- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُۥ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ مُّقِيتًا
- عربى - نصوص الآيات : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ۖ ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ۗ وكان الله على كل شيء مقيتا
- عربى - التفسير الميسر : من يَسْعَ لحصول غيره على الخير يكن له بشفاعته نصيب من الثواب، ومن يَسْعَ لإيصال الشر إلى غيره يكن له نصيب من الوزر والإثم. وكان الله على كل شيء شاهدًا وحفيظًا.
- السعدى : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
المراد بالشفاعة هنا: المعاونة على أمر من الأمور، فمن شفع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير -ومنه الشفاعة للمظلومين لمن ظلمهم- كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه، ولا ينقص من أجر الأصيل والمباشر شيء، ومَنْ عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه. ففي هذا الحث العظيم على التعاون على البر والتقوى، والزجر العظيم عن التعاون على الإثم والعدوان، وقرر ذلك بقوله: { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } أي: شاهدًا حفيظًا حسيبًا على هذه الأعمال، فيجازي كُلًّا ما يستحقه.
- الوسيط لطنطاوي : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
ثم رغب- سبحانه المؤمنين في التوسط في الخير، وحذرهم من التوسط في الشر، فقال:
مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها، وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها والشفاعة: هي التوسط بالقول في وصول إنسان إلى منفعة دنيوية أو أخروية، أو إلى إنقاذه من مضرة. وهي مأخوذة من الشفع وهو الزوج في العدد ضد الوتر. فكأن المشفوع له كان وترا فجعله الشفيع شفعا.
والنصيب: الحظ من كل شيء. والكفل: الضعف والنصيب والحظ.
قال الجمل: واستعمال الكفل في الشر أكثر من استعمال النصيب فيه وإن كان كل منهما قد يستعمل في الخير كما قال- تعالى- يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ولقلة استعمال النصيب في الشر وكثرة استعمال الكفل فيه غاير بينهما في الآية الكريمة حيث أتى بالكفل مع السيئة وبالنصيب مع الحسنة».
والمعنى: من يشفع شفاعة حسنة، أى يتوسط في أمر يترتب عليه خير يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها أى: يكن له ثواب هذه الشفاعة الحسنة. وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً وهي ما كانت في غير طريق الخير يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها أى: يكن له نصيب من وزرها وإثمها، لأنه سعى في الفساد ولم يسع في الخير.
وإطلاق الشفاعة على السعى في الشر من باب المشاكلة، لأن الشفاعة لا تطلق إلا على الوساطة في الخير.
والآية الكريمة وإن كانت واردة على سبيل التعميم في بيان جزاء كل شفاعة حسنة أو كل شفاعة سيئة، إلا أن المقصود بها قصدا أوليا ترغيب المؤمنين في أن يعاون بعضهم بعضا على الجهاد في سبيل الله، وفي انضمام بعضهم إلى بعض من أجل نصرة الحق، وتهديد المنافقين الذين كان يشفع بعضهم لبعض لكي يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في التخلف عن الجهاد. وقد رجح هذا الاتجاه الإمام ابن جرير فقال ما ملخصه:
يعنى- سبحانه- بقوله مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها من يصر يا محمد شفعا لوتر أصحابك، فيشفعهم في جهاد عدوهم وقتالهم في سبيل الله، وهو الشفاعة الحسنة يكن له نصيب منها، أى يكن له من شفاعته تلك نصيب، وهو الحظ من ثواب الله وجزيل كرامته. ومن يشفع وتر أهل الكفر بالله على المؤمنين به، فيقاتلهم وذلك هو الشفاعة السيئة يكن له كفل منها. يعنى بالكفل: النصيب والحظ من الوزر والإثم، وهو مأخوذ من كفل البعير والمركب، وهو الكساء أو الشيء يهيأ عليه شبيه بالسرج على الدابة. يقال: جاء فلان مكتفلا: إذا جاء على مركب قد وطئ له ... وقد قيل: إن الآية عنى بها شفاعة الناس بعضهم لبعض. وغير مستنكر أن تكون الآية نزلت فيما ذكر، ثم عم بذلك كل شافع بخير أو شر.
وإنما اخترنا ما قلنا من القول في ذلك لأنه في سياق الآية التي أمر الله نبيه فيها بحض المؤمنين على القتال. فكان ذلك بالوعد لمن أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوعيد لمن أبى إجابته أشبه منه من الحث على شفاعة الناس بعضهم لبعض التي لم يجر لها ذكر قبل. ولا لها ذكر بعد.
وقوله وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً تذييل قصد به تعريف الناس أنه- سبحانه- سيجازى كل إنسان بعمله، حتى يكثروا من فعل الخير ويقلعوا عن فعل الشر.
ومقيتا: أى مقتدرا. من أقات على الشيء اقتدر عليه. ومنه قول الزبير ابن عبد المطلب:
وذي ضغن كففت النفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا
أى: وكنت على رد إساءته مقتدرا.
أو مقيتا: معناها حفيظا من القوت وهو ما يمسك الرمق من الرزق وتحفظ به الحياة:
والمعنى: وكان الله تعالى- وما زال على كل شيء مقتدرا لا يعجزه شيء، وحفيظا على أحوال الناس لا يغيب عنه شيء من ذلك، وسيجازيهم بما يستحقون من ثواب أو عقاب.
هذا وقد وردت أحاديث متعددة في الحض على الشفاعة الحسنة، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن أبى موسى الأشعرى قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: «اشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان نبيه ما أحب» .
قال صاحب الكشاف: والشفاعة الحسنة هي التي روعي بها حق مسلم، ودفع بها عنه شر أو جلب إليه خير، وابتغى بها وجه الله، ولم تؤخذ عليها رشوة، وكانت في أمر جائز، لا في حد من حدود الله ولا في حق من الحقوق- يعنى الواجبة عليه- والسيئة ما كانت بخلاف ذلك.
وعن مسروق: أنه شفع شفاعة. فأهدى إليه المشفوع له جارية. فغضب وردها. وقال:
لو علمت ما في قلبك ما تكلمت في حاجتك. ولا أتكلم فيما بقي منها».
- البغوى : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
قوله عز وجل : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) أي : نصيب منها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشفاعة الحسنة هي الإصلاح بين الناس ، والشفاعة السيئة هي المشي بالنميمة بين الناس .
وقيل : الشفاعة الحسنة هي حسن القول في الناس ينال به الثواب والخير ، والسيئة هي : الغيبة وإساءة القول في الناس ينال به الشر .
وقوله ( كفل منها ) أي : من وزرها ، وقال مجاهد : هي شفاعة الناس بعضهم لبعض ، ويؤجر الشفيع على شفاعته وإن لم يشفع .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا سفيان الثوري ، عن أبي بردة ، أخبرني جدي أبو بردة ، عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه ، فقال : " اشفعوا لتؤجروا ليقضي الله على لسان نبيه ما شاء " .
قوله تعالى : ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : مقتدرا مجازيا ، قال الشاعر :
وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا
وقال مجاهد : شاهدا : وقال قتادة : حافظا ، وقيل : معناه على كل حيوان مقيتا أي : يوصل القوت إليه .
وجاء في الحديث " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ويقيت " .
- ابن كثير : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
وقوله : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ) أي : من سعى في أمر ، فترتب عليه خير ، كان له نصيب من ذلك ( ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) أي : يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته ، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء " .
وقال مجاهد بن جبر : نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم لبعض .
وقال الحسن البصري : قال الله تعالى : ( من يشفع ) ولم : من يشفع .
وقوله : ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) قال ابن عباس ، وعطاء ، وعطية ، وقتادة ، ومطر الوراق : ( مقيتا ) أي : حفيظا . وقال مجاهد : شهيدا . وفي رواية عنه : حسيبا . وقال سعيد بن جبير ، والسدي ، وابن زيد : قديرا . وقال عبد الله بن كثير : المقيت : الواصب وقال الضحاك : المقيت : الرزاق .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الرحيم بن مطرف ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن إسماعيل ، عن رجل ، عن عبد الله بن رواحة ، وسأله رجل عن قول الله : ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) قال : يقيت كل إنسان على قدر عمله .
- القرطبى : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
قوله تعالى : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : من يشفع أصل الشفاعة والشفعة ونحوها من الشفع وهو الزوج في العدد ؛ ومنه الشفيع ؛ لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا . ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة . وناقة شفيع إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها . والشفع ضم واحد إلى واحد . والشفعة ضم ملك الشريك إلى ملكك ؛ فالشفاعة إذا ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك ، فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع وإيصال المنفعة إلى المشفوع له .
الثانية : واختلف المتأولون في هذه الآية ؛ فقال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم ؛ فمن يشفع لينفع فله نصيب ، ومن يشفع ليضر فله كفل . وقيل : الشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة ، والسيئة في المعاصي . فمن شفع شفاعة حسنة ليصلح بين اثنين استوجب الأجر ، ومن سعى بالنميمة والغيبة أثم ، وهذا قريب من الأول . وقيل : يعني بالشفاعة الحسنة الدعاء للمسلمين ، والسيئة الدعاء عليهم . وفي صحيح الخبر : ( من دعا بظهر الغيب استجيب له وقال الملك آمين ولك بمثل ) . هذا هو النصيب ، وكذلك في الشر ؛ بل يرجع شؤم دعائه عليه . وكانت اليهود تدعو على المسلمين . وقيل : المعنى من يكن شفعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر ، ومن يكن شفعا لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر . وعن الحسن أيضا : الحسنة ما يجوز في الدين ، والسيئة ما لا يجوز فيه . وكأن هذا القول جامع . والكفل الوزر والإثم ؛ عن الحسن وقتادة . السدي وابن زيد هو النصيب . واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط . يقال : اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه . ويقال له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا من الظهر . ويستعمل في النصيب من الخير والشر ، وفي كتاب الله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته . والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم يشفع ؛ لأنه تعالى قال من يشفع ولم يقل يشفع . وفي صحيح مسلم اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب .
الثالثة : قوله تعالى : وكان الله على كل شيء مقيتا ( مقيتا ) معناه مقتدرا ؛ ومنه قول الزبير بن عبد المطلب :
وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا
أي قديرا . فالمعنى إن الله تعالى يعطي كل إنسان قوته ؛ ومنه قوله عليه السلام : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقيت . على من رواه هكذا ، أي من هو تحت قدرته وفي قبضته من عيال وغيره ؛ ذكره ابن عطية . يقول منه : قته أقوته قوتا ، وأقته أقيته إقاتة فأنا قائت ومقيت . وحكى الكسائي : أقات يقيت . وأما قول الشاعر :
. . . إني على الحساب مقيت فقال فيه الطبري : إنه من غير هذا المعنى المتقدم ، وإنه بمعنى الموقوف . وقال أبو عبيدة : المقيت الحافظ . وقال الكسائي : المقيت المقتدر . وقال النحاس : وقول أبي عبيدة أولى لأنه مشتق من القوت ، والقوت معناه مقدار ما يحفظ الإنسان . وقال الفراء : المقيت الذي يعطي كل رجل قوته . وجاء في الحديث : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت و " يقيت " ذكره الثعلبي : وحكى ابن فارس في المجمل : المقيت المقتدر ، والمقيت الحافظ والشاهد ، وما عنده قيت ليلة وقوت ليلة . والله أعلم .
- الطبرى : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
القول في تأويل قوله : مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها "، من يَصِرْ، يا محمد، شفعًا لوتر أصحابك، فيشفعهم في جهاد عدوهم وقتالهم في سبيل الله، وهو " الشفاعة الحسنة " (51) =" يكن له نصيب منها "، يقول: يكن له من شفاعته تلك نصيب - وهو الحظ (52) - من ثواب الله وجزيل كرامته =" ومن يشفع شفاعة سيئة، يقول: ومن يشفع وتر أهل الكفر بالله على المؤمنين به، فيقاتلهم معهم، وذلك هو " الشفاعة السيئة " =" يكن له كِفل منها ".
يعني: بـ "
الكفل "، النصيب والحظ من الوزر والإثم. وهو مأخوذ من " كِفل البعير والمركب "، وهو الكساء أو الشيء يهيأ عليه شبيه بالسرج على الدابة. يقال منه: " جاء فلان مكتَفِلا "، إذا جاء على مركب قد وطِّئَ له -على ما بيّنا- لركوبه. (53)* * *
وقد قيل إنه عنى بقوله: "
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " الآية، شفاعة الناس بعضهم لبعض. وغير مستنكر أن تكون الآية نـزلت فيما ذكرنا، ثم عُمَّ بذلك كل شافع بخير أو شر.* * *
وإنما اخترنا ما قلنا من القول في ذلك، لأنه في سياق الآية التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها بحضّ المؤمنين على القتال، فكان ذلك بالوعد لمن أجاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، والوعيد لمن أبى إجابته، أشبه منه من الحثّ على شفاعة الناس بعضهم لبعض، التي لم يجر لها ذكر قبل، ولا لها ذكرٌ بعد.
ذكر من قال ذلك في شفاعة الناس بعضهم لبعض.
10015 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة "، قال: شفاعة بعض الناس لبعض.10016 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
10017 - حدثت عن ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن قال: من يُشَفَّع شفاعة حسنة كان له فيها أجران، ولأن الله يقول: "
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها "، ولم يقل " يشفَّع ". (54)10018 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن الحسن قال: "
من يشفع شفاعة حسنة "، كتب له أجرها ما جَرَت منفعتها.10019 - حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سئل ابن زيد عن قول الله: "
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها "، قال: الشفاعة الصالحة التي يشفع فيها وعمل بها، هي بينك وبينه، هما فيها شريكان=" ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها "، قال: هما شريكان فيها، كما كان أهلها شريكين.ذكر من قال: "
الكفل ": النصيب.10020 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها "، أي حظ منها=" ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها "، و " الكفل " هو الإثم.10021 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: "
يكن له كفل منها "، أما " الكفل "، فالحظ.10022 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: "
يكن له كفل منها "، قال: حظ منها، فبئس الحظ.10023 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: "
الكفل " و " النصيب " واحد. وقرأ: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ [سورة الحديد: 28].* * *
القول في تأويل قوله : وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا ".فقال بعضهم تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظًا وشهيدًا.
*ذكر من قال ذلك:
10024 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا " يقول: حفيظًا.10025 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "
مقيتًا " شهيدًا.10026 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل اسمه مجاهد، عن مجاهد مثله.
10027 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: "
مقيتًا " قال: شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا.10028 - حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم قال، حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال، حدثنا أبي، عن خصيف، عن مجاهد أبي الحجاج: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا "، قال: " المقيت "، الحسيب.* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير.
*ذكر من قال ذلك:
10029 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عبد الله بن كثير: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا "، قال: " المقيت "، الواصب. (55)وقال آخرون: هو القدير.
*ذكر من قال ذلك:
10030 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا "، أما " المقيت "، فالقدير.10031 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
وكان الله على كل شيء مقيتًا " قال: على كل شيء قديرًا،" المقيت " القدير.* * *
قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قولُ من قال: معنى "
المقيت "، القدير. وذلك أن ذلك فيما يُذكر، كذلك بلغة قريش، وينشد للزبير بن عبد المطلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (56)وَذِي ضِغْــنٍ كَــفَفْتُ النَّفْسَ عَنْـهُ
وَكُــنْتُ عَــلَى مَسَــاءتِهِ مُقِيتَـا (57)
أي: قادرًا. وقد قيل إن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم:-
10032 -"
كفى بالمرء إثما أن يُضِيعَ من يُقيت ". (58)في رواية من رواها: "
يُقيت "، يعني: من هو تحت يديه وفي سلطانه من أهله وعياله، فيقدّر له قوته. يقال= منه." أقات فلان الشيء يقتيه إقاتة " و " قاته يقوته قياتةً وقُوتًا "، و " القوت " الاسم. وأما " المقيت " في بيت اليهوديّ الذي يقول فيه: (59)لَيْــتَ شِــعْرِي, وَأَشْـعُرَنَّ إِذَا مَـا
قَرَّبُوهَـــا مَنْشُـــورَةً وَدُعِيــتُ (60) !
أَلِـيَ الْفَضْـلُ أَمْ عَـلَيَّ إذا حُوسِـبْتُ?
إِنِّــي عَــلَى الْحِسَــابِ مُقِيــتُ (61)
= فإن معناه: فإنّي على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى. (62)
----------------------
الهوامش :
(51) انظر تفسير"
الشفاعة" فيما سلف 2: 31 ، 32 / 5: 382- 384 ، 395.(52) انظر تفسير"
النصيب" فيما سلف: 472 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.(53) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 135.
(54) الأثر: 10016- كان في المطبوعة: "
كان له أجرها وإن لم يشفع ، لأن الله يقول: .." وهو نص ما في الدر المنثور 2: 187. وأثبت ما في المخطوطة. والظاهر أنه تصرف من السيوطي ، وتبعه ناشر المطبوعة الأولى. والصواب ما في المخطوطة ، إلا أنه ينبغي أن تقرأ"يشفع" الأولى في قول الحسن مشددة الفاء بالبناء للمجهول. ويعني الحسن: أن الشافع لأخيه إذا استجيبت شفاعته كان له أجران ، أجر عن الخير الذي ساقه إلى أخيه ، وأجر آخر هو مثل أجر المشفوع إليه في فعله ما فعل من الخير.(55) يقال: "
وصب الرجل على ماله يصب" (مثل: وعد يعد): إذا لزمه وأحسن القيام عليه.(56) لم أجده للزبير ، بل وجدته لأبي قيس بن رفاعة ، مرفوع القافية في طبقات فحول الشعراء لابن سلام: 243 ، ومراجعه هناك. ونسبه في الدر المنثور 2: 187 ، 188 إلى أحيحة ابن الجلاح الأنصاري.
(57) اللسان (قوت) ، وانظر طبقات فحول الشعراء: 242 ، 243 والتعليق عليه هناك.
(58) الحديث: 10032- رواه أحمد في مسنده ، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رقم: 6495 ، 6819 ، 6828 ، 6842 ، والحاكم في المستدرك 1: 415 ، وهو حديث صحيح ، وروايته"
يقوت".(59) هو السموأل بن عادياء اليهودي.
(60) ديوانه: 13 ، 14 ، والأصمعيات: 85 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 135 ، وطبقات فحول الشعراء للجمحي: 236 ، 237 ، اللسان (قوت) وغيرها. وقوله: "
ليت شعري": أي ليتني أعلم ما يكون. وقوله: "وأشعرن" استفهام ، أي: وهل أشعرن. وقوله: "قربوها منشورة" يعني: صحف أعماله يوم يقوم الناس لرب العالمين. وفي البيت روايات أخر.(61) يعني بالفضل: الخير والجزاء الحسن والإنعام من الله."
أم على": أم على الإثم المستحق للعقوبة.(62) هذا المعنى الذي قاله أبو جعفر ، هو قول أبي عبيدة ، وهو أحسن ما قيل في معنى"
المقيت" في هذا البيت. وانظر اعتراض المعترضين على البيت ، واختلافهم في تفسيره في مادة (قوت) من لسان العرب. - ابن عاشور : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
استئناف فيه معنى التذييل والتعليل لقوله : { لا تُكَلَّفُ إلاّ نَفْسَك وحرّض المؤمنين } [ النساء : 84 ] وهو بشارة للرسول عليه الصلاة والسلام بأن جهاد المجاهدين بدعْوته يناله منه نصيب عظيم من الأجر ، فإنّ تحريضه إيّاهم وساطة بهم في خيرات عظيمة ، فجاءت هذه الآية بهذا الحكم العامّ على عادة القرآن في انتهاز فرص الإرشاد . ويعلم من عمومها أنّ التحريض على القتال في سبيل الله من الشفاعة الحسنة ، وأنّ سعي المثبطين للناس من قبيل الشفاعة السيّئة ، فجاءت هذه الآية إيذاناً للفريقين بحالتهما . والمقصود مع ذلك الترغيب في التوسّط في الخير والترهيب من ضدّه .
والشفاعة : الوساطة في إيصال خير أو دفع شرّ ، سواء كانت بطلب من المنتفع أم لا ، وتقدّمت في قوله تعالى : { ولا يُقبل منها شفاعة } في سورة البقرة ( 48 ) ، وفي الحديث " اشفعوا فلْتؤجروا " . ووصفُها بالحسنة وصف كاشف؛ لأنّ الشفاعة لا تطلق إلاّ على الوساطة في الخير ، وأمّا إطلاق الشفاعة على السعي في جلب شرّ فهو مشاكلة ، وقرينتها وصفها بسيّئة ، إذ لا يقال ( شفع ) للذي سعى بجلب سوء .
والنصيب : الحظّ من كلّ شيء : خيراً كان أو شراً ، وتقدّم في قوله تعالى : { أولئك لهم نصيب ممّا كسبوا } في سورة البقرة ( 202 ) .
والكِفل بكسر الكاف وسكون الفاء الحَظْ كذلك ، ولم يتبيّن لي وجه اشتقاقه بوضوح . ويستعْمل الكفل بمعنى المِثل ، فيؤخذ من التفسيرين أنّ الكفل هو الحظّ المماثل لِحظّ آخر ، وقال صاحب «اللسان» : لا يقال هذا كفل فلان حتّى يكون قدْ هيّىء لغيره مثله ، ولم يعزُ هذا ، ونسبه الفخر إلى ابن المظفّر ، ولم يذكر ذلك أحد غير هذين فيما علمت ، ولعلّه لا يساعد عليه الاستعمال . وقد قال الله تعالى : { يُؤتكم كفلين من رحمته } [ الحديد : 28 ] . وهل يحتجّ بما قاله ابن المظفّر وابن المظفّر هو محمد بن الحسن بن المظفّر الحاتمي الأديب معاصر المتنبي . وفي مفردات الراغب أنّ الكفل هو الحظّ من الشرّ والشدّة ، وأنّه مستعار من الكِفل وهو الشيء الرديء ، فالجزاء في جانب الشفاعة الحسنة بأنّه نصيب إيماء إلى أنّه قد يكون له أجرٌ أكثر من ثواب من شفع عنده .
وجملة { وكان الله على كلَ شيء مقيتاً } تذييل لجملة { من يشفع شفاعة حسنة } الآية ، لإفادة أنّ الله يجازي على كلّ عمل بما يناسبه من حُسْن أو سوء .
و { المقيت } الحافظ ، والرقيب ، والشاهد ، والمقتدر . وأصله عند أبي عبيدة الحافظ . وهو اسم فاعل من أقات إذا أعطى القُوت ، فوزنه مُفعِل وعينه واو . واستعمل مجازاً في معاني الحفظ والشهادة بعلاقة اللزوم ، لأنّ من يقيت أحداً فقد حفظه من الخصاصة أو من الهلاك ، وهو هنا مستعمل في معنى الإطلاع ، أو مضمّن معناه ، كما ينبيء عنه تعديته بحرف ( على ) . ومن أسماء الله تعالى المُقيت ، وفسّره الغزالي بمُوصل الأقوات . فيؤول إلى معنى الرازق ، إلاّ أنّه أخصّ ، وبمعنى المستولي على الشيء القادر عليه ، وعليه يدلّ قوله تعالى : { وكان الله على كلّ شيء مقيتاً } فيكون راجعاً إلى القدرة والعلم .
- إعراب القرآن : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
«مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم فاعله مستتر شفاعة مفعول مطلق «حَسَنَةً» صفة «يَكُنْ» مضارع ناقص جواب الشرط «لَهُ نَصِيبٌ» اسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها «وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» كالآية السابقة وهي معطوفة «وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً» كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بالخبر «مُقِيتاً» والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : Whoever intercedes for a good cause will have a reward therefrom; and whoever intercedes for an evil cause will have a burden therefrom And ever is Allah over all things a Keeper
- English - Tafheem -Maududi : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا(4:85) He who intercedes in a good cause shall share in its good result, and he who intercedes in an evil cause shall share in its burden. *113 Allah watches over everything.
- Français - Hamidullah : Quiconque intercède d'une bonne intercession en aura une part; et quiconque intercède d'une mauvaise intercession en portera une part de responsabilité Et Allah est Puissant sur toute chose
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wer in einer guten Sache Fürsprache einlegt für den wird es einen Anteil daran geben und wer in einer schlechten Sache Fürsprache einlegt für den wird es ein gleiches davon geben Und Allah ist zu allem Fähig
- Spanish - Cortes : Quien intercede de buena manera tendrá su parte y quien intercede de mala manera recibirá otro tanto Alá vela por todo
- Português - El Hayek : Quem interceder em favor de uma causa nobre participará dela; por outra quem interceder em favor de um ignóbilprincípio igualmente participará dele; e Deus tem poder sobre tudo
- Россию - Кулиев : Кто будет ходатайствовать хорошим заступничеством тому оно станет уделом А кто будет ходатайствовать дурным заступничеством тому оно станет ношей Аллах наблюдает за всякой вещью
- Кулиев -ас-Саади : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
Кто будет ходатайствовать хорошим заступничеством, тому оно станет уделом. А кто будет ходатайствовать дурным заступничеством, тому оно станет ношей. Аллах наблюдает за всякой вещью.Под заступничеством здесь подразумевается помощь в каком-нибудь начинании. Если один человек заступается за другого и помогает ему совершить добрый поступок, например, если он заступается за обиженного перед его обидчиком, то он получает награду за свое заступничество. Величина этой награды зависит от его стараний, приложенных усилий и принесенной им пользы, причем вознаграждение того, кто непосредственно совершает добрый поступок, от этого нисколько не уменьшается. Если же один человек помогает другому совершить дурной поступок, то он взваливает на себя бремя греха, тяжесть которого зависит от того, что именно он совершил и в каком прегрешении он принял участие. Это откровение содержит великий призыв помогать друг другу в добре и богобоязненности и грозное предупреждение тем, кто помогает друг другу в грехе и несправедливости. Важность этих предписаний усиливается тем, что Аллах наблюдает за всякой вещью и подсчитывает все деяния, чтобы каждый человек получил по заслугам.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kim iyi bir işte aracılık ederse ona onun sevabından bir pay vardır; kim de kötü bir şeyde aracılık yaparsa ona o kötülükten bir hisse vardır Allah her şeyin karşılığını verir
- Italiano - Piccardo : Chi intercede di buona intercessione ne avrà una parte e chi intercede di cattiva intercessione ne sarà responsabile Allah vigila su tutte le cose
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوهی تکایهکی باش بکات خهڵک هان بدات بۆ چاکهخوازی له نێوان خهڵکدا ههوڵی تهبایی بدات ئهوه بهشێک لهو پاداشتی چاکهیهی بۆ ههیهو لهو خێرهدا بهشداره که ڕۆڵی تیادا ههیه ههروهها ئهوهش که تکایهکی خراپ دهکات و ڕۆڵێکی خراپ دهبینێت و ههوڵی فیتنه بهرپا کردن دهدات و هاندهرێتی ئهوه ئهویش بهشێکی مسۆگهری ههیه له سزاو لێپرسینهوه خوایش ههمیشهو بهردهوام ئاگاو چاودێره بهسهر ههموو شتێکدا
- اردو - جالندربرى : جو شخص نیک بات کی سفارش کرے تو اس کو اس کے ثواب میں سے حصہ ملے گا اور جو بری بات کی سفارش کرے اس کو اس کے عذاب میں سے حصہ ملے گا اور خدا ہر چیز پر قدرت رکھتا ہے
- Bosanski - Korkut : Onaj ko se bude za dobro zalagao – biće i njemu udio u nagradi a onaj ko se bude za zlo zauzimao – biće i njemu udio u kazni – A Allah nad svim bdi
- Swedish - Bernström : Den som ingriper i och stöder en god sak får dela dess [goda följder] och den som ingriper i och stöder en orättfärdig sak får bära [en del av] ansvaret för dess [onda följder] Gud har allt i Sin hand
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Barangsiapa yang memberikan syafa'at yang baik niscaya ia akan memperoleh bahagian pahala dari padanya Dan barangsiapa memberi syafa'at yang buruk niscaya ia akan memikul bahagian dosa dari padanya Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
(Siapa memberikan syafaat) kepada sesama manusia (yakni syafaat yang baik) yang sesuai dengan syarat (niscaya akan memperoleh bagian) pahala (daripadanya) artinya disebabkannya. (Dan siapa memberikan syafaat yang jelek) yakni yang bertentangan dengan syariat (maka ia akan memikul beban) dosanya (daripadanya) disebabkan perbuatannya itu. (Dan Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu) sehingga setiap orang akan mendapat balasan yang setimpal daripada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে লোক সৎকাজের জন্য কোন সুপারিশ করবে তা থেকে সেও একটি অংশ পাবে। আর যে লোক সুপারিশ করবে মন্দ কাজের জন্যে সে তার বোঝারও একটি অংশ পাবে। বস্তুতঃ আল্লাহ সর্ব বিষয়ে ক্ষমতাশীল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவரேனும் ஒரு நன்மையான காரியத்திற்கு சிபாரிசு செய்தால் அதில் ஒரு பாகம் அவருக்கு உண்டு அவ்வாறே எவரேனும் ஒரு தீய காரியத்திற்கு சிபாரிசு செய்தால் அதிலிருந்து அவருக்கும் ஒரு பாகமுண்டு அல்லாஹ் எல்லா பொருட்களையும் கண்காணிப்பவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ใดที่ให้ความช่วยเหลือย่างดีก็จะเป็นของเขา ซึ่งส่วนหนึ่งจากความดีนั้น และผู้ใดให้ความช่วยเหลือย่างชั่ว ก็จะเป็นของเขา ซึ่งส่วนหนึ่งจากความชั่วนั้น และปรากฏว่าอัลลอฮฺนั้นทรงเดชานุภาพเหนือทุกสิ่งทุกอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ким яхши шафоат қилса ундан ўз насибаси бўлур Ким ёмон шафоат қилса ундан ўз наибаси бўлур Аллоҳ ҳар бир нарсанинг баҳосини берувчи зотдир Араб тилида шафоат сўзи бизда танилган маънодан кўра кенгроқ маънода ишлатилади Бировни бошқалар олдида оқлаш учун қилинган саъйҳаракат ва гапсўз ҳам шафоат ҳисобланади Инчунин қоралаш учун қилингани ҳам Шунингдек бу ишнинг яхшилигини тушунтириш учун тарғиб қилиш унга қизиқтирш яхши шафоат ўша ишни ёмон деб тушунтириш эса ёмон шафоат ҳисобланади
- 中国语文 - Ma Jian : 谁谁赞助善事,谁得一份善报;谁赞助恶事,谁受一份恶报。真主对于万事是全能的。
- Melayu - Basmeih : Sesiapa yang memberikan syafaat yang baik nescaya ia akan memperoleh bahagian pahala daripadanya; dan sesiapa yang memberikan syafaat yang buruk nescaya ia akan mendapat bahagian dosa daripadanya Dan ingatlah Allah Maha Kuasa atas tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Ruuxii Shafeeca shafeeco Wanaagsan waxaa u ahaada Qayb ka mid ah Ruuxiise Shaafeeca Shafeeco Xun waxaa u ahaan Dambi ka mid ah Eebaana wax kasta Maaliya
- Hausa - Gumi : Wanda ya yi cẽto cẽto mai kyau zai sãmi rabo daga gare shi kuma wanda ya yi cẽto cẽto mummũna zai sãmi ma'aunidaga gare shi Kuma Allah Yã kasance a kan dukkan kõme Mai ƙayyade lõkaci
- Swahili - Al-Barwani : Mwenye kusaidia msaada mwema ana fungu lake katika hayo na mwenye kusaidia msaada mwovu naye ana sehemu yake katika hayo Na hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye uweza na ujuzi juu ya kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai që përpiqet për të mirë – edhe ai do të ketë pjesë në shpërblim e ai që angazhohet për të keqe – edhe ai do të ketë pjesë në ndëshkim – Se Perëndia është i Gjithëpushtetshëm
- فارسى - آیتی : هر كس در كار نيكى ميانجى شود او را از آن نصيبى است و هر كس در كار بدى ميانجى شود او را از آن بهرهاى است. و خدا نگهبان بر هر چيزى است.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар кас дар кори неке миёнарав шавад, ӯро аз он насибест ва ҳар кас дар кори баде миёнарав шавад, ӯро аз он баҳраест. Ва Худо нигаҳбон бар ҳар чизест!
- Uyghur - محمد صالح : كىمكى (كىشىلەر ئارىسىدا) ياخشى (ئىش ئۈچۈن) شاپائەت قىلسا، ئۇنىڭدىن (يەنى ياخشى ئىشتىن) ئۇنىڭ نېسىۋىسى بولىدۇ؛ كىمكى بىر يامان (ئىش ئۈچۈن) شاپائەت قىلسا، ئۇنىڭدىن (يەنى يامان ئىشتىن) ئۇنىڭ نېسىۋىسى بولىدۇ. اﷲ ھەممە ئىشقا قادىردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നല്ലത് ശിപാര്ശ ചെയ്യുന്നവന് അതിലൊരു പങ്കു ലഭിക്കും. തിന്മ ശിപാര്ശ ചെയ്യുന്നവന് അതിലൊരു വിഹിതവുമുണ്ടാകും. അല്ലാഹു എല്ലാ കാര്യങ്ങളുടെയും മേല്നോട്ടം വഹിക്കുന്നവനത്രേ.
- عربى - التفسير الميسر : من يسع لحصول غيره على الخير يكن له بشفاعته نصيب من الثواب ومن يسع لايصال الشر الى غيره يكن له نصيب من الوزر والاثم وكان الله على كل شيء شاهدا وحفيظا
*113). It is all a matter of choice and luck. One has the opportunity to struggle for the cause of God, and to urge others to strive for it in order to raise the banner of the Truth and be rewarded by God for so doing. Likewise, one also has the opportunity to expend one's energy trying to create misunderstanding among God's creatures and to demoralize people in their struggle for His cause thus incurring His chastisement.