- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ
- عربى - نصوص الآيات : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
- عربى - التفسير الميسر : لقد أنعم الله على المؤمنين من العرب؛ إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم، يتلو عليهم آيات القرآن، ويطهرهم من الشرك والأخلاق الفاسدة، ويعلمهم القرآن والسنة، وإن كانوا من قبل هذا الرسول لفي غيٍّ وجهل ظاهر.
- السعدى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
هذه المنة التي امتن الله بها على عباده، أكبر النعم، بل أصلها، وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة، فقال: { لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم } يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم، ناصحا لهم، مشفقا عليهم، يتلو عليهم آيات الله، يعلمهم ألفاظها ومعانيها. { ويزكيهم } من الشرك، والمعاصي، والرذائل، وسائر مساوئ الأخلاق. و { يعلمهم الكتاب } إما جنس الكتاب الذي هو القرآن، فيكون قوله: { يتلو عليهم آياته } المراد به الآيات الكونية، أو المراد بالكتاب -هنا- الكتابة، فيكون قد امتن عليهم، بتعليم الكتاب والكتابة، التي بها تدرك العلوم وتحفظ، { والحكمة } هي: السنة، التي هي شقيقة القرآن، أو وضع الأشياء مواضعها، ومعرفة أسرار الشريعة. فجمع لهم بين تعليم الأحكام، وما به تنفذ الأحكام، وما به تدرك فوائدها وثمراتها، ففاقوا بهذه الأمور العظيمة جميع المخلوقين، وكانوا من العلماء الربانيين، { وإن كانوا من قبل } بعثة هذا الرسول { لفي ضلال مبين } لا يعرفون الطريق الموصل إلى ربهم، ولا ما يزكي النفوس ويطهرها، بل ما زين لهم جهلهم فعلوه، ولو ناقض ذلك عقول العالمين.
- الوسيط لطنطاوي : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
بعد أن بين ذلك أتبعه ببيان فضله- سبحانه- على عباده في أن بعث فيهم رسولا منهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور فقال- تعالى-: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ.
قال الرازي: قال الواحدي: «لمن في كلام العرب معان:
أحدها: الذي يسقط من السماء، وهو قوله: وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى.
وثانيها: أن تمن بما أعطيت كما في قوله لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى.
وثالثها: القطع كما في قوله وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ورابعها الإنعام والإحسان إلى من لا تطلب الجزاء منه- وهو المراد هنا» .
والمعنى: لقد أنعم الله على المؤمنين، وأحسن إليهم إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ أى بعث فيهم رسولا عظيم القدر، هو من العرب أنفسهم، وهم يعرفون حسبه ونسبه وشرفه وأمانته صلى الله عليه وسلّم.
وعلى هذا المعنى يكون المراد بقوله مِنْ أَنْفُسِهِمْ أى من نفس العرب، ويكون المراد بالمؤمنين مؤمنى العرب، وقد بعثه الله عربيا مثلهم، ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع بتوجيهاته.
ويصح أن يكون معنى قوله مِنْ أَنْفُسِهِمْ أنه بشر مثل سائر البشر إلا أن الله- تعالى- وهبه النبوة والرسالة، ليخرج الناس- العربي منهم وغير العربي- من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان، وجعل رسالته عامة فقال: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.
وخص الله- تعالى- منته وفضله بالمؤمنين، لأنهم هم الذين انتفعوا بنعمة الإسلام، الذي لن يقبل الله دينا سواه والذي جاء به محمد- عليه الصلاة والسلام.
والجملة الكريمة جواب قسم محذوف والتقدير: والله لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
ثم بين- سبحانه- مظاهر هذه المنة والفضل ببعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقال: يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ والتلاوة: هي القراءة المتتابعة المرتلة التي يكون بعضها تلو بعض.
والتزكية: هي التطهير والتنقية.
أى لقد أعطى الله- تعالى- المؤمنين من النعم ما أعطى، لأنه قد بعث فيهم رسولا من جنسهم يقرأ عليهم آيات الله التي أنزلها لهدايتهم وسعادتهم، وَيُزَكِّيهِمْ أى يطهرهم من الكفر والذنوب. أو يدعوهم إلى ما يكونون به زاكين طاهرين مما كانوا عليه من دنس الجاهلية والاعتقادات الفاسدة.
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ بأن يبين لهم المقاصد التي من أجلها نزل القرآن الكريم، ويشرح لهم أحكامه، ويفسر لهم ما خفى عليهم من ألفاظه ومعانيه التي قد تخفى على مداركهم.
فتعليم الكتاب غير تلاوته: لأن تلاوته قراءته مرتلا مفهوما أما تعليمه فمعناه بيان أحكامه وما اشتمل عليه من تشريعات وآداب.
ويعلمهم كذلك الْحِكْمَةَ أى الفقه في الدين ومعرفة أسراره وحكمه ومقاصده التي يكمل بها العلم بالكتاب.
وهذه الآية الكريمة قد اشتملت على عدة صفات من الصفات الجليلة التي منحها الله تعالى- لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم.
ثم بين- سبحانه- حال الناس قبل بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقال وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
أى: إن حال الناس وخصوصا العرب أنهم كانوا قبل بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم إليهم في ضلال بين واضح لا يخفى أمره على أحد من ذوى العقول السليمة والأذواق المستقيمة.
وحقا لقد كان الناس قبل أن يبزغ نور الإسلام الذي جاء به صلّى الله عليه وسلّم من عند ربه في ضلال واضح، وظلام دامس، فهم من ناحية العبادة كانوا يشركون مع الله آلهة أخرى، ومن ناحية الأخلاق تفشت فيهم الرذائل حتى صارت شيئا مألوفا، ومن ناحية المعاملات كانوا لا يلتزمون الحق والعدل في كثير من شئونهم.
والخلاصة أن الضلال والجهل وغير ذلك من الرذائل، كانت قد استشرت في العالم بصورة لا تخفى على عاقل.
فكان من رحمة الله بالناس ومنته عليهم أن أرسل فيهم نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلّم لكي يخرجهم من ظلمات الكفر والفسوق والعصيان إلى نور الهداية والاستقامة والإيمان.
ثم واصلت السورة الكريمة حديثها عن غزوة أحد فحكت ما قاله ضعاف الإيمان في أعقابها، وردت عليهم بما يبطل مقالتهم، وبما يزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم فقال- تعالى:
- البغوى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) قيل : أراد به العرب لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وله فيهم نسب إلا بني ثعلبة دليله قوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ) وقال الآخرون : أراد به جميع المؤمنين ومعنى قوله تعالى : ( من أنفسهم ) أي : بالإيمان والشفقة لا بالنسب ودليله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) ( يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ) وقد كانوا ، ( من قبل ) أي : من قبل بعثه ( لفي ضلال مبين )
- ابن كثير : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وقوله : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) أي : من جنسهم ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به ، كما قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) [ الروم : 21 ] أي : من جنسكم . وقال تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ) [ الكهف : 110 ] وقال تعالى : ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) [ الفرقان : 20 ] وقال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) [ يوسف : 109 ] وقال تعالى : ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ) [ الأنعام : 130 ] فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسل إليهم منهم ، بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه ، ولهذا قال : ( يتلو عليهم آياته ) يعني : القرآن ) ويزكيهم ) أي : يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) يعني : القرآن والسنة ( وإن كانوا من قبل ) أي : من قبل هذا الرسول ( لفي ضلال مبين ) أي : لفي غي وجهل ظاهر جلي بين لكل أحد .
- القرطبى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
قوله تعالى : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
بين الله تعالى عظيم منته عليهم ببعثه محمدا - صلى الله عليه وسلم - . والمعنى في المنة فيه أقوال : منها أن يكون معنى " من أنفسهم " أي بشر مثلهم . فلما أظهر البراهين وهو بشر مثلهم علم أن ذلك من عند الله . وقيل : من أنفسهم منهم . فشرفوا به - صلى الله عليه وسلم - فكانت تلك المنة . وقيل : من أنفسهم ليعرفوا حاله ولا تخفى عليهم طريقته . وإذا كان محله فيهم هذا كانوا أحق بأن يقاتلوا عنه ولا ينهزموا دونه . وقرئ في الشواذ " من أنفسهم " ( بفتح الفاء ) يعني من أشرفهم ; لأنه من بني هاشم ، وبنو هاشم أفضل من قريش ، وقريش أفضل من العرب ، والعرب أفضل من غيرهم . ثم قيل : لفظ المؤمنين عام ومعناه خاص في العرب ; لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وقد ولده - صلى الله عليه وسلم - ولهم فيه نسب ; إلا بني تغلب فإنهم كانوا نصارى فطهره الله من دنس النصرانية . وبيان هذا التأويل قوله تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم . وذكر أبو محمد عبد الغني قال : حدثنا أبو أحمد البصري حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي أبو بكر المروزي حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم قالت : هذه للعرب خاصة . وقال آخرون : أراد به المؤمنين كلهم . ومعنى من أنفسهم أنه واحد منهم وبشر ومثلهم ، وإنما امتاز عنهم بالوحي ; وهو معنى قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم وخص المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون به ، فالمنة عليهم أعظم .
يتلو عليهم " يتلو " في موضع نصب نعت لرسول ، ومعناه يقرأ . والتلاوة القراءة . ويعلمهم الكتاب والحكمة تقدم في البقرة . وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين أي ولقد كانوا من قبل ، أي من قبل محمد ، وقيل : " إن " بمعنى " ما " ، واللام في الخبر بمعنى إلا . أي وما كانوا من قبل إلا في ضلال مبين . ومثله وإن كنتم من قبله لمن الضالين أي وما كنتم من قبله إلا من الضالين . وهذا مذهب الكوفيين . وقد تقدم في " البقرة " معنى هذه الآية .
- الطبرى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
القول في تأويل قوله : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (164)
قال أبو جعفر: يعني بذلك: لقد تطوّل الله على المؤمنين =" إذ بعث فيهم رسولا "، حين أرسل فيهم رسولا =" من أنفسهم "، نبيًّا من أهل لسانهم، ولم يجعله من غير أهل لسانهم فلا يفقهوا عنه ما يقول =" يتلو عليهم آياته "، يقول: يقرأ عليهم آي كتابه وتنـزيله (67) =" ويزكيهم "، يعني: يطهّرهم من ذنوبهم باتباعهم إياه وطاعتهم له فيما أمرهم ونهاهم (68) =" ويعلمهم الكتاب والحكمة "، يعني: ويعلمهم كتاب الله الذي أنـزله عليه، ويبين لهم تأويله ومعانيه =" والحكمة "، ويعني بالحكمة، السُّنةَ التي سنها الله جل ثناؤه للمؤمنين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيانَه لهم (69) =" وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين "، يعني: وإن كانوا من قبل أن يمنّ الله عليهم بإرساله رسوله الذي هذه صفته =" لفي ضلال مبين "، يقول: في جهالة جهلاء، وفي حيرة عن الهدى عمياء، لا يعرفون حقًّا، ولا يبطلون باطلا.
* * *
وقد بينا أصل "
الضلالة " فيما مضى، وأنه الأخذ على غير هدى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (70) .* * *
= و "
المبين "، الذي يبَين لمن تأمله بعقله وتدبره بفهمه، أنه على غير استقامة ولا هدى (71) .* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
8177- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم "، منّ الله عليهم من غير دعوة ولا رغبة من هذه الأمة، جعله الله رحمة لهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم = قوله: " ويعلمهم الكتاب والحكمة "، الحكمة، السنة =" وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين "، ليس والله كما تقول أهل حروراء: " محنة غالبة، من أخطأها أهَريق دمه "، (72) ولكن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى قوم لا يعلمون فعلَّمهم، وإلى قوم لا أدب لهم فأدَّبهم.8178- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال،"
لقد منّ الله على المؤمنين "، إلى قوله: " لفي ضلال مبين "، أي: لقد منّ الله عليكم، يا أهل الإيمان، إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته ويزكيكم فيما أحدثتم وفيما عملتم، (73) ويعلمكم الخير والشر، لتعرفوا الخير فتعملوا به، والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذ أطعتموه، لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته، فتتخلصوا بذلك من نقمته، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته =" وإن كنتم من قبل لفي ضلال مبين "، أي: في عمياء من الجاهلية، لا تعرفون حسنة ولا تستغفرون من سيئة، (74) صُمٌّ عن الحق، عُمْيٌ عن الهدى. (75)--------------------
الهوامش :
(67) انظر تفسير"
يتلو" فيما سلف 2: 411 ، 569 / 6 : 466 ، تعليق: 3 ، وفهارس اللغة"تلا".(68) انظر تفسير"
يزكي" فيما سلف 1: 573 ، 574 / 3 : 88 / 5 : 29 / 6 : 528.(69) انظر تفسير"
الحكمة" فيما سلف 3: 87 ، 88 / 5 : 15 ، 371 ، 576 - 579.(70) انظر تفسير"
الضلالة" فيما سلف 1: 195 / 2: 495 ، 496.(71) انظر تفسير"
مبين" فيما سلف 3: 300 / 4 : 258.(72) أهل حروراء: هم الخوارج ، وهذا مذهبهم.
(73) في المطبوعة: "
فيما أخذتم وفيما عملتم" لم يحسن قراءة المخطوطة ، والصواب منها ومن سيرة ابن هشام.(74) في المطبوعة: "
تستغيثون من سيئة" ، ولا معنى لها ، وفي المخطوطة "يستغيثون" غير منقوطة ، والأرجح أنه خطأ ، صوابه ما في سيرة ابن هشام.(75) الأثر: 8178- سيرة ابن هشام 3: 124 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8172 ، 8176. والجملة الأخيرة في ابن هشام: "
صم عن الخير ، بكم عن الحق ، عمى عن الهدى". - ابن عاشور : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
استئناف لتذكير رِجال يوممِ أُحُد وغيرهم من المؤمنين بنعمة الله عليهم . ومناسبةُ ذكره هنا أنّ فيه من التسلية على مصيبة الهزيمة حظّاً عظيماً ، إذ قد شاع تصْبير المحزون وتعزيته بتذكيره ما هو فيه من النعم ، وله مزيد ارتباط بقوله : { فبما رحمة من الله لنت لهم } [ آل عمران : 159 ] ، وكذلك جاءت آي هذا الغرض في قصة أُحُد ناشئاً بعضها عن بعض ، متفنّنة في مواقعها بحسب ما سمحت به فرصُ الفراغ من غرض والشروع في غيره فما تجد طراد الكلام يغدو طَلْقاً في حلبة الاستطراد إلا وتجد له رواحاً إلى مُنْبَعثه .
والمنّ هنا : إسداء المِنّة أي النِّعمة ، وليس هو تعداد النعمة على المنعم عليه مثل الَّذي في قوله : { لا تبطلوا صدقاتكم بالمَن والأذى } في سورة [ البقرة : 264 ] ، وإن كان ذكرُ هذا المنّ مَنّاً بالمعنى الآخر . والكلّ محمود من الله تعالى لأنّ المنّ إنَّما كان مذموماً لما فيه من إبداء التطاول على المنعم عليه ، وطوْل الله ليس بمجحود .
والمراد بالمؤمنين هنا المؤمنون يومئذ وهم الَّذين كانوا مع النَّبيء بقرينة السياق وهو قوله : إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم } أي من أمَّتهم العربية .
و ( إذ ) ظرف ل ( مَنّ ) لأنّ الإنعام بهذه النِّعمة حصل أوقات البعث .
ومعنى { من أنفسهم } المماثلةُ لهم في الأشياء التي تكون المماثلة فيها سبباً لقوّة التواصل ، وهي هنا النسب ، واللغة ، والوطن . والعرب تقول : فلان من بني فلان من أنفسهم ، أي من صميمهم ليس انتسابه إليهم بوَلاء أو لصق ، وكأنّه هذا وجه إطلاق النفس عليه التي هي في معنى المماثلة ، فكونه من أهل نسبهم أي كونه عربياً يوجب أنسهم به والركون إليه وعدم الاستيحاش منه ، وكونه يتكلّم بلسانهم يجعلهم سريعين إلى فهم ما يجيء به ، وكونه جاراً لهم وربيّا فيهم يعجّل لهم التصديق برسالته ، إذ يكونون قد خبَروا أمره ، وعلموا فضله ، وشاهدوا استقامته ومعجزاته . وعن النقاش : قيل ليس في العرب قبيلة إلا ولها ولادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ تغْلِب ، وبذلك فسّر : « قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى » . وهذه المنّة خاصّة بالعرب ومزيّة لهم ، زيادة على المنّة ببعثة محمد على جميع البشر ، فالعرب وهم الذين تلقّوا الدعوة قبل الناس كلّهم ، لأنّ الله أراد ظهور الدين بينهم ليتلقّوه التلقّي الكامل المناسب لصفاء أذهانهم وسرعة فهمهم لدقائق اللغة ، ثم يكونوا هم حملته إلى البشر ، فيكونوا أعواناً على عموم الدعوة ، ولمن تخلّق بأخلاق العرب وأتقن لسانهم والتبس بعوائدهم وأذواقهم اقتراب من هذه المزيّة وهو معظمها ، إذ لم يَفته منها إلا النسب والموطن وما هما إلا مكمّلان لحسن التلقّي ، ولذلك كان المؤمنون مدّة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب خاصّة بحيث إنّ تلقّيهم الدعوة كان على سواء في الفهم حتى استقرّ الدين .
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال : " من دخل في الإسلام فهو من العرب " .
وقوله : { يتلوا عليهم آياتيه } أي يقرأ عليهم القرآن ، وسمّيت جمل القرآن آيات لأنّ كلّ واحدة منها دليل على صدق الرسول من حيث بلاغة اللفظ وكمال المعنى ، كما تقدّم في المقدمة الثامنة من مقدمات هذا التفسير ، فكانوا صالحين لفهم ما يتلى عليهم من غير حاجة لترجمان .
والتزكية : التطهير ، أي يطهر النفوس بهدي الإسلام .
وتعليم الكتاب هو تبيين مقاصد القرآن وأمرُهم بحفظ ألفاظه ، لتكون معانيه حاضرة عندهم .
والمراد بالحكمة ما اشتملت عليه الشريعة من تهذيب الأخلاق وتقنين الأحكام لأنّ ذلك كلّه مانع للأنفس من سوء الحال واختلال النظام ، وذلك من معنى الحكمة ، وتقدّم القول في ذلك عند قوله تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء } [ البقرة : 269 ] .
وعطفُ الحكمة على الكتاب عطف الأخصّ من وجه على الأعمّ من وجه ، فمن الحكمة ما هو في الكتاب نحو : { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } [ الحشر : 9 ] ومنها ما ليس في الكتاب مثل قوله عليه السلام : " لا يُلدَغُ المؤمن من جحر مرّتين " وفي الكتاب ما هو علم وليس حكمة مثل فَرْض الصلاة والحجّ .
وجملة { وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } حال ، وإنْ مخففة مهملة ، والجملة بعدها خبر عن ضمير الشأن محذوف ، والجملة خبره على رأي صاحب «الكشاف» ، وهو التحقيق إذ لا وجه لزوال عملها مع بقاء معناها ، ولا وجه للتفرقة بينها وبين المفتوحة إذا خففت فقد قدّروا لها اسماً هو ضمير الشأن ، بل نجد المكسورة أولى ببقاء العمل عند التخفيف لأنها أمّ الباب فلا يزول عملها بسهولة ، وقال جمهور النحاة : يبطل عملها وتكون بعدها جملة ، وعلى هذا فالمراد بإهمالها أنّها لا تنصب مفردين بل تعمل في ضمير شأن وجملة إمَّا اسمية ، أو فعلية فعلها من النواسخ غالباً .
ووصف الضلال بالمبين لأنّه لشدّته لا يلتبس على أحد بشائبة هُدى ، أو شبهة ، فكان حاله مبيّناً كونَه ضلالاً كقوله : { وقالوا هذا سحر مبين } [ النمل : 13 ] .
والمراد به ضلال الشرك والجهالة والتقاتل وأحكام الجاهلية .
ويجوز أن يشمل قوله : { على المؤمنين } المؤمنين في كل العصور ويراد بكونه من أنفسهم أنّه من نوع البشر . ويراد بإسناد تعليم الكتاب والحكمة إليه ما يجمع بين الإسناد الحقيقي والمجازي ، لأنّ تعليم ذلك متلقّي منه مباشرة أو بالواسطة .
- إعراب القرآن : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
«لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف قد حرف تحقيق والجملة جواب القسم أو مستأنفة «إِذْ» ظرف زمان متعلق بمنّ «بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وفاعله مستتر ورسولا مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «مِنْ أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بمحذوف صفة رسولا «يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ» الجملة في محل نصب صفة لرسولا «وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ» عطف على «يَتْلُوا عَلَيْهِمْ» «وَإِنْ كانُوا» الواو حالية إن مخففة لا عمل لها وكان واسمها «مِنْ قَبْلُ» قبل ظرف زمان مبني على الضم لقطعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة «لَفِي ضَلالٍ» اللام هي الفارقة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كانوا «مُبِينٍ» صفة ، وجملة «وَإِنْ كانُوا ...» في محل نصب حال.
- English - Sahih International : Certainly did Allah confer [great] favor upon the believers when He sent among them a Messenger from themselves reciting to them His verses and purifying them and teaching them the Book and wisdom although they had been before in manifest error
- English - Tafheem -Maududi : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(3:164) Surely Allah conferred a great favour on the believers when He raised from among them a Messenger to recite to them His signs, and to purify them, and to teach them the Book and Wisdom. For before that they were in manifest error.
- Français - Hamidullah : Allah a très certainement fait une faveur aux croyants lorsqu'Il a envoyé chez eux un messager de parmi eux-mêmes qui leur récite Ses versets les purifie et leur enseigne le Livre et la Sagesse bien qu'ils fussent auparavant dans un égarement évident
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah hat den Gläubigen wirklich eine Wohltat erwiesen als Er unter ihnen einen Gesandten von ihnen selbst geschickt hat der ihnen Seine Zeichen verliest und sie läutert und sie das Buch und die Weisheit lehrt obgleich sie sich zuvor wahrlich in deutlichem Irrtum befanden
- Spanish - Cortes : Alá ha agraciado a los creyentes al enviarles un Enviado salido de ellos que les recita Sus aleyas les purifica y les enseña la Escritura y la Sabiduría Antes estaban evidentemente extraviados
- Português - El Hayek : Deus agraciou os fiéis ao fazer surgir um Mensageiro da sua estirpe que lhes ditou os Seus versículos redimiuos elhes ensinou o Livro e a Prudência embora antes estivessem em evidente erro
- Россию - Кулиев : Аллах уже оказал милость верующим когда отправил к ним Пророка из них самих который читает им Его аяты очищает их и обучает их Писанию и мудрости хотя прежде они находились в очевидном заблуждении
- Кулиев -ас-Саади : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
Аллах уже оказал милость верующим, когда отправил к ним Пророка из них самих, который читает им Его аяты, очищает их и обучает их Писанию и мудрости, хотя прежде они находились в очевидном заблуждении.Речь идет о самой большой милости, которую Аллах оказал Своим рабам. Ее совершенно справедливо можно назвать первоосновой всех остальных Божьих щедрот. Это - пришествие благородного посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, посредством которого Аллах спас людей от заблуждения и уберег от верной гибели. Он отправил к людям Посланника, да благословит его Аллах и приветствует, из них самих. Они знали его происхождение и его качества, понимали его язык. Он был выходцем из их народа и их племени. Он искренне желал им добра и проявлял к ним сострадание и снисходительность. Он читал им аяты Аллаха и обучал их тексту и смыслу Откровения, очищал их от многобожия, ослушания, низменных качеств и порочного нрава, а также обучал их Священному Корану. Согласно другому толкованию, под знамениями здесь подразумеваются вселенские знамения, а под писанием - умение записывать слова. Из этого следует, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, призывал людей изучать правописание и грамоту, благодаря чему они научились постигать и сохранять различные знания. Он обучал людей мудрости, и под ней подразумеваются пророческая Сунна, являющаяся откровением наряду со Священным Кораном, умение расставлять вещи по своим местам и постигать таинства мусульманского шариата. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, обучил своих последователей законам и тому, как их следует выполнять. Он обучил их тому, какие полезные выводы можно делать из религиозных предписаний и законов, и благодаря этим великим познаниям мусульмане превзошли всех остальных людей и стали мудрыми богословами и духовными наставниками, хотя до начала миссии Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, они находились в очевидном заблуждении. Они не знали дороги, которая ведет к Господу, и деяний, которые облагораживают и очищают душу. Более того, они совершали поступки, которые по причине их невежества казались им правильными и прекрасными, даже если эти поступки противоречили здравому смыслу.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Allah inananlara ayetlerini okuyan onları arıtan onlara Kitap ve hikmeti öğreten kendilerinden bir peygamber göndermekle iyilikte bulunmuştur Halbuki onlar önceleri apaçık sapıklıkta idiler
- Italiano - Piccardo : Allah ha colmato [di grazia] i credenti quando ha suscitato tra loro un Messaggero che recita i Suoi versetti li purifica e insegna loro il Libro e la saggezza mentre in precedenza erano in preda all'errore evidente
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بێت بێگومان خوا منهتی ناوهته سهر ئیمانداران کاتێک پێغهمبهرێکی بۆ ڕهوانه کردوون له خۆیان ئایهتهکانی ئهویان بهسهردا دهخوێنێتهوه دڵ و دهروونیان پاک و پوخت دهکاتهوه ههروهها فێری قورئان و داناییان دهکات بهڕاستی پێشتر له گومڕاییهکی ئاشکرادا ڕۆچوو بوون
- اردو - جالندربرى : خدا نے مومنوں پر بڑا احسان کیا ہے کہ ان میں انہیں میں سے ایک پیغمبر بھیجے۔ جو ان کو خدا کی ایتیں پڑھ پڑھ کر سناتے اور ان کو پاک کرتے اور خدا کی کتاب اور دانائی سکھاتے ہیں اور پہلے تو یہ لوگ صریح گمراہی میں تھے
- Bosanski - Korkut : Allah je vjernike milošću Svojom obasuo kad im je jednog između njih kao poslanika poslao da im riječi Njegove kazuje da ih očisti i da ih Knjizi i mudrosti nauči jer su prije bili u očitoj zabludi
- Swedish - Bernström : Gud visade sannerligen de troende [en stor nåd] då Han lät ett sändebud komma till dem [en man] ur deras egna led för att framföra Hans budskap till dem och rena dem [från synd] och undervisa dem i Skriften och [profeternas] visdom; innan dess var de helt uppenbart på orätt väg
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sungguh Allah telah memberi karunia kepada orangorang yang beriman ketika Allah mengutus diantara mereka seorang rasul dari golongan mereka sendiri yang membacakan kepada mereka ayatayat Allah membersihkan jiwa mereka dan mengajarkan kepada mereka Al Kitab dan Al Hikmah Dan sesungguhnya sebelum kedatangan Nabi itu mereka adalah benarbenar dalam kesesatan yang nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
(Sesungguhnya Allah telah memberi karunia kepada orang-orang beriman ketika Dia mengirim kepada mereka seorang rasul dari kalangan mereka sendiri) maksudnya seorang Arab seperti mereka untuk mengawasi dan memberi pengertian, jadi bukan dari kalangan malaikat dan tidak pula dari bangsa asing (yang membacakan kepada mereka ayat-ayat-Nya) yakni Alquran (dan menyucikan mereka) membersihkan mereka dari dosa (serta mengajarkan kepada mereka Alkitab) yakni Alquran (dan hikmah) yakni sunah (dan sesungguhnya mereka) ditakhfifkan dari wainnahum (adalah sebelumnya) yakni sebelum kebangkitannya (benar-benar dalam kesesatan yang nyata) atau jelas.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ ঈমানদারদের উপর অনুগ্রহ করেছেন যে তাদের মাঝে তাদের নিজেদের মধ্য থেকে নবী পাঠিয়েছেন। তিনি তাদের জন্য তাঁর আয়াতসমূহ পাঠ করেন। তাদেরকে পরিশোধন করেন এবং তাদেরকে কিতাব ও কাজের কথা শিক্ষা দেন। বস্তুতঃ তারা ছিল পূর্ব থেকেই পথভ্রষ্ট।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக அல்லாஹ் முஃமின்களுக்கு அருள் புரிந்திருக்கின்றான்; அவன் அவர்களுக்கு அவர்களிலிருந்தே ஒரு ரஸூலைதூதரை அனுப்பி வைத்தான்; அவர் அவனுடைய வசனங்களை அவர்களுக்கு ஓதிக் காண்பிக்கிறார்; இன்னும் அவர்களைப் பாவத்தைவிட்டும் பரிசுத்தமாக்குகிறார்; மேலும் அவர்களுக்கு வேதத்தையும் ஞானத்தையும் கற்றுக் கொடுக்கின்றார் அவர்களோ நிச்சயமாக இதற்கு முன் பகிரங்கமான வழி கேட்டிலேயே இருந்தனர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แน่นอนยิ่ง อัลลอฮ์นั้นทรงมีพระคุณแก่ผู้ศรัทธาทั้งหลาย โดยที่พระองค์ได้ทรงส่งร่อซูลคนหนึ่งจากพวกเขาเองมาในหมู่พวกเขาโดดยที่เขาจะได้อ่านบรรดาโองการของพระองค์ให้พวกเขาฟัง และจะทำให้พวกเขาสะอาดและจะสอนคัมภีร์ และความรู้เกี่ยวกับข้อปฏิบัติในบัญญัติศาสนาแก่พวกเขาด้วย และแท้จริงเมื่อก่อนนั้นพวกเขาเคยอยู่ในความหลงผิดอันชัดแจ้ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Аллоҳ мўминларга ўзларидан Пайғамбар юбориб неъмат берди У аларга Аллоҳнинг оятларини тиловат қилиб берадир уларни поклайдир китоб ва ҳикматни ўргатадир Гарчи олдин очиқойдин адашувда бўлсалар ҳам
- 中国语文 - Ma Jian : 真主确已施恩于信士们,因为他曾在他们中派遣了一个同族的使者,对他们宣读他的迹象,并且熏陶他们,教授他们天经和智慧,以前,他们确是在明显的迷误中的。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Allah telah mengurniakan rahmatNya kepada orangorang yang beriman setelah Ia mengutuskan dalam kalangan mereka seorang Rasul dari bangsa mereka sendiri yang membacakan kepada mereka ayatayat Allah kandungan AlQuran yang membuktikan keesaan Allah dan kekuasaanNya dan membersihkan mereka dari iktiqad yang sesat serta mengajar mereka Kitab Allah AlQuran dan Hikmah pengetahuan yang mendalam mengenai hukumhukum Syariat Dan sesungguhnya mereka sebelum kedatangan Nabi Muhammad itu adalah dalam kesesatan yang nyata
- Somali - Abduh : Dhab abaanbuu ugu Manaystay Eebe Mu'miniinta markuu ka Bixiyey Dhexdooda Rasuul Naftooda ka mid ah kuna Akhriyi Korkooda Aayaadkiisa Daahirinna Barina Kitaabka Quraanka iyo Xigmada Sunada Nabiga waxayna ahaayeen Horay Baadi Cad
- Hausa - Gumi : Lalle ne haƙĩƙa Allah Yã yi babbar falala a kan mũminai dõmin Yã aika a cikinsu Manzo daga ainihinsu yana karanta ãyõyinSa a gare su kuma yana tsar kake su kuma yana karantar da su Littãfi da hikima kuma lalle sun kasance daga gabãni haƙĩƙa suna cikin ɓata bayyananniya
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Mwenyezi Mungu amewafanyia wema mkubwa Waumini vile alivyo waletea Mtume aliye miongoni mwao wenyewe anaye wasomea Aya zake na anawatakasa na anawafunza Kitabu na hikima ijapo kuwa kabla ya hapo walikuwa katika upotovu ulio wazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia i dhuroi besimtarët me dhuratë të madhe meqë nga mesi i tyre u dërgoi Profet i cili u lexon atyre ajetet e Tij i pastron ata nga mëkatet dhe ua mëson Kur’anin e diturinë e hollë Ata më parë me të vërtetë ishin në rrugë krejtësisht të gabuar
- فارسى - آیتی : خدا بر مؤمنان انعام فرمود، آنگاه كه از خودشان به ميان خودشان پيامبرى مبعوث كرد تا آياتش را بر آنها بخواند و پاكشان سازد و كتاب و حكمتشان بياموزد، هر چند از آن پيش در گمراهى آشكارى بودند.
- tajeki - Оятӣ : Худо бар мӯъминон инъом фармуд, он гоҳ, ки аз худашон ба миёни худашон паёмбаре равон кард то оёташро бар онҳо бихонад ва покашон созад ва китобу ҳикматашон биёмузад, ҳарчанд аз он пеш дар гумроҳии ошкоре буданд.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ مۆمىنلەرگە اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى تىلاۋەت قىلىدىغان، ئۇلارنى (گۇناھلاردىن) پاك قىلىدىغان، ئۇلارغا كىتابنى ۋە ھېكمەتنى (يەنى قۇرئان ۋە سۈننەتنى) ئۆگىتىدىغان، ئۆزلىرىدىن بولغان بىر پەيغەمبەر ئەۋەتىپ، ئۇلارغا چوڭ ئېھسان قىلدى؛ ھالبۇكى، ئۇلار بۇرۇن ئوچۇق گۇمراھلىقتا ئىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തങ്ങളില്നിന്നുതന്നെയുള്ള ഒരു ദൂതനെ നിയോഗിച്ചതിലൂടെ സത്യവിശ്വാസികളെ അല്ലാഹു അതിയായി അനുഗ്രഹിച്ചിരിക്കുന്നു. അദ്ദേഹം അവരെ അല്ലാഹുവിന്റെ വചനങ്ങള് ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുന്നു. അവരെ സംസ്കരിച്ചെടുക്കുന്നു. വേദപുസ്തകവും തത്ത്വജ്ഞാനവും പഠിപ്പിക്കുന്നു. അവരോ, അതിനു മുമ്പ് വ്യക്തമായ വഴികേടിലായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : لقد انعم الله على المومنين من العرب اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم ايات القران ويطهرهم من الشرك والاخلاق الفاسده ويعلمهم القران والسنه وان كانوا من قبل هذا الرسول لفي غي وجهل ظاهر