- عربي - نصوص الآيات عثماني : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنۢ بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ظَنَّ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلْأَمْرِ مِن شَىْءٍۢ ۗ قُلْ إِنَّ ٱلْأَمْرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِىٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلْأَمْرِ شَىْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَٰهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِىَ ٱللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
- عربى - نصوص الآيات : ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ۖ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ۖ يقولون هل لنا من الأمر من شيء ۗ قل إن الأمر كله لله ۗ يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ۖ يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ۗ قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ۖ وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ۗ والله عليم بذات الصدور
- عربى - التفسير الميسر : ثم كان من رحمة الله بالمؤمنين المخلصين أن ألقى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من همٍّ وغمٍّ اطمئنانًا وثقة في وعد الله، وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم، وهم أهل الإخلاص واليقين، وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة، وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم، وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه، وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة، ولذلك تراهم نادمين على خروجهم، يقول بعضهم لبعض: هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم -أيها الرسول-: إن الأمر كلَّه لله، فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم، وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال، يقولون: لو كان لنا أدنى اختيار ما قُتِلنا هاهنا. قل لهم: إن الآجال بيد الله، ولو كنتم في بيوتكم، وقدَّر الله أنكم تموتون، لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون، وما جعل الله ذلك إلا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق، وليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال. والله عليم بما في صدور خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمورهم.
- السعدى : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ويحتمل أن معنى قوله: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } يعني: أنه قدَّر ذلك الغم والمصيبة عليكم، لكي تتوطن نفوسكم، وتمرنوا على الصبر على المصيبات، ويخف عليكم تحمل المشقات: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم } الذي أصابكم { أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم } ولا شك أن هذا رحمة بهم، وإحسان وتثبيت لقلوبهم، وزيادة طمأنينة؛ لأن الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من الخوف، فإذا زال الخوف عن القلب أمكن أن يأتيه النعاس. وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم هم إلا إقامة دين الله، ورضا الله ورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين. وأما الطائفة الأخرى الذين { قد أهمتهم أنفسهم } فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم، فلهذا لم يصبهم من النعاس ما أصاب غيرهم، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } وهذا استفهام إنكاري، أي: ما لنا من الأمر -أي: النصر والظهور- شيء، فأساءوا الظن بربهم وبدينه ونبيه، وظنوا أن الله لا يتم أمر رسوله، وأن هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله، قال الله في جوابهم: { قل إن الأمر كله لله } الأمر يشمل الأمر القدري، والأمر الشرعي، فجميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وعاقبة النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته، وإن جرى عليهم ما جرى. { يخفون } يعني المنافقين { في أنفسهم ما لا يبدون لك } ثم بين الأمر الذي يخفونه، فقال: { يقولون لو كان لنا من الأمر شيء } أي: لو كان لنا في هذه الواقعة رأي ومشورة { ما قتلنا هاهنا } وهذا إنكار منهم وتكذيب بقدر الله، وتسفيه منهم لرأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأي أصحابه، وتزكية منهم لأنفسهم، فرد الله عليهم بقوله: { قل لو كنتم في بيوتكم } التي هي أبعد شيء عن مظان القتل { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } فالأسباب -وإن عظمت- إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئا، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، { وليبتلي الله ما في صدوركم } أي: يختبر ما فيها من نفاق وإيمان وضعف إيمان، { وليمحص ما في قلوبكم } من وساوس الشيطان، وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة. { والله عليم بذات الصدور } أي: بما فيها وما أكنته، فاقتضى علمه وحكمته أن قدر من الأسباب، ما به تظهر مخبآت الصدور وسرائر الأمور.
- الوسيط لطنطاوي : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ثم ذكرهم- سبحانه- ببعض مظاهر لطفه بهم ورحمته لهم حيث أنزل على طائفة منهم النعاس الذي أدخل الطمأنينة على قلوبهم وأزال الخوف والفزع من نفوسهم فقال- تعالى- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ والجملة الكريمة معطوفة على قوله فَأَثابَكُمْ.
والأمنة- بفتحتين- مصدر كالأمن. يقال: أمن أمنا وأمانا وأمنة.
والنعاس: الفتور في أوائل النوم ومن شأنه أن يزيل عن الإنسان بعض متاعبه ولا يغيب صاحبه فلذلك كان أمنة لهم: لأنه لو كان نوما ثقيلا لهاجمهم المشركون.
أى: ثم أنزل عليكم- أيها المؤمنون- بعد أن أصابكم من الهم والغم ما أصابكم، أمنا كان مظهره نعاسا اطمأنت معه نفوسكم واستراحت معه أبدانكم من غير فزع ولا قلق، وكان هذا الأمان والاطمئنان لطائفة معينة منكم أخلصت جهادها الله، وخافت مقام ربها ونهت نفسها عن الهوى.
قال ابن كثير: يقول- تعالى- ممتنا على المؤمنين فيما أنزل عليهم من السكينة والأمنة وهو النعاس الذي غشيهم وهم مشتملون السلاح في حال همهم وغمهم والنعاس في مثل تلك الحال.
دليل على الأمان، كما قال في سورة الأنفال: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ فعن ابن مسعود قال: النعاس في القتال من الله وفي الصلاة من الشيطان» .
وروى البخاري عن أبى طلحة قال: كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط وآخذه» .
وقوله نُعاساً بدل من أَمَنَةً أو عطف بيان.
قال الفخر الرازي: واعلم أن ذلك النعاس فيه فوائد:
أحدها: أنه وقع على كافة المؤمنين لا على الحد المعتاد، فكان ذلك معجزة للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولا شك أن المؤمنين متى شاهدوا تلك المعجزة الجديدة ازدادوا إيمانا مع إيمانهم، ومتى صاروا كذلك ازداد جدهم في محاربة العدو. ووثوقهم بأن الله منجز وعده.
وثانيهما: أن الأرق والسهر يوجبان الضعف والكلال والنوم يفيد عود القوة والنشاط واشتداد القوة والقدرة.
وثالثها: أن الكفار لما اشتغلوا بقتل المسلمين ألقى الله النوم على عين من بقي منهم لئلا يشاهدوا قتل أعزتهم فيشتد خوفهم.
ورابعها: أن الأعداء كانوا في غاية الحرص على قتلهم فبقاؤهم في النوم مع السلامة في مثل تلك المعركة من أول الدلائل على أن حفظ الله وعصمته معهم وذلك مما يزيل الخوف عن قلوبهم ويورثهم مزيد الوثوق بوعد الله» .
هذا جانب مما امتن الله به على المؤمنين من فضل ورعابة، حيث أنزل عليهم النعاس في أعقاب ما أصابهم من هموم ليكون راحة لأبدانهم، وأمانا لنفوسهم.
أما غير المؤمنين الصادقين فلم ينزل عليهم هذا النعاس بل بقوا في قلقهم وحسرتهم وقد عبر الله- تعالى- عنهم بقوله: وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ.
وقوله أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ حملتهم على الهم، والهم ما يهتم له الإنسان أو ما يحزنه يقال:
أهمنى الأمر أى أقلقنى وأزعجنى، كما يقال: أهمنى الشيء، أى جعلني مهتما به اهتماما شديدا.
والمعنى: أن الله- تعالى- أنزل النعاس أمانا واطمئنانا للمؤمنين الصادقين بعد أن أصابتهم الغموم، وهناك طائفة أخرى من الذين اشتركوا في غزوة أحد لم تكن صادقة في إيمانها لأنها كانت لا يهمها شأن الإسلام انتصر أو انهزم ولا شأن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه. وإنما الذي كان يهمها هو شيء واحد وهو أمر نفسها وما يتعلق بذلك من الحصول على الغنائم ومتع الدنيا.
أو المعنى: أن هذه الطائفة قد أوقعت نفسها في الهم والحزن بسبب عدم اطمئنانها وعدم صبرها، وجزعها المستمر.
وإلى هذين المعنيين أشار صاحب الكشاف بقوله: قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أى: ما يهم إلا هم أنفسهم، لا هم الدين ولا هم الرسول صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين. وقد أوقعتهم أنفسهم وما حل بهم في الهموم والأشجان فهم في التشاكى والتباكي» .
والجملة الكريمة مستأنفة مسوقة لبيان حال ضعاف الإيمان بعد أن بين- سبحانه- ما امتن به على أقوياء الإيمان.
وقوله: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ وصف آخر لسوء أخلاق هذه الطائفة التي ضعف إيمانها، وصارت لا يهمها إلا ما يتعلق بمنافعها الخاصة.
أى أن هذه الطائفة لم تكتف بما استولى عليها من طمع وجشع وحب لنفسها بل تجاوزت ذلك إلى سوء الظن بالله بأن توهمت بأن الله- تعالى- لن ينصر رسوله صلّى الله عليه وسلّم وأن الإسلام ليس دينا حقا وأن المسلمين لن ينتصروا على المشركين بعد معركة أحد.. إلى غير ذلك من الظنون الباطلة التي تتولد عند المرء الذي ضعف إيمانه وصار لا يهمه إلا أمر نفسه.
وقوله يَظُنُّونَ بِاللَّهِ حال من الضمير المنصوب في أَهَمَّتْهُمْ أو استئناف على وجه البيان لما قبله.
وقوله غَيْرَ الْحَقِّ مفعول مطلق وصف لمصدر محذوف أى يظنون بالله ظنا غير الحق الذي يجب أن يتحلى به المؤمنون إذ من شأن المؤمنين الصادقين أن يستسلموا لقدر الله بعد أن يباشروا الأسباب التي شرعها لهم: وأن يصبروا على ما أصابهم وأن يوقنوا بأن ما أصابهم هو بتقدير الله وبحكمته وبإرادته وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ.
وقوله ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ بدل أو عطف بيان مما قبله.
أى يظنون بالله شيئا هو من شأن أهل الجاهلية الذين يتوهمون أن الله لا ينصر رسله ولا يؤيد أولياءه ولا يهزم أعداءه.
ثم بين- سبحانه- ما صدر عنهم من كلام باطل بسبب ظنونهم السيئة فقال- تعالى-
يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ. والاستفهام للإنكار بمعنى النفي، وهم يريدون بهذا القول تبرئة نفوسهم من أن يكونوا سببا فيما أصاب المسلمين من آلام يوم أحد، وأن الذين تسببوا في ذلك هم غيرهم.
أى: يقول بعضهم لبعض ليس لنا من الأمر شيء أى شيء فلسنا مسئولين عن الهزيمة التي حدثت للمسلمين في أحد لأننا لم يكن لنا رأى يطاع ولأن الله- تعالى- لو أراد نصر محمد صلّى الله عليه وسلّم لنصره.
وهذا القول قاله عبد الله بن أبى بن سلول حين أخبروه بمن استشهد من قبيلة الخزرج في غزوة أحد.
وذلك أن عبد الله بن أبى لما استشاره النبي صلّى الله عليه وسلّم في شأن الخروج لقتال المشركين في أحد أشار عليه بأن لا يخرج من المدينة، إلا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم خرج لقتال المشركين بناء على إلحاح بعض الصحابة.
فلما أخبر ابن أبى بمن قتل من الخزرج قال: هل لنا من الأمر شيء؟ يعنى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يقبل قوله حين أشار عليه بعدم الخروج من المدينة.
وقد أمر الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يرد على هؤلاء الظانين بالله ظن السوء بقوله: قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ.
أى قل لهم إن تقدير الأمور كلها الله- تعالى- وحده وإن العاقبة ستكون للمتقين، إلا أنه- سبحانه- قد جعل لكل شيء سببا، فمن أخلص الله في جهاده وباشر الأسباب التي شرعها للنصر نصره الله- تعالى- ومن تطلع إلى الدنيا وزينتها وخالف أمر نبيه صلّى الله عليه وسلّم أدبه الله- تعالى- بحجب نصره عنه حتى يفيء إلى رشده ويتوب توبة صادقة إلى ربه، ويتخذ الوسائل التي شرعها الله- تعالى- للوصول إلى الفوز والظفر.
فالجملة الكريمة معترضة للرد عليهم فيما تقولوه من أباطيل.
ثم كشف- سبحانه- عما تخفيه نفوسهم من أمور سيئة فقال: يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ. يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا.
أى: أن هؤلاء الذين أهمتهم أنفسهم: والذين يظنون بالله غير الحق. يخفون في أنفسهم من الأقوال القبيحة والظنون السيئة أو يقولون فيما بينهم بطريق الخفية مالا يستطيعون إظهاره أمامك.
وهذه الجملة حال من الضمير في قوله يَقُولُونَ هَلْ لَنا السابقة.
وقوله يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا بيان لبعض ما يخفون أو لما يقولونه فيما بينهم.
أى يقولون لو كان لنا من الأمر المطاع أو المسموع شيء ما خرجنا من المدينة إلى هذا المكان الذي قتل فيه أقاربنا وعشائرنا.
فأنت ترى أن القرآن يحكى عنهم أنهم يريدون تبرئة أنفسهم مما نزل بالمسلمين بأحد، وأنهم لو كان لهم رأى مطاع لبقوا في المدينة ولم يخرجوا منها لقتال المشركين، وأن التبعة في كل ما جرى في غزوة أحد يتحملها النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الذين ألحوا عليه في الخروج لقتال المشركين خارج المدينة، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لو كانوا على الحق لانتصروا.
قال ابن جرير: وذكر أن ممن قال هذا القول- لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا معتب بن قشير من بنى عمرو بن عوف. فعن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال، والله إنى لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني ما أسمعه إلا كالحلم حين قال: لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا .
وقد أمر الله- تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يرد عليهم بما يدفع أقوالهم الباطلة فقال: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ.
وقوله لَبَرَزَ من البروز وهو الخروج من المكان الذي يستتر فيه الإنسان والمضاجع جمع مضجع وهو مكان النوم. والمراد به هنا المكان الذي استشهد فيه من استشهد من المسلمين.
والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء الذين يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتل أقاربنا في هذا المكان من جبل أحد. قل لهم لو كنتم في بيوتكم ومنازلكم بالمدينة ولم تخرجوا للقتال بجملتكم، لخرج لسبب من الأسباب الداعية إلى الخروج الذين كتب عليهم القتل في اللوح المحفوظ إلى مضاجعهم أى أماكن قتلهم التي قدر الله لهم أن يقتلوا فيها لأنه ما من نفس تموت إلا بإذن الله وبإرادته، ولن يستطيع أحد أن ينجو من قدر الله المحتوم وقضائه النافذ، فإن الحذر لا يدفع القدر، والتدبير لا يقاوم التقدير وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ .
وفي هذا الرد مبالغة في إبطال ما قاله هؤلاء الذين يظنون بالله الظنون السيئة حيث لم يقتصر- سبحانه- على تحقيق القتل نفسه متى قدره بل عين مكانه- أيضا-.
ثم بين- سبحانه- بعض الحكم من وراء ما حدث للمسلمين في أحد فقال: وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ، وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.
والابتلاء: الاختبار، وهو هنا كناية عن أثره، وهو إظهاره للناس ليتميز قوى الإيمان من ضعيفه.
والتمحيص تخليص الشيء مما يخالطه مما فيه عيب له.
والجملة معطوفة على كلام سابق يفهم من السياق. والتقدير: نزل بكم ما نزل من الشدائد في أحد لتتعودوا تحمل الشدائد والمحن، وليعاملكم- سبحانه- معاملة المختبر لنفوسكم، فيظهر ما تنطوى عليه من خير أو شر، حتى يتبين الخبيث من الطيب وليخلص ما في قلوبكم ويزيل ما عساه يعلق بها من أدران، ويطهرها مما يخالطها من ظنون سيئة- فإن القلوب يخالطها بحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة وحب الشهوات. ما يضاد ما أودع الله فيها من إيمان وإسلام وبر وتقوى.
فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة، ولم تتمحص من الآثام فاقتضت حكمة الله- تعالى- أن ينزل بها من المحن والبلاء ما يكون بالنسبة لها كالدواء الكريمة لمن عرض له داء.
وقوله وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أى عليم بأسرارها وضمائرها الخفية التي لا تفارقها فهو القائل إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وهو القائل وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى .
- البغوى : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
( ثم أنزل عليكم ) يا معشر المسلمين ، ( من بعد الغم أمنة نعاسا ) يعني : أمنا ، والأمن والأمنة بمعنى واحد وقيل : الأمن يكون مع زوال سبب الخوف والأمنة مع بقاء سبب الخوف وكان سبب الخوف هنا قائما ، ( نعاسا ) بدل من الأمنة ( يغشى طائفة منكم ) قرأ حمزة والكسائي " تغشى " بالتاء ردا إلى الأمنة وقرأ الآخرون بالياء ردا على النعاس .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمنهم يومئذ بنعاس يغشاهم وإنما ينعس من يأمن ، والخائف لا ينام .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، أنا حسين بن محمد ، أخبرنا شيبان عن قتادة أخبرنا أنس أن أبا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال : فجعل سيفي يسقط من يدي فآخذه ويسقط وآخذه " .
وقال ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد فجعلت ما أرى أحدا من القوم إلا وهو يميل تحت جحفته من النعاس .
وقال عبد الله بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد علينا الحرب ، أرسل الله علينا النوم والله إني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني ما أسمعه إلا كالحلم ، يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا فذلك قوله تعالى : ( يغشى طائفة منكم ) يعني : المؤمنين ، ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) يعني : المنافقين : قيل : أراد الله به تمييز المنافقين من المؤمنين فأوقع النعاس على المؤمنين حتى أمنوا ولم يوقع على المنافقين فبقوا في الخوف وقد أهمتهم أنفسهم أي : حملتهم على الهم يقال : أمر مهم .
( يظنون بالله غير الحق ) أي : لا ينصر محمدا ، وقيل : ظنوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل ، ( ظن الجاهلية ) أي : كظن أهل الجاهلية والشرك ، ( يقولون هل لنا ) ما لنا : لفظه استفهام ومعناه حجد ، ( من الأمر من شيء ) يعني : النصر ، ( قل إن الأمر كله لله ) قرأ أهل البصرة برفع اللام على الابتداء وخبره في ( لله ) وقرأ الآخرون بالنصب على البدل وقيل : على النعت .
( يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) وذلك أن المنافقين قال بعضهم لبعض : لو كان لنا عقول لم نخرج مع محمد إلى قتال أهل مكة ولم يقتل رؤساؤنا ، وقيل : لو كنا على الحق ما قتلنا هاهنا .
قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني : التكذيب بالقدر وهو قولهم ( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب ) قضي ، ( عليهم القتل إلى مضاجعهم ) مصارعهم ، ( وليبتلي الله ) وليمتحن الله ، ( ما في صدوركم وليمحص ) يخرج ويظهر ( ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب من خير وشر .
- ابن كثير : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
يقول تعالى ممتنا على عباده فيما أنزل عليهم من السكينة والأمنة ، وهو النعاس الذي غشيهم وهم مستلئمو السلاح في حال همهم وغمهم ، والنعاس في مثل تلك الحال دليل على الأمان كما قال تعالى في سورة الأنفال ، في قصة بدر : ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه [ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام ] ) [ الأنفال : 11 ] .
وقال [ الإمام ] أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو نعيم ووكيع عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن عبد الله بن مسعود قال : النعاس في القتال من الله ، وفي الصلاة من الشيطان .
قال البخاري : قال لي خليفة : حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي طلحة ، رضي الله عنه ، قال : كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد ، حتى سقط سيفي من يدي مرارا ، يسقط وآخذه ، ويسقط وآخذه .
هكذا رواه في المغازي معلقا . ورواه في كتاب التفسير مسندا عن شيبان ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد . قال : فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه .
وقد رواه الترمذي والنسائي والحاكم ، من حديث حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد ، وجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس . لفظ الترمذي ، وقال : حسن صحيح .
ورواه النسائي أيضا ، عن محمد بن المثنى ، عن خالد بن الحارث ، عن أبي قتيبة ، عن ابن أبي عدي ، كلاهما عن حميد ، عن أنس قال : قال أبو طلحة : كنت فيمن ألقي عليه النعاس - الحديث .
وهكذا روي عن الزبير وعبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه .
وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، حدثنا أنس بن مالك ، أن أبا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه ، قال : والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم ، أجبن قوم وأرعنه ، وأخذله للحق ( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) كذبة ، أهل شك وريب في الله عز وجل .
هكذا رواه بهذه الزيادة ، وكأنها من كلام قتادة ، رحمه الله ، وهو كما قال ، فإن الله عز وجل يقول : ( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ) يعني : أهل الإيمان واليقين والثبات والتوكل الصادق ، وهم الجازمون بأن الله سينصر رسوله وينجز له مأموله ، ولهذا قال : ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) يعني : لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف ( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) كما قال في الآية الأخرى : ( بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا [ وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ] ) [ الفتح : 12 ] وهكذا هؤلاء ، اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفيصلة وأن الإسلام قد باد وأهله ، هذا شأن أهل الريب والشك إذا حصل أمر من الأمور الفظيعة ، تحصل لهم هذه الظنون الشنيعة .
ثم أخبر تعالى عنهم أنهم ( يقولون ) في تلك الحال : ( هل لنا من الأمر من شيء ) قال الله تعالى : ( قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ) ثم فسر ما أخفوه في أنفسهم بقوله : ( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) أي : يسرون هذه المقالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال [ محمد ] بن إسحاق بن يسار : فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير قال : قال الزبير : لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا ، أرسل الله علينا النوم ، فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره ، قال : فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ، ما أسمعه إلا كالحلم ، [ يقول ] ( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) فحفظتها منه ، وفي ذلك أنزل الله [ تعالى ] ( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) لقول معتب . رواه ابن أبي حاتم .
قال الله تعالى : ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) أي : هذا قدر مقدر من الله عز وجل ، وحكم حتم لا يحاد عنه ، ولا مناص منه .
وقوله : ( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ) أي يختبركم بما جرى عليكم ، وليميز الخبيث من الطيب ، ويظهر أمر المؤمن والمنافق للناس في الأقوال والأفعال ، ( والله عليم بذات الصدور ) أي : بما يختلج في الصدور من السرائر والضمائر .
- القرطبى : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
قوله تعالى : ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الأمنة والأمن سواء . وقيل : الأمنة إنما تكون مع أسباب الخوف ، والأمن مع عدمه . وهي منصوبة ب أنزل ، ونعاسا بدل منها . وقيل : نصب على المفعول له ; كأنه قال : أنزل عليكم للأمنة نعاسا . وقرأ ابن محيصن " أمنة " بسكون الميم . تفضل الله تعالى على المؤمنين بعد هذه الغموم في يوم أحد بالنعاس حتى نام أكثرهم ; وإنما ينعس من يأمن والخائف لا ينام . روى البخاري عن أنس أن أبا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد ، قال : فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه .
يغشى قرئ بالياء والتاء . الياء للنعاس ، . والتاء للأمنة . وطائفة قد أهمتهم أنفسهم والطائفة تطلق على الواحد والجماعة . يعني المنافقين : معتب بن قشير وأصحابه ، وكانوا خرجوا طمعا في الغنيمة وخوف المؤمنين فلم يغشهم النعاس وجعلوا يتأسفون على الحضور ، ويقولون الأقاويل . ومعنى قد أهمتهم أنفسهم حملتهم على الهم ، والهم ما هممت به ; يقال : أهمني الشيء أي كان من همي . وأمر مهم : شديد . وأهمني الأمر : أقلقني : وهمني : أذابني . والواو في قوله وطائفة واو الحال بمعنى إذ ، أي إذ طائفة يظنون أن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - باطل ، وأنه لا ينصر . ظن الجاهلية أي ظن أهل الجاهلية ، فحذف . يقولون هل لنا من الأمر من شيء لفظه استفهام ومعناه الجحد ، أي ما لنا شيء من الأمر ، أي من أمر الخروج ، وإنما خرجنا كرها ; يدل عليه قوله تعالى إخبارا عنهم : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . قال الزبير : أرسل علينا النوم ذلك اليوم ، وإني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . وقيل : المعنى يقول ليس لنا من الظفر الذي وعدنا به محمد شيء ، والله أعلم .
قوله تعالى : قل إن الأمر كله لله قرأ أبو عمرو ويعقوب " كله " بالرفع على الابتداء ، وخبره " لله " ، والجملة خبر " إن " . وهو كقوله : ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة . والباقون بالنصب ; كما تقول : إن الأمر أجمع لله . فهو توكيد ، وهو بمعنى أجمع في الإحاطة والعموم ، وأجمع لا يكون إلا توكيدا . وقيل : نعت للأمر . وقال الأخفش : بدل ; أي النصر بيد الله ينصر من يشاء ويخذل من يشاء . وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني التكذيب بالقدر . وذلك أنهم تكلموا فيه ، فقال الله تعالى : قل إن الأمر كله لله يعني القدر خيره وشره من الله .
يخفون في أنفسهم أي من الشرك والكفر والتكذيب . ما لا يبدون لك يظهرون لك . يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا أي ما قتل عشائرنا . فقيل : إن المنافقين قالوا لو كان لنا عقل ما خرجنا إلى قتال أهل مكة ، ولما قتل رؤساؤنا . فرد الله عليهم فقال : قل لو كنتم في بيوتكم لبرز أي لخرج . الذين كتب أي فرض . عليهم القتل يعني في اللوح المحفوظ . إلى مضجاعهم أي مصارعهم . وقيل : كتب عليهم القتل أي فرض عليهم القتال ، فعبر عنه بالقتل ; لأنه قد يئول إليه . وقرأ أبو حيوة " لبرز " بضم الباء وشد الراء ; بمعنى يجعل يخرج . وقيل : لو تخلفتم أيها المنافقون لبرزتم إلى موطن آخر غيره تصرعون فيه حتى يبتلي الله ما في الصدور ويظهره للمؤمنين . والواو في قوله : وليبتلي مقحمة كقوله : وليكون من الموقنين أي ليكون ، وحذف الفعل الذي مع لام كي . والتقدير وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم فرض الله عليكم القتال والحرب ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم . وقيل : معنى ليبتلي ليعاملكم معاملة المختبر . وقيل : ليقع منكم مشاهدة ما علمه غيبا . وقيل : هو على حذف مضاف ، والتقدير ليبتلي أولياء الله تعالى . وقد تقدم معنى التمحيص . والله عليم بذات الصدور أي ما فيها من خير وشر . وقيل : ذات الصدور هي الصدور ; لأن ذات الشيء نفسه .
- الطبرى : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
القول في تأويل قوله : ثُمَّ أَنْـزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ثم أنـزل الله، أيها المؤمنون من بعد الغم الذي أثابكم ربكم بعد غم تقدمه قبله =" أمنة "، وهي الأمان، (1) على أهل الإخلاص منكم واليقين، دون أهل النفاق والشك.
* * *
ثم بين جل ثناؤه، عن " الأمنة " التي أنـزلها عليهم، ما هي؟ فقال =" نعاسًا "، بنصب " النعاس " على الإبدال من " الأمنة ".
* * *
ثم اختلفت القرأة في قراءة قوله: " يغشى ".
فقرأ ذلك عامة قرأة الحجاز والمدينة والبصرة وبعض الكوفيين بالتذكير بالياء: (يَغْشَى).
* * *
وقرأ جماعة من قرأة الكوفيين بالتأنيث: (تَغْشَى) بالتاء.
* * *
وذهب الذين قرأوا ذلك بالتذكير، إلى أن النعاس هو الذي يغشى الطائفة من المؤمنين دون الأمَنة، فذكَّره بتذكير " النعاس ".
وذهب الذين قرأوا ذلك بالتأنيث، إلى أنّ الأمَنة هي التي تغشاهم فأنثوه لتأنيث " الأمنة ".
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي، أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، غير مختلفتين في معنى ولا غيره. لأن " الأمنة " في هذا الموضع هي النعاس، والنعاس هو الأمنة. فسواء ذلك، (2) وبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيبٌ الحقَّ في قراءته. وكذلك جميع ما في القرآن من نظائره من نحو قوله: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ [سورة الدخان: 43-45] و أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى [سورة القيامة: 37]، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ [سورة مريم: 25]. (3) .
* * *
فإن قال قائل: وما كان السبب الذي من أجله افترقت الطائفتان اللتان ذكرهما الله عز وجل فيما افترقتا فيه من صفتهما، فأمِنت إحداهما بنفسها حتى نعست، وأهمَّت الأخرى أنفسها حتى ظنت بالله غير الحق ظن الجاهلية؟
قيل: كان سبب ذلك فيما ذكر لنا، كما:-
8072- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: أن المشركين انصرفوا يوم أحد بعد الذي كان من أمرهم وأمر المسلمين، فواعدوا النبي صلى الله عليه وسلم بدرًا من قابلٍ، فقال نعم! نعم! فتخوف المسلمون أن ينـزلوا المدينة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال: " انظر، فإن رأيتهم قعدوا على أثقالهم وجنبوا خيولهم، (4) فإن القوم ذاهبون، وإن رأيتهم قد قعدوا على خيولهم وجنبوا أثقالهم، (5) فإن القوم ينـزلون المدينة، فاتقوا الله واصبروا " ووطَّنهم على القتال. فلما أبصرهم الرسولُ قعدوا على الأثقال سراعًا عجالا نادى بأعلى صوته بذهابهم. فلما رأى المؤمنون ذلك صدَّقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فناموا، وبقى أناس من المنافقين يظنون أنّ القوم يأتونهم. فقال الله جل وعز، يذكر حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم إن كانوا ركبوا الأثقال فإنهم منطلقون فناموا: " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحقّ ظن الجاهلية ".
8073- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: أمَّنهم يومئذ بنعاس غشَّاهم. وإنما ينعُسُ من يأمن =" يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ".
8074- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قال: كنت فيمن أنـزل عليه النعاس يوم أحد أمنة، حتى سقط من يدي مرارًا = قال أبو جعفر: يعني سوطه، أو سيفه.
8075- حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحُد، فجعلت ما أرى أحدًا من القوم إلا تحت حجفته يميد من النعاس. (6) .
8076- حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا حدثنا أبو داود قال، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة قال: كنت فيمن صبَّ عليه النعاس يوم أحد.
8077- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، حدثنا أنس بن مالك: عن أبي طلحة: أنه كان يومئذ ممن غشِيه النعاس، قال: كان السيف يسقط من يدي ثم آخذه، من النعاس.
8078- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: ذكر لنا، والله أعلم، عن أنس: أن أبا طلحة حدثهم: أنه كان يومئذ ممن غشيه النعاس، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه، ويسقط = والطائفة الأخرى المنافقون، ليس لهم همَّة إلا أنفسهم،" يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية "، الآية كلها.
8079- حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال، حدثنا ضرار بن صُرد قال، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه قال: سألت عبد الرحمن بن عوف عن قول الله عز وجل: " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمَنةً نعاسًا ". قال: ألقي علينا النوم يوم أحد.
8080- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا "، الآية، وذاكم يوم أحد، كانوا يومئذ فريقين، فأما المؤمنون فغشّاهم الله النعاس أمنةً منه ورحمة.
8081- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، نحوه.
8082- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: " أمنة نعاسًا "، قال: ألقي عليهم النعاس، فكان ذلك أمنةً لهم.
8083- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين قال، قال عبد الله: النعاس في القتال أمنة، والنعاس في الصلاة من الشيطان.
8084- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا "، قال: أنـزل النعاس أمنة منه على أهل اليقين به، فهم نيامٌ لا يخافون. (7)
8085- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: " أمنة نعاسًا "، قال: ألقى الله عليهم النعاس، فكان " أمنة لهم ". وذكر أن أبا طلحة قال: ألقي عليًّ النعاس يومئذ، فكنت أنعس حتى يسقط سيفي من يدي.
8086- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا إسحاق بن إدريس قال، حدثنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة = وهشام بن عروة، عن عروة، عن الزبير، أنهما قالا لقد رفعنا رءوسنا يوم أحد، فجعلنا ننظر، فما منهم من أحد إلا وهو يميل بجنب حجفته. قال: وتلا هذه الآية: " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا ".
* * *
القول في تأويل قوله : وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " وطائفة منكم "، أيها المؤمنون =" قد أهمتهم أنفسهم "، يقول: هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم، فهم من حذر القتل على أنفسهم، وخوف المنية عليها في شغل، قد طار عن أعينهم الكرى، يظنون بالله الظنون الكاذبة، ظن الجاهلية من أهل الشرك بالله، شكًا في أمر الله، وتكذيبًا لنبيه صلى الله عليه وسلم، وَمحْسَبة منهم أن الله خاذل نبيه ومُعْلٍ عليه أهل الكفر به، (8) يقولون: هل لنا من الأمر من شيء. كالذي:-
8087- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: والطائفة الأخرى: المنافقون، ليس لهم همٌّ إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبُه وأخذله للحق، يظنون بالله غير الحق ظنونًا كاذبة، إنما هم أهل شك وريبة في أمر الله: يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ .
8088- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال: والطائفة الأخرى المنافقون، ليس لهم همة إلا أنفسهم، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قال الله عز وجل: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ الآية.
8089- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم "، قال: أهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم تخوُّف القتل، وذلك أنهم لا يرجون عاقبةٌ. (9)
8090- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " إلى آخر الآية، قال: هؤلاء المنافقون.
* * *
وأما قوله: " ظنّ الجاهلية "، فإنه يعني أهل الشرك. كالذي:-
8091- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: " ظنّ الجاهلية "، قال: ظن أهل الشرك.
8092- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: " ظن الجاهلية "، قال: ظن أهل الشرك.
* * *
قال أبو جعفر: وفي رفع قوله: " وطائفة "، وجهان.
أحدهما، أن تكون مرفوعة بالعائد من ذكرها في قوله: " قد أهمتهم ".
والآخر: بقوله: " يظنون بالله غير الحق "، ولو كانت منصوبة كان جائزًا، وكانت " الواو "، في قوله: " وطائفة "، ظرفًا للفعل، بمعنى: وأهمت طائفة أنفسهم، كما قال وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ [سورة الذاريات: 47]. (10)
* * *
القول في تأويل قوله : يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا
قال أبو جعفر: يعني بذلك الطائفة المنافقةَ التي قد أهمَّتهم أنفسهم، يقولون: ليس لنا من الأمر من شيء، قل إن الأمر كله لله، ولو كان لنا من الأمر شيء ما خرجنا لقتال من قاتلنا فقتلونا. كما:-
8093- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قيل لعبد الله بن أبيّ: قُتل بنو الخزرج اليوم! قال: وهل لنا من الأمر من شيء؟ قيل إنّ الأمر كله لله!. (11)
* * *
وهذا أمر مبتدأ من الله عز وجل، يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء المنافقين: " إن الأمر كله لله "، يصرفه كيف يشاء ويدبره كيف يحبّ.
ثم عاد إلى الخبر عن ذكر نفاق المنافقين، فقال: " يُخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك " يقول: يخفي، يا محمد، هؤلاء المنافقون الذين وصفتُ لك صفتهم، في أنفسهم من الكفر والشك في الله، ما لا يبدون لك. ثم أظهر نبيَّه صلى الله عليه وسلم على ما كانوا يخفونه بينهم من نفاقهم، والحسرة التي أصابتهم على حضورهم مع المسلمين مشهدهم بأحد، فقال مخبرًا عن قيلهم الكفرَ وإعلانهم النفاقَ بينهم: " يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا "، يعني بذلك، أنّ هؤلاء المنافقين يقولون: لو كان الخروج إلى حرب من خرجنا لحربه من المشركين إلينا، ما خرجنا إليهم، ولا قُتل منا أحد في الموضع الذي قتلوا فيه بأحد.
* * *
وذكر أن ممن قال هذا القول، معتّب بن قشير، أخو بني عمرو بن عوف.
*ذكر الخبر بذلك:
8094- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، قال، قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: والله إنّي لأسمع قول معتِّب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف، والنعاسُ يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال: لوْ كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا هاهنا! (12)
8095- حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال، حدثني أبي، عن ابن إسحاق قال، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، بمثله.
* * *
قال أبو جعفر: واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة الحجاز والعراق: ( قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ )، بنصب " الكل " على وجه النعت لـ" الأمر " والصفة له.
* * *
وقرأه بعض قرأة أهل البصرة: ( قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) برفع " الكل "، على توجيه " الكل " إلى أنه اسم، وقوله " لله " خبره، كقول القائل: " إن الأمر بعضه لعبد الله " (13) .
* * *
وقد يجوز أن يكون " الكل " في قراءة من قرأه بالنصب، منصوبًا على البدل.
* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي هي القراءة عندنا، النصبُ في" الكل " لإجماع أكثر القرأة عليه، من غير أن تكون القراءة الأخرى خطأ في معنى أو عربية. ولو كانت القراءة بالرفع في ذلك مستفيضة في القرأة، لكانت سواءً عندي القراءةُ بأيِّ ذلك قرئ، لاتفاق معاني ذلك بأيَ وجهيه قرئ.
* * *
القول في تأويل قوله : قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: قل، يا محمد، للذين وصفت لك صفتهم من المنافقين: لو كنتم في بيوتكم لم تشهدوا مع المؤمنين مشهدهم، ولم تحضروا معهم حرب أعدائهم من المشركين، فيظهرَ للمؤمنين ما كنتم تخفونه من نفاقكم، وتكتمونه من شككم في دينكم (14) =" لبرز الذين كُتب عليهم القتل "، يقول: لظهر للموضع الذي كتب عليه مصرعه فيه، من قد كتب عليه القتل منهم، (15) ولخرج من بيته إليه حتى يصرع في الموضع الذي كُتب عليه أن يصرع فيه. (16) .
* * *
وأما قوله: " وليبتلي الله ما في صدوركم "، فإنه يعني به: وليبتلي الله ما في صدوركم، أيها المنافقون، كنتم تبرزون من بيوتكم إلى مضاجعكم.
* * *
ويعني بقوله: " وليبتلي الله ما في صدوركم "، وليختبر الله الذي في صدوركم من الشك، فيميِّزكم = بما يظهره للمؤمنين من نفاقكم = من المؤمنين. (17)
* * *
وقد دللنا فيما مضى على أنّ معاني نظائر قوله: " ليبتلي الله " و لِيَعْلَمَ اللَّهُ وما أشبه ذلك، وإن كان في ظاهر الكلام مضافًا إلى الله الوصف به، فمرادٌ به أولياؤه وأهل طاعته = (18) وأنّ معنى ذلك: وليختبر أولياءُ الله، وأهل طاعته الذي في صدوركم من الشك والمرض، فيعرفوكم، [فيميّزوكم] من أهل الإخلاص واليقين =" وليمحص ما في قلوبكم "، يقول وليتبينوا ما في قلوبكم من الاعتقاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين من العداوة أو الولاية. (19)
* * *
" والله عليم بذات الصدور "، يقول: والله ذو علم بالذي في صدور خلقه من خير وشر، وإيمان وكفر، لا يخفى عليه شيء من أمورهم، سرائرها علانيتها، وهو لجميع ذلك حافظ، حتى يجازي جميعهم جزاءهم على قدر استحقاقهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن إسحاق يقول:
8096- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: ذكر الله تلاومَهم -يعني: تلاوم المنافقين - وحسرتهم على ما أصابهم، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل: " لو كنتم في بيوتكم "، لم تحضروا هذا الموضع الذي أظهر الله جل ثناؤه فيه منكم ما أظهر من سرائركم، لأخرج الذي كتب عليهم القتل إلى موطن غيره يصرعون فيه، حتى يبتلي به ما في صدوركم =" وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور "، أي لا يخفى عليه ما في صدورهم، (20) مما اسْتَخْفَوْا به منكم. (21)
8097- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا الحارث بن مسلم، عن بحر السقاء، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: سئل عن قوله: " قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "، قال: كتب الله على المؤمنين أن يقاتلوا في سبيله، وليس كل من يقاتل يُقتل، ولكن يُقتل من كَتب الله عليه القتل. (22)
--------------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير"الأمن" فيما سلف 3: 29 / 4 : 87.
(2) في المطبوعة: "وسواء ذلك" بالواو ، والصواب من المخطوطة.
(3) انظر معاني القرآن للفراء 1: 240.
(4) الأثقال جمع ثقل (بفتحتين): وهو متاع المسافر ، وعنى به الإبل التي تحمل المتاع. وجنب الفرس والأسير وغيره: قاده إلى جنبه.
(5) في المطبوعة والمخطوطة والدر المنثور 2: 87: "وجنبوا على أثقالهم" ، والصواب الذي لا شك فيه حذف"على".
(6) "الحجفة": ضرب من الترسة ، تتخذ من جلود الإبل مقورة ، يطارق بعضها على بعض ، ليس فيه خشب ، وهي الحجفة والدرقة."ماد يميد": مال وتحرك واضطرب.
(7) الأثر: 8084- سيرة ابن هشام 3: 122 ، وهو من تتمة الأثار التي آخرها: 8067.
(8) حسب الشيء يحسبه (بكسر السين) حسبانًا (بكسر الحاء) ومحسبة ومحسبة (بكسر السين وفتحها) ، ظنه طنًا.
(9) الأثر: 8089- سيرة ابن هشام 3: 122 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8084.
(10) قد استقصى هذا الباب من العربية ، الفراء في معاني القرآن 1: 240 - 242.
(11) في المطبوعة: "قل إن الأمر كله لله" كنص الآية ، وأثبت ما في المخطوطة.
(12) لم أجد نص الخبر في سيرة ابن هشام ، في خبر أحد ، ولكني وجدت معناه والإشارة إليه قبل أحد في ذكر من اجتمع إلى يهود من منافقي الأنصار 2: 169.
(13) انظر معاني القرآن للفراء 1: 243.
(14) في المطبوعة: "من شرككم في دينكم" ، والصواب من المخطوطة.
(15) انظر تفسير"برز" فيما سلف 5: 354.
(16) في المطبوعة: "ويخرج من بيته" ، لم يحسن قراءة المخطوطة.
(17) انظر تفسير"الابتلاء" فيما سلف 7: 297 تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(18) انظر ما سلف قريبًا ص: 246 ، تعليق 2 ، / ثم انظر 3: 160 - 162.
(19) انظر تفسير"محص" فيما سلف ص: 244.
(20) في المطبوعة"لا يخفى عليه شيء مما في صدورهم" ، وفي المخطوطة"لا يخفى عليه شيء ما في صدورهم" ، وضرب بالقلم على"شيء" ، ولكن الناشر آثر إثباتها ، وجعل"ما""مما" ، والصواب المطابق لنص السيرة هو ما أثبت.
(21) الأثر: 8096- سيرة ابن هشام 3: 122 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8089.
(22) الأثر: 8097-"الحارث بن مسلم الرازي المقرئ" ، روى عن الثوري ، والربيع بن صبيح وغيرهما. قال أبو حاتم: "الحارث بن مسلم ، عابد ، شيخ ثقة صدوق. رأيته وصليت خلفه". مترجم في ابن أبي حاتم 1 / 2 / 88.
و"بحر السقاء" ، هو"بحر بن كنيز الباهلي السقاء أبو الفضل" روي عن الحسن ، والزهري وقتادة. وهو جد"عمرو بن علي الفلاس". وروى عنه الثوري وكناه ولم يسمه ، قال يحيى بن سعيد القطان: "كان سفيان الثوري يحدثني ، فإذا حدثني عن رجل يعلم أني لا أرضاه كناه لي ، فحدثني يوما قال حدثني أبو الفضل ، يعني بحرًا السقاء". وقال يحيى بن معين: "بحر السقاء ، لا يكتب حديثه". وهو متروك. مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 418.
- ابن عاشور : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
الضمير في قوله : { ثم أنزل } ضمير اسم الجلالة ، وهو يرجّح كون الضمير { أثابكم } مثله لئلا يكون هذا رجوعاً إلى سياق الضمائر المتقدّمة من قوله : { ولقد صدقكم الله وعده } والمعنى ثمّ أغشاكم بالنعاس بعد الهزيمة . وسمّي الأغشاء إنزالاً لأنّه لمّا كان نعاساً مقدّراً من الله لحكمة خاصّة ، كان كالنازل من العوالم المشرّفة كما يقال : نزلت السكينة .
والأمَنةُ بفتح الميم الأمن ، والنعاس : النوم الخفيف أو أوّل النَّوم ، وهو يزيل التعب ولا يغيّب صاحبه ، فلذلك كان أمنة إذ لو ناموا نوماً ثقيلاً لأخذوا ، قال أبو طلحة الأنصاري ، والزبير ، وأنس بن مالك : غشينا نعاس حتَّى أنّ السيف ليسقط من يد أحدنا . وقد استجدّوا بذلك نشاطهم ، ونسوا حزنهم ، لأنّ الحزن تبتدىء خفّته بعد أوّل نومة تعفيه ، كما هو مشاهد في أحزان الموت وغيرها . و ( نعاساً ) بَدل على ( أمنة ) بدل مطابق .
وكان مقتضى الظاهر أن يقدّم النعاس ويؤخّر أمنة : لأنّ أمنة بمنزلة الصفة أو المفعول لأجله فحقّه التقديم على المفعول كما جاء في آية [ الأنفال : 11 ] : { إذ يغشيكم النعاس أمنة منه } ولكنّه قدّم الأمنة هنا تشريفاً لشأنها لأنَّها جعلت كالمنزل من الله لنصرهم ، فهو كالسكينة ، فناسب أن يجعل هو مفعول أنزل ، ويجعل النعاس بدلاً منه .
وقرأ الجمهور : يَغشى بالتحتية على أنّ الضّمير عائد إلى نعاس ، وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف بالفوقية بإعادة الضّمير إلى أمَنة ، ولذلك وصفها بقوله : منكم } .
{ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بالله غَيْرَ الحق ظَنَّ الجاهلية يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الامر مِن شَىْءٍ قُلْ إِنَّ الامر كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فى أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الامر شَىْءٌ مَّا قُتِلْنَا هاهنا } .
لمّا ذكر حال طائفة المؤمنين ، تخلّص منه لذكر حال طائفة المنافقين ، كما علم من المقابلة ، ومن قوله : { يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } ، ومِن ترك وصفها بمنكم كما وصف الأولى .
{ وطائفة } مبتدأ وصف بجملة { قد أهمتهم أنفسهم } . وخبره جملة { يظنون بالله غير الحق } والجملة من قوله : { وطائفة قد أهمتهم } إلى قوله : { والله عليم بذات الصدور } اعتراض بين جملة { ثم أنزل عليكم } الآية . وجملة { إن الذين تولوا منكم } [ آل عمران : 155 ] الآية .
ومعنى { أهمتهم أنفسهم } أي حَدّثتهم أنفسهم بما يدخل عليهم الهَمّ وذلك بعدم رضاهم بقدر الله ، وبشدّة تلّهفهم على ما أصابهم وتحسّرهم على ما فاتهم مِمّا يظّنونه منجياً لهم لو عملوه : أي من الندم على ما فات ، وإذ كانوا كذلك كانت نفوسهم في اضطراب وتحرّق يمنعهم من الاطمئنان ومن المنام ، وهذا كقوله الآتي : { ليجعل اللَّه ذلك حسرة في قلوبهم } [ آل عمران : 156 ] . وقيل معنى { أهمّتهم } أدخلت عليهم الهَمّ بالكفر والارتداد ، وكان رأسُ هذه الطائفة معتّب بن قشير .
وجملة { يظنون بالله غير الحق } إمَّا استئناف بياني نشأ عن قوله : { قد أهمتهم أنفسهم } وإمَّا حال من ( طائفة ) . ومعنى { يظنون بالله غير الحق } أنَّهم ذهبت بهم هواجسهم إلى أن ظنوا بالله ظنوناً باطلة من أوهام الجاهلية . وفي هذا تعريض بأنَّهم لم يزالوا على جاهليتهم لم يخلصوا الدين لله ، وقد بيّن بعض ما لهم الظنّ بقوله : { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } وهل للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي ، بقرينة زيادة ( من ) قبل النكرة ، وهي من خصائص النفي ، وهو تبرئة لأنفسهم من أن يكونوا سبباً في مقابلة العدوّ . حتَّى نشأ عنه ما نشأ ، وتعريض بأنّ الخروج للقتال يوم أحُدُ خطأ وغرور ، ويظنّون أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم ليس برسول إذ لو كان لكان مؤيّداً بالنصر .
والقول في { هل لنا من الأمر من شيء } كالقول في { ليس لك من الأمر شيء } [ آل عمران : 128 ] المتقدّم آنفاً . والمراد بالأمر هنا شأن الخروج إلى القتال ، والأمر بمعنى السيادة الذي منه الإمارة ، ومنه أولو الأمر .
وجملة { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } بدل اشتمال من جملة { يظنّون } لأنّ ظنّ الجاهلية يشتمل على معنى هذا القول . ومعنى { لو كان لنا من الأمر شيء } أي من شأن الخروج إلى القتال ، أو من أمر تدبير النَّاس شيء ، أي رأي ما قتلنا ههنا ، أي ما قتل قومنا . وليس المراد انتفاء القتل مع الخروج إلى القتال في أحُدُ ، بل المراد انتفاء الخروج إلى أحُدُ الَّذي كان سبباً في قتل من قُتل ، كما تدلّ عليه قرينة الإشارة بقوله : ( ههنا ) ، فالكلام كناية . وهذا القول قاله عبد الله بن أُبَي ابن سلول لمّا أخبروه بمن استشهد من الخزرج يومئذ ، وهذا تنصّل من أسباب الحرب وتعريض بالنَّبيء ومن أشار بالخروج من المؤمنين الَّذين رغبوا في إحدى الحسنيين .
وإنَّما كان هذا الظنّ غيرَ الحقّ لأنَّه تخليط في معرفة صفات الله وصفات رسوله وما يجوز وما يستحيل ، فإنّ لله أمراً وهدياً وله قدَر وتيسير ، وكذلك لرسوله الدعوة والتشريع وبذل الجهد في تأييد الدّين وهو في ذلك معصوم ، وليس معصوماً من جريان الأسباب الدنيوية عليه ، ومن أن يكون الحرب بينه وبين عدوّه سجالاً ، قال أبو سفيان لهرقل وقد سأله : كيف كان قتالكم له؟ فقال أبو سفيان : ينال منّا وننال منه ، فقال هرقل : وكذلك الإيمان حتَّى يتمّ . فظنّهم ذلك ليس بحقّ .
وقد بيّن الله تعالى أنَّه ظنّ الجاهلية الَّذين لم يعرفوا الإيمان أصلاً فهؤلاء المتظاهرون بالإيمان لم يدخل الإيمان في قلوبهم فبقيت معارفهم كما هي من عهد الجاهلية ، والجاهلية صفة جرت على موصوف محذوف يقدّر بالفئة أو الجماعة ، وربما أريد به حالة الجاهلية في قولهم أهل الجاهلية ، وقوله تعالى : { تبرّج الجاهلية الأولى } ، والظاهر أنَّه نسبة إلى الجاهل أي الَّذي لا يعلم الدين والتَّوحيد ، فإنّ العرب أطلقت الجهل على ما قابل الحلم ، قال ابن الرومي
: ... بجهل كجهل السيف والسيف منتضى
وحلم كحلم السيف والسيف مغمد ... وأطلقت الجهل على عدم العلم قال السموأل
. ... فليسَ سواء عالم وجَهول
وقال النابغة : ... وليس جَاهل شيءٍ مثلَ مَن علما
وأحسب أن لفظ الجاهلية من مبتكرات القرآن ، وصف به أهل الشرك تنفيراً من الجهل ، وترغيباً في العلم ، ولذلك يذكره القرآن في مقامات الذمّ في نحو قوله : { أفحكم الجاهلية يبغون } [ المائدة : 50 ] { ولاَ تَبَرّجْنَ تَبَرّجَ الجاهليّة الأولى } [ الأحزاب : 33 ] { إذ جعل الَّذين كفروا في قلوبهم الحَمِيَّة حَمِيَّة الجَاهلية } [ الفتح : 26 ] . وقال ابن عبَّاس : سمعت أبي في الجاهلية يقول : اسقنا كأساً دِهاقاً ، وفي حديث حكيم بن حِزام : أنَّه سأل النَّبيء صلى الله عليه وسلم عن أشياء كان يتحنّث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم . وقالوا : شعر الجاهلية ، وأيَّامُ الجاهلية . ولم يسمع ذلك كُلّه إلاّ بعد نزول القرآن وفي كلام المسلمين .
وقوله : { غير الحق } منتصب على أنَّه مفعول { يظنّون } كأنَّه قيل الباطلَ . وانتصب قوله : { ظن الجاهلية } على المصدر المبيّن للنوع إذ كلّ أحد يعرف عقائد الجاهلية إن كان متلبِّساً بها أو تاركاً بها .
وجملة { يخفون } حال من الضّمير في { يقولون } أي يقولون ذلك في حال نيّتهم غيرَ ظَاهِرِه ، ف { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك } إعلان بنفاقهم ، وأنّ قولهم : { هل لنا من الأمر من شيء } وقولهم : { لو كان من الأمر شيء ما قتلنا ههنا } هو وإن كان ظاهره صورة العتاب عن ترك مشورتهم فنِيَّتهم منه تخطئة النَّبيء في خروجه بالمسلمين إلى أُحُد ، وأنَّهم أسدّ رأياً منه .
وجملة { يقولون لو كان لنا من الأمر شيء } بدل اشتمال من جملة { يخفون في أنفسهم } إذ كانوا قد قالوا ذلك فيما بينهم ولم يظهروه ، أو هي بيان لجملة { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } إذا أظهروا قولهم للمسلمين ، فترجع الجملة إلى معنى بدل الاشتمال من جملة { يظنّون } لأنها لما بينت جملة هي بدل فهي أيضا كالتي بينتها ، وهذا أظهر لأجل قوله بعدَه : { قل لو كنتم في بيوتكم } فإنَّه يقتضي أنّ تلك القالة فشت وبلغت الرسولَ ، ولا يحسن كون جملة { يقولون لو كان } إلى آخره مستأنفة خلافا لما في «الكشاف» .
وهذه المقالة صدرت من مُعَتِّب بن قُشير قال الزبير بن العوّام : غشيني النُّعاس فسمعت معتّب بن قشير يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا . فحكى القرآن مقالته كما قالها ، وأسندت إلى جميعهم لأنَّهم سمعوها ورضوا بها .
وجملة { قل إن الأمر كله لله } ردّ عليهم هذا العذر الباطل أي أنّ الله ورسوله غير محتاجين إلى أمركم . والجملة معترضة . وقرأ الجمهور : كلَّه بالنصب تأكيداً لاسم إنّ ، وقرأه أبو عمرو ، ويعقوب بالرفع على نيّة الابتداء .
والجملةُ خبر إنّ .
{ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الذين كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتل إلى مَضَاجِعِهِمْ } .
لقن الله رسوله الجواب عن قولهم : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا . والجواب إبطال لقولهم ، وتعليم للمؤمنين لدفع ما عسى أن يقع في نفوسهم من الريب ، إذا سمعوا كلام المنافقين ، أو هو جواب للمنافقين ويحصل به علم للمؤمنين . وفُصلت الجملة جرياً على حكاية المقاولة كما قرّرنا غير مرّة . وهذا الجواب جار على الحقيقة وهي جريان الأشياء على قَدر من الله والتسليممِ لذلك بعد استفراغ الجهد في مصادفة المأمول ، فليس هذا الجواب ونظائره بمقتض ترك الأسباب ، لأنّ قدر الله تعالى وقضاءه غير معلومَين لنا إلاّ بعد الوقوع ، فنحن مأمورون بالسعي فيما عساه أن يكون كاشفاً عن مصادفة قدر الله لمأمولنا ، فإن استفرغنا جهودنا وحُرمنا المأمول ، علمنا أنّ قدر الله جرى من قبل على خلاف مرادنا . فأمَّا ترك الأسباب فليس من شأننا ، وهو مخالف لما أراد الله منّا ، وإعراض عمّا أقامنا الله فيه في هذا العالم وهو تحريف لمعنى القدَر . والمعنى : لو لم تكونوا ههنا وكنتم في بيوتكم لخرج الَّذين كتب الله عليهم أن يموتوا مقتولين فقتلوا في مضاجعهم الَّتي اضطجعوا فيها يوم أُحُد أي مصارعهم فالمراد بقوله : { كتب } قدّر ، ومعنى { برز } خرج إلى البراز وهو الأرض .
وقرأ الجمهور باء ( بيوتكم ) بالكسر . وقرأه أبو عمرو ، وورش عن نافع ، وحفص ، وأبو جعفر بالضم .
والمضاجع جمع مضجع بفتح الميم وفتح الجيم وهو محلّ الضجوع ، والضجوع : وضع الجنب بالأرض للراحة والنَّوم ، وفعله من باب منع ومصدره القياسي الضجْع ، وأمَّا الضجوع فغير قياسي ، ثمّ غلب إطلاق المضجع على مكان النَّوم قال تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } [ السجدة : 16 ] وفي حديث أمّ زرع : « مَضْجَعه كمَسلّ شَطْبَة » فحقيقة الضجوع هو وضع الجنب للنَّوم والراحة وأطلق هنا على مصارع القتلى على سبيل الاستعارة ، وحسّنها أنّ الشهداء أحياء ، فهو استعارة أو مشاكلة تقديرية لأنّ قولهم ، ما قُتلنا ههنا يتضمَّن معنى أنّ الشهداء كانوا يَبْقون في بيوتهم متمتَّعين بفروشهم .
{ وَلِيَبْتَلِىَ الله مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } .
{ وليبتلي الله ما في صدوركم } عطف على قوله : { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } [ آل عمران : 153 ] وما بينهما جمل بعضها عطف على الجملة المعلّلة ، وبعضها معترضة ، فهو خطاب للمؤمنين لا محالة ، وهو علَّة ثانية لقوله : { فأثابكم عما بغم } [ آل عمران : 153 ] .
والصّدُور هنا بمعنى الضّمائر ، والابتلاءُ : الاختبار ، وهو هنا كناية عن أثره ، وهو إظهاره للنَّاس والحجّة على أصحاب تلك الضّمائر بقرينة قوله : { والله عليم بذات الصدور } كما تقدّم في قوله تعالى : { وليعلم اللَّه الذين ءامنوا } [ آل عمران : 140 ] .
والتمحيص تخليص الشيء ممَّا يخالطه ممَّا فيه عيب له فهو كالتزكية . والقلوب هنا بمعنى العقائد ، ومعنى تمحيص ما فيه قلوبهم تطهيرها ممَّا يخامرها من الريب حين سماع شُبه المنافقين الّتي يبثُّونها بينهم .
وأطلق الصدور على الضّمائر لأنّ الصدر في كلام العرب يطلق على الإحساس الباطني ، وفي الحديث : « الإثم ما حاك في الصّدر » وأطلق القلب على الاعتقاد لأنّ القلب في لسان العرب هو ما به يحصّل التفكّر والاعتقاد . وعُدّي إلى الصّدور فعل الابتلاء لأنَّه اختبار الأخلاق والضّمائر : ما فيها من خير وشَرّ ، وليتميّز ما في النفس . وَعُدِّيَ إلى القلوب فعل التمحيص لأنّ الظنون والعقائد محتاجة إلى التمحيص لتكون مصدر كلّ خير .
- إعراب القرآن : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
«ثُمَّ أَنْزَلَ» ثم حرف عطف أنزل فعل ماض تعلق به الجار والمجرور «عَلَيْكُمْ» والجار والمجرور «مِنْ بَعْدِ»
أيضا والجملة معطوفة على أصابكم «الْغَمِّ» مضاف إليه. «أَمَنَةً» مفعول به «نُعاساً» بدل «يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ» طائفة مفعول به للفعل المضارع يغشى منكم متعلقان بمحذوف صفة طائفة «وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ» ماض ومفعوله وأنفسهم فاعل وقد حرف تحقيق والجملة خبر المبتدأ طائفة وجملة «وَطائِفَةٌ» استئنافية «يَظُنُّونَ بِاللَّهِ» فعل مضارع والواو وفاعله باللّه متعلقان بيظنون والجملة في محل نصب حال «غَيْرَ» نائب مفعول مطلق التقدير : يظنون غير الظن الحق «الْحَقِّ» مضاف إليه «ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ» بدل من غير منصوب بالفتحة. «يَقُولُونَ» فعل مضارع وفاعل «هَلْ» حرف استفهام «لَنا» متعلقان بمحذوف خبر «مِنَ الْأَمْرِ» متعلقان بمحذوف حال «مِنْ شَيْ ءٍ» من حرف جر زائد واسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والجملة مقول القول.
«قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ» قل سبق إعرابها إن الأمر للّه إن واسمها كله توكيد «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور ومتعلقان بخبر إن والجملة مقول القول وجملة «قُلْ» مستأنفة.
«يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور في أنفسهم والواو فاعل والجملة في محل نصب حال «ما لا يُبْدُونَ لَكَ» الجملة صلة الموصول ما «يَقُولُونَ» الجملة مستأنفة «لَوْ كانَ لَنا» لو شرطية غير جازمة وباقي الجملة مثل جملة ليس لك من الأمر شيء «ما قُتِلْنا هاهُنا» ما نافية الهاء للتنبيه هنا اسم إشارة في محل نصب على الظرفية متعلق بالفعل الماضي المبني للمجهول قبله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
«قُلْ» الجملة مستأنفة «لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ» كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بالخبر والجملة مقول القول «لَبَرَزَ الَّذِينَ» فعل ماض واسم الموصول فاعل والجملة جواب شرط غير جازم «كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ» القتل نائب فاعل والجملة صلة الموصول «إِلى مَضاجِعِهِمْ» متعلقان ببرز. «وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة ولفظ الجلالة فاعله وما الموصولية مفعوله والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره : عمل ذلك ليبتلي. في صدوركم متعلقان بمحذوف صلة «وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ» عطف على وليبتلي اللّه «وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ» لفظ الجلالة مبتدأ وعليم خبر تعلق به «بِذاتِ» الجار والمجرور الصدور مضاف إليه.
- English - Sahih International : Then after distress He sent down upon you security [in the form of] drowsiness overcoming a faction of you while another faction worried about themselves thinking of Allah other than the truth - the thought of ignorance saying "Is there anything for us [to have done] in this matter" Say "Indeed the matter belongs completely to Allah" They conceal within themselves what they will not reveal to you They say "If there was anything we could have done in the matter some of us would not have been killed right here" Say "Even if you had been inside your houses those decreed to be killed would have come out to their death beds" [It was] so that Allah might test what is in your breasts and purify what is in your hearts And Allah is Knowing of that within the breasts
- English - Tafheem -Maududi : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(3:154) Then, after inflict-ing this grief, He sent down an inner peace upon you - a sleep which overtook some of you. *112 Those who were concerned merely about themselves, entertaining false notions about Allah - the notions of the Age of Ignorance - asked: 'Have we any say in the matter?' Tell them: 'Truly, all power of decision rests solely with Allah.' Indeed, they conceal in their hearts what they would not reveal to you, saying: 'If we had any power of decision, we would not have been slain here.' Say: 'Even if you had been in your houses, those for whom slaying had been appointed would have gone forth to the places where they were to be slain.' And all this happened so that Allah might test your secret thoughts and purge your hearts of all impurities. Allah knows well what is in the breasts of men.
- Français - Hamidullah : Puis Il fit descendre sur vous après l'angoisse la tranquillité un sommeil qui enveloppa une partie d'entre vous tandis qu'une autre partie était soucieuse pour elle-même et avait des pensées sur Allah non conformes à la vérité des pensées dignes de l'époque de l'Ignorance - Ils disaient Est-ce que nous avons une part dans cette affaire Dis L'affaire toute entière est à Allah Ce qu'ils ne te révèlent pas ils le cachent en eux-mêmes Si nous avions eu un choix quelconque dans cette affaire disent-ils Nous n'aurions pas été tués ici Dis Eussiez-vous été dans vos maisons ceux pour qui la mort était décrétée seraient sortis pour l'endroit où la mort les attendait Ceci afin qu'Allah éprouve ce que vous avez dans vos poitrines et qu'Il purifie ce que vous avez dans vos cœurs Et Allah connaît ce qu'il y a dans les cœurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Dann sandte Er nach dem Kummer Sicherheit auf euch herab Schläfrigkeit die einen Teil von euch überkam während ein anderer Teil um sich selbst besorgt war indem sie von Allah in Gedanken der Unwissenheit dachte was dem Wahren nicht entspricht Sie sagten "Haben wir denn irgend etwas in der Angelegenheit zu entscheiden gehabt" Sag Die Angelegenheit ist ganz und gar in Allahs Entscheidung Sie halten in ihrem Innersten verborgen was sie dir nicht offenlegen; sie sagen "Wenn wir etwas von der Angelegenheit zu entscheiden hätten würden wir hier nicht getötet" Sag Wenn ihr auch in euren Häusern gewesen wäret wären diejenigen denen der Tod vorgezeichnet war an den Stellen erschienen wo sie als Gefallene liegen sollten - damit Allah prüfe was in euren Brüsten und herausstellt was in euren Herzen ist Und Allah weiß über das Innerste der Brüste Bescheid
- Spanish - Cortes : Luego pasada la tribulación hizo descender sobre vosotros seguridad un sueño que venció a algunos de vosotros Otros en cambio preocupados tan sólo por su suerte y pensando de Alá equivocadamente a la manera de los paganos decían ¿Tenemos nosotros algo que ver con esto Di Todo está en manos De Alá Ocultan para sí lo que no te manifiestan Dicen Si hubiera dependido de nosotros no habríamos tenido muertos aquí Di También si os hubierais quedado en casa la muerte habría sorprendido en sus lechos a aquéllos de quienes estaba ya escrita Alá ha hecho esto para probar lo que hay en vuestros pechos y purificar lo que hay en vuestros corazones Alá sabe bien lo que encierran los pechos
- Português - El Hayek : Logo depois da angústia infundiuvos uma calma sonorífera que envolveu alguns de vós enquanto outros preocupados consigo próprios puseramse a conjecturar ignomínias acerca de Deus como na era da idolatria dizendo Tivemos acaso alguma escolha Respondelhes A escolha pertence inteiramente a Deus E eis que eles guardam para si oque noa te manifestam dizendo mais Se houvéssemos tido escolha não teríamos sido chacinados Dizelhes Sabei que mesmo que tivésseis permanecido nas vossas casas certamente àqueles dentre vós aos quais estava decretada a morte estaapareceria no local de sua morte Isso para que Deus comprovasse o que ensejáveis e purificasse o que havia em vossoscorações; sabei que Deus conhece dos peitos as intimidades
- Россию - Кулиев : После печали Он ниспослал вам успокоение - дремоту охватившую некоторых из вас Другие же были озабочены размышлениями о себе Они несправедливо думали об Аллахе как это делали во времена невежества говоря Могли ли мы сами принять какое-нибудь решение или получим ли мы что-нибудь от этого дела Скажи Дела или решения целиком принадлежат Аллаху Они скрывают в своих душах то чего не открывают тебе говоря Если бы мы сами могли принять какое-нибудь решение или если бы мы чтонибудь получили от этого дела то не были бы убиты здесь Скажи Даже если бы вы остались в своих домах то те кому была предначертана гибель непременно вышли бы к месту где им суждено было полечь и Аллах испытал бы то что в вашей груди и очистил бы то что в ваших сердцах Аллаху известно о том что в груди
- Кулиев -ас-Саади : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِПосле печали Он ниспослал вам успокоение - дремоту, охватившую некоторых из вас. Другие же были озабочены размышлениями о себе. Они несправедливо думали об Аллахе, как это делали во времена невежества, говоря: «Могли ли мы сами принять какое-нибудь решение (или получим ли мы что-нибудь от этого дела)?» Скажи: «Дела (или решения) целиком принадлежат Аллаху». Они скрывают в своих душах то, чего не открывают тебе, говоря: «Если бы мы сами могли принять какое-нибудь решение (или если бы мы что-нибудь получили от этого дела), то не были бы убиты здесь». Скажи: «Даже если бы вы остались в своих домах, то те, кому была предначертана гибель, непременно вышли бы к месту, где им суждено было полечь, и Аллах испытал бы то, что в вашей груди, и очистил бы то, что в ваших сердцах. Аллаху известно о том, что в груди».
После того как мусульман охватило беспокойство, Аллах вселил в их сердца спокойствие, а некоторых из них даже охватила дремота. Вне всякого сомнения, подобным образом Аллах оказал им великую милость, укрепил их сердца и приумножил их уверенность. Напуганный человек не способен задремать, ведь его душа переполнена страхом. Когда же он избавляется от страха, то может позволить себе вздремнуть. Аллах заставил задремать только правоверных, которые думали только о том, как утвердить на земле религию Аллаха, заслужить благоволение Его и Его посланника и принести пользу своим верующим братьям. Что же касается остальных, то они были озабочены размышлениями о себе. Они не беспокоились за судьбу мусульман, потому что были лицемерами или маловерами. Они не могли спокойно дремать, как это делали правоверные мусульмане. Они лишь говорили: «Разве мы могли одержать победу?» Их вопрос подразумевал отрицательный ответ, и это свидетельствовало о том, что они неподобающим образом думали об Аллахе, исламе и Пророке Мухаммаде, да благословит его Аллах и приветствует. Они полагали, что Аллах не поможет Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, полностью выполнить возложенную на него миссию, и что поражение от язычников положит конец религии Аллаха. Всевышний опроверг их предположения, потому что решения принимает Он один. Это распространяется на все, что касается Божьего предопределения и религиозного законодательства. Все сущее зависит от предопределения и судьбы, и окончательная победа непременно будет за Его приближенными рабами и послушниками, даже если им придется преодолеть многочисленные трудности. Затем Аллах сообщил о том, что лицемеры скрывали в душе то, чего не открывали окружающим. Аллах разъяснил и то, что именно они скрывали в своих сердцах. Они полагали, что если бы мусульмане прислушивались к их мнению и советовались с ними, то они не полегли бы на поле битвы. Их размышления свидетельствовали о том, что они отрицали Божье предопределение, считали решения посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, и его сподвижников глупыми и были довольны собой. Всевышний опроверг их рассуждения и возвестил, что даже если бы они остались сидеть в своих домах, в которых люди меньше всего опасаются быть убитыми, то те, кому была предначертана гибель, непременно вышли бы к тому месту, где им суждено было полечь. Любые земные причины, пусть даже самые существенные, приносят пользу человеку только тогда, когда они не противоречат предопределению Аллаха и судьбе. Если же они противоречат этому, то они не могут повлиять на судьбу человека, потому что жизнь или смерть творений непосредственно зависят от того, что записано в Хранимой скрижали. Аллах подвергает рабов испытанию и выявляет лицемерие, веру и маловерие, таящиеся в сердцах. Аллах очищает души творений от наущений сатаны и разных недостойных качеств, которые являются следствием этих наущений. Аллаху известно обо всем, что таится в сердцах творений, однако божественное знание и мудрость требовали от Него предопределить события, которые позволят выявить те тайные помыслы, которые люди скрывают в сердцах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kederden sonra bir takımınızı kendinden geçirecek şekilde size huzur ve emniyet indirdi; oysa bir takımınız da kendi derdlerine düşmüşlerdi Haksız yere Allah hakkında cahiliye devrinde olduğu gibi inanıyorlar "Bu işte bizim bir fikrimiz var mı" diyorlardı; De ki "Buyruğun hepsi Allah'ındır" Sana açmadıklarını içlerinde gizliyorlar "Bu işte bizim fikrimiz alınsaydı burada öldürülmezdik" diyorlar De ki Evlerinizde olsaydınız haklarında ölüm yazılı olan kimseler yine de devrilecekleri yere varırlardı Bu Allah'ın içinizde olanı denemesi kalblerinizde olanı arıtması içindir Allah gönüllerde olanı bilir
- Italiano - Piccardo : Dopo la tristezza fece scendere su di voi un senso di sicurezza e un sopore che avvolse una parte di voi mentre altri piangevano su se stessi e concepirono su Allah pensieri dell'età dell'ignoranza non conformi al vero Dicevano “Cosa abbiamo guadagnato in questa impresa” Di' loro “Tutta l'impresa appartiene ad Allah” Quello che non palesano lo nascondono in sé “Se avessimo avuto una qualche parte in questa storia non saremmo stati uccisi in questo luogo” Di' “Anche se foste stati nelle vostre case la morte sarebbe andata a cercare nei loro letti quelli che erano predestinati Tutto è accaduto perché Allah provi quello che celate in seno e purifichi quello che avete nei cuori Allah conosce quello che celano i cuori
- كوردى - برهان محمد أمين : پاشان دوای ئهو غهم و پهژارایه ئارامیی و هێمنیی بهسهردا دابهزاندن که وهنهوزێک بوو دهستهیهکتانی داگرتبوو دهستهیهکی تریش بهڕاستی خهمی خۆیان بوو گومانی ناڕهوایان دهبرد بهخوای گهوره به گومانی نهفامانه دهیانوت ئایا ئێمه لهم کارهدا له بهدهستهێنانی سهرکهوتن هیچ شتێکمان ههیه ئهوپشتیوانهی کهخوا بهڵێنی پێدابووین بۆ نههات ئهی محمد صلی الله علیه وسلم پێیان بڵێ بێگومان ههموو شتێک بهدهست خوایه ئهوانه ههندێک شت دهشارنهوه له دهروونی خۆیاندا و بۆ تۆی دهرناخهن ههروهها دهڵێن ئهگهر بهڵێنی سهرکهوتن ڕاست بوایه ئێمه شتێکمان بهدهست بوایه ئالێرهدا نهدهکوژراین پێیان بڵێ ئهگهر لهماڵی خۆشتاندا بوونایه ئهوانهی که بڕیاره بکوژرانایه دهبوا ههروایان بهسهر بهاتایهو له شوێنی کوژرانیاندا ڕاکشانایه بێگومان خوا ئهم شتانهتان بهسهر دههێنێت تا ئهوهی له دهروونتاندا ههیه تاقی بکاتهوه و چی لهدڵهکانتاندا ههیه خاوێنی بکاتهوه و حهقیقهتی دهربخات ئهو خوایهش زانایه بهوهی که له ناخی سینهکاندا حهشار دراوه
- اردو - جالندربرى : پھر خدا نے غم ورنج کے بعد تم پر تسلی نازل فرمائی یعنی نیند کہ تم میں سے ایک جماعت پر طاری ہو گئی اور کچھ لوگ جن کو جان کے لالے پڑ رہے تھے خدا کے بارے میں ناحق ایام کفر کے سے گمان کرتے تھے اور کہتے تھے بھلا ہمارے اختیار کی کچھ بات ہے تم کہہ دو کہ بےشک سب باتیں خدا ہی کے اختیار میں ہیں یہ لوگ بہت سی باتیں دلوں میں مخفی رکھتے ہیں جو تم پر ظاہر نہیں کرتے تھے کہتے تھے کہ ہمارے بس کی بات ہوتی تو ہم یہاں قتل ہی نہ کیے جاتے کہہ دو کہ اگر تم اپنے گھروں میں بھی ہوتے تو جن کی تقدیر میں مارا جانا لکھا تھا وہ اپنی اپنی قتل گاہوں کی طرف ضرور نکل اتے اس سے غرض یہ تھی کہ خدا تمہارے سینوں کی باتوں کو ازمائے اور جو کچھ تمہارے دلوں میں ہے اس کو خالص اور صاف کر دے اور خدا دلوں کی باتوں سے خوب واقف ہے
- Bosanski - Korkut : Zatim vam je poslije nevolje spokojstvo ulio san je neke od vas uhvatio a drugi su se brinuli samo o sebi misleći o Allahu ono što nije istina kao što pagani misle govoreći "Gdje je pobjeda koja nam je obećana" Reci "O svemu odlučuje samo Allah" Oni u sebi kriju ono što tebi ne pokazuju "Da smo se za bilo šta pitali" govore oni "ne bismo ovdje izginuli" Reci "I da ste u kućama svojim bili opet bi oni kojima je suđeno da poginu na mjesta pogibije svoje izišli da bi Allah ispitao ono što je u vašim grudima i da bi istražio ono što je u vašim srcima – a Allah zna svačije misli"
- Swedish - Bernström : Och efter denna bittra erfarenhet lät Han ett stort lugn sänka sig över er så att några bland er fick vila medan andra som främst bekymrade sig om sitt eget väl tänkte oriktiga [och hädiska] tankar om Gud [tankar som hade sin rot] i avgudadyrkans okunnighet och de frågade [sig] "Hade vi över huvud taget någon del i beslutet" Säg [Muhammad] "Det var till alla delar Guds beslut" De gömmer något i sitt inre som de inte vill visa dig [när] de säger "Om vi över huvud taget hade haft någon del i beslutet skulle vi inte här ha lidit dessa förluster" Säg "Även om ni hade stannat hemma skulle de vilkas död stod skriven ha begett sig till den plats där de skulle falla" [Allt detta skedde] därför att Gud ville pröva vad ni bar inom er och rensa ut orenheterna ur era hjärtan Gud vet vad som rör sig i människans innersta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kemudian setelah kamu berdukacita Allah menurunkan kepada kamu keamanan berupa kantuk yang meliputi segolongan dari pada kamu sedang segolongan lagi telah dicemaskan oleh diri mereka sendiri mereka menyangka yang tidak benar terhadap Allah seperti sangkaan jahiliyah Mereka berkata "Apakah ada bagi kita barang sesuatu hak campur tangan dalam urusan ini" Katakanlah "Sesungguhnya urusan itu seluruhnya di tangan Allah" Mereka menyembunyikan dalam hati mereka apa yang tidak mereka terangkan kepadamu; mereka berkata "Sekiranya ada bagi kita barang sesuatu hak campur tangan dalam urusan ini niscaya kita tidak akan dibunuh dikalahkan di sini" Katakanlah "Sekiranya kamu berada di rumahmu niscaya orangorang yang telah ditakdirkan akan mati terbunuh itu keluar juga ke tempat mereka terbunuh" Dan Allah berbuat demikian untuk menguji apa yang ada dalam dadamu dan untuk membersihkan apa yang ada dalam hatimu Allah Maha Mengetahui isi hati
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(Kemudian Allah menurunkan kepada kamu setelah kesedihan itu keamanan berupa kantuk) menjadi badal (yang meliputi) ada yang membaca dengan ya dan ada pula dengan ta (segolongan dari kamu) yakni orang-orang beriman; mereka tertidur lelap di balik tameng sehingga pedang-pedang pun tergelincir dan jatuh ke sisi mereka (sedangkan segolongan lagi telah dicemaskan oleh diri mereka sendiri) maksudnya mereka merasa cemas memikirkan nasib mereka hingga mereka tak ada kemauan selain menyelamatkan diri tanpa mempedulikan Nabi saw. dan para sahabatnya. Mereka tidak dapat tidur dan mereka adalah orang-orang munafik. (Mereka menyangka yang tidak benar terhadap Allah) maksudnya seperti sangkaan (jahiliah) yang berkeyakinan bahwa Nabi itu benar-benar telah terbunuh atau kalau tidak, maka ia takkan dapat dikalahkan. (Kata mereka, "Apakah) maksudnya tak ada (bagi kita terhadap urusan ini) maksudnya mengenai kemenangan yang telah Kami janjikan itu (dari) merupakan tambahan (sesuatu."). (Katakanlah) kepada mereka ("Sesungguhnya urusan ini seluruhnya) manshub sebagai taukid dapat pula marfu` sebagai mubtada sedangkan khabarnya ialah: (bagi Allah.") maksudnya ketentuan berada di tangan-Nya. Ia berbuat apa yang dikehendaki-Nya (Mereka menyembunyikan dalam hati mereka apa yang tidak mereka terangkan kepadamu, maka mereka mengatakan) ini menjadi keterangan bagi 'apa' yang sebelumnya ("Sekiranya bagi kami terhadap urusan ini ada sesuatu tidaklah kami terbunuh di sini) maksudnya jika kita mempunyai campur tangan dalam urusan ini kita dapat saja tidak keluar sehingga tidak terbunuh tetapi apa daya kita karena kita ini dipaksa keluar." (Katakanlah) kepada mereka ("Sekiranya kamu berada di rumahmu) sedangkan di antaramu ada orang yang telah ditetapkan Allah akan menemui ajalnya (niscaya orang-orang yang telah ditakdirkan akan terbunuh itu akan keluar juga ke tempat pembunuhan mereka.") sehingga mereka akan mati terbunuh, dan tidak akan tertolong oleh ikhtiar atau usaha mereka itu karena kada Allah tetap berlaku tanpa sesuatu pun dapat menolaknya. (Dan) hal itu dilakukan-Nya (agar Allah menguji apa yang terdapat dalam dadamu) dalam hatimu berupa keikhlasan atau kemunafikan (dan untuk membersihkan isi hatimu. Dan Allah Maha Mengetahui akan sisi hati) semua itu tak ada yang tersembunyi bagi-Nya tetapi maksud-Nya agar dengan ujian itu tampaklah pula bagi manusia keikhlasan dan kemunafikan di antara kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর তোমাদের উপর শোকের পর শান্তি অবতীর্ণ করলেন যা ছিল তন্দ্রার মত। সে তন্দ্রায় তোমাদের মধ্যে কেউ কেউ ঝিমোচ্ছিল আর কেউ কেউ প্রাণের ভয়ে ভাবছিল। আল্লাহ সম্পর্কে তাদের মিথ্যা ধারণা হচ্ছিল মুর্খদের মত। তারা বলছিল আমাদের হাতে কি কিছুই করার নেই তুমি বল সবকিছুই আল্লাহর হাতে। তারা যা কিছু মনে লুকিয়ে রাখেতোমার নিকট প্রকাশ করে না সে সবও। তারা বলে আমাদের হাতে যদি কিছু করার থাকতো তাহলে আমরা এখানে নিহত হতাম না। তুমি বল তোমরা যদি নিজেদের ঘরেও থাকতে তবুও তারা অবশ্যই বেরিয়ে আসত নিজেদের অবস্থান থেকে যাদের মৃত্যু লিখে দেয়া হয়েছে। তোমাদের বুকে যা রয়েছে তার পরীক্ষা করা ছিল আল্লাহর ইচ্ছা আর তোমাদের অন্তরে যা কিছু রয়েছে তা পরিষ্কার করা ছিল তাঁর কাম্য। আল্লাহ মনের গোপন বিষয় জানেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பிறகு அத்துக்கத்திற்குப்பின் அவன் உங்களுக்கு அமைதி அளிப்பதற்காக நித்திரையை இறக்கி வைத்தான்; உங்களில் ஒரு பிரிவினரை அந்நித்திரை சூழ்ந்து கொண்டது மற்றொரு கூட்டத்தினரோ அவர்களுடைய மனங்கள் அவர்களுக்குக் கவலையை உண்டு பண்ணி விட்டன அவர்கள் அறிவில்லாதவர்களைப் போன்று உண்மைக்கு மாறாக அல்லாஹ்வைப் பற்றி சந்தேகம் கொள்ளலாயினர்; அதனால் அவர்கள் கூறினார்கள்; "இப்போர்க் காரியத்தில் நமக்கு சாதகமாக ஏதேனும் உண்டா" என்று அதற்கு "நிச்சயமாக இக்காரியம் முழுவதும் அல்லாஹ்விடமே உள்ளது" என்று நபியே நீர் கூறுவீராக அவர்கள் உம்மிடம் வெளிப்படையாகக் கூற முடியாத ஒன்றைத் தம் நெஞ்சங்களில் மறைத்து வைத்திருக்கின்றனர்; அவர்கள் தமக்குள் கூறிக்கொள்ளுகிறார்கள்; "இக்காரியத்தால் நமக்கு ஏதேனும் சாதகமாக இருந்திருந்தால் நாம் இங்கு கொல்லப்பட்டு இருக்க மாட்டோம்;" "நீங்கள் உங்கள் வீடுகளில் இருந்திருந்தாலும் யாருக்கு மரணம் விதிக்கப்பட்டுள்ளதோ அவர்கள் தன் கொலைக்களங்களுக்கு மரணம் அடையும் இடங்களுக்குச் சென்றே இருப்பார்கள்" என்று நபியே நீர் கூறும் இவ்வாறு ஏற்பட்டது உங்கள் நெஞ்சங்களில் உள்ளவற்றை அல்லாஹ் சோதிப்பதற்காகவும் உங்கள் நெஞ்சங்களில் உள்ளவற்றை அகற்றிச் சத்தப்படுத்துவதற்காகவும் ஆகும் இன்னும் அல்லாஹ் உள்ளங்களில் உள்ளவற்றை அறிபவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วพระองค์ก็ทรงประทานแก่พวกเจ้า ซึ่งความปลอดภัย หลังจากความเศร้าโศกนั้น คือให้มีการงีบหลับครอบคลุมกลุ่มหนึ่งในหมู่พวกเจ้า และอีกกลุ่มหนึ่งนั้น ตัวของพวกเขาเองทำให้พวกเขากกระวนกระวายใจ พวกเขากล่าวหาอัลลอฮ์ โดยปราศจากความเป็นธรรมอย่างพวกสมัยงมงาย อัลญาฮิลียะฮ์ พวกเขากล่าวว่า มีสิ่งหนึ่งสิ่งใดจากกิจการนั้นเป็นสิทธิของเราบ้างไหม จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า แท้จริง กิจการนั้นทั้งหมดเป็นสิทธิของอัลลอฮ์เท่านั้น พวกเขาปกปิดไว้ในใจของพวกเขา สิ่งซึ่งพวกเขาจะไม่เปิดเผยแก่เจ้า พวกเขากล่าวว่าหากปรากฏว่ามีสิ่งหนึ่งสิ่งใดจากกิจการนั้น เป็นสิทธิของเราแล้วไซร้ พวกเราก็ไม่ถูกฆ่าตายที่นี่ จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่า แม้ปรากฏว่า พวกท่านอยู่ในบ้านของพวกท่านก็ตาม แน่นอนบรรดาผู้ที่การฆ่าได้ถูกกำหนดแก่พวกเขา ก็จะออกไปสู่ที่นอนตายของพวกเขา และเพื่อที่อัลลอฮ์จะทรงทดสอบสิ่งที่อยู่ในหัวอกของพวกเจ้า และอัลลอฮ์นั้นเป็นผู้ทรงรอบรู้สิ่งที่อยู่หัวอกทั้งหลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра ғамдан кейин сиздан бир тоифангизни қамраб олган мудроқни омонлик қилиб туширди Бошқа тоифа эса ўзи билан овора бўлиб Аллоҳ ҳақида ноҳақ жоҳилият гумонини қилиб Бизнинг қўлимизда нима иш бор эди дейишди Сен Ишнинг барчаси Аллоҳдандир деб айт Сенга ошкор қилмаган нарсаларини ичларида махфий тутарлар Улар Агар қўлимизда бир иш бўлганида бу ерда қатл қилинмас эдик дерлар Сен Агар уйларингизда бўлсангиз ҳам қатл бўлиш тақдирида ёзилганлар ўз ўлим жойларига чиқар эдилар Бу Аллоҳ кўксингиздаги нарсани синаши ва қалбингиздагини яхшилаб поклаши учундир Аллоҳ кўкракдаги нарсани ҳам билувчи зотдир деб айт Мусулмонлар Уҳуд урушида енгилиб қоча бошлаганларида Аллоҳ таоло уларга мудроқни омонлик қилиб юбориб ҳатто фалокатдан бутунлай тормор бўлишдан сақлаб қолди Бир оз мудраб сўнг ўзига келган мусулмонлар Пайғамбар алайҳиссалом атрофларида тўпланишди ва тоғнинг баландроқ қулайроқ жойига чиқиб жойлашишди Буни кўрган мушриклар охиригача ҳужум қилишга юраклари дов бермай ортга қайтдилар Мўминлардан бир тоифаси бу иш билан овора бўлиб турган бир пайтда Бу тоифа–иймони заиф тоифа қалбида фидокорлик туйғуси ўрнашмаган тоифа Шу боисдан Аллоҳ учун овора бўлмайди дину диёнат учун овора бўлмайди Пайғамбар учун овора бўлмайди мусулмонлар учун овора бўлмайди Бошларига зарба етганда иймони заифлар мунофиқлар доимо шундай қиладилар Бошлиқларга осилиб ҳамма айбни уларга тўнкаб одамларни улардан айнитишга ўтадилар Баъзи қатл бўлганлар ҳақида ҳам Агар бизнинг ихтиёримиз билан иш бўлганида бундай бўлмас эди дейдилар Қуръони Карим уларнинг бу нотўғри васвасаларини ҳам тўғрилаб ўлим ва ҳаёт ортидаги синовлар замиридаги ҳикматларни баён қилади
- 中国语文 - Ma Jian : 在忧患之后,他又降安宁给你们,使你们中一部分人瞌睡;另一部分人则为自身而焦虑,他们象蒙昧时代的人一样,对真主妄加猜测,他们说:我们有一点胜利的希望吗 你说:一切事情,的确都是真主所主持的。他们的心里怀着不敢对你表示的恶意;他们说:假若我们有一点胜利的希望,我们的同胞不致阵亡在这里。你说:假若你们坐在家里,那么命中注定要阵亡的人,必定外出,走到他们阵亡的地方;(真主这样做),以便他试验你们的心事,锻炼你们心中的信仰。真主是全知心事的。
- Melayu - Basmeih : Kemudian sesudah kamu mengalami kejadian yang mendukacitakan itu Allah menurunkan kepada kamu perasaan aman tenteram iaitu rasa mengantuk yang meliputi segolongan dari kamu yang teguh imannya lagi ikhlas sedang segolongan yang lain yang hanya mementingkan diri sendiri menyangka terhadap Allah dengan sangkaan yang tidak benar seperti sangkaan orangorang jahiliyah Mereka berkata "Adakah bagi kita sesuatu bahagian dari pertolongan kemenangan yang dijanjikan itu" Katakanlah wahai Muhammad "Sesungguhnya perkara yang telah dijanjikan itu semuanya tertentu bagi Allah Dia lah sahaja yang berkuasa melakukannya menurut peraturan yang ditetapkanNya" Mereka sembunyikan dalam hati mereka apa yang mereka tidak nyatakan kepadamu Mereka berkata sesama sendiri "Kalaulah ada sedikit bahagian kita dari pertolongan yang dijanjikan itu tentulah orangorang kita tidak terbunuh di tempat ini" katakanlah wahai Muhammad "Kalau kamu berada di rumah kamu sekalipun nescaya keluarlah juga orangorang yang telah ditakdirkan oleh Allah akan terbunuh itu ke tempat mati masingmasing" Dan apa yang berlaku di medan perang Uhud itu dijadikan oleh Allah untuk menguji apa yang ada dalam dada kamu dan untuk membersihkan apa yang ada dalam hati kamu Dan ingatlah Allah sentiasa mengetahui akan segala isi hati yang ada di dalam dada
- Somali - Abduh : Markaas uu ku soo Dejiyey Korkiinna Murug ka dib Aaminnimo Darteed Lulmo daboolaysa Koox idinka mid ah Kooxna waxaa Walaacisay Naftooda waxayna u Malayn Eebe Male Jaahiliyeed waxayna Dhihi ma waxbaan ku leenahay Amarka waxaad dhahdaa Amarka Dhamaantiis Eebaa iska lch waxayna ku Qarin Naftooda waxayna kuu muujinayn iyagoo dhihi haddaan Amarka wax ku leenahay Nalaguma Dileen Halkan waxaad Dhahdaa haddaad tihiin Guryihiinna way u soo bixilahaayeen kuwa loo Qoray Geerida halkay Seexan Lagu Dili saasna wuxuu u Falay Eebe inuu Imtixaano Eebe waxa Laabtiinna ku Sugan iyo inuu kala Shaandheeyo waxa Quluubtiinna ku Sugan Eebana waa Ogyahay waxa Laabta Ku Sugan
- Hausa - Gumi : Sa'an nan kuma Allah Ya saukar da wani aminci a gare ku daga bãyan baƙin cikin; gyangyaɗi yanã rufe wata ƙungiya daga gare ku kuma wata ƙungiya lalle ne rãyukansu sun shagaltar da su suna zaton abin da bã shi ne gaskiya ba a game da Allah irin zaton jahiliyya suna cẽwa "Ko akwai waniabu a gare mu dai daga al'amarin" Ka ce "Lalle ne al'amari dukansa na Allah ne" Suna ɓõyẽwa a cikin zukatansu abin da bã su bayyana shi a gare ka Suna cẽwa "Da munã da wani abu daga al'amarin dã ba a kashe mu ba a nan"Ka ce "Kõ dã kun kasance a cikin gidãjenku dã waɗanda aka rubũta musu kisa sun fita zuwa ga wurãren kwanciyarsu;" kuma wannan abu yã auku ne dõmin Allah Ya jarrabi abin da ke cikin ƙirãzanku Kuma dõmin Ya tsarkake abin da ke cikin zukãtanku Allah Masani ne ga abin da ke cikin ƙirãza
- Swahili - Al-Barwani : Kisha baada ya dhiki alikuteremshieni utulivu usingizi ambao ulifunika kundi moja kati yenu Na kundi jengine nafsi zao ziliwashughulisha hata wakamdhania Mwenyezi Mungu dhana isiyo kuwa ya haki dhana ya kijinga Wakisema Hivyo tuna lolote sisi katika jambo hili Sema Mambo yote ni ya Mwenyezi Mungu Wanaficha katika nafsi zao wasiyo kubainishia Wanasema Lau ingelikuwa tuna lolote katika jambo hili tusinge uliwa hapa Sema Hata mngeli kuwa majumbani mwenu basi wangeli toka walio andikiwa kufa wakenda mahali pao pa kuangukia wafe Haya ni hivyo ili Mwenyezi Mungu ayajaribu yaliyomo vifuani mwenu na asafishe yaliyomo nyoyoni mwenu Na Mwenyezi Mungu anayajua yaliyomo vifuani
- Shqiptar - Efendi Nahi : Pastaj Perëndia pas dëshpërimit ju dërgoi juve një qetësi – gjum që e kaploi një grup prej jush kurse grupi tjetër kujdeseshin vetëm për vetveten duke menduar për Perëndinë të pavërtetën ndihmën e Profetit ashtu si mendonin paganët Ata thoshin “Ku është fitorja që na ishte premtuar” Thuaju o Muhammed “Për të gjitha vendosë vetëm Perëndia” Ata fshehin në vete atë që nuk duan ta shfaqin ty Ata thonë “Sikur të pyeteshim ne për këtë gjë nuk do të vriteshim këtu” Thuaju “Dhe sikur të kishit qenë nëpër shtëpitë tuaja prapëseprapë atyre që u është shkruar të vriten do të dilnin në atë vend të vrasjes e Perëndia juve në luftë ju then për t’ju gjurmuar dhe për t’ju pastruar atë që keni në zemrat tuaja Se Perëndia me të vërtetë din ç’keni në zemrat tuaja
- فارسى - آیتی : آنگاه، پس از آن اندوه، خدا به شما ايمنى ارزانى داشت، چنان كه گروهى را خواب آرام فرو گرفت. اما گروهى ديگر كه چون مردم عصر جاهلى به خدا گمانى باطل داشتند، هنوز دستخوش اندوه خويش بودند و مىگفتند: آيا هرگز كار به دست ما خواهد افتاد؟ بگو: همه كارها به دست خداست. آنان در دل خود چيزى را پنهان مىدارند كه نمىخواهند براى تو آشكارش سازند. مىگويند: اگر ما را اختيارى بود اينجا كشته نمىشديم. بگو: اگر در خانههاى خود هم مى بوديد، كسانى كه كشتهشدن بر آنها مقرر شده است از خانه به قتلگاهشان بيرون مىرفتند. خدا آنچه را كه در سينه داريد مىآزمايد و دلهايتان را پاك مىگرداند و خدا به آنچه در دلهاست آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Он гоҳ пас аз он андӯҳ, Худо ба шумо эминӣ арзонӣ дошт, чукон ки гурӯҳеро хоби ором фурӯ гирифт. Аммо гурӯҳе дигар, ки чун мардуми асри ҷоҳилӣ ба Худо гумони ботил доштанд, ҳанӯз дар фикри андӯҳи хеш буданд ва мегуфтанд: «Оё ҳаргиз кор ба дасти мо хоҳад афтод?» Бигӯ: «Ҳамаи корҳо ба дасти Худост». Онон дар дили худ чизеро пинҳон медоранд, ки намехоҳанд барои ту ошкораш созанд. Мегӯянд: «Агар моро ихтиёре буд, ин ҷо кушта намешудем». Бигӯ: «Агар дар хонаҳои худ ҳам мебудед, касоне, ки кушта шудан бар онҳо муқаррар шудааст, аз хона ба қатлгоҳашон берун мерафтанд. Худо он чиро, ки дар сина доред, меозмояд ва дилҳоятонро пок мегардонад». Ва Худо ба он чӣ дар дилҳост, огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : غەمدىن كېيىن اﷲ سىلەرگە ئەمىنلىك چۈشۈرۈپ بەردى، سىلەرنىڭ بىر قىسمىڭلارنى (يەنى ھەقىقىي مۆمىنلەرنى) مۈگدەك باستى، يەنە بىر قىسمىڭلار (يەنى مۇناپىقلار) ئۆزلىرى بىلەن بولۇپ كەتتى (يەنى كۇففارلار قايتا ھۇجۇم قىلارمۇ، دەپ جان قايغۇسى بىلەن بولۇپ كەتتى)، بۇلار، جاھىلىيەت دەۋرى كىشىلىرىگە ئوخشاش، اﷲ قا قارىتا ناتوغرا گۇمانلاردا بولدى، ئۇلار: «بىزگە اﷲ ۋەدە قىلغان غەلىبىدىن نېسىۋە بارمۇ؟» دەيدۇ. ئېيتىقىنكى، «ھەممە ئىش ھەقىقەتەن اﷲ نىڭ ئىلكىدە». ئۇلار ساڭا ئاشكارا قىلمايدىغان نەرسىلەرنى ئۆز ئىچىدە يوشۇرۇشىدۇ؛ ئۇلار: «ئەگەر بىزگە غەلىبىدىن ئازراق نېسىۋە بولسا ئىدى، بۇ يەردە ئۆلتۈرەلمەيتتۇق» دەيدۇ. (ئى مۇھەممەد!) ئېيتقىنكى، «ئەگەر سىلەر ئۆيلىرىڭلاردا بولغان تەقدىردىمۇ (ئاراڭلاردىكى) ئۆلتۈرۈلۈشى پۈتۈۋېتىلگەن كىشىلەر چوقۇم ئۆزلىرىنىڭ ئۆلىدىغان جايلىرىغا بېرىشىدۇ (اﷲ نىڭ قازاسىدىن قېچىپ قۇتۇلغىلى بولمايدۇ). (اﷲ نىڭ مۇنداق قىلىشى) كۆڭلۈڭلاردىكىنى سىناش ۋە قەلبىڭلاردىكى نەرسىلەرنى پاكلاش ئۈچۈندۇر. اﷲ كۆڭۈللەردىكىنى (ياخشىلىق بولسۇن، يامانلىق بولسۇن) بىلگۈچىدۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നെ, ആ ദുഃഖത്തിനുശേഷം അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് എല്ലാം മറന്ന് മയങ്ങിയുറങ്ങാവുന്ന ശാന്തി നല്കി. നിങ്ങളിലൊരു വിഭാഗം ആ മയക്കത്തിന്റെ ശാന്തത അനുഭവിച്ചു. മറ്റൊരു വിഭാഗം സ്വന്തത്തെപ്പറ്റി മാത്രം ചിന്തിച്ച് അസ്വസ്ഥരായി. അവര് അല്ലാഹുവെ സംബന്ധിച്ച് സത്യവിരുദ്ധമായ അനിസ്ലാമിക ധാരണയാണ് വെച്ചുപുലര്ത്തിയിരുന്നത്. അവര് ചോദിക്കുന്നു: "കാര്യങ്ങള് തീരുമാനിക്കുന്നതില് നമുക്ക് വല്ല പങ്കുമുണ്ടോ?” പറയുക: "കാര്യങ്ങളെല്ലാം അല്ലാഹുവിന്റെ അധീനതയിലാണ്.” അറിയുക: അവര് നിന്നോട് വെളിപ്പെടുത്താത്ത ചിലത് മനസ്സുകളിലൊളിപ്പിച്ചുവെക്കുന്നുണ്ട്. അവര് പറയുന്നു: "കാര്യങ്ങള് തീരുമാനിക്കുന്നതില് നമുക്ക് പങ്കുണ്ടായിരുന്നെങ്കില് നാം ഇവിടെ വെച്ച് നശിക്കുമായിരുന്നില്ല.” പറയുക: "നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ വീടുകളിലായിരുന്നാല് പോലും വധിക്കപ്പെടാന് വിധിക്കപ്പെട്ടവര് തങ്ങളുടെ മരണസ്ഥലത്തേക്ക് സ്വയം പുറപ്പെട്ടുവരുമായിരുന്നു. ഇപ്പോള് നടന്നതെല്ലാം, നിങ്ങളുടെ നെഞ്ചകത്തുള്ളതിനെ അല്ലാഹു പരീക്ഷിക്കാനും നിങ്ങളുടെ മനസ്സിലുള്ളത് കറകളഞ്ഞെടുക്കാനുമാണ്. നെഞ്ചകത്തുള്ളതൊക്കെയും നന്നായറിയുന്നവനാണ് അല്ലാഹു.”
- عربى - التفسير الميسر : ثم كان من رحمه الله بالمومنين المخلصين ان القى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من هم وغم اطمئنانا وثقه في وعد الله وكان من اثره نعاس غشي طائفه منهم وهم اهل الاخلاص واليقين وطائفه اخرى اهمهم خلاص انفسهم خاصه وضعفت عزيمتهم وشغلوا بانفسهم واساووا الظن بربهم وبدينه وبنبيه وظنوا ان الله لا يتم امر رسوله وان الاسلام لن تقوم له قائمه ولذلك تراهم نادمين على خروجهم يقول بعضهم لبعض هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال قل لهم ايها الرسول ان الامر كله لله فهو الذي قدر خروجكم وما حدث لكم وهم يخفون في انفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسره على خروجهم للقتال يقولون لو كان لنا ادنى اختيار ما قتلنا هاهنا قل لهم ان الاجال بيد الله ولو كنتم في بيوتكم وقدر الله انكم تموتون لخرج الذين كتب الله عليهم الموت الى حيث يقتلون وما جعل الله ذلك الا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق وليميز الخبيث من الطيب ويظهر امر المومن من المنافق للناس في الاقوال والافعال والله عليم بما في صدور خلقه لا يخفى عليه شيء من امورهم
*112). A strange phenomenon was then experienced by certain Muslim soldiers. Abu Talhah, who took part in the battle, states that the Muslims were seized by such drowsiness that their swords were slipping from their hands. (For several Traditions stating this incident, including one related by Abu Talhah, see Waqidi, Maghazi, vol. 1, pp. 295-6 - Ed.)