- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : ولا تهنوا في ابتغاء القوم ۖ إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ۖ وترجون من الله ما لا يرجون ۗ وكان الله عليما حكيما
- عربى - التفسير الميسر : ولا تضعفوا في طلب عدوكم وقتاله، إن تكونوا تتألمون من القتال وآثاره، فأعداؤكم كذلك يتألمون منه أشد الألم، ومع ذلك لا يكفون عن قتالكم، فأنتم أولى بذلك منهم، لما ترجونه من الثواب والنصر والتأييد، وهم لا يرجون ذلك. وكان الله عليمًا بكل أحوالكم، حكيمًا في أمره وتدبيره.
- السعدى : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
أي: لا تضعفوا ولا تكسلوا في ابتغاء عدوكم من الكفار، أي: في جهادهم والمرابطة على ذلك، فإن وَهَن القلب مستدع لوَهَن البدن، وذلك يضعف عن مقاومة الأعداء. بل كونوا أقوياء نشيطين في قتالهم. ثم ذكر ما يقوي قلوب المؤمنين، فذكر شيئين: الأول: أن ما يصيبكم من الألم والتعب والجراح ونحو ذلك فإنه يصيب أعداءكم، فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم، وأنتم وإياهم قد تساويتم فيما يوجب ذلك، لأن العادة الجارية لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام وانتصر عليه الأعداء على الدوام، لا من يدال مرة، ويدال عليه أخرى. الأمر الثاني: أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، فترجون الفوز بثوابه والنجاة من عقابه، بل خواص المؤمنين لهم مقاصد عالية وآمال رفيعة من نصر دين الله، وإقامة شرعه، واتساع دائرة الإسلام، وهداية الضالين، وقمع أعداء الدين، فهذه الأمور توجب للمؤمن المصدق زيادة القوة، وتضاعف النشاط والشجاعة التامة؛ لأن من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي إن ناله، ليس كمن يقاتل لنيل السعادة الدنيوية والأخروية، والفوز برضوان الله وجنته، فسبحان من فاوت بين العباد وفرق بينهم بعلمه وحكمته، ولهذا قال: { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } كامل العلم كامل الحكمة
- الوسيط لطنطاوي : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
وقوله وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ تشجيع للمؤمنين على مواصلة قتال أعدائهم بصبر وعزيمة.
وقوله تَهِنُوا من الوهن وهو الضعف والتخاذل. والابتغاء مصدر ابتغى بمعنى بغى المتعدى أى طلب.
أى: ولا تضعفوا- أيها المؤمنون- في ابتغاء العدو وطلبه، ولا تقعد بكم الآلام عن متابعته وملاحقته حتى يتم الله لكم النصر عليه.
ثم رغبهم- سبحانه- في مواصلة طلب أعدائهم بأسلوب منطقي رصين فقال: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ.
أى: لا تتوانوا- أيها المؤمنون- عن ملاحقة أعدائكم ومقاتلتهم مهما تحملتم من آلام، وما أصبتم به من جراح، لأن ما أصابكم من آلام وجراح قد أصيب أعداؤكم بمثله أو أكثر منه، ولأن الآلام التي تحسونها هم يحسون مثلها أو أكثر منها. وفضلا عن ذلك فأنتم ترجون بقتالكم لهم رضا الله، وإعلاء كلمته، وحسن مثوبته، وإظهار دينه. أما هم فإنهم يقاتلونكم ولا رجاء لهم في شيء من ذلك. وإنما رجاؤهم في تحقيق شهواتهم، وإرضاء شياطينهم، وانتصار باطلهم على حقكم.
وشتان بين من يقاتل وغايته ورجاؤه نصرة الحق. ومن يقاتل وغايته ورجاؤه نصرة الباطل.
ومادام الأمر كذلك فانهضوا- أيها المؤمنون- لقتال أعداء الله وأعدائكم، دون أن يحول بينكم وبين قتالهم ما تحسون به من آلام، فإن الله- تعالى- قد جعل العاقبة لكم، والنصر في ركابكم..
وقريب من هذه الآية قوله- تعالى- في سورة آل عمران: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ.
ثم ختم- سبحانه- الآية بقوله وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً أى: وكان الله وما زال عليما بكل شيء من أحوالكم وأحوالهم، حكيما في كل ما يقضيه ويأمر به أو ينهى عنه، فسيروا- أيها المؤمنون- في الطريق التي أمركم- سبحانه- بالسير فيها لتنالوا تأييده ورضاه.
هذا، وقد روى المفسرون في سبب نزول هذه الآية الكريمة روايات منها ما ذكره القرطبي من أنها نزلت في أعقاب حرب أحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالخروج في آثار المشركين، وكان بالمسلمين جراحات. وكان قد أمر ألا يخرج معه إلا من كان قد حضر القتال في غزوة أحد .
وهذا السبب الذي ذكره القرطبي في نزول الآية الكريمة لا يمنع عمومها إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وعليه فإن الآيتين الكريمتين تأمران المسلمين في كل زمان ومكان بالمحافظة على فرائض الله ولا سيما الصلاة، وبالإكثار من ذكره في جميع أحوالهم، وبالإقدام على قتال أعدائهم بعزيمة صادقة، وهمة عالية، دون أن يحول بينهم وبين هذا القتال ما يشعرون به من آلام، فإن الله- تعالى- قد تكفل بنصر المؤمنين، ودحر المشركين.
وبعد أن أمر الله- تعالى- المؤمنين بالمحافظة على فرائضه وبأخذ حذرهم من الأعداء.
وبالاستعداد لإبطال مكرهم، وبمواصلة قتالهم حتى تعلو كلمة الحق، بعد كل هذا أمر- سبحانه- المؤمنين في شخص نبيهم صلى الله عليه وسلم بأن يلتزموا الحق في كل شئونهم وأحوالهم، لأن عدم التقيد بالحق والعدل يؤدى إلى ضعف الأمة واضمحلالها. وقد ساق- سبحانه- في آيات كريمة ما يهدى القلوب إلى صراطه المستقيم فقال- تعالى-:
- البغوى : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
قوله تعالى : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم ) الآية ، سبب نزولها أن أبا سفيان وأصحابه لما رجعوا يوم أحد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة في آثارهم فشكوا ألم الجراحات ، فقال الله تعالى : ( ولا تهنوا ) أي : لا تضعفوا ( في ابتغاء القوم ) في طلب أبي سفيان وأصحابه ، ( إن تكونوا تألمون ) تتوجعون من الجراح ، ( فإنهم يألمون ) أي : يتوجعون ، يعني الكفار ، ( كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) أي : وأنتم مع ذلك تأملون من الأجر والثواب في الآخرة والنصر في الدنيا ما لا يرجون ، وقال بعض المفسرين : المراد بالرجاء الخوف ، لأن كل راج خائف أن لا يدرك مأموله .
ومعنى الآية : وترجون من الله أي : تخافون من الله أي : تخافون من عذاب الله ما لا يخافون ، قال الفراء رحمه الله : ولا يكون الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد ، كقوله تعالى : " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " ( الجاثية - 14 ) أي : لا يخافون ، وقال تعالى : " ما لكم لا ترجون لله وقارا " ( نوح - 13 ) أي : لا تخافون لله عظمته ، ولا يجوز رجوتك بمعنى : خفتك ولا خفتك وأنت تريد رجوتك ( وكان الله عليما حكيما ) .
- ابن كثير : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
وقوله : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم ) أي : لا تضعفوا في طلب عدوكم ، بل جدوا فيهم وقاتلوهم ، واقعدوا لهم كل مرصد : ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ) أي : كما يصيبكم الجراح والقتل ، كذلك يحصل لهم ، كما قال ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) [ آل عمران : 140 ] .
ثم قال : ( وترجون من الله ما لا يرجون ) أي : أنتم وإياهم سواء فيما يصيبكم وإياهم من الجراح والآلام ، ولكن أنتم ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد ، وهم لا يرجون شيئا من ذلك ، فأنتم أولى بالجهاد منهم ، وأشد رغبة في إقامة كلمة الله وإعلائها .
( وكان الله عليما حكيما ) أي : هو أعلم وأحكم فيما يقدره ويقضيه ، وينفذه ويمضيه ، من أحكامه الكونية والشرعية ، وهو المحمود على كل حال .
- القرطبى : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
قوله تعالى : ولا تهنوا أي لا تضعفوا ، وقد تقدم في " آل عمران " . في ابتغاء القوم طلبهم قيل : نزلت في حرب أحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج في آثار المشركين ، وكان بالمسلمين جراحات ، وكان أمر ألا يخرج معه إلا من كان في الوقعة ، كما تقدم في " آل عمران " وقيل : هذا في كل جهاد
قوله تعالى : إن تكونوا تألمون أي تتألمون مما أصابكم من الجراح فهم يتألمون أيضا مما يصيبهم ، ولكم مزية وهي أنكم ترجون ثواب الله وهم لا يرجونه ؛ وذلك أن من لا يؤمن بالله لا يرجو من الله شيئا . ونظير هذه الآية إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وقد تقدم . وقرأ عبد الرحمن الأعرج " أن تكونوا " بفتح الهمزة ، أي لأن وقرأ منصور بن المعتمر " إن تكونوا تئلمون " بكسر التاء . ولا يجوز عند البصريين كسر التاء لثقل الكسر فيها . ثم قيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ؛ لأن من رجا شيئا فهو غير قاطع بحصوله فلا يخلو من خوف فوت ما يرجو . وقال الفراء والزجاج : لا يطلق الرجاء بمعنى الخوف إلا مع النفي ؛ كقوله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا أي لا تخافون لله عظمة . وقوله تعالى : للذين لا يرجون أيام الله أي لا يخافون . قال القشيري : ولا يبعد ذكر الخوف من غير أن يكون في الكلام نفي ، ولكنهما ادعيا أنه لم يوجد ذلك إلا مع النفي . والله أعلم .
- الطبرى : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
القول في تأويل قوله : وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ولا تهنوا "، ولا تضعفوا.
* * *
من قولهم: " وهَنَ فلان في هذا الأمرَ يهِن وَهْنًا ووُهُونًا ". (76)
* * *
وقوله: " في ابتغاء القوم "، يعني: في التماس القوم وطلبهم، (77) و " القوم " هم أعداء الله وأعداء المؤمنين من أهل الشرك بالله=" إن تكونوا تألمون "، يقول: إن تكونوا أيها المؤمنون، تَيْجعون مما ينالكم من الجراح منهم في الدنيا، (78) =" فإنهم يألمون كما تألمون "، يقول: فإن المشركين يَيْجعون مما ينالهم منكم من الجراح والأذى مثل ما تَيجعون أنتم من جراحهم وأذاهم فيها=" وترجون "، أنتم أيها المؤمنون = " من الله " من الثواب على ما ينالكم منهم= " ما لايرجون " هم على ما ينالهم منكم. يقول: فأنتم= إذ كنتم موقنين من ثواب الله لكم على ما يصيبكم منهم، (79) بما هم به مكذّبون= أولى وأحرَى أن تصبروا على حربهم وقتالهم، منهم على قتالكم وحربكم، وأن تجِدُّوا من طلبهم وابتغائهم، لقتالهم على ما يَهنون فيه ولا يَجِدّون، فكيف على ما جَدُّوا فيه ولم يهنوا؟ (80)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10400- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "، يقول: لا تضعفوا في طلب القوم، فإنكم إن تكونوا تيجعون، فإنهم ييجعون كما تيجعون، وترجون من الله من الأجر والثواب ما لا يرجون.10401- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "، قال يقول: لا تضعفوا في طلب القوم، فإن تكونوا تيجعون الجراحات، (81) فإنهم يَيْجعون كما تيجعون.* * *
10402- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "
ولا تهنوا في ابتغاء القوم "، لا تضعفوا.10403- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: "
ولا تهنوا "، يقول: لا تضعفوا. (82)10404- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
ولا تهنوا في ابتغاء القوم "، قال يقول: لا تضعفوا عن ابتغائهم=" إن تكونوا تألمون " القتال=" فإنهم يألمون كما تألمون ". وهذا قبل أن تصيبهم الجراح (83) = إن كنتم تكرهون القتال فتألمونه=" فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون "، يقول: فلا تضعفوا في ابتغائهم بمكان القتال. (84)10405- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "
إن تكونوا تألمون "، توجعون.10406- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج "
إن تكونوا تألمون "، قال: توجعون لما يصيبكم منهم، فإنهم يوجعون كما توجعون، وترجون أنتم من الثواب فيما يصيبكم ما لا يرجون.10407- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا حفص بن عمر قال، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما كان قتال أُحُد، وأصابَ المسلمين ما أصاب، صعد النبيّ صلى الله عليه وسلم الجبل، فجاء أبو سفيان فقال: "
يا محمد، ألا تخرج؟ ألا تخرج؟ (85) الحرب سِجَال، يوم لنا ويوم لكم ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أجيبوه. فقالوا: " لا سواء، لا سواء، (86) قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ". فقال أبو سفيان: " عُزَّى لنا ولا عُزَّى لكم "، (87) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا له: " الله مولانا ولا مولى لكم ". قال أبو سفيان: " أُعْلُ هُبَل، أُعْل هبل "! (88) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا له: " الله أعلى وأجل "! فقال أبو سفيان: " موعدنا وموعدكم بدر الصغرى " ، ونام المسلمون وبهم الكلوم (89) = وقال عكرمة: وفيها أنـزلت: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [سورة آل عمران: 140]، وفيهم أنـزلت: " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا ". (90)10408- حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: "
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "، قال: ييجعون كما تيجعون.وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يتأول، (91) قوله: "
وترجون من الله ما لا يرجون "، وتخافون من الله ما لا يخافون، من قول الله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ [سورة الجاثية: 14]، بمعنى: لا يخافون أيام الله.وغير معروف صرف "
الرجاء " إلى معنى " الخوف " في كلام العرب، إلا مع جحد سابق له، كما قال جل ثناؤه: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [سورة نوح: 13]، بمعنى: لا تخافون لله عظمة، وكما قال الشاعر: (92)لا تَرْتَجِــي حِــينَ تُلاقِـي الذَّائِـدَا
أَسَــبْعَةً لاقَــتْ مَعًــا أَمْ وَاحِـدَا (93)
وكما قال أبو ذؤيب الهُذَليّ:
إِذَا لَسَـعَتْهُ النَّحْـلُ لَـمْ يَـرْجُ لَسْـعَهَا
وَخَالَفَهَـا فِـي بَيْـتِ نُـوبٍ عَـوَامِلِ (94)
وهي فيما بلغنا - لغةٌ لأهل الحجاز يقولونها، بمعنى: ما أبالي، وما أحْفِلُ. (95)
* * *
القول في تأويل قوله : وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)
يعني بذلك جل ثناؤه: ولم يزل الله="
عليمًا " بمصالح خلقه=" حكيمًا "، في تدبيره وتقديره. (96) ومن علمه، أيها المؤمنون، بمصالحكم عرّفكم= عند حضور صلاتكم وواجب فرض الله عليكم، وأنتم مواقفو عدوكم (97) = ما يكون به وصولكم إلى أداء فرض الله عليكم، والسلامة من عدوكم. ومن حكمته بصَّركم ما فيه تأييدكم وتوهينُ كيد عدوكم. (98)--------------------
الهوامش :
(76) انظر تفسير"
وهن" فيما سلف 7 : 234 ، 269 ، و"الوهون" مصدر لم تنص عليه أكثر كتب اللغة ، ولم يذكره أبو جعفر فيما سلف 7 : 234.(77) انظر تفسير"
الابتغاء" فيما سلف ص : 71 تعليق: 2 ، والمراجع هناك(78) يقال: "
وجع الرجل يوجع وييجع وياجع وجعا" ، كله صواب جيد.(79) في المطبوعة: "
إن كنتم موقنين" ، وهو خطأ ، صوابه ما في المخطوطة. وهذه الجملة بين الخطين ، معترضة بين المبتدأ والخبر. والسياق: "فأنتم.. أولى وأحرى أن تصبروا".(80) في المطبوعة: "
فإن تجدوا من طلبهم وابتغائهم لقتالهم على ما تهنون هم فيه ولا تجدون ، فكيف على ما وجدوا فيه ولم يهنوا" ، وهو كلام لا معنى له ، وضع عليه ناشر الطبعة الأولى رقم (3) دلالة على اضطراب الكلام.وفي المخطوطة: "
وإن تجدوا من طلبهم وابتغائهم لقتالهم على ما تهنون ولا يحدون ، فكيف على فاحذوا فيه ولم يهنوا"! وهي أشد اضطرابًا وفسادًا لعدم نقطها. وصواب قراءتها ما أثبت.وسياق هذه العبارة كلها: "
فأنتم... أولى وأحرى أن تصبروا على حربهم وقتالهم... وأن تجدوا في طلبهم وابتغائهم ، لقتالهم على ما يهنون..." أي: لكي يقاتلوهم على الأمر الذي لا يجدون فيه جدًا لا وهن معه.(81) في المطبوعة: "
تيجعون من الجراحات" بزيادة"من" ، والذي في المخطوطة صواب.(82) هذا الأثر لم يتم في المخطوطة ، فقد انتهت الصحيفة بقوله تعالى"
فلا تهنوا" ، ثم قلب الوجه الآخر وكتب"في ابتغاء القوم ..." ، وساق بقية الخبر التالي وأسقط إسناده. وتركت ما في المطبوعة على حاله ، وهو الصواب بلا شك.(83) في المطبوعة: "
قال: وهذا ..." بزيادة"قال" ، وأثبت ما في المخطوطة.(84) في المطبوعة: "
مكان القتال" ، وفي المخطوطة: "لمكان القتال" ، وهذا صواب قراءتها ، يعني: جدهم في التماس القوم في المعركة.(85) في المطبوعة: "
لا جرح إلا بجرح" ، أساء قراءة المخطوطة إذ كانت غير منقوطة ، فكتبها كما كتب!! ولا معنى له. وقوله: "الحرب سجال" ، أي: مرة لهذا ومرة لهذا.(86) في المطبوعة ، حذف"
لا سواء" الثانية ، لأن الناسخ كان قد كتب شيئًا ثم ضرب عليه ، فاختلط الأمر على الناشر الأول ، فحذف.(87) "
العزى" صنم كان لقريش وبني كنانة.(88) و"
هبل" صنم كان في الكعبة لقريش. وقد مضى تفسير"اعل هبل" 7 : 310 ، وخطأ من ضبطه"أعل" بهمز الألف وسكون العين وكسر اللام ، وأن الصواب أنها من"علا يعلو" .(89) "
الكلوم" جمع"كلم" (بفتح وسكون): الجرح. و"الكليم": الجريح.(90) الأثر: 10407 - مضى برقم: 7098 ، وجاء فيه على الصواب ، ومنه ومن المخطوطة صححت ما سلف.
(91) في المطبوعة: "
وقد ذكرنا عن بعضهم" وهو خطأ لا شك فيه ، صوابه في المخطوطة.(92) في المطبوعة: "
الشاعر الهذلي" ، وهو خطأ نقل نسبة أبي ذؤيب في البيت بعده إلى هذا المكان. ولم أعرف هذا الراجز من يكون ، وإن كنت أخشى أن يكون الرجز لأبي محمد الفقعسي.(93) معاني القرآن للفراء 1 : 286 ، والأضداد لابن الأنباري: 9 ، واللسان (رجا).
(94) ديوانه: 143 ، ومعاني القرآن للفراء 1: 286 ، وسيأتي في التفسير 11 : 62 / 25 : 83 / 29 : 60 (بولاق). يروى: "
إذا لسعته الدبر" ، وتأتي روايته في التفسير"نوب عواسل" أيضًا. وهذا البيت من قصيدة له ، وصف فيها مشتار العسل من بيوت النحل ، فقال قبل هذا البيت:تَــدَلَّى عَلَيْهَــا بالحِبَــالِ مُوَثَّقًـا
شَــدِيدُ الْوَصَـاةِ نـابِلٌ وَابْـنُ نِـابِلِ
فَلَـوْ كَـانَ حَـبْلا مِـنْ ثَمَـانِينَ قَامَةً
وَسَــبْعِينَ بَاعًــا، نَالَهَـا بالأَنـامِلِ
يقول: تدلى على هذه النحل مشتار موثق بالحبال ، شديد الوصاة والحفظ لما ائتمن عليه ، حاذق وابن حاذق بما مرن عليه وجربه. ثم ذكر أنه لا يخاف لسع النحل ، إذا هو دخل عليها فهاجت عليه لتلسعه.
وقوله: "
فخالفها" ، أي دخل بيتها ليأخذ عسلها ، وقد خرجت إليه حين سمعت حسه ، فخالفها إلى بيوت عسلها غير هياب للسعها. ويروى"حالفها" بالحاء ، أي: لازمها ، ولم يخش لسعها. و"النوب" جمع"نائب" وهو صفة للنحل ، أي: إنها ترعى ثم تنوب إلى بيتها لتضع عسلها ، تجيء وتذهب. و"العوامل" ، هي التي تعمل العسل. و"العواسل" النحل التي تصنع العسل ، أو ذوات العسل.(95) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 286.
(96) انظر تفسير"
كان" و"عليم" و"حكيم" فيما سلف من فهارس اللغة.(97) في المطبوعة: "
موافقو عدوكم" ، وقد مضى مثل هذا الخطأ مرارًا فيما سلف ص: 146 ، تعليق: 1.(98) في المطبوعة: "
بصركم بما فيه" بزيادة الباء ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب. - ابن عاشور : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
عطف على جملة { وخذوا حذركم إنّ الله أعدّ للكافرين عذاباً مهيناً } [ النساء : 102 ] زيادة في تشجيعهم على قتال الأعداء ، وفي تهوين الأعداء في قلوب المسلمين ، لأنّ المشركين كانوا أكثر عدداً من المسلمين وأتمّ عُدّة ، وما كان شرع قصر الصلاة وأحوال صلاة الخوف ، إلاّ تحقيقاً لنفي الوهن في الجهاد .
والابتغاءُ مصدر ابتغى بمعنى بَغي المتعدّي ، أي الطلب ، وقد تقدّم عند قوله : { أفغير دين الله تبغون } في سورة آل عمران ( 83 ) .
والمراد به هنا المُبادأة بالغزوِ ، وأن لا يتقاعسوا ، حتّى يكون المشركون هم المبتدئين بالغزو . تقول العرب : طلبنا بني فلان ، أي غزوناهم . والمبادىء بالغزو له رعب في قلوب أعدائه . وزادهم تشجيعاً على طلب العدوّ بأنّ تَألّم الفريقين المتحاربين واحد ، إذ كلٌ يخشى بأس الآخر ، وبأنّ للمؤمنين مزية على الكافرين ، وهي أنّهم يرجون من الله ما لا يرجوه الكفّار ، وذلك رجاء الشهادة إن قتلوا ، ورجاء ظهور دينه على أيديهم إذا انتصروا ، ورجاء الثواب في الأحوال كلّها . وقوله : { من الله } متعلّق ب { ترجون } . وحذف العائد المجرور بمن من جملة { ما لا يرجون } لدلالة حرف الجرّ الذي جُرّ به اسم الموصول عليه ، ولك أن تجعل مَا صْدق { ما لا يرجون } هو النصر ، فيكون وعداً للمسلمين بأنّ الله ناصرهم ، وبشارة بأنّ المشركين لا يرجون لأنفسهم نصراً ، وأنّهم آيسون منه بما قذف الله في قلوبهم من الرعب ، وهذا ممّا يفتّ في ساعدهم . وعلى هذا الوجه يكون قوله : { من الله } اعتراضاً أو حالاً مقدّمة على المجرور بالحرف ، والمعنى على هذا كقوله : { ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم } [ محمد : 11 ] .
- إعراب القرآن : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
«وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ» مضارع مجزوم بحذف النون تعلق به الجار والمجرور بعده والجملة مستأنفة «الْقَوْمِ» مضاف إليه «إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ» فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط والواو اسمها وجملة تألمون خبرها «فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ» إن واسمها وجملة تألمون خبرها وجملة «فَإِنَّهُمْ» في محل جزم جواب الشرط «كَما تَأْلَمُونَ» تشبه في إعرابها الآية : 89 «وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ» فعل مضارع والواو فاعله واسم الموصول ما مفعوله وجملة «يَرْجُونَ» صلة هذا الموصول «وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً» تقدم إعراب ما يماثلها.
- English - Sahih International : And do not weaken in pursuit of the enemy If you should be suffering - so are they suffering as you are suffering but you expect from Allah that which they expect not And Allah is ever Knowing and Wise
- English - Tafheem -Maududi : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(4:104) Do not be faint of heart in pursuing these people: *138 if you happen to suffer harm they too are suffering just as you are, while you may hope from Allah what they cannot hope for. *139 Allah is All-Knowing, All- Wise.
- Français - Hamidullah : Ne faiblissez pas dans la poursuite du peuple [ennemi] Si vous souffrez lui aussi souffre comme vous souffrez tandis que vous espérez d'Allah ce qu'il n'espère pas Allah est Omniscient et Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und laßt nicht nach das Volk der feindlichen Ungläubigen zu suchen Wenn ihr zu leiden habt so haben sie zu leiden wie ihr Ihr aber habt von Allah zu erhoffen was sie nicht zu erhoffen haben Und Allah ist Allwissend und Allweise
- Spanish - Cortes : No dejéis de perseguir a esa gente Si os cuesta también a ellos como a vosotros les cuesta pero vosotros esperáis de Alá lo que ellos no esperan Alá es omnisciente sabio
- Português - El Hayek : E não desfaleçais na perseguição ao inimigo; porque se sofrerdes eles sofrerão tanto quanto vós; porém vós podeisesperar de Deus o que eles não esperam; sabei que Deus é Sapiente Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Не проявляйте слабости при преследовании врага Если вы страдаете то они тоже страдают так как страдаете вы Но вы надеетесь получить от Аллаха то на что они не надеются Аллах - Знающий Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
Не проявляйте слабости при преследовании врага. Если вы страдаете, то они тоже страдают так, как страдаете вы. Но вы надеетесь получить от Аллаха то, на что они не надеются. Аллах - Знающий, Мудрый.Не проявляйте слабости и малодушия, когда сражаетесь против неверующих и обороняете свои рубежи, потому что душевная слабость способствует слабости физической. Если ваши тела ослабнут, то вы не сможете противостоять врагам. Будьте же сильными и сражайтесь с усердием. После этого Аллах сообщил о двух факторах, которые укрепляют сердца правоверных. Первый из них заключается в том, что если правоверные испытывают боль, усталость и страдают от ран, то такие же трудности выпадают на долю их врагов. И поэтому мусульманам, которые должны обладать мужеством и доблестью, не подобает проявлять слабость перед противником, который испытывает такие же трудности, как и они. Пасть духом может тот, кто постоянно страдает и терпит поражения от противника. Если же война протекает с переменным успехом, то человеку не подобает поступать так. Второй фактор заключается в том, что мусульмане надеются получить от Аллаха то, на что не надеются неверующие. Они надеются получить вознаграждение и спастись от наказания. А лучшие из правоверных имеют еще более славные намерения и высокие цели - они стремятся поддержать религию Аллаха, установить Его закон, расширить мусульманские земли, наставить на прямой путь заблудших и сокрушить врагов религии. Эти обстоятельства обязывают правдивых верующих быть сильными, энергичными и доблестными, поскольку воин, который сражается и проявляет стойкость только для того, чтобы обрести могущество в этом мире, никогда не сравнится с тем, кто сражается в надежде обрести счастье как при жизни на земле, так и после смерти, снискать благоволение Аллаха и попасть в Райские сады. Пречист Аллах, Который сотворил Своих рабов разными, руководствуясь Своими знаниями и мудростью. Аллах - Знающий и Мудрый Господь, обладающий совершенным знанием и безупречной мудростью.
- Turkish - Diyanet Isleri : Düşman milleti kovalamakta gevşeklik göstermeyin Eğer siz acı çekiyorsanız şüphesiz onlar da sizin çektiğiniz gibi acı çekiyorlar; oysa siz Allah'tan onların beklemedikleri şeyleri bekliyorsunuz Allah Bilendir Hakim olandır
- Italiano - Piccardo : Non scoraggiatevi nell'inseguimento di questa gente; se voi soffrite anche loro soffrono come voi ma voi sperate da Allah ciò che essi non sperano Allah è saggio sapiente
- كوردى - برهان محمد أمين : له بهرامبهر لهشکری بێ باوهڕانهوه که شهڕتان پێ دهفرۆشن یان بهربهستن له ڕێگهی پێگهیاندنی بانگهوازی خوادا سستی و کهمتهرخهمی مهکهن و بکهونه دوایان چونکه ئهگهر ئێوه ئێش و ئازارو ماندوێتی و برینداریتان بۆ پێش بێت بۆ ئهوانیش ههرپێش دێت بهڵام ئهوهی ئێوه بهئومێدو بهتهمان لهلایهن خواوه دهستان بکهوێت له بهههشتدا ئهوان به تهمای نین خوا ههمیشه و بهردهوام زاناو دانایه
- اردو - جالندربرى : اور کفار کا پیچھا کرنے میں سستی نہ کرنا اگر تم بےارام ہوتے ہو تو جس طرح تم بےارام ہوتے ہو اسی طرح وہ بھی بےارام ہوتے ہیں اور تم خدا سے ایسی ایسی امیدیں رکھتے ہو جو وہ نہیں رکھ سکتے اور خدا سب کچھ جانتا اور بڑی حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : Nemojte malaksati tražeći neprijatelja; ako vi trpite bol trpe i oni bol kao i vi a vi se još od Allaha nadate onome čemu se oni ne nadaju – A Allah sve zna i mudar je
- Swedish - Bernström : Låt inte er iver mattas när ni förföljer fienden Om ni måste utstå smärta måste de utstå den liksom ni Och ni kan hoppas få av Gud det som de inte kan hoppas på Gud är allvetande vis
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Janganlah kamu berhati lemah dalam mengejar mereka musuhmu Jika kamu menderita kesakitan maka sesungguhnya merekapun menderita kesakitan pula sebagaimana kamu menderitanya sedang kamu mengharap dari pada Allah apa yang tidak mereka harapkan Dan adalah Allah Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
(Dan janganlah kamu merasa lemah) atau tidak mampu (dalam mengejar musuh) yakni orang-orang kafir yang kamu perangi (karena jika kamu menderita sakit) disebabkan karena luka misalnya (maka sesungguhnya mereka menderita sakit pula sebagaimana kamu menderitakannya) maksudnya nasib mereka sama dengan kamu, sedangkan mereka tidak merasa takut atau pesimis dalam menghadapimu (dan kamu mengharapkan dari Allah) kemenangan dan pahala (sesuatu yang tidak mereka harapkan) hingga sebetulnya kamu lebih unggul dan ada kelebihan dari mereka, maka seharusnya lebih berani dan bergairah. (Dan Allah Maha Mengetahui) segala sesuatu (lagi Maha Bijaksana) dalam perbuatan dan pengaturan-Nya. Suatu kali Thu'mah bin Ubairiq mencuri sebuah baju besi dan menyembunyikannya di rumah seorang Yahudi. Ketika baju besi itu ditemukan, Thu'mah menuduh si Yahudi dan si Yahudi bersumpah bahwa ia tidak mencurinya. Lalu kaum si Yahudi itu pun meminta kepada Nabi saw. agar membelanya dan membersihkan dirinya dari tuduhan tersebut, maka turunlah ayat:
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাদের পশ্চাদ্ধাবনে শৈথিল্য করো না। যদি তোমরা আঘাত প্রাপ্ত তবে তারাও তো তোমাদের মতই হয়েছে আঘাতপ্রাপ্ত এবং তোমরা আল্লাহর কাছে আশা কর যা তারা আশা করে না। আল্লাহ মহাজ্ঞানী প্রজ্ঞাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் பகைக் கூட்டத்தைத் தேடிச் செல்வதில் ஊக்கம் குன்றாதீர்கள்; நீங்கள் போரில் துன்பப்படுவீர்களானால் நிச்சயமாக அவர்களும் உங்களைப் போன்றே துன்பப்படுகிறார்கள் அல்லாஹ்விடமிருந்து அவர்கள் எதிர்பார்க்காத நற்கூலியும் வெற்றியும் நீங்கள் எதிர்பார்க்கிறீர்கள் அல்லாஹ் மிக அறிந்தவனாகவும் ஞானமுடையவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเจ้าจงอย่าท้อแท้ในการแสวงหากลุ่มชนพวกนั้น หากพวกเจ้าเจ็บ พวกเขาก็เจ็บเช่นเดียวกับพวกเจ้า แต่พวกเจ้าหวังจากอัลลอฮฺสิ่งที่พวกเขาไม่หวัง และอัลลอฮฺนั้น เป็นผู้ทรงรอบรู้ ผู้ทรงปรีชาญาณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У қавмни қувишда бўш келманг Агар алам чекаётган бўлсангиз улар ҳам сиз алам чекаётганингиздек алам чекмоқдалар Сиз эса Аллоҳдан улар умид қилмаган нарсани умид қилмоқдасиз Аллоҳ билувчи ва ҳикматли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 你们对于追逐敌人。不要懈怠;如果你们感到痛苦,那末,他们确是象你们一样感到痛苦的;你们希望从真主那里获得他们所不能希望的报酬,真主是全知的,是至睿的。
- Melayu - Basmeih : Dan janganlah kamu lemah hilang semangat dalam memburu musuh yang menceroboh itu; kerana kalau kamu menderita sakit luka atau mati maka sesungguhnya mereka pun menderita sakitnya seperti penderitaan kamu; sedang kamu mengharapkan dari Allah apa yang mereka tidak harapkan iaitu balasan yang baik pada hari akhirat kelak Dan ingatlah Allah Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Haka Daeiifina Jileina Doonidda Qoomka Gaalada haddaad tihiin kuwa Xanuunsan iyaguba way xanuunsan sidaad u xanuunsanaysaan waxaadna ka rajaynasaan waxaadna ka rajaynasaan Eebe waxayna ka rajaynayn Eebana waa Oge falsan
- Hausa - Gumi : Kuma kada ku sassauta a cikin nẽman mutãnen idankun kasance kuna jin zõgi to lalle sũ ma suna jin zõgi kamar yadda kuke jin zõgi Kuma kuna tsammãni daga Allah abin da bã su tsammãni Kuma Allah Yã kasance Masani Mai hikima
- Swahili - Al-Barwani : Wala msifanye ulegevu kuwafukuzia kaumu ya maadui Ikiwa mnaumia basi nao pia wanaumia kama mnavyo umia nyinyi Nanyi mnataraji kwa Mwenyezi Mungu wasio yataraji wao Na hakika Mwenyezi Mungu ni Mjuzi na Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mos tregohi të dobët në ndjekjen e armiqve për të luftuar kundër tyre E nëse ju ndjeni dhëmbje prej luftës edhe ata ndjejnë dhëmbje ashtu si ndjeni edhe ju Mirëpo ju shpresoni prej Perëndisë atë që nuk e shpresojnë ata Perëndia është i Gjithëdijshëm dhe i Plotëdijshëm
- فارسى - آیتی : و در دست يافتن به آن قوم سستى مكنيد. اگر شما آزار مىبينيد، آنان نيز چون شما آزار مىبينند، ولى شما از خدا چيزى را اميد داريد كه آنان اميد ندارند. و خدا دانا و حكيم است.
- tajeki - Оятӣ : Ва дар даст ёфтан ба он қавм (кофирон) сустӣ накунед. Агар шумо озор мебинед, онҳо низ чун шумо озор мебинанд, вале шумо аз Худо чизеро умед доред, ки онон умед надоранд. Ва Худо донову ҳаким аст!
- Uyghur - محمد صالح : دۈشمەننىڭ ئارقىسىدىن قوغلاشقا سۇسلۇق قىلماڭلار؛ ئەگەر سىلەر قىينالساڭلار، ئۇلارمۇ خۇددى سىلەرگە ئوخشاش قىينىلىدۇ، سىلەر ئۇلار ئۈمىد قىلمايدىغان نەرسىنى (يەنى شېھىت بولۇشىنى، ساۋابنى ۋە غەلىبىنى) اﷲ تىن ئۈمىد قىلىسىلەر. اﷲ ھەممىنى بىلگۈچىدۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ശത്രുജനതയെ തേടിപ്പിടിക്കുന്നതില് നിങ്ങള് ഭീരുത്വം കാണിക്കരുത്. നിങ്ങള് വേദന അനുഭവിക്കുന്നുവെങ്കില് നിങ്ങള് വേദന അനുഭവിക്കുന്നപോലെ അവരും വേദന അനുഭവിക്കുന്നുണ്ട്. അതോടൊപ്പം അവര്ക്ക് പ്രതീക്ഷിക്കാനില്ലാത്തത് അല്ലാഹുവിങ്കല് നിന്ന് നിങ്ങള് പ്രതീക്ഷിക്കുന്നുമുണ്ട്. അല്ലാഹു എല്ലാം അറിയുന്നവനും യുക്തിമാനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ولا تضعفوا في طلب عدوكم وقتاله ان تكونوا تتالمون من القتال واثاره فاعداوكم كذلك يتالمون منه اشد الالم ومع ذلك لا يكفون عن قتالكم فانتم اولى بذلك منهم لما ترجونه من الثواب والنصر والتاييد وهم لا يرجون ذلك وكان الله عليما بكل احوالكم حكيما في امره وتدبيره
*138). This refers to those unbelievers who adamantly opposed the cause of Islam and the establishment of the Islamic order.
*139). It is astonishing that men of faith should not be prepared to endure the same degree of hardship for the sake of the Truth as unbelievers do for the sake of falsehood. This is strange insofar as the latter merely seek the transient benefits of worldly life whereas the faithful seek to please, and secure the proximity of the Lord of the Universe and look forward to everlasting rewards.