- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ
- عربى - نصوص الآيات : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل
- عربى - التفسير الميسر : ألم تعلم -أيها الرسول- أمر اليهود الذين أُعطوا حظًّا من العلم مما جاءهم من التوراة، يستبدلون الضلالة بالهدى، ويتركون ما لديهم من الحجج والبراهين، الدالة على صدق رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويتمنون لكم -أيها المؤمنون المهتدون- أن تنحرفوا عن الطريق المستقيم؛ لتكونوا ضالين مثلهم.
- السعدى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
هذا ذم لمن { أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ } وفي ضمنه تحذير عباده عن الاغترار بهم، والوقوع في أشراكهم، فأخبر أنهم في أنفسهم { يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ } أي: يحبونها محبة عظيمة ويؤثرونها إيثار من يبذل المال الكثير في طلب ما يحبه. فيؤثرون الضلال على الهدى، والكفر على الإيمان، والشقاء على السعادة، ومع هذا { يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ } . فهم حريصون على إضلالكم غاية الحرص، باذلون جهدهم في ذلك .ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال، ولهذا قال: { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا } أي: يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم. { وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا } ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم. فولايته تعالى فيها حصول الخير، ونصره فيه زوال الشر.
- الوسيط لطنطاوي : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
قال الآلوسى: قوله- تعالى- أَلَمْ تَرَ هذه الكلمة قد تذكر لمن تقدم علمه فتكون للتعجب والتقدير والتذكير لمن علم بما يأتى كالأحبار وأهل التواريخ، وقد تذكر لمن لا يكون كذلك فتكون لتعريفه وتعجيبه. وقد اشتهرت في ذلك حتى أجريت مجرى المثل في هذا الياب.
بأن شبه حال من لم ير الشيء بحال من رآه في أنه لا ينبغي أن يخفى عليه وأنه ينبغي أن يتعجب منه ثم أجرى الكلام معه كما يجرى مع من رأى قصدا إلى المبالغة في شهرته وعراقته في التعجب- والرؤية إما بمعنى الإبصار- أى ألم تنظر إليهم، وإما بمعنى الإدراك القلبي متضمنا معنى الوصول والانتهاء- أى ألم ينته علمك إليهم» .
والمراد ب الَّذِينَ أحبار اليهود. والمراد بالذي أوتوه ما بين لهم في الكتاب من العلوم والأحكام التي من جملتها ما علموه من نعوت النبي صلى الله عليه وسلم ومن حقية دين الإسلام بالاتباع.
والمراد بالكتاب: التوراة التي أنزلها الله- تعالى- على موسى عليه السلام- ليكون هداية لبنى إسرائيل، فحرفوها وتركوا العمل بها.
والمراد بالسبيل: الطريق المستقيم وهو طريق الإسلام فال فيه للعهد.
والمعنى: ألم ينته علمك إلى حال هؤلاء الأحبار من اليهود الذين أعطوا حظا ومقدارا من علم التوراة؟ إن كنت لم تعلم أحوالهم أو لم تنظر إليهم فهاك خبرهم وتلك هي حقيقتهم، إنهم يشترون الضلالة وهو البقاء على اليهودية بعد وضوح الآيات لهم الدالة على صحة دين الإسلام، وهم لا يكتفون بتلبسهم بالضلال الذي أشربته نفوسهم، بل يريدون لكم يا معشر المسلمين أن تتركوا دين الإسلام الذي هو السبيل الحق، وأن تتبعوهم في ضلالهم وكفرهم.
فالمقصود من الآية الكريمة تعجيب المؤمنين من سوء أحوال أولئك الأحبار، وتحذير لهم من موالاتهم أو من الاستماع إلى أكاذيبهم وشبهاتهم.
والخطاب لكل من يصلح له من المؤمنين. وتوجيهه إلى النبي صلى الله عليه وسلم هنا مع توجيهه بعد ذلك إلى الكل- في قوله أَنْ تَضِلُّوا- للإيذان بكمال شهرة شناعة حال أولئك اليهود، وأنها بلغت من الظهور إلى حيث يتعجب منها كل من يراها أو يعلمها.
وقد وصفهم- سبحانه- بأنهم أوتوا نصيبا من الكتاب، ولم يؤتوا الكتاب كله، لأنهم نسوا حظا كبيرا مما ذكروا به، ولم يبق عندهم من علم الكتاب إلا القليل، وهذا القليل لم يعملوا به بل حرفوه وبدلوه وأخضعوا تفسيره لأهوائهم وشهواتهم.
وقوله يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ هو موطن التعجب من شأنهم لأنهم لا يطلبون الضلالة بفتور أو تريث وإنما يطلبونها بشراهة ونهم ويدفعون فيها أغلى الأثمان وهو الهدى، ولا يكتفون بذلك بل يبتغون من المؤمنين أن يكونوا مثلهم في الضلال.
وقريب من معنى هذه الآية قوله تعالى- وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً.
وذكر سبحانه- الشيء الذي اشتروه وهو الضلالة، وطوى ذكر المتروك وهو الهدى، للإيذان بغاية ظهوره. وللإشعار بأنهم قوم يطلبون الضلالة في ذاتها. وأن البعد عن الحق والهدى مطلب من مطالبهم يدفعون فيه الثمن عن رغبة، وذلك لأنهم قوم مردوا على الضلالة فغدوا لا يستمرئون سواها، ولا يركنون إلا إليها. وإن قوما هذا شأنهم لجديرون بالابتعاد عنهم، والتحقير من أمرهم. لأنك- كما يقول الفخر الرازي- لا ترى حالة أسوأ ولا أقبح ممن جمع بين هذين الأمرين: أعنى الضلال والإضلال.
قال الآلوسى: وقوله: يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ.. إلخ استئناف مبين لمناط التشنيع ومدار التعجب المفهومين من صدر الكلام، مبنى على سؤال نشأ منه كأنه قيل: ماذا يصنعون حتى ينظر إليهم؟ فقيل يختارون الضلالة على الهدى أو يستبدلونها بعد تمكنهم منه ... وذهب أبو البقاء إلى أن جملة يَشْتَرُونَ حالة مقدرة من ضمير أُوتُوا أو حال من الَّذِينَ.
- البغوى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
قوله عز وجل ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) يعني : يهود المدينة ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في رفاعة بن زيد ومالك بن دخشم ، كان إذا تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لويا بألسنتهما وعاباه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ( يشترون ) يستبدلون ، ( الضلالة ) يعني : بالهدى ، ( ويريدون أن تضلوا السبيل ) أي : عن السبيل يا معشر المؤمنين
- ابن كثير : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ، أنهم يشترون الضلالة بالهدى ويعرضون عما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ويتركون ما بأيديهم من العلم عن الأنبياء الأولين في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ليشتروا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا ( ويريدون أن تضلوا السبيل ) أي يودون لو تكفرون بما أنزل عليكم أيها المؤمنون وتتركون ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع .
- القرطبى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل
قوله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله تعالى : فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه الآية .
نزلت في يهود المدينة وما والاها . قال ابن إسحاق : وكان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء يهود ، إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال : أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ؛ ثم طعن في الإسلام وعابه فأنزل الله عز وجل ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله قليلا . ومعنى يشترون يستبدلون فهو في موضع نصب على الحال ، وفي الكلام حذف تقديره يشترون الضلالة بالهدى ؛ كما قال تعالى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى قاله القتبي وغيره .
ويريدون أن تضلوا السبيل عطف عليه ، والمعنى تضلوا طريق الحق . وقرأ الحسن : " تضلوا " بفتح الضاد أي عن السبيل .
- الطبرى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
القول في تأويل قوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في معنى قوله جل ثناؤه: " ألم تر إلى الذين ". فقال قوم: معناه: ألم تخبر؟
* * *
وقال آخرون: معناه ألم تعلم؟ (151)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك: ألم تر بقلبك، يا محمد، علمًا (152) " إلى الذين أوتوا نصيبًا ". وذلك أن " الخبر " و " العلم " لا يجليان رؤية، ولكنه رؤية القلب بالعلم. فذلك كما قلنا فيه. (153)
* * *
وأما تأويل قوله: " إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب "، فإنه يعني: إلى الذين أعطوا حظَّا من كتاب الله فعلموه (154)
وذكر أن الله عنى بذلك طائفة من اليهود الذين كانوا حوالَيْ مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*ذكر من قال ذلك:
9687 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل "، فهم أعداء الله اليهود، اشتروا الضلالة.
9688 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب " إلى قوله: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، قال: نـزلت في رفاعة بن زيد بن السائب اليهودي. (155)
9689 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال، (156) حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم - يعني من عظماء اليهود = إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال: " راعنا سمعَك، يا محمد حتى نفهمك "! ثم طعن في الإسلام وعابه، فأنـزل الله: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة " إلى قوله: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (157)
9690 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، (158) بإسناده، عن ابن عباس، مثله.
* * *
القول في تأويل قوله : يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) ، اليهود الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب، يختارون الضلالة = وذلك: الأخذ على غير طريق الحقّ، وركوبُ غير سبيل الرشد والصواب، مع العلم منهم بقصد السبيل ومنهج الحق. (159) وإنما عنى الله بوصفهم باشترائهم الضلالة: مقامهم على التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتركهم الإيمان به، وهم عالمون أنّ السبيل الحقَّ الإيمانُ به، وتصديقه بما قد وجدوا من صفته في كتبهم التي عندهم.
* * *
وأما قوله: ( وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) ، يعني بذلك تعالى ذكره: ويريد هؤلاء اليهود الذين وصَفهم جل ثناؤه بأنهم أوتوا نصيبًا من الكتاب = (أَنْ تَضِلُّوا) أنتم، يا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، المصدقين به = ( أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ) ، يقول: أن تزولوا عن قصد الطريق ومَحَجَّة الحق، فتكذبوا بمحمد، وتكونوا ضلالا مثلهم.
وهذا من الله تعالى ذكره تحذيرٌ منه عبادَه المؤمنين، أن يستنصحوا أحدًا من أعداء الإسلام في شيء من أمر دينهم، أو أن يسمعوا شيئًا من طعنهم في الحق.
* * *
---------------
الهوامش :
(151) انظر تفسير"ألم تر" فيما سلف 3: 160 / 5: 429 ، 430 / 6: 288 = ومعاني القرآن للفراء 1: 270.
(152) في المخطوطة: "ألم تر بعلمك" ، وهو خطأ ، صوابه ما في المبطوعة.
(153) في المطبوعة والمخطوطة: "لذلك" ، وصواب السياق ما أثبت.
(154) انظر تفسير"الإيتاء" في فهارس اللغة = وتفسير"النصيب" فيما سلف 4: 206 / 6: 288 / 8: 274.
(155) هكذا في المخطوطة أيضًا"رفاعة بن زيد بن السائب" ، وسترى أنه: "... بن زيد بن التابوت" في الأثر التالي ، وأسماء يهود مشكلة ، فلم أستطع أن أقطع بخطئها ، فلعل"السائب" اسم جده ، ولقبه"التابوت".
(156) كان في المطبوعة والمخطوطة: "عن أبي إسحاق" ، وهو خطأ فاحش.
(157) الأثر: 9689 - سيرة ابن هشام 2: 209 ، وهو تال للأثر السالف رقم: 9501.
(158) في المطبوعة وحدها: "عن أبي إسحاق" ، والمخطوطة صواب هنا.
(159) انظر تفسير"الاشتراء" فيما سلف 1: 312-315 / 2: 340-342 ، 455 / 3: 328 / 6: 527 = وتفسير"الضلالة" 1: 195 ، 313 / 2: 495 ، 496 / 6: 66 ، 500 ، 584 / 7: 369.
- ابن عاشور : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
استئناف كلام راجع إلى مهيع الآيات التي سبقت من قوله : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً } [ النساء : 36 ] فإنّه بعد نذارة المشركين وجّه الإنذار لأهل الكتاب ، ووقعت آيات تحريم الخمر وقت الصلاة ، وآيات مشروعية الطهارة لها فيما بينهما ، وفيه مناسبة للأمر بترك الخمر في أوقات الصلوات والأمرِ بالطهارة ، لأنّ ذلك من الهدى الذي لم يسبق لليهود نظيره ، فهم يحسدون المسلمين عليه ، لأنّهم حرموا من مثله وفرطوا في هدى عظيم ، وأرادوا إضلال المسلمين عَداء منهم .
وجملة { ألم تر } الى { الكتاب } جملة يقصد منها التعجيب ، والاستفهام فيها تقريري عن نفي فعل لا يودّ المخاطب انتفاءه عنه ، ليكون ذلك محرّضا على الإقرار بأنه فعَل ، وهو مفيد مع ذلك للتعجيب ، وتقدّم نظيرها في قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم } في سورة آل عمران ( 23 ) .
وجملة يشترون حالية فهي قيْد لجملة { ألم تر } ، وحالة اشترائهم الضلالة وإن كانت غير مشاهدة بالبصر فقد نزّلت منزلة المشاهَد المرئيّ ، لأنّ شهرة الشيء وتحقّقه تجعله بمنزلة المَرْئيّ .
والنصيب تقدّم عند قوله : { وللرجال نصيب } [ النساء : 7 ] في هذه السورةِ ، وفي اختياره هنا إلقاء احتماللِ قلّته في نفوس السامعين ، وإلاّ لقيل : أوتوا الكتاب ، وهذا نظير قوله تعالى بعد هذا { فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم } [ النساء : 141 ] ، أي نصيب من الفتح أو من النصر .
والمراد بالكتاب التوراة ، لأنّ اليهود هم الذين كانوا مختلطين مع المسلمين بالمدينة ، ولم يكن فيها أحد من النصارى .
والاشتراء مجاز في الاختيار والسعي لتحصيل الشيء ، لأنّ المشتري هو آخذ الشيء المرغوب فيه من المتبائعيْن ، والبائع هو باذل الشيء المرغوب فيه لحاجته إلى ثمنه ، هكذا اعتبرَ أهل العرف الذي بنيت عليه اللغة وإلاّ فإنّ كلا المتبايعين مشتر وشَار ، فلا جرم أن أطلق الاشتراء مجازاً على الاختيار ، وقد تقدّم نظيره في قوله تعالى : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } في سورة البقرة ( 16 ) . وهذا يدلّ على أنّهم اقتحموا الضلالة عن عمد لضعف إيمانهم بكتابهم وقلّة جدوى عِلمهم عليهم .
وقوله : { ويريدون أن تضلوا السبيل } أي يريدون للمؤمنين الضلالة لئلا يفضلوهم بالاهتداء ، كقوله : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق } [ البقرة : 109 ] . فالإرادة هنا بمعنى المحبّة كقوله تعالى : { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الدين من قبلكم } . ولك أن تجعل الإرادة على الغالب في معناها وهو الباعث النفساني على العمل ، أي يسعون لأن تضلّوا ، وذلك بإلقاء الشبه والسعي في صرف المسلمين عن الإيمان ، وقد تقدّم آنفاً قوله تعالى :
{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماً } [ النساء : 27 ] .
- إعراب القرآن : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
- English - Sahih International : Have you not seen those who were given a portion of the Scripture purchasing error [in exchange for it] and wishing you would lose the way
- English - Tafheem -Maududi : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ(4:44) Have you not seen those to whom a portion of the Book was given? *71 They purchased error for themselves, and wish that you too lose the right way?
- Français - Hamidullah : N'as-tu Muhammad pas vu ceux qui ont reçu une partie du Livre acheter l'égarement et chercher à ce que vous vous égariez du [droit] chemin
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Siehst du nicht jene denen ein Teil der Schrift gegeben wurde Sie erkaufen das Irregehen und wollen daß auch ihr vom Weg abirrt
- Spanish - Cortes : ¿No has visto a quienes han recibido una porción de la Escritura Compran el extravío y quieren que vosotros os extraviéis del Camino
- Português - El Hayek : Não tens reparado naqueles que foram agraciados com uma parte do Livro e trocam a retidão pelo erro procurandodesviarvos da senda reta
- Россию - Кулиев : Разве ты не видел тех которым была дана часть Писания которые приобретают заблуждение и хотят чтобы вы сбились с пути
- Кулиев -ас-Саади : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
Разве ты не видел тех, которым была дана часть Писания, которые приобретают заблуждение и хотят, чтобы вы сбились с пути?Аллах упрекнул тех, кому было даровано Писание, и вместе с тем предостерег Своих рабов от обольщения этими грешниками и уподобления им. Аллах сообщил о том, что они страстно любят заблуждение, отдают ему предпочтение перед всем остальным и готовы заплатить за него огромную цену, подобно тому, как влюбленный готов пожертвовать своим богатством ради того, что он любит. Они отдают предпочтение заблуждению перед верным руководством, неверию - перед правой верой, а злосчастью - перед счастьем. А наряду с этим они желают сбить с прямого пути правоверных.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendilerine Kitap'dan bir pay verilenlerin sapıklığı satın aldıklarını ve sizin yolu sapıtmanızı istediklerini görmüyor musun
- Italiano - Piccardo : Non hai visto [quel che hanno fatto] coloro ai quali fu data una parte della Scrittura Comprano la perdizione e cercano di farvi allontanare dalla Retta via
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا نهتڕوانیوهته ئهوانهی که شارهزایی ههندێک له کتێبه ئاسمانیهکانیان دراوهتێ ئهوانه گومڕایی دهکڕن و دهیانهوێت ئێوهش گومڕاو سهرلێشێواو بن
- اردو - جالندربرى : بھلا تم نے ان لوگوں کو نہیں دیکھا جن کو کتاب سے حصہ دیا گیا تھا کہ وہ گمراہی کو خریدتے ہیں اور چاہتے ہیں کہ تم بھی رستے سے بھٹک جاو
- Bosanski - Korkut : Zar ne vidiš kako oni kojima je dat dio Knjige Pravi put zamjenjuju za zabludu i žele da i vi s Pravog puta skrenete
- Swedish - Bernström : HAR DU inte sett hur de som [tidigare] fått ta emot något av uppenbarelsen byter bort den mot villfarelse och vill att [också] ni far vilse
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah kamu tidak melihat orangorang yang telah diberi bahagian dari Al Kitab Taurat Mereka membeli memilih kesesatan dengan petunjuk dan mereka bermaksud supaya kamu tersesat menyimpang dari jalan yang benar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ
(Tidakkah kamu lihat orang-orang yang diberi bagian dari Alkitab) yakni orang-orang Yahudi (mereka membeli kesesatan) dengan petunjuk (dan menginginkan agar kamu sesat jalan) atau menempuh jalan yang tidak benar agar bernasib seperti mereka pula.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তুমি কি ওদের দেখনি যারা কিতাবের কিছু অংশ প্রাপ্ত হয়েছে অথচ তারা পথভ্রষ্টতা খরিদ করে এবং কামনা করে যাতে তোমরাও আল্লাহর পথ থেকে বিভ্রান্ত হয়ে যাও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே வேதத்திலிருந்து ஒரு பாகம் கொடுக்கப்பட்டோரை நீர் கவனிக்கவில்லையா அவர்கள் வழிகேட்டை விலைக்கு வாங்கிக் கொள்கின்றனர் நீங்கள் வழிகெட்டு விடவேண்டும் என்றும் அவர்கள் விரும்புகிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เจ้ามิได้มองดูบรรดาผู้ที่ได้รับส่วนหนึ่งจากคัมภีร์ดอกหรือ โดยที่เขาเหล่านั้นกำลังซื้อความหลงผิดไว้ และต้องการที่จะให้พวกเจ้าหลงทาง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Китобдан насиба берилганларнинг залолатни сотиб олишларини ва сиз йўлдан адашишингизни исташларини кўрмайсизми
- 中国语文 - Ma Jian : 你没有看见吗?曾受天经的人以正道换取迷误,而且希望你们迷失正道。
- Melayu - Basmeih : Tidakkah engkau memerhatikan wahai Muhammad orangorang yang telah diberikan sebahagian dari Kitab mereka memilih kesesatan dengan meninggalkan pertunjuk Tuhan dan mereka pula berkehendak supaya kamu juga sesat jalan
- Somali - Abduh : Ka warran kuwa la siiyey Qayb Kitaabka ah Tawreed oo Gadan Baadi doonina inaad ka Dhuntaan Jidka
- Hausa - Gumi : Shin ba ka gani ba zuwa ga waɗanda aka bai wa rabo daga Littafi suna sayen ɓata kuma suna nẽman ku ɓace daga hanya
- Swahili - Al-Barwani : Huwaoni wale walio pewa sehemu ya Kitabu wananunua upotovu na wanakutakeni nanyi mpotee njia
- Shqiptar - Efendi Nahi : A nuk i sheh ti o Muhammed ata të cilëve iu është dhënë një pjesë prej Librit e të cilët e ndërrojnë të mirën me të keqen dhe dëshirojnë që edhe ju të humbisni rrugën e mbarë
- فارسى - آیتی : آيا آن كسانى را كه از كتاب بهرهاى داده شدهاند، نديدهاى كه گمراهى مىخرند و مىخواهند كه شما نيز گمراه شويد؟
- tajeki - Оятӣ : Оё он касонеро, ки аз китоб баҳрае дода шудаанд, надидаӣ, ки гумроҳӣ мехаранд ва мехоҳанд, ки шумо низ гумроҳ шавед?
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) كىتابتىن (يەنى تەۋراتتىن) نېسىۋە بېرىلگەن كىشىلەر (يەنى يەھۇدىي موللىلىرى) نىڭ گۇمراھلىقنى سېتىۋالغانلىقىنى ۋە سىلەرنىڭ توغرا يولدىن ئېزىشىڭلارنى خالايدىغانلىقىنى كۆرمىدىڭمۇ؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വേദപുസ്തകത്തില്നിന്ന് ഒരു ഭാഗം കിട്ടിയവരെ നീ കാണുന്നില്ലേ? അവര് വഴികേട് വിലയ്ക്കു വാങ്ങുന്നു. നിങ്ങള് വഴിതെറ്റിപ്പോകണമെന്നാഗ്രഹിക്കുകയും ചെയ്യുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : الم تعلم ايها الرسول امر اليهود الذين اعطوا حظا من العلم مما جاءهم من التوراه يستبدلون الضلاله بالهدى ويتركون ما لديهم من الحجج والبراهين الداله على صدق رساله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويتمنون لكم ايها المومنون المهتدون ان تنحرفوا عن الطريق المستقيم لتكونوا ضالين مثلهم
*71). The Qur'an often characterizes the scholars of the People of the Book as those who 'were given a portion of the Book'. The reason for the use of this expression, in the first place, is that they caused a part of the divine revelation to be lost. Moreover, they had detached themselves from the spirit and purpose of the divine revelation which was available to them. Their concern with the Scripture was confined to verbal discussions, arguments about legal minutiae, and speculation about subtle and involved philosophical and theological questions. This had so alienated even their religious leaders and scholars from the true concept of religion that they lost true religious devotion and piety.