- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَٰنُ لَهُۥ قَرِينًا فَسَآءَ قَرِينًا
- عربى - نصوص الآيات : والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ۗ ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا
- عربى - التفسير الميسر : وأعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون أموالهم رياءً وسمعةً، ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة. وهذه الأعمال السيئة مما يدعو إليها الشيطان. ومن يكن الشيطان له ملازمًا فبئس الملازم والقرين.
- السعدى : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
ثم أخبر عن النفقة الصادرة عن رياء وسمعة وعدم إيمان به فقال: { وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ } أي: ليروهم ويمدحوهم ويعظموهم { وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ } أي: ليس إنفاقهم صادرا عن إخلاص وإيمان بالله ورجاء ثوابه. أي: فهذا من خطوات الشيطان وأعماله التي يدعو حزبه إليها ليكونوا من أصحاب السعير. وصدرت منهم بسبب مقارنته لهم وأزهم إليها فلهذا قال: { وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا } أي: بئس المقارن والصاحب الذي يريد إهلاك من قارنه ويسعى فيه أشد السعي. فكما أن من بخل بما آتاه الله، وكتم ما مَنَّ به الله عليه عاص آثم مخالف لربه، فكذلك من أنفق وتعبد لغير الله فإنه آثم عاص لربه مستوجب للعقوبة، لأن الله إنما أمر بطاعته وامتثال أمره على وجه الإخلاص، كما قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } فهذا العمل المقبول الذي يستحق صاحبه المدح والثواب فلهذا حث تعالى عليه
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
وقوله- تعالى وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ معطوف على الَّذِينَ يَبْخَلُونَ.
وإنما شاركوهم في الذم وسوء العاقبة لأن البخل بإظهار نعم الله في مواضع الخير وكتمانها، يستوي مع الإنفاق الذي لا يقصد به وجه الله في القبح واستجلاب العقاب، إذ أن الذي ينفق ماله على سبيل الرياء والسمعة لا يتوخى به مواقع الحاجة، فقد يعطى الغنى ويمنع الفقير، وقد يبذل الكثير من المال ولكن في المفاسد والشرور والمظاهر الكاذبة.
والمعنى: والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس أى قاصدين بإنفاقهم الرياء والسمعة لا وجه الله- تعالى- ولا يؤمنون بالله الذي له الخلق والأمر، ولا باليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب ... هؤلاء الذين يفعلون ذلك يبغضهم الله- تعالى-، ويجازيهم بما يستحقون من عذاب أليم.
روى مسلم عن أبى هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله- تبارك وتعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا أشرك معى فيه غيرى تركته وشركه.
وقوله وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً جملة معترضة لبيان أن صحبتهم للشيطان ومطاوعتهم له هي التي دفعتهم إلى البخل وإلى الرياء وإلى عدم الإيمان بالحق الذي آمن به العقلاء من الناس.
والمراد بالشيطان هنا: كل ما يغرى الإنسان بالشر ويدفعه إليه من الإنس أو الجن.
والقرين: هو المصاحب الملازم للإنسان. فهو فعيل بمعنى مفاعل، كخليط بمعنى المخالط.
وساء هنا: بمعنى بئس. وقرينا تمييز مفسر للضمير المستكن في ساء. والمخصوص بالذم محذوف وهو الشيطان الذي يدفع الإنسان إلى الشرور والآثام.
والمعنى ومن يكن الشيطان مقارنا ومصاحبا له فبئس المصاحب وبئس المقارن الشيطان لأنه يدعوه إلى المعاصي التي تفضى به إلى النار.
وفي الآية الكريمة إشارة إلى أن قرناء السوء يفسدون الأخلاق: لأن عدوى الأخلاق تسرى بالمجاورة، كما تسرى عدوى الأمراض البدنية.
والمقصود من الجملة الكريمة نهى الناس عن طاعة شياطين الإنس والجن الذين يحرضون على ارتكاب الفواحش والقبائح، ويزينون لأتباعهم الشرور والآثام.
- البغوى : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) محل " الذين " نصب ، عطفا على الذين يبخلون ، وقيل : خفض عطفا على قوله : و ( أعتدنا للكافرين ) نزلت في اليهود ، وقال السدي : في المنافقين ، وقيل : في مشركي مكة المتفقين على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم .
( ومن يكن الشيطان له قرينا ) صاحبا وخليلا ( فساء قرينا ) أي : فبئس الشيطان قرينا وهو نصب على التفسير ، وقيل : على القطع بإلقاء الألف واللام كما تقول : نعم رجلا عبد الله ، وكما قال تعالى : " بئس للظالمين بدلا " ( الكهف - 50 ) " ساء مثلا " ( الأعراف - 177 ) .
- ابن كثير : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
(والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ) فذكر الممسكين المذمومين وهم البخلاء ، ثم ذكر الباذلين المرائين الذي يقصدون بإعطائهم السمعة وأن يمدحوا بالكرم ، ولا يريدون بذلك وجه الله ، وفي الحديث الذي فيه الثلاثة الذين هم أول من تسجر بهم النار ، وهم : العالم والغازي والمنفق ، والمراءون بأعمالهم ، يقول صاحب المال : ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت في سبيلك . فيقول الله : كذبت ; إنما أردت أن يقال : جواد فقد قيل . أي : فقد أخذت جزاءك في الدنيا وهو الذي أردت بفعلك .
وفي الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعدي : " إن أباك رام أمرا فبلغه " .
وفي حديث آخر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن عبد الله بن جدعان : هل ينفعه إنفاقه ، وإعتاقه ؟ فقال : " لا إنه لم يقل يوما من الدهر : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " .
ولهذا قال : ( ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر [ ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ] ) أي : إنما حملهم على صنيعهم هذا القبيح وعدولهم عن فعل الطاعة على وجهها الشيطان ; فإنه سول لهم وأملى لهم ، وقارنهم فحسن لهم القبائح ( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ) ولهذا قال الشاعر
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
- القرطبى : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
قوله تعالى : والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس الآية . عطف تعالى على الذين يبخلون : الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس . وقيل : هو عطف على الكافرين ، فيكون في موضع خفض . ومن رأى زيادة الواو أجاز أن يكون الثاني عنده خبرا للأول . قال الجمهور نزلت في المنافقين : لقوله تعالى : رئاء الناس والرئاء من النفاق . مجاهد : في اليهود . وضعفه الطبري ؛ لأنه تعالى نفى عن هذه الصنفة الإيمان بالله واليوم الآخر ، واليهود ليس كذلك . قال ابن عطية : وقول مجاهد متجه على المبالغة والإلزام ؛ إذ إيمانهم باليوم الآخر كلا إيمان من حيث لا ينفعهم . وقيل : نزلت في مطعمي يوم بدر ، وهم رؤساء مكة ، الأنفقوا على الناس ليخرجوا إلى بدر . قال ابن العربي : ونفقة الرئاء تدخل في الأحكام من حيث إنها لا تجزئ .
قلت : ويدل على ذلك من الكتاب قوله تعالى : قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم وسيأتي .
الثانية : قوله تعالى : ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا في الكلام إضمار تقديره ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فقرينهم الشيطان ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا . والقرين : المقارن ، أي الصاحب والخليل وهو فعيل من الإقران ؛ قال عدي بن زيد :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
والمعنى : من قبل من الشيطان في الدنيا فقد قارنه . ويجوز أن يكون المعنى من قرن به الشيطان في النار فساء قرينا أي فبئس الشيطان قرينا ، وهو نصب على التمييز .
- الطبرى : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وأعتدنا للكافرين بالله من اليهود الذين وصف الله صِفَتهم، عذابًا مهينًا =" والذين ينفقون أموالهم رئاءَ الناس."
* * *
و "
الذين " في موضع خفضٍ، عطفًا على " الكافرين ".* * *
وقوله: "
رئاء الناس "، يعني: ينفقه مُراءاة الناس، في غير طاعة الله أو غير سبيله، ولكن في سبيل الشيطان (1) =" ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر "، يقول: ولا يصدقون بوحدانية الله، ولا بالمَعَاد إليه يوم القيامة (2) - الذي فيه جزاء الأعمال - أنه كائن. (3)* * *
وقد قال مجاهد (4) إن هذا من صفة اليهود! وهو بصفة أهل النفاق الذين كانوا أهلَ شرك، (5) فأظهروا الإسلام تقيةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهلِ الإيمان به، وهم على كفرهم مقيمون = (6) أشبه منه بصفة اليهود. لأن اليهود كانت توحِّد الله وتصدّق بالبعث والمعاد. وإنما كان كفرُها، تكذيبَها بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
* * *
وبعدُ، ففي فصل الله بين صفة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وصفة الفريق الآخر الذين وصفهم في الآية قبلها، وأخبر أنّ لهم عذابًا مهينًا = بـ "
الواو " الفاصلة بينهم = (7) ما ينبئ عن أنهما صفتان من نوعين من الناس مختلفي المعاني، وإن كان جميعهم أهلَ كفر بالله. (8) ولو كانت الصفتان كلتاهما صفة نوع من الناس، لقيل إن شاء الله: وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ،" الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس "، ولكن فصل بينهم بـ " الواو " لما وصفنا.* * *
فإن ظن ظان أن دخول "
الواو " غير مستنكر في عطف صفة على صفة لموصوف واحد في كلام العرب = فإنّ ذلك، (9) وإن كان كذلك، فإن الأفصح في كلام العرب إذا أريد ذلك، ترك إدخال " الواو ". وإذا أريد بالثاني وصفٌ آخر غير الأوّل، إدخال " الواو ". (10) وتوجيه كلام الله إلى الأفصح الأشهر من كلام مَنْ نـزل بلسانه كتابُه، أولى بنا من توجيهه إلى الأنكر من كلامهم.* * *
القول في تأويل قوله : وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يكن الشيطان له خليلا وصاحبًا، يعمل بطاعته، ويتبع أمره، ويترك أمرَ الله في إنفاقه ماله رئاء الناس في غير طاعته، وجحوده وحدانية الله والبعث بعد الممات ="
فساء قرينًا "، يقول: فساء الشيطان قرينًا.* * *
وإنما نصب "
القرين "، لأن في" ساء " ذكرًا من الشيطان، كما قال جل ثناؤه: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا [سورة الكهف: 50]، وكذلك تفعل العرب في" ساء " ونظائرها (11) = ومنه قول عدي بن زيد:عَـنِ الْمَـرْءِ لا تَسْـأَلْ, وأبْصِرْ قَرِينَهُ
فَــإنَّ الْقَــرِينَ بِالمُقَــارِنِ مُقْتَـدِ (12)
يريد: بـ "
القرين "، الصّاحبَ والصديق.---------------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير"
رئاء" فيما سلف 5: 521 ، 522.(2) في المطبوعة: "
ولا بالميعاد".(3) قوله: "
أنه كائن" ، سياقه"ولا يصدقون بالمعاد... أنه كائن".(4) يعني في الأثر رقم: 9495.
(5) في المطبوعة والمخطوطة: "
وهو صفة أهل النفاق" ، وهو لا يستقيم ، كما سترى في التعليق التالي.(6) السياق: "
وهو بصفة أهل النفاق... أشبه منه بصفة اليهود" ، فصح التصحيح السالف. أما ناشر المطبوعة ، فإنه لما رأى الكلام غير مستقيم ، كتب: "أشبه منهم بصفة اليهود" ، فزاد الكلام فسادًا.(7) السياق: ففي فصل الله... بالواو الفاصلة بينهم ، ما ينبئ"
.(8) في المطبوعة: "وإن كان جمعهم" ، وهو خطأ محض ، صوابه من المخطوطة ، وهي غير منقوطة.
(9) في المطبوعة: "في كلام العرب. قيل ذلك وإن كان كذلك" ، والذي دعا ناشر المخطوطة إلى ذلك أن الناسخ كتب"العربفان" وصل"باء""العرب" ، بفاء"فإن" ، فاجتهد المصحح.
(10) في المطبوعة: "أدخل الواو" ، والصواب من المخطوطة.
(11) انظر ما سلف في"ساء" 8: 138 ، تعليق: 8 ، ومعاني القرآن للفراء 1: 267-269 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 127.
(12) ديوانه ، في شعراء الجاهلية: 466 ، ومجموعة المعاني: 14 ، وغيرهما كثير. وقد أثبت البيت كما رواه أبو جعفر ، وكما جاء في المخطوطة ، أما ناشر المطبوعة فقد غيره ، وأثبت ما درج عليه من الرواية:
عَـنِ الْمَـرْءِ لا تَسأَل وسَلْ عَنْ قَرِينِه
فَكُــلُّ قَــرِينٍ بِالْمُقَــارن يَقْتَـدِي
وهو سوء تصرف لا شك فيه.
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
وعطف { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } على { الذين يبخلون } : لأنّهم أنفقوا إنفاقاً لا تحصل به فائدة الإنفاق غالباً ، لأنّ من ينفق ماله رئاء لا يتوخّى به مواقع الحاجة ، فقد يعطي الغنيّ ويمنع الفقير ، وأريد بهم هنا المنفقون من المنافقين المشركين ، ولذلك وصفوا بأنّهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، وقيل : أريد بهم المشركون من أهل مكة ، وهو بعيد ، لأنّ أهل مكة قد انقطع الجدال معهم بعد الهجرة .
وجملة : { ومن يكن الشيطان له قرينا } معترضة .
وقوله : { فساء قريناً } جواب الشرط . والضمير المُستتر في ( ساء ) إن كان عائداً إلى الشيطان ف ( ساءَ ) بمعنى بئس ، والضمير فاعلها ، و { قرينا } تمييز للضمير ، مثل قوله تعالى : { ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا } [ الأعراف : 177 ] ، أي : فساء قرينا له ، ليحصل الربط بين الشرط وجوابه ، ويجوز أن تبقى ( ساء ) على أصلها ضَدّ حَسُن ، وترفع ضميرا عائداً على ( مَن ) ويكون ( قريناً ) تمييز نسبة ، كقولهم : «ساءَ سمعاً فَسَاء جَابَةً» أي فساءَ من كان الشيطان قرينَهُ من جهة القَرين ، والمقصود على كلا الاحتمالين سوء حال من كان الشيطان له قريناً بإثبات سوء قرينه؛ إذ المرء يعرف بقرينه ، كما قال عديّ بن زيد :
فَكُلّ قريننٍ بالمُقَارن يَقْتَدي ... وقوله : { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر } عطف على الجملتين ، وضمير الجمع عائد إلى الفريقين ، والمقصود استنزال طائرهم ، وإقامة الحجّة عليهم .
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
«وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ» الاسم الموصول معطوف على ما قبله والجملة بعده صلة الموصول والواو فاعل «أَمْوالَهُمْ» مفعول به «رِئاءَ» مفعول لأجله «النَّاسِ» مضاف إليه «وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» الجملة معطوفة على ما قبلها ولا نافية لا عمل لها «وَلا بِالْيَوْمِ» عطف على اللّه «الْآخِرِ» صفة «وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ» فعل مضارع ناقص واسمها ومن اسم شرط جازم مبتدأ ويكن فعل الشرط «قَرِيناً» خبرها «لَهُ» متعلقان بمحذوف حال لقرينا أو بقرينا. «فَساءَ قَرِيناً» فعل ماض جامد لانشاء الذم وقرينا تمييز والمخصوص بالذم محذوف التقدير : فساء الشيطان قرينا والجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من.
- English - Sahih International : And [also] those who spend of their wealth to be seen by the people and believe not in Allah nor in the Last Day And he to whom Satan is a companion - then evil is he as a companion
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا(4:38) Allah does not love those who spend out of their wealth to make a show of it to people when they believe neither in Allah nor in the Last Day. And he who has taken Satan for a companion has indeed taken for himself a very bad companion.
- Français - Hamidullah : Et ceux qui dépensent leurs biens avec ostentation devant les gens et ne croient ni en Allah ni au Jour dernier Quiconque a le Diable pour camarade inséparable quel mauvais camarade
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : und diejenigen die ihren Besitz ausgeben um von den Menschen gesehen zu werden und nicht an Allah und auch nicht an den Jüngsten Tag glauben; wer den Satan zum Gesellen hat der hat da einen bösen Gesellen
- Spanish - Cortes : a los que gastan su hacienda para ser vistos de los hombres sin creer en Alá ni en el último Día Y si alguien tiene por compañero al Demonio mal compañero tiene
- Português - El Hayek : Tampouco Deus aprecia os que distribuem ostensivamente os seus bens e não crêem em Deus nem no Dia do JuízoFinal além de terem Satanás por companheiro Que péssimo companheiro
- Россию - Кулиев : Они расходуют свое имущество напоказ людям и не веруют в Аллаха и Последний день Если дьявол является товарищем то плох такой товарищ
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
Они расходуют свое имущество напоказ людям и не веруют в Аллаха и Последний день. Если дьявол является товарищем, то плох такой товарищ!Аллах упомянул о пожертвованиях, которые являются плодом показухи, тщеславия и неверия в Него. Лицемеры делают такие пожертвования, чтобы люди увидели их, похвалили их и относились к ним с уважением. Они не веруют в Аллаха и в Судный день, и поэтому не расходуют свое имущество искренне ради Аллаха и в надежде на Его вознаграждение. Их поступки - это шаги и деяния сатаны, который призывает своих сторонников на этот путь, чтобы те стали обитателями пылающего пламени. Они поступают так, потому что сатана неотступно следует за ними и подталкивает их на это. Сатана - их товарищ и спутник. Как же скверен товарищ, желающий погибели своему спутнику и делающий для этого все возможное! Если тот, кто скупится поделиться с людьми благами Аллаха и скрывает то, чем Он одарил его, является ослушником и грешником, противящимся своему Господу, то человек, делающий пожертвования и совершающий другие обряды поклонения не ради Него, также является грешником и ослушником, заслуживающим наказания, потому что Аллах приказал повиноваться Ему и выполнять Его приказы искренне ради Него. Всевышний сказал: «А ведь им было велено лишь поклоняться Аллаху, служа ему искренне, как ханифы, совершать намаз и выплачивать закят. Это - правая вера» (98:5). Только такие деяния принимаются Аллахом и позволяют человеку заслужить похвалу и вознаграждение. Именно поэтому далее Аллах призвал людей поступать так и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Mallarını insanlara gösteriş için sarfedip Allah'a ve ahiret gününe inanmayanları da Allah sevmez Şeytanın arkadaş olduğu kimsenin ne fena arkadaşı vardır
- Italiano - Piccardo : coloro che davanti alla gente spendono con ostentazione ma non credono in Allah e nell'Ultimo Giorno Chi ha Satana per compagno ha un compagno detestabile
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهش که ماڵ و سامانیان بۆ ڕووپامایی خهڵکی دهبهخشن باوهڕناهێنن نه به خوا نه بهرۆژی دوایی دیاره که شهیتان ئهوانی له خشته بردووه و کردوونی بههاوهڵی خۆی جا ئهوهی شهیتان بکاته هاوهڵ و هاودهمی خۆی مهگهر خوا بزانێت چ ناپوخت و نالهبارێکی کردۆته هاوهڵی خۆی
- اردو - جالندربرى : اور خرچ بھی کریں تو خدا کے لئے نہیں بلکہ لوگوں کے دکھانے کو اور ایمان نہ خدا پر لائیں اور نہ روز اخرت پر ایسے لوگوں کو ساتھی شیطان ہے اور جس کا ساتھی شیطان ہوا تو کچھ شک نہیں کہ وہ برا ساتھی ہے
- Bosanski - Korkut : i one koji troše imanja svoja da se pred svijetom pokažu a ni u Allaha ni u onaj svijet ne vjeruju – A kome je šejtan drug zao mu je drug
- Swedish - Bernström : [Inte heller älskar Han] dem som ger av sin rikedom så att människor ser [och berömmer deras frikostighet] och som inte tror på Gud eller den Yttersta dagen Och den som har valt Djävulen till sin förtrogne har verkligen fått en usel förtrogen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan juga orangorang yang menafkahkan hartaharta mereka karena riya kepada manusia dan orangorang yang tidak beriman kepada Allah dan kepada hari kemudian Barangsiapa yang mengambil syaitan itu menjadi temannya maka syaitan itu adalah teman yang seburukburuknya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
(Dan orang-orang yang) diathafkan kepada orang-orang yang sebelumnya (menafkahkan harta mereka karena riya kepada manusia) artinya karena mereka ingin dipuji (dan mereka tidak beriman kepada Allah dan tidak pula kepada hari akhir) misalnya orang-orang munafik dan kafir Mekah. (Barangsiapa yang menjadi sejawat setan) artinya temannya, maka ia akan mengikuti perintahnya dan akan melakukan seperti apa yang dilakukannya (maka setan itu adalah teman yang seburuk-buruknya).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর সে সমস্ত লোক যারা ব্যয় করে স্বীয় ধনসম্পদ লোকদেখানোর উদ্দেশে এবং যারা আল্লাহর উপর ঈমান আনে না ঈমান আনে না কেয়ামত দিবসের প্রতি এবং শয়তান যার সাথী হয় সে হল নিকৃষ্টতর সাথী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் எவர்கள் மற்ற மனிதர்களுக்குக் காட்டுவதற்காகத் தங்கள் பொருட்களைச் செலவு செய்வதுடன் அல்லாஹ்வையும் இறுதி நாளையும் நம்பாதிருக்கின்றனரோ அவர்களுக்கு ஷைத்தான் கூட்டாளியாவான் எவனுக்கு ஷைத்தான் கூட்டாளியாக இருக்கின்றானோ அவன் கூட்டாளிகளிலெல்லாம் மிகத் தீயவன் என்பதை அறியவேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ที่บริจาคทรัพย์ของพวกเขา เพื่อโอ้อวดผู้คน และทั้งพวกเขาก็ไม่ศรัทธาต่ออัลลอฮฺ และไม่ศรัทธาต่อวันปรโลกนั้นแน่นอนพวกเขาจะอยู่ในนรกตลอดกาล และผู้ใดที่มีชัยฏอนเป็นเพื่อนของเขาแล้ว มันก็เป็นเพื่อนที่เลว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар молларини кишилар кўриши учун сарфлайдилар Ҳамда Аллоҳга ва қиёмат кунига иймон келтирмайдилар Кимнинг яқини шайтон бўлса у қандай ҳам ёмон яқин
- 中国语文 - Ma Jian : 他们中有为沽名而施舍财产的,他们不信真主,也不信末日。谁以恶魔为伴侣,谁的伴侣真恶劣!
- Melayu - Basmeih : Dan juga orangorang yang membelanjakan hartanya dengan menunjuknunjuk kepada manusia riak dan mereka tidak pula beriman kepada Allah dan tidak juga beriman kepada hari akhirat Dan sesiapa yang mengambil Syaitan itu menjadi kawannya maka seburukburuk kawan ialah syaitan
- Somali - Abduh : Iyo kuwa u bixiya Xoolahooda istuska Dadka oon rumeyn Eebe iyo Maalinta Dambe ruuxii shaydaan u noqdo Saaxiib wuu Xumaaday Saaxiibkiis
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suke ciyar da dũkiyõyinsu dõmin nũna wa mutãne kuma bã su yin ĩmãni da Allah kuma bã su yin ĩmãnida Rãnar Lãhira kuma wanda Shaiɗan ya kasance abõkin haɗi a gare shi to yã mũnana ga abõkinhaɗi
- Swahili - Al-Barwani : Na ambao hutoa mali yao kwa kuonyesha watu wala hawamuamini Mwenyezi Mungu wala Siku ya Mwisho; na yule ambaye Shet'ani amekuwa ndiye rafiki yake basi ana rafiki mbaya mno
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia nuk i don as ata që ndajnë nga pasuria e tyre sa për sy e faqe të botës e nuk besojnë Perëndinë as Ditën e Kijametit këta kanë për shok djallin e ai që ka për shok djallin dihet sa shok i keq është ai
- فارسى - آیتی : و نيز كسانى را كه اموال خويش براى خودنمايى انفاق مىكنند و به خدا و روز قيامت ايمان نمىآورند. و هر كه شيطان قرين او باشد، قرينى بد دارد.
- tajeki - Оятӣ : Ва низ касонеро, ки амволи хеш барои худнамоӣ харҷ мекунанд ва ба Худову рӯзи қиёмат имон намеоваранд. Ва ҳар кӣ шайтон қарини ӯ бошад, қарине бад дорад!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار ماللىرىنى كىشىلەرگە كۆرسىتىش ئۈچۈن سەرپ قىلىدۇ، ئۇلار اﷲ قا ئىشەنمەيدۇ، ئاخىرەت كۈنىگىمۇ ئىشەنمەيدۇ. كىمكى ئۆزىگە شەيتاننى ھەمراھ قىلىدىكەن (ئۇ شەيتاننىڭ بۇيرۇقى بويىچە ئىش قىلىدۇ)، شەيتان نېمىدېگەن يامان ھەمراھ!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആളുകളെ കാണിക്കാനായി ധനം ചെലവഴിക്കുന്നവരാണവര്; അല്ലാഹുവിലോ അന്ത്യദിനത്തിലോ വിശ്വസിക്കാത്തവരും. പിശാച് ആരുടെയെങ്കിലും കൂട്ടാളിയാകുന്നുവെങ്കില് അവന് എത്ര ചീത്ത കൂട്ടുകാരന്.
- عربى - التفسير الميسر : واعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون اموالهم رياء وسمعه ولا يصدقون بالله اعتقادا وعملا ولا بيوم القيامه وهذه الاعمال السيئه مما يدعو اليها الشيطان ومن يكن الشيطان له ملازما فبئس الملازم والقرين