- عربي - نصوص الآيات عثماني : دَرَجَٰتٍۢ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : درجات منه ومغفرة ورحمة ۚ وكان الله غفورا رحيما
- عربى - التفسير الميسر : هذا الثواب الجزيل منازل عالية في الجنات من الله تعالى لخاصة عباده المجاهدين في سبيله، ومغفرة لذنوبهم ورحمة واسعة ينعمون فيها. وكان الله غفورًا لمن تاب إليه وأناب، رحيمًا بأهل طاعته، المجاهدين في سبيله.
- السعدى : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ولما وعد المجاهدين بالمغفرة والرحمة الصادرَيْن عن اسميه الكريمين { الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ختم هذا الآية بهما فقال: { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
- الوسيط لطنطاوي : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ثم فصل- سبحانه- هذا الأجر العظيم فقال دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً.
أى فضل الله- تعالى- المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين عن الجهاد بغير عذر بالأجر العظيم الذي يرفعهم عند الله- تعالى- درجات عالية ويقربهم من مقامات قدسه، ويغفر لهم ما فرط منهم، ويتغمدهم بسابغ رحمته وكان الله كثير الغفران لأوليائه واسع الرحمة بأهل طاعته.
وقوله دَرَجاتٍ مِنْهُ بدل أو عطف بيان من قوله أَجْراً عَظِيماً. وقوله مِنْهُ جار ومجرور متعلق بمحذوف وقع صفة لدرجات.
ونكرت الدرجات للإشعار بأنها درجات عظيمة لا يحدها الحصر، ولا يعينها المقدار، بل هي شرف عظيم لا يناله إلا المقربون الأبرار.
هذا، وما جرينا عليه من أن المجاهدين يمتازون عن القاعدين بعذر بدرجة، ويمتازون عن القاعدين بغير عذر بدرجات هو رأى كثير من المفسرين، وقد عبر عنه صاحب الكشاف بقوله:
فإن قلت: قد ذكر الله- تعالى- مفضلين درجة ومفضلين درجات فمن هم؟ قلت: أما المفضلون درجة واحدة فهم الذين فضلوا على القاعدين الأضراء. وأما المفضلون درجات فالذين فضلوا على القاعدين الذين أذن لهم في التخلف اكتفاء بغيرهم، لأن الغزو فرض كفاية .
ومن المفسرين من يرى أن الذين فضل الله عليهم المجاهدين بدرجة وبدرجات هم صنف واحد، وهم الذين قعدوا عن الجهاد بدون عذر. أما الذين قعدوا بعذر فهم متساوون في الأجر مع المجاهدين.
وعلى هذا الرأى سار الآلوسى في تفسيره فقد قال ما ملخصه: «فضل الله المجاهدين» في سبيله «بأموالهم وأنفسهم على القاعدين» من المؤمنين غير أولى الضرر دَرَجَةً لا يقادر قدرها. وَكُلًّا أى: كل واحد من الفريقين المجاهدين والقاعدين (وعد الله الحسنى) . وقوله وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ عطف على ما قبله أَجْراً عَظِيماً.
ثم قال: ولعل تكرير التفضيل بطريق العطف المنبئ عن المغايرة. وتقييده تارة بدرجة وتارة بدرجات مع اتحاد المفضل والمفضل عليه. إما لتنزيل الاختلاف العنواني بين التفضيلين وبين الدرجة والدرجات منزلة الاختلاف الذاتي تمهيدا لسلوك طريق الإبهام ثم التفسير ... وإما للاختلاف بالذات بين التفضيلين والدرجة والدرجات.
وقد حكى الإمام القرطبي هذين الوجهين فقال: قوله- تعالى- فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وقد قال بعد هذا: دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً فقال قوم: التفضيل بالدرجة ثم بالدرجات إنما هو مبالغة وبيان وتأكيد.
وقيل: فضل الله المجاهدين على القاعدين من أولى الضرر بدرجة واحدة. وفضل الله المجاهدين على القاعدين من غير عذر درجات.
والذي نراه أولى من هذين القولين قول من قال بأن الله- تعالى- فضل المجاهدين على القاعدين بعذر بدرجة، وفضل المجاهدين على القاعدين بغير عذر بدرجات، وذلك لأن هذا التفسير هو المأثور عن ابن عباس وغيره من الصحابة. فقد قال ابن عباس في قوله- تعالى- فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً أراد بالقاعدين هنا أولى الضرر ولأن القاعدين بعذر وإن كان لهم من حسن النية ما يرفع منزلتهم إلا أن المجاهدين الذين باشروا الجهاد وعرضوا أنفسهم لأخطار القتال يفوقونهم منزلة وأجرا.
وهذا ما يقتضيه منطق العقول البشرية، أما عطاء الله بعد ذلك لكل فريق فمرجعه إليه وحده على حسب ما تقتضيه حكمته وسعة رحمته.
هذا، وقد أخذ العلماء من هذه الآية الكريمة أن الجهاد من أفضل الأعمال وأن المجاهدين لهم عند الله- تعالى- منازل عالية. ومن الأحاديث التي وردت في هذا المعنى ما أخرجه الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله. بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة ومنه تتفجر أنهار الجنة» .
وبعد أن رفع- سبحانه- من شأن المجاهدين، وبين حال القاعدين عن الجهاد يعذر أو بغير عذر، أتبع ذلك ببيان حال القاعدين في دار الكفر بدون هجرة إلى دار الإسلام، ووعد المهاجرين في سبيل الله بحسن العاقبة فقال- تعالى-:
- البغوى : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
( درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) قال ابن محيريز في هذه الآية : هي سبعون درجة ما بين كل درجتين عدو الفرس الجواد المضمر سبعين خريفا .
وقيل : الدرجات هي الإسلام والجهاد والهجرة والشهادة فاز بها المجاهدون ، أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني ، أنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي ، أنا عبد الله بن مسلم أبو بكر الجوربذي ، أنا يونس بن عبد الأعلى ، أنا ابن وهب ، حدثني أبو هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الجبلي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة " قال فعجب لها أبو سعيد فقال : أعدها علي يا رسول الله ، ففعل ، قال : " وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " قال : وما هي يا رسول الله؟ فقال : " الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله " .
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه ، أنا أبي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المطرز ، أنا محمد بن يحيى ، أنا شريح بن النعمان ، أنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة ، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها " ، قالوا : أفلا ننذر الناس بذلك؟ قال : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، ما بين كل من الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة " .
واعلم أن الجهاد في الجملة فرض ، غير أنه ينقسم إلى فرض العين وفرض الكفاية .
ففرض العين : أن يدخل الكفار دار قوم من المؤمنين ، فيجب على كل مكلف من الرجال ، ممن لا عذر له من أهل تلك البلدة الخروج إلى عدوهم ، حرا كان أو عبدا ، غنيا كان أو فقيرا ، دفعا عن أنفسهم وعن جيرانهم .
وهو في حق من بعد منهم من المسلمين فرض على الكفاية ، فإن لم تقع الكفاية بمن نزل بهم يجب على من بعد منهم من المسلمين عونهم ، وإن وقعت الكفاية بالنازلين بهم فلا فرض على الأبعدين إلا على طريق الاختيار ، ولا يدخل في هذا القسم العبيد والفقراء ، ومن هذا القبيل أن يكون الكفار قارين في بلادهم ، فعلى الإمام أن لا يخلي سنة عن غزوة يغزوها بنفسه أو بسراياه حتى لا يكون الجهاد معطلا والاختيار للمطيق الجهاد مع وقوع الكفاية بغيره : أن لا يقعد عن الجهاد ، ولكن لا يفترض ، لأن الله تعالى وعد المجاهد والقاعد الثواب في هذه الآية فقال : ( وكلا وعد الله الحسنى ) ولو كان فرضا على الكافة لاستحق القاعد العقاب لا الثواب .
- ابن كثير : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
( درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما )
وقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " .
وقال الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بلغ بسهم فله أجره درجة " فقال رجل : يا رسول الله ، وما الدرجة ؟ فقال : " أما إنها ليست بعتبة أمك ، ما بين الدرجتين مائة عام " .
- القرطبى : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
- الطبرى : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
القول في تأويل قوله : دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه: " درجات منه "، فضائل منه ومنازل من منازل الكرامة. (21)
* * *
واختلف أهل التأويل في معنى " الدرجات " التي قال جل ثناؤه: " درجات منه ".
فقال بعضهم بما:-
10256- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: " درجات منه ومغفرة ورحمة "، كان يقال: الإسلام درجة، والهجرة في الإسلام درجة، والجهاد في الهجرة درجة، والقتل في الجهاد دَرَجة.
* * *
وقال آخرون بما:-
10257- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سألت ابن زيد عن قول الله تعالى: وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ ،" الدرجات " هي السبع التي ذكرها في" سورة براءة ": مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ فقرأ حتى بلغ: أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة التوبة: 120-121]. قال: هذه السبع الدرجات. قال: وكان أول شيء، فكانت درجة الجهاد مُجْملة، فكان الذي جاهد بماله له اسمٌ في هذه، فلما جاءت هذه الدرجات بالتفصيل أخرج منها، فلم يكن له منها إلا النفقة، فقرأ: لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ ، وقال: ليس هذا لصاحب النفقة. ثم قرأ: وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً ، قال: وهذه نفقة القاعد.
* * *
وقال آخرون: عنى بذلك درجات الجنة.
ذكر من قال ذلك.
10258- حدثنا علي بن الحسن الأزدي قال، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن هشام بن حسان، عن جبلة بن سحيم. عن ابن محيريز في قوله: " فضل الله المجاهدين على القاعدين "، إلى قوله: " درجات "، قال: الدرجات سبعون درجة، ما بين الدرجتين حُضْرُ الفرس الجواد المُضَمَّر سبعين سنة. (22)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات بتأويل قوله: " درجات منه "، أن يكون معنيًّا به درجات الجنة، كما قال ابن محيريز. لأن قوله تعالى ذكره: " درجات منه ": ترجمة وبيان عن قوله: " أجرًا عظيمًا "، ومعلوم أن " الأجر "، إنما هو الثواب والجزاء. (23) وإذْ كان ذلك كذلك، وكانت " الدرجات " و " المغفرة " و " الرحمة " ترجمة عنه، كان معلومًا أن لا وجه لقول من وجَّه معنى قوله: " درجات منه "، إلى الأعمال وزيادتها على أعمال القاعدين عن الجهاد، كما قال قتادة وابن زيد: وإذ كان ذلك كذلك، وكان الصحيح من تأويل ذلك ما ذكرنا، فبيِّنٌ أن معنى الكلام: وفضل الله المجاهدين في سبيل الله على القاعدين من غير أولي الضرر، أجرًا عظيمًا، وثوابًا جزيلا وهو درجات أعطاهموها في الآخرة من درجات الجنة، رفعهم بها على القاعدين بما أبلوا في ذات الله.
* * *
=" ومغفرة " يقول: وصفح لهم عن ذنوبهم، فتفضل عليهم بترك عقوبتهم عليها=
"
ورحمة "، يقول: ورأفة بهم=" وكان الله غفورًا رحيمًا "، يقول: ولم يزل الله غفورًا لذنوب عباده المؤمنين، يصفح لهم عن العقوبة عليها (24) =" رحيما " بهم، يتفضل عليهم بنعمه، مع خلافهم أمره ونهيه، وركوبهم معاصيه. (25)------------------
الهوامش :
(21) انظر تفسير"
الدرجة" فيما سلف 4: 533 ، 536 / 7 : 368 ، وما مضى ص: 95 ، تعليق: 2(22) الأثر: 10258 -"
علي بن الحسين الأزدي" ، شيخ الطبري ، لم أجد له ترجمة ، وقد روى عنه في تاريخه في مواضع منها 1 : 44 ، 49 / 6: 73 ، 143.و"
الأشجعي" ، هو: "عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي" مضت ترجمته برقم: 8622 . و"سفيان" ، هو الثوري.و"
هشام بن حسان القردوسي" مضى برقم 2827 ، 7287.و"
جبلة بن سحيم" مضى برقم: 3003 .و"
ابن محيريز" ، هو عبد الله بن محيريز ، مضى برقم: 8720.و"
حضر الفرس" ارتفاعه في عدوه ، "أحضر الفرس يحضر إحضارًا" ، عدا عدوًا شديدًا.و"
الفرس المضمر" ، وهو الذي أعد إعدادًا للسباق والركض.(23) انظر تفسير"
الأجر" فيما سلف 8 : 542 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(24) في المطبوعة: "
فيصفح" بزيادة الفاء ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو الجيد.(25) انظر تفسير"
المغفرة" ، و"الرحمة" ، و"غفور" و"رحيم" فيما سلف من فهارس اللغة. - ابن عاشور : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
وانتصب درجات على البدل من قوله { أجراً عظيماً } ، أو على الحال باعتبار وصف درجات بأنّها { منه } أي من الله .
وجُمع { درجات } لإفادة تعظيم الدرجة لأنّ الجمع لما فيه من معنى الكثرة تستعار صيغته لمعنى القوّة ، ألا ترى أنّ علقمة لمّا أنشد الحارثَ بنَ جبلة ملِكَ غسان قولَه يستشفع لأخيه شَأس بن عبْدة :
وفي كلّ حي قد خَبَطْتَ بنعمة ... فحقّ لشَأس من نَداك ذَنُوب
قال له الملك «وأذنبة» .
- إعراب القرآن : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
«دَرَجاتٍ مِنْهُ» بدل من «أَجْراً» منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفته «وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً» عطف وجملة «فَضَّلَ اللَّهُ» معطوفة على جملة «فَضَّلَ اللَّهُ» قبلها «وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» الجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : Degrees [of high position] from Him and forgiveness and mercy And Allah is ever Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(4:96) For them are ranks, forgiveness, and favours from Him. Allah is All-Forgiving, All-Compassionate.
- Français - Hamidullah : des grades de supériorité de Sa part ainsi qu'un pardon et une miséricorde Allah est Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : mit Rangstufen von Ihm und Vergebung und Erbarmen Allah ist Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : con el rango que junto a Él ocupan con perdón y misericordia Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Graduação indulgência e misericórdia são concedidas por Ele porque Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : ступеням от Него прощению и милости Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ступеням от Него, прощению и милости. Аллах - Прощающий, Милосердный.Верующие, участвующие в джихаде, жертвуя своими жизнями и своим имуществом, не равны тем, кто не участвует в джихаде и не сражается против врагов Аллаха. Этими словами Аллах призвал мусульман отправляться воевать на Его пути и предостерег их от попыток уклониться от участия в джихаде и отсидеться дома без уважительной причины. Что же касается тех, кто не воюет по уважительной причине, например, по причине болезни, слепоты, хромоты или отсутствия средств для участия в джихаде, то они не находятся на одной ступени с теми, кто отсиживается дома без уважительной причины. Если человек не участвует в джихаде по уважительной причине, то он приравнивается к тем, кто отсиживается без уважительной причины, только в том случае, если он доволен своим положением, не сожалеет о том, что обстоятельства не позволяют ему принять участие в борьбе на пути Аллаха, и даже не помышляет об этом. Если же он полон решимости сражаться во имя Аллаха, но не может сделать этого по уважительной причине и мечтает об этом, то он не уступает тем, кто участвует в джихаде, потому что твердое намерение совершить поступок ставит человека в один ряд с теми, кто совершил его, если оно сопряжено с посильными словами и делами. Затем Всевышний недвусмысленно заявил, что борцы на Его пути превосходят тех, кто отсиживается дома, на целую степень. Он сообщил об этом в общих чертах, после чего разъяснил смысл их превосходства более подробно и обещал им прощение от Господа и милость, которая позволит им обрести любые блага и уберечься от всякого зла. Что же касается степеней, то их смысл разъясняется в достоверном хадисе, приведенном в «ас-Сахихах» аль-Бухари и Муслима. В нем сообщается, что в Раю есть сто ступеней, которые Аллах приготовил для тех, кто сражался на Его пути, причем расстояние между каждыми двумя из этих ступеней равно расстоянию между небесами и землей. Таково вознаграждение, которое Аллах приготовил для муджахедов. В похожем аяте из суры «ас-Сафф» говорится: «О те, которые уверовали! Указать ли вам на торговлю, которая спасет вас от мучительных страданий? Веруйте в Аллаха и Его посланника и сражайтесь на пути Аллаха своим имуществом и своими душами. Так будет лучше для вас, если бы вы только знали. Он простит вам ваши грехи, введет вас в Райские сады, в которых текут реки, и в прекрасные жилища в садах Эдема. Это - великое преуспеяние. Будет еще то, что вы любите: помощь от Аллаха и близкая победа. Сообщи же благую весть верующим!» (61:10–13). Задумайтесь над тем, как искусно Аллах перешел от одного вопроса к другому. Вначале Аллах сообщил о том, что верующие борцы за веру не равны остальным верующим. Затем Он однозначно заявил о том, что борцы за веру превосходят тех, кто отсиживается дома, на целую степень. Только после этого Он перешел к обсуждению их превосходства и поведал о том, что для них уготованы прощение, милость и степени. Такой переход от менее славных достоинств к более славным при восхвалении или от менее выраженных недостатков к более выраженных при порицании является наиболее выразительным и легко западает в душу людям. Кроме того, если Всевышний Аллах подчеркивает преимущество одних людей над другими и если каждый из них обладает определенными достоинствами, то Он непременно упоминает об их достоинствах для того, чтобы никто ошибочно не предположил, что люди, которые уступают тем, кого Он одарил превосходством над ними, заслуживают только порицания. Вот почему в этом откровении Аллах сказал, что каждому из верующих обещано наилучшее. По этой же причине в упомянутых ранее аятах из суры «ас-Сафф» Всевышний Аллах приказал сообщить благую весть верующим. Всевышний сказал: «Не сравнятся люди с теми из вас, кто расходовал и сражался до победы над Меккой. Эти выше степенью, чем те, которые расходовали и сражались после этого. Но каждому из них Аллах обещал наилучшее, и Аллах ведает о том, что вы совершаете» (57:10); «Мы помогли Сулейману (Соломону) разобраться в этом и даровали им обоим власть (мудрость или пророчество) и знание» (21:79). Если человек анализирует превосходство одних людей, народов и деяний над другими, то ему следует принимать во внимание это обстоятельство. Если же он критикует людей или их высказывания и подчеркивает, какие из них заслуживают большего порицания, то ему следует указывать на их общие недостатки, чтобы никто ошибочно не предположил, что те люди или высказывания, которые получили более достойную оценку, абсолютно безупречны. Например, если человек говорит, что христиане лучше зороастрийцев, то ему следует добавить, что все они - неверующие. Если же он говорит, что убийство является более отвратительным поступком, чем прелюбодеяние, то ему следует добавить, что каждый из этих поступков - тяжкий грех, запрещенный Аллахом и Его посланником, да благословит его Аллах и приветствует. Поскольку прощение и милость, обещанные правоверным, участвующим в джихаде, являются проявлениями прекрасных имен Аллаха Прощающий и Милосердный, этот аят завершается именно этими именами.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnananlardan özürsüz olarak yerlerinde oturanlar ile mal ve canlariyle cihad edenleri mertebece oturanlardan üstün kılmıştır Allah hepsine de cenneti vadetmiştir ama Allah cihad edenleri oturanlara büyük ecirler dereceler mağfiret ve rahmetle üstün kılmıştır Allah bağışlar ve merhamet eder
- Italiano - Piccardo : gradi [di eccellenza che provengono] da Lui perdono e misericordia poiché Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهویش چهندهها پلهو پایهن بهگوێرهی ههوڵ و کۆشش لهلایهن خواوه پێشکهش دهکرێن بهگوێرهی ڕادهی نیهت پاکیی و تێکۆشان هاوڕێ لهگهڵ لێخۆشبوون و ڕهحمهتدا چونکه خوا ههمیشهو بهردهوام لێخۆشبووهو به ڕهحم و دلۆڤانه
- اردو - جالندربرى : یعنی خدا کی طرف سے درجات میں اور بخشش میں اور رحمت میں اور خدا بڑا بخشنے والا اور مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : počasti od Sebe i oprost i milost – Allah prašta i samilostan je
- Swedish - Bernström : graderad [efter förtjänst] och [Sin] förlåtelse och [Sin] nåd Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : yaitu beberapa derajat dari padaNya ampunan serta rahmat Dan adalah Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
(Yaitu beberapa tingkat daripada-Nya) yang sebagiannya lebih mulia dari lainnya (dan keampunan serta rahmat) manshub disebabkan kedua fi'ilnya yang diperkirakan (dan Allah Maha Pengampun) bagi para wali-Nya (lagi Maha Penyayang) terhadap ahli taat-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এগুলো তাঁর পক্ষ থেকে পদমর্যাদা ক্ষমা ও করুণা; আল্লাহ ক্ষমাশীল ও করুণাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இதுவன்றி தன்னிடமிருந்து மேலான பதவிகளையும் மன்னிப்பையும் அருளையும் அவர்களுக்கு அருள்கின்றான்; ஏனென்றால் அல்லாஹ் மன்னிப்பவனாகவும் மிக்க கருணையுடையவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : คือพวกเขาจะได้รับหลายขั้น จากพระองค์ และจะได้รับการอภัยโทษ และการเอ็นดูเมตตาด้วย และปรากฏว่าอัลลอฮฺนั้นเป็นผู้ทรงอภัยโทษ ผู้ทรงเอ็นดูเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўзидан бўлган даражалар ила мағфират ва раҳмат ила афзал қилган Ва Аллоҳ мағфират қилувчи ва раҳмли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 从真主发出的许多品级、赦宥、和慈恩。真主是至赦的,是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Iaitu beberapa darjat kelebihan daripadaNya dan keampunan serta rahmat belas kasihan Dan ingatlah adalah Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Waa Darajooyin Xaggiisa ah iyo Dambidhaaf iyo Naxariis Eebana waa Dambi Dhaafe Naxariista
- Hausa - Gumi : Darajõji daga gare Shi da gãfara da rahama Kuma Allah Yã kasance Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Ni vyeo hivyo vinavyo toka kwake na maghfira na rehema Na Mwenyezi Mungu ni Mwingi wa maghfira na Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : me pozita nga Ai me falje të mëkateve dhe mëshirë Se Perëndia është falës i mëkateve dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : درجاتى از جانب خدا و آمرزش و رحمتى؛ كه او آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Дараҷаҳое аз ҷониби Худо ва омурзишу раҳмате, ки Ӯ омурзанда ва меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ (ئۇلارغا) بەلەن مەرتىۋىلەر، مەغپىرەت ۋە رەھمەت ئاتا قىلدى، اﷲ مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിങ്കല് നിന്നുള്ള ഉന്നത പദവികളും പാപമോചനവും എല്ലാവിധ അനുഗ്രഹങ്ങളും അവര്ക്കുണ്ട്. അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : هذا الثواب الجزيل منازل عاليه في الجنات من الله تعالى لخاصه عباده المجاهدين في سبيله ومغفره لذنوبهم ورحمه واسعه ينعمون فيها وكان الله غفورا لمن تاب اليه واناب رحيما باهل طاعته المجاهدين في سبيله