- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ۖ ولقد عفا الله عنهم ۗ إن الله غفور حليم
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين فرُّوا منكم -يا أصحاب- محمد عن القتال يوم التقى المؤمنون والمشركون في غزوة "أُحد"، إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما عملوا من الذنوب، ولقد تجاوز الله عنهم فلم يعاقبهم. إن الله غفور للمذنبين التائبين، حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
يخبر تعالى عن حال الذين انهزموا يوم "أحد" وما الذي أوجب لهم الفرار، وأنه من تسويل الشيطان، وأنه تسلط عليهم ببعض ذنوبهم. فهم الذين أدخلوه على أنفسهم، ومكنوه بما فعلوا من المعاصي، لأنها مركبه ومدخله، فلو اعتصموا بطاعة ربهم لما كان له عليهم من سلطان. قال تعالى: { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } ثم أخبر أنه عفا عنهم بعدما فعلوا ما يوجب المؤاخذة، وإلا فلو واخذهم لاستأصلهم. { إن الله غفور } للمذنبين الخطائين بما يوفقهم له من التوبة والاستغفار، والمصائب المكفرة، { حليم } لا يعاجل من عصاه، بل يستأني به، ويدعوه إلى الإنابة إليه، والإقبال عليه. ثم إن تاب وأناب قبل منه، وصيره كأنه لم يجر منه ذنب، ولم يصدر منه عيب، فلله الحمد على إحسانه.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
ثم أخبر- سبحانه- عن الذين لم يثبتوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم أحد، وبين السبب في ذلك وفتح لهم باب عفوه فقال: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا. وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ.
وقوله تَوَلَّوْا من التولي ويستعمل هذا اللفظ بمعنى الإقبال وبمعنى الإدبار فإن كان متعديا بنفسه كان بمعنى الإقبال كما في قوله- تعالى- وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وإذا كان متعديا بعن أو غير متعد أصلا كان بمعنى الإعراض كما في الآية التي معنا.
والتولي الذي وقع فيه من ذكرهم الله- تعالى- في الآية التي معنا يتناول الرماة الذين تركوا أماكنهم التي أمرهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالبقاء فيها لحماية ظهور المسلمين كما يتناول الذين لم يثبتوا
بجانب النبي صلّى الله عليه وسلّم بل فروا إلى الجبل أو إلى غيره عند ما اضطربت الصفوف.
ولقد حكى لنا التاريخ أن هناك جماعة من المسلمين ثبتت إلى جانب النبي صلّى الله عليه وسلّم بدون وهن أو ضعف وقد أصيب ممن كان حوله أكثر من ثلاثين، وكلهم يفتدى النبي صلّى الله عليه وسلّم بنفسه ويقول:
وجهى لوجهك الفداء ونفسي لنفسك الفداء. وعليك السلام غير مودع .
ومعنى اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ طلب لهم الزلل والخطيئة، أو حملهم عليها بوسوسته لهم: أن يخالفوا أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهم بالثبات في مواقفهم التي عينها لهم، فكانت مخالفتهم لرسولهم وقائدهم طاعة للشيطان. فحرمهم الله تأييده وتقوية قلوبهم.
قال الراغب: استزله إذا تحرى زلته، وقوله- تعالى- إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا أى استجرهم الشيطان حتى زلوا، فإن الخطيئة الصغيرة إذا ترخص الإنسان فيها تصير مسهلة لسبيل الشيطان على نفسه، والزلة في الأصل: استرسال الرجل من غير قصد» .
والمراد بالزلة هنا ما حدث منهم من مخالفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقد ترتب عليها هزيمتهم.
والمعنى: إن الذين تولوا منكم- يا معشر المؤمنين- عن القتال أو تركوا أماكنهم فلم يثبتوا فيها طلبا للغنيمة يوم التقيتم بالمشركين في معركة أحد إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ أى طلب منهم الزلل والمعصية، ودعاهم إليها بمكر منه وكان ذلك بِبَعْضِ ما كَسَبُوا أى بسبب بعض ما اكتسبوه من ذنوب، لأن نفوسهم لم تتجه بكليتها إلى الله فترتب على ذلك أن منعوا النصر والتأييد وقوة القلب والثبات.
قال ابن القيم: «كانت أعمالهم جندا عليهم ازداد بها عدوهم قوة. فإن الأعمال جند للعبد وجند عليه ولا بد للعبد في كل وقت من سرية من نفسه تهزمه أو تنصره. فهو يمد عدوه بأعماله من حيث يظن أنه يقاتل بها، ويبعث إليه سرية تغزوه مع عدوه من حيث يظن أنه يغزو عدوه.
فأعمال العبد تسوقه قسرا إلى مقتضاها من الخير والشر والعبد لا يشعر أو يشعر ويتعامى.
ففرار الإنسان من عدوه وهو يطيقه إنما هو بجند من عمله بعثه له الشيطان واستزله به» .
ثم أخبر- سبحانه- أنه قد عفا عن هؤلاء الزالين، حتى تكون أمامهم الفرصة لتطهير
نفوسهم. وبعثها على التوبة الصادقة والإخلاص الله رب العالمين، فقال- تعالى- وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ.
أى: ولقد عفا- سبحانه- عنهم لصدق توبتهم وندمهم على ما فرط منهم، لأن فرارهم لم يكن عن نفاق، بل كان عارضا عرض لهم عند ما اضطربت الصفوف واختلطت الأصوات ثم عادوا إلى صفوف الثابتين من المؤمنين ليكونوا معهم في قتال أعدائهم.
ولقد أكد الله- تعالى- هذا العفو بلام التأكيد وبقد المفيدة للتحقيق، وبوصفه- سبحانه- لذاته بالمغفرة فإن هذا الوصف يؤكد أن العفو شأن من شئونه، وبوصفه- سبحانه- لذاته بالحلم، فإن هذا الوصف يفيد أنه لا يعاجل عباده بالعقاب، بل إن ما أصابهم من مصائب فهو بسبب ما اقترفوه من ذنوب ويعفو- سبحانه- عن كثير.
وصدق الله إذ يقول: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ .
وقد أكد- سبحانه- شأن هذا العفو لتذهب عن نفوس هؤلاء الذين استزلهم الشيطان حيرتها ولتنخلع عن الماضي، ولتستقبل الحاضر والمستقبل بقلوب عامرة بالإيمان، وبنفوس متغلبة على أهوائها مطيعة لتعاليم دينها.
وبذلك نرى الآية الكريمة قد بينت للمؤمنين بعض الأسباب الظاهرة والخفية لما أصابهم في أحد، وفتحت لهم باب التوبة لتطهير أنفسهم، وأخبرتهم بعفو الله عنهم، وفي ذلك ما فيه من عظات وعبر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وبعد هذا الحديث الحكيم عن أحداث معركة أحد، وعما تم للمسلمين في أولها من نصر، ثم عما جرى لهم بعد ذلك من اضطراب وتفرق بسبب مخالفة بعضهم لوصايا نبيهم صلّى الله عليه وسلّم.
بعد كل ذلك وجه القرآن نداء إلى المؤمنين نهاهم عن التشبه بالكافرين وعن الاستماع إلى أباطيلهم وحضهم فيه على مواصلة الجهاد في سبيل الله، حتى تكون كلمة الله هي العليا وأخبرهم بأن الآجال بيد الله، وأن موتهم من أجل الدفاع عن الحق أشرف لهم من الحياة الذليلة.
استمع إلى القرآن وهو يصور هذه المعاني بأسلوبه البليغ فيقول:
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
( إن الذين تولوا منكم ) أي انهزموا ، ( منكم ) يا معشر المسلمين ، ( يوم التقى الجمعان ) جمع المسلمين وجمع المشركين يوم أحد وكان قد انهزم أكثر المسلمين ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة عشر رجلا ستة من المهاجرين : وهم أبو بكر وعمر وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم .
قوله تعالى : ( إنما استزلهم الشيطان ) أي : طلب زلتهم كما يقال : استعجلت فلانا إذا طلبت عجلته وقيل : حملهم على الزلة وهي الخطيئة وقيل : أزل واستزل بمعنى واحد ، ( ببعض ما كسبوا ) أي : بشؤم ذنوبهم ، قال بعضهم : بتركهم المركز ، وقال الحسن : ما كسبوا هو قبولهم من الشيطان ما وسوس إليهم من الهزيمة ، ( ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ) .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
ثم قال ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) أي : ببعض ذنوبهم السالفة ، كما قال بعض السلف : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، وإن من جزاء السيئة السيئة بعدها .
ثم قال تعالى : ( ولقد عفا الله عنهم ) أي : عما كان منهم من الفرار ( إن الله غفور حليم ) أي : يغفر الذنب ويحلم عن خلقه ، ويتجاوز عنهم ، وقد تقدم حديث ابن عمر في شأن عثمان ، رضي الله عنه ، وتوليه يوم أحد ، وأن الله [ قد ] عفا عنهم ، عند قوله : ( ولقد عفا عنكم ) ومناسب ذكره هاهنا .
قال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا زائدة ، عن عاصم ، عن شقيق ، قال : لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة ، فقال له الوليد : ما لي أراك جفوت أمير المؤمنين عثمان ؟ فقال له عبد الرحمن : أبلغه أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم : يقول يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ، ولم أترك سنة عمر . قال : فانطلق فخبر ذلك عثمان ، قال : فقال : أما قوله : إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه ، فقال : ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ) وأما قوله : إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت ، وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهد . وأما قوله : " إني لم أترك سنة عمر " فإني لا أطيقها ولا هو ، فأته فحدثه بذلك .
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
قوله تعالى : إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم
قوله تعالى : إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا هذه الجملة هي خبر إن الذين تولوا والمراد من تولى عن المشركين يوم أحد ; عن عمر - رضي الله عنه - وغيره . السدي : يعني من هرب إلى المدينة في وقت الهزيمة دون من صعد الجبل . وقيل : هي في قوم بأعيانهم تخلفوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت هزيمتهم ثلاثة أيام ثم انصرفوا . ومعنى استزلهم الشيطان استدعى زللهم بأن ذكرهم خطايا سلفت منهم ، فكرهوا الثبوت لئلا يقتلوا . وهو معنى ببعض ما كسبوا وقيل : استزلهم حملهم على الزلل ، وهو استفعل من الزلة وهي الخطيئة . وقيل : زل وأزل بمعنى واحد . ثم قيل : كرهوا القتال قبل إخلاص التوبة ، فإنما تولوا لهذا ، وهذا على القول الأول . وعلى الثاني بمعصيتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في تركهم المركز وميلهم إلى الغنيمة . وقال الحسن : ما كسبوا قبولهم من إبليس ما وسوس إليهم . وقال الكلبي : زين لهم الشيطان أعمالهم . وقيل : لم يكن الانهزام معصية ; لأنهم أرادوا التحصن بالمدينة ، فيقطع العدو طمعه فيهم لما سمعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل . ويجوز أن يقال : لم يسمعوا دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - للهول الذي كانوا فيه . ويجوز أن يقال : زاد عدد العدو على الضعف ; لأنهم كانوا سبعمائة والعدو ثلاثة آلاف . وعند هذا يجوز الانهزام ولكن الانهزام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطأ لا يجوز ، ولعلهم توهموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انحاز إلى الجبل أيضا . وأحسنها الأول . وعلى الجملة فإن حمل الأمر على ذنب محقق فقد عفا الله عنه ، وإن حمل على انهزام مسوغ فالآية فيمن أبعد في الهزيمة وزاد على القدر المسوغ . وذكر أبو الليث السمرقندي نصر بن محمد بن إبراهيم قال : حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا السراج قال حدثنا قتيبة قال حدثنا أبو بكر بن غيلان عن جرير : أن عثمان كان بينه وبين عبد الرحمن بن عوف كلام ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتسبني وقد شهدت بدرا ولم تشهد ، وقد بايعت تحت الشجرة ولم تبايع ، وقد كنت تولى مع من تولى يوم الجمع ، يعني يوم أحد . فرد عليه عثمان فقال : أما قولك : أنا شهدت بدرا ولم تشهد ، فإني لم أغب عن شيء شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت مريضة وكنت معها أمرضها ، فضرب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهما في سهام المسلمين ، وأما بيعة الشجرة فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني ربيئة على المشركين بمكة - الربيئة هو الناظر - فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه على شماله فقال : ( هذه لعثمان ) فيمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشماله خير لي من يميني وشمالي . وأما يوم الجمع فقال الله عنهم ولقد عفا الله عنهم فكنت فيمن عفا الله عنهم . فحج عثمان عبد الرحمن .
قلت : وهذا المعنى صحيح أيضا عن ابن عمر ، كما في صحيح البخاري قال : حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال : جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القعود ؟ قالوا : هؤلاء قريش . قال : من الشيخ ؟ قالوا : ابن عمر ; فأتاه فقال : إني سائلك عن شيء أتحدثني ؟ قال : أنشدك بحرمة هذا البيت ، أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد ؟ قال : نعم . قال : فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها ؟ قال : نعم . قال : فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها ؟ قال نعم . قال : فكبر . قال ابن عمر : تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه ; أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه . وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ) . وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه ، فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى : ( هذه يد عثمان ) فضرب بها على يده فقال : ( هذه لعثمان ) . اذهب بهذا الآن معك .
قلت : ونظير هذه الآية توبة الله على آدم عليه السلام . وقوله عليه السلام : ( فحج آدم موسى ) أي غلبه بالحجة ; وذلك أن موسى عليه السلام أراد توبيخ آدم ولومه في إخراج نفسه وذريته من الجنة بسبب أكله من الشجرة ; فقال له آدم : ( أفتلومني على أمر قدره الله تعالى علي قبل أن أخلق بأربعين سنة تاب علي منه ومن تاب عليه فلا ذنب له ومن لا ذنب له لا يتوجه عليه لوم ) . وكذلك من عفا الله عنه . وإنما كان هذا لإخباره تعالى بذلك ، وخبره صدق . وغيرهما من المذنبين التائبين يرجون رحمته ويخافون عذابه ، فهم على وجل وخوف ألا تقبل توبتهم ، وإن قبلت فالخوف أغلب عليهم إذ لا علم لهم بذلك . فاعلم .
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: إنّ الذين ولَّوا عن المشركين، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وانهزموا عنهم.
* * *
وقوله: " تولَّوا "،" تفعَّلوا "، من قولهم: " ولَّى فلان ظهره ". (23)
* * *
وقوله: " يوم التقى الجمعان "، يعني: يوم التقى جمعُ المشركين والمسلمين بأحد =" إنما استزلهم الشيطان "، أي: إنما دعاهم إلى الزّلة الشيطانُ.
* * *
وقوله "
استزل "" استفعل " من " الزلة ". و " الزلة "، هي الخطيئة. (24)* * *
=" ببعض ما كسبوا "، يعني ببعض ما عملوا من الذنوب (25) . =" ولقد عفا الله عنهم "، يقول: ولقد تجاوز الله عن عقوبة ذنوبهم فصفح لهم عنه (26) =" إن الله غفور "، يعني به: مغطّ على ذنوب من آمن به واتبع رسوله، بعفوه عن عقوبته إياهم عليها =" حليم "، يعني أنه ذو أناة لا يعجل على من عصاه وخالف أمره بالنقمة. (27)
* * *
ثم اختلف أهل التأويل في أعيان القوم الذين عُنوا بهذه الآية.
فقال بعضهم: عني بها كلُّ من ولَّى الدُّبُرَ عن المشركين بأحد.
*ذكر من قال ذلك:
8098- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال، حدثنا أبو بكر بن عياش قال، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه قال: خطب عمر يوم الجمعة فقرأ "آل عمران "، وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها، فلما انتهى إلى قوله: " إنّ الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، قال: لما كان يوم أحد هزمناهم، ففررتُ حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنـزو كأنني أرْوَى، (28) والناس يقولون: " قُتل محمد "! فقلت: لا أجد أحدًا يقول: " قتل محمد "، إلا قتلته!. حتى اجتمعنا على الجبل، فنـزلت: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، الآية كلها. (29)
8099- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، الآية، وذلك يوم أحد، ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تولوا عن القتال وعن نبيّ الله يومئذ، وكان ذلك من أمر الشيطان وتخويفه، فأنـزل الله عز وجل ما تسمعون: أنه قد تجاوز لهم عن ذلك وعفا عنهم.
8100- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثني عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، الآية، فذكر نحو قول قتادة.
* * *
وقال آخرون: بل عني بذلك خاصٌّ ممن ولَّى الدبر يومئذ، قالوا: وإنما عنى به الذين لحقوا بالمدينة منهم دون غيرهم.
*ذكر من قال ذلك:
8101- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لما انهزموا يومئذ، تفرّق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فدخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها، فذكر الله عز وجل الذين انهزموا فدخلوا المدينة فقال: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، الآية.
* * *
وقال آخرون: بل نـزل ذلك في رجال بأعيانهم معروفين.
*ذكر من قال ذلك:
8102- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عكرمة قوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان "، قال: نـزلت في رافع بن المعلَّى وغيره من الأنصار، وأبي حُذيفة بن عتبة ورجل آخر = قال ابن جريج: وقوله: " إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم "، إذ لم يعاقبهم.
8103- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فرّ عثمان بن عفان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان -رجلان من الأنصار- حتى بلغوا الجلْعَب = (30) جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص - فأقاموا به ثلاثًا، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضةً!! (31)
8104- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا " الآية، والذين استزلهم الشيطان: عثمان بن عفان، وسعد بن عثمان، وعقبة بن عثمان، الأنصاريان، ثم الزّرَقَّيان (32) .
* * *
وأما قوله: " ولقد عفا الله عنهم "، فإن معناه: ولقد تجاوز الله عن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان، أن يعاقبهم بتوليهم عن عدوّهم. كما:-
8105- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج قوله: " ولقد عفا الله عنهم "، يقول: " ولقد عفا الله عنهم "، إذ لم يعاقبهم.
8106- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله في تولِّيهم يوم أحد: " ولقد عفا الله عنهم "، فلا أدري أذلك العفو عن تلك العصابة، أم عفوٌ عن المسلمين كلهم؟.
* * *
وقد بينا تأويل قوله: " إن الله غفور حليم "، فيما مضى. (33)
-------------------
الهوامش :
(23) انظر تفسير"تولى" فيما سلف 2: 162 ، 299 / 3 : 115 ، 131 / 4 : 237 / 6 : 283 ، 291 ، 477 ، 483.
(24) انظر تفسير: "زل" فيما سلف 1: 524 ، 525 / 4: 259 ، 260.
(25) انظر تفسير"كسب" فيما سلف 2: 273 ، 274 / 3: 101 ، 128 / 4: 449 / 6 : 131 ، 295.
(26) انظر تفسير"عفا" فيما سلف من فهارس اللغة.
(27) انظر تفسير"غفور حليم" فيما سلف من فهارس اللغة.
(28) "أنزو": أثبت ، والنزو الوثب. والأروى: أنثى الوعول ، وهي قوية على التصعيد في الجبال.
(29) الأثر: 8098-"أبو هشام الرفاعي" هو"محمد بن يزيد بن محمد بن كثير" ، مضى في رقم: 3286 ، 4557 ، 4888 ، وغيرها. و"أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط" ، قيل اسمه"محمد" ، وقيل: "عبد الله" وقيل وقيل ، ولكن الحافظ قال: "والصحيح أن اسمه كنيته ، كان حافظًا متقنًا ، ولكنه لما كبر ساء حفظه ، فكان يهم إذا روى ، والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر ، كما قال ابن حبان". مترجم في التهذيب.
و"عاصم بن كليب بن شهاب المجنون الجرمي" ، روى عن أبيه ، وأبي بردة بن أبي موسى ، ومحمد بن كب القرظي ، وغيرهم. روى عنه ابن عون وشعبة وشريك والسفيانان وغيرهم. قال أحمد: "لا بأس بحديثه" ، وقال النسائي وابن معين: "ثقة". وكان من العباد ، ولم يكن كثير الحديث. مترجم في التهذيب.
وأبوه: "كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي" ، روى عن أبيه ، وعن خاله الفلتان بن عاصم ، وعمر ، وعلي ، وسعد ، وأبي ذر ، وأبي موسى ، وأبي هريرة وغيرهم. قال ابن سعد: "كان ثقة ، ورأيتهم يستحسنون حديثه ويحتجون به". مترجم في التهذيب.
(30) "الجلعب" ضبطه البكري بفتح الجيم وسكون اللام وفتح العين ، وضبطه ياقوت بفتح الجيم واللام وسكون العين ، وقال: وقد تناء بعضهم في الشعر كعادتهم في أمثاله فقال (من أبيات صححتها ، ففي مطبوعة معجم البلدان خطأ كثير):
فَمَـا فَتِئَـتْ ضُبْـعُ الجَـلَعْبَيْنِ تَعْتَرى
مَصَـارِعَ قَتْـلَى فِـي الـتُّرَابِ سِبَالُهَا
(31) قوله: "لقد ذهبتم فيها عريضة" ، أي واسعة. والضمير في قوله: "فيها" إلى"الأرض" ، يقول: لقد اتسعت منادح الأرض في وجوهكم حين فررتم ، فأبعدتم المذهب ، يتعجب من فعلهم. هذا ، ولم أجد الأثر في سيرة ابن هشام.
(32) الأثر: 8104- لم أجد هذا الأثر أيضًا في سيرة ابن هشام.
(33) انظر ما سلف 5: 117 ، 521.
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
استئناف لبيان سبب الهزيمة الخفيّ ، وهي استزلال الشيطان إيّاهم ، وأراد ب { يوم التقى الجمعان } يومَ أُحُد ، و ( استزلّهم ) بمعنى أزلّهم أي جعلهم زالّين ، والزلل مستعار لفعل الخطيئة ، والسين والتاء فيه للتأكيد ، مثل استفاد واستبشر واستنشق وقول النَّابغة
: ... وهم قتلوا الطائي بالجوّ عنوة
أبا جابر فاسْتَنْكحوا أم جابر ... أي نكحوا . ومنه قوله تعالى : { واستغنى اللَّه } [ التغابن : 6 ] وقوله : { أبى واستكبر } [ البقرة : 34 ] . ولا يحسن حمل السين والتاء على معنى الطلب لأنّ المقصود لومهم على وقوعهم في معصية الرسول ، فهو زلل واقع .
والمراد بالزّلل الانهزام ، وإطلاق الزلل عليه معلوم مشهور كإطلاق ثبات القدم على ضدّه وهو النَّصر قال تعالى : { وثبت أقدامنا } [ آل عمران : 147 ] .
والباء في { ببعض ما كسبوا } للسببية وأريد { ببعض ما كسبوا } مفارقة موقفهم ، وعصيان أمر الرّسول ، والتنازع ، والتعجيل إلى الغنيمة ، والمعنى أن ما أصابهم كان من آثار الشيطان ، رماهم فيه ببعض ما كسبوا من صنيعهم ، والمقصد من هذا إلقاء تبعة ذلك الانهزام على عواتقهم ، وإبطال ما عرّض به المنافقون من رمى تبعته على أمر الرسول عليه الصلاة والسّلام بالخروج ، وتحريض الله المؤمنين على الجهاد . وذلك شأن ضعاف العقول أن يشتبه عليهم مقارن الفعل بسببه ، ولأجل تخليص الأفكار من هذا الغلط الخفيّ وضع أهل المنطق باب القضيّة اللزوميّة والقضيّة الاتفاقية .
ومناسبةُ ذكر هذه الآية عقب الَّتي قبلها أنَّه تعالى بعد أن بيَّن لهم مرتبة حقّ اليقين بقوله : { قل لو كنتم في بيوتكم } انتقل بهم إلى مرتبة الأسباب الظاهرة ، فبيّن لهم أنَّه إن كان للأسباب تأثير فسبب مصيبتهم هي أفعالهم الَّتي أملاها الشيطان عليهم وأضلّهم ، فلم يتفطّنوا إلى السبب ، والتبس عليهم بالمقارن ، ومن شأن هذا الضلال أن يحول بين المخطىء وبين تدارك خطئه ولا يخفى ما في الجمع بين هذه الأغراض من العلم الصّحيح ، وتزكية النفوس ، وتحبيب الله ورسوله للمؤمنين ، وتعظيمه عندهم ، وتنفيرهم من الشيطان ، والأفعاللِ الذميمة ، ومعصية الرسول ، وتسفيه أحلام المشركين والمنافقين . وعلى هذا فالمراد من الذين تولّوا نفس المخاطبين بقوله : { ثم صرفكم عنهم . . . } [ آل عمران : 152 ] الآيات . وضمير { منكم } راجع إلى عامّة جيش أُحُد فشمل الذين ثبتوا ولم يفرّوا . وعن السديّ أنّ الذين تولّوا جماعة هربوا إلى المدينة .
وللمفسّرين في قوله : { استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } احتمالات ذكرها صاحب «الكشاف» والفخر ، وهي بمعزل عن القصد .
وقوله : { ولقد عفا الله عنهم } أعيد الإخبار بالعفْو تأنيساً لهم كقوله : { ولقد عفا عنكم } .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
«إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا» إن واسمها وجملة تولوا خبرها «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف حال التقدير : منهزمين منكم «يَوْمَ» ظرف متعلق بتولوا «الْتَقَى الْجَمْعانِ» فعل ماض وفاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة مضاف إليه «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ» فعل ماض ومفعوله وفاعله وإنما كافة ومكفوفة والجملة خبر إن
بِبَعْضِ» متعلقان باستزلهم «ما كَسَبُوا» ما اسم موصول في محل جر بالإضافة والجملة صلة الموصول «وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ» الواو للاستئناف اللام واقعة في جواب القسم المحذوف قد حرف تحقيق والجملة مستأنفة «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وغفور حليم خبراها والجملة تعليلية.
- English - Sahih International : Indeed those of you who turned back on the day the two armies met it was Satan who caused them to slip because of some [blame] they had earned But Allah has already forgiven them Indeed Allah is Forgiving and Forbearing
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(3:155) Surely those of them who turned their backs on the day when the two armies met (at Uhud) did so because Satan made them slip because of some of their lapses. But Allah has pardoned them; He is All-Forgiving, All-Forbearing.
- Français - Hamidullah : Ceux d'entre vous qui ont tourné le dos le jour où les deux armées se rencontrèrent c'est seulement le Diable qui les a fait broncher à cause d'une partie de leurs mauvaises actions Mais certes Allah leur a pardonné Car vraiment Allah est Pardonneur et Indulgent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß diejenigen von euch die sich an dem Tag da die beiden Heere aufeinandertrafen abkehrten ließ nur der Satan straucheln durch etwas von dem was sie begangen hatten Aber wahrlich nun hat Allah ihnen verziehen Allah ist Allvergebend und Nachsichtig
- Spanish - Cortes : Si algunos de los vuestros huyeron el día que se encontraron los dos ejércitos fue porque el Demonio les hizo caer por alguna culpa que habían cometido Pero Alá les ha perdonado ya Alá es indulgente benigno
- Português - El Hayek : Aqueles que desertaram no dia do encontro dos dois grupos foram seduzidos por Satanás pelo que haviam perpetrado; porém Deus os indultou porque é Tolerante Indulgentíssimo
- Россию - Кулиев : Тех из вас которые повернули назад в тот день когда встретились два войска при Ухуде дьявол заставил поскользнуться по причине некоторых их поступков Аллах уже простил их ведь Аллах - Прощающий Выдержанный
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
Тех из вас, которые повернули назад в тот день, когда встретились два войска при Ухуде, дьявол заставил поскользнуться по причине некоторых их поступков. Аллах уже простил их, ведь Аллах - Прощающий, Выдержанный.Всевышний сообщил о положении мусульман, которые бросились бежать во время сражения при Ухуде. Они поступили так по наущению сатаны, которому удалось одержать над ними верх по причине некоторых совершенных ими прегрешений. Они сами позволили сатане проникнуть в их сердца и своими прегрешениями предоставили ему возможность действовать, ведь грехи и ослушание - это ворота, через которые сатана подкрадывается к человеку. Но если бы они оберегли себя посредством повиновения Господу, то он не сумел бы одержать над ними верх, поскольку Всевышний сказал ему: «Воистину, ты не властен над Моими рабами, за исключением заблудших, которые последуют за тобой» (15:42). Среди прекрасных имен Аллаха - Прощающий и Выдержанный. Он прощает грешников, вдохновляя их на покаяние и молитвы о прощении и подвергая их испытаниям, которые искупают их прегрешения. Он не торопится наказать ослушников, а предоставляет им отсрочку, призывая их покаяться и устремиться к Нему. Когда же они каются и возвращаются на прямой путь, Он обращается с ними так, словно они никогда не грешили и не допускали ошибок. Хвала же за такую добродетель надлежит Ему одному!
- Turkish - Diyanet Isleri : İki topluluğun karşılaştığı gün içinizden yüz çevirenlerin yaptıklarının bir kısmından ötürü şeytan ayaklarını kaydırıp yoldan çıkarmak istemişti Allah and olsun ki onları affetti Allah bağışlayandır Halim'dir
- Italiano - Piccardo : Quanto a quelli di voi che volsero le spalle il giorno in cui le due schiere si incontrarono fu Satana a sedurli e a farli inciampare per una qualche colpa che avevano commesso; ma Allah ha perdonato loro poiché Allah è perdonatore indulgente
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهوانهی پشتیان ههڵکرد له جهنگی ئوحود له ڕۆژی بهیهکگهیشتنی ههردوو ئۆردوو ئۆردووی ئیمانداران و ئۆردووی بێ باوهڕان ئهوانه تهنها شهیتان تووشی ههڵهی کردن له خشتهی بردن بههۆی ههندێک گوناههوه که ئهنجامیان دابوو بهڕاستی خوا لێیان خۆشبوو چونکه بێگومان خوا لێخۆشبووه له گوناههکهتان و ئارامگرو خۆڕاگره زوو تۆڵه له یاخی بوان ناسێنێت
- اردو - جالندربرى : جو لوگ تم میں سے احد کے دن جبکہ مومنوں اور کافروں کی دو جماعتیں ایک دوسرے سے گتھ گئیں جنگ سے بھاگ گئے تو ان کے بعض افعال کے سبب شیطان نے ان کو پھسلا دیا مگر خدا نے ان کا قصور معاف کر دیا بےشک خدا بخشنے والا اور بردبار ہے
- Bosanski - Korkut : One među vama koji su uzmakli na dan kad su se dvije vojske sukobile uistinu je šejtan naveo da posrnu zbog onoga što su prije počinili A Allah im je već oprostio jer – Allah prašta i blag je
- Swedish - Bernström : De bland er som gjorde helt om den dag de två härarna möttes kunde förledas till detta av Djävulen enbart på grund av [ett fel] som de hade begått Men Gud har nu utplånat deras synd Gud är mild och överseende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang berpaling di antaramu pada hari bertemu dua pasukan itu hanya saja mereka digelincirkan oleh syaitan disebabkan sebagian kesalahan yang telah mereka perbuat di masa lampau dan sesungguhnya Allah telah memberi maaf kepada mereka Sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyantun
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
(Sesungguhnya orang-orang yang berpaling di antara kamu) dari peperangan (di saat bertemunya dua pasukan) yaitu pasukan kaum Muslimin dan pasukan orang-orang kafir di Uhud. Yang dituju ialah pasukan Muslimin itu kecuali dua belas orang (sesungguhnya mereka digelincirkan oleh setan) dengan waswas atau tipu dayanya (disebabkan sebagian apa yang mereka perbuat) berupa dosa yaitu melanggar perintah Nabi saw. (dan sesungguhnya Allah telah memberi maaf kepada mereka. Sesungguhnya Allah Maha Pengampun) terhadap orang-orang mukmin (lagi Maha Penyantun) sehingga menangguhkan siksa dari orang-orang durhaka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমাদের যে দুটি দল লড়াইয়ের দিনে ঘুরে দাঁড়িয়েছিল শয়তান তাদেরকে বিভ্রান্ত করেছিল তাদেরই পাপের দরুন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இரு கூட்டத்தாரும் போருக்காகச் சந்தித்த அந்நாளில் உங்களிலிருந்து யார் திரும்பி விட்டர்களோ அவர்களை அவர்கள் செய்த சில தவறுகளின் காரணமாக ஷைத்தான் கால் தடுமாற வைத்தான்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் அவர்களை மன்னித்து விட்டான் மெய்யாகவே அல்லாஹ் மன்னிப்பவனாகவும் பொறுமையுடையோனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ที่อยู่ในหมู่พวกเจ้าที่หันหลังหนีในวันที่สองกลุ่ม เผชิญหน้ากันนั้น แท้จริงชัยฎอนต่างหากที่ทำให้พลั้งพลาดไป เนื่องจากบางสิ่งที่พวกเขาได้ประกอบไว้เท่านั้น และแน่นอนอัลลอฮ์ก็ทรงอภัยให้แก่พวกเขาแล้ว แท้จริงอัลลอฮ์นั้นเป็นทรงอภัยโทษ ผู้ทรงหนักแน่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Икки тўп тўқнашган куни сизлардан юз ўгириб қочганларни баъзи қилган ишлари туфайли шайтон йўлдан урди холос Батаҳқиқ Аллоҳ уларни афв қилди Албатта Аллоҳ мағфиратли ва раҳмли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 两军交战之日,你们中败北的人,只因他们犯过,故恶魔使他们失足;真主确已恕饶他们。真主确是至赦的,确是至容的。
- Melayu - Basmeih : Bahawasanya orangorang yang telah berpaling melarikan diri di antara kamu pada hari bertemu dua angkatan tentera Islam dan kafir dalam perang Uhud itu sesungguhnya mereka telah digelincirkan oleh Syaitan dengan sebab sebahagian dari perbuatanperbuatan yang salah yang mereka telah lakukan pada masa yang lalu; dan demi sesungguhnya Allah telah memaafkan mereka kerana sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyabar
- Somali - Abduh : Kuwii Jeedsaday oo idinka mid ah Maalintay Kulmeen Labadii Col waxaa uun Simbiriirixiyey Shaydaan waxay kasbadeen Sababtiisa Qaarkood wuuna iska Cafiyey Eebe Xagooda Eebena waa Dambi Dhaafe dulbadan
- Hausa - Gumi : Lalle ne waɗanda suka jũya daga gare ku a ranar haɗuwar jama'a biyu shaiɗan kawai ne ya talãlãɓantar da su sabõda sãshen abin da suka tsirfanta Kuma lalle ne haƙĩƙa Allah Ya yãfe laifidaga gare su Lalle Allah ne Mai gãfara Mai haƙuri
- Swahili - Al-Barwani : Hakika wale walio rudi nyuma miongoni mwenu siku yalipo pambana majeshi mawili Shet'ani ndiye aliye watelezesha kwa sababu ya baadhi ya makosa waliyo yafanya; na Mwenyezi Mungu amekwisha wasamehe Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mpole
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata nga mesi i juaj që u zmbrapsën në ditën kur u ndeshën të dy ushtritë në të vërtetë djalli i shtyri në gabim për shkak të disa mëkateve që kishin bërë E Perëndia madje ua fali gabimin sepse – Perëndia është falës dhe i butë
- فارسى - آیتی : از ميان شما آنان كه در روز مقابله آن دو گروه بگريختند، به سبب پارهاى از اعمالشان شيطان آنها را به خطا افكنده بود. اينك خداوند عفوشان كرد كه او آمرزنده و بردبار است.
- tajeki - Оятӣ : Аз миёни шумо онон, ки дар рӯзи муқобалаи он ду гурӯҳ, бигурехтанд, ба сабаби баъзе аз амалҳояшон шайтон онҳоро ба хато афканда буд. Инак Худованд афвашон кард, ки Ӯ омурзанда ва бурдбор аст!
- Uyghur - محمد صالح : ئىككى قوشۇن (يەنى مۇسۇلمانلار بىلەن مۇشرىكلار) بىر - بىرى بىلەن ئۇچراشقان كۈندە، ئىچىڭلاردىكى (جەڭدىن) ھەقىقەتەن يۈز ئۆرۈگەن كىشىلەرنى، بەزى قىلمىشلىرى (يەنى پەيغەمبەرنىڭ ئەمرىگە مۇخالىپەتچىلىك قىلغانلىقى) تۈپەيلىدىن، شەيتان تېيىلدۇرۇشقا ئورۇندى؛ اﷲ ھەقىقەتەن ئۇلارنى ئەپۇ قىلدى. اﷲ ھەقىقەتەن مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى ھەلىمدۇر (يەنى ئاسىيلىق قىلغانلارنى جازالاشقا ئالدىراپ كەتمەيدۇ)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : രണ്ടു കൂട്ടര് ഏറ്റുമുട്ടിയ ദിവസം; നിങ്ങളില്നിന്ന് പിന്തിരിഞ്ഞുപോയവരെ തങ്ങളുടെ തന്നെ ചില ചെയ്തികള് കാരണം പിശാച് വഴിപിഴപ്പിക്കുകയായിരുന്നു. അല്ലാഹു അവര്ക്ക് മാപ്പേകിയിരിക്കുന്നു. തീര്ച്ചയായും അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ക്ഷമിക്കുന്നവനും തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين فروا منكم يا اصحاب محمد عن القتال يوم التقى المومنون والمشركون في غزوه "احد" انما اوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما عملوا من الذنوب ولقد تجاوز الله عنهم فلم يعاقبهم ان الله غفور للمذنبين التائبين حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبه