- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّۢ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
- عربى - نصوص الآيات : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ۘ سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق
- عربى - التفسير الميسر : لقد سمع الله قول اليهود الذين قالوا: إن الله فقير إلينا يطلب منا أن نقرضه أموالا ونحن أغنياء. سنكتب هذا القول الذي قالوه، وسنكتب أنهم راضون بما كان مِن قَتْل آبائهم لأنبياء الله ظلمًا وعدوانًا، وسوف نؤاخذهم بذلك في الآخرة، ونقول لهم وهم في النار يعذبون: ذوقوا عذاب النار المحرقة.
- السعدى : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
يخبر تعالى، عن قول هؤلاء المتمردين، الذين قالوا أقبح المقالة وأشنعها، وأسمجها، فأخبر أنه قد سمع ما قالوه وأنه سيكتبه ويحفظه، مع أفعالهم الشنيعة، وهو: قتلهم الأنبياء الناصحين، وأنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة، وأنه يقال لهم -بدل قولهم إن الله فقير ونحن أغنياء- { ذوقوا عذاب الحريق } المحرق النافذ من البدن إلى الأفئدة، وأن عذابهم ليس ظلما من الله لهم، فإنه { ليس بظلام للعبيد } فإنه منزه عن ذلك، وإنما ذلك بما قدمت أيديهم من المخازي والقبائح، التي أوجبت استحقاقهم العذاب، وحرمانهم الثواب. وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في قوم من اليهود، تكلموا بذلك، وذكروا منهم "فنحاص بن عازوراء" من رؤساء علماء اليهود في المدينة، وأنه لما سمع قول الله تعالى: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } { وأقرضوا الله قرضا حسنا } قال: -على وجه التكبر والتجرهم- هذه المقالة قبحه الله، فذكرها الله عنهم، وأخبر أنه ليس ببدع من شنائعهم، بل قد سبق لهم من الشنائع ما هو نظير ذلك، وهو: { قتلهم الأنبياء بغير حق } هذا القيد يراد به، أنهم تجرأوا على قتلهم مع علمهم بشناعته، لا جهلا وضلالا، بل تمردا وعنادا.
- الوسيط لطنطاوي : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
قال ابن كثير: عن ابن عباس قال: لما نزل قوله- تعالى- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً، فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً قالت اليهود: يا محمد!! افتقر ربك فسأل عباده القرض، فأنزل الله هذه الآية.
وروى محمد بن إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر الصديق بيت المدارس . فوجد من يهود ناسا كثيرة قد اجتمعوا على رجل منهم يقال له «فنحاص» وكان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حبر يقال له «أشيع» . فقال له أبو بكر: ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فو الله إنك لتعلم أن محمدا رسول من عند الله، قد جاءكم بالحق من عنده، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل. فقال فنحاص: والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر، وإنه إلينا لفقير، ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء. ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم. ينهاكم عن الربا ويعطينا، ولو كان غنيا ما أعطانا الربا.
فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا، وقال: والذي نفسي بيده لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله ...
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال يا محمد: أبصر ما صنع بي صاحبك.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما حملك على ما صنعت يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله. إن عدو الله قال قولا عظيما. يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء. فلما قال ذلك غضبت لله مما قال فضربت وجهه.
فجحد فنحاص ذلك وقال: ما قلت ذلك. فأنزل الله فيما قال فنحاص: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ... .
والمعنى: لقد سمع الله- تعالى- قول أولئك اليهود الذين نطقوا بالزور والفحش فزعموا أن الله- تعالى- فقير وهم أغنياء.
والمقصود من هذا السمع لازمه وهو العلم والإحاطة بما يقولون من قبائح، ثم محاسنهم على ما تفوهوا به من أقوال، وما ارتكبوه من أعمال، ومعاقبتهم على جرائمهم بالعقاب المهين الذين يستحقونه.
وقوله سَنَكْتُبُ ما قالُوا، وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ أى سنسجل عليهم في صحائف أعمالهم قولهم هذا، كما سنسجل عليهم قتلهم أنبياء الله بغير حق، فالإسناد مجازى والكتابة حقيقية.
أو المعنى: سنحفظه في علمنا ولا نهمله، وسنعاقبهم بما يستحقون من عقوبات، فيكون الإسناد حقيقة والكتابة مجاز.
والسين للتأكيد، أى لن يفوتنا أبدا تدوينه وإثباته، بل سنسجله عليهم ونعاقبهم عليه عقابا أليما بسبب أقوالهم القبيحة، وأعمالهم المنكرة.
وقد قرن- سبحانه- قولهم المنكر هذا، يفعل شنيع من أفعال أسلافهم، وهو قتلهم الأنبياء بغير حق وذلك لإثبات أصالتهم في الشر، واستهانتهم بالحقوق الدينية، وللتنبيه على أن قولهم هذا ليس أول جريمة ارتكبوها، ومعصية استباحوها، فقد سبق لأسلافهم أن قتلوا الأنبياء بغير حق، وللإشعار بأن هاتين الجريمتين من نوع واحد، وهو التجرؤ على الله- تعالى-، فقتل الأنبياء هو تعد على أمناء الله في الأرض الذين اختارهم لتبليغ رسالاته، وقولهم إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وهو تطاول على ذات الله، وكذب عليه، ووصف له بما لا يليق به- سبحانه- وبهذا كله يكونون قد عتوا عتوا كبيرا، وضلوا ضلالا بعيدا.
وأضاف- سبحانه- القتل إلى المعاصرين للعهد النبوي من اليهود، مع أنه حدث من أسلافهم لأن هؤلاء المعاصرين كانوا راضين بفعل أسلافهم ولم ينكروه وإن لم يكونوا قد باشروه، ومن رضى بجريمة قد فعلها غيره فكأنما قد فعلها هو.
وفي الحديث الشريف: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها. ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.
ووصف- سبحانه- قتلهم للأنبياء بأنه بِغَيْرِ حَقٍّ مع أن هذا الإجرام لا يكون بحق أبدا، للإشارة إلى شناعة أفعالهم، وضخامة شرورهم، وأنهم لخبث نفوسهم، وقسوة قلوبهم لا يبالون أكان فعلهم في موضعهم أم في غير موضعه.
ثم صرح- سبحانه بالعقوبة بعد أن كنى عنها فقال: وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ أى:
سنجازيهم بما فعلوا، ونلقى بهم في جهنم، مخاطبين إياهم بقولنا: ذوقوا عذاب تلك النار المحرقة التي كنتم بها تكذبون.
ففي الآية الكريمة إيجاز بالحذف دل عليه سياق الكلام.
والذوق حقيقته إدراك المطعومات، والأصل فيه أن يكون في أمر مرغوب في ذوقه وطلبه، والتعبير به هنا عن ذوق العذاب هو لون من التهكم عليهم، والاستهزاء بهم كما في قوله- تعالى- فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.
- البغوى : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
قوله تعالى : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) قال الحسن ومجاهد : لما نزلت : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) قالت اليهود : إن الله فقير استقرض منا ونحن أغنياء ، وذكر الحسن : أن قائل هذه المقالة حيي بن أخطب .
وقال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق : كتب النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الإسلام وإلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا فدخل أبو بكر رضي الله عنه ذات يوم بيت مدارسهم فوجد ناسا كثيرا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء وكان من علمائهم ، ومعه حبر آخر يقال له أشيع . فقال أبو بكر لفنحاص : اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة فآمن وصدق وأقرض الله قرضا حسنا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب .
فقال فنحاص : يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرض أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني؟ فإن كان ما تقول حقا فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء ، وإنه ينهاكم عن الربا ويعطينا ، ولو كان غنيا ما أعطانا الربا .
فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد انظر ما صنع بي صاحبك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : " ما حملك على ما صنعت " ؟ فقال : يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما زعم أن الله فقير وأنهم أغنياء فغضبت لله فضربت وجهه ، فجحد ذلك فنحاص ، فأنزل الله تعالى ردا على فنحاص وتصديقا لأبي بكر رضي الله عنه : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا ) من الإفك والفرية على الله فنجازيهم به ، وقال مقاتل : سنحفظ عليهم ، وقال الواقدي : سنأمر الحفظة بالكتابة ، نظيره قوله تعالى : ( وإنا له كاتبون ) ، ( وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ) قرأ حمزة " سيكتب " بضم الياء ، " وقتلهم " برفع اللام " ويقول " بالياء و ( ذوقوا عذاب الحريق ) أي : النار وهو بمعنى المحرق كما يقال : لهم عذاب أليم أي : مؤلم .
- ابن كثير : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزل قوله : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) [ البقرة : 245 ] قالت اليهود : يا محمد ، افتقر ربك . يسأل عباده القرض ؟ فأنزل الله : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) الآية . رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم .
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : دخل أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، بيت المدراس ، فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له : فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم ، ومعه حبر يقال له : أشيع . فقال أبو بكر : ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله ، قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل ، فقال فنحاص : والله - يا أبا بكر - ما بنا إلى الله من حاجة من فقر ، وإنه إلينا لفقير . ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ، ينهاكم عن الربا ويعطناه ولو كان غنيا ما أعطانا الربا ، فغضب أبو بكر ، رضي الله عنه ، فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا ، وقال : والذي نفسي بيده ، لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله ، فاكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين ، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبصر ما صنع بي صاحبك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : " ما حملك على ما صنعت ؟ " فقال : يا رسول الله ، إن عدو الله قد قال قولا عظيما ، زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء ، فلما قال ذلك غضبت لله مما قال ، فضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص وقال : ما قلت ذلك فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا عليه وتصديقا لأبي بكر : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) الآية . رواه ابن أبي حاتم .
وقوله : ( سنكتب ما قالوا ) تهديد ووعيد ، ولهذا قرنه بقوله : ( وقتلهم الأنبياء بغير حق ) أي : هذا قولهم في الله ، وهذه معاملتهم لرسل الله ، وسيجزيهم الله على ذلك شر الجزاء
- القرطبى : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق
قوله تعالى : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ذكر تعالى قبيح قول الكفار ولا سيما اليهود . وقال أهل التفسير : لما أنزل الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال قوم من اليهود - منهم حيي بن أخطب ; في قول الحسن . وقال عكرمة وغيره : هو فنحاص بن عازوراء - إن الله فقير ونحن أغنياء يقترض منا . وإنما قالوا هذا تمويها على ضعفائهم ، لا أنهم يعتقدون هذا ; لأنهم أهل كتاب . ولكنهم كفروا بهذا القول ; لأنهم أرادوا تشكيك الضعفاء منهم ومن المؤمنين ، وتكذيب النبي - صلى الله عليه وسلم - . أي إنه فقير على قول محمد - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه اقترض منا .
سنكتب ما قالوا سنجازيهم عليه . وقيل : سنكتبه في صحائف أعمالهم ، أي نأمر الحفظة بإثبات قولهم حتى يقرءوه يوم القيامة في كتبهم التي يؤتونها ; حتى يكون أوكد للحجة عليهم . وهذا كقوله : وإنا له كاتبون . وقيل : مقصود الكتابة الحفظ ، أي سنحفظ ما قالوا لنجازيهم . " وما " في قوله ما قالوا في موضع نصب " بسنكتب " . وقرأ الأعمش وحمزة " سيكتب " بالياء ; فيكون " ما " اسم ما لم يسم فاعله . واعتبر حمزة ذلك بقراءة ابن مسعود : " ويقال ذوقوا عذاب الحريق " .
قوله تعالى : وقتلهم الأنبياء بغير حق أي ونكتب قتلهم الأنبياء ، أي رضاءهم بالقتل . والمراد قتل أسلافهم الأنبياء ; لكن لما رضوا بذلك صحت الإضافة إليهم . وحسن رجل عند الشعبي ، قتل عثمان - رضي الله عنه - فقال له الشعبي : شركت في دمه . فجعل الرضا بالقتل قتلا ; - رضي الله عنه - .
قلت : وهذه مسألة عظمى ، حيث يكون الرضا بالمعصية معصية . وقد روى أبو داود عن العرس بن عميرة الكندي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها - وقال مرة فأنكرها - كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها . وهذا نص . قوله تعالى : بغير حق تقدم معناه في البقرة . ونقول ذوقوا عذاب الحريق أي يقال لهم في جهنم ، أو عند الموت ، أو عند الحساب هذا . ثم هذا القول من الله تعالى ، أو من الملائكة ; قولان . وقراءة ابن مسعود " ويقال " . والحريق اسم للملتهبة من النار ، والنار تشمل الملتهبة وغير الملتهبة .
- الطبرى : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
القول في تأويل قوله : لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية وآيات بعدها نـزلت في بعض اليهود الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الآثار بذلك:
8300 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا محمد بن إسحاق قال، حدثنا محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة: أنه حدثه عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بيت المِدْراس، فوجد من يهودَ ناسًا كثيرًا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فِنحاص، كان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حَبْرٌ يقال له أشيْع. فقال أبو بكر رضي الله عنه لفنحاص: ويحك يا فِنحاص، اتق الله وأسلِم، فوالله إنك لتعلم أنّ محمدًا رسول الله، قد جاءكم بالحقّ من عند الله، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل! قال فنحاص: والله يا أبا بكر، ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير! وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنيُّا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم! ينهاكم عن الربا ويعطيناه! ولو كان عنا غنيًّا ما أعطانا الربا! (1) فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة، وقال: والذي نفسي بيده، لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عُنقك يا عدو الله! فأكذِبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين. فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، انظر ما صنع بي صاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ما حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله، إن عدو الله قال قولا عظيمًا، زعم أنّ الله فقير وأنهم عنه أغنياء! فلما قال ذلك غضبت لله مما قال، فضربتُ وجهه. فجحد ذلك فنحاص وقال: ما قلت ذلك! فأنـزل الله تبارك وتعالى فيما قال فنحاص، ردًّا عليه وتصديقًا لأبي بكر: " لقد سَمِع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتبُ ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق " = وفي قول أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب: وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [سورة آل عمران: 186]. (2)
8301 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: دخل أبو بكر = فذكر نحوه، غير أنه قال: " وإنا عنه لأغنياء، وما هو عنا بغنيٍّ، ولو كان غنيًّا "، ثم ذكر سائر الحديث نحوه. (3)
8302 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء "، قالها فنحاص اليهوديّ من بني مَرثد، لقيه أبو بكر فكلمه فقال له: يا فنحاص، اتق الله وآمن وصدِّق، وأقرض الله قرضًا حسنًا! فقال فنحاص: يا أبا بكر، تزعم أن ربنا فقير يستقرِضنا أموالنا! وما يستقرض إلا الفقير من الغني! إن كان ما تقول حقًّا، فإن الله إذًا لفقير! فأنـزل الله عز وجل هذا، فقال أبو بكر: فلولا هُدنة كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين بني مَرثد لقتلته.
8303 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: صك أبو بكر رجلا منهم = الذين قالوا: " إنّ الله فقير ونحن أغنياء "، لم يستقرضنا وهو غني؟! وهم يهود.
8304 - حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح قال: " الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء "، لم يستقرضنا وهو غني؟= قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي، وهو الذي قال: " إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ" و " يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ".
8305 - حدثنا ابن حميد قال، حدثني يحيى بن واضح قال، حدثت عن عطاء، عن الحسن قال، لما نـزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا [سورة البقرة: 245 سورة الحديد: 11] قالت اليهود: إنّ ربكم يستقرض منكم! فأنـزل الله: " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء ".
8306 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن الحسن البصري قال: لما نـزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا قال: عجبت اليهود فقالت: إن الله فقير يستقرض! فنـزلت: " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء ".
8307 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء "، ذكر لنا أنها نـزلت في حُيَيّ بن أخطب، لما أنـزل الله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً قال: يستقرضنا ربنا، إنما يستقرض الفقير الغنيَّ!
8308 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة قال: لما نـزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ، قالت اليهود: إنما يستقرض الفقير من الغني!! قال: فأنـزل الله: " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء ".
8309 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعت ابن زيد يقول في قوله: " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء "، قال: هؤلاء يهود. (4)
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذًا: لقد سمع الله قول الذين قالوا من اليهود: " إن الله فقير إلينا ونحن أغنياء عنه "، سنكتب ما قالوا من الإفك والفرية على ربهم، وقتلهم أنبياءهم بغير حق.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله: " سنكتب ما قالوا وقتلهم ".
فقرأ ذلك قرأة الحجاز وعامة قرأة العراق: ( سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا ) بالنون، " وقَتْلَهُمُ الأنْبِياءَ بغير حقٍّ" بنصب " القتل ".
* * *
وقرأ ذلك بعض قرأة الكوفيين: ( " سَيُكْتَبُ مَا قَالُوا وَقَتْلُهُمُ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ " ) بالياء من " سيكتب " وبضمها، ورفع " القتل "، على مذهب ما لم يسمّ فاعله، اعتبارًا بقراءة يذكر أنها من قراءة عبد الله في قوله: " ونقول ذوقوا "، يذكر أنها في قراءة عبد الله: " ويُقَالُ". (5)
فأغفل قارئ ذلك وجه الصواب فيما قصد إليه من تأويل القراءة التي تُنسب إلى عبد الله، وخالف الحجة من قرأة الإسلام. وذلك أن الذي ينبغي لمن قرأ: " سيكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء " على وجه ما لم يسم فاعله، أن يقرأ: " ويقال "، لأن قوله: " ونقول " عطف على قوله: " سنكتب ". فالصواب من القراءة أن يوفق بينهما في المعنى بأن يقرآ جميعًا على مذهب ما لم يسم فاعله، أو على مذهب ما يسمى فاعله. فأما أن يقرأ أحدهما على مذهب ما لم يسم فاعله، والآخر على وجه ما قد سُمِّي فاعله، من غير معنى ألجأه على ذلك، فاختيار خارج عن الفصيح من كلام العرب. (6)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا: " سَنَكْتُب " بالنون " وقَتْلَهُمْ" بالنصب، لقوله: " وَنَقُول "، ولو كانت القراءة في" سيكتب " بالياء وضمها، لقيل: " ويقال "، على ما قد بيّنا.
* * *
فإن قال قائل: كيف قيل: " وقتلهم الأنبياء بغير حق "، وقد ذكرت في الآثار التي رويتَ، أن الذين عنوا بقوله: (7) " لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ" بعض اليهود الذين كانوا على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من أولئك أحدٌ قتل نبيًا من الأنبياء، لأنهم لم يدركوا نبيًا من أنبياء الله فيقتلوه؟
قيل: إنّ معنى ذلك على غير الوجه الذي ذهبت إليه. وإنما قيل ذلك كذلك، لأن الذين عنى الله تبارك وتعالى بهذه الآية، كانوا راضين بما فعل أوائلهم من قتل من قتلوا من الأنبياء، وكانوا منهم وعلى منهاجهم، من استحلال ذلك واستجازته. فأضاف جلّ ثناؤه فعلَ ما فعله من كانوا على منهاجه وطريقته، إلى جميعهم، إذ كانوا أهل ملة واحدة ونحْلة واحدة، وبالرِّضى من جميعهم فَعل ما فعل فاعلُ ذلك منهم، على ما بينا من نظائره فيما مضى قبل. (8)
* * *
القول في تأويل قوله : وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " ونقول " للقائلين بأن الله فقيرٌ ونحن أغنياء، القاتلين أنبياء الله بغير حقّ يوم القيامة=" ذوقوا عذاب الحريق "، يعني بذلك: عذاب نار محرقة ملتهبة. (9)
* * *
و "
النار " اسم جامع للملتهبة منها وغير الملتهبة، وإنما " الحريق " صفة لها يراد أنها محرقة، كما قيل: " عذابٌ أليم " يعني: مؤلم، و " وجيع " يعني: موجع.----------------------------
الهوامش :
(1) كان في المخطوطة سقط بين ، فيها: "
وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء. ولو كان عنا غنيًا ما أعطانا الربا. فغضب أبو بكر" ، واستدركت المطبوعة هذا السقط من الدر المنثور فيما أرجح (2: 105) ، فتركته كما هو ، لموافقته لما جاء في تفسير ابن كثير 2: 308 ، وإن خالف رواية ابن هشام في سيرته ، في بعض ألفاظ.(2) الأثران: 8300 ، 8301 - سيرة ابن هشام 2: 207 ، 208 ، وهو تابع الأثر السالف رقم: 7695 ، مما روى الطبري من سيرة ابن إسحاق.
(3) انظر خبر فنحاص أيضًا في الأثر الآتي رقم: 8316.
(4) في المطبوعة: "
هؤلاء اليهود" ، وأثبت ما في المخطوطة.(5) هذا كلام الفراء بلا شك ، في معاني القرآن 1: 249 ، ولكن وقع في نسخ الفراء خرم لم يتنبه إليه مصححو المطبوعة ، تمامه مما ذكره الطبري ورواه عنه كعادته. والنص الذي في المطبوعة من معاني القرآن: "
وقرئ: سيكتب ما قالوا ، قرأها حمزة اعتبارًا ، لأنها في مصحف عبد الله" ، وانقطع الكلام ، فظاهر أن فيه سقطًا ، وظاهر أن تمامه ما رواه الطبري من قراءة عبد الله التي اعتبر بها حمزة في قراءة"سيكتب".(6) المعروف في كلامهم"
ألجأه إلى كذا" ، واستعمل الطبري"ألجأه عليه" بمعنى حمله عليه ، على إرادة التضمين ، وهو كلام فصيح لا يعاب ، وهو من النوادر التي لم أجدها في كتاب ، وإن كنت أذكر أني قرأتها في بعض كتب الشافعي رحمه الله ، وغاب اليوم عني مكانها.(7) في المطبوعة: "
وقد ذكرت الآثار التي رويت" ، أسقطت"في" ، وهي ثابتة في المخطوطة.(8) انظر ما سلف 2: 23 ، 24 ، 38 ، 39 ، 164 ، 165 وفهارس المباحث في الجزء الثاني ص 611 ، "
إضافة أفعال الأسلاف إلى الأبناء. . .".(9) تفسير"
الحريق" كما فسره أبو جعفر ، مما لا تكاد تظفر به في كتب اللغة ، بل قالوا: الحريق: اضطرام النار وتلهبها. والحريق أيضًا اللهب". وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 110 ، ونصه: "النار اسم جامع ، تكون نارًا وهي حريق وغير حريق ، فإذا التهبت ، فهي حريق". - ابن عاشور : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
استئناف جملة { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } لمناسبة ذكر البخل لأنّهم قالوه في معرض دفع الترغيب في الصدقات ، والذين قالوا ذلك هم اليهود ، كما هو صريح آخر الآية في قوله : { وقتلهم الأنبياء بغير حق } ، وقائل ذلك : قيل هو حُيَيُّ بنُ أخْطَبَ اليهودي ، حَبر اليهود ، لمّا سمع قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً } [ البقرة : 245 ] فقال حُيَيّ : إنّما يستقرض الفقيرُ الغنيَّ ، وقيل : قاله فِنحَاص بن عَازورَاء لأبي بكر الصديق بسبب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر إلى يهود قَيْنُقاع يدعوهم ، فأتى بيت المِدْرَاس فوجد جماعة منهم قد اجتمعوا على فنحاص حَبْرِهم ، فدعاه أبو بكر ، فقال فنحاص : ما بنا إلى الله من حاجة ، وإنّه إلينا لفقير ولو كان غنيّاً لما استقرضنا أموالنا كما يزعم صاحبكم ، فغضب أبو بكر ولطم فنحاص وهمّ بقتله ، فنزلت الآية . وشاع قولهما في اليهود .
وقوله : { لقد سمع الله } تهديد ، وهو يؤذن بأنّ هذا القول جراءة عظيمة ، وإن كان القصد منها التعريض ببطلان كلام القرآن ، لأنهم أتوا بهاته العبارة بدون محاشاة ، ولأنّ الاستخفاف بالرسول وقرآنه إثم عظيم وكفر على كفر ، ولذلك قال تعالى : { لقد سمع } المستعمل في لازم معناه ، وهو التهديد على كلام فاحش ، إذ قد علم أهل الأديان أنّ الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فليس المقصود إعلامهم بأنّ الله علم ذلك بل لازمه وهو مقتضى قوله : { سنكتب ما قالوا } . والمراد بالكتابة إمّا كتابته في صحائف آثامهم إذ لا يخطر ببال أحد أن يكتب في صحائف الحسنات ، وهذا بعيد ، لأنّ وجود علامة الاستقبال يؤذّن بأنّ الكتابة أمر يحصل فيما بعد . فالظاهر أنّه أريد من الكتابة عدم الصفح عنه ولا العفو بل سيثبت لهم ويجازون عنه فتكون الكتابة كناية عن المحاسبة . فعلى الأول يكون وعيداً وعلى الثاني يكون تهديداً .
وقرأ الجمهور { سنكتب ما قالوا وقتلَهم } بنون العظمة من ( سنكتب ) وبنصب اللام من ( قتلهم ) على أنّه مفعول ( نكتب ) و ( نقول ) بنون . وقرأه حمزة : سيُكْتب بياء الغائب مضمومة وفتح المثناة الفوقية مبنيّاً للنائب لأنّ فاعل الكتابة معلوم وهو الله تعالى ، وبرفع اللام من ( قتلُهم ) على أنه نائب الفاعل . ( ويقول ) بياء الغائب ، والضمير عائد الى اسم الجلالة في قوله : { إن الله } .
وعطف قوله : { وقتلهم الأنبياء بغير حق } زيادة في مذمّتهم بذكر مساوي أسلافهم ، لأنّ الذين قتلوا الأنبياء هم غير الذين قالوا : { إن الله فقير ونحن أغنياء } بل هم من أسلافهم ، فذكر هنا ليدلّ على أنّ هذه شنشنة قديمة فيهم ، وهي الاجتراء على الله ورسله ، واتّحاد الضمائر مع اختلاف المعاد طريقة عربية في المحامد والمذامّ التي تناط بالقبائل .
قال الحجّاج في خطبته بعد يوم دَيْر الجَماجم يخاطب أهل العراق : ألستم أصحابي بالأهواز حين أضمَرْتُم الشرّ واستبطنتم الكفر إلى أن قال : ثمّ يوم الزاوية وما يوم الزاوية . . إلخ ، مع أنّ فيهم من مات ومن طرأ بعد .
وقوله : { وتقول ذوقوا عذاب الحريق } عُطف أثرُ الكتب عَلى الكتب أي سيجازون عن ذلك بدون صفح ، { ونقول ذوقوا } وهْو أمر الله بأن يَدخلوا النار .
والذوق حقيقته إدراك الطُّعوم ، واستعمل هنا مجازاً مرسلاً في الإحساس بالعذاب فعلاقته الإطلاق ، ونكتته أنّ الذوق في العرف يستتبع تكرّر ذلك الإحساس لأنّ الذوق يتبعه الأكل ، وبهذا الاعتبار يصحّ أن يكون «ذوقوا» استعارة .
وقد شاع في كلام العرب إطلاق الذوق على الإحساس بالخير أو بالشرّ ، وورد في القرآن كثيراً .
- إعراب القرآن : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
«لَقَدْ» اللام واقعة في جواب قسم مقدر قد حرف تحقيق «سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وقول مفعول به وجملة قالوا صلة الموصول وجملة «سَمِعَ» جواب قسم لا محل لها «إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وفقير خبرها والجملة مقول القول «وَنَحْنُ أَغْنِياءُ» الجملة معطوفة «سَنَكْتُبُ ما قالُوا» الجملة مستأنفة ما موصولة والجملة بعدها صلة أو مصدرية والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به سنكتب قولهم «وَقَتْلَهُمُ» عطف على ما الموصولة أو على المصدر المؤول «الْأَنْبِياءَ» مفعول به للمصدر قتل «بِغَيْرِ حَقٍّ» متعلقان بالمصدر قتل حق مضاف إليه «وَنَقُولُ» عطف على سنكتب «ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ» فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة مقول القول.
- English - Sahih International : Allah has certainly heard the statement of those [Jews] who said "Indeed Allah is poor while we are rich" We will record what they said and their killing of the prophets without right and will say "Taste the punishment of the Burning Fire
- English - Tafheem -Maududi : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(3:181) Allah has heard the saying of those who said: 'Allah is poor, and we are rich. *128 We shall record what they have said, and the fact of their slaying the Prophets unjustly, and we shall say to them: Taste now the torment of the Fire.
- Français - Hamidullah : Allah a certainement entendu la parole de ceux qui ont dit Allah est pauvre et nous sommes riches Nous enregistrons leur parole ainsi que leur meurtre sans droit des prophètes Et Nous leur dirons Goûtez au châtiment de la fournaise
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah hat ja die Worte derjenigen gehört die sagten "Allah ist gewiß arm und wir sind reich" Wir werden aufschreiben was sie sagten und daß sie die Propheten zu Unrecht töteten; und Wir werden zu ihnen sagen "Kostet die Strafe des Brennens
- Spanish - Cortes : Alá ha oído las palabras de quienes han dichoAlá es pobre y nosotros somo ricos Tomaremos nota de lo que han dicho y de que han matado a los profetas sin justificación Y les diremos ¡Gustad el castigo del fuego de la gehena
- Português - El Hayek : Deus sem dúvida ouviu as palavras daqueles que disseram Deus é pobre e nós somos ricos Registramos o quedisseram assim como a iníquo matança dos profetas e lhes diremos Sofrei o tormento da fogueira
- Россию - Кулиев : Аллах услышал слова тех которые сказали Аллах беден а мы богаты Мы запишем то что они сказали и то как несправедливо они убивали пророков и скажем Вкусите мучения от обжигающего Огня
- Кулиев -ас-Саади : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
Аллах услышал слова тех, которые сказали: «Аллах беден, а мы богаты». Мы запишем то, что они сказали, и то, как несправедливо они убивали пророков, и скажем: «Вкусите мучения от обжигающего Огня.- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Allah "Allah fakir; biz zenginiz" diyenlerin sözünü işitmiştir Dediklerini ve haksız yere peygamberleri öldürdüklerini elbette yazacağız "Yakıcı azabı tadın" diyeceğiz
- Italiano - Piccardo : Allah ha certamente udito le parole di quelli che hanno detto “Allah è povero e noi siamo ricchi” Metteremo per iscritto le loro parole e il fatto che ingiustamente uccisero i Profeti e diremo loro “Gustate il tormento dell'Incendio”
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بێت بێگومان خوای پهروهردگار گوفتاری نابهجێی ئهو جولهکانهی بیست که وتیان خوا ههژاره و ئێمه دهوڵهمهندین ئێمه ئهو گوفتارانه یاداشت و تۆمار دهکهین لهسهریان ههروهها کوشتنی پێغهمبهران به دهستی ئهوان به ناحهق له دۆزهخیشدا پێیان دهڵێین بچێژن سزای ئاگری سوتێنهر
- اردو - جالندربرى : خدا نے ان لوگوں کا قول سن لیا ہے جو کہتے ہیں کہ خدا فقیر ہے۔ اور ہم امیر ہیں۔ یہ جو کہتے ہیں ہم اس کو لکھ لیں گے۔ اور پیغمبروں کو جو یہ ناحق قتل کرتے رہے ہیں اس کو بھی قلمبند کر رکھیں گے اور قیامت کے روز کہیں گے کہ عذاب اتش سوزاں کے مزے چکھتے رہو
- Bosanski - Korkut : Allah je čuo riječi onih koji su rekli "Allah je siromašan a mi smo bogati" Naredićemo Mi da se pribilježi ono što su oni rekli kao i što su ni krive ni dužne vjerovjesnike ubijali i reći ćemo "Iskusite patnju u ognju
- Swedish - Bernström : Gud har hört dem som säger "Gud är fattig vi är rika" Vi skall teckna ned vad de säger liksom [Vi tecknade ned] deras rättsstridiga dråp på profeterna och [på Uppståndelsens dag] skall Vi säga till dem "Pröva eldens straff
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Allah telah mendengar perkatan orangorang yang mengatakan "Sesunguhnya Allah miskin dan kami kaya" Kami akan mencatat perkataan mereka itu dan perbuatan mereka membunuh nabinabi tanpa alasan yang benar dan Kami akan mengatakan kepada mereka "Rasakanlah olehmu azab yang mem bakar"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
(Sungguh Allah telah mendengar ucapan orang-orang yang mengatakan, "Sesungguhnya Allah itu miskin dan kami kaya.") Mereka itu ialah orang-orang Yahudi yang mengatakannya tatkala turun ayat "Siapakah yang bersedia memberi pinjaman kepada Allah suatu pinjaman yang baik?" Kata mereka, "Sekiranya Dia kaya tentulah Dia tidak akan meminjam kepada kita!" (Kami akan mencatat) maksudnya akan menyuruh mencatat (apa yang mereka katakan itu) yakni dalam buku catatan amal perbuatan mereka agar mereka menerima balasannya. Menurut suatu qiraat dibaca 'sayuktabu' bukan 'sanaktubu.' (Dan) Kami catat pula (pembunuhan mereka) memakai baris di atas atau baris di depan (atas nabi-nabi tanpa alasan yang benar dan Kami katakan) ada yang membaca 'naquulu' dan ada pula 'yaquulu' yang berarti bahwa yang mengatakan itu ialah Allah yakni di akhirat kelak, perantaraan lisan para malaikat ('Rasailah olehmu azab neraka) lalu dikatakan pula kepada mereka bila mereka dilemparkan ke dalam neraka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিঃসন্দেহে আল্লাহ তাদের কথা শুনেছেন যারা বলেছে যে আল্লাহ হচ্ছেন অভাবগ্রস্ত আর আমরা বিত্তবান এখন আমি তাদের কথা এবং যেসব নবীকে তারা অন্যায়ভাবে হত্যা করেছে তা লিখে রাখব অতঃপর বলব আস্বাদন কর জ্বলন্ত আগুনের আযাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நிச்சயமாக அல்லாஹ் ஏழை நாங்கள் தாம் சீமான்கள்" என்று கூறியவர்களின் சொல்லை திடமாக அல்லாஹ் கேட்டுக் கொண்டான்; இவ்வாறு அவர்கள் சொன்னதையும் அநியாயமாக நபிமார்களை அவர்கள் கொலை செய்ததையும் நாம் பதிவு செய்து கொள்வோம் "சுட்டுப் பொசுக்கும் நரக நெருப்பின் வேதனையைச் சுவையுங்கள்" என்று அவர்களிடம் மறுமையில் நாம் கூறுவோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แน่นอนยิ่ง อัลลอฮ์ทรงได้ยินคำพูดของบรรดาผู้ที่ กล่าวว่า แท้จริงอัลลอฮ์นั้นเป็นผู้ยากจน และพวกเรานั้นเป็นผู้มั่งมี เรา จะจารึกสิ่งที่พวกเขาได้กล่าวไว และการที่พวกเขาฆ่าบรรดานะบี โดยปราศจากความเป็นธรรมด้วยและเราจะกล่าวว่าพวกเจ้าจงลิ้มการลงโทษแห่งเปลว เพลิงเถิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Аллоҳ Албатта Аллоҳ камбағал ва биз боймиз деганларнинг гапини эшитди Айтганларини ва Набийларни ноҳақ ўлдирганларни ёзиб қўямиз ва Куйдирувчи азобни татиб кўринг деймиз Яҳудийлар доимо Аллоҳ таоло тўғрисида ёмон тасаввурда ноҳақ ақидада бўлганлар Улар мўътабар ҳисоблайдиган китобларида ҳам бу нарса ўз аксини топган Бўлмаса Аллоҳ камбағал биз боймиз дейишармиди Аллоҳ уларнинг бу беодоб гапларини эшитмайди деб ўйлашади Аммо улар нотўғри ўйлашади Қиёмат куни фаришталар Аллоҳнинг номидан уларга Куйдирувчи азобни татиб кўринг дейдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主确已听见有些人说:真主确是贫穷的,我们确是富足的。我要记录他们所说的话,和他们枉杀众先知的行为。我要说:他们尝试烧灼的刑罚吧。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Allah telah mendengar perkataan orangorang Yahudi yang mengatakan Bahawasanya Allah miskin dan kami ialah orangorang kaya Kami Allah akan menuliskan perkataan mereka itu dan perbuatan mereka membunuh Nabinabi dengan tidak ada alasan yang membenarkannya dan Kami akan katakan kepada mereka "Rasalah kamu azab seksa yang sentiasa membakar
- Somali - Abduh : Dhab ahaan yuu u Maqlay Eebe Hadalka Kuwii Yidhi Eebe waa Faqiir Anaguna waxaan nahay Hodan waa Yuhuuh ha halaagmeene waan Qoraynaa waxay dhihi iyo Diliddooda Nabiyada ee Xaq daro waxaan u dhahaynaa dhadhamiya Cadaabka Gubashada
- Hausa - Gumi : Lalle ne haƙĩƙa Allah Yã ji maganar waɗanda suka ce "Lalle ne Allah faƙĩri ne mũ ne wadãtattu" za mu rubũta abin da suka faɗa da kisan da suka yi wa Annabãwa bã da wani haƙƙi ba kuma Mu ce "Ku ɗanɗani azãbar gõbara
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu amekwisha sikia kauli ya walio sema Mwenyezi Mungu ni masikini na sisi ni matajiri Tumeyaandika waliyo yasema na pia kuwauwa kwao Manabii bila ya haki na tutawaambia Siku ya Kiyama Onjeni adhabu ya kuungua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia i dëgjon fjalët e atyre që thanë “Perëndia është i varfër kurse na jemi të pasur” Na do ta shënojmë atë që thanë ata si dhe mbytjen e pejgamberëve pa kurrfarë të drejte dhe do t’u themi Ne atyre “Shijonie dënimin në zjarrë”
- فارسى - آیتی : هر آينه خدا شنيد سخن آن كسان را كه مىگفتند: خدا بينواست و ما توانگريم. گفتارشان را و نيز اينكه پيامبران را به ناحق مىكشتند، خواهيم نوشت، و گوييم: بچشيد عذاب آتش سوزان را.
- tajeki - Оятӣ : Албатта Худо шунид сухани он касонро, ки мегуфтанд: «Худо бенавост ва мо тавонгарем». Гуфторашонро ва низ ин ки паёмбаронро ба ноҳақ мекуштанд, хоҳем навишт ва гӯем: «Бичашед азоби оташи сӯзонро!»
- Uyghur - محمد صالح : «اﷲ بولسا ھەقىقەتەن پېقىر، بىز بولساق باي» دېگەن كىشىلەر (يەنى يەھۇدىيلار) نىڭ سۆزىنى اﷲ ھەقىقەتەن ئاڭلىدى، ئۇلارنىڭ سۆزلىرىنى ۋە پەيغەمبەرلەرنى ناھەق ئۆلتۈرگەنلىكلىرىنى خاتىرىلەپ قويىمىز (يەنى نامە - ئەمالىغا مۇئەككەل پەرىشتىلەرگە بۇنى ئۇلارنىڭ نامە - ئەمالىغا يېزىشنى بۇيرۇيمىز) ھەمدە ئاخىرەتتە پەرىشتىلەر تىلى ئارقىلىق، كۆيدۈرگۈچى ئازابنى تېتىڭلار، دەيمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു ദരിദ്രനും തങ്ങള് ധനികരുമാണെന്ന് പറഞ്ഞവരുടെ വാക്ക് അല്ലാഹു കേട്ടിരിക്കുന്നു. അവര് അങ്ങനെ പറഞ്ഞതും അന്യായമായി പ്രവാചകന്മാരെ കൊന്നതും നാം രേഖപ്പെടുത്തിവെക്കുന്നുണ്ട്. നാമവരോട് പറയും: "കത്തിയെരിയും നരകത്തീ അനുഭവിച്ചുകൊള്ളുക.
- عربى - التفسير الميسر : لقد سمع الله قول اليهود الذين قالوا ان الله فقير الينا يطلب منا ان نقرضه اموالا ونحن اغنياء سنكتب هذا القول الذي قالوه وسنكتب انهم راضون بما كان من قتل ابائهم لانبياء الله ظلما وعدوانا وسوف نواخذهم بذلك في الاخره ونقول لهم وهم في النار يعذبون ذوقوا عذاب النار المحرقه
*128). This statement was made by the Jews. On the revelation of the Qur'anic verse (2: 245): 'Who of you will lend Allah a goodly loan?', the Jews began to ridicule it and said: 'Look, God has now gone bankrupt and has begun to beg of His creatures for loans.' (For this statement made by the Jews see the Tradition mentioned by Ibn Kathir in his comments on this verse - Ed.)