- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٍۢ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّنۢ بَعْضٍۢ ۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمْ وَأُوذُواْ فِى سَبِيلِى وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ
- عربى - نصوص الآيات : فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ۖ بعضكم من بعض ۖ فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله ۗ والله عنده حسن الثواب
- عربى - التفسير الميسر : فأجاب الله دعاءهم بأنه لا يضيع جهد مَن عمل منهم عملا صالحًا ذكرًا كان أو أنثى، وهم في أُخُوَّة الدين وقَبول الأعمال والجزاء عليها سواء، فالذين هاجروا رغبةً في رضا الله تعالى، وأُخرجوا من ديارهم، وأوذوا في طاعة ربهم وعبادتهم إيّاه، وقاتلوا وقُتِلوا في سبيل الله لإعلاء كلمته، ليسترنَّ الله عليهم ما ارتكبوه من المعاصي، كما سترها عليهم في الدنيا، فلا يحاسبهم عليها، وليدخلنَّهم جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار جزاء من عند الله، والله عنده حسن الثواب.
- السعدى : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
أي: أجاب الله دعاءهم، دعاء العبادة، ودعاء الطلب، وقال: إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى، فالجميع سيلقون ثواب أعمالهم كاملا موفرا، { بعضكم من بعض } أي: كلكم على حد سواء في الثواب والعقاب، { فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا } فجمعوا بين الإيمان والهجرة، ومفارقة المحبوبات من الأوطان والأموال، طلبا لمرضاة ربهم، وجاهدوا في سبيل الله. { لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله } الذي يعطي عبده الثواب الجزيل على العمل القليل. { والله عنده حسن الثواب } مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فمن أراد ذلك، فليطلبه من الله بطاعته والتقرب إليه، بما يقدر عليه العبد.
- الوسيط لطنطاوي : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
لقد كانت نتيجة دعواتهم، أن أجاب الله لهم سؤالهم وحقق لهم مطلوبهم فقال- تعالى- فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ!!.
قال الحسن البصري: «ما زالوا يقولون ربنا حتى استجاب لهم» .
وقال جعفر الصادق: «من حزبه أمر فقال خمس مرات رَبَّنا أنجاه الله مما يخاف، وأعطاه ما أراد، قيل: وكيف ذلك؟ قال: اقرءوا إن شئتم قوله- تعالى- الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً ... إلخ فإن هؤلاء الأخيار قد نادوا ربهم خمس مرات فأجاب الله لهم دعاءهم.
ودلت الفاء في قوله فَاسْتَجابَ على سرعة الإجابة، لأن الفاء للتعقيب، فهم لأنهم دعوا الله بقلب سليم، أجاب الله لهم دعاءهم بدون إبطاء.
واستجاب هنا بمعنى أجاب عند جمهور العلماء، إذ السين والتاء للتأكيد، مثل استوقد واستخلص.
وقال بعضهم: إن استجاب أخص من أجاب، لأن استجاب يقال لمن قبل ما دعى إليه، وأجاب أعم فيقال لمن أجاب بالقبول وبالرد.
والمعنى: أن الله- تعالى- قد بشر هؤلاء الأخيار برضاه عنهم، بأن أخبرهم بأنه قد أجاب لهم دعاءهم، وأنه- سبحانه- لا يضيع عمل عامل منهم، بل سيجازيهم بالجزاء الأوفى، وسيمنحهم من الثواب. فوق ما عملوا لأنه هو الكريم الوهاب، ولن يفرق في عطائه بين ذكر وأنثى، لأن الذكر من الأنثى والأنثى من الذكر وقد خلقهم جميعا من نفس واحدة.
وفي التعبير باللفظ السامي رَبُّهُمْ إشارة إلى أن الذي سيجزيهم هو خالقهم ومربيهم والمنعم عليهم، والرحيم بهم.
ومعنى لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ لا أزيل ثواب عمل أى عامل منكم، بل أكافئه عليه بما يستحقه، وأعطيه من ثوابي ورحمتي ما يشرح صدره، ويدخل البهجة والسرور على نفسه.
وقوله مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بيان لعامل، وتأكيد عمومه، أى لا أضيع عمل أى شخص عامل سواء أكان هذا العامل ذكرا أم أنثى.
ومعنى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أن الذكر من الأنثى والأنثى من الذكر، كلكم بنو آدم وهذه جملة معترضة مبينة لسبب شركة النساء مع الرجال فيما وعد الله به عباده من أجر جزاء أعمالهم الصالحة.
روى الترمذي عن أم سلمة قالت: يا رسول الله، لا أسمع الله- تعالى- ذكر النساء في الهجرة، فأنزل الله- تعالى- فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ.
ثم بين- سبحانه- الأعمال الصالحة التي استحق بها هؤلاء الأبرار حسن الثواب منه- سبحانه- فقال: فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا، لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ.
أى: فالذين هاجروا بأن تركوا أوطانهم التي أحبوها إلى أماكن أخرى من أجل إعلاء كلمة الله، وأخرجوا من ديارهم، فرارا بدينهم من ظلم الظالمين، واعتداء المعتدين، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي أى تحملوا الأذى والاضطهاد في سبيل الحق الذي آمنوا به وَقاتَلُوا أعداء الله وَقُتِلُوا وهم يجاهدون من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.
هؤلاء الذين فعلوا كل ذلك، وعدهم الله- تعالى- بالأجر العظيم فقال: لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ أى لأمحون عنهم ما ارتكبوه من سيئات، ولأسترنها عليهم حتى تعتبر نسيا منسيا وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أى تجرى من تحت قصورها الأنهار التي فيها العسل المصفى، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
وقوله ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ أى لأثيبنهم ثوابا عظيما من عندي، والله- تعالى- عنده حسن الجزاء لمن آمن وعمل صالحا.
فأنت ترى أن الله- تعالى- قد منح هؤلاء الأخيار ذلك الأجر الجزيل لأنهم قد هاجروا من الأرض التي أحبوها إلى غيرها من أجل إعلاء كلمة الله، وأخرجوا منها مضطرين لا مختارين فرارا بدينهم، ولقد ذكر المؤرخون أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم عند ما خرج من مكة مهاجرا التفت إليها وقال: «يا مكة والله لأنت أحب بلاد الله إلى ولولا أن قومك أخرجونى ما خرجت» .
ولأنهم قد تحملوا من الأذى في سبيل الله، ولأنهم قد جاهدوا أعداء الله وأعداءهم حتى استشهدوا وهم يقاتلون من أجل إعلاء كلمة الله.
وقوله فَالَّذِينَ هاجَرُوا مبتدأ، وهو تفصيل لعمل العامل منهم على سبيل التعظيم له، والتفخيم لشأنه. وخبره قوله لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ.
وقوله وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ معطوف على هاجَرُوا. وجمع بينهما للإشعار بأنهم قد تركوا أوطانهم تارة باختيارهم ليبحثوا عن مكان أصلح لنماء دعوتهم، وانتشار الحق الذي اعتنقوه، وتارة بغير اختيارهم بل تركوها مجبرين ومضطرين بعد أن ألجأهم أعداؤهم إلى الخروج منها بسبب ما نالهم منهم من ظلم واعتداء.
وقوله وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي معطوف على ما قبله. والمراد من الإيذاء ما هو أعم من أن يكون بالإخراج من الديار، أو غير ذلك مما كان يصيب المؤمنين من جهة المشركين.
وجمع- سبحانه- بين قوله وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا للإشارة إلى أن للقسمين ثوابا وأنهم لن يصيبهم إلا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وقوله: لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ جواب قسم محذوف، أى والله لأكفرن عنهم سيئاتهم.
وقدّم- سبحانه- تكفير سيئاتهم على إدخالهم الجنة، لأن التخلية- كما يقولون- مقدمة على التحلية، فهو أولا طهرهم من الذنوب والآثام ونقاهم منها، ثم أدخلهم بعد ذلك جنته وأعطاهم فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وقوله ثَواباً مصدر مؤكد لما قبله، لأن المعنى لأثيبنهم على ما عملوه ثوابا عظيما.
وقوله مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صفة لقوله ثَواباً وهو وصف مؤكد لأن الثواب لا يكون إلا من عنده- تعالى-، لكنه صرح به- سبحانه- تعظيما للثواب وتفخيما لشأنه.
وقوله وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ تذييل مقرر لمضمون ما قبله.
وقد ختم- سبحانه- الآية بهذه الجملة الكريمة لبيان اختصاصه بالثواب الحسن كأن كل جزاء للأعمال في الدنيا لا يعد حسنا بجوار ما أعده- سبحانه- في الآخرة لعباده المتقين.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد دعت المؤمنين إلى الإكثار من ذكر الله وإلى التفكر السليم في عجائب صنعه، وساقت لنا ألوانا من الدعوات الطيبات الخاشعات التي تضرع بها الأخيار إلى خالقهم، وبينت لنا الثواب الجزيل والعطاء العظيم الذي منحه الله لهم في مقابل إيمانهم الصادق، وعملهم الصالح، فقد جرت سنته- سبحانه- أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه لا يرد دعاء الأبرار من عباده.
- البغوى : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
قوله تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أني ) أي : بأني ، ( لا أضيع ) لا أحبط ، ( عمل عامل منكم ) أيها المؤمنون ( من ذكر أو أنثى ) قال مجاهد : قالت أم سلمة يا رسول الله إني أسمع الله يذكر الرجال في الهجرة ولا يذكر النساء فأنزل الله تعالى هذه الآية ( بعضكم من بعض ) قال الكلبي : في الدين والنصرة والموالاة ، وقيل : كلكم من آدم وحواء ، وقال الضحاك : رجالكم شكل نسائكم ونساؤكم شكل رجالكم في الطاعة ، كما قال : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " ( التوبة - 71 ) .
( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي ) أي : في طاعتي وديني ، وهم المهاجرون الذين أخرجهم المشركون من مكة ، ( وقاتلوا وقتلوا ) قرأ ابن عامر وابن كثير " وقتلوا " بالتشديد وقال الحسن : يعني أنهم قطعوا في المعركة ، والآخرون بالتخفيف وقرأ أكثر القراء : ( وقاتلوا وقتلوا ) يريد أنهم قاتلوا العدو ثم أنهم قتلوا وقرأ حمزة والكسائي ( وقتلوا وقاتلوا ) وله وجهان أحدهما : معناه وقاتل من بقي منهم ، ومعنى قوله ( وقتلوا ) أي : قتل بعضهم تقول العرب قتلنا بني فلان وإنما قتلوا بعضهم والوجه الآخر ( وقتلوا ) وقد قاتلوا ، ( لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله ) نصب على القطع قاله الكسائي ، وقال المبرد : مصدر أي : لأثيبنهم ثوابا ، ( والله عنده حسن الثواب ) .
- ابن كثير : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
يقول تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم ) أي : فأجابهم ربهم ، كما قال الشاعر :
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
قال سعيد بن منصور : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة ، رجل من آل أم سلمة ، قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ فأنزل الله [ عز وجل ] ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) إلى آخر الآية . وقالت الأنصار : هي أول ظعينة قدمت علينا .
وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة ، ثم قال : صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه .
وقد روى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة قالت : آخر آية أنزلت هذه الآية : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) إلى آخرها . رواه ابن مردويه .
ومعنى الآية : أن المؤمنين ذوي الألباب لما سألوا - مما تقدم ذكره - فاستجاب لهم ربهم - عقب ذلك بفاء التعقيب ، كما قال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) [ البقرة : 186 ] . وقوله : ( أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) هذا تفسير للإجابة ، أي قال لهم مجيبا لهم : أنه لا يضيع عمل عامل لديه ، بل يوفي كل عامل بقسط عمله ، من ذكر أو أنثى .
وقوله : ( بعضكم من بعض ) أي : جميعكم في ثوابي سواء ( فالذين هاجروا ) أي : تركوا دار الشرك وأتوا إلى دار الإيمان وفارقوا الأحباب والخلان والإخوان والجيران ، ( وأخرجوا من ديارهم ) أي : ضايقهم المشركون بالأذى حتى ألجئوهم إلى الخروج من بين أظهرهم ، ولهذا قال : ( وأوذوا في سبيلي ) أي : إنما كان ذنبهم إلى الناس أنهم آمنوا بالله وحده ، كما قال تعالى : ( يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ) [ الممتحنة : 1 ] . وقال تعالى : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) [ البروج : 8 ] .
وقوله : ( وقاتلوا وقتلوا ) وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في سبيل الله ، فيعقر جواده ، ويعفر وجهه بدمه وترابه ، وقد ثبت في الصحيح أن رجلا قال : يا رسول الله ، أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ، أيكفر الله عني خطاياي ؟ قال : " نعم " ثم قال : " كيف قلت ؟ " : فأعاد عليه ما قال ، فقال : " نعم ، إلا الدين ، قاله لي جبريل آنفا " .
ولهذا قال تعالى : ( لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي : تجري في خلالها الأنهار من أنواع المشارب ، من لبن وعسل وخمر وماء غير آسن وغير ذلك ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وقوله : ( ثوابا من عند الله ) أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم ، لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جزيلا كثيرا ، كما قال الشاعر :
إن يعذب يكن غراما وإن يع ط جزيلا فإنه لا يبالي
وقوله : ( والله عنده حسن الثواب ) أي : عنده حسن الجزاء لمن عمل صالحا .
قال ابن أبي حاتم : ذكر عن دحيم بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم ، أخبرني حريز بن عثمان : أن شداد بن أوس كان يقول : يا أيها الناس ، لا تتهموا الله في قضائه ، فإنه لا يبغي على مؤمن ، فإذا نزل بأحدكم شيء مما يحب فليحمد الله ، وإذا نزل به شيء مما يكره فليصبر وليحتسب ، فإن الله عنده حسن الثواب .
- القرطبى : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى أي أجابهم .
قال الحسن : ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم .
وقال جعفر الصادق : من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد .
قيل : وكيف ذلك ؟ قال : اقرءوا إن شئتم " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " إلى قوله : " إنك لا تخلف الميعاد " [ آل عمران : 191 - 194 ] .
" أني " أي بأني .
وقرأ عيسى بن عمر " إني " بكسر الهمزة , أي فقال : إني .
وروى الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أم سلمة أنها قالت : يا رسول الله , ألا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ فأنزل الله تعالى : " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من : ذكر أو أنثى " الآية .
وأخرجه الترمذي .
ودخلت " من " للتأكيد ; لأن قبلها حرف نفي .
وقال الكوفيون : هي للتفسير ولا يجوز حذفها ; لأنها دخلت لمعنى لا يصلح الكلام إلا به , وإنما تحذف إذا كان تأكيدا للجحد . بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ابتداء وخبر , أي دينكم واحد .
وقيل : بعضكم من بعض في الثواب والأحكام والنصرة وشبه ذلك .
وقال الضحاك : رجالكم شكل نسائكم في الطاعة , ونساؤكم شكل رجالكم في الطاعة ; نظيرها قوله عز وجل : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " [ التوبة : 71 ] .
ويقال : فلان مني , أي على مذهبي وخلقي . فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ابتداء وخبر , أي هجروا أوطانهم وساروا إلى المدينة . وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي في طاعة الله عز وجل . وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا أي وقاتلوا أعدائي .
"وقتلوا " أي في سبيلي .
وقرأ ابن كثير وابن عامر : " وقاتلوا وقتلوا " على التكثير .
وقرأ الأعمش " وقتلوا وقاتلوا " لأن الواو لا تدل على أن الثاني بعد الأول .
وقيل : في الكلام إضمار قد , أي قتلوا وقد قاتلوا ; ومنه قول الشاعر : تصابى وأمسى علاه الكبر أي وقد علاه الكبر .
وقيل : أي وقد قاتل من بقي منهم ; تقول العرب : قتلنا بني تميم , وإنما قتل بعضهم .
وقال امرؤ القيس : فإن تقاتلونا نقتلكم وقرأ عمر بن عبد العزيز : " وقتلوا وقتلوا " خفيفة بغير ألف . لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ أي لأسترنها عليهم في الآخرة , فلا أوبخهم بها ولا أعاقبهم عليها . وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مصدر مؤكد عند البصريين ; لأن معنى " لأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار " لأثيبنهم ثوابا .
الكسائي : انتصب على القطع .
الفراء : على التفسير . وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ أي حسن الجزاء ; وهو ما يرجع على العامل من جراء عمله ; من ثاب يثوب .
- الطبرى : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
القول في تأويل قوله : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: فأجاب هؤلاء الداعين= بما وصف من أدعيتهم أنهم دعوا به (1) = ربُّهم، بأني لا أضيع عمل عامل منكم عمل خيرًا، ذكرًا كان العامل أو أنثى.
* * *
وذكر أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال الرجال يُذكرون ولا تذكر النساء في الهجرة "؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى في ذلك هذه الآية.
8367 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا مؤمل قال، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، تُذكر الرجال في الهجرة ولا نذكر؟ فنـزلت: " أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى "، الآية. (2)
8368 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت رجلا من ولد أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قالت أم سلمة: يا رسول الله، لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ".
8369 - حدثنا الربيع بن سليمان قال، حدثنا أسد بن موسى قال، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة: أنها قالت: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنـزل الله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عملٍ عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ". (3)
* * *
وقيل: " فاستجاب لهم " بمعنى: فأجابهم، كما قال الشاعر: (4)
وَدَاٍع دَعَـا يَـا مَـنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى?
فَلَــم يَسْــتَجِبْهُ عِنْـدَ ذَاكَ مُجِـيبُ (5)
بمعنى: فلم يجبه عند ذاك مجيب.
* * *
وأدخلت " من " في قوله: " من ذكر أو أنثى " على الترجمة والتفسير عن قوله: (6) " منكم "، بمعنى: " لا أضيع عمل عامل منكم "، من الذكور والإناث. وليست " من " هذه بالتي يجوز إسقاطها وحذفها من الكلام في الجحد، (7) لأنها دخلت بمعنى لا يصلح الكلام إلا به.
* * *
وزعم بعض نحويي البصرة أنها دخلت في هذا الموضع كما تدخل في قولهم: " قد كان من حديث "، قال: و " من " ههنا أحسن، لأن النهي قد دخل في قوله: " لا أضيع ".
* * *
وأنكر ذلك بعض نحويي الكوفة وقال: = لا تدخل " من " وتخرج إلا في موضع الجَحد. (8) وقال: قوله: " لا أضيع عمل عامل منكم "، لم يدركه الجحد، لأنك لا تقول: " لا أضرب غلام رجل في الدار ولا في البيت "، فتدخل،" ولا "، (9) لأنه لم ينله الجحد، ولكن " مِنْ" مفسرة. (10)
* * *
وأما قوله: " بعضكم من بعض "، فإنه يعني: بعضكم= أيها المؤمنون الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم= من بعض، في النصرة والملة والدين، (11) وحكم جميعكم فيما أنا بكم فاعل، على حكم أحدكم في أني لا أضيع عمل ذكرٍ منكم ولا أنثى.
* * *
القول في تأويل قوله : فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " فالذين هاجروا " قومَهم من أهل الكفر وعشيرتهم في الله، إلى إخوانهم من أهل الإيمان بالله، والتصديق برسوله، (12) " وأخرجوا من ديارهم "، وهم المهاجرون الذين أخرجهم مشركو قريش من ديارهم بمكة=" وأوذوا في سبيلي"، يعني: وأوذوا في طاعتهم ربَّهم، وعبادتهم إياه مخلصين له الدين، وذلك هو " سبيل الله " التي آذى فيها المشركون من أهل مكة المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها (13) =" وَقَاتَلُوا " يعني: وقاتلوا في سبيل الله =" وقتلوا " فيها (14) =" لأكفرن عنهم سيئاتهم "، يعني: لأمحونها عنهم، ولأتفضلن عليهم بعفوي ورحمتي، ولأغفرنها لهم (15) =" ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابًا "، يعني: جزاء لهم على ما عملوا وأبلوا في الله وفي سبيله (16) =" من عند الله "، يعني: من قبل الله لهم (17) =" والله عنده حسن الثواب "، يعني: أن الله عنده من جزاء أعمالهم جميع صنوفه، وذلك ما لا يبلغه وصف واصفٍ، لأنه مما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خَطَر على قلب بشر، كما:-
8370 - حدثنا عبد الرحمن بن وهب قال، حدثنا عمي عبد الله بن وهب قال، حدثني عمرو بن الحارث: أن أبا عشانة المعافري حدثه: أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين تُتَّقَى بهم المكاره، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان، لم تقض حتى يموت وهي في صدره، وأن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: "
أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة "، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: " ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار، ونقدس لك، مَنْ هؤلاء الذين آثرتهم علينا " فيقول الرب جل ثناؤه: " هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي". فتدخل الملائكة عليهم من كل باب: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ . (18) [سورة الرعد: 24]* * *
قال أبو جعفر: واختلفت القرأة في قراءة قوله: "
وقاتلوا وقتلوا ".* * *
فقرأه بعضهم: ( "
وَقَتَلُوا وَقُتِّلُوا " ) بالتخفيف، بمعنى: أنهم قتلوا من قتلوا من المشركين.* * *
وقرأ ذلك آخرون: ( وَقَاتَلُوا وَقُتِّلُوا ) بتشديد "
قتَلوا "، بمعنى: أنهم قاتلوا المشركين وقتَّلهم المشركون، بعضًا بعد بعض، وقتلا بعد قتل.* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة المدينة وبعض الكوفيين: ( وَقَاتَلُوا وَقَتَلُوا ) بالتخفيف، بمعنى: أنهم قاتلوا المشركين وقَتَلوا.
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين: "
وَقُتِلُوا " بالتخفيف." وقاتلوا "، بمعنى: أن بعضهم قُتِل، وقاتل من بقي منهم.* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز أن أعدوها، إحدى هاتين القراءتين، وهي: "
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا " بالتخفيف، أو " وَقَتَلُوا " بالتخفيف " وَقَاتَلُوا " لأنها القراءة المنقولة نقل وراثةٍ، وما عداهما فشاذ. وبأيّ هاتين القراءتين التي ذكرت أني لا أستجيز أن أعدوَهما، قرأ قارئ فمصيب في ذلك الصوابَ من القراءة، لاستفاضة القراءة بكل واحدة منهما في قرأة الإسلام، مع اتفاق معنييهما.------------------
الهوامش :
(1) في المطبوعة"
فأجاب هؤلاء الداعين بما وصف الله عنهم أنهم دعوا به ربهم..." وهو كلام لا يستقيم. وفي المخطوطة: "فأجاب الله هؤلاء الداعين بما وصف الله عنهم أنهم دعوه به ربهم.." وهو أيضًا غير مستقيم ، والصواب الراجح ما أثبت. لأن الله عدد أدعيتهم التي دعوه بها قبل في الآيات السالفة ، فكان صوابًا أن يذكرها إجمالا في بيان تفسير الآية. وغير مستقيم في العربية أن يقال: "وصف عن فلان كذا" ، فلذلك رجحت قراءتها كما أثبت. والناسخ كما ترى كثير السهو والغلط.وسياق الكلام"
فأجاب هؤلاء الداعين... ربهم" برفع"ربهم" ، وما بينهما فصل في السياق ، وهو تأويل قوله: "فاستجاب لهم ربهم".(2) الحديث: 8367 - هذا إسناد صحيح. ومؤمل: هو ابن إسماعيل ، وهو ثقة ، كما ذكرنا في: 2057.
سفيان - هنا - : هو الثوري ، وإن كان مؤمل يروى أيضا عن ابن عيينة. ولكن بين أنه الثوري في رواية الحاكم ، كما سنذكر في التخريج ، إن شاء الله.
والحديث رواه الطبري أيضا ، فيما يأتي في تفسير الآية: 25 من سورة الأحزاب (ج22 ص8 بولاق) ، عن ابن حميد ، عن مؤمل ، بهذا الإسناد. وذكره سببًا لنزول تلك الآية.
والحديث مروي على أنه سبب في نزول هذه الآية وتلك.
فرواه الحاكم في المستدرك 2: 416 ، من طريق الحسين بن حفص ، عن سفيان بن سعيد [وهو الثوري] ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة ، قالت: "
قلت: يا رسول الله ، يذكر الرجال ولا يذكر النساء؟ فأنزل الله عز وجل: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات" الآية ، وأنزل: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.والحسين بن حفص الهمداني الإصبهاني: ثقة ، كما ذكرنا في شرح: 2435.
وقد ذكر ابن كثير رواية الطبري الأخرى ، في سورة الأحزاب 6: 533 ، غير منسوب.
ورواه أحمد في المسند 6: 301 (حلبى) ، سببًا لنزول آية الأحزاب. رواه من وجهين ، جمعهما في إسناد واحد: من رواية عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، ومن رواية عبد الرحمن بن شيبة المكي الحجبي = كلاهما عن أم سلمة.
ثم أعاده مرة أخرى ، ص: 305 من الوجهين ، فرقهما إسنادين.
ورواه المزي في تهذيب الكمال ، في ترجمة"عبد الرحمن بن شيبة" ، بإسناده إليه.
وذكر الحافظ في تهذيب التهذيب أن النسائي رواه في التفسير من طريق عبد الرحمن. فهو في السنن الكبرى.
ورواه الطبري ، فيما سيأتي (ج22 ص8 بولاق) ، من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أم سلمة - سببًا لنزول آية الأحزاب.
ويحيى بن عبد الرحمن: تابعي ثقة جليل رفيع القدر.
وذكر ابن كثير 6: 533 أنه رواه النسائي من طريقه ثم أشار إلى رواية الطبري إياه.
وانظر أيضا الدر المنثور 5: 200.
فالحديث في الموضعين في الطبري ، من طريق مجاهد = مختصر.
وانظر الروايتين التاليتين لهذا.
(3) الحديثان: 8368 ، 8369 - الرجل من ولد أم سلمة: أبهم هنا ، ولكنه عرف من إسناد آخر.
وكذلك ذكره الترمذي في روايته مبهمًا.
فرواه 4: 88 ، عن ابن أبي عمر ، عن سفيان -وهو ابن عيينة- بهذا الإسناد.
وكذلك أبهمه سعيد بن منصور: فرواه عن سفيان ، به. فيما نقله عنه ابن كثير في التفسير 2: 326.
وبينه الحاكم في المستدرك.
فرواه 2: 300 ، من طريق يعقوب بن حميد: "حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة بن أبي سلمة: رجل من ولد أم سلمة ، عن أم سلمة".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه. سمعت أبا أحمد الحافظ - وذكر في بحثين في كتاب البخاري: يعقوب عن سفيان ، ويعقوب عن الدراوردي = فقال أبو أحمد: هو يعقوب بن حميد". والذهبي وافق الحاكم على أنه على شرط البخاري.
ويعقوب بن حميد بن كاسب: مضى توثيقه في: 4779 ، 4880 ، ومضى اعتراض الذهبي على الحاكم في تصحيح حديثه هناك. فالعجب أن يوافقه هنا!
و"سلمة بن أبي سلمة" هذا: هو"سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة" ، نسب إلى جده الأعلى. وبعضهم يذكر نسبه كاملا ، وبعضهم ينسبه لجده ، يقول: "سلمة بن عمر بن أبي سلمة". وأم سلمة أم المؤمنين: هي أم جده"عمر بن أبي سلمة".
و"سلمة" هذا: مترجم في تهذيب التهذيب ، ولم يترجم في أصله"تهذيب الكمال". وله ترجمة في الكبير للبخاري 2 / 2 / 81 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 166.
والحديث ذكره السيوطي 2: 112 ، دون التقيد بتابعي معين عن أم سلمة ، وزاد نسبته لعبد الرزاق وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني.
(4) كعب بن سعد الغنوي.
(5) مضى البيت وتخريجه فيما سلف 1: 320 ، تعليق: 1 / 3: 483 ، تعليق: 1.
(6) "الترجمة": البدل ، كما سلف في 2: 340 ، تعليق: 1 ، ص: 374 ، 420 ، 424 - 426. أما "التفسير" ، فكأنه عنى به"التبيين" ، ولم يرد التمييز ، وانظر فهرس المصطلحات في سائر الأجزاء السالفة.
(7) انظر زيادة"من" في الجحد فيما سلف 2: 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5: 586.
(8) انظر ما سلف 2: 127.
(9) في المطبوعة"فيدخل" بالياء ، وهو خطأ ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، وهذا صواب قراءتها.
(10) يعني بقوله"مفسرة" مبينة ، وانظر التعليق السالف رقم : 1 .
(11) في المطبوعة: "والمسألة والدين" ، والصواب من المخطوطة.
(12) انظر تفسير"هاجر" فيما سلف 4: 317 ، 318.
(13) انظر تفسير"سبيل الله" فيما سلف 3: 563 ، 583 ، 592 / 4: 318 / 5: 280 / 6: 230.
(14) في المطبوعة والمخطوطة: "وقتلوا: يعني ، وقتلوا في سبيل الله ، وقاتلوا فيها" قدم وأخر في سياق الآية ، وفي سياقة المعنى ، والصواب ما أثبت ، وإن كانت إحدى القراءات تجيز ما كان في المخطوطة ، وانظر القراآت في الآية بعد.
(15) انظر تفسير"التكفير" فيما سلف قريبًا ص: 482.
(16) انظر تفسير"الثواب" فيما سلف 2: 458 / 7: 262 ، 304.
(17) انظر تفسير"عند" فيما سلف 2: 501.
(18) الحديث: 8370 - أبو عشانة ، بضم العين المهملة وتشديد الشين المعجمة ، المعافري ، بفتح الميم: هو حي بن يؤمن بن عجيل المصري. تابعي ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وغيرهما. مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 2 / 1 / 110 ، وابن سعد 7 / 2 / 201 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 276.
والحديث رواه الحاكم في المستدرك 2: 71- 72 ، من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن ابن وهب -وهو عبد الله- بهذا الإسناد ، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
ورواه أيضا الطبراني ، من طريق أحمد بن صالح ، عن ابن وهب - فيما نقل عنه ابن كثير 4: 519
ورواه أحمد في المسند ، بنحوه: 6570 ، من طريق معروف بن سويد الجذامي ، عن أبي عشانة المعافري.
ثم رواه - بنحوه أيضًا: 6571 ، من طريق ابن لهيعة ، عن أبي عشانة.
ورواه أبو نعيم في الحلية - مختصرًا - من طريق معروف بن سويد 1: 347. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 259 ، من روايتي المسند ، وذكر في الأولى أنه رواه أيضًا البزار ، والطبراني ، "ورجالهم ثقات". وذكر في الثانية أنه رواه أيضًا الطبراني ، "ورجال الطبراني رجال الصحيح ، غير أبي عشانة ، وهو ثقة". وذكره السيوطي 2: 112 ، ونسبه لابن جرير ، وأبي الشيخ ، والطبراني والحاكم"وصححه" ، والبيهقي في الشعب.
ثم ذكره مرة أخرى 4: 57- 58 ، ونسبه لأحمد ، والبزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبي الشيخ ، والحاكم"وصححه" ، وابن مردويه ، وأبي نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإيمان.
ولم يذكره ابن كثير في هذا الموضع ، بل ذكره في ذاك الموضع ، في تفسير سورة الرعد ، كما أشرنا إليه.
- ابن عاشور : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
دلّت الفاء على سرعة الإجابة بحصول المطلوب ، ودلّت على أنّ مناجاة العبد ربّه بقلبه ضرب من ضروب الدعاء قابل للإجابة .
و ( استجاب ) بمعنى أجاب عند جمهور أيمّة اللغة ، فالسين والتاء للتأكيد ، مثل : استوقد واستخلص . وعن الفرّاء ، وعليّ بن عيسى الربعي : أنّ استجاب أخصّ من أجاب لأنّ استجاب يقال لمن قَبِل ما دُعِي إليه ، وأجاب أعمّ ، فيقال لمن أجاب بالقبول وبالردّ . وقال الراغب : الاستجابة هي التحرّي للجواب والتهيُّؤ له ، لكن عبّر به عن الإجابة لقلّة انفكاكها منها . ويقال : استجاب له واستجابه ، فعدّي في الآية باللام ، كما قالوا : حَمِدَ له وشكر له ، ويعدّي بنفسه أيضاً مثلهما . قال كعب بن سعد الغنوي ، يرثي قريباً له
: ... وداع دعا يا من يجيب إلى الندا
فلم يستجبه عند ذاك مجيب ... وتعبيرهم في دعائهم بوصف { ربنا } دون اسم الجلالة لما في وصف الربوبية من الدلالة على الشفقة بالمربوب ، ومحبّة الخير له ، ومن الاعتراف بأنّهم عبيده ولتتأتّى الإضافة المفيدة التشريف والقرب ، ولردّ حسن دعائهم بمثله بقولهم : «ربَّنا ، ربَّنا» .
ومعنى نفي إضاعة عملهم نفي إلغاء الجزاء عنه : جَعله كالضائع غير الحاصل في يد صاحبه .
فنفي إضاعة العمل وعد بالاعتداد بعملهم وحسبانه لهم ، فقد تضمّنت الاستجابة تحقيق عدم إضاعة العمل تطميناً لقلوبهم من وَجل عدم القبول ، وفي هذا دليل على أنّهم أرادوا من قولهم : { وآتنا ما وعدتنا على رسلك } [ آل عمران : 194 ] تحقيق قبول أعمالهم والاستعاذة من الحَبَط .
وقوله : { من ذكر أو أنثى } بيان لعَامِللٍ ووجه الحاجة إلى هذا البيان هنا أنّ الأعمال التي أتوا بها أكبرها الإيمان ، ثم الهجرة ، ثم الجهاد ، ولمّا كان الجهاد أكثر تكرّراً خيف أن يتوهّم أنّ النساء لا حظّ لهنّ في تحقيق الوعد الذي وعد الله على ألسنة رسله ، فدفع هذا بأنّ للنساء حظّهنّ في ذلك فهنّ في الإيمان والهجرة يساوين الرجال ، وهنّ لهنّ حظّهنّ في ثواب الجهاد لأنّهن يقمن على المرضى ويُداوين الكلْمى ، ويسقين الجَيش ، وذلك عمل عظيم به استبقاء نفوس المسلمين ، فهو لا يقصر عن القتال الذي به إتلاف نفوس عدوّ المؤمنين .
وقوله : { بعضكم من بعض } ( من ) فيه اتّصالية أي بعضُ المستجاب لهم مُتّصل ببعض ، وهي كلمة تقولها العرب بمعنى أنّ شأنهم واحد وأمرهم سواء . قال تعالى : { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر } [ التوبة : 67 ] إلخ . . . وقولهم : هو منّي وأنا منه ، وفي عكسه يقولون كما قال النابغة
: ... فإنّي لستُ مِنْكَ ولستَ مِنِّي
وقد حملها جمهور المفسّرين على معنى أنّ نساءكم ورجالكم يجمعهم أصل واحد ، وعلى هذا فمَوقع هذه الجملة موقع التعليل للتعميم في قوله : { من ذكر أو أنثى } أي لأنّ شأنكم واحد ، وكلّ قائم بما لو لم يقم به لضاعت مصلحة الآخر ، فلا جرم أن كانوا سواء في تحقيق وعد الله إيّاهم ، وإن اختلفت أعمالهم وهذا كقوله تعالى :
{ للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن } [ النساء : 32 ] .
والأظهر عندي أن ليس هذا تعليلاً لمضمون قوله : { من ذكر أو أنثى } بل هو بيان للتساوي في الأخبار المتعلّقة بضمائر المخاطبين أي أنتم في عنايتي بأعمالكم سواء ، وهو قضاء لحقّ ما لهم من الأعمال الصالحة المتساوين فيها ، ليكون تمهيداً لبساط تمييز المهاجرين بفضل الهجرة الآتي في قوله : { فالذين هاجروا } ، الآيات .
وقوله : { فالذين هاجروا } تفريع عن قوله : { لا أضيع عمل عامل } وهو من ذكر الخاصّ بعد العامّ للاهتمام بذلك الخاصّ ، واشتمل على بيان ما تفاضلوا فيه من العمل ، وهو الهجرة التي فاز بها المهاجرون .
والمهاجَرة : هي ترك الموطن بقصد استيطان غيره ، والمفاعلة فيها للتقوية كأنّه هَجر قومه وهَجَروه لأنّهم لم يحرصوا على بقائه ، وهذا أصل المهاجرة أن تكون لمنافرة ونحوها ، وهي تصدق بهجرة الذين هاجروا إلى بلاد الحبشة وبهجرة الذين هاجروا إلى المدينة .
وعطف قوله : { وأخرجوا من ديارهم } على { هاجروا } لتحقيق معنى المفاعلة في هاجر أي هاجروا مهاجرة لزّهم إليها قومهم ، سواء كان الإخراج بصريح القول أم بالإلجاء ، من جهة سوء المعاملة ، ولقد هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة لما لاقوه من سوء معاملة المشركين ، ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرته إلى المدينة والتحق به المسلمون كلّهم ، لما لاقوه من أذى المشركين . ولا يوجد ما يدلّ على أنّ المشركين أخرجوا المسلمين ، وكيف واختفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروجه إلى المدينة يدلّ على حرص المشركين على صدّه عن الخروج ، ويدلّ لذلك أيضاً قول كعب :
في فتيةٍ من قريششٍ قال قائلهم ... ببطْن مكّةَ لمَّا أَسلموا زُولوا
أي قال قائل من المسلمين اخرُجوا من مكّة ، وعليه فكلّ ما ورد ممّا فيه أنّهم أخرجوا من ديارهم بغير حقّ فتأويله أنه الإلجاء إلى الخروج ، ومنه قول ورقة ابن نوفل : «يا ليْتني أكون معكَ إذ يُخْرِجُك قومُك» ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له : " أوَ مُخْرِجيّ هُم؟ فقال : مَا جاء نَبيء بمثللِ ما جئْتَ به إلاّ عُودي " وقوله : { وأَوذوا في سبيلي } أي أصابهم الأذى وهو مكروه قليل من قول أو فعل . وفهم منه أنّ من أصابهم الضرّ أولى بالثواب وأوفى . وهذه حالة تصدق بالذين أوذوا قبل الهجرة وبعدها .
وقوله : { وقاتلوا وقتلوا } جُمع بينهما للإشارة إلى أنّ للقسمين ثواباً . وقرأ الجمهور : وقاتلوا وقُتلوا . وقَرَأ حَمزَة ، والكسائي ، وخلف : وقُتلوا وقاتلوا عكس قراءة الجمهور ومآل القراءتين واحد ، وهذه حالة تصدق على المهاجرين والأنصار من الذين جاهدوا فاستشهدوا أو بقوا . وقوله : { لأكفرن عنهم سيئاتهم } إلخ مؤكّد بلام القسم . وتكفير السيّئات تقدّم آنفاً .
- إعراب القرآن : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ» الفاء للاستئناف والفعل الماضي تعلق به الجار والمجرور وربهم فاعله والجملة استئنافية «أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ» أن واسمها وجملة لا أضيع خبرها ومنكم متعلقان بمحذوف صفة عامل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان باستجاب «مِنْ ذَكَرٍ» متعلقان بمحذوف صفة عامل أو بدل «أَوْ أُنْثى » عطف «بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ» مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره والجملة معترضة أو مستأنفة «فَالَّذِينَ هاجَرُوا» الفاء استئنافية الذين اسم موصول مبتدأ وجملة هاجروا صلته «وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ» فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة ومثلها جملة «وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي» «وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا» معطوفة «لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ» اللام واقعة في جواب القسم أكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة وفاعله مستتر وتعلق بالفعل الجار والمجرور وسيئاتهم مفعوله المنصوب بالكسرة والجملة جواب القسم لا محل لها والقسم وجوابه خبر المبتدأ الذين «وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ» عطف على لأكفرن. «جَنَّاتٍ» اسم منصوب بنزع الخافض وجملة «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» صفة «ثَواباً» مفعول مطلق أو حال أو تمييز «مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» متعلقان بمحذوف صفة لثوابا ولفظ الجلالة مضاف إليه «وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ» اللّه لفظ الجلالة مبتدأ عنده ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ حسن والجملة الاسمية خبر اللّه.
- English - Sahih International : And their Lord responded to them "Never will I allow to be lost the work of [any] worker among you whether male or female; you are of one another So those who emigrated or were evicted from their homes or were harmed in My cause or fought or were killed - I will surely remove from them their misdeeds and I will surely admit them to gardens beneath which rivers flow as reward from Allah and Allah has with Him the best reward"
- English - Tafheem -Maududi : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(3:195) Their Lord answered the Prayer thus: "I will not suffer the work of any of you, whether male or female, to go to waste; each of you is from the other. *139 Those who emigrated and were driven out from their homesteads and were persecuted in My cause, and who fought and were slain, indeed I shall wipe out their evil deeds from them and shall certainly admit them to the gardens beneath which rivers flow." This is their reward with their Lord; and with Allah lies the best reward. *140
- Français - Hamidullah : Leur Seigneur les a alors exaucés disant En vérité Je ne laisse pas perdre le bien que quiconque parmi vous a fait homme ou femme car vous êtes les uns des autres Ceux donc qui ont émigré qui ont été expulsés de leurs demeures qui ont été persécutés dans Mon chemin qui ont combattu qui ont été tués Je tiendrai certes pour expiées leurs mauvaises actions et les ferai entrer dans les Jardins sous lesquels coulent les ruisseaux comme récompense de la part d'Allah Quant à Allah c'est auprès de Lui qu'est la plus belle récompense
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da erhörte sie ihr Herr "Ich lasse kein Werk eines Gutes Tuenden von euch verlorengehen sei es von Mann oder Frau; die einen von euch sind von den anderen Denen also die ausgewandert und aus ihren Wohnstätten vertrieben worden sind und denen auf Meinem Weg Leid zugefügt worden ist und die gekämpft haben und getötet worden sind werde Ich ganz gewiß ihre bösen Taten tilgen und sie ganz gewiß in Gärten eingehen lassen durcheilt von Bächen als Belohnung von Allah" Und Allah - bei Ihm ist die schöne Belohnung
- Spanish - Cortes : Su Señor escuchó su plegaria No dejaré que se pierda obra de ninguno de vosotros lo mismo si es varón que si es hembra que habéis salido los unos de los otros He de borrar las malas obras de quienes emigraron y fueron expulsados de sus hogares de quienes padecieron por causa Mía de quienes combatieron y fueron muertos y he de introducirles en jardines por cuyos bajos fluyen arroyos recompensa de Alá Alá tiene junto a Sí la bella recompensa
- Português - El Hayek : Seu Senhor nos atendeu dizendo Jamais desmerecerei a obra de qualquer um de vós seja homem ou mulher porqueprocedeis uns dos outros Quanto àqueles que foram expulsos dos seus lares e migraram e sofreram pela Minha causa combateram e foram mortos absorvêlosei dos seus pecados e os introduzirei em jardins abaixo dos quais corres os rios como recompensa de Deus Sabei que Deus possui a melhor das recompensas
- Россию - Кулиев : Господь их ответил им Я не погублю деяния совершенные любым из вас будь то мужчина или женщина Одни из вас произошли от других А тем которые переселились или были изгнаны из своих жилищ были подвергнуты мучениям на Моем пути сражались и были убиты Я непременно прощу их злодеяния и введу их в Райские сады в которых текут реки Такой будет награда от Аллаха а ведь у Аллаха - наилучшая награда
- Кулиев -ас-Саади : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
Господь их ответил им: «Я не погублю деяния, совершенные любым из вас, будь то мужчина или женщина. Одни из вас произошли от других. А тем, которые переселились или были изгнаны из своих жилищ, были подвергнуты мучениям на Моем пути, сражались и были убиты, Я непременно прощу их злодеяния и введу их в Райские сады, в которых текут реки. Такой будет награда от Аллаха, а ведь у Аллаха - наилучшая награда».Аллах уже принял молитвы, в которых верующие просят о помощи, посредством которых они поклоняются Ему, и обещал не терять вознаграждения правоверных мужчин и женщин. Они сполна получат заслуженную награду, потому что приговор о вознаграждении и наказании будет одинаково беспристрастным для всех людей. Если человек совершил переселение или был вынужден покинуть свое жилище, подвергся лишениям на пути Аллаха, участвовал в сражениях и погиб, если он сумел совместить веру и переселение, расстался с родной землей и своим богатством в надежде снискать благоволение своего Господа и принял участие в сражениях на Его пути, то Всевышний Аллах непременно простит ему прегрешения и введет его в Райские сады, в которых текут ручьи. Это будет вознаграждением от Аллаха, Который щедро одаряет Своих рабов даже за маленькие благодеяния. Его награда - наилучшая, ведь она объединяет в себе то, чего не видывал взор, чего не слышали уши, о чем даже не помышляла человеческая душа. Кто желает получить ее, пусть испрашивает ее у Аллаха, совершая богоугодные деяния и приближаясь к Нему по мере своих возможностей.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rableri dualarını kabul etti "Birbirinizden meydana gelen sizlerden erkek olsun kadın olsun iş yapanın işini boşa çıkarmam Hicret edenlerin memleketlerinden çıkarılanların yolumda ezaya uğratılanların savaşan ve öldürülenlerin günahlarını elbette örteceğim And olsun ki Allah katından bir nimet olarak onları içlerinden ırmaklar akan cennetlere koyacağım Nimetin güzeli Allah katındadır"
- Italiano - Piccardo : Il loro Signore risponde all'invocazione “In verità non farò andare perduto nulla di quello che fate uomini o donne che siate ché gli uni vengono dagli altri A coloro che sono emigrati che sono stati scacciati dalle loro case che sono stati perseguitati per la Mia causa che hanno combattuto che sono stati uccisi perdonerò le loro colpe e li farò entrare nei Giardini dove scorrono i ruscelli ricompensa questa da parte di Allah Presso Allah c'è la migliore delle ricompense
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێک ئیمانداران بهم شێوهیه نزایان کرد که پهروهردگاری ئازیزیان فێریان دهکات بێگومان ئهو زاته دوعاکانیان لێوهردهگرێت به هاناو هاواریانهوه دهچێت بۆیه دهفهرموێت بهڕاستی من ههوڵ و کۆشش و کارو کردهوهی هیچ کام له ئێوه بهزایه نادهم چ نێرینه و پیاوتان چ مێینه و ئافرهتتان چونکههاوکاری یهکتر بوون له چاکهو چاکهکاریدا جا ئهوانهی کۆچیان کردو له شوێنهواری خۆیان دهربهدهرکران و ئازارو ئهشکهنجهدران له پێناوی مندا و جهنگان و شههیدکران بهڕاستی سوێند بێت چاوپۆشی دهکهم له ههڵهو گوناههکانیان و دهیانخهمه باخهکانی بهههشتهوه که چهندهها ڕووبار بهژێر درهختهکانیداو بهردهم کۆشکهکانیدا دهڕوات ئهمهش پاداشتێکه له لایهن خواوه پێشکهشیان دهکرێت خوا پاداشتی چاک و جوانی لایه بۆ تێکۆشهران
- اردو - جالندربرى : تو ان کے پرردگار نے ان کی دعا قبول کر لی اور فرمایا کہ میں کسی عمل کرنے والے کے عمل کو مرد ہو یا عورت ضائع نہیں کرتا تم ایک دوسرے کی جنس ہو تو جو لوگ میرے لیے وطن چھوڑ گئے اور اپنے گھروں سے نکالے گئے اور ستائے گئے اور لڑے اور قتل کیے گئے میں ان کے گناہ دور کردوں گا اور ان کو بہشتوں میں داخل کروں گا جن کے نیچے نہریں بہ رہی ہیں یہ خدا کے ہاں سے بدلہ ہے اور خدا کے ہاں اچھا بدلہ ہے
- Bosanski - Korkut : I Gospodar njihov im se odazva "Nijednom trudbeniku između vas trud njegov neću poništiti ni muškarcu ni ženi – vi ste jedni od drugih Onima koji se isele i koji budu iz zavičaja svoga prognani i koji budu na putu Mome mučeni i koji se budu borili i poginuli sigurno ću preko hrđavih djela njihovih preći i sigurno ću ih u džennetske bašče kroz koje će rijeke teći uvesti; nagrada će to od Allaha biti – A u Allaha je nagrada najljepša"
- Swedish - Bernström : Och Gud svarar dem "Jag skall inte låta någon av er som arbetar och strävar vare sig man eller kvinna se sin strävan gå förlorad ni är [alla] av samma rot [och skall lönas på samma sätt] De som övergav sina hem för att fly undan det onda eller drevs bort därifrån och led annan oförrätt för Min skull och de som kämpade [för Min sak] och stupade för dem alla skall Jag utplåna deras dåliga handlingar och föra dem till lustgårdar vattnade av bäckar en belöning från Gud själv; ja den bästa belöningen väntar hos Gud"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka Tuhan mereka memperkenankan permohonannya dengan berfirman "Sesungguhnya Aku tidak menyianyiakan amal orangorang yang beramal di antara kamu baik lakilaki atau perempuan karena sebagian kamu adalah turunan dari sebagian yang lain Maka orangorang yang berhijrah yang diusir dari kampung halamannya yang disakiti pada jalanKu yang berperang dan yang dibunuh pastilah akan Kuhapuskan kesalahankesalahan mereka dan pastilah Aku masukkan mereka ke dalam surga yang mengalir sungaisungai di bawahnya sebagai pahala di sisi Allah Dan Allah pada sisiNya pahala yang baik"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
(Maka Tuhan mereka memperkenankan bagi mereka) permohonan mereka (bahwa Aku tidak akan menyia-nyiakan amalan orang-orang yang beramal di antara kamu baik laki-laki maupun perempuan, sebagian kamu) adalah (dari sebagian yang lain) artinya laki-laki adalah turunan wanita sebaliknya wanita adalah keturunan laki-laki. Kalimat ini memperkuat kalimat yang sebelumnya yakni bahwa mereka akan sama-sama menerima balasan dari amal perbuatan masing-masing dan bahwa mereka sama-sama tidak akan disepelekan. Lanjutan ayat berikut turun ketika Ummu Salamah mengatakan kepada Rasulullah, "Wahai Rasulullah! Tidak pernah saya dengar wanita disebut-sebut dalam soal hijrah." (Maka orang-orang yang berhijrah) dari Mekah ke Madinah (yang diusir dari kampung halamannya serta disakiti pada jalan-Ku) maksudnya karena agama-Ku (dan yang berperang) melawan orang-orang kafir (dan orang-orang yang gugur) di jalan-Ku baik memakai tasydid atau tidak dan menurut satu qiraat dengan mendahulukannya (niscaya Aku hapuskan kesalahan-kesalahan mereka) Aku tutupi dosa-dosa mereka dengan ampunan-Ku (dan Kumasukkan mereka ke dalam surga yang mengalir di bawahnya sungai-sungai sebagai pahala) mashdar dari pengertian 'Kuhapus' dan memperkokoh maknanya (dari sisi Allah) terdapat perpalingan kedudukan-Nya sebagai pembicara (dan Allah di sisi-Nya terdapat pahala yang baik.) sebagai balasan. Ayat berikut turun pula tatkala kaum Muslimin mengatakan bahwa musuh Allah kelihatan berbahagia sedangkan mereka dalam keadaan susah dan menderita:
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর তাদের পালনকর্তা তাদের দোয়া এই বলে কবুল করে নিলেন যে আমি তোমাদের কোন পরিশ্রমকারীর পরিশ্রমই বিনষ্ট করি না তা সে পুরুষ হোক কিংবা স্ত্রীলোক। তোমরা পরস্পর এক। তারপর সে সমস্ত লোক যারা হিজরত করেছে তাদেরকে নিজেদের দেশ থেকে বের করে দেওয়া হয়েছে এবং তাদের প্রতি উৎপীড়ন করা হয়েছে আমার পথে এবং যারা লড়াই করেছে ও মৃত্যুবরণ করেছে অবশ্যই আমি তাদের উপর থেকে অকল্যাণকে অপসারিত করব। এবং তাদেরকে প্রবিষ্ট করব জান্নাতে যার তলদেশে নহর সমূহ প্রবাহিত। এই হলো বিনিময় আল্লাহর পক্ষ থেকে। আর আল্লাহর নিকট রয়েছে উত্তম বিনিময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆதலால் அவர்களுடைய இறைவன் அவர்களுடைய இப்பிரார்த்னையை ஏற்றுக் கொண்டான்; "உங்களில் ஆணோ பெண்ணோ எவர் நற்செயல் செய்தாலும் அவர் செய்த செயலை நிச்சயமாக வீணாக்க மாட்டேன் ஏனெனில் ஆனாகவோ பெண்ணாகவோ இருப்பினும் நீங்கள் ஒருவர் மற்றொருவரில் உள்ளவர் தாம்; எனவே யார் தங்கள் வீடுகளிலிருந்து வெளியேறினார்களோ மேலும் வெளியேற்றப்பட்டார்களோ மேலும் என் பாதையில் துன்பப்பட்டார்களோ மேலும் போரிட்டார்களோ மேலும் போரில் கொல்லப்பட்டார்களோ அவர்களுடைய தீமைகளை அவர்களை விட்டும் நிச்சயமாக அகற்றி விடுவேன்; இன்னும் அவர்களை எவற்றின் கீழே ஆறுகள் ஓடிக் கொண்டிருக்கின்றனவோ அந்தச் சுவனபதிகளில் நிச்சயமாக நான் புகுத்துவேன்" என்று கூறுவான்; இது அல்லாஹ்விடமிருந்து அவர்களுக்குக் கிட்டும் சன்மானமாகும்; இன்னும் அல்லாஹ்வாகிய அவனிடத்தில் அழகிய சன்மானங்கள் உண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วพระเจ้าของพวกเขาก็ตอบรับพวกเขาว่า แท้จขริงข้าจะไม่ให้สูญเสียซึ่งงานของผู้ทำงานคนหนึ่งคนใดในหมู่พวกเจ้าไม่ว่าจะเป็นชายหรือหญิงก็ตาม โดยที่บางส่วนของพวกเจ้านั้นมาจากอีกบางส่วน บรรดาผู้ทีอพยพ และที่ถูกขับไล่ให้ออกจากหมู่บ้านของพวกเขา และได้รับความเดือดร้อนในทางของข้า และได้ต่อสู้และถูกฆ่าตายนั้น แน่นอนข้าจะลบล้างให้พ้นจากพวกเขา ซึ่งบรรดาความผิดของพวกเขา และแน่นอนข้าจะให้พวกเขาเข้าบรรดาสวนสวรรค์ซึ่งมีบรรดาแม่น้ำไหลอยู่เบื้องล่างของสวนสวรรค์เหล่านั้น ทั้งนี้เป็นรางวัลตอบแทนจากอัลลอฮ์ และอัลลอฮ์นั้น ณ พระองค์มีการตอบแทนอันดีงาม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Роббилари уларнинг дуоларини истижобат қилиб Мен сизлардан эркагу аёл амал қилувчининг амалини зое қилмайман Баъзингиз баъзингиздансиз Ҳижрат қилганлар диёрларидан чиқарилганлар Менинг йўлимда азият чекканлар жанг қилганлар ва қатл бўлганларнинг ёмонликларини ўчираман ҳамда уларни албатта остидан анҳорлар оқиб турган жаннатларга киритаман бу Аллоҳнинг ҳузуридан савобдир Ва Аллоҳ–ҳузурида гўзал савоб бор зотдир деди Ушбу ояти каримада Аллоҳ таоло тафаккурингизни хаёлингизни ниятингизни ёки гапу сўзингизни зое қилмайман дегани йўқ Балки амалингизни зое қилмайман демоқда Демак Аллоҳнинг ўлчовида энг эътиборга сазовор нарса амалдир Яхшилик йўлида қилинган амал Ислом дини назарида ибодат даражасига кўтарилади Амал қилувчи иймонли бўлса бўлди Унинг кимлигидан қатъий назар амали зое бўлмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 他们的主应答了他们:我绝不使你们中任何一个行善者徒劳无酬,无论他是男的,还是女的男女是相生的迁居异乡者、被人驱逐者、为主道而受害者、参加战斗者、被敌杀伤者,我必消除他们的过失,我必使他们进那下临诸河的乐园。这是从真主发出的报酬。真主那里,有优美的报酬。
- Melayu - Basmeih : Maka Tuhan mereka perkenankan doa mereka dengan firmanNya "Sesungguhnya Aku tidak akan siasiakan amal orangorang yang beramal dari kalangan kamu sama ada lelaki atau perempuan kerana setengah kamu adalah keturunan dari setengahnya yang lain; maka orangorang yang berhijrah kerana menyelamatkan ugamanya dan yang diusir ke luar dari tempat tinggalnya dan juga yang disakiti dengan berbagaibagai gangguan kerana menjalankan ugamaKu dan yang berperang untuk mempertahankan Islam dan yang terbunuh gugur Syahid dalam perang Sabil sesungguhnya Aku akan hapuskan kesalahankesalahan mereka dan sesungguhnya Aku akan masukkan mereka ke dalam Syurga yang mengalir di bawahnya beberapa sungai sebagai pahala dari sisi Allah Dan di sisi Allah jualah pahala yang sebaikbaiknya bagi mereka yang beramal soleh"
- Somali - Abduh : Wuxuu ku Ajiibay Eebahood Anagu Ma dayacno Camal Mid Camal Falay oo Idinka mid ah Lab iyo Dhadig Qaarkiin Qaarbuu ka ahaaday kuwa Hijrooday ee laga Bixiyey Guryahooda oo lagu Dhibay Jidkayga oo Dagaalamay oo la Dilay waannu Asturi Xumaanahooda waxaana Galin Janooyin ay Dureeri Dhexdeeda Wabiyaal waana Abaal marin Eebe Xagiisa ah Eebe agtiisaana Abaalmarin Wanaagsan tahay
- Hausa - Gumi : Sabõda haka Ubangijinsu Ya karɓa musu cẽwa "Lallene Nĩ bã zan tozartar da aikin wani mai aiki ba daga gare ku namiji ne ko kuwa mace sãshenku daga sãshe To waɗanda suka yi hijira kuma aka fitar da su daga gidãjensu kuma aka cũtar da su a cikin hanyaTa kuma suka yi yãƙi kuma aka kashe su lalle ne zan kankare musumiyagun ayyukansu kuma lalle ne zan shigar da su gidãjen Aljanna waɗanda ƙoramu ke gudãna daga ƙarƙashinsu a kan sakamako daga wurin Allah Kuma a wurinSa akwai kyakkyawan sakamako
- Swahili - Al-Barwani : Mola Mlezi wao akayakubali maombi yao akajibu Hakika sipotezi kazi ya mfanya kazi miongoni mwenu akiwa mwanamume au mwanamke kwani ni nyinyi kwa nyinyi Basi walio hama na walio tolewa makwao na wakateswa katika Njia yangu na wakapigana na wakauliwa kwa yakini Mimi nitawafutia makosa yao na kwa yakini nitawaingiza katika Mabustani yanayo pita mito kati yake Hayo ndiyo malipo yanayo toka kwa Mwenyezi Mungu Na Mwenyezi Mungu kwake yapo malipo mema kabisa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Zoti iu përgjegj lutjes së tyre “Unë nuk ia humbi mundin asnjë punëtori nga ju qoftë mashkull apo femër ju jeni të gjithë të barabartë në shpërblim Atyre që emigruan dhe u dëbuan nga vatrat e tyre dhe u munduan në rrugën Time dhe luftuan e u vranë Unë me siguri do t’ua mbuloj veprat e këqija me falje dhe do t’i shpie në kopshtije nëpër të cilat rrjedhin lumenj shpërblim nga Perëndia E shpërblimi më i mirë është te Perëndia
- فارسى - آیتی : پروردگارشان دعايشان را اجابت فرمود كه: من كار هيچ كارگزارى را از شما، چه زن و چه مرد -همه از يكديگريد- ناچيز نمىسازم. پس گناهان كسانى را كه مهاجرت كردهاند و از خانههايشان رانده شدهاند و در راه من آزار ديدهاند و جنگيدهاند و كشته شدهاند، مىزدايم و آنان را در بهشتهايى كه در آن نهرها جارى است داخل مىكنم. اين پاداشى است از جانب خدا و پاداش نيكو نزد خداست.
- tajeki - Оятӣ : Парвардигорашон дуояшонро иҷобат фармуд, ки Ман кори ҳеҷ коргузореро аз шумо, чӣ зан ва чӣ мард — ҳама аз якдигаред — ночиз намесоеам. Пас гуноҳони касонеро, ки муҳоҷират кардаанд ва аз хонаҳояшон ронда шудаанд ва дар роҳи Ман озор дидаанд ва ҷангидаанд ва кушта шудаанд, мағфират мекунам ва ононро дар биҳиштҳое, ки дар он наҳрҳо ҷорист, дохил мекунам. Ин мукофот аз ҷониби Худо ва подоши некӣ назди Худост.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ دۇئاسىنى پەرۋەردىگارى ئىجابەت قىلدى: «مەن سىلەردىن ئەر بولسۇن، ئايال بولسۇن، ھەر قانداق بىر ياخشى ئىش قىلغۇچىنىڭ قىلغان ئەمەلىنى بىكار قىلىۋەتمەيمەن، سىلەر بىر - بىرىڭلاردىن تۆرەلگەن. ھىجرەت قىلغانلار، يۇرتلىرىدىن ھەيدەپ چىقىرىلغانلار، مېنىڭ يولۇمدا (يەنى اﷲ نىڭ دىنى ئۈچۈن) ئەزىيەت تارتقانلار، ئۇرۇشقا قاتناشقانلار، (يەنى مېنىڭ يولۇمدا ئۇرۇشقانلار) ۋە مېنىڭ يولۇمدا ئۆلتۈرۈلگەنلەرنىڭ گۇناھلىرىنى (مەغپىرىتىم ۋە رەھمىتىم بىلەن) ئەلۋەتتە، ئۇلارنى ئاستىدىن ئۆستەڭلار ئېقىپ تۇرىدىغان جەننەتلەرگە كىرگۈزىمەن». بۇ (ئۇلارنىڭ ياخشى ئەمەللىرى ئۈچۈن) اﷲ تەرىپىدىن بېرىلگەن مۇكاپاتتۇر. اﷲ نىڭ دەرگاھىدا ياخشى مۇكاپات (يەنى جەننەت) بار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അപ്പോള് അവരുടെ നാഥന് അവര്ക്കുത്തരമേകി: "പുരുഷനായാലും സ്ത്രീയായാലും നിങ്ങളിലാരുടെയും പ്രവര്ത്തനത്തെ ഞാന് പാഴാക്കുകയില്ല. നിങ്ങളിലൊരു വിഭാഗം മറുവിഭാഗത്തില് നിന്നുണ്ടായവരാണ്. അതിനാല് അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് തങ്ങളുടെ നാട് വെടിഞ്ഞവര്; സ്വന്തം വീടുകളില്നിന്ന് പുറന്തള്ളപ്പെട്ടവര്; ദൈവമാര്ഗത്തില് പീഡിപ്പിക്കപ്പെട്ടവര്; യുദ്ധത്തിലേര്പ്പെടുകയും വധിക്കപ്പെടുകയും ചെയ്തവര്- എല്ലാവരുടെയും തിന്മകളെ നാം മായ്ച്ചില്ലാതാക്കും; തീര്ച്ച. താഴ്ഭാഗത്തൂടെ ആറുകളൊഴുകുന്ന സ്വര്ഗീയാരാമങ്ങളില് നാമവരെ പ്രവേശിപ്പിക്കും. ഇതൊക്കെയും അല്ലാഹുവിങ്കല് നിന്നുള്ള പ്രതിഫലമാണ്. അല്ലാഹുവിന്റെയടുത്ത് മാത്രമാണ് ഉത്തമമായ പ്രതിഫലമുള്ളത്.”
- عربى - التفسير الميسر : فاجاب الله دعاءهم بانه لا يضيع جهد من عمل منهم عملا صالحا ذكرا كان او انثى وهم في اخوه الدين وقبول الاعمال والجزاء عليها سواء فالذين هاجروا رغبه في رضا الله تعالى واخرجوا من ديارهم واوذوا في طاعه ربهم وعبادتهم اياه وقاتلوا وقتلوا في سبيل الله لاعلاء كلمته ليسترن الله عليهم ما ارتكبوه من المعاصي كما سترها عليهم في الدنيا فلا يحاسبهم عليها وليدخلنهم جنات تجري من تحت قصورها واشجارها الانهار جزاء من عند الله والله عنده حسن الثواب
*139). All humans are equal in the sight of God. God does not have separate criteria for judging the male and the female, the master and the slave, the high and the low.
*140). It is reported that some non-Muslims came to the Prophet and said that Moses had produced his staff and had been endowed with the miracle of the shining hand (see Qur'an 7: 108; 20: 22), and that Jesus restored sight to the blind and cured the lepers (see Qur'an 31 49). Other Prophets had also been granted miracles. What miracles, they enquired, could the Prophet perform? In response the Prophet recited all the verses from verse 190 to the end of this surah, adding that that was what he had brought.