- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِىٓ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
- عربى - التفسير الميسر : وما كان قول هؤلاء الصابرين إلا أن قالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وما وقع منا مِن تجاوزٍ في أمر ديننا، وثبِّت أقدامنا حتى لا نفرَّ من قتال عدونا، وانصرنا على مَن جحد وحدانيتك ونبوة أنبيائك.
- السعدى : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
ثم ذكر قولهم واستنصارهم لربهم، فقال: { وما كان قولهم } أي: في تلك المواطن الصعبة { إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا } والإسراف: هو مجاوزة الحد إلى ما حرم، علموا أن الذنوب والإسراف من أعظم أسباب الخذلان، وأن التخلي منها من أسباب النصر، فسألوا ربهم مغفرتها. ثم إنهم لم يتكلوا على ما بذلوا جهدهم به من الصبر، بل اعتمدوا على الله، وسألوه أن يثبت أقدامهم عند ملاقاة الأعداء الكافرين، وأن ينصرهم عليهم، فجمعوا بين الصبر وترك ضده، والتوبة والاستغفار، والاستنصار بربهم، لا جرم أن الله نصرهم، وجعل لهم العاقبة في الدنيا والآخرة
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
ثم أتبع- سبحانه- محاسنهم الفعلية، ببيان محاسنهم القولية فقال- تعالى- وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا، وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ.
أى أن هؤلاء الأنقياء الأوفياء الصابرين ما كان لهم من قول في مواطن القتال وفي عموم الأحوال إلا الضراعة إلى الله- بثلاثة أمور:
أولها: حكاه القرآن عنهم في قوله: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا.
أى: إنهم يدعون الله- تعالى- بأن يغفر لهم ذنوبهم ما كان صغيرا منها وما كان كبيرا: وأن يغفر لهم إسرافهم في أمرهم أى ما تجاوزوه من الحدود التي حدها لهم وأمرهم بعدم تجاوزها.
وثانيها: حكاه القرآن عنهم في قوله وَثَبِّتْ أَقْدامَنا اى اجعلنا يا ربنا ممن يثبت لحرب أعدائك وقتالهم ولا تجعلنا ممن يوليهم الأدبار.
وثالثها: حكاه القرآن عنهم في قوله وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ أى اجعل النصر لنا يا ربنا على أعدائك وأعدائنا الذين جحدوا وحدانيتك، وكذبوا نبيك وضلوا ضلالا بعيدا.
وتأمل معى- أخى القارئ- هذه الدعوات الكريمة تراها قد جمعت ما جمعت من صدق اليقين، وحسن الترتيب.
فهم قد التمسوا- أولا- من خالقهم مغفرة ذنوبهم والتجاوز عما وقعوا فيه من أخطاء وهذا يدل على سلامة قلوبهم وتواضعهم واستصغار أعمالهم مهما عظمت أمام فضل الله ونعمه.
ثم التمسوا منه- ثانيا- تثبيت أقدامهم عند لقاء الأعداء حتى لا يفروا من أمامهم.
ثم التمسوا منه- ثالثا- النصر على الكافرين وهو غاية القتال، لأن الانتصار عليهم يؤدى إلى منع وقوع الفتنة في الأرض، وإلى إعلاء كلمة الحق.
قال صاحب الكشاف: قوله وَما كانَ قَوْلَهُمْ إلخ هذا القول وهو إضافة الذنوب والإسراف إلى أنفسهم مع كونهم ربانيين هضما لها واستقصارا. والدعاء بالاستغفار منها مقدما على طلب تثبيت الأقدام في مواطن الحرب والنصرة على العدو، ليكون طلبهم إلى ربهم عن زكاة وطهارة وخضوع. وهو أقرب إلى الاستجابة» .
وكان هنا ناقصة، وقوله قَوْلَهُمْ بالنصب خبرها واسمها المصدر المتحصل من «أن» وما بعدها في قوله إِلَّا أَنْ قالُوا والاستثناء مفرغ.
أى: ما كان قولهم في ذلك المقام وفي غيره من المواطن إلا قولهم هذا الدعاء أى هو دأبهم وديدنهم.
- البغوى : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
قوله تعالى : ( وما كان قولهم ) نصب على خبر كان والاسم في أن قالوا ، ومعناه : وما كان قولهم عند قتل نبيهم ، ( إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا ) أي : الصغائر ، ( وإسرافنا في أمرنا ) أي : الكبائر ، ( وثبت أقدامنا ) كي لا تزول ، ( وانصرنا على القوم الكافرين ) يقول فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد .
- ابن كثير : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
أي لم يكن لهم هِجِّيرٌ إلا ذلك ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
- القرطبى : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
وقرأ بعضهم " وما كان قولهم " بالرفع ; جعل القول اسما لكان ; فيكون معناه وما كان قولهم إلا قولهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا ومن قرأ بالنصب جعل القول خبر كان . واسمها إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا يعني الصغائر وإسرافنا يعني الكبائر . والإسراف : الإفراط في الشيء ومجاوزة الحد . وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو بهذا الدعاء اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني وذكر الحديث . فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه ، ولا يقول أختار كذا ; فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون .
- الطبرى : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
القول في تأويل قوله : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " وما كان قولهم "، وما كان قول الرِّبِّيين - و " الهاء والميم " من ذكر أسماء الربيين -" إلا أن قالوا "، يعني: ما كان لهم قولٌ سوى هذا القول، إذ قتل نبيهم = وقوله: " ربنا اغفر لنا ذنوبنا "، يقول: لم يعتصموا، إذ قتل نبيهم، إلا بالصبر على ما أصابهم، ومجاهدة عدوهم، وبمسألة ربهم المغفرة والنصر على عدوهم. ومعنى الكلام: وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا. (76) .
* * *
وأما " الإسراف "، فإنه الإفراط في الشيء: يقال منه: " أسرف فلانٌ في هذا الأمر "، إذا تجاوز مقداره فأفرط.
* * *
ومعناه هاهنا: اغفر لنا ذنوبنا: الصغارَ منها، وما أسرفنا فيه منها فتخطينا إلى العظام. وكان معنى الكلام: اغفر لنا ذنوبنا، الصغائر منها والكبائر. كما:-
7987- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في قول الله: " وإسرافنا في أمرنا "، قال: خطايانا.
7988- حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " وإسرافنا في أمرنا "، خطايانا وظلمَنا أنفسنا.
7989- حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد الله بن سليمان قال، سمعت الضحاك في قوله: " وإسرافنا في أمرنا "، يعني: الخطايا الكِبار.
7990- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم قال، الكبائر.
7991- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: " وإسرافنا في أمرنا "، قال: خطايانا.
7992- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " وإسرافنا في أمرنا "، يقول: خطايانا.
* * *
وأما قوله: " وثبت أقدامنا "، فإنه يقول: اجعلنا ممن يثبت لحرب عدوّك وقتالهم، ولا تجعلنا ممن ينهزم فيفرَّ منهم ولا يثبتُ قدمه في مكان واحد لحربهم =" وانصرنا على القوم الكافرين "، يقول: وانصرنا على الذين جحدوا وحدانيتك ونبوة نبيك. (77) .
* * *
قال أبو جعفر: وإنما هذا تأنيب من الله عز وجل عبادَه الذين فرُّوا عن العدو يوم أحد وتركوا قتالهم، وتأديبٌ لهم. يقول: الله عز وجل: هلا فعلتم إذ قيل لكم: "
قُتل نبيكم " - كما فعل هؤلاء الرِّبِّيون، الذين كانوا قبلكم من أتباع الأنبياء إذ قتلت أنبياؤهم. فصبرتم لعدوكم صبرَهم، ولم تضعفوا وتستكينوا لعدوكم، فتحاولوا الارتداد على أعقابكم، كما لم يضعف هؤلاء الرِّبِّيون ولم يستكينوا لعدوهم، وسألتم ربكم النصر والظفر كما سألوا، فينصركم الله عليهم كما نصروا، فإن الله يحب من صَبر لأمره وعلى جهاد عدوه، فيعطيه النصر والظفر على عدوه؟. كما:-7993- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "
وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "، أي: فقولوا كما قالوا، واعلموا أنما ذلك بذنوب منكم، واستغفروا كما استغفروا، وامضوا على دينكم كما مضوا على دينهم، ولا ترتدُّوا على أعقابكم راجعين، واسألوه كما سألوه أن يثبِّت أقدامكم، واستنصروه كما استنصروه على القوم الكافرين. فكل هذا من قولهم قد كان وقد قُتل نبيهم، فلم يفعلوا كما فعلتم. (78)* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي هي القراءة في قوله: ( وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ ) النصب لإجماع قرأة الأمصار على ذلك نقلا مستفيضًا وراثة عن الحجة. (79) وإنما اختير النصب في"
القول "، لأن " أن " لا تكون إلا معرفة، (80) فكانت أولى بأن تكون هي الاسم، دون الأسماء التي قد تكون معرفة أحيانًا ونكرة أحيانًا، (81) ولذلك اختير النصب في كل اسم وِلى " كان " إذا كان بعده " أن " الخفيفة: كقوله: فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ [سورة العنكبوت: 24] (82) وقوله: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا [سورة الأنعام: 23] (83) فأمّا إذا كان الذي يلي" كان " اسما معرفة، والذي بعده مثله، فسواء الرفعُ والنصبُ في الذي ولى " كان ". فإن جعلت الذي ولى " كان " هو الاسم، رفعته ونصبت الذي بعده. وإن جعلت الذي ولى " كان " هو الخبر، نصبته ورفعت الذي بعده، وذلك كقوله جل ثناؤه: ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى [سورة الروم: 10] إن جعلت " العاقبة " الاسم رفعتها، وجعلت " السوأى " هي الخبر منصوبةً. وإن جعلت " العاقبة " الخبر، نصبت فقلت: ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ، وجعلت " السوأى " هي الاسم، فكانت مرفوعة، وكما قال الشاعر: (84)لَقَـدْ عَلِـمَ الأقْـوَام مَـا كَـانَ دَاءَهَـا
بِثَهْــلانَ إلا الخِـزْيُ مِمَّـنْ يَقُودُهَـا (85)
وروي أيضًا: "
ما كان داؤها بثهلان إلا الخزيَ"، نصبًا ورفعًا على ما قد بينت. ولو فُعل مثل ذلك مع " أن " كان جائزًا، غير أن أفصحَ الكلام ما وصفت عند العرب.-------------------
الهوامش :
(76) هذا نص الآية؛ وكأن الصواب: "
وما كان قولا لهم إلا أن قالوا"؛ ليبين عن أن"قولهم" خبر"كان" و"أن قالوا" اسمها. وانظر ص: 273 ، 274.(77) انظر تفسير نظيرة هذه الآية فيما سلف 5: 354.
(78) الأثر: 7993- سيرة ابن هشام 3: 118 ، 119 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 7984.
(79) انظر استعمال"
وراثة" ، و"موروثة" فيما سلف 6: 127 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك.(80) في المطبوعة: "
لأن إلا أن لا تكون إلا معرفة" بزيادة"إلا" الأولى ، وهو فساد مستهجن ، والصواب من المخطوطة ، ولكن الناسخ كان قد أخطأ ، فغير وضرب ، فأخطأ الناشر الأول قراءة ما كتب.(81) انظر معاني القرآن للفراء 1: 237.
(82) في المخطوطة والمطبوعة: "
وما كان جواب..." بالواو ، وصحيح التلاوة ما أثبت.(83) أثبت قراءة النصب كما ذكر الطبري ، والذي عليه مصحفنا وقراءتنا ، رفع"
فتنتهم".(84) لم أعرف قائله.
(85) سيبويه 1: 24 ، ولم ينسبه ، قال الشنتمري: "
استشهد به على استواء اسم كان وخبرها في الرفع والنصب ، لاستوائهما في المعرفة. وصف كتيبة انهزمت ، فيقول: لم يكن داؤها وسبب انهزامها إلا جبن من يقودها وانهزامه. وجعل الفعل للخزي مجازًا واتساعًا ، والمعنى: إلا قائدها المنهزم الخزيان ، وثهلان: اسم جبل". - ابن عاشور : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
وقوله تعالى : { وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا } الآية عطف على { فما وهنوا } لأنَّه لمّا وصفهم برباطة الجأش ، وثبات القلب ، وصفهم بعد ذلك بما يدلّ على الثبات من أقوال اللِّسان الَّتي تجري عليه عند الاضطراب والجزع ، أي أنّ ما أصابهم لم يخالجهم بسببه تردّد في صدق وعد الله ، ولا بَدَر منهم تذمّر ، بل علموا أنّ ذلك لحكمة يعلمها سبحانه ، أو لعلَّه كان جزاء على تقصير منهم في القيام بواجب نصر دينه ، أو في الوفاء بأمانة التكليف ، فلذلك ابتهلوا إليه عند نزول المصيبة بقولهم : { ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا } خشية أن يكون ما أصابهم جزاء على ما فرط منهم ، ثُمّ سألوه النصر وأسبابه ثانياً فقالوا : { وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } فلم يصُدّهم ما لحقهم من الهزيمة عن رجاء النَّصر ، وفي «الموطأ» ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " يستجاب لأحدكم ما لم يعجّل يقول : دعوت فلم يُستجب لي " فقصر قولهم في تلك الحالة الَّتي يندر فيها صدور مثل هذا القول ، على قولهم : { ربنا اغفر لنا } إلى آخره ، فصيغة القصر في قوله : { وما كان قولهم إلا أن قالوا } قصر إضافي لردّ اعتقاد من قد يتوهمّ أنَّهم قالوا أقوالاً تنبىء عن الجزع ، أو الهلع ، أو الشكّ في النَّصر ، أو الاستسلام للكفار .
وفي هذا القصر تعريض بالَّذين جزِعوا من ضعفاء المسلمين أو المنافقين فقال قائلهم : لو كلّمنا عبد الله بن أبي يأخذ لنا أماناً من أبي سفيان .
وقدّم خبر ( كان ) على اسمها في قوله : { وما كان قولهم إلا أن قالوا } لأنَّه خبر عن مبتدأ محصور ، لأنّ المقصود حصر أقوالهم حينئذ في مقالة { ربنا اغفر لنا ذنوبنا } فالقصر حقيقي لأنَّه قصر لقولهم الصّادر منهم ، حين حصول ما أصابهم في سبيل الله ، فذلك القيد ملاحظ من المقام ، نظير القصر في قوله تعالى : { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } [ النور : 51 ] فهو قصر حقيقي مقيّد بزمان خاص ، تقييداً منطوقاً به ، وهذا أحسن من توجيه تقديم الخبر في الآية بأنّ المصدر المنسبك المؤوّل أعرف من المصدر الصّريح لدلالة المؤوّل على النسبة وزمان الحدث ، بخلاف إضافة المصدر الصّريح ، وذلك جائز في باب ( كان ) في غير صيغ القصر ، وأمَّا في الحصر فمتعيّن تقديم المحصور .
والمراد من الذنوب جميعها ، وعطف عليه بعض الذنوب وهو المعبّر عنه هنا بالإسراف في الأمر ، والإسراف هو الإفراط وتجاوز الحدّ ، فلعلّه أريد به الكبائر من الذنوب كما نقل عن ابن عبَّاس وجماعة ، وعليه فالمراد بقوله : أمرْنا ، أي ديننا وتكليفنا ، فيكون عطف خاص للاهتمام بطلب غفرانه ، وتمحّض المعطوف عليه حينئذ لبقية الذنوب وهي الصّغائر . ويجوز عندي أن يكون المراد بالإسْراف في الأمر التقصير في شأنهم ونظامهم فيما يرجع إلى أهبة القتال ، والاستعداد له ، أو الحذر من العدوّ ، وهذا الظاهر من كلمة أمْر ، بأن يكونوا شكُّوا أن يكون ما أصابهم من هزيمتهم في الحرب مع عدوّهم ناشئاً عن سببين : باطننٍ وظاهر ، فالباطن هو غضب الله عليهم من جهة الذنوب ، والظاهرُ هو تقصيرهم في الاستعداد والحذر ، وهذا أولى من الوجه الأول .
- إعراب القرآن : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
«وَما كانَ» الواو عاطفة ما نافية كان فعل ماض ناقص «قَوْلَهُمْ» خبرها مقدم «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ قالُوا» المصدر المؤول في محل رفع اسم كان «رَبَّنَا» منادى مضاف «اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا» فعل دعاء تعلق به الجار والمجرور وذنوبنا مفعوله والجملة مقول القول «وَإِسْرافَنا» عطف على ذنوبنا «فِي أَمْرِنا» متعلقان بإسرافنا «وَثَبِّتْ أَقْدامَنا» عطف على «اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا» «وَانْصُرْنا» عطف على ما قبلها «عَلَى الْقَوْمِ» متعلقان بانصرنا «الْكافِرِينَ» صفة.
- English - Sahih International : And their words were not but that they said "Our Lord forgive us our sins and the excess [committed] in our affairs and plant firmly our feet and give us victory over the disbelieving people"
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(3:147) And all they said was this: 'Our Lord! Forgive us our sins, and our excesses, and set our feet firm, and succour us against those who deny the Truth.'
- Français - Hamidullah : Et ils n'eurent que cette parole Seigneur pardonne-nous nos péchés ainsi que nos excès dans nos comportements affermis nos pas et donne-nous la victoire sur les gens mécréants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ihre Worte waren nichts anderes als daß sie sagten "Unser Herr vergib uns unsere Sünden und die Maßlosigkeit in unserer Angelegenheit festige unsere Füße und hilf uns gegen das ungläubige Volk"
- Spanish - Cortes : No decían más que¡Señor ¡Perdónanos nuestros pecados y los excesos que hemos cometido ¡Afirma nuestros pasos ¡Auxílianos contra el pueblo infiel
- Português - El Hayek : Eles nada disseram além de Ó Senhor nosso perdoanos por nosso pecados e por nossos excessos; firma os nossospassos e concedenos a vitória sobre os incrédulos
- Россию - Кулиев : Они не произносили ничего кроме слов Господь наш Прости нам наши грехи и излишества которые мы допустили в нашем деле утверди наши стопы и даруй нам победу над людьми неверующими
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
Они не произносили ничего, кроме слов: «Господь наш! Прости нам наши грехи и излишества, которые мы допустили в нашем деле, утверди наши стопы и даруй нам победу над людьми неверующими».В самые трудные минуты они молили своего Господа оказать им поддержку, простить им грехи и не наказывать их за излишество. Под излишеством (исраф) подразумевается преступление закона и совершение запрещенного поступка. Они понимали, что грехи и преступления - самые опасные факторы, лишающие человека Божьей поддержки. Они также понимали, что избавление от грехов и преступлений - это залог победы, и поэтому они просили своего Господа одарить их прощением. Они ничего не говорили о приложенных ими усилиях и проявленном терпении. Они полагались на Аллаха, просили Его утвердить их стопы и оказать им поддержку тогда, когда им придется лицом к лицу столкнуться с неверующим противником. Они объединили в себе сразу несколько прекрасных качеств: проявили терпение, удержались от негодования, принесли покаяние, попросили о прощении и попросили Аллаха поддержать их. И нет ничего удивительного в том, что Он одарил их победой и закрепил за ними окончательный успех как в этом мире, так и в Последней жизни. Именно поэтому далее говорится:
- Turkish - Diyanet Isleri : Dedikleri ancak şu idi "Rabbimiz Günahlarımızı işimizdeki aşırılıklarımızı bize bağışla sebatımızı arttır inkarcı topluluğa karşı bize yardım et"
- Italiano - Piccardo : Solo dissero “Signore perdona i nostri errori e gli eccessi che abbiamo commesso rinsalda le nostre gambe e dacci la vittoria sugli infedeli”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوکاته گوفتاریان تهنها ئهمه بووه که وتویانه پهروهردگارا له گوناهو ههڵهکانمان ببورهو له زیادهڕهوی کاروبارمان خۆش ببه دامهزراومان بکه سهرمان بخه بهسهر ئهم گهله بێباوهڕهدا
- اردو - جالندربرى : اور اس حالت میں ان کے منہ سے کوئی بات نکلتی ہے تو یہی کہ اے پروردگار ہمارے گناہ اور زیادتیاں جو ہم اپنے کاموں میں کرتے رہے ہیں معاف فرما اور ہم کو ثابت قدم رکھ اور کافروں پر فتح عنایت فرما
- Bosanski - Korkut : i samo su govorili "Gospodaru naš oprosti nam krivice naše i neumjerenost našu u postupcima našim i učvrsti korake naše i pomozi nam protiv naroda koji ne vjeruje"
- Swedish - Bernström : Och [när de bad] sade de bara "Herre förlåt oss våra synder och om vi har gått till överdrift [eller brustit] i uppfyllandet av vår plikt Gör oss stadiga på foten och låt oss segra över dessa förnekare av sanningen"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tidak ada doa mereka selain ucapan "Ya Tuhan kami ampunilah dosadosa kami dan tindakantindakan kami yang berlebihlebihan dalam urusan kami dan tetapkanlah pendirian kami dan tolonglah kami terhadap kaum yang kafir"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
(Tak ada ucapan mereka) yakni ketika Nabi mereka dibunuh yang mereka terima dengan penuh kesabaran dan ketabahan itu (melainkan dengan berdoa, "Wahai Tuhan kami! Ampunilah dosa kami dan keterlaluan kami) artinya tindakan kami yang melanggar batas (dalam urusan kami) sebagai pengakuan bahwa musibah yang menimpa mereka itu ialah karena jeleknya perbuatan mereka yang berarti menghancurkan diri mereka sendiri (dan tetapkanlah hati kami) dengan kekuatan menghadapi perjuangan (serta tolonglah kami terhadap kaum yang kafir.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা আর কিছুই বলেনিশুধু বলেছে হে আমাদের পালনকর্তা মোচন করে দাও আমাদের পাপ এবং যা কিছু বাড়াবাড়ি হয়ে গেছে আমাদের কাজে। আর আমাদিগকে দৃঢ় রাখ এবং কাফেরদের উপর আমাদিগকে সাহায্য কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் "எங்கள் இறைவனே எங்கள் பாவங்களையும் எங்கள் காரியங்களில் நாங்கள் வரம்பு மீறிச் செய்தவற்றையும் மன்னித் தருள்வாயாக எங்கள் பாதங்களை உறுதியாய் இருக்கச் செய்வாயாக காஃபிர்களின் கூட்டத்தாருக்கு எதிராக எங்களுக்கு நீ உதவி புரிவாயாக" என்பதைத் தவிர இம்மாதிரி சந்தர்ப்பங்களில் அவர்கள் கூறியது வேறெதும் இல்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และคำพูดของพวกเขามิปรากฏเป็นอื่นใด นอกจากพวกเขากล่าวว่า โอ้พระเจ้า แห่งพวกข้าพระองค์ โปรดได้ทรงอภัยโทษให้แก่พวกข้าพระองค์ด้วยเถิด ซึ่งบรรดาความผิดของพวกข้าพระองค์ และการที่พวกข้าพระองค์กระทำเกินขอบเขตในกิจการของพวกข้าพระองค์ และโปรดทรงให้เท้าของพวกข้าพระองค์มั่นอยู่ และโปรดทรงช่วยเหลือพวกข้าพระองค์ให้ชนะเหนือกลุ่มชนผู้ปฏิเสธศรัทธาด้วย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Эй Роббимиз Бизнинг гуноҳларимиз ва ишимиздаги исрофимизни Ўзинг кечиргин собитқадам қилгин ва кофир қавмлар устидан бизга нусрат бергин деган гапдан ўзга гапни айтмаганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们没有别的话,只说:我们的主啊!求你赦宥我们的罪恶,和我们的过失,求你坚定我们的步伐,求你援助我们以对抗不信道的民众。
- Melayu - Basmeih : Dan tidaklah ada yang mereka ucapkan semasa berjuang selain daripada berdoa dengan berkata "Wahai Tuhan kami Ampunkanlah dosadosa kami dan perbuatan kami yang melampau dalam urusan kami dan teguhkanlah tapak pendirian kami dalam perjuangan; dan tolonglah kami mencapai kemenangan terhadap kaum yang kafir
- Somali - Abduh : Mana aha Hadalkoodu waxaan ahayn Eebow nooDhhaf Dambigannaga iyo Xadgudubkanaga Amarkanaga Sugna Gornadahanaga noogana Gargaar Qoomka Gaalada ah
- Hausa - Gumi : Kuma bãbu abin da ya kasance maganarsu fãce faɗarsu cẽwa "Ya Ubangijinmu Ka gãfarta mana zunubanmu da ɓarnarmu a cikin al'amarinmu kuma Ka tabbatar da dugaduganmu kuma Ka taimake mu a kan mutãnen nan kãfirai"
- Swahili - Al-Barwani : Wala kauli yao haikuwa ila ni kusema Mola wetu Mlezi Tughufirie madhambi yetu na kupita kwetu kiasi katika mambo yetu na isimamishe imara miguu yetu na utunusuru tuwashinde kaumu ya makafiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe vetëm thonin “O Zoti ynë Falna mëkatet tona dhe teprimin në punën tonë forcona këmbët tona dhe ndihmona kundër popullit jobesimtar”
- فارسى - آیتی : سخنشان جز اين نبود كه مىگفتند: اى پروردگار ما، گناهان ما را و زيادهرويهاى ما را در كارها بيامرز و ما را ثابتقدم گردان و در برابر كافران يارى كن.
- tajeki - Оятӣ : Суханашон ҷуз ин набуд, ки мегуфтанд: «Эй Парвардигори мо, гуноҳони моро ва зиёдаравиҳои моро дар корҳо биёмурз ва моро собитқадам гардон ва дар баробари кофирон ёрӣ кун».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ سۆزى پەقەت: «پەرۋەردىگارىمىز! گۇناھلىرىمىزنى، ئىشىمىزدا چەكتىن ئاشقانلىقىمىزنى مەغپىرەت قىلغىن، قەدەملىرىمىزنى (جەڭ مەيدانىدا) مۇستەھكەم قىلغىن ۋە كاپىر قەۋمگە قارشى بىزگە ياردەم بەرگىن» دېگەندىن باشقا بولمىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരുടെ പ്രാര്ഥന ഇതുമാത്രമായിരുന്നു: "ഞങ്ങളുടെ നാഥാ! ഞങ്ങളുടെ പാപങ്ങളും ഞങ്ങളുടെ കാര്യത്തില് സംഭവിച്ചുപോയ അതിരുകവിച്ചിലുകളും ഞങ്ങള്ക്കു നീ പൊറുത്തുതരേണമേ. ഞങ്ങളുടെ പാദങ്ങളെ ഉറപ്പിച്ചുനിര്ത്തേണമേ. സത്യനിഷേധികളായ ജനത്തിനെതിരെ ഞങ്ങളെ സഹായിക്കേണമേ!"
- عربى - التفسير الميسر : وما كان قول هولاء الصابرين الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وما وقع منا من تجاوز في امر ديننا وثبت اقدامنا حتى لا نفر من قتال عدونا وانصرنا على من جحد وحدانيتك ونبوه انبيائك