- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
- عربى - التفسير الميسر : يا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أظننتم أن تدخلوا الجنة، ولم تُبْتَلوا بالقتال والشدائد؟ لا يحصل لكم دخولها حتى تُبْتلوا، ويعلم الله -علما ظاهرا للخلق- المجاهدين منكم في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء.
- السعدى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
ثم قال تعالى: { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } هذا استفهام إنكاري، أي: لا تظنوا، ولا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب، وأفضل ما به يتنافس المتنافسون، وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، والعمل الموصل إليه، فلا يوصل إلى الراحة إلا بترك الراحة، ولا يدرك النعيم إلا بترك النعيم، ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها، وتمرينها عليها ومعرفة ما تئول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها، ولا يبالون بها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
- الوسيط لطنطاوي : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
ثم بين- سبحانه- أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وأن الوصول إلى رضا الله- تعالى- يحتاج إلى جهاد عظيم، وصبر طويل فقال- تعالى-: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ وأَمْ هنا يرى كثير من العلماء أنها منقطعة، بمعنى بل الانتقالية، لأن الكلام انتقال من تسليتهم إلى معاتبتهم على ما حدث منهم في غزوة أحد من مخالفة بعضهم لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفرارهم عنه في ساعة الشدة.
والهمزة المقدرة معها للإنكار والاستبعاد.
وقوله أَمْ حَسِبْتُمْ معطوف على جملة وَلا تَهِنُوا وذلك أنهم لما مسهم القرح فحزنوا واعتراهم شيء من الضعف، بين الله لهم أنه لا وجه لهذا الضعف أو الحزن لأنهم هم الأعلون، والأيام دول، وما أصابهم فقد سبق أن أصيب بمثله أعداؤهم، ثم بين لهم هنا: أن دخول الجنة لا يحصل لهم إذا لم يبذلوا مهجهم وأرواحهم في سبيل الله، فإذا ظنوا غير ذلك فقد أخطئوا.
والمعنى: بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة، وتنالوا كرامة ربكم، وشرف المنازل عنده مع أنكم لم تجاهدوا في سبيل الله جهاد الصابرين على شدائده ومتاعبه ومطالبه، إن كنتم تحسبون هذا الحسبان فهو ظن باطل يحب عليكم الإقلاع عنه.
ويحتمل أن تكون أَمْ هنا للمعادلة بمعنى أنها متصلة لا منقطعة «ويكون المعنى عليه:
أعلمتم أن الله- تعالى- سننا في النصر والهزيمة، وأن الأيام دول. وأن الوصول إلى السنة يحتاج إلى إيمان وجهاد وصبر، أم حسبتم وظننتم أنكم تدخلون الجنة من غير مجاهدة واستشهاد؟.
وقوله وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ معناه: ولم تجاهدوا جهاد الصابرين فيعلم الله ذلك منكم.
قال صاحب الكشاف: وقوله وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ بمعنى ولما تجاهدوا. لأن العلم متعلق بالمعلوم، فنزل نفى العلم منزلة نفى متعلقه، لأنه منتف بانتفائه. يقول الرجل:
ما علم الله من فلان خيرا، يريد ما فيه خير حتى يعلمه، و «لما» بمعنى ولم إلا أن فيها ضربا من التوقع، فدل على نفى الجهاد فيما مضى، وعلى توقعه فيما يستقبل. وتقول: وعدني أن يفعل كذا ولما يفعل، تريد: وأنا أتوقع فعله» .
وجملة وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ حالية من ضمير تَدْخُلُوا مؤكدة للإنكار، فإن رجاء الأجر من غير علم مستبعد عند ذوى العقول السليمة، ولذا قال بعضهم:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجرى على اليبس
وقال بعض الحكماء «طلب الجنة من غير عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور. وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة» .
وقوله وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ أى ويتميز الصابرون في جهادهم عن غيرهم فالآية الكريمة تشير إلى أن الشدائد من شأنها أن تميز المجاهدين الصادقين في جهادهم، الثابتين في البأساء والضراء من غيرهم، وأن تميز الصابرين الذين يتحملون مشاق القتال وتبعاته بقلب راسخ، ونفس مطمئنة من الذين يجاهدون ولكنهم تطيش أحلامهم عند الشدائد والأهوال.
فالجهاد في سبيل الله يستلزم الصبر، لأن الصبر هو عدة المجاهد وأساس نجاحه، ولقد سئل بعضهم عن الشجاعة فقال: الشجاعة صبر ساعة.
وقال بعض الشعراء يعتذر عن انتصار أعدائهم عليهم.
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
ولقد كان عدم صبر الرماة في غزوة أحد، ومسارعتهم إلى جمع الغنائم، من أهم الأسباب التي أدت إلى هزيمة المسلمين في تلك المعركة.
والآية الكريمة كذلك تشير إلى أن الطريق إلى الجنة ليس سهلا يسلكه كل إنسان وإنما هو طريق محفوف بالمكاره والشدائد. ولا يصل إلى غايته إلا الذين جاهدوا وصبروا وصابروا، ولذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات» .
- البغوى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
( أم حسبتم ) أحسبتم؟ ( أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله ) [ أي : ولم يعلم الله ] ( الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
- ابن كثير : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
ثم قال : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) أي : أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد ، كما قال تعالى في سورة البقرة : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا [ حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ] ) [ البقرة : 214 ] وقال تعالى : ( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) [ العنكبوت : 1 - 3 ] ، ولهذا قال هاهنا : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) أي : لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقارنة الأعداء .
- القرطبى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
قوله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
" أم " بمعنى بل . وقيل : الميم زائدة ، والمعنى أحسبتم يا من انهزم يوم أحد أن تدخلوا الجنة كما دخل الذين قتلوا وصبروا على ألم الجراح والقتل من غير أن تسلكوا طريقهم وتصبروا صبرهم لا ; حتى يعلم الله الذين جاهدوا منكم أي علم شهادة حتى يقع عليه الجزاء . والمعنى : ولم تجاهدوا فيعلم ذلك منكم ; فلما بمعنى " لم " . وفرق سيبويه بين " لم " و " لما " فزعم أن " لم يفعل " نفي فعل ، وأن : " لما يفعل " . نفي قد فعل . ويعلم الصابرين منصوب بإضمار أن ; عن الخليل . وقرأ الحسن ويحيى بن يعمر " يعلم الصابرين " بالجزم على النسق . وقرئ بالرفع على القطع ، أي وهو يعلم . وروى هذه القراءة عبد الوارث عن أبي عمرو . وقال الزجاج . الواو هنا بمعنى حتى ، أي ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم حتى يعلم صبرهم كما تقدم آنفا .
- الطبرى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
القول في تأويل قوله : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " أم حسبتم "، يا معشر أصحاب محمد، وظننتم =" أن تدخلوا الجنة "، وتنالوا كرامة ربكم، وشرف المنازل عنده =" ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم "، يقول: ولما يتبيَّن لعبادي المؤمنين، المجاهدُ منكم في سبيل الله، على ما أمره به.
* * *
وقد بينت معنى قوله: "
ولما يعلم الله "، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ ، وما أشبه ذلك، بأدلته فيما مضى، بما أغنى عن إعادته. (5) .* * *
وقوله: "
ويعلم الصابرين "، يعني: الصابرين عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من جرح وألم ومكروه. كما:-7929- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة " وتصيبوا من ثوابي الكرامة، ولم أختبركم بالشدة، وأبتليكم بالمكاره، حتى أعلم صِدق ذلك منكم الإيمان بي، والصبر على ما أصابكم فيّ. (6)* * *
ونصب "
ويعلم الصابرين "، على الصرف. و " الصرف "، أن يجتمع فعلان ببعض حروف النسق، وفي أوله ما لا يحسن إعادته مع حرف النسق، فينصب الذي بعد حرف العطف على الصرف، لأنه مصروف عن معنى الأول، ولكن يكون مع جحد أو استفهام أو نهي في أول الكلام. (7) وذلك كقولهم: " لا يسعني شيء ويضيقَ عنك "، لأن " لا " التي مع " يسعني" لا يحسن إعادتها مع قوله: " ويضيقَ عنك "، فلذلك نصب. (8) .والقرأة في هذا الحرف على النصب.
* * *
وقد روي عن الحسن أنه كان يقرأ: ( وَيَعْلَمِ الصَّابِرِينَ )، فيكسر "
الميم " من " يعلم "، لأنه كان ينوي جزمها على العطف به على قوله: " ولما يعلم الله ".----------------
الهوامش :
(5) انظر تفسير"
لنعلم فيما سلف 3: 158 - 162.(6) الأثر: 7929- سيرة ابن هشام 3: 117 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 7928 وكان في المطبوعة والمخطوطة: "حتى أعلم أصدق ذلكم الإيمان بي. . ." فرددته إلى الصواب من رواية ابن هشام.
(7) انظر"الصرف" فيما سلف 1: 569 ، وتعليق: 1 / 3: 552 ، تعليق: 1.
(8) انظر معاني القرآن للفراء 1: 235 ، 236.
- ابن عاشور : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
{ أم } هنا منقطعة ، هي بمعنى ( بل ) الانتقالية ، لأنّ هذا الكلام انتقال من غرض إلى آخر ، وهي إذا استعملت منقطعة تؤذن بأنّ ما بعدها استفهام ، لملازمتها للاستفهام ، حتَّى قال الزمخشري والمحقّقون : إنَّها لا تفارق الدلالة على الاستفهام بعدها ، وقال غيره : ذلك هو الغالب وقد تفارقه ، واستشهدوا على مفارقتها للاستفهام بشواهد تقبل التَّأويل .
فقوله : { أم حسبتم } عطف على جملة { ولا تهنوا } [ آل عمران : 139 ] وذلك أنَّهم لمّا مسّهم القرح فحزنوا واعتراهم الوهن حيث لم يشاهدوا مثل النَّصر الَّذي شاهدوه يوم بدر ، بيّن الله أنّ لا وجه للوهن للعلل الَّتي تقدّمت ، ثُمّ بيّن لهم هنا : أن دخول الجنَّة الَّذي هو مرغوبهم لا يحصل إذا لم يبذلوا نفوسهم في نصر الدّين فإذا حسبوا دخول الجنَّة يحصل دون ذلك ، فقد أخطأوا .
والاستفهام المقدّر بعد ( أم ) مستعمل في التَّغليط والنَّهي ، ولذلك جاء ب ( أم ) للدلالة على التغليط : أي لا تحسبوا أن تدخلوا الجنَّة دون أن تجاهدوا وتصبروا على عواقب الجهاد .
ومن المفسّرين من قدّر لِ ( أمْ ) هنا معادِلاً محذوفاً ، وجعلها متَّصلة ، فنقل الفخر عن أبي مسلم الأصفهاني أنَّه قال : عادة العرب يأتون بهذا الجنس من الاستفهام توكيداً لأنَّه لمّا قال : { ولا تهنوا ولا تحزنوا } [ آل عمران : 139 ] كأنَّه قال : أفتعلمون أنّ ذلك كما تؤمرون أم حسبتم أن تدخلوا الجنَّة .
وجملة { ولما يعلم الله } إلخ في موضع الحال ، وهي مصبّ الإنكار ، أي لا تحسبوا أن تدخلوا الجنَّة حين لا يعلم الله الَّذين جاهدوا .
و ( لَمَّا ) حرف نفي أختُ ( لم ) إلاّ أنَّها أشدّ نفياً من ( لم ) ، لأنّ ( لم ) لِنفي قول القائل فَعَل فلان ، و ( لمّا ) لنفي قوله قد فعل فلان . قاله سيبويه ، كما قال : إنّ ( لا ) لنفي يفعل و ( لن ) لنفي سيفعل و ( ما ) لنفي لقد فعل و ( لا ) لنفي هو يفعل . فتدلّ ( لَمَّا ) على اتِّصال النَّفي بها إلى زمن التكلّم ، بخلاف ( لم ) ، ومن هذه الدلالة استفيدت دلالة أخرى وهي أنّها تؤذن بأنّ المنفي بها مترقّب الثبوت فيما يستقبل ، لأنَّها قائمة مقام قولك استمرّ النَّفي إلى الآن ، وإلى هذا ذهب الزمخشري هنا فقال : و ( لمّا ) بمعنى ( لم ) إلاّ أنّ فيها ضرباً من التوقُّع وقال في قوله تعالى : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } سورة [ الحجرَات : 14 ] : فيه دلالة على أنّ الأَعراب آمنوا فيما بعد .
والقول في علم الله تقدّم آنفاً في الآية قبل هذه .
وأريد بحالة نفي علم الله بالَّذين جاهدوا والصَّابرين الكناية عن حالة نفي الجهاد والصّبر عنهم ، لأنّ الله إذا علم شيئاً فذلك المعلوم محقّق الوقوع فكما كنّى بعلم الله عن التّحقق في قوله : { وليعلم الله الذين آمنوا } [ آل عمران : 140 ] كنّى بنفي العلم عن نفي الوقوع . وشرط الكناية هنا متوفّر وهو جواز إرادة المعنى الملزوم مع المعنى اللازم لِجواز إرادة انتفاء علم الله بجهادهم مع إرادة انتفاء جهادهم .
ولا يرد ما أورده التفتزاني ، وأجاب عنه بأنّ الكناية في النفي بنيت على الكناية في الإثبات ، وهو تكلّف ، إذ شأن التراكيب استقلالها في مفادها ولوازمها .
وعقّب هذا النفي بقوله : { ويعلم الصابرين } معطوفاً بواو المعية فهو في معنى المفعول معه ، لتنتظم القيود بعضها مع بعض ، فيصير المعنى : أتحسبون أن تدخلوا الجنَّة في حال انتفاء علم الله بجهادكم مع انتفاء علمه بصبركم ، أي أحسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يجتمع العلمان . والجهاد يستدعي الصّبر ، لأنّ الصّبر هو سبب النَّجاح في الجهاد ، وجالب الانتصار ، وقد سئل عليّ عن الشَّجاعة ، فقال : صبر ساعة . وقال زفر بن الحارث الكلابي ، يعتذر عن انتصار أعدائهم عليهم
. ... سَقَيْنَاهُمُ كأْساً سَقَوْنا بمثلها
ولكنَّهم كانُوا على الموْتتِ أصبرا ... وقد تسبّب في هزيمة المسلمين يومَ أُحُد ضعفُ صبر الرماة ، وخفّتهم إلى الغنيمة ، وفي الجهاد يُتطلّب صبر المغلوب على الغلب حتَّى لا يهن ولا يستسلم .
- إعراب القرآن : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
«أَمْ حَسِبْتُمْ» أم حرف عطف حسبتم فعل ماض وفاعل و«أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ» سدت مسد مفعولي حسبتم والتقدير : لا تحسبوا دخول الجنة.
«وَلَمَّا» الواو حالية لما حرف جازم «يَعْلَمِ» مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «الَّذِينَ» مفعوله وجملة «جاهَدُوا» صلة الموصول «مِنْكُمْ» متعلقان بالفعل قبلهما وجملة «وَلَمَّا يَعْلَمِ» في محل نصب حال «وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ» الواو للمعية يعلم مضارع منصوب بأن المضمرة بعد واو المعية والفاعل هو الصابرين مفعول به منصوب بالياء وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر مؤول من الفعل السابق التقدير : ولما يعلم الله المجاهدين والصابرين.
- English - Sahih International : Or do you think that you will enter Paradise while Allah has not yet made evident those of you who fight in His cause and made evident those who are steadfast
- English - Tafheem -Maududi : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ(3:142) Did you think that you would enter Paradise even though Allah has not yet seen who among you strove hard in His way and remained steadfast?
- Français - Hamidullah : Comptez-vous entrer au Paradis sans qu'Allah ne distingue parmi vous ceux qui luttent et qui sont endurants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Oder meint ihr etwa daß ihr in den Paradiesgarten eingehen werdet noch ehe Allah diejenigen von euch kennt die unter euch sich für Seine Sache abmühen und die Standhaften kennt
- Spanish - Cortes : O ¿creéis que vais a entrar en el Jardín sin que Alá haya sabido quiénes de vosotros han combatido y quiénes han tenido paciencia
- Português - El Hayek : Pretendeis acaso entrar no Paraíso sem que Deus Se assegure daqueles dentre vós que combatem e sãoperseverantes
- Россию - Кулиев : Или вы полагали что войдете в Рай пока Аллах не узнал тех из вас кто сражался и кто был терпелив
- Кулиев -ас-Саади : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
Или вы полагали, что войдете в Рай, пока Аллах не узнал тех из вас, кто сражался и кто был терпелив?Этот вопрос подразумевает отрицательный ответ и означает, что людям не следует полагать, что они попадут в Рай без особого труда. Для того чтобы снискать благоволение Аллаха, им придется переносить трудности на Его пути, поскольку в Райских садах собраны самые славные удовольствия и самое прекрасное, ради чего только могут состязаться друг с другом творения. Чем дороже заветная цель, тем дороже средства и труднее путь, который необходимо преодолеть для ее достижения, и поэтому заслужить отдых можно только, отказавшись от отдыха, а обрести блаженство - отказавшись от него. Когда же мирские трудности выпадают на долю благоразумных людей, они приучают себя стойко переносить их, вспоминают о том, какую награду они могут получить благодаря им, принимают их за Божью милость и не придают им особого значения. Воистину, это - милость Аллаха, которую Он дарует, кому пожелает.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yoksa içinizden Allah cihad edenleri ve sabredenleri belirtmeden cennete gireceğinizi mi sanıyordunuz
- Italiano - Piccardo : Pensate forse di entrare nel Giardino senza che Allah riconosca coloro che lottano coloro che sopportano
- كوردى - برهان محمد أمين : یان واگومانتان دهبرد ههروا بهئاسانی دهچنه بهههشتهوه که هێشتا خوا له جیهانی واقعدا دهریشی نهخستووه کامتان ههوڵ و کۆشش و جیهادی کردووهو کامتان خۆڕاگرو ئارامگر بووه
- اردو - جالندربرى : کیا تم یہ سمجھتے ہو کہ بےازمائش بہشت میں جا داخل ہو گے حالانکہ ابھی خدا نے تم میں سے جہاد کرنے والوں کو تو اچھی طرح معلوم کیا ہی نہیں اور یہ بھی مقصود ہے کہ وہ ثابت قدم رہنے والوں کو معلوم کرے
- Bosanski - Korkut : Zar mislite da ćete ući u Džennet a da Allah ne ukaže na one od vas koji se bore i na one koji su izdržljivi
- Swedish - Bernström : Tror ni att ni får stiga in i paradiset utan att [ha visat] Gud vilka av er som vill kämpa [för Hans sak] och som kan hålla ut [i farans stund]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah kamu mengira bahwa kamu akan masuk surga padahal belum nyata bagi Allah orangorang yang berjihad diantaramu dan belum nyata orangorang yang sabar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
(Atau) artinya apakah (kamu mengira bahwa kamu akan masuk surga padahal belumlah diketahui oleh Allah orang-orang yang berjihad di antara kamu) yakni secara lahirnya (dan belum diketahui-Nya orang-orang yang sabar) dalam menghadapi kesusahan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমাদের কি ধারণা তোমরা জান্নাতে প্রবেশ করবে অথচ আল্লাহ এখনও দেখেননি তোমাদের মধ্যে কারা জেহাদ করেছে এবং কারা ধৈর্য্যশীল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களில் அல்லாஹ்வின் பாதையில் உறுதியாகப் போர் புரிபவர்கள் யார் என்றும் அக்காலை பொறுமையைக் கடைப்பிடிப்பவர்கள் யார் என்றும் அல்லாஹ் பரிசோதித்து அறியாமல் நீங்கள் சுவனபதியில் நுழைந்து விடலாம் என்று எண்ணிக் கொண்டு இருக்கின்றீர்களா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : หรือว่าพวกเจ้าคิดว่า พวกเจ้าจะได้เข้าสวนสวรรค์ ทั้งๆ ที่อัลลอฮ์ยังมิได้ทรงรู้ บรรดาผู้ที่ต่อสู้ญิฮาด ในหมู่พวกเจ้าพร้อมกันนั้น พระองค์ก็จะทรงรู้บรรดาผู้ที่อดทนด้วย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёки Аллоҳ сизлардан жиҳод қилганларни билмасдан ва сабрлиларни билмасдан туриб жаннатга кираверамиз деб ҳисоблайсизми
- 中国语文 - Ma Jian : 真主还没有甄别你们中奋斗的人和坚忍的人,难道你们就以为自己得入乐园 吗?
- Melayu - Basmeih : Adakah kamu menyangka bahawa kamu akan masuk Syurga padahal belum lagi nyata kepada Allah wujudnya orangorang yang berjihad yang berjuang dengan bersungguhsungguh di antara kamu dan belum lagi nyata wujudnya orangorang yang sabar tabah dan cekal hati dalam perjuangan
- Somali - Abduh : Ma waxaad u Maleyseen inaad Galayssaan Jannada isagoon Muujinin Eebe kuwa Jahaaday oo idinka mid ah oosan Muujinin kuwa Samra
- Hausa - Gumi : Ko kun yi zaton ku shiga Aljanna alhãli kuwa Allah bai bãda sanin waɗanda suka yĩ jihãdi daga gare ku ba kuma Ya san mãsu haƙuri
- Swahili - Al-Barwani : Je Mnadhani mtaingia Peponi na hali Mwenyezi Mungu hajawapambanua wale miongoni mwenu walio pigana Jihadi na hajawapambanua walio subiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : A mendoni se do të hyni në xhennet e Perëndia të mos u tregojë juve për ata që kanë luftuar dhe për ata që kanë duruar
- فارسى - آیتی : آيا مىپنداريد كه به بهشت خواهيد رفت و حال آن كه هنوز خدا معلوم نداشته است كه از ميان شما چه كسانى جهاد مىكنند و چه كسانى پايدارى مىورزند؟
- tajeki - Оятӣ : Оё гумон доред, ки ба биҳишт хоҳед рафт ва ҳол он ки ҳанӯз Худо маълум накардааст, ки аз миёни шумо чӣ касоне ҷиҳод мекунанд ва чӣ касоне сабр мекунанд?
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۆمىنلەر جامائەسى!) اﷲ سىلەردىن (ھەقىقىي) جىھاد قىلغانلارنى ۋە (جىھادنىڭ جاپا - مۇشەققەتلىرىگە) چىدىغۇچىلارنى بىلمەي (يەنى ئايرىماي تۇرۇپ)، (پەقەت ئاغزىڭلاردا ئىمان ئېيتتۇق دېيىش بىلەنلا) جەننەتكە كىرىشنى ئويلامسىلەر؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ല; നിങ്ങള് വെറുതെയങ്ങ് സ്വര്ഗത്തില് കടന്നുകളയാമെന്ന് കരുതുന്നുണ്ടോ, നിങ്ങളില്നിന്ന് ദൈവമാര്ഗത്തില് സമരം നടത്തുന്നവരെയും ക്ഷമയവലംബിക്കുന്നവരെയും തിരിച്ചറിഞ്ഞിട്ടല്ലാതെ?
- عربى - التفسير الميسر : يا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اظننتم ان تدخلوا الجنه ولم تبتلوا بالقتال والشدائد لا يحصل لكم دخولها حتى تبتلوا ويعلم الله علما ظاهرا للخلق المجاهدين منكم في سبيله والصابرين على مقاومه الاعداء