- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُ ۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۚ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ۗ وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ۖ فآمنوا بالله ورسله ۚ وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم
- عربى - التفسير الميسر : ما كان الله ليَدَعَكم أيها المصدقون بالله ورسوله العاملون بشرعه على ما أنتم عليه من التباس المؤمن منكم بالمنافق حتى يَمِيزَ الخبيث من الطيب، فيُعرف المنافق من المؤمن الصادق. وما كان مِن حكمة الله أن يطلعكم -أيها المؤمنون- على الغيب الذي يعلمه من عباده، فتعرفوا المؤمن منهم من المنافق، ولكنه يميزهم بالمحن والابتلاء، غير أن الله تعالى يصطفي من رسله مَن يشاء؛ ليطلعه على بعض علم الغيب بوحي منه، فآمنوا بالله ورسوله، وإن تؤمنوا إيمانًا صادقًا وتتقوا ربكم بطاعته، فلكم أجر عظيم عند الله.
- السعدى : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التميز حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب. ولم يكن في حكمته أيضا أن يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه من عباده، فاقتضت حكمته الباهرة أن يبتلي عباده، ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب، من أنواع الابتلاء والامتحان، فأرسل [الله] رسله، وأمر بطاعتهم، والانقياد لهم، والإيمان بهم، ووعدهم على الإيمان والتقوى الأجر العظيم. فانقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمين: مطيعين وعاصين، ومؤمنين ومنافقين، ومسلمين وكافرين، ليرتب على ذلك الثواب والعقاب، وليظهر عدله وفضله، وحكمته لخلقه.
- الوسيط لطنطاوي : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
ثم بين- سبحانه- بعض الحكم التي اشتملت عليها غزوة أحد فقال تعالى ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.
وقوله لِيَذَرَ أى ليترك. والمراد بالمؤمنين: المخلصون الذين صدقوا في إيمانهم والمراد بقوله عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ أى اختلاط المؤمنين بالمنافقين واستواؤهم في إجراء الأحكام.
ومعنى يميز يفصل. وقرئ يميز أن يحدد ويبين.
والمراد بالخبيث: المنافق ومن على شاكلته من ضعاف الإيمان.
والمراد بالطيب: الصادق في إيمانه.
والمعنى: ليس من شأن الله- تعالى- ولا من حكمته وسنته في خلقه أن يترككم أيها المؤمنون على ما أنتم عليه من الالتباس واختلاط المنافقين بكم، بل الذي من شأنه وسنته أن يبتليكم ويمتحنكم بألوان من المصائب والشدائد حتى يتميز المؤمنون من المنافقين، وينفصل الأخيار عن الأشرار.
قال ابن كثير: أى لا بد أن يعقد سببا من المحنة، يظهر فيه وليه ويفضح به عدوه، يعرف به المؤمن الصابر والمنافق الفاجر، يعنى بذلك يوم أحد الذي امتحن الله به المؤمنون فظهر به إيمانهم وصبرهم وجلدهم وثباتهم وطاعتهم لله ولرسوله وهتك به ستار المنافقين، فظهرت مخالفتهم، ونكولهم عن الجهاد، وخيانتهم الله ولرسوله. قال مجاهد: ميز بينهم يوم أحد» .
وعبر- سبحانه- عن المؤمن بالطيب، وعن المنافق بالخبيث، ليسجل على كل منهما ما يليق به من الأوصاف، وللإشعار بعلة الحكم.
وقوله وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ معطوف على قوله ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ.
والغيب: ضد المشاهد. وهو كل ما غاب عن الحواس ولا تمكن معرفته إلا عن طريق الوحى من الله تعالى على رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
واجتبى: من الاجتباء بمعنى الاختيار والاصطفاء.
أى: وما كان الله تعالى ليعطى أحدا منكم- معشر المؤمنين- علم الغيوب الذي به تعرفون المؤمن من المنافق، إذ علم ذلك له وحده، ولكنه- سبحانه- يصطفى من رسله من يريد اصطفاءه فيطلعه على بعض الغيوب، وذلك كما حدث لنبيكم صلّى الله عليه وسلّم فقد أطلعه- سبحانه- على ما دبره له اليهود حين هموا باغتياله، وأطلعه على حال تلك المرأة التي أرسلها حاطب بن أبى بلتعة برسالة إلى قريش لتخبرهم باستعداد الرسول صلّى الله عليه وسلّم لحربهم. وأطلعه على بعض أحوال المنافقين.
قال تعالى عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ وفي قوله تعالى وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ إيذان بأن الوقوف على أمثال تلك الأسرار الغيبية، لا يتأتى إلا ممن رشحه الله- تعالى- لمنصب جليل، تقاصرت عنه همم الأمم، واصطفاه على الناس لإرشادهم.
ثم أمر الله تعالى عباده أن يثبتوا على الإيمان، وبشرهم بالأجر العظيم إذ هم استمروا على ذلك فقال: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ.
أى: إذا علمتم أيها المؤمنون أن الله لا يطلع على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، فإنه يجب عليكم أن تؤمنوا بالله وبرسله حق الإيمان، وإن تؤمنوا بالله تعالى وبرسله حق الإيمان، وتتقوا المخالفة في الأمر والنهى، فلكم في مقابلة ذلك من الله تعالى ما لا يقادر قدره من الثواب العظيم، والأجر الجزيل.
- البغوى : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
قوله تعالى : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) اختلفوا فيها ، فقال الكلبي : قالت قريش : يا محمد تزعم أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان ، وأن من اتبعك على دينك فهو في الجنة والله عنه راض ، فأخبرنا بمن يؤمن بك وبمن لا يؤمن بك فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وقال السدي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرضت علي أمتي في صورها في الطين كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن بي ومن يكفر بي " فبلغ ذلك المنافقين فقالوا استهزاء : زعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر ممن لم يخلق بعد ، ونحن معه وما يعرفنا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " ما بال أقوام طعنوا في علمي لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة إلا أنبأتكم به " فقام عبد الله بن حذافة السهمي : فقال : من أبي يا رسول الله؟ قال : حذافة فقام عمر فقال : يا رسول الله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن إماما وبك نبيا فاعف عنا عفا الله عنك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فهل أنتم منتهون " ؟ ثم نزل عن المنبر فأنزل الله تعالى هذه الآية .
واختلفوا في حكم الآية ونظمها ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما والضحاك ومقاتل والكلبي وأكثر المفسرين : الخطاب للكفار والمنافقين يعني ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ) يا معشر الكفار والمنافقين من الكفر والنفاق ( حتى يميز الخبيث من الطيب )
وقال قوم : الخطاب للمؤمنين الذين أخبر عنهم ، معناه : ما كان الله ليذركم يا معشر المؤمنين على ما أنتم عليه من التباس المؤمن بالمنافق ، فرجع من الخبر إلى الخطاب .
( حتى يميز ) قرأ حمزة والكسائي ويعقوب بضم الياء والتشديد وكذلك التي في الأنفال ، وقرأ الباقون بالخفيف يقال : ماز الشيء يميزه ميزا وميزه تمييزا إذا فرقه فامتاز ، وإنما هو بنفسه ، قال أبو معاذ إذا فرقت بين شيئين قلت : مزت ميزا ، فإذا كانت أشياء قلت : ميزتها تمييزا وكذلك إذا جعلت الشيء الواحد شيئين قلت : فرقت بالتخفيف ومنه فرق الشعر ، فإن جعلته أشياء قلت : فرقته تفريقا ، ومعنى الآية حتى يميز المنافق من المخلص ، فميز الله المؤمنين من المنافقين يوم أحد حيث أظهروا النفاق وتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال قتادة : حتى يميز الكافر من المؤمن بالهجرة والجهاد .
وقال الضحاك : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ) في أصلاب الرجال وأرحام النساء يا معشر المنافقين والمشركين حتى يفرق بينكم وبين من في أصلابكم وأرحام نسائكم من المؤمنين وقيل : ( حتى يميز الخبيث ) وهو المذنب ( من الطيب ) وهو المؤمن يعني : حتى يحط الأوزار عن المؤمن بما يصيبه من نكبة ومحنة ومصيبة ، ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) لأنه لا يعلم الغيب أحد غيره ، ( ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) فيطلعه على بعض علم الغيب ، نظيره قوله تعالى : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول " ( سورة الجن الآيتان : 26 ، 27 ) .
وقال السدي : معناه وما كان الله ليطلع محمدا صلى الله عليه وسلم على الغيب ولكن الله اجتباه ، ( فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ) .
- ابن كثير : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
م قال تعالى : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) أي : لا بد أن يعقد سببا من المحنة ، يظهر فيه وليه ، ويفتضح فيه عدوه . يعرف به المؤمن الصابر ، والمنافق الفاجر . يعني بذلك يوم أحد الذي امتحن به المؤمنين ، فظهر به إيمانهم وصبرهم وجلدهم [ وثباتهم ] وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وهتك به ستر المنافقين ، فظهر مخالفتهم ونكولهم عن الجهاد وخيانتهم لله ولرسوله [ صلى الله عليه وسلم ] ولهذا قال : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) .
قال مجاهد : ميز بينهم يوم أحد . وقال قتادة : ميز بينهم بالجهاد والهجرة . وقال السدي : قالوا : إن كان محمد صادقا فليخبرنا عمن يؤمن به منا ومن يكفر . فأنزل الله : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى ) [ يميز الخبيث من الطيب ) أي : حتى ] يخرج المؤمن من الكافر . روى ذلك كله ابن جرير :
ثم قال : ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) أي : أنتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتى يميز لكم المؤمن من المنافق ، لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة عن ذلك .
ثم قال : ( ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) كقوله ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) [ الجن : 26 ، 27 ] .
ثم قال : ( فآمنوا بالله ورسله ) أي : أطيعوا الله ورسوله واتبعوه فيما شرع لكم ( وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ) .
- القرطبى : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم
قال أبو العالية : سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق ; فأنزل الله عز وجل ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه الآية . واختلفوا من المخاطب بالآية على أقوال . فقال ابن عباس والضحاك ومقاتل والكلبي وأكثر المفسرين : الخطاب للكفار والمنافقين . أي ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق وعداوة النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال الكلبي : إن قريشا من أهل مكة قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : الرجل منا تزعم أنه في النار ، وأنه إذا ترك ديننا واتبع دينك قلت هو من أهل الجنة ! فأخبرنا عن هذا من أين هو ؟ وأخبرنا من يأتيك منا ؟ ومن لم يأتك ؟ . فأنزل الله عز وجل ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق حتى يميز الخبيث من الطيب وقيل : هو خطاب للمشركين . والمراد بالمؤمنين في قوله : ليذر المؤمنين من في الأصلاب والأرحام ممن يؤمن . أي ما كان الله ليذر أولادكم الذين حكم لهم بالإيمان على ما أنتم عليه من الشرك ، حتى يفرق بينكم وبينهم ; وعلى هذا وما كان الله ليطلعكم كلام مستأنف . وهو قول ابن عباس وأكثر المفسرين . وقيل : الخطاب للمؤمنين . أي وما كان الله ليذركم يا معشر المؤمنين على ما أنتم عليه من اختلاط المؤمن بالمنافق ، حتى يميز بينكم بالمحنة والتكليف ; فتعرفوا المنافق الخبيث ، والمؤمن الطيب . وقد ميز يوم أحد بين الفريقين . وهذا قول أكثر أهل المعاني .
وما كان الله ليطلعكم على الغيب يا معشر المؤمنين . أي ما كان الله ليعين لكم المنافقين حتى تعرفوهم ، ولكن يظهر ذلك لكم بالتكليف والمحنة ، وقد ظهر ذلك في يوم أحد ; فإن المنافقين تخلفوا وأظهروا الشماتة ، فما كنتم تعرفون هذا الغيب قبل هذا ، فالآن قد أطلع الله محمدا عليه السلام وصحبه على ذلك . وقيل : معنى ليطلعكم أي وما كان الله ليعلمكم ما يكون منهم . فقوله : وما كان الله ليطلعكم على الغيب على هذا متصل ، وعلى القولين الأولين منقطع . وذلك أن الكفار لما قالوا : لم لم يوح إلينا ؟ قال : وما كان الله ليطلعكم على الغيب أي على من يستحق النبوة ، حتى يكون الوحي باختياركم .
ولكن الله يجتبي أي يختار . من رسله لإطلاع غيبه من يشاء يقال : طلعت على كذا واطلعت عليه ، وأطلعت عليه غيري ; فهو لازم ومتعد . وقرئ " حتى يميز " بالتشديد من ميز ، وكذا في " الأنفال " وهي قراءة حمزة . والباقون يميز بالتخفيف من ماز يميز . يقال : مزت الشيء بعضه من بعض أميزه ميزا ، وميزته تمييزا . قال أبو معاذ : مزت الشيء أميزه ميزا إذا فرقت بين شيئين . فإن كانت أشياء قلت : ميزتها تمييزا . ومثله إذا جعلت الواحد شيئين قلت : فرقت بينهما ، مخففا ; ومنه فرق الشعر . فإن جعلته أشياء قلت : فرقته تفريقا .
قلت : ومنه امتاز القوم ، تميز بعضهم عن بعض . ويكاد يتميز : يتقطع ; وبهذا فسر قوله تعالى : تكاد تميز من الغيظ وفي الخبر ( من ماز أذى عن الطريق فهو له صدقة ) .
قوله تعالى : فآمنوا بالله ورسله يقال : إن الكفار لما سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبين لهم من يؤمن منهم ، فأنزل اللهفآمنوا بالله ورسله يعني لا تشتغلوا بما لا يعنيكم ، واشتغلوا بما يعنيكم وهو الإيمان . فآمنوا أي صدقوا ، أي عليكم التصديق لا التشوف إلى اطلاع الغيب .
وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم أي الجنة . ويذكر أن رجلا كان عند الحجاج بن يوسف الثقفي منجما ; فأخذ الحجاج حصيات بيده قد عرف عددها فقال للمنجم : كم في يدي ؟ فحسب فأصاب المنجم . فأغفله الحجاج وأخذ حصيات لم يعدهن فقال للمنجم : كم في يدي ؟ فحسب فأخطأ ، ثم حسب أيضا فأخطأ ; فقال : أيها الأمير ، أظنك لا تعرف عدد ما في يدك ؟ قال لا : قال : فما الفرق بينهما ؟ فقال : إن ذاك أحصيته فخرج عن حد الغيب ، فحسبت فأصبت ، وإن هذا لم تعرف عددها فصار غيبا ، ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى . وسيأتي هذا الباب في " الأنعام " إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
القول في تأويل قوله : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
قال أبو جعفر: يعني بقوله: " ما كان الله ليذر المؤمنين "، ما كان الله ليدع المؤمنين (31) =" على ما أنتم عليه " من التباس المؤمن منكم بالمنافق، فلا يعرف هذا من هذا=" حتى يميز الخبيث من الطيب "، يعنى بذلك: " حتى يميز الخبيث " وهو المنافق المستسرُّ للكفر (32) =" من الطيب "، وهو المؤمن المخلص الصادق الإيمان، (33) بالمحن والاختبار، كما ميَّز بينهم يوم أحد عند لقاء العدوّ عند خروجهم إليهم.
* * *
واختلف أهل التأويل في"
الخبيث " الذي عنى الله بهذه الآية.فقال بعضهم فيه، مثل قولنا.
* ذكر من قال ذلك:
8268 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثني أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "، قال: ميز بينهم يوم أحد، المنافقَ من المؤمن.8269 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "، قال: ابن جريج، يقول: ليبين الصادق بإيمانه من الكاذب= قال ابن جريج، قال مجاهد: يوم أحد، ميز بعضهم عن بعض، المنافق عن المؤمن.8270 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "، أي: المنافقين. (34)* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: حتى يميز المؤمن من الكافر بالهجرة والجهاد.
* ذكر من قال ذلك:
8271 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه "، يعني الكفار. يقول: لم يكن الله ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة: " حتى يميز الخبيث من الطيب "، يميز بينهم في الجهاد والهجرة.8272 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "
حتى يميز الخبيث من الطيب "، قال: حتى يميز الفاجر من المؤمن.8273 - حدثنا محمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي،"
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " قالوا: " إن كان محمدٌ صادقًا، فليخبرنا بمن يؤمن بالله ومن يكفر "!! فأنـزل الله: " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "، حتى يخرج المؤمن من الكافر.* * *
قال أبو جعفر: والتأويل الأول أولى بتأويل الآية، لأن الآيات قبلها في ذكر المنافقين، وهذه في سياقتها. فكونها بأن تكون فيهم، أشبه منها بأن تكون في غيرهم.
* * *
القول في تأويل قوله : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم بما:-
8274 - حدثنا به محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
وما كان الله ليطلعكم على الغيب "، وما كان الله ليطلع محمدًا على الغيب، ولكن الله اجتباه فجعله رسولا.* * *
وقال آخرون بما:-
8275 - حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "
وما كان الله ليطلعكم على الغيب "، أي: فيما يريد أن يبتليكم به، لتحذروا ما يدخل عليكم فيه=" ولكنّ الله يجتبي من رسله من يشاء "، يعلمه. (35)* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بتأويله: وما كان الله ليطلعكم على ضمائر قلوب عباده، فتعرفوا المؤمن منهم من المنافق والكافر، ولكنه يميز بينهم بالمحن والابتلاء= كما ميز بينهم بالبأساء يوم أحد= وجهاد عدوه، وما أشبه ذلك من صنوف المحن، حتى تعرفوا مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم. غير أنه تعالى ذكره يجتبي من رسله من يشاء فيصطفيه، فيطلعه على بعض ما في ضمائر بعضهم، بوحيه ذلك إليه ورسالته، كما:-
8276 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء "، قال: يخلصهم لنفسه.* * *
وإنما قلنا هذا التأويل أولى بتأويل الآية، لأنّ ابتداءها خبرٌ من الله تعالى ذكره أنه غير تارك عباده (36) -يعني بغير محن- حتى يفرق بالابتلاء بين مؤمنهم وكافرهم وأهل نفاقهم. ثم عقب ذلك بقوله: "
وما كان الله ليطلعكم على الغيب "، فكان فيما افتتح به من صفة إظهار الله نفاق المنافق وكفر الكافر، دلالةٌ واضحةٌ على أن الذي ولي ذلك هو الخبر عن أنه لم يكن ليطلعهم على ما يخفى عنهم من باطن سرائرهم، إلا بالذي ذكر أنه مميِّزٌ به نعتَهم إلا من استثناه من رسله الذي خصه بعلمه.* * *
القول في تأويل قوله : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (37) "
وإن تؤمنوا "، وإن تصدِّقوا من اجتبيته من رُسلي بعلمي وأطلعته على المنافقين منكم=" وتتقوا " ربكم بطاعته فيما أمركم به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وفيما نهاكم عنه=" فلكم أجر عظيم "، يقول: فلكم بذلك من إيمانكم واتقائكم ربكم، ثوابٌ عظيم، كما:-8277 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "
فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا "، أي: ترجعوا وتتوبوا=" فلكم أجر عظيم ". (38)-----------------------------
الهوامش:
(31) انظر تفسير"
يذر" فيما سلف 6: 22.(32) انظر تفسير"
الخبيث" فيما سلف 5: 559.(33) انظر تفسير"
الطيب" فيما سلف 3: 301 / 5: 555 ، 556 / 6: 361.(34) الأثر: 8270 - سيرة ابن هشام 3: 128 ، وهو جزء من الأثر السالف رقم: 8265 ، وتتمة الآثار التي قبله من تفسير ابن إسحاق. وكان في المطبوعة هنا"
المنافق" ، والصواب من المخطوطة ، والأثر السالف ، وسيرة ابن هشام.(35) الأثر: 8275 - سيرة ابن هشام 3: 128 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8270 ، وكان في المطبوعة: "
بعلمه" بالباء في أوله ، والصواب من سيرة ابن هشام ، ونصه: "أي: يعلمه ذلك" ، أما المخطوطة ، فالكلمة فيها غير منقوطة.(36) في المطبوعة والمخطوطة"
وابتداؤها خبر من الله" ، وهو سياق لا يستقيم ، والظاهر أن ناسخ المخطوطة لما نسخ ، أشكل على بصره ، "الآية" ثم"لأن" بعقبها. فأسقط"لأن" ، وكتب"وابتداؤها" ، ورسم الكلمة في المخطوطة"وابتداها" ، فلذلك رجحت ما أثبته ، وإن كان ضبط السياق وحده كافيًا في الترجيح.(37) في المخطوطة والمطبوعة: "
يعني بذلك جل ثناؤه بقوله" ، وإقحام"بذلك" مفسدة وهجنة في الكلام ، فأسقطتها ، وهي سبق قلم من الناسخ.(38) الأثر: 8277 - سيرة ابن هشام 3: 128 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8275.
- ابن عاشور : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
استئناف ابتدائي ، وهو رجوع إلى بيان ما في مصيبة المسلمين من الهزيمة يوم أُحُد من الحِكم النافعة دُنيا وأخرى ، فهو عود إلى الغرض المذكور في قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين } [ آل عمران : 166 ] بيّن هنا أنّ الله لم يرد دوام اللبس في حال المؤمنين والمنافقين واختلاطهم ، فقدّر ذلك زماناً كانت الحكمة في مثله تقتضي بقاءه وذلك أيّام ضعف المؤمنين عقب هجرتهم وشدّة حاجتهم إلى الاقتناع من الناس بحسن الظاهر حتّى لا يبدأ الانشقاق من أوّل أيّام الهجرة ، فلمّا استقرّ الإيمان في النفوس ، وقرّ للمؤمنين الخالصين المُقام في أمْن ، أراد الله تعالى تنهية الاختلاط وأن يميز الخبيث من الطيّب وكان المنافقون يكتمون نفاقهم لمَّا رأوا أمر المؤمنين في إقبال ، ورأوا انتصارهم يوم بدر ، فأراد الله أن يفضحهم ويظهر نفاقهم ، بأن أصاب المؤمنين بقَرح الهزيمة حتّى أظهر المنافقون فرحهم بنصرة المشركين ، وسجّل الله عليهم نفاقهم بادياً للعيان كما قال
: ... جَزَى الله المصائبَ كلّ خير
عرفتُ بها عدوّي من صديقي ... ومَا صَدْقُ { ما أنتم عليه } هو اشتباه المؤمن والمنافق في ظاهر الحال .
وحَرْفَا ( على ) الأوّلُ والثاني ، في قوله : { ما أنتم عليه } للاستعلاء المجازي ، وهو التمكّن من معنى مجرورها ويتبيّن الوصف المبهم في الصلة بما وردَ بعد ( حتَّى ) من قوله : { على ما أنتم عليه } ، فيعْلم أنّ ما هُم عليه هو عدمُ التمييز بين الخبيث والطيّب .
ومعنى { ما كان الله ليذر المؤمنين } نفي هذا عن أن يكون مراداً لله نفياً مؤكَّداً بلام الجُحود ، وقد تقدّم نظيره في قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب } [ آل عمران : 79 ] إلخ . . .
فقوله : { على ما أنتم عليه } أي من اختلاط المؤمن الخالص والمنافق ، فالضمير في قوله : { أنتم عليه } مخاطب به المسلمون كلّهم باعتبار من فيهم من المنافقين .
والمراد بالمؤمنين المؤمنون الخُلَّص من النفاق ، ولذلك عبّر عنهم بالمؤمنين ، وغيّر الأسلوب لأجل ذلك ، فلم يقل : ليذركم على ما أنتم عليه تنبيهاً على أنّ المراد بضمير الخطاب أكثر من المراد بلفظ المؤمنين ، ولذلك لم يقل على ما هم عليه .
وقوله : { حتى يميز الخبيث من الطيب } غاية للجحود المستفاد من قوله : { ما كان الله ليذر } المفيد أنّ هذا الوَذْر لا تتعلّق به إرادة الله بعد وقت الإخبار ولا واقعاً منه تعالى إلى أن يحصل تمييز الخبيث من الطيّب ، فإذا حصل تمييز الخبيث من الطّيب صار هذا الوذر ممكناً ، فقد تتعلّق الإرادة بحصوله وبعدم حصوله ، ومعناه رجوع إلى حال الاختيار بعد الإعلام بحالة الاستحالة .
ولحتّى استعمال خاصّ بعد نفي الجحود ، فمعناها تنهية الاستحالة : ذلك أنّ الجحود أخصّ من النفي لأنّ أصل وضع الصيغة الدلالة على أنّ ما بعد لام الجحود مناف لحقيقة اسم كان المنفية ، فيكون حصوله كالمستحيل ، فإذا غيّاه المتكلّم بغاية كانت تلك الغاية غاية للاستحالة المستفادة من الجحود ، وليست غاية للنفي حتّى يكون مفهومها أنّه بعد حصول الغاية يثبت ما كان منفياً ، وهذا كلّه لمح لأصل وضع صيغة الجحود من الدلالة على مبالغة النفي لا لغلبة استعمالها في معنى مطلق النفي ، وقد أهمل التنبيه على إشكال الغاية هنا صاحب «الكشاف» ومتابعوه ، وتنّبه لها أبو حيّان ، فاستشكلها حتّى اضطرّ إلى تأوّل النفي بالإثبات ، فجعل التقدير : إنّ الله يخلّص بينكم بالامتحان ، حتّى يميز .
وأخذ هذا التأويل من كلام ابننِ عطية ، ولا حاجة إليه على أنّه يمكن أن يتأوّل تأويلاً أحسن ، وهو أن يجعل مفهوم الغاية معطّلاً لوجود قرينة على عدم إرادة المفهوم ، ولكن فيما ذكرته وضوح وتوقيف على استعمال عربيّ رشيق .
و ( مِنْ ) في قوله : { من الطيب } معناها الفصْل أي فصل أحد الضدين من الآخر ، وهو معنى أثبته ابن مالك وبحث فيه صاحب «مغني اللبيب» ، ومنه قوله تعالى : { واللَّه يعلم المفسد من المصلح } وقد تقدّم القول فيه عند قوله تعالى : { واللَّه يعلم المفسد من المصلح } في سورة [ البقرة : 220 ] .
وقيل : الخطاب بضمير ما أنتم } للكفار ، أي : لا يترك الله المؤمنين جاهلين بأحوالكم من النفاق .
وقرأ الجمهور : يَميز بفتح ياء المضارعة وكسر الميم وياء تحتية بعدها ساكنة من ماز يميز ، وقرأه حمزة ، والكسائي ويعقوب ، وخَلَف بضمّ ياء المضارعة وفتح الميم وياء بعدها مشدّدة مكسورة من ميَّز مضاعف ماز .
وقوله : { وما كان الله ليطلعكم } عطف على قوله : { ما كان الله ليذر } يعني أنّه أراد أن يميز لكم الخبيث فتعرفوا أعداءكم ، ولم يكن من شأن الله إطلاعكم على الغيب ، فلذلك جعل أسباباً من شأنها أن تستفزّ أعداءكم فيظهروا لكم العداوة فتطلّعوا عليهم ، وإنّما قال : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } لأنّه تعالى جعل نظام هذا العالم مؤسّساً على استفادة المسبّبات من أسبابها ، والنتائج من مقدّماتها .
وقوله : { ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء } يجوز أنّه استدراك على ما أفاده قوله : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } حتّى لا يجعله المنافقون حجّة على المؤمنين . في نفي الوحي والرسالة ، فيكون المعنى : وما كان الله ليطلعكم على الغيب إلاّ ما أطلع عليه رسوله ومن شأن الرسول أن لا يفشي ما أسرّه الله إليه كقوله : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحد إلا من ارتضى من رسول } [ الجن : 26 ، 27 ] الآية ، فيكون كاستثناء من عموم { ليطلعكم } . ويجوز أنّه استدراك على ما يفيده { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } من انتفاء اطّلاع أحد على علم الله تعالى فيكون كاستثناء من مفاد الغيب أي : إلاّ الغيب الراجع الى إبلاغ الشريعة ، وأمّا ما عداه فلم يضمن الله لرسله إطلاعهم عليه بل قد يطلعهم ، وقد لا يطلعهم ، قال تعالى :
{ وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعملهم } [ الأنفال : 60 ] .
وقوله : { فآمنوا بالله ورسله } إن كان خطاباً للمؤمنين فالمقصود منه الإيمان الخاصّ ، وهو التصديق بأنّهم لا ينطقون عن الهوى ، وبأنّ وعد الله لا يخلف ، فعليهم الطاعة في الحرب وغيره أو أريد الدوام على الإيمان ، لأنّ الحالة المتحدّث عنها قد يتوقع منها تزلزل إيمان الضعفاء ورواج شبه المنافقين ، وموقع { وإن تؤمنوا وتتقوا } ظاهر على الوجهين ، وإن كان قوله : { فآمنوا } خطاباً للكفار من المنافقين بناء على أنّ الخطاب في قوله : { على ما أنتم عليه } وقوله : { ليطلعكم على الغيب } للكفّار فالأمر بالإيمان ظاهر ، ومناسبة تفريعه عمّا تقدّم انتهاز فرص الدعوة حيثما تأتّت .
- إعراب القرآن : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
«ما كانَ اللَّهُ» ما نافية كان ولفظ الجلالة اسمها «لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود المسبوقة بنفي والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مريدا
تركهم «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به «عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ» ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بيذر «أَنْتُمْ» مبتدأ «عَلَيْهِ» متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية صلة الموصول «حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ» حتى حرف غاية وجر والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى والفعل يميز في محل جر بحتى ، والجار والمجرور متعلقان بيذر «مِنَ الطَّيِّبِ» متعلقان بيميز «وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ» عطف على «ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ ...» وهي مثلها في إعرابها «وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي» لكن ولفظ الجلالة اسمها وجملة يجتبي خبرها وجملة «وَلكِنَّ ...» معطوفة «مِنْ رُسُلِهِ» متعلقان بحتى «مَنْ يَشاءُ» اسم موصول مفعول به وجملة يشاء صلة الموصول. «فَآمِنُوا بِاللَّهِ» الفاء هي الفصيحة وفعل أمر والواو فاعله ولفظ الجلالة وحرف الجر متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط غير جازم «وَرُسُلِهِ» عطف على الله «وَإِنْ تُؤْمِنُوا» الواو استئنافية إن شرطية تؤمنوا فعل الشرط مجزوم بحذف النون والواو فاعل «وَتَتَّقُوا» عطف «فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ» الجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. الفاء رابطة للجواب والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف وأجر مبتدأ وعظيم صفة.
- English - Sahih International : Allah would not leave the believers in that [state] you are in [presently] until He separates the evil from the good Nor would Allah reveal to you the unseen But [instead] Allah chooses of His messengers whom He wills so believe in Allah and His messengers And if you believe and fear Him then for you is a great reward
- English - Tafheem -Maududi : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ(3:179) Allah will not let the believers stay in the state they are: *125 He will set the wicked apart from the good. Allah is not going to disclose to you what is hidden in the realm beyond the reach of perception, *126 but He chooses from among His Messengers whom He wills (to intimate such knowledge). Believe, then, in Allah and in His Messengers; and if you believe and be come God-fearing, yours will be a great reward.
- Français - Hamidullah : Allah n'est point tel qu'Il laisse les croyants dans l'état où vous êtes jusqu'à ce qu'Il distingue le mauvais du bon Et Allah n'est point tel qu'Il vous dévoile l'Inconnaissable Mais Allah choisit parmi Ses messagers qui Il veut Croyez donc en Allah et en Ses messagers Et si vous avez la foi et la piété vous aurez alors une récompense énorme
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Nimmer wird Allah die Gläubigen in dem Zustand belassen in dem ihr euch befindet bis Er das Schlechte vom Guten gesondert hat Und nimmer wird Allah euch Einblick in das Verborgene gewähren doch Allah erwählt von Seinen Gesandten wen Er will So glaubt an Allah und Seine Gesandten Und wenn ihr glaubt und gottesfürchtig seid dann wird es für euch großartigen Lohn geben
- Spanish - Cortes : No va Alá a dejar a los creyentes en la situación en que os halláis hasta que distinga al malo del bueno Ni va Alá a enteraros de lo oculto Pero Alá elige de entre Sus enviados a quien Él quiere Creed pues en Alá y en Sus enviados Si creéis y teméis a Alá tendréis una magnífica recompensa
- Português - El Hayek : Não é do propósito de Deus abandonar os fiéis no estado em que vos encontrais até que Ele separe o corrupto dobenigno nem tampouco de seu propósito é inteirarvos do incognoscível; Deus escolhe para isso dentre os Seusmensageiros quem Lhe apraz Crede em Deus e em Seus mensageiros; se crerdes em temerdes obtereis magníficarecompensa
- Россию - Кулиев : Аллах не оставит верующих в том положении в котором вы находитесь пока не отличит скверного от благого Аллах не откроет вам сокровенное знание однако Аллах избирает среди Своих посланников того кого пожелает Уверуйте же в Аллаха и Его посланников ведь если вы уверуете и будете богобоязненны то получите великую награду
- Кулиев -ас-Саади : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
Аллах не оставит верующих в том положении, в котором вы находитесь, пока не отличит скверного от благого. Аллах не откроет вам сокровенное знание, однако Аллах избирает среди Своих посланников того, кого пожелает. Уверуйте же в Аллаха и Его посланников, ведь если вы уверуете и будете богобоязненны, то получите великую награду.Божественная мудрость не позволяет Аллаху оставить верующих в том состоянии, когда среди них есть лжецы и лицемеры, и поэтому Он отличает скверных людей от добропорядочных, верующих - от лицемеров, а правдивых мужей - от лжецов. Божественная мудрость не позволяет Ему открывать рабам сокровенное знание о том, что скрывают другие творения. Эта же мудрость требует от Него подвергать рабов испытанию и всевозможным искушениям, чтобы между дурными и добропорядочными людьми возникла выраженная грань. С этой целью Аллах отправил посланников, приказал людям повиноваться им и уверовать в них и установил за веру и богобоязненность великое вознаграждение. Он пожелал, чтобы люди по-разному отнеслись к посланникам и разделились на послушников и ослушников, верующих и лицемеров, мусульман и безбожников. Он пожелал это для того, чтобы одни заслужили вознаграждение, а другие обрекли себя на наказание, и чтобы все творения убедились в Его справедливости, милости и мудрости.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah inananları sizin durumunuzda bırakacak değildir temizi pisten ayıracaktır Allah size gaybı bildirecek değildir; fakat Allah peygamberlerinden dilediğini seçip ona gaybı bildirir Artık Allah'a ve peygamberlerine inanın; inanır ve sakınırsanız size büyük ecir vardır
- Italiano - Piccardo : Non si addice ad Allah lasciare i credenti nello stato in cui vi trovate se non fino a distinguere il cattivo dal buono Allah non intende informarvi sull'Invisibile Allah sceglie chi vuole tra i Suoi messaggeri Credete in Allah e nei Suoi messaggeri Se crederete e vi comporterete da timorati avrete una ricompensa immensa
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ئیمانداران واز لێناهێنێت ههر وهکو ئهوهی که ئێستا ئێوه لهسهری ههن دڵسۆزو نادڵسۆز خهمخۆرو بێ باک تێکهڵن ههتا پیس و پاک لهیهک جیانهکاتهوه بههۆی جۆرهها تاقی کردنهوه و پێشهاتهوه بێگومان خوا جیهانی شاراوهتان نیشان نادات تا ئاینده بزانن بهڵکو خوا له پێغهمبهرهکانی کهسانێک ههڵدهبژێرێت که بیهوێت تا له ههندێک نهێنی ئاگاداربن بهو ڕادهیهی که پێویسته جا باوهڕ بهخواو پێغهمبهرانی بهێنن خۆ ئهگهر باوهڕی دامهزراو بهێنن و پارێزکاری بکهن و له خوا ترس بن ئهوه پاداشتی بێ سنوور و نهبڕاوه چاوهڕێتانه
- اردو - جالندربرى : لوگو جب تک خدا ناپاک کو پاک سے الگ نہ کردے گا مومنوں کو اس حال میں جس میں تم ہو ہرگز نہیں رہنے دے گا۔ اور الله تم کوغیب کی باتوں سے بھی مطلع نہیں کرے گاالبتہ خدا اپنے پیغمبروں میں سے جسے چاہتا ہے انتخاب کرلیتا ہے۔ تو تم خدا پر اور اس کے رسولوں پر ایمان لاواور اگر ایمان لاو گے اور پرہیزگاری کرو گے تو تم کو اجر عظیم ملے گا
- Bosanski - Korkut : Allah neće vjernike s licemjerima izmiješane ostaviti već će loše od dobrih odvojiti Allah vama neće ono što je skriveno otkriti već On za to odabere onoga koga hoće od poslanika Svojih; zato vjerujte u Allaha i poslanike Njegove; i ako budete vjerovali i Allaha se bojali čeka vas nagrada velika
- Swedish - Bernström : Det är otänkbart att Gud skulle låta de troende [leva] i de former som ni [förnekare] lever längre än till dess Han skilt mellan de onda och de goda Men Gud låter er inte få insikt i det som är dolt för människor; [för detta] utser Gud den Han vill bland Sina sändebud Tro därför på Gud och Hans sändebud; om ni tror [på Gud] och fruktar Honom väntar er en rik belöning
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allah sekalikali tidak akan membiarkan orangorang yang beriman dalam keadaan kamu sekarang ini sehingga Dia menyisihkan yang buruk munafik dari yang baik mukmin Dan Allah sekalikali tidak akan memperlihatkan kepada kamu halhal yang ghaib akan tetapi Allah memilih siapa yang dikehendakiNya di antara rasulrasulNya Karena itu berimanlah kepada Allah dan rasulrasulNya; dan jika kamu beriman dan bertakwa maka bagimu pahala yang besar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
(Allah sekali-kali tidak akan meninggalkan) membiarkan (orang-orang yang beriman dalam keadaan yang kamu) hai manusia (berada di atasnya) artinya yang kamu alami berupa campur aduknya yang ikhlas dengan yang lainnya (sampai Dia memisahkan) dibaca yamiiza atau yumayyiza artinya menyisihkan (orang-orang yang jelek) yaitu orang munafik (dari yang baik) yaitu orang beriman. Caranya ialah dengan tugas-tugas berat sehingga menyingkapkan yang demikian itu, misalnya seperti yang dilakukan-Nya di waktu perang Uhud. (Dan Allah sekali-kali tidak akan memperlihatkan padamu hal-hal gaib) sehingga kamu dapat mengenal mana yang munafik dan mana yang baik sebelum dipisahkan Allah itu (tetapi Allah memilih di antara rasul-rasul-Nya siapa yang dikehendaki-Nya) untuk diberitahukan-Nya hal-hal gaib itu seperti kepada Nabi saw. yang disingkapkan-Nya perihal orang-orang munafik. (Oleh sebab itu berimanlah kamu kepada Allah dan rasul-rasul-Nya dan jika kamu beriman dan bertakwa) artinya menjaga dirimu dari kemunafikan (maka akan beroleh pahala yang besar.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নাপাককে পাক থেকে পৃথক করে দেয়া পর্যন্ত আল্লাহ এমন নন যে ঈমানদারগণকে সে অবস্থাতেই রাখবেন যাতে তোমরা রয়েছ আর আল্লাহ এমন নন যে তোমাদিগকে গায়বের সংবাদ দেবেন। কিন্তু আল্লাহ স্বীয় রসূল গণের মধ্যে যাকে ইচ্ছা বাছাই করে নিয়েছেন। সুতরাং আল্লাহর ওপর এবং তাঁর রসূলগণের ওপর তোমরা প্রত্যয় স্থাপন কর। বস্তুতঃ তোমরা যদি বিশ্বাস ও পরহেযগারীর ওপর প্রতিষ্ঠিত থেকে থাক তবে তোমাদের জন্যে রয়েছে বিরাট প্রতিদান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : காஃபிர்களே தீயவர்களை நல்லவர்களைவிட்டும் பிரித்தறிவிக்கும் வரையில் முஃமின்களை நீங்கள் இருக்கும் நிலையில் அல்லாஹ் விட்டு வைக்க நாடவில்லை இன்னும் அல்லாஹ் உங்களுக்கு மறைவானவற்றை அறிவித்து வைப்பவனாகவும் இல்லை ஏனெனில் இவ்வாறு அறிவிப்பதற்கு அல்லாஹ் தான் நாடியவரைத் தன் தூதர்களிலிருந்து தேர்ந்தெடுக்கிறான் ஆகவே அல்லாஹ்வின் மீதும் அவன் தூதர்கள் மீதும் ஈமான் கொள்ளுங்கள்; நீங்கள் நம்பிக்கை கெண்டு பயபக்தியுடன் நடப்பீர்களாயின் உங்களுக்கு மகத்தான நற்கூலியுண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ใช่ว่าอัลลอฮ์จะทรงทอดทิ้งบรรดาผู้ศรัทธาไว้ในสภาพที่พวกเจ้ากำลังเป็นอยู่ก็หาไม่ จนกว่าพระองค์จะทรงจำแนกผู้ที่เลวออกจากผู้ที่ดีเท่านั้น และใช่ว่าอัลลอฮ์จะทรงให้พวกเจ้ามองเห็นสิ่งเร้นลับก็หาไม่ แต่ทว่าอัลลอฮ์นั้นจะทรงคัดเลือกจากบรรดาร่อซูลของพระองค์ผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ ดังนั้นพวกเจ้าจงศรัทธาต่ออัลออฮ์ และบรรดาร่อซูลของพระองค์เถิด และหากพวกเจ้าศรัทธาและยำเกรงแล้ว สำหรับพวกเจ้าก็คือ รางวัลอันยิ่งใหญ่
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ мўминларни сиз турган ҳолда покидан нопокини ажратмасдан қўйиб қўймас Аллоҳ сизларни ғайбдан хабардор қилиб қўймас Лекин Аллоҳ Ўз Пайғамбарларидан кимни хоҳласа танлаб олади Бас Аллоҳга ва Унинг Пайғамбарларига иймон келтиринглар Агар иймон келтирсангиз ва тақво қилсангиз сизларга улуғ ажр бордир Ушбу оятда Аллоҳ таоло мўминларни мунофиқларга аралаш бўлиб юраверишларига қўйиб қўймаслигини балки ҳақиқий мўминни мунофиқдан ажратиб олишни айтмоқда Одатда бундай пайтларда синов имтиҳон усули ишга солинади Уҳуд уруши ҳам ана шундай покни нопокдан ҳақиқий мўминни мунофиқдан ажратиб олиш учун синов имтиҳон бўлди
- 中国语文 - Ma Jian : 真主不致于让信士们常在你们的现状之下,(但他试验你们),直到他甄别恶劣的与善良的。真主不致于使你们窥见幽玄,但真主拣选他所意欲的人做使者;故你们当确信真主和众使者。如果你们信道,而且敬畏,那末,你们将受重大的报酬。
- Melayu - Basmeih : Allah tidak sekalikali akan membiarkan orangorang yang beriman dalam keadaan yang kamu ada seorang bercampur aduk mukmin dan munafik bahkan Ia tetap menguji kamu sehingga Ia memisahkan yang buruk manufik daripada yang baik beriman Dan Allah tidak sekalikali akan memperlihatkan kepada kamu perkaraperkara yang Ghaib akan tetapi Allah memilih dari RasulNya sesiapa yang dikehendakiNya untuk memperlihatkan kepadanya perkaraperkara yang Ghaib Oleh itu berimanlah kamu kepada Allah dan RasulrasulNya; dan kamu beriman dan bertaqwa maka kamu akan beroleh pahala yang besar
- Somali - Abduh : Ma aha Eebe kii kaga Taga Mu'miniinta Sidaad tihiin intuu ka kala Sooco ka Xun iyo kan Fiican mana aha Eebe kii idin Daaliciya Tusiya waxa Maqan hase yeeshee wuxuu ka dooran Rasuulkiisa Ciddduu Doono ee Rumeeya Eebe iyo Rasuulkiisa Haddaad Rumeysaan Xaqa oo Dhawrsataan waxaad Mudanaysaan Ajir Weyn
- Hausa - Gumi : Allah bai kasance yana barin mũminai a kan abin da kuke kansa ba sai Ya rarrabe mummũna daga mai kyau Kuma Al lah bai kasance Yanã sanar da ku gaibi ba Kuma amma Allah Yana zãɓen wanda Ya so daga manzanninSa Sabõda haka ku yi ĩmãni da Allah da manzanninSa Kuma idan kun yi ĩmãni kuma kuka yi taƙawa to kunã da lãdã mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Haiwi kwa Mwenyezi Mungu kuwaacha Waumini katika hali mliyo nayo mpaka apambanue wabaya na wema Wala haiwi kwa Mwenyezi Mungu kukujuulisheni mambo ya ghaibu Lakini Mwenyezi Mungu humteua katika Mitume wake amtakaye Basi muaminini Mwenyezi Mungu na Mitume yake Na mkiamini na mkamchamngu mtakuwa na ujira mkubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia nuk i le besimtarët në gjendjen që ndodheni ju tash të përzier – muslimani i vërtetë me hipokritin përderisa të mos e ndajë të keqin prej të mirit Perëndia nuk do t’ua tregojë ate që është e fshehur pro Perëndia zgjedh atë që të dojë nga Pejgamberët e Tij Besoni Perëndinë dhe Pejgamberët e Tij Nëse besoni dhe ruheni prej hipokritit u do të keni shpërblim të madh
- فارسى - آیتی : خدا بر آن نيست كه شما مؤمنان را بدين حال كه اكنون هستيد رها كند. مىآزمايد تا ناپاك را از پاك جدا سازد. و خدا بر آن نيست كه شما را از غيب بياگاهاند، ولى برخى از پيامبرانش را كه خود بخواهد برمىگزيند. پس به خدا و پيامبرانش ايمان بياوريد. و اگر ايمان بياوريد و پرهيزگارى كنيد، اجرى عظيم يابيد.
- tajeki - Оятӣ : Худо бар он нест, ки шумо мӯъминонро бад-ия ҳол, ки акнун ҳастед, раҳо кунад. Меозмояд, то нопокро аз пок ҷудо созад. Ва Худо бар он нест, ки шуморо аз ғайб биогоҳонад, вале баъзе аз паёмбаронашро, ки худ бихоҳад, бармегузинад. Пас ба Худо ва паёмбаронаш имон биёваред. Ва агар имон биёваред ва парҳезгорӣ кунед, аҷре азим ёбед!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ياماننى (يەنى مۇناپىقنى) ياخشىدىن (يەنى مۆمىندىن) ئايرىمىغۇچە مۆمىنلەرنى (يەنى سىلەرنى) ھازىرقى پېتىڭلارچە قويمايدۇ. اﷲ سىلەرنى غەيبتىنمۇ خەۋەردار قىلمايدۇ ۋە لېكىن اﷲ پەيغەمبەرلىرىدىن خالىغىنىنى تاللاپ، ئۇنىڭغا (مۇھەممەد ئەلەيھىسسالامغا مۇناپىقلارنىڭ ھالىنى بىلدۈرگەندەك) غەيبنى بىلدۈرىدۇ؛ اﷲ قا ۋە ئۇنىڭ پەيغەمبەرلىرىگە ئىمان ئېيتىڭلار، ئەگەر سىلەر ئىمان ئېيتساڭلار ۋە (پەرۋەردىگارىڭلاردىن) قورقساڭلار، چوڭ ساۋابقا ئېرىشىسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യവിശ്വാസികളെ അവര് ഇന്നുള്ള അവസ്ഥയില് നിലകൊള്ളാന് അല്ലാഹു അനുവദിക്കുകയില്ല; നല്ലതില്നിന്ന് തിയ്യതിനെ വേര്തിരിച്ചെടുക്കാതെ. അഭൌതിക കാര്യങ്ങള് അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് വെളിപ്പെടുത്തിത്തരില്ല. എന്നാല് അല്ലാഹു അവന്റെ ദൂതന്മാരില്നിന്ന് അവനിച്ഛിക്കുന്നവരെ തെരഞ്ഞെടുക്കുന്നു. അതിനാല് നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിലും അവന്റെ ദൂതന്മാരിലും വിശ്വസിക്കുക. വിശ്വസിക്കുകയും സൂക്ഷ്മത പാലിക്കുകയുമാണെങ്കില് നിങ്ങള്ക്ക് മഹത്തായ പ്രതിഫലമുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ما كان الله ليدعكم ايها المصدقون بالله ورسوله العاملون بشرعه على ما انتم عليه من التباس المومن منكم بالمنافق حتى يميز الخبيث من الطيب فيعرف المنافق من المومن الصادق وما كان من حكمه الله ان يطلعكم ايها المومنون على الغيب الذي يعلمه من عباده فتعرفوا المومن منهم من المنافق ولكنه يميزهم بالمحن والابتلاء غير ان الله تعالى يصطفي من رسله من يشاء ليطلعه على بعض علم الغيب بوحي منه فامنوا بالله ورسوله وان تومنوا ايمانا صادقا وتتقوا ربكم بطاعته فلكم اجر عظيم عند الله
*125). That is, God does not want to see the Muslim community in a hotch-potch condition with the true men of faith indistinguishable from the hypocrites.
*126). This means that God does not resort to revelation to provide information as to whether specific individuals are true men of faith or hypocrites. God creates, instead, certain situations in which the faith of those who profess to believe is severely tested. The result is that the man of faith stands out clearly from the hypocrite.