- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّى تُبْتُ ٱلْـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ۚ أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما
- عربى - التفسير الميسر : وليس قَبول التوبة للذين يُصِرُّون على ارتكاب المعاصي، ولا يرجعون إلى ربهم إلى أن تأتيهم سكرات الموت، فيقول أحدهم: إني تبت الآن، كما لا تُقبل توبة الذين يموتون وهم جاحدون، منكرون لوحدانية الله ورسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. أولئك المصرُّون على المعاصي إلى أن ماتوا، والجاحدون الذين يموتون وهم كفار، أعتدنا لهم عذابًا موجعًا.
- السعدى : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } أي: المعاصي فيما دون الكفر. { حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } وذلك أن التوبة في هذه الحال توبة اضطرار لا تنفع صاحبها، إنما تنفع توبة الاختيار. ويحتمل أن يكون معنى قوله: { مِنْ قَرِيبٍ } أي: قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة، فيكون المعنى: أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب وأناب إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفاتٍ راسخةً فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة. والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه، فإنه سد على نفسه باب الرحمة. نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة تامة [التي] يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب، ولهذا ختم الآية الأولى بقوله: { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } فمِن علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها فيجازي كلا منهما بحسب ما يستحق بحكمته، ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته توفيقَه للتوبة، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدمَ توفيقه. والله أعلم.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
ثم بين - سبحانه - من لا تقبل توبتهم بعد بيانه لمن تقبل توبتهم فقال : ( وَلَيْسَتِ التوبة لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الموت قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن وَلاَ الذين يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) .
أى : وليست التوبة مقبولة عند الله بالنسبة للذين يعملون السيئات ، ويقترفون المعاصى ، ويستمرون على ذلك ( حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الموت ) .
بأن شاهد الأحوال التى لا يمكن معها الرجوع إلى الدنيا ، وانقطع منه حبل الرجاء فى الحياة ( قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن ) أى قال فى هذا الوقت الذى الفائدة من التوبة فيه : إنى تبت الآن .
وقوله : ( وَلاَ الذين يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) أى وليست التوبة مقبولة أيضا من الذين يموتون وهم على غير دين الإِسلام .
فالآية الكريمة قد نفت قبول التوبة من فريقين من الناس .
أولهما : الذين يرتكبون السيئات صغيرها وكبيرها ، ويستمرون على ذلك بدون توبة أو ندم حتى إذا حضرهم الموت ، ورأوا أهواله ، قال قائلهم : إنى تبت الآن وقد كرر القرآن هذا المعنى فى كثير من آياته ، ومن ذلك قوله - تعالى - : ( فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ) وقوله - تعالى - حكاية عن فرعون ( حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المفسدين فاليوم نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) وعدم قبول توبة هؤلاء فى هذا الوقت سببه أنهم نطقوا بها فى حالة الاضطرار لا فى حالة الاختيار ، ولأنهم نطقوا بها فى غير وقت التكليف .
وثانيهما : الذين يموتون وهم على غير دين الإِسلام ، فقد أخرج الامام أحمد عن أبى ذر الغفارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن يقبل توبة عبده ما لم يقع الحجاب . قيل : وما الحجاب؟ قال أن تموت النفس وهى مشركة " .
وكثير من العلماء يرى أن المراد بالفريق الثانى : الكفار ، لأن العطف يقتضى المغيرة .
ومنهم من يرى أن الفريق الأول شامل للكفار ولعصاة المؤمنين فيكون عطف قوله ( وَلاَ الذين يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) من باب عطف الخاص على العام لإفادة التأكيد .
و ( حتى ) فى قوله ( حتى إِذَا حَضَرَ ) حرف ابتداء . . والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها . أي ليست التوبة لقوم يعملون السيئات ويستمرون على ذلك فإذا حضر أحدهم الموت قال كيت وكيت .
وقوله ( وَلاَ الذين يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) معطوف على الموصول قبله . أى ليس قبول التوبة هؤلاء الذين يعملون السيئات . . . ولا لهؤلاء الذين يموتون وهم كفار .
ثم بين - سبحانه - سوء عاقبتهم فقال - تعالى - : ( أولئك أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) أى أولئك الذين تابوا فى غير وقت قبول التوبة هيأنا لهم عذابا مؤلما موجعا بسبب ارتكاسهم فى المعاصى؛ وابتعادهم عن الصراط المستقيم الذى يرضاه - سبحانه - لعباده .
ثم وجه القرآن نداء عاما إلى المؤمنين نهاهم فيه عما كان شائعا في الجاهلية من ظلم للنساء وإهدار لكرامتهن، وأمرهم بحسن معاشرتهن، وبعدم أخذ شيء من حقوقهن فقال- تعالى: -
- البغوى : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
( وليست التوبة للذين يعملون السيئات ) يعني : المعاصي ( حتى إذا حضر أحدهم الموت ) ووقع في النزع ، ( قال إني تبت الآن ) وهي حالة السوق حين تساق روحه ، لا يقبل من كافر إيمان ولا من عاص توبة ، قال الله تعالى : " فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا " ( غافر - 85 ) ، ولذلك لم ينفع إيمان فرعون حين أدركه الغرق . ( ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا ) أي : هيأنا وأعددنا ، ( لهم عذابا أليما )
- ابن كثير : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
ولهذا قال [ تعالى ] ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) وهذا كما قال تعالى : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده [ وكفرنا بما كنا به مشركين . فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ] ) الآيتين ، [ غافر : 84 ، 85 ] وكما حكم تعالى بعدم توبة أهل الأرض إذا عاينوا الشمس طالعة من مغربها كما قال [ تعالى ] ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) الآية [ الأنعام : 158 ] .
وقوله : ( ولا الذين يموتون وهم كفار ) [ الآية ] يعني : أن الكافر إذا مات على كفره وشركه لا ينفعه ندمه ولا توبته ، ولا يقبل منه فدية ولو بملء الأرض [ ذهبا ] .
قال ابن عباس ، وأبو العالية ، والربيع بن أنس : ( ولا الذين يموتون وهم كفار ) قالوا : نزلت في أهل الشرك .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال : حدثني أبي ، عن مكحول : أن عمر بن نعيم حدثه عن أسامة بن سلمان : أن أبا ذر حدثهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة عبده - أو يغفر لعبده - ما لم يقع الحجاب " . قيل : وما وقوع الحجاب ؟ قال : " أن تخرج النفس وهي مشركة " ; ولهذا قال [ تعالى ] ( أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ) أي : موجعا شديدا مقيما .
- القرطبى : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
قوله تعالى : وليست التوبة نفى سبحانه أن يدخل في حكم التائبين من حضره الموت وصار في حين اليأس ؛ كما كان فرعون حين صار في غمرة الماء والغرق فلم ينفعه ما أظهر من الإيمان ؛ لأن التوبة في ذلك الوقت لا تنفع ، لأنها حال زوال التكليف . وبهذا قال ابن عباس وابن زيد وجمهور المفسرين . وأما الكفار يموتون على كفرهم فلا توبة لهم في الآخرة ، وإليهم الإشارة بقوله تعالى : أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما وهو الخلود . وإن كانت الإشارة بقوله إلى الجميع فهو في جهة العصاة عذاب لا خلود معه ؛ وهذا على أن السيئات ما دون الكفر ؛ أي ليست التوبة لمن عمل دون الكفر من السيئات ثم تاب عند الموت ، ولا لمن مات كافرا فتاب يوم القيامة . وقد قيل : إن السيئات هنا الكفر ، فيكون المعنى وليست التوبة للكفار الذين يتوبون عند الموت ، ولا للذين يموتون وهم كفار . وقال أبو العالية : نزل أول الآية في المؤمنين إنما التوبة على الله . والثانية في المنافقين . وليست التوبة للذين يعملون السيئات يعني قبول التوبة للذين أصروا على فعلهم . حتى إذا حضر أحدهم الموت يعني الشرق والنزع ومعاينة ملك الموت . قال إني تبت الآن فليس لهذا توبة . ثم ذكر توبة الكفار فقال تعالى : ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما أي وجيعا دائما . وقد تقدم .
- الطبرى : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
القول في تأويل قوله: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وليست التوبة للذين يعملون السيئات من أهل الإصرار على معاصي الله =" حتى إذا حضر أحدهم الموت "، يقول: إذا حشرج أحدهم بنفسه، وعاين ملائكة ربه قد أقبلوا إليه لقبض روحه، قال = وقد غُلب على نفسه، وحيل بينه وبين فهمه، بشغله بكرب حشرجته وغرغرته = " إني تبت الآن "، يقول: فليس لهذا عند الله تبارك وتعالى توبة، لأنه قال ما قال في غير حال توبة، كما:-
8860 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن يَعْلَى بن نعمان قال، أخبرني من سمع ابن عمر يقول: التوبة مبسوطة ما لم يَسُقْ، ثم قرأ ابن عمر: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموتُ قال إنّي تبت الآن "، ثم قال: وهل الحضور إلا السَّوق. (50)8861 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن " قال: إذا تبيَّن الموتُ فيه لم يقبل الله له توبة.8863 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي النضر، عن أبي صالح، عن ابن عباس: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن "، فليس لهذا عند الله توبة.8863 - حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال، سمعت إبراهيم بن ميمون يحدِّث، عن رجل من بني الحارث قال، حدثنا رجل منا، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: من تاب قبل موته بعام تِيبَ عليه، حتى ذكر شهرًا، حتى ذكر ساعة، حتى ذكر فُواقًا. قال: فقال رجل: كيف يكون هذا والله تعالى يقول: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنَّي تبت الآن "؟ فقال عبد الله: أنا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. (51)8864 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم قال: كان يقال: التوبة، مبسوطة ما لم يُؤخذ بكَظَمِه. (52)
* * *
واختلف أهل التأويل فيمن عُني بقوله: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن "فقال بعضهم: عُني به أهل النفاق.
ذكر من قال ذلك:
8865 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ، قال: نـزلت الأولى في المؤمنين، ونـزلت الوسطى في المنافقين = يعني: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات "، والأخرى في الكفار يعني: وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ .* * *
وقال آخرون: بل عُني بذلك أهل الإسلام.
ذكر من قال ذلك:
8866 - حدثنا المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، قال: بلغنا في هذه الآية: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن " قال: هم المسلمون، ألا ترى أنه قال: وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ؟* * *
وقال آخرون: بل هذه الآية كانت نـزلت في أهل الإيمان، غير أنها نسخت.
ذكر من قال ذلك:
8867 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار " فأنـزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [سورة النساء: 48 ، 116]، فحرّم الله تعالى المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته، فلم يؤيسهم من المغفرة. (53)* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، ما ذكره الثوري أنه بلغه أنه في الإسلام. (54) وذلك أن المنافقين كفار، فلو كان معنيًّا به أهل النفاق لم يكن لقوله: وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ معنًى مفهوم، إذْ كانوا والذين قبلهم في معنى واحد: من أن جميعهم كفار. ولا وجه لتفريق أحكامهم، والمعنى الذي من أجله بطل أن تكون [لهم] توبة، (55) واحدٌ. وفي تفرقة الله جل ثناؤه بين أسمائهم وصفاتهم، بأن سمَّى أحد الصنفين كافرًا، ووصف الصنف الآخر بأنهم أهل سيئات، ولم يسمهم كفارًا = ما دل على افتراق معانيهم. وفي صحة كون ذلك كذلك، صحةُ ما قلنا وفسادُ ما خالفه.
* * *
القول في تأويل قوله : وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ولا التوبة للذين يموتون وهم كفار = فموضع "
الذين " خفض، لأنه معطوف على قوله: لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ . (56)وقوله: "
أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليما "، يقول: هؤلاء الذين يموتون وهم كفار =" أعتدنا لهم عذابًا أليما "، لأنهم من التوبة أبعد، لموتهم على الكفر. (57) كما:-8868 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي النضر، عن أبي صالح، عن ابن عباس: "
ولا الذين يموتون وهم كفار "، أولئك أبعدُ من التوبة.* * *
واختلف أهل العربية في معنى: "
أعتدنا لهم ".فقال بعض البصريين: معنى "
أعتدنا "،" أفعلنا " من " العَتَاد ". قال: ومعناها: أعددنا. (58)* * *
وقال بعض الكوفيين: "
أعددنا " و " أعتدنا "، معناهما واحد.* * *
فمعنى قوله: "
أعتدنا لهم "، أعددنا لهم =" عذابًا أليما "، يقول: مؤلمًا موجعًا. (59)------------------
الهوامش :
(50) الأثر: 8860 -"
يعلى بن نعمان" كوفي ثقة. مترجم في الكبير 4 / 2 / 418 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 304 ، وتعجيل المنفعة: 457 ، روى عن عكرمة ، وبلال بن أبي الدرداء. روى عنه العلاء بن المسيب ، والثوري ، والزهري.وهذا الأثر خرجه السيوطي في الدر المنثور 2: 131 ونسبه أيضًا لعبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي.
و"
ساق الميت يسوق" و"ساق بنفسه" ، و"ساق نفسه" ، "سوقًا وسياقًا وسووقًا" ، و"حضرت فلانًا في السوق ، وفي السياق الموت": وذلك النزع عند إقبال الموت.(51) الأثر: 8863 - أخرجه الإمام أحمد في مسنده رقم: 6920 ، وأبو داود الطيالسي: 301 ، قال أخي السيد أحمد في شرح المسند: "
إسناده ضعيف ، لإبهام الرجل من بني الحارث ، راويه عن التابعي" ، وقد استوفى الكلام في تخريجه هناك.وقوله: "
حتى ذكر فواقًا" ، أي: فواق ناقة. وهذا مما يريدون به الزمن القليل القصير ، وأصل"الفواق" (بضم الفاء وفتح الواو) هو الوقت بين الحلبتين ، إذا فتحت يدك وقبضتها ثم أرسلتها عند الحلب.(52) "
الكظم" (بفتحتين) وجمعه"كظام" (بكسر الكاف) و"أكظام" ، وهو مخرج النفس عند الحلق. يريد: عند خروج نفسه ، وانقطاع نفسه. ومنه قليل: "كظم غيظه" ، أي رده وحبسه ، و"رجل كظوم" ، شديد الكتمان لما يعتلج في نفسه.وكان في المخطوطة: "
ما أخذ بكظمه" وهو خطأ من الناسخ ، وقد رواه ابن الأثير ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 2: 131 ، ونسبه لابن جرير وابن المنذر ، باللفظ الذي أثبته ناشر المطبوعة الأولى ، وهو الصواب المحض إن شاء الله.(53) الأثر: 8867 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 2: 131 ، ونسبه أيضًا لأبي داود في ناسخه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(54) يعني الأثر رقم: 8866 ، فيما سلف.
(55) في المخطوطة بعد قوله: "
معنى مفهوم" ما نصه: "لأنهم إن كانوا الذين قبلهم في معنى واحد ، من أن جميعهم كفار. ولا وجه لتفريق أحكامهم والمعنى الذي من أجله بطل أن تكون توبة واحد" ، وهي عبارة مضطربة أشد الاضطراب ، إلا أن الناسخ ضرب بقلم خفيف على لام"لأنهم" ، فتبين لي أن الذي بعدها"إذ كانوا الذين قبلهم" ، وسقطت الواو من الناسخ الساهي عن كتابته. وسها أيضًا فأسقط"لهم" التي وضعتها بين القوسين. فاستقام الكلام كالذي كتبت.أما ناشر المطبوعة الأولى فقد أساء غاية الإساءة ، فجعل الجملة هكذا: "
لأنهم إن كانوا هم والذين قبلهم في معنى واحد: من أن جميعهم كفار. فلا وجه لتفريق أحد منهم في المعنى الذي من أجله بطل أن تكون توبة واحد مقبولة" فلم ينتبه لما ضرب عليه الناسخ في"لأنهم" وزاد في"كانوا الذين قبلهم" فجعلها"كانوا هم والذين قبلهم". ثم جعل"ولا جه" ، "فلا وجه" وجعل"أحكامهم" ، "أحد منهم" ثم جعل"والمعنى""في المعنى" وزاد"مقبولة" من عنده في آخر الكلام ، فأفسد الكلام إفسادًا آخر. ورحم الله أبا جعفر ، وغفر لناسخ كتابه ، والحمد لله الذي هدى إلى الصواب.(56) انظر معاني القرآن للفراء 1: 259.
(57) وهذا أيضًا عبث آخر من ناشر المطبوعة الأولى ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، لأنها غير منقوطة فقلب هذه الجملة قلبًا أهدر معناها ، واستأصل المعنى الذي أراده أبو جعفر ، فكتب: "لأنهم أبعدهم من التوبة كونهم على الكفر" ظن"لمونهم" كما كتبها الناسخ ، "كونهم" ، فعبث بالكلام عبثًا لا يرتضيه أحد من أهل العلم. وانظر نص الكلام في الأثر الذي يليه.
(58) هذا البصري ، هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1: 120.
(59) انظر تفسير"أليم" ، فيما سلف من فهارس اللغة.
- ابن عاشور : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
وقوله : { وليست التوبة } إلخ تنبيه على نفي القبول عن نوع من التوبة وهي التي تكون عند اليأس من الحياة لأنّ المقصد من العزم ترتُّب آثاره عليه وصلاح الحل في هذه الدار بالاستقامة الشرعية ، فإذا وقع اليأس من الحياة ذهبت فائدة التوبة .
وقوله : { ولا الذين يموتون وهم كفار } عطف الكفّار على العصاة في شرط قبول التوبة منهم لأنّ إيمان الكافر توبة من كفره ، والإيمان أشرف أنواع التوبة ، فبيَّن أنّ الكافر إذا مات كافراً لا تقبل توبته من الكفر .
وللعلماء في تأويله قولان : أحدهما الأخذ بظاهره وهو أن لا يحول بين الكافر وبين قبول توبته من الكفر بالإيمان إلا حصول الموت ، وتأوّلوا معنى { وليست التوبة } له بأنّ المراد بها ندمُهُ يوم القيامة إذا مات كافراً ، ويؤخذ منه أنّه إذا آمن قبل أن يموت قُبل إيمانه ، وهو الظاهر ، فقد ثبت في «الصحيح» : أنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعندَه أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية فقال : أي عمّ قل لا إله إلا الله كلمة أحَاجّ لك بها عند الله . فقال أبو جهل وعبد الله : أترغب عن ملّة عبد المطلب . فكان آخر ما قال أبو طالب أنّه على ملّة عبد المطلب ، فقال النبي : لأستغفرنّ لك ما لم أنْهَ عنك . فنزلت { ما كان للنبيء والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم } [ التوبة : 113 ] ويؤذن به عطف { ولا الذين يموتون وهم كفار } بالمغايرة بين قوله : { حتى إذا حضر أحدهم الموت } الآية وقوله : { ولا الذين يموتون وهم كفار } .
وعليه فوجه مخالفة توبته لتوبة المؤمن العاصي أنّ الإيمان عمل قلبي ، ونطق لساني ، وقد حصل من الكافر التائب وهو حي ، فدخل في جماعة المسلمين وتقوّى به جانبهم وفشت بإيمانه سمعة الإسلام بين أهل الكفر .
وثانيهما : أنّ الكافر والعاصي من المؤمنين سواء في عدم قبول التوبة ممّا هما عليه ، إذا حضرهما الموت . وتأوّلوا قوله : { يموتون وهم كفار } بأنّ معناه يُشرفون على الموت على أسلوب قوله { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا } [ النساء : 9 ] أي لو أشرفوا على أن يتركوا ذرّيّة . والدّاعي إلى التأويل نظم الكلام لأنّ ( لا ) عاطفة على معمول لخبر التوبة المنفية ، فيصير المعنى : وليست التوبة للذين يموتون وهم كفّار فيتوبون ، ولا تعقل توبة بعد الموت فتعيّن تأويل ( يموتون ) بمعنى يشرفون كقوله { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم } [ البقرة : 240 ] ، واحتجّوا بقوله تعالى في حقّ فرعون { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } [ يونس : 90 ، 91 ] المفيد أنّ الله لم يقبل إيمانه ساعتئذ . وقد يجاب عن هذا الاستدلال بأنّ ذلك شأن الله في الذين نزل بهم العذاب أنّه لا ينفعهم الإيمان بعد نزول العذاب إلاّ قوم يونس قال تعالى : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } [ يونس : 98 ] فالغرق عذاب عذّب الله به فرعون وجنده .
قال ابن الفرس ، في أحكام القرآن : وإذا صحّت توبة العبد فإن كانت عن الكفر قطعنا بقبولها ، وإن كانت عن سواه من المعاصي؛ فمن العلماء من يقطع بقبولها ، ومنهم من لم يقطع ويظنّه ظنّا اه .
- إعراب القرآن : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
«وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ» ليس واسمها والتاء للتأنيث «لِلَّذِينَ» متعلقان بمحذوف خبرها والجملة معطوفة وجملة «يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ» صلة «حَتَّى إِذا» حتى حرف غاية وجر إذا ظرف للمستقبل «حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ» فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر والجملة في محل جر بالإضافة وحتى لا عمل لها «قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ» جملة «قالَ» لا محل لها جواب شرط غير جازم وجملة «إِنِّي» مقول القول وجملة «تُبْتُ» خبر إن والظرف الآن متعلق بالفعل قبله. «وَلَا الَّذِينَ» عطف على الذين ولا نافية لا عمل لها وجملة «يَمُوتُونَ» صلة الموصول «وَهُمْ كُفَّارٌ» مبتدأ وخبر والجملة حالية «أُولئِكَ» اسم الإشارة مبتدأ «أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجار والمجرور متعلقان بالفعل. «أَلِيماً» صفة والجملة خبر المبتدأ.
- English - Sahih International : But repentance is not [accepted] of those who [continue to] do evil deeds up until when death comes to one of them he says "Indeed I have repented now" or of those who die while they are disbelievers For them We have prepared a painful punishment
- English - Tafheem -Maududi : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(4:18) But of no avail is repentance of those who do evil until death approaches any one of them and then he says: 'Now I repent.' Nor is the repentance of those who die in the state of unbelief of any avail to them. For them We have kept in readiness a painful chastisement. *27
- Français - Hamidullah : Mais l'absolution n'est point destinée à ceux qui font de mauvaises actions jusqu'au moment où la mort se présente à l'un d'eux et qui s'écrie Certes je me repens maintenant - non plus pour ceux qui meurent mécréants Et c'est pour eux que Nous avons préparé un châtiment douloureux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Nicht aber ist die Annahme der Reue für diejenigen die böse Taten begehen bis daß wenn sich bei einem von ihnen der Tod einstellt er sagt "Jetzt bereue ich" und auch nicht für diejenigen die als Ungläubige sterben Für jene haben Wir schmerzhafte Strafe bereitet
- Spanish - Cortes : Que no espere perdón quien sigue obrando mal hasta que en el artículo de la muerte dice Ahora me arrepiento Ni tampoco quienes mueren siendo infieles A éstos les hemos preparado un castigo doloroso
- Português - El Hayek : A absolvição não alcançará aqueles que cometerem obscenidades até à hora da morte mesmo que nessa hora alguém dentre eles diga Agora me arrependo E tampouco alcançará os que morrerem na incredulidade pois para eles destinamosum doloroso castigo
- Россию - Кулиев : Но бесполезно покаяние для тех кто совершает злодеяния а когда к нему приходит смерть то говорит Вот теперь я раскаиваюсь - и для тех кто умирает неверующим Для них Мы приготовили мучительные страдания
- Кулиев -ас-Саади : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
Но бесполезно покаяние для тех, кто совершает злодеяния, а когда к нему приходит смерть, то говорит: «Вот теперь я раскаиваюсь», - и для тех, кто умирает неверующим. Для них Мы приготовили мучительные страдания.Аллах прощает кающихся дважды: когда вдохновляет их принести покаяние и когда принимает их покаяния. По Своей щедрости и милости Он обязал Себя принимать покаяния от грешников, которые совершают злодеяния по невежеству и вскоре раскаиваются. Эти невежды забывают о том, что грехи чреваты дурными последствиями, что они навлекают на человека гнев Аллаха и обрекают его на страдания. Они забывают о том, что Он постоянно наблюдает за ними, что злодеяния ослабляют веру и даже разрушают ее полностью. Всякий ослушник является невеждой в этом смысле слова, даже если ему известно, что он совершает запрещенный поступок. Если же человек не знает о том, что он совершает запрещенный поступок, то он не является ослушником и не заслуживает наказания. Существует мнение, что под скорым раскаянием здесь подразумевается раскаяние до того, как человек встретится со смертью лицом к лицу, потому что Аллах принимает покаяние того, кто покаялся до того, как воочию увидел смерть или наказание. Если же человек раскаивается в совершенных грехах или отрекается от неверия, находясь при смерти, то Аллах не принимает его покаяния. Вот почему покаяние не принесло пользы Фараону, который воскликнул перед смертью: «Я уверовал в то, что нет Бога, кроме Того, в Кого уверовали сыны Исраила (Израиля). Я стал одним из мусульман» (10:90). Всевышний сказал: «Когда они узрели Наше наказание, они сказали: “Мы уверовали в Единственного Аллаха и не веруем в тех, кого мы приобщали в сотоварищи к Нему!” Но не помогла им вера, когда они увидели Наше наказание. Таким всегда было установление Аллаха для Его рабов. Вот тогда неверующие оказались в убытке» (40:84–85). Покаяние не приносит пользы тому, кто совершает злодеяния, не достигающие степени неверия, и перед смертью заявляет, что он раскаивается в совершенных грехах. Оно также не приносит пользы тому, кто умирает неверующим, поскольку в таком положении оно является вынужденным и бесполезным. Покаяние приносит пользу только тогда, когда человек приносит его по собственному желанию. Согласно другому толкованию, под скорым раскаянием подразумевается раскаяние сразу после совершения греха, который обязывает человека принести покаяние. Из этого следует, что Аллах прощает тех, кто раскаивается в грехе вскоре после его совершения, не медлит с раскаянием и сожалеет о содеянном. Такой человек отличается от тех, которые не желают избавляться от своих недостатков и продолжают совершать грехи до тех пор, пока они не становятся их неотъемлемым качеством. Когда же это происходит, грехи уже не позволяют им покаяться надлежащим образом. Таким людям Аллах обычно не помогает покаяться в грехах и не облегчает дороги к покаянию. Этой участи удостаиваются грешники, которые сознательно совершают злодеяния, пренебрегают тем, что Аллах наблюдает за ними, и закрывают перед собой двери Божьей милости. Безусловно, иногда Аллах вдохновляет на покаяние рабов, которые сознательно и настойчиво совершают грехи. Это покаяние приносит им пользу, смывает их прежние злодеяния и искупает совершенные ими ранее преступления. Однако заслужить милость и помощь Аллаха гораздо проще тому, кто не медлит с раскаянием. Среди прекрасных имен Аллаха - Знающий и Мудрый. Благодаря Своему знанию Он доподлинно знает тех, кто приносит правдивое покаяние, и тех, кто раскаивается неискренне, и поэтому каждый человек получит заслуженное воздаяние. А благодаря Своей мудрости Он вдохновляет на покаяние одних, поступая с ними мудро и проявляя к ним милосердие, и лишает такой поддержки других, поступая с ними мудро и справедливо. А лучше всего об этом известно самому Аллаху.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kötülükleri işleyip dururken ölüm kendisine geldiği zaman; "şimdi tevbe ettim" diyenler ile kafir olarak ölenlerin tevbesi makbul değildir İşte onlara elem verici azab hazırlamışızdır
- Italiano - Piccardo : Ma non c'è perdono per coloro che fanno il male e che quando si presenta loro la morte gridano “Adesso sono pentito”; e neanche per coloro che muoiono da miscredenti Per costoro abbiamo preparato doloroso castigo
- كوردى - برهان محمد أمين : تهوبهو پهشیمانی بۆ ئهو کهسانه نیه که بهردهوامن لهسهر گوناهـو تاوان ئهوکاتهی مردن یهخهی بهیهکێکیان گرت ئهوسا بڵێت ئهوه ئیتر من بهڕاستی له ئێستهوه تهوبهم کرد تهوبه لهوانهش وهرناگیرێت که بهکافری دهمرن بۆ ئهو جۆره تاوانبارانه ههموویان سزایهکی بهئێشمان ئاماده کردووه
- اردو - جالندربرى : اور ایسے لوگوں کی توبہ قبول نہیں ہوتی جو ساری عمر برے کام کرتے ہیں۔ یہاں تک کہ جب ان میں سے کسی موت اموجود ہو تو اس وقت کہنے لگے کہ اب میں توبہ کرتا ہوں اور نہ ان کی توبہ قبول ہوتی ہے جو کفر کی حالت میں مریں۔ ایسے لوگوں کے لئے ہم نے عذاب الیم تیار کر رکھا ہے
- Bosanski - Korkut : Uzaludno je kajanje onih koji čine hrđava djela a koji kad se nekom od njih približi smrt govore "Sad se zaista kajem" a i onima koji umru kao nevjernici Njima smo bolnu patnju pripremili
- Swedish - Bernström : Ångerns väg är inte öppen för den som [ständigt] begår dåliga handlingar och först då döden når honom säger "Nu känner jag ånger" och inte heller för dem som dör som förnekare av sanningen; för dem har Vi ett plågsamt straff i beredskap
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tidaklah taubat itu diterima Allah dari orangorang yang mengerjakan kejahatan yang hingga apabila datang ajal kepada seseorang di antara mereka barulah ia mengatakan "Sesungguhnya saya bertaubat sekarang" Dan tidak pula diterima taubat orangorang yang mati sedang mereka di dalam kekafiran Bagi orangorang itu telah Kami sediakan siksa yang pedih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
(Dan tidaklah dikatakan tobat bagi orang-orang yang mengerjakan kejahatan) atau dosa (hingga ketika ajal datang kepada salah seorang mereka) dan nyawanya hendak lepas (lalu dikatakannya) ketika menyaksikan apa yang sedang dialaminya ("Sesungguhnya saya bertobat sekarang.") karena itu tidaklah bermanfaat dan tidak akan diterima oleh Allah tobatnya. (Dan tidak pula orang-orang yang mati sedangkan mereka berada dalam kekafiran) yakni jika mereka bertobat di akhirat sewaktu menyaksikan azab, maka tidak pula akan diterima. (Mereka itu Kami siapkan) sediakan (bagi mereka siksa yang pedih) yang menyakitkan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর এমন লোকদের জন্য কোন ক্ষমা নেই যারা মন্দ কাজ করতেই থাকে এমন কি যখন তাদের কারো মাথার উপর মৃত্যু উপস্থিত হয় তখন বলতে থাকেঃ আমি এখন তওবা করছি। আর তওবা নেই তাদের জন্য যারা কুফরী অবস্থায় মৃত্যুবরণ করে। আমি তাদের জন্য যন্ত্রণাদায়ক শাস্তি প্রস্তুত করে রেখেছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் எவர்கள் தீவினைகளைத் தொடர்ந்து செய்து கொண்டேயிருந்து முடிவில் அவர்களை மரணம் நெருங்கிய போது "நிச்சயமாக இப்பொழுது நான் பாவங்களுக்காக வருந்தி மன்னிப்புத் தேடுகிறேன்" என்று கூறுகின்றார்களோ அவர்களுக்கும் எவர் காஃபிர்களாகவே மரிக்கிறார்களோ அவர்களுக்கும் பாவமன்னிப்பு இல்லை இத்தகையோருக்குத் துன்பம் கொடுக்கும் வேதனையையே நாம் சித்தப்படுத்தி வைத்துள்ளோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : การสำนึกผิดกลับเนื้อกลับตัวที่อัลลอฮฺจะทรงรับ นั้นมิใช่สำหรับบรรดาผู้ที่กระทำความชั่วต่างๆ จนกระทั่งเมื่อความตายได้มายังคนหนึ่งคนใดในพวกเขาแล้วเขาก็กล่าวว่า บัดนี้แหละข้าพระองค์ขอสำนึกผิดกลับเนื้อกลับตัว และก็มิใช่สำหรับบรรดาผู้ที่ตาย ในขณะที่พวกเขาเป็นผู้ปฏิเสธศรัทธาด้วย ชนเหล่านี้เราได้เตรียมไว้แล้วสำหรับพวกเขาซึ่งการลงโทษอันเจ็บแสบ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёмонликларни қилиб юриб бирларига ўлим етганда энди тавба қилдим деганларга ва кофир ҳолларида ўлганларга тавба йўқ Ана ўшаларга аламли азобларни тайёрлаб қўйганмиз
- 中国语文 - Ma Jian : 终身作恶,临死才说:现在我确已悔罪的人,不蒙赦宥;临死还不信道的人,也不蒙赦宥。这等人,我已为他们预备了痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Dan tidak ada gunanya taubat itu kepada orangorang yang selalu melakukan kejahatan hingga apabila salah seorang dari mereka hampir mati berkatalah ia "Sesungguhnya aku bertaubat sekarang ini" sedang taubatnya itu sudah terlambat dan demikian juga halnya orangorang yang mati sedang mereka tetap kafir Orangorang yang demikian Kami telah sediakan bagi mereka azab seksa yang tidak terperi sakitnya
- Somali - Abduh : Uma aha Toobaddu ku Fala Xumaha intuu uga Yimaaddo Midkood Geeridu markaas dhaha Anigu waxaan Toobad keeni hadda iyo Kuwa Dhiman Iyagoo Gaala ah Kuwaas waxaan u Darabnay Cadaab Daran
- Hausa - Gumi : Bã tũba ba ce ga waɗanda suke aikatãwar mũnanan ayyuka har idan mutuwa ta halarci ɗayansu ya ce "Lalle ne ni na tũba yanzu" kuma bã tũba ba ce ga waɗanda suke mutuwa alhãli kuwa sunã kãfi rai Waɗannan mun yi musu tattalin wata azãba mai raɗaɗi
- Swahili - Al-Barwani : Wala hawana toba wale wafanyao maovu mpaka yakamfikia mmoja wao mauti kisha hapo akasema Hakika mimi sasa nimetubia Wala wale wanao kufa na hali wao ni makafiri Hao tumewaandalia adhabu chungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nuk pranohet pendimi i atyre që vazhdimisht bëjnë të këqija për derisa t’u arrijë vdekja; e atëherë thonë “Unë tani me të vërtetë po pendohem” As për ata që vdesin duke qenë mohues për këta Na kemi përgatitur dënim të dhembshëm
- فارسى - آیتی : توبه كسانى كه كارهاى زشت مىكنند و چون مرگشان فرا مىرسد مىگويند كه اكنون توبه كرديم، و نيز آنان كه كافر بميرند، پذيرفته نخواهد شد. براى اينان عذابى دردآور مهيا كردهايم.
- tajeki - Оятӣ : Тавбаи касоне, ки корҳои зишт мекунанд ва чун маргашон фаро мерасад, мегӯянд, ки акнун тавба кардем ва киз онон, ки кофир бимиранд, пазируфта нахоҳад шуд. Барои инон азобе дардовар муҳайё кардаем.
- Uyghur - محمد صالح : داۋاملىق يامان ئىشلارنى قىلىپ بېشىغا ئۆلۈم كەلگەن چاغدا، ئەمدى تەۋبە قىلدىم، دېگۈچىلەرنىڭ تەۋبىسى ۋە كاپىر پېتى ئۆلگۈچىلەرنىڭ تەۋبىسى (يەنى ئۆلۈم ئالدىدا ئىمان ئېيتتىم دېگۈچىلەرنىڭ ئىمانى) قوبۇل قىلىنمايدۇ. ئەنە شۇلار قاتتىق ئازاب تەييارلىدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തെറ്റുകള് ചെയ്തുകൊണ്ടിരിക്കുകയും മരണമടുക്കുമ്പോള് “ഞാനിതാ പശ്ചാത്തപിച്ചിരിക്കുന്നു” എന്നു പറയുകയും ചെയ്യുന്നവര്ക്കുള്ളതല്ല പശ്ചാത്താപം. സത്യനിഷേധികളായി മരണമടയുന്നവര്ക്കുള്ളതുമല്ല. അവര്ക്കു നാം ഒരുക്കിവെച്ചത് നോവുറ്റ ശിക്ഷയാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : وليس قبول التوبه للذين يصرون على ارتكاب المعاصي ولا يرجعون الى ربهم الى ان تاتيهم سكرات الموت فيقول احدهم اني تبت الان كما لا تقبل توبه الذين يموتون وهم جاحدون منكرون لوحدانيه الله ورساله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم اولئك المصرون على المعاصي الى ان ماتوا والجاحدون الذين يموتون وهم كفار اعتدنا لهم عذابا موجعا
*27). The Arabic word tawbah means 'to return, to come back'. A man's tawbah after he has sinned means that God's servant, who had turned away from his Master in disobedience, has repented, and has returned to obedience and service. On the other hand, tawbah on the part of God means that the attention of the Master, which had turned away from His erring servant, has once again turned towards him. In this verse, however, God makes it clear to His servants that tawbah is acceptable only from those who commit errors inadvertently and out of ignorance. Such persons will always find the door of God open for them whenever they turn to Him in repentance.
But this tawbah is not for those who pile sin upon sin throughout their lives in sheer indifference to God and who cry for pardon as soon as they see the angel of death approaching. The Prophet (peace be on him) has warned against this attitude in the following words: 'God accepts the repentance of a slave until the gurgling (of death) begins.' (Tirmidhi, 'Da'wat', 98; Ibn Majah, 'Zuhd', 30; Ahmad b. Hanbal, Musnad, vol. 2, pp. 132 and 153, and vol. 3, pp. 425 - Ed.) For when the last leaf of a man's book of life has been turned, what opportunity remains for a man to return to righteous conduct? Likewise, if a person spends even the very last moment of his life in a state of disbelief and then on the threshold of the Next Life he comes to discover that the facts are quite contrary to what he had imagined, what sense is there for him to seek forgiveness?