؤمنين ( مقاعد للقتال ) أي : مواطن ، ومواضع للقتال ، يقال : بوأت القوم إذا وطنتهم وتبوءوا هم إذا تواطنوا قال الله تعالى : " ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق " ( يونس - 93 ) وقال " أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا " ( يونس - 87 ) وقيل تتخذ معسكرا ، ( والله سميع عليم ) .
- ابن كثير : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
ثم شرع تعالى في ذكر قصة أحد ، وما كان فيها من الاختبار لعباده المؤمنين ، والتمييز بين المؤمنين والمنافقين ، وبيان صبر الصابرين ، فقال تعالى :
( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ( 121 ) )
المراد بهذه الوقعة يوم أحد عند الجمهور ، قاله ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد . وعن الحسن البصري : المراد بذلك يوم الأحزاب . رواه ابن جرير ، وهو غريب لا يعول عليه .
وكانت وقعة أحد يوم السبت من شوال سنة ثلاث من الهجرة . قال [ قتادة ] لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال . وقال عكرمة : يوم السبت للنصف من شوال ، فالله أعلم .
وكان سببها أن المشركين حين قتل من قتل من أشرافهم يوم بدر ، وسلمت العير بما فيها من التجارة التي كانت مع أبي سفيان ، فلما رجع قفلهم إلى مكة قال أبناء من قتل ، ورؤساء من بقي لأبي سفيان : ارصد هذه الأموال لقتال محمد ، فأنفقوها في ذلك ، وجمعوا الجموع والأحابيش وأقبلوا في قريب من ثلاثة آلاف ، حتى نزلوا قريبا من أحد تلقاء المدينة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، فلما فرغ منها صلى على رجل من بني النجار ، يقال له : مالك بن عمرو ، واستشار الناس : أيخرج إليهم أم يمكث بالمدينة ؟ فأشار عبد الله بن أبي بالمقام بالمدينة ، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس وإن دخلوها قاتلهم الرجال في وجوههم ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين . وأشار آخرون من الصحابة ممن لم يشهد بدرا بالخروج إليهم ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته وخرج عليهم ، وقد ندم بعضهم وقالوا : لعلنا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إن شئت أن نمكث ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يرجع حتى يحكم الله له " .
فسار ، عليه السلام في ألف من أصحابه ، فلما كان بالشوط رجع عبد الله بن أبي في ثلث الجيش مغضبا ، لكونه لم يرجع إلى قوله ، وقال هو وأصحابه : لو نعلم اليوم قتالا لاتبعناكم ، ولكنا لا نراكم تقاتلون اليوم .
واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي . وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال : " لا يقاتلن أحد حتى نأمره بالقتال " .
وتهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبعمائة من أصحابه ، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف ، والرماة يومئذ خمسون رجلا فقال لهم : " انضحوا الخيل عنا ، ولا نؤتين من قبلكم . والزموا مكانكم إن كانت النوبة لنا أو علينا ، وإن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم " .
وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين ، وأعطى اللواء مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار . وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الغلمان يومئذ وأرجأ آخرين ، حتى أمضاهم يوم الخندق بعد هذا اليوم بقريب من سنتين .
وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف ، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد : وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ، ودفعوا إلى بني عبد الدار اللواء . ثم كان بين الفريقين ما سيأتي تفصيله في مواضعه عند هذه الآيات ، إن شاء الله تعالى .
ولهذا قال تعالى : ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ) أي : تنزلهم منازلهم وتجعلهم ميمنة وميسرة وحيث أمرتهم ( والله سميع عليم ) أي : سميع لما تقولون ، عليم بضمائركم .
وقد أورد ابن جرير هاهنا سؤالا حاصله : كيف يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم سار إلى أحد يوم الجمعة بعد الصلاة ، وقد قال الله [ تعالى ] ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ) ؟ ثم كان جوابه عنه : أن غدوه ليبوئهم مقاعد ، إنما كان يوم السبت أول النهار .
- القرطبى : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
قوله تعالى : وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم
قوله تعالى : وإذ غدوت من أهلك العامل في " إذ " فعل مضمر تقديره : واذكر إذ غدوت ، يعني خرجت بالصباح . من أهلك من منزلك من عند عائشة .
تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم هذه غزوة أحد وفيها نزلت هذه الآية كلها . وقال مجاهد والحسن ومقاتل والكلبي : هي غزوة الخندق . وعن الحسن أيضا يوم بدر . والجمهور على أنها غزوة أحد ; يدل عليه قوله تعالى : إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وهذا إنما كان يوم أحد ، وكان المشركون قصدوا المدينة في ثلاثة آلاف رجل ليأخذوا بثأرهم في يوم بدر ; فنزلوا عند أحد على شفير الوادي بقناة مقابل المدينة ، يوم الأربعاء الثاني عشر من شوال سنة ثلاث من الهجرة ، على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة ، فأقاموا هنالك يوم الخميس والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه أن في سيفه ثلمة ، وأن بقرا له تذبح ، وأنه أدخل يده في درع حصينة ; فتأولها أن نفرا من أصحابه يقتلون ، وأن رجلا من أهل بيته يصاب ، وأن الدرع الحصينة المدينة . أخرجه مسلم . فكان كل ذلك على ما هو معروف مشهور من تلك الغزاة . وأصل التبوء اتخاذ المنزل ، بوأته منزلا إذا أسكنته إياه ; ومنه قوله عليه السلام : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أي ليتخذ فيها منزلا . فمعنى تبوئ المؤمنين تتخذ لهم مصاف . وذكر البيهقي من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : رأيت فيما يرى النائم كأني مردف كبشا وكأن ضبة سيفي انكسرت فأولت أني أقتل كبش القوم وأولت كسر ضبة سيفي قتل رجل من عترتي فقتل حمزة وقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلحة ، وكان صاحب اللواء . وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب : وكان حامل لواء المهاجرين رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أنا عاصم إن شاء الله لما معي ; فقال له طلحة بن عثمان أخو سعيد بن عثمان اللخمي : هل لك يا عاصم في المبارزة ؟ قال نعم ; فبدره ذلك الرجل . فضرب بالسيف على رأس طلحة حتى وقع السيف في لحيته فقتله ; فكان قتل صاحب اللواء تصديقا لرؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( كأني مردف كبشا ) .
- الطبرى : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)
قال أبو جعفر: يعني بقوله تعالى ذكره: " إن تمسسكم حسنة تسؤهم "، إن تنالوا، أيها المؤمنون، سرورًا بظهوركم على عدوكم، وتتابع الناس في الدخول في دينكم، وتصديق نبيكم ومعاونتكم على أعدائكم = يسؤهم. (55) وإن تنلكم مساءة بإخفاق سرية لكم، أو بإصابة عدوٍّ لكم منكم، أو اختلاف يكون بين جماعتكم = يفرحوا بها. كما:-
7705- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها "، فإذا رأوا من أهل الإسلام ألفة وجماعة وظهورًا على عدوهم، غاظهم ذلك وساءهم، وإذا رأوا من أهل الإسلام فُرقة واختلافًا، أو أصيب طرف من أطراف المسلمين، سرَّهم ذلك وأعجبوا به وابتهجوا به. فهم كلما خرج منهم قَرْنٌ أكذبَ الله أحدوثته، وأوطأ محلَّته، وأبطل حجته، وأظهر عورته، فذاك قضاء الله فيمن مضى منهم وفيمن بقى إلى يوم القيامة.
7706- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: " إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها "، قال: هم المنافقون، إذا رأوا من أهل الإسلام جماعة وظهورًا على عدوهم، غاظهم ذلك غيظًا شديدًا وساءهم. وإذا رأوا من أهل الإسلام فرقة واختلافًا، أو أصيب طرفٌ من أطراف المسلمين، سرَّهم ذلك وأعجبوا به. قال الله عز وجل: " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط".
7707- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: " إن تمسسكم حسنة تسؤهم "، قال: إذا رأوا من المؤمنين جماعة وألفة ساءهم ذلك، وإذا رأوا منهم فرقة واختلافًا فرحوا.
* * *
وأما قوله: " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا "، فإنه يعني بذلك جل ثناؤه: وإن تصبروا، أيها المؤمنون، على طاعة الله واتباع أمره فيما أمركم به، واجتناب ما نهاكم عنه: من اتخاذ بطانة لأنفسكم من هؤلاء اليهود الذين وصف الله صفتهم من دون المؤمنين، وغير ذلك من سائر ما نهاكم =" وتتقوا " ربكم، فتخافوا التقدم بين يديه فيما ألزمكم وأوجبَ عليكم من حقه وحق رسوله =" لا يضركم كيدهم شيئًا "، أي: كيد هؤلاء الذين وصف صفتهم.
* * *
ويعني بـ "
كيدهم "، غوائلهم التي يبتغونها للمسلمين، ومكرهم بهم ليصدّوهم عن الهدى وسبيل الحق.* * *
قال أبو جعفر: واختلف القرأة في قراءة قوله: "
لا يضركم ".فقرأ ذلك جماعة من أهل الحجاز وبعضُ البصريين: ( لا يَضُرُّكُمْ ) مخففة بكسر "
الضاد "، من قول القائل: " ضارني فلان فهو يضيرني ضيرًا ". وقد حكي سماعًا من العرب: " ما ينفعني ولا يضورني"، فلو كانت قرئت على هذه اللغة لقيل: ( لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا )، ولكني لا أعلم أحدًا قرأ به . (56)* * *
وقرأ ذلك جماعة من أهل المدينة وعامة قرأة أهل الكوفة: ( لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) بضم "
الضاد " وتشديد " الراء "، من قول القائل: " ضرّني فلان فهو يضرني ضرًا ".* * *
وأما الرفع في قوله: "
لا يضركم "، فمن وجْهين.أحدهما: على إتباع "
الراء " في حركتها = إذْ كان الأصل فيها الجزم، ولم يمكن جزمها لتشديدها = أقربَ حركات الحروف التي قبلها. وذلك حركة " الضاد " وهي الضمة، فألحقت بها حركة الراء لقربها منها، كما قالوا: " مُدُّ يا هذا ".والوجه الآخر من وجهي الرفع في ذلك: أن تكون مرفوعة على صحة، وتكون "
لا " بمعنى " ليس "، وتكون " الفاء " التي هي جواب الجزاء، متروكة لعلم السامع بموضعها.وإذا كان ذلك معناه، كان تأويل الكلام: وإن تصبروا وتتقوا، فليس يضرُّكم كيدهم شيئًا - ثم تركت "
الفاء " من قوله: " لا يضركم كيدهم "، ووجهت " لا " إلى معنى " ليس "، كما قال الشاعر: (57)فَـإنْ كَـانَ لا يُـرْضِيكَ حَـتَّى تَرُدَّنِي
إلَــى قَطَــرِيٍّ، لا إخَـالُكَ رَاضِيَـا (58)
ولو كانت "
الراء " محركة إلى النصب والخفض، كان جائزًا، كما قيل: " مُدَّ يا هذا، ومُدِّ". (59)* * *
وقوله: "
إنّ الله بما يعملون محيطٌ"، يقول جل ثناؤه: إن الله بما يعمل هؤلاء الكفار في عباده وبلاده من الفساد والصدّ عن سبيله، والعداوة لأهل دينه، وغير ذلك من معاصي الله =" محيط" بجميعه، حافظ له، لا يعزب عنه شيء منه، حتى يوفيهم جزاءهم على ذلك كله، ويذيقهم عقوبته عليه. (60)----------------------
الهوامش :
(55) انظر تفسير"
المس" فيما سلف 5: 118.(56) انظر معاني القرآن للفراء 1: 232.
(57) هو سوار بن المضرب السعدي التميمي.
(58) نوادر أبي زيد: 45 ، الكامل 1: 300 ، حماسة ابن الشجري: 54 ، 55 ، معاني القرآن للفراء 1: 232 ، من أبيات ضرب بها وجه الحجاج بن يوسف الثقفي ، لما كتب على بني تميم البعث إلى قتال الخوارج ، فهرب سوار وقال:
أَقَــاتِلِىَ الحَجَّــاجُ أَنْ لَـمْ أَزُرْ لَـهُ
دَرَابَ، وَأَتْــرُكْ عِنْـدَ هِنْـدٍ فُؤَادِيَـا?
فَـإن كُـنْتَ لا يُـرْضِيكَ حَتَّـى تَرُدَّنِي
إلَــى قَطَـرِيٍّ، لا إِخـالُكَ رَاضِيَـا!!
إذَا جَـاوَزَتْ دَرْبَ المُجِـيزِينَ نَـاقَتي
فَبِأسْــتِ أبي الحَجَّـاجِ لَمَّـا ثَنَانِيَـا
أَيَرْجُـو بَنُـو مَرْوَانَ سَمْعِي وطَاعَتِي،
وَدُونِــي تَمِيـمٌ، والفَـلاةُ وَرَائِيَـا!!
وقوله: "
دراب" يعني: دراب جرد ، وهي بلدة في بلاد فارس ، وكان المهلب يومئذ يقاتل بها الخوارج ورأسهم قطرى بن الفجاءة. ثم يقول له في البيت الثاني: إن كان لا يرضبيك إلا ردي إلى قتال قطري ، فلا أظنك تبلغ رضاك ، فإنك غير مدركي ، ولن تنالني يدك. يسخر بسطوة الحجاج. وقوله: "درب المجيزين" هم المقيمون على أبواب المدن والثغور. يمنعون الخارج والداخل ، إلا من كان بيده جواز معطى من أميره. يقول: إذا جاوزت الدرب فيا بعد يديك عن أن تنالني وتثنيني عن وجهتي! والشاهد عند الطبري هو في قوله: "لا إخالك راضيًا" ، أي: فلست إخالك راضيًا.(59) الذي سلف هو مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 232.
(60) انظر تفسير"
الإحاطة" فيما سلف 2: 284 / 5 : 396. - ابن عاشور : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وجود حرف العطف في قوله : { وإذ غدوت } مانع من تعليق الظرف ببعض الأفعال المتقدّمة مثل { ودوأ ما عنتم } [ آل عمران : 118 ] ومثل { يفرحوا بها } [ آل عمران : 120 ] وعليه فهو آت كما أتَتْ نظائره في أوائل الآي والقِصص القرآنية ، وهو من عطف جملة على جملة وقصة على وذلك انتقال اقتضابي فالتقدير : واذكر إذ غدوت . ولا يأتي في هذا تعلّق الظرف بفعل ممَّا بعده لأنّ قوله : { تبوىء } لاَ يستقيم أن يكون مبدأ الغرض ، وقوله : { همت } لا يصلح لتعليق { إذ غدوت } لأنَّه مدخول ( إذْ ) أخرى .
- إعراب القرآن : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
«وَإِذْ» الواو استئنافية إذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره : اذكر «غَدَوْتَ» فعل ماض وفاعل «مِنْ أَهْلِكَ» متعلقان بالفعل. وقيل غدوت ناقصة والجملة في محل جر بالإضافة «تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ» فعل مضارع ومفعولاه والفاعل أنت يعود للرسول صلوات اللّه عليه والجملة في محل نصب حال «لِلْقِتالِ» متعلقان بمحذوف صفة لمقاعد : مقاعد مخصصة للقتال «وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : And [remember] when you [O Muhammad] left your family in the morning to post the believers at their stations for the battle [of Uhud] - and Allah is Hearing and Knowing -
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(3:121) (O Messenger! *94 Remind the Muslims of the occasion) when you went forth from your home at early dawn (to the battlefield of Uhud) and placed the believers in battle arrays. Allah is All-Hearing, All-Knowing.
- Français - Hamidullah : Lorsqu'un matin tu Muhammad quittas ta famille pour assigner aux croyants les postes de combat et Allah est Audient et Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und als du von deinen Angehörigen frühmorgens weggingst um den Gläubigen Stellungen für den Kampf zuzuweisen Und Allah ist Allhörend und Allwissend
- Spanish - Cortes : Y cuando dejaste por la mañana temprano a tu familia para asignar a los creyentes sus puestos de combate Alá todo lo oye todo lo sabe
- Português - El Hayek : Recordarte ó Mensageiro de quando saíste do teu lar ao amanhecer para assinalar aos fiéis a sua posição no campode batalha Sabe que Deus é Oniouvinte Sapientíssimo
- Россию - Кулиев : Вот ты покинул свою семью рано утром чтобы расставить верующих по местам для сражения при Ухуде Аллах - Слышащий Знающий
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
Вот ты покинул свою семью рано утром, чтобы расставить верующих по местам для сражения при Ухуде. Аллах - Слышащий, Знающий.Речь идет о том, как Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, вместе с мусульманами отправился на сражение с язычниками, войско которых остановилось недалеко от горы Ухуд. Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, расставил мусульман на боевые позиции, распределил между ними обязанности и правильно построил их боевые, что свидетельствовало о его восхитительных способностях и совершенных познаниях в политике и боевом искусстве. Качества Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, действительно были безупречны во всех отношениях. Аллах же является Слышащим и Знающим, и ничто не может остаться незамеченным Им.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sen inananları savaş için duracakları yerlere yerleştirmek üzere erkenden evinden ayrılmıştın Allah işitir ve bilir
- Italiano - Piccardo : E quando un mattino lasciasti la tua famiglia per schierare i credenti ai posti di combattimento Allah è Colui Che tutto ascolta e conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : لێرهوه قورئان له غهزای ئوحود دهدوێت یادی ئیمانداران بخهرهوه کاتێک بهیانی زوو له ماڵ دهرچوویت شوێنی جهنگت بۆ ئیمانداران دیاری کرد تیر ئهندازانی لهسهر گردهکه دامهزراندو فهرمووی پێیان ئێمه سهرکهوتوو بووین یان شکستمان هێنا ئێوه شوێنی خۆتان بهجێ مههێڵن و شوێنی تریشی بۆ ئهوانی تر دیاری کرد خوای گهورهش بیسهره بهگوفتارتان زانایه به بیرو بۆچوونتان
- اردو - جالندربرى : اور اس وقت کو یاد کرو جب تم صبح کو اپنے گھر روانہ ہو کر ایمان والوں کو لڑائی کے لیے مورچوں پر موقع بہ موقع متعین کرنے لگے اور خدا سب کچھ سنتا اور جانتا ہے
- Bosanski - Korkut : A kada si ti poranio i čeljad svoju ostavio da vjernicima odrediš mjesta pred borbu – a Allah sve čuje i zna –
- Swedish - Bernström : MINNS [Muhammad] att du en tidig morgon lämnade ditt hem för att gruppera de troende till strid; Gud hör allt vet allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah ketika kamu berangkat pada pagi hari dari rumah keluargamu akan menempatkan para mukmin pada beberapa tempat untuk berperang Dan Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(Dan) ingatlah hai Muhammad (ketika kamu berangkat di pagi hari dari keluargamu) yakni dari Madinah (untuk menempatkan orang-orang beriman pada beberapa tempat) atau markas di mana mereka bertahan (untuk berperang. Dan Allah Maha Mendengar) akan ucapanmu (lagi Maha Mengetahui) peri keadaanmu. Peristiwa ini terjadi pada waktu perang Uhud. Nabi saw. keluar dengan membawa 1000 atau 950 orang tentara sedangkan kaum musyrikin berjumlah sebanyak 3000 orang. Nabi saw. menduduki posisinya di lereng bukit Uhud pada hari Sabtu tanggal 7 Syawal tahun ketiga Hijriah. Punggung beliau dan punggung tentaranya menghadap ke arah bukit Uhud lalu mengatur barisan mereka dan menempatkan pasukan panah yang dipimpin oleh Abdullah bin Jubair di puncak bukit seraya bersabda, "Hujani mereka dengan anak panah dari sini agar mereka tidak menyerang dari belakang dan jangan tinggalkan tempat ini biar sekali pun tidak kalah atau pun menang!"
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর আপনি যখন পরিজনদের কাছ থেকে সকাল বেলা বেরিয়ে গিয়ে মুমিনগণকে যুদ্ধের অবস্থানে বিন্যস্ত করলেন আর আল্লাহ সব বিষয়েই শোনেন এবং জানেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நினைவு கூர்வீராக நீர் விடியற்காலையில் உம் குடும்பத்தாரை விட்டுச் சென்று முஃமின்களைப் போருக்காக உஹது களத்தில் அவரவர் இடத்தில் நிறுத்தினீர்; அல்லாஹ் எல்லாவற்றையும் செவியுறுவோனாகவும் நன்கறிபவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงรำลึกถึงขณะที่เจ้าจากครอบครัวของเจ้าไปแต่เช้าตรู่ โดยที่เจ้าจะได้จัดให้บรรดามุมินประจำที่มั่นต่างๆ เพื่อการสู้รบ และอัลลอฮ์นั้นเป็นผู้ทรงได้ยิน ผู้ทรงรอบรู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аҳлингдан эрталаб чиқиб мўминларни уруш жойларига турғизганингни эсла Аллоҳ эшитувчи ва билувчи зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 当时,你在早晨从家里出去,把信士们布置在阵地上。真主是全聪的,是全知的。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah wahai Muhammad ketika engkau keluar pada pagi hari dari rumah ahlimu di Madinah dengan tujuan menempatkan orangorang yang beriman pada tempat masingmasing untuk berperang di medan perang Uhud Dan ingatlah Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Somali - Abduh : Xusuuso markaad ka Kallahday tagtay Ehelkaaga adoo u yeeli Mu'miniinta Goob Dagaal Eebana waa Maqle og
- Hausa - Gumi : Kuma a lõkacin da ka yi sauko daga iyãlanka kana zaunar da mũminai a wurãren zamadõmin yãƙi kuma Allah Mai ji ne Masani
- Swahili - Al-Barwani : Na pale ulipo toka asubuhi ukaacha ahali zako uwapange Waumini kwenye vituo kwa ajili ya vita na Mwenyezi Mungu anasikia na anajua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje o Muhammed atë mëngjes kur dole nga shtëpia jote për t’u caktuar besimtarëvet pozitat luftarake Perëndia dëgjon dhe di çdo gjë
- فارسى - آیتی : و بامدادان از ميان كسان خويش بيرون آمدى، تا مؤمنان را در آن جايها كه مىبايست بجنگند بگمارى، و خدا شنوا و داناست.
- tajeki - Оятӣ : Ва бомдодон аз миёни касони хеш берун омадӣ, то мӯъминонро дар он ҷойҳо, ки мебоист биҷанганд, биншонӣ ва Худо шунавову доност!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئۆز ۋاقتىدا سەن ئەتىگەندە ئۆيۈڭدىن (ئۇھۇدقا) چىقىپ مۆمىنلەرنى ئۇرۇش سەپلىرىگە ئورۇنلاشتۇردۇڭ، اﷲ (سۆزۈڭلارنى) ئاڭلاپ تۇرغۇچىدۇر، (ئەھۋالىڭلارنى) بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യവിശ്വാസികള്ക്ക് യുദ്ധത്തിന് താവളമൊരുക്കാനായി നീ നിന്റെ കുടുംബത്തില്നിന്ന് പുലര്ച്ചെ ഇറങ്ങിത്തിരിച്ച കാര്യം ഓര്ക്കുക. അല്ലാഹു എല്ലാം കേള്ക്കുന്നവനും അറിയുന്നവനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكر ايها الرسول حين خرجت من بيتك لابسا عده الحرب تنظم صفوف اصحابك وتنزل كل واحد في منزله للقاء المشركين في غزوه "احد" والله سميع لاقوالكم عليم بافعالكم
*94). This marks the beginning of the fourth discourse of this surah. It was revealed after the Battle of Uhud and contains comments on it. The previous section ended with the assurance: 'But if you remain steadfast and mindful of Allah their designs will not cause you harm.' (See verse 120 above.) The Muslims did suffer a setback in the Battle of Uhud precisely because of this lack of patience, and because of a few mistakes committed by some of them which were indicative of insufficient piety. This discourse, therefore, is quite appropriate and warns the Muslims against such weaknesses.
The discourse contains a precise and instructive commentary on all the main events connected with the Battle of Uhud. In order to appreciate this it is appropriate to refresh our minds as to the situational context of its revelations. In the beginning of Shawwal 3 A.H., the Quraysh attacked Madina with an army of three thousand men. In addition to their numerical superiority they were also much better equipped. Moreover, they sought to avenge their losses in the Battle of Badr. The Prophet (peace be on him) and his closest Companions were of the opinion that they should defend themselves from within the boundaries of Madina, There were, however, several young people who longed for martyrdom and felt aggrieved at, not having had the opportunity to fight in the Battle of Badr. They insisted that the enemy should be resisted outside the confines of Madina. The Prophet gave in to their demands and decided to march out of the city to meet their enemies. A thousand people accompanied him. Of these, 'Abd Allah b. Ubayy broke away along with his three hundred followers after reaching the place called Shawt. This, happening as it did just before the commencement of the battle, created such perplexity and confusion that the people of Banu Salamah and Banu Harithah wanted to turn back, and it took some effort on the part of the Companions to persuade them not to.
The Prophet advanced with the remaining seven hundred Muslims and lined up his troops at the foot of Mount Uhud (a distance of approximately four miles from Madina) in such a manner that the mountain was behind and the Quraysh army in front of them. There was only one mountain pass from where the Muslims could be subjected to a surprise attack. The Prophet posted fifty archers there as guards under the- command of 'Abd Allah b. Jubayr, instructing him neither to let anyone approach nor to move away from that spot. 'Even if you see birds fly off with our flesh', the Prophet said, 'still you must not move away from this place'. (For such instructions from the Prophet see Ibn Sa'd, Tabaqat, vol. 2, pp. 39-40 and 47, and Waqidi, Maghazi, vol. 1, pp. 224 and 229 - Ed.) Then the battle commenced. In the beginning the Muslims proved the better side but instead of maintaining their onslaught until they had assured complete victory, they were overcome by the temptation of booty and turned to collecting the spoils. When the archers whom the Prophet had posted to repel the attack of the enemy from the rear saw that the enemy had taken to its heels and that people were collecting booty, they too joined the melee and began to do the same.
'Abd Allah b. Jubayr tried to persuade them not to leave their posts by reminding them of the Prophet's directive. Hardly anyone heeded him. Khalid b. Walld, who was at that time an unbeliever and who commanded the Quraysh cavalry, seized his opportunity. He rode with his men around Mount Uhud and attacked the flank of the Muslim army through the pass. 'Abd Allah b. Jubayr's depleted forces tried unsuccessfully to resist the attack.
The fleeing soldiers of the enemy also returned and joined the attack from the front and the scales of the battle turned against the Muslims. The suddenness of these attacks, from both the rear and the front, caused such confusion that many fled. Then the rumour spread that the- Prophet, himself, had been martyred. This news shattered whatever presence of mind the Companions had left, and led many who had stood firm to lose courage altogether. At this moment there remained around the injured and bleeding Prophet (peace be on him) no more than ten or twelve loyal persons who had staked their lives for his sake. Defeat seemed inevitable. Fortunately, however, the Companions realized that the Prophet was still alive. They therefore advanced towards him from all sides, rallied around him, and led him to the safety of the mountain. (For an account of the Battle of Uhud in early Islamic sources, see Ibn Hisham, Slrah, yol, 1, pp. 61 ff., Waqidi, Maghazi, vol. 1, pp. 199 ff., especially pp. 224, 229 f. and 237 ff., and Ibn Sa'd, Tabaqat, vol. 2, pp. 36-48, etc. - Ed.)
It remains a mystery why the unbelievers of Makka held back when victory was within their grasp. The Muslim ranks were in such disarray that they would have been hard pushed to resist further. (Cf. the account and conclusion of W. M. Watt regarding the Battle of Uhud in Muhammad at Medina, Oxford University Press, 1956, pp. 21 ff., especially pp. 26-9 -Ed.)