- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا
- عربى - التفسير الميسر : وما الذي يمنعكم -أيها المؤمنون- عن الجهاد في سبيل نصرة دين الله، ونصرة عباده المستضعفين من الرجال والنساء والصغار الذين اعتُدي عليهم، ولا حيلة لهم ولا وسيلة لديهم إلا الاستغاثة بربهم، يدعونه قائلين: ربنا أخرجنا من هذه القرية -يعني "مكة "- التي ظَلَم أهلها أنفسهم بالكفر والمؤمنين بالأذى، واجعل لنا من عندك وليّاً يتولى أمورنا، ونصيرًا ينصرنا على الظالمين؟
- السعدى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
هذا حث من الله لعباده المؤمنين وتهييج لهم على القتال في سبيله، وأن ذلك قد تعين عليهم، وتوجه اللوم العظيم عليهم بتركه، فقال: { وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } والحال أن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، ومع هذا فقد نالهم أعظم الظلم من أعدائهم، فهم يدعون الله أن يخرجهم من هذه القرية الظالم أهلها لأنفسهم بالكفر والشرك، وللمؤمنين بالأذى والصد عن سبيل الله، ومنعهم من الدعوة لدينهم والهجرة. ويدعون الله أن يجعل لهم وليًّا ونصيرًا يستنقذهم من هذه القرية الظالم أهلها، فصار جهادكم على هذا الوجه من باب القتال والذب عن عيلاتكم وأولادكم ومحارمكم، لا من باب الجهاد الذي هو الطمع في الكفار، فإنه وإن كان فيه فضل عظيم ويلام المتخلف عنه أعظم اللوم، فالجهاد الذي فيه استنقاذ المستضعفين منكم أعظم أجرًا وأكبر فائدة، بحيث يكون من باب دفع الأعداء.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
ثم حرض- سبحانه- المؤمنين على القتال بأبلغ أسلوب فقال: وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ.
فالخطاب للمؤمنين المأمورين بالقتال على طريقة الالتفات، مبالغة في التحريض عليه، وتأكيدا لوجوبه، وما اسم استفهام مبتدأ، والجار والمجرور وهو لَكُمْ خبره.
وجملة لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ في محل نصب على الحال، والعامل في هذه الحال الاستقرار المقدر أو الظرف لتضمنه معنى الفعل.
والمراد بالاستفهام تحريضهم على الجهاد، والإنكار عليهم في تركه مع توفر دواعيه، والمعنى:
أى شيء جعلكم غير مقاتلين؟ إن عدم قتالكم لأعدائكم يتنافى مع إيمانكم، أما الذي يتناسب مع إيمانكم وطاعتكم لله فهو أن تقاتلوا من أجل إعلاء كلمة الله، ومن أجل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.
فالآية الكريمة تحريض على الجهاد بأبلغ وجه، ونفى للاعتذار عنه.
والمراد بالمستضعفين: الضعفاء من الناس وهم المسلمون الذين بقوا في مكة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، لعدم قدرتهم على الهجرة أو لمنع المشركين إياهم من الخروج.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام وعياش بن أبى ربيعة والمستضعفين من المؤمنين.
وقوله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ معطوف على قوله فِي سَبِيلِ اللَّهِ أى: قاتلوا في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين حتى تخلصوهم من ظلم المشركين لهم.
وخصهم بالذكر مع أن القتال في سبيل الله يشملهم، لمزيد العناية بشأنهم، وللتحريض على القتال بحكم الشرف والمروءة بعد التحريض عليه بحكم الدين والتقرب إلى الله- تعالى-، لأن مروءة الإنسان الكريم تحمله على نصرة الضعيف، ومنع الاعتداء عليه.
وقوله مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ، بيان لهؤلاء المستضعفين.
أى: قاتلوا- أيها المؤمنون- من أجل إعلاء كلمة الله ونشر دينه، ومن أجل نصرة المستضعفين من الرجال الذين صدهم المشركون عن الهجرة، ومن النساء اللائي لا يملكن حولا ولا قوة. ومن الولدان الصغار الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
وفي النص على هؤلاء المستضعفين وخصوصا النساء والولدان، أقوى تحريض على الجهاد، وأعظم وسيلة لإثارة الحماس والنخوة من أجل القتال، لأنهم إذا تركوا هؤلاء المستضعفين أذلاء في أيدى المشركين، فإنهم سيعيرون بهم، وهذا ما يأباه كل شريف كريم.
ثم حكى- سبحانه- ما كان يقوله المستضعفون فقال: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها. وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً.
أى: قاتلوا- أيها المؤمنون- في سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يضرعون إلى الله قائلين: يا ربنا أخرجنا من هذه القرية التي ظلمنا أهلها بسبب شركهم وكفرهم وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا.
أى وسخر لنا من عندك حافظا يحفظ علينا ديننا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً. أى:
وسخر لنا من عندك كذلك ناصرا يدفع عنا أذى أعدائنا، فأنت الذي لا يذل من استجار به، ولا يضعف من كنت نصيره ووليه.
والمراد بالقرية الظالم أهلها: مكة. وقد وصف أهلها بأنهم ظالمون، ولم توصف هي بأنها ظالمة كما وصف غيرها من القرى كما في قوله- تعالى- وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها وذلك من باب التكريم لمكة، إذ هي حرم الله الآمن ولا يوصف حرم الله الآمن بالظلم ولو على سبيل المجاز.
وقوله الظَّالِمِ أَهْلُها صفة للقرية، وأهلها مرفوع به على الفاعلية، وأل في الظالم موصولة بمعنى التي أى التي ظلم أهلها. فقوله الظَّالِمِ جار على القرية لفظا، وهو لما بعدها معنى نحو: مررت برجل حسن غلامه.
وفي هذا النداء الذي تضرع به أولئك المستضعفون إلى خالقهم أسمى ألوان الأدب والإخلاص فهم يلتمسون منه- سبحانه- أن يخرجهم من بطش الظالمين وحكمهم، وأن يجعلهم تابعين للقوم الذين يحبهم ويحبونه، وهم المؤمنون، وأن يهيئ لهم النصر على أعدائهم وأعدائه.
ولقد استجاب الله- تعالى- لهم دعاءهم، حيث يسر لبعضهم الخروج إلى المدينة، ورزق المؤمنين فتحا قريبا، وإلى ذلك أشار صاحب الكشاف بقوله: «والمستضعفون هم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بين أظهرهم مستذلين ... وكانوا يدعون الله بالخلاص ويستنصرونه، فيسر الله لبعضهم الخروج إلى المدينة، وبقي بعضهم إلى الفتح حتى جعل الله لهم من لدنه خير ولى وناصر وهو محمد صلى الله عليه وسلم فتولاهم أحسن التولي، ونصرهم أقوى النصر.
فإن قلت: لم يذكر الولدان: قلت: تسجيلا بإفراط ظلمهم، حيث بلغ أذاهم الولدان غير المكلفين، إرغاما لآبائهم وأمهاتهم، ومبغضة لهم، ولأن المستضعفين كانوا يشركون صبيانهم في دعائهم استنزالا لرحمة الله بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا، كما وردت السنة بإخراجهم في الاستسقاء .
- البغوى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
قوله تعالى : ( وما لكم لا تقاتلون ) لا تجاهدون ( في سبيل الله ) في طاعة الله ، يعاتبهم على ترك الجهاد ، ( والمستضعفين ) أي : عن المستضعفين ، وقال ابن شهاب : في سبيل المستضعفين لتخليصهم ، وقيل : في تخليص المستضعفين من أيدي المشركين ، وكان بمكة جماعة ، ( من الرجال والنساء والولدان ) يلقون من المشركين أذى كثيرا ، ( الذين ) يدعون و ( يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) يعني : مكة ، الظالم أي : المشرك ، أهلها يعني القرية التي من صفتها أن أهلها مشركون ، وإنما خفض ( الظالم ) لأنه نعت للأهل ، فلما عاد الأهل إلى القرية صار كأن الفعل لها ، كما يقال مررت برجل حسنه عينه ، ( واجعل لنا من لدنك وليا ) أي : من يلي أمرنا ، ( واجعل لنا من لدنك نصيرا ) أي : من يمنع العدو عنا ، فاستجاب الله دعوتهم ، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ولى عليهم عتاب بن أسيد وجعله الله لهم نصيرا ينصف المظلومين من الظالمين .
- ابن كثير : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
يحرض تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله وعلى السعي في استنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء والصبيان المتبرمين بالمقام بها ; ولهذا قال تعالى : ( الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية ) يعني : مكة ، كقوله تعالى : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك ) [ محمد : 13 ] .
ثم وصفها بقوله : ( الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ) أي : سخر لنا من عندك وليا وناصرا .
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سفيان ، عن عبيد الله قال : سمعت ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين .
حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن [ أبي ] مليكة أن ابن عباس تلا ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله عز وجل .
- القرطبى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
قوله تعالى : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ، ويفتنونهم عن الدين ؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده ، وإن كان في ذلك تلف النفوس . وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال ؛ وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها . قال مالك : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم . وهذا لا خلاف فيه ؛ لقوله عليه السلام ( فكوا العاني ) وقد مضى في " البقرة " . وكذلك قالوا : عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة . فإن كان الأسير غنيا فهل يرجع عليه الفادي أم لا ؛ قولان للعلماء ، أصحهما الرجوع .
الثانية : قوله تعالى : والمستضعفين عطف على اسم الله عز وجل ، أي وفي سبيل المستضعفين ، فإن خلاص المستضعفين من سبيل الله . وهذا اختيار الزجاج وقاله الزهري . وقال محمد بن يزيد : أختار أن يكون المعنى وفي المستضعفين فيكون عطفا على السبيل ؛ أي وفي المستضعفين لاستنقاذهم ؛ فالسبيلان مختلفان . ويعني بالمستضعفين من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال كفرة قريش وأذاهم وهم المعنيون بقوله عليه السلام : اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين . وقال ابن عباس : كنت أنا وأمي من المستضعفين . في البخاري عنه إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فقال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله ، أنا من الولدان وأمي من النساء .
الثالثة : قوله تعالى : من هذه القرية الظالم أهلها القرية هنا مكة بإجماع من المتأولين . ووصفها بالظلم وإن كان الفعل للأهل لعلقة الضمير . وهذا كما تقول : مررت بالرجل الواسعة داره ، والكريم أبوه ، والحسنة جاريته . وإنما وصف الرجل بها للعلقة اللفظية بينهما وهو الضمير ، فلو قلت : مررت بالرجل الكريم عمرو لم تجز المسألة ؛ لأن الكرم لعمرو فلا يجوز أن يجعل صفة لرجل إلا بعلقة وهي الهاء . ولا تثنى هذه الصفة ولا تجمع ، لأنها تقوم مقام الفعل ، فالمعنى أي التي ظلم أهلها ولهذا لم يقل الظالمين . وتقول : مررت برجلين كريم أبواهما حسنة جاريتاهما ، وبرجال كريم آباؤهم حسنة جواريهم . واجعل لنا من لدنك أي من عندك . وليا أي من يستنقذنا واجعل لنا من لدنك نصيرا أي ينصرنا عليهم .
- الطبرى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
القول في تأويل قوله : وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " وما لكم " أيها المؤمنون =" لا تقاتلون في سبيل الله "، وفي" المستضعفين "، يقول: عن المستضعفين منكم =" من الرجال والنساء والولدان "، فأما من " الرجال "، فإنهم كانوا قد أسلموا بمكة، فغلبتهم عشائرهم على أنفسهم بالقهر لهم، وآذوهم، ونالوهم بالعذاب والمكاره في أبدانهم ليفتنوهم عن دينهم، فحضَّ الله المؤمنين على استنقاذهم من أيدي من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار، فقال لهم: وما شأنكم لا تقاتلون في سبيل الله، وعن مستضعفي أهل دينكم وملتكم الذين قد استضعفهم الكفار فاستذلوهم ابتغاء فتنتهم وصدِّهم عن دينهم؟" من الرجال والنساء والولدان " = جمع " ولد ": وهم الصبيان =" الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، يعني بذلك أن هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، يقولون في دعائهم ربَّهم بأن ينجييهم من فتنة من قد استضعفهم من المشركين: " يا ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ".
* * *
والعرب تسمي كل مدينة "
قرية " = يعني: التي قد ظلمتنا وأنفسَها أهلُها = وهي في هذا الموضع، فيما فسر أهل التأويل،" مكة ".* * *
وخفض "
الظالم " لأنه من صفة " الأهل "، وقد عادت " الهاء والألف " اللتان فيه على " القرية "، وكذلك تفعل العرب إذا تقدمت صفة الاسم الذي معه عائد لاسم قبلها، (1) أتبعت إعرابها إعرابَ الاسم الذي قبلها، كأنها صفة له، فتقول: " مررت بالرجلِ الكريمِ أبوه ".* * *
="
واجعل لنا من لدنك وليًّا "، يعني: أنهم يقولون أيضًا في دعائهم: يا ربنا، واجعل لنا من عندك وليًّا، يلي أمرنا بالكفاية مما نحن فيه من فتنة أهل الكفر بك = " واجعل لنا من لدنك نصيرًا "، يقولون: (2) واجعل لنا من عندك من ينصرنا على من ظلمنا من أهل هذه القرية الظالم أهلها، (3) بصدِّهم إيانا عن سبيلك، حتى تظفرنا بهم، وتعلي دينك.* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
9944 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: "
من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، قال: أمر المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفي المؤمنين، كانوا بمكة.9945 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان " = الصبيان =" الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، مكة = أمر المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين كانوا بمكة.9946 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، يقول: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وفي المستضعفين = وأما " القرية "، فمكة.9947 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: "
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين "، قال: وفي المستضعفين.9948 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير: أنه سمع محمد بن مسلم بن شهاب يقول،"
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان "، قال: في سبيل الله وسبيل المستضعفين.9949 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: "
أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، قالا خرج رجل من القرية الظالمة إلى القرية الصالحة، فأدركه الموت في الطريق، فنأى بصدره إلى القرية الصالحة، (4) فما تلافاه إلا ذلك (5) = فاحتجَّت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، (6) فأمروا أن يقدُروا أقرب القريتين إليه، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبْرٍ = وقال بعضهم: قرّب الله إليه القرية الصالحة، فتوفَّته ملائكة الرحمة.9950 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان "، هم أناس مسلمون كانوا بمكة، لا يستطيعون أن يخرجوا منها ليهاجروا، فعذرهم الله، فهم أولئك (7) = وقوله: " ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، فهي مكة.9950م - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها "، قال: وما لكم لا تفعلون؟ تقاتلون لهؤلاء الضعفاء المساكين الذين يدعون الله أن يخرجهم من هذه القرية الظالم أهلها، فهم ليس لهم قوة، فما لكم لا تقاتلون حتى يسلم الله هؤلاء ودينهم؟ (8) قال: و " القرية الظالم أهلها "، مكة.-------------------
الهوامش :
(1) في المخطوطة: "
الذي معه عادر لاسم قبلها" ، وهو سهو من الناسخ ، صوابه ما في المطبوعة.(2) انظر تفسير"
الولي" ، و"النصير" ، فيما سلف من فهارس اللغة.(3) في المطبوعة"
من ظلمنا من أهل القرية" ، والصواب من المخطوطة.(4) قوله: "
نأى بصدره" أي تباعد به. يعني: تحامل وهو هالك حتى وجه صدره إلى القرية الصالحة ، ابتعادًا وإعراضًا عن القرية الظالمة. ومثله: "نأى بجانبه".(5) قوله: "
فما تلافاه إلا ذلك" ، أي: فما تداركه وأنقذه من سوء المصير ، إلا هذه الإعراضة التي أعرضها عن القرية الظالمة. وكانت هذه الجملة غير منقوطة في المخطوطة. فآثر ناشر المطبوعة حذفها ، لما لم يحسن قراءتها وفهمها.(6) قوله: "
احتجت فيه" ، أي: اختصمت فيه الملائكة ، وألقى كل خصم بحجته ، ولم يرد هذا الوزن بهذا المعنى في كتب اللغة ، وهو صحيح عريق ، وإنما قالوا: "احتج بالشيء" اتخذه حجة ، أما التخاصم والتنازع فقالوا فيه: "تحاج القوم". فهذا من الزيادات الصحيحة على قيد اللغة.(7) في المطبوعة: "
وفيهم قوله" ، وأثبت ما في المخطوطة ، فهو صواب محض.(8) في المطبوعة: "
حتى يسلم لله" ، وأثبت ما في المخطوطة فهو الصواب. - ابن عاشور : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
والخطاب في قوله : { ومالكم لا تقاتلون } التفات من طريق الغيبة ، وهو طريق الموصول في قوله : { الذين يَشرون الحياة الدنيا بالآخرة } إلى طريق المخاطبة .
ومعنى { ما لكم لا تقاتلون } ما يمنعكم من القتال ، وأصل التركيب : أي شيء حقّ لكم في حال كونكم لا تقاتلون ، فجملة { لا تقاتلون } حال من الضمير المجرور للدلالة على ما منه الاستفهام .
والاستفهام إنكاري ، أي لا شيء لكم في حال لا تقاتلون ، والمراد أنّ الذي هو لكم هو أن تقاتلوا ، فهو بمنزلة أمرٍ ، أي قاتلوا في سبيل الله لا يصدّكم شيء عن القتال ، وقد تقدّم قريب منه عند قوله تعالى : { قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله } في سورة [ البقرة : 246 ] .
ومعنى { في سبيل الله } لْاجل دينه ولمرضاته ، فحرف ( في ) للتعليل ، ولأجل المستضعفين ، أي لنفعهم ودفع المشركين عنهم .
و ( المستضعفون ) الذين يعدّهم الناس ضعفاء ، و ( فالسين والتاء للحسبان ، وأراد بهم من بقي من المؤمنين بمكة من الرجال الذين منعهم المشركون من الهجرة بمقتضى الصلح الذي انعقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين سفير قريش سهيل بن عمرو؛ إذّ كان من الشروط التي انعقد عليها الصلح : أنّ من جاء إلى مكة من المسلمين مرتداً عن الإسلام لا يردّ إلى المسلمين ، ومن جاء إلى المدينة فارّاً من مكة مؤمناً يردّ إلى مكة . ومن المستضعفين الوليد بن الوليد . وسلمة بن هشام . وعيّاش بن أبي ربيعة . وأمّا النساء فهنّ ذوات الأزواج أو ولايى الأولياء المشركين اللائي يمنعهنّ أزواجهنّ وأولياؤهنّ من الهجرة : مثل أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط ، وأمّ الفضل لبابَة بنت الحارث زوج العباس ، فقد كنّ يؤذَيْن ويحقَّرْن . وأمّا الوِلدَانُ فهم الصغار من أولاد المؤمنين والمؤمنات ، فإنّهم كانوا يألَمون من مشاهدة تعذيب آبائهم وذويهم وإيذاء أمّهاتهم وحاضناتهم ، وعن ابن عباس أنّه قال : كنتُ أنا وأميّ من المستضعفين .
والقتال في سبيل هؤلاء ظاهر ، لإنقاذهم من فتنة المشركين ، وإنقاذ الولدان من أن يشبّوا على أحوال الكفر أو جهل الإيمان .
والقرية هي مكّة . وسألوا الخروج منها لِما كدّر قدسها من ظلم أهلها ، أي ظلم الشرك وظلم المؤمنين ، فكراهية المقام بها من جهة أنّها صارت يومئذٍ دار شرك ومناواة لدين الإسلام وأهلِه ، ومن أجل ذلك أحلّها الله لرسوله أن يقاتل أهلها ، وقد قال عباس بن مرداس يفتخر باقتحام خيل قومه في زمرة المسلمين يوم فتح مكة : «
شَهِدْنَ مع النبي مُسَوّمَاتٍ
حُنَيْناً وهي دَامية الحَوامي
وَوقْعَةَ خَالدٍ شَهِدَتْ وحَكَّتْ
سَنَابِكَها على البَلَدِ الحرام »
وقد سألوا من الله وليّاً ونصيراً ، إذْ لم يكن لهم يومئذٍ وليّ ولا نصير فنصرهم الله بنبيئه والمؤمنين يوم الفتح .
- إعراب القرآن : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
«وَ ما لَكُمْ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ما والجملة استئنافية. «لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» لا نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل اللّه لفظ الجلالة مضاف إليه «وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ» عطف على اللّه أي : وخلاص المستضعفين «مِنَ الرِّجالِ» متعلقان بمحذوف حال «وَ النِّساءِ وَالْوِلْدانِ» عطف «الَّذِينَ» اسم موصول صفة وجملة «يَقُولُونَ» صلة الموصول «رَبَّنا
أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ»
أخرجنا فعل دعاء ومفعول به والفاعل أنت والجار والمجرور متعلقان بالفعل القرية بدل من اسم الإشارة مجرور بالكسرة ربنا منادى مضاف منصوب بأداة النداء المحذوفة والجملة :
مقول القول «الظَّالِمِ» صفة «أَهْلُها» فاعل الظالم «وَاجْعَلْ لَنا» الجار والمجرور متعلقان بفعل الدعاء قبلهما وهما في محل نصب المفعول الأول «مِنْ لَدُنْكَ» متعلقان بمحذوف حال من «وَلِيًّا» المفعول الثاني لاجعل ومثلها : «وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً».
- English - Sahih International : And what is [the matter] with you that you fight not in the cause of Allah and [for] the oppressed among men women and children who say "Our Lord take us out of this city of oppressive people and appoint for us from Yourself a protector and appoint for us from Yourself a helper"
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا(4:75) How is it that you do not fight in the way of Allah and in support of the helpless - men, women and children -who pray: 'Our Lord, bring us out of this land whose people are oppressors and appoint for us from Yourself, a protector, and appoint for us from Yourself a helper'? *104 .
- Français - Hamidullah : Et qu'avez-vous à ne pas combattre dans le sentier d'Allah et pour la cause des faibles hommes femmes et enfants qui disent Seigneur Fais-nous sortir de cette cité dont les gens sont injustes et assigne-nous de Ta part un allié et assigne-nous de Ta part un secoureur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Was ist mit euch daß ihr nicht auf Allahs Weg und zwar für die Unterdrückten unter den Männern Frauen und Kindern kämpft die sagen "Unser Herr bringe uns aus dieser Stadt heraus deren Bewohner ungerecht sind und schaffe uns von Dir aus einen Schutzherrn und schaffe uns von Dir aus einen Helfer"
- Spanish - Cortes : ¿Por qué no queréis combatir por Alá y por los oprimidos -hombres mujeres y niños que dicen ¡Señor ¡Sácanos de esta ciudad de impíos habitantes ¡Danos un amigo designado por Ti ¡Danos un auxiliar designado por tí
- Português - El Hayek : E o que vos impede de combater pela causa de Deus e dos indefesos homens mulheres e crianças que dizem Ó Senhornosso tiranos desta cidade Makka cujos habitantes são opressores Designanos de Tua parte um protetor e umsocorredor
- Россию - Кулиев : Отчего вам не сражаться на пути Аллаха и ради слабых мужчин женщин и детей которые говорят Господь наш Выведи нас из этого города жители которого являются беззаконниками Назначь нам от Себя покровителя и назначь нам от Себя помощника
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
Отчего вам не сражаться на пути Аллаха и ради слабых мужчин, женщин и детей, которые говорят: «Господь наш! Выведи нас из этого города, жители которого являются беззаконниками. Назначь нам от Себя покровителя и назначь нам от Себя помощника»?Аллах призвал Своих верующих рабов сражаться на Его пути, вдохновил их на джихад и разъяснил, что он является обязанностью каждого из них и что отказавшийся от него заслуживает великого порицания. Отчего мусульманам не сражаться на пути Аллаха, если слабые мужчины, женщины и дети, которые не способны самостоятельно найти выход из трудного положения, находятся под величайшим гнетом своих врагов? Они просят Аллаха спасти их из города, жители которого поступают несправедливо по отношению к самим себе, когда исповедуют неверие и язычество, и по отношению к правоверным, когда причиняют им страдания, сбивают их с пути Аллаха и мешают им проповедовать религию или совершить переселение (хиджру). Они просят Аллаха одарить их покровителем и помощником, который спас бы их из города, жители которого являются беззаконниками. И мусульмане должны воевать с ними, чтобы защитить своих женщин и детей. Безусловно, джихад ради покорения неверующих тоже является великим благом, и если человек отказывается от участия в нем, то он заслуживает величайшего порицания. Однако джихад ради спасения слабых мусульман приносит еще большую пользу и награду.
- Turkish - Diyanet Isleri : Size ne oluyor da "Rabbimiz Bizi halkı zalim olan bu şehirden çıkar katından bize bir sahip çıkan gönder katından bize bir yardımcı lutfet" diyen zavallı çocuklar erkekler ve kadınlar uğrunda ve Allah yolunda savaşmıyorsunuz
- Italiano - Piccardo : Perché mai non combattete per la causa di Allah e dei più deboli tra gli uomini le donne e i bambini che dicono “Signore facci uscire da questa città di gente iniqua; concedici da parte Tua un patrono concedici da parte Tua un alleato”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئیماندارن ئهوه چیتانهو بۆچی ناجهنگن لهپێناوی ڕهزامهندی خوادا و ڕزگار کردنی لاوازکراوو چهوساوهکان لهو پیاوان و ئافرهتان و منداڵانهی که دهڵێن پهروهردگارا تۆ ڕزگارمان بکه لهم شارهی که خهڵکهکهی ستهمکارن و لهلایهن خۆتهوه پشتیوان و یارمهتیدهرێکمان بۆ ساز بکه
- اردو - جالندربرى : اور تم کو کیا ہوا ہے کہ خدا کی راہ میں اور ان بےبس مردوں اور عورتوں اور بچوں کی خاطر نہیں لڑتے جو دعائیں کیا کرتے ہیں کہ اے پروردگار ہم کو اس شہر سے جس کے رہنے والے ظالم ہیں نکال کر کہیں اور لے جا۔ اور اپنی طرف سے کسی کو ہمارا حامی بنا۔ اور اپنی ہی طرف سے کسی کو ہمارا مددگار مقرر فرما
- Bosanski - Korkut : A zašto se vi ne biste borili na Allahovom putu za potlačene za muškarce i žene i djecu koji uzvikuju "Gospodaru naš izbavi nas iz ovoga grada čiji su stanovnici nasilnici i Ti nam odredi zaštitnika i Ti nam podaj onoga ko će nam pomoći"
- Swedish - Bernström : Varför skulle ni inte kämpa för Guds sak och för de försvarslösa män kvinnor och barn som ropar "Herre För oss ut ur detta land av förtryck och sänd oss i Din nåd en beskyddare ja sänd oss i Din nåd en hjälpare"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mengapa kamu tidak mau berperang di jalan Allah dan membela orangorang yang lemah baik lakilaki wanitawanita maupun anakanak yang semuanya berdoa "Ya Tuhan kami keluarkanlah kami dari negeri ini Mekah yang zalim penduduknya dan berilah kami pelindung dari sisi Engkau dan berilah kami penolong dari sisi Engkau"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
(Mengapa kamu tak hendak berperang) pertanyaan yang berarti celaan; maksudnya tak ada halangannya bagi kamu untuk berperang (di jalan Allah dan) untuk membebaskan (golongan yang lemah baik laki-laki, wanita maupun anak-anak) yakni yang ditahan oleh orang-orang kafir buat berhijrah dan yang dianiaya mereka. Berkata Ibnu Abbas r.a., "Saya dan ibu saya termasuk golongan ini," (yang mengatakan) atau berdoa, "Wahai (Tuhan kami! Keluarkanlah kami dari negeri ini) Mekah (yang penduduknya aniaya) disebabkan kekafiran (dan berilah kami dari sisi-Mu seorang pelindung) yang akan mengatur urusan kami (dan berilah kami dari sisi-Mu seorang pembela.") yang mempertahankan kami terhadap mereka. Allah telah mengabulkan permohonan mereka ini, maka dimudahkan-Nya sebagian mereka itu untuk keluar sedangkan sisanya tinggal di Mekah sampai kota itu berhasil dibebaskan lalu Nabi saw. mengangkat Itab bin Usaid sebagai penguasa di Mekah, maka dibelanya orang-orang teraniaya dari penganiaya-penganiayanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর তোমাদের কি হল যে তেমারা আল্লাহর রাহে লড়াই করছ না দুর্বল সেই পুরুষ নারী ও শিশুদের পক্ষে যারা বলে হে আমাদের পালনকর্তা আমাদিগকে এই জনপদ থেকে নিষ্কৃতি দান কর; এখানকার অধিবাসীরা যে অত্যাচারী আর তোমার পক্ষ থেকে আমাদের জন্য পক্ষালম্বনকারী নির্ধারণ করে দাও এবং তোমার পক্ষ থেকে আমাদের জন্য সাহায্যকারী নির্ধারণ করে দাও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பலஹீனமான ஆண்களையும் பெண்களையும் சிறு குழந்தைகளையும் பாதுகாப்பதற்காக அல்லாஹ்வின் பாதையில் நீங்கள் போர் செய்யாதிருக்கக் காரணம் யாது அவர்களோ "எங்கள் இறைவனே அக்கிரமக்காரர்கள் இருக்கும் இவ்வூரைவிட்டு எங்களை வெளிப்படுத்துவாயாக எங்களுக்காக உன்னிடமிருந்து தக்க ஒரு பாதுகாவலனை அளித்தருள்வாயாக இன்னும் எங்களுக்காக உன்னிடமிருந்து ஓர் உதவியாளனையும் அளித்தருள்வாயாக" என்று பிரார்த்தனை செய்கிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : มีเหตุใดเกิดขึ้นแก่พวกเจ้ากระนั้นหรือ ที่พวกเจ้าไม่สู้รบในทางของอัลลอฮฺ ทั้ง ๆที่บรรดาผู้อ่อนแอ ไม่ว่าชายและหญิง และเด็ก ๆ ต่างกล่าวกันว่า โอ้พระเจ้าของเรา โปรดนำพวกเราออกไปจากเมืองนี้ ซึ่งชาวเมืองเป็นผู้ข่มเหงรังแก และโปรดให้มีขึ้นแก่พวกเราซึ่งผู้คุ้มครองคนหนึ่งจากที่พระองค์และโปรดให้มีขึ้นแก่พวกเราซึ่งผู้ช่วยเหลือคนหนึ่งจากที่พระองค์
- Uzbek - Мухаммад Содик : Нима учун Аллоҳнинг йўлида ва Эй Роббимиз бизни аҳли золим шаҳардан чиқаргин бизга Ўз томонингдан дўст ато қилгин ва Ўз томонингдан нусратчи ато қилгин деяётган заифҳол эркагу аёл ва болалар йўлида жанг қилмайсизлар Хусусан мазкур заифҳол эркагу аёллар ва болалар аҳолиси золим бўлган шаҳарда тутқун бўлсалар Дину диёнатлари учун азобуқубатга дучор қилинаётган бўлсалар Мусулмонлар фақат шундай олий мақсад йўлида жанг қиладилар Уларга бошқача урушнинг кераги йўқ
- 中国语文 - Ma Jian : 你们怎么不为(保护)主道和(解救)老弱妇孺而抗战呢?他们常说:我们的主啊!求你从这个虐民所居的城市里把我们救出去。求你从你那里为我们委任一个保护者,求你从你们那里为我们委任一个援助者。
- Melayu - Basmeih : Dan apakah yang menghalang kamu maka kamu tidak mahu berperang pada jalan Allah untuk menegakkan ugama Islam dan untuk menyelamatkan orangorang yang tertindas dari kaum lelaki perempuan dan kanakkanak iaitu mereka yang selalu berdoa dengan berkata "Wahai Tuhan kami Keluarkanlah kami dari negeri Makkah ini yang penduduknya kaum kafir musyrik yang zalim dan jadikanlah bagi kami dari pihakMu seorang pemimpin yang mengawal keselamatan ugama kami dan jadikanlah bagi kami dari pihakMu seorang pemimpin yang membela kami dari ancaman musuh"
- Somali - Abduh : Maxaad leedihiin ood ugu Dagaalami waydeen Jidka Eebe iyagoo kuwa la Daeiifsan Tabarta yaraa oo rag iyo Haween iyo Caruurba ay leeyihiin Eebow naga Bixi Magaaladan Daalimiinta ah Ehelkeedu noogana yeel agtaada Wali iyo gargaare
- Hausa - Gumi : Kuma mẽne ne ya sãme ku bã ku yin yãƙi a cikin hanyar Allah da waɗanda aka raunanar daga maza da mata da yãra sunã cewa "Yã Ubangijinmu Ka fitar da mu daga wannan alƙarya wadda mutãnenta suke da zãlunci kuma Ka sanya mana majiɓinci daga gunKa kuma Ka sanya mana mataimaki daga gunKa"
- Swahili - Al-Barwani : Na mna nini msipigane katika Njia ya Mwenyezi Mungu na ya wale wanao onewa wanaume na wanawake na watoto ambao husema Mola Mlezi wetu Tutoe katika mji huu ambao watu wake ni madhaalimu na tujaalie tuwe na mlinzi anaye toka kwako na tujaalie tuwe na wa kutunusuru anaye toka kwako
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ç’keni ju që nuk luftoni në udhë të Perëndisë dhe për shpëtimin e të shtypurve mashkujt e pafuqishëm gratë dhe fëmijët të cilët thërrasin “O Zoti jonë Nxirrna nga ky qytet banorët e të cilit janë zullumqarë Na cakto nga ana Juaj një mbrojtës dhe na jep nga ana Jote një ndihmëtar
- فارسى - آیتی : چرا در راه خدا و به خاطر مردان و زنان و كودكان ناتوانى كه مىگويند: اى پروردگار ما، ما را از اين قريه ستمكاران بيرون آر و از جانب خود يار و مددكارى قرار ده، نمىجنگيد؟
- tajeki - Оятӣ : Чаро дар роҳи Худо ва ба хотири мардону занон ва кӯдакони нотавоне, ки мегӯянд: «Эй Парвардигори мо, моро аз ин деҳаи ситамкорон берун ор ва аз ҷониби худ ёру мададгоре қарор деҳ», намеҷангед?
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۆمىنلەر!) سىلەرگە نېمە بولدىكى، اﷲ نىڭ يولىدا جىھاد قىلمايسىلەر ۋە (دۇئا قىلىپ): «ئى پەرۋەردىگارىمىز! بۇ ئاھالىسى زالىم شەھەردىن بىزنى چىقارغىن، ئۆز دەرگاھىڭدىن بىزگە بىر ئىگىدارچىلىق قىلغۇچىنى مۇيەسسەر قىل، ئۆز دەرگاھىڭدىن بىزگە بىر مەدەتكارنى مۇيەسسەر قىل» دەيدىغان ئاجىز ئەرلەر، ئاجىز ئاياللار ۋە بالىلارنى قۇتقۇزۇش ئۈچۈن جىھاد قىلمايسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളെന്തുകൊണ്ട് ദൈവമാര്ഗത്തില് യുദ്ധം ചെയ്യുന്നില്ല? മര്ദ്ദിതരായ പുരുഷന്മാര്ക്കും സ്ത്രീകള്ക്കും കുട്ടികള്ക്കും വേണ്ടിയും? അവരോ ഇങ്ങനെ പ്രാര്ഥിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നവരാണ്: "ഞങ്ങളുടെ നാഥാ; മര്ദ്ദകരായ ജനം വിലസുന്ന ഈ നാട്ടില് നിന്ന് ഞങ്ങളെ നീ മോചിപ്പിക്കേണമേ. നിന്റെ പക്കല് നിന്ന് ഞങ്ങള്ക്ക് നീ ഒരു രക്ഷകനെ നിശ്ചയിച്ചുതരേണമേ. നിന്റെ ഭാഗത്തു നിന്ന് ഞങ്ങള്ക്ക് ഒരു സഹായിയെ നല്കേണമേ.”
- عربى - التفسير الميسر : وما الذي يمنعكم ايها المومنون عن الجهاد في سبيل نصره دين الله ونصره عباده المستضعفين من الرجال والنساء والصغار الذين اعتدي عليهم ولا حيله لهم ولا وسيله لديهم الا الاستغاثه بربهم يدعونه قائلين ربنا اخرجنا من هذه القريه يعني "مكه " التي ظلم اهلها انفسهم بالكفر والمومنين بالاذى واجعل لنا من عندك وليا يتولى امورنا ونصيرا ينصرنا على الظالمين
*104). This refers to those wronged, persecuted men, women and children of Makka and of the other tribes in Arabia who had embraced Islam, but were able neither to emigrate nor to protect themselves from the wrongs to which they were subjected. These helpless people suffered many forms of persecution, and prayed for deliverance from oppression.