- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَن يَعْمَلْ سُوٓءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُۥ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
- عربى - التفسير الميسر : ومن يُقْدِمْ على عمل سيِّئ قبيح، أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه، ثم يرجع إلى الله نادمًا على ما عمل، راجيًا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورًا له، رحيمًا به.
- السعدى : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا } أي: من تجرأ على المعاصي واقتحم على الإثم ثم استغفر الله استغفارا تاما يستلزم الإقرار بالذنب والندم عليه والإقلاع والعزم على أن لا يعود. فهذا قد وعده من لا يخلف الميعاد بالمغفرة والرحمة. فيغفر له ما صدر منه من الذنب، ويزيل عنه ما ترتب عليه من النقص والعيب، ويعيد إليه ما تقدم من الأعمال الصالحة، ويوفقه فيما يستقبله من عمره، ولا يجعل ذنبه حائلا عن توفيقه، لأنه قد غفره، وإذا غفره غفر ما يترتب عليه. واعلم أن عمل السوء عند الإطلاق يشمل سائر المعاصي، الصغيرة والكبيرة، وسمي "سوءًا" لكونه يسوء عامله بعقوبته، ولكونه في نفسه سيئًا غير حسن. وكذلك ظلم النفس عند الإطلاق يشمل ظلمها بالشرك فما دونه. ولكن عند اقتران أحدهما بالآخر قد يفسر كل واحد منهما بما يناسبه، فيفسر عمل السوء هنا بالظلم الذي يسوء الناس، وهو ظلمهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم. ويفسر ظلم النفس بالظلم والمعاصي التي بين الله وبين عبده، وسمي ظلم النفس "ظلما" لأن نفس العبد ليست ملكا له يتصرف فيها بما يشاء، وإنما هي ملك لله تعالى قد جعلها أمانة عند العبد وأمره أن يقيمها على طريق العدل، بإلزامها للصراط المستقيم علمًا وعملاً، فيسعى في تعليمها ما أمر به ويسعى في العمل بما يجب، فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة وعدول بها عن العدل، الذي ضده الجور والظلم.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
ثم فتح- سبحانه- بعد هذا التوبيخ الشديد للخائنين- باب التوبة لعباده فقال: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً
أى: ومن يعمل عملا سيئا يؤذى به غيره كما فعل طعمة باليهودي، أو يظلم نفسه بارتكاب الفواحش، التي يعود معظم ضررها على نفسه كشرب الخمر، وترك فرائض الله التي فرضها على عباده ثم بعد كل ذلك يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
بأن يتوب إليه توبة صادقة نصوحا «يجد الله» بفضله وكرمه غَفُوراً رَحِيماً
أى كثير الغفران لعباده التائبين، واسع الرحمة إليهم.
فالمراد بعمل السوء هنا- على أرجح الأقوال- العمل السيئ الذي يكون فيه أذى للغير كالقذف والشتم والسب وما يشبه ذلك.
والمراد بظلم النفس: الأعمال السيئة التي يعود ضررها ابتداء على فاعلها نفسه كشرب الخمر، وترك الصلاة أو الصيام وما يشبه ذلك.
وإنما فسروا كل جملة بهذا التفسير المغاير للأخرى لوجود المقابلة بينهما.
وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
أى عملا قبيحا يسوء به غيره كما فعل طعمة بقتادة واليهودي أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ
بما يختص به كالحلف الكاذب. وقيل ومن يعمل سوءا من ذنب دون الشرك أو يظلم نفسه بالشرك. وهذا بعث لطعمة على الاستغفار والتوبة أو لقومه لما فرط منهم من نصرته والذب عنه .
والتعبير «بثم» في قوله ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
للإشارة إلى ما بين المعصية والاستغفار من تفاوت معنوي شاسع. إذ المعصية تؤدى بفاعلها إلى الخسران أما الاستغفار الذي تصحبه التوبة الصادقة فيؤدى إلى الفلاح والسعادة.
وقوله يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً
يفيد أن الله- تعالى- يستجيب لطلب الغفران من عبده متى تاب إليه وأناب، لأنه- سبحانه- قد وصف نفسه بأنه كثير المغفرة والرحمة لعباده، متى أقبلوا على طاعته بقلب سليم، ونية صادقة.
- البغوى : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
( ومن يعمل سوءا ) يعني السرقة ، ( أو يظلم نفسه ) برميه البريء ، وقيل : ومن يعمل سوءا أي : شركا أو يظلم نفسه : يعني : إثما دون الشرك ، ( ثم يستغفر الله ) أي : يتب إليه ويستغفره ، ( يجد الله غفورا رحيما ) يعرض التوبة على طعمة في هذه الآية .
- ابن كثير : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
يخبر ، تعالى ، عن كرمه وجوده : أن كل من تاب إليه تاب عليه من أي ذنب كان .
فقال تعالى : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، أنه قال في هذه الآية : أخبر الله عباده بحلمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته ، ومغفرته ، فمن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا ( ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) ولو كانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال . رواه ابن جرير .
وقال ابن جرير أيضا : حدثنا محمد بن مثنى ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه ، وإذا أصاب البول شيئا منه قرضه بالمقراض فقال رجل : لقد آتى الله بني إسرائيل خيرا - فقال عبد الله : ما آتاكم الله خيرا مما آتاهم ، جعل الماء لكم طهورا ، وقال : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) [ آل عمران : 135 ] وقال ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )
وقال أيضا : حدثني يعقوب ، حدثنا هشيم ، حدثنا ابن عون ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت ، فلما ولدت قتلت ولدها ؟ قال عبد الله بن مغفل : ما لها ؟ لها النار ! فانصرفت وهي تبكي ، فدعاها ثم قال : ما أرى أمرك إلا أحد أمرين : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) قال : فمسحت عينها ، ثم مضت .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا شعبة ، عن عثمان بن المغيرة قال : سمعت علي بن ربيعة من بني أسد ، يحدث عن أسماء - أو ابن أسماء من بني فزارة - قال : قال علي ، رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله شيئا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه . وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر له " . وقرأ هاتين الآيتين : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه [ ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ] ) ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية .
وقد تكلمنا على هذا الحديث ، وعزيناه إلى من رواه من أصحاب السنن ، وذكرنا ما في سنده من مقال في مسند أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه . وقد تقدم بعض ذلك في سورة آل عمران أيضا .
وقد رواه ابن مردويه في تفسيره من وجه آخر عن علي فقال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدثنا داود بن مهران الدباغ ، حدثنا عمر بن يزيد ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن علي قال : سمعت أبا بكر - هو الصديق - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه ، إلا كان حقا على الله أن يغفر له ; لأنه يقول : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه [ ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ] ) .
ثم رواه من طريق أبان بن أبي عياش ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي ، عن الصديق - بنحوه . وهذا إسناد لا يصح .
وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم ، حدثنا موسى بن مروان الرقي ، حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ، عن تمام بن نجيح ، حدثني كعب بن ذهل الأزدي قال : سمعت أبا الدرداء يحدث قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلسنا حوله ، وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ، ترك نعليه في مجلسه أو بعض ما عليه ، وإنه قام فترك نعليه . قال أبو الدرداء : فأخذ ركوة من ماء فاتبعته ، فمضى ساعة ، ثم رجع ولم يقض حاجته ، فقال : "
إنه أتاني آت من ربي فقال : إنه : ( من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) فأردت أن أبشر أصحابي " . قال أبو الدرداء : وكانت قد شقت على الناس الآية التي قبلها : ( من يعمل سوءا يجز به ) فقلت : يا رسول الله ، وإن زنى وإن سرق ، ثم استغفر ربه ، غفر له ؟ قال : " نعم " قلت الثانية ، قال : " نعم " ، ثم قلت الثالثة ، قال : " نعم ، وإن زنى وإن سرق ، ثم استغفر الله غفر له على رغم أنف عويمر " . قال : فرأيت أبا الدرداء يضرب أنف نفسه بأصبعه .هذا حديث غريب جدا من هذا الوجه بهذا السياق ، وفي إسناده ضعف .
- القرطبى : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
قوله تعالى : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
قال ابن عباس : عرض الله التوبة على بني أبيرق بهذه الآية ، أي ومن يعمل سوءا بأن يسرق أو يظلم نفسه بأن يشرك ثم يستغفر الله يعني بالتوبة ، فإن الاستغفار باللسان من غير توبة لا ينفع ، وقد بيناه في " آل عمران " . وقال الضحاك : نزلت الآية في شأن وحشي قاتل حمزة أشرك بالله وقتل حمزة ، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إني لنادم فهل لي من توبة ؟ فنزل : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية . وقيل : المراد بهذه الآية العموم والشمول لجميع الخلق . وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وعلقمة قالا : قال عبد الله بن مسعود من قرأ هاتين الآيتين من سورة " النساء " ثم استغفر غفر له : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما . ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما . وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : كنت إذا سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعني الله به ما شاء ، وإذا سمعته من غيره حلفته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال : ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له ، ثم تلا هذه الآية ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .
- الطبرى : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
القول في تأويل قوله : وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يعمل ذنبًا، وهو " السوء " (56) =" أو يظلم نفسه "، بإكسابه إياها ما يستحق به عقوبة الله=" ثم يستغفر الله "، يقول: ثم يتوب إلى الله بإنابته مما عمل من السوء وظُلْم نفسه، ومراجعته ما يحبه الله من الأعمال الصالحة التي تمحو ذنبَه وتذهب جرمه=" يجد الله غفورًا رحيمًا "، يقول: يجد ربه ساترًا عليه ذنبه بصفحه له عن عقوبة جرمه، رحيمًا به. (57)
* * *
واختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية.
فقال بعضهم: عنى بها الذين وصفهم الله بالخيانة بقوله: وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ .
* * *
وقال آخرون: بل عني بها الذين كانوا يجادلون عن الخائنين، (58) الذين قال الله لهم: هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وقد ذكرنا قائلي القولين كليهما فيما مضى.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا: أنه عنى بها كل من عمل سوءًا أو ظلم نفسه، وإن كانت نـزلت في أمر الخائنين والمجادلين عنهم الذين ذكر الله أمرَهم في الآيات قبلها.
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10422- حدثني محمد بن المثنى قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل قال، قال عبد الله: كانت بنو إسرائيل إذا أصابَ أحدهم ذنبًا أصبح قد كُتِب كفارة ذلك الذنب على بابه. وإذا أصاب البولُ شيئًا منه، قَرَضه بالمقراض. (59) فقال رجل: لقد آتى الله بني إسرائيل خيرًا! فقال عبد الله: ما آتاكم الله خيرٌ مما آتاهم، جعل الله الماءَ لكم طهورًا وقال: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [سورة آل عمران: 135]، وقال: "
ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا ".10423- حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، حدثنا ابن عون، عن حبيب بن أبي ثابت قال: جاءت امرأة إلى عبد الله بن مُغَفّل، فسألته عن امرأة فَجرت فَحبِلت، فلما ولدتْ قتلت ولدها؟ فقال ابن مغفل: ما لها؟ لها النار! فانصرفت وهي تبكي، فدعاها ثم قال: ما أرى أمرَك إلا أحدَ أمرين: "
من يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا "، قال: فَمَسحت عينها ثم مضت. (60)10424- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "
ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا "، قال: أخبر الله عبادَه بحلمه وعفوه وكرمه، وسعةِ رحمته ومغفرته، فمن أذنب ذنبًا صغيرًا كان أو كبيرًا، ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا، ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والأرض والجبال.---------------------
الهوامش :
(56) انظر تفسير"
السوء" فيما سلف من فهارس اللغة.(57) انظر تفسير"
استغفر" ، "غفور" ، "رحيم" فيما سلف من فهارس اللغة.(58) في المطبوعة"
الذين يجادلون عن الخائنين" ، وأثبت ما في المخطوطة.(59) "
قرضه": قصه. و"المقراض": المقص.(60) الأثر: 10423 -"
حبيب بن أبي ثابت الأسدي" مضى برقم: 9012 ، 9035. و"عبد الله بن مغفل المزني" من مشاهير الصحابة ، وهو أحد البكائين في غزوة تبوك. وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر ليفقه الناس بالبصرة.وهذا الخبر من محاسن الأخبار الدالة على عقل الفقيه ، وبصره بأمر دينه ، ونصيحته للناس في أمور دنياهم.
- ابن عاشور : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
اعتراض بتذييل بين جملة { هَأنتم هَؤلاء جادلتم عنهم } وبين جملة : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمَّت طائفة منهم أن يُضلّوك } [ النساء : 109 113 ] .
وعَمل السوء هو العصيان ومخالفة ما أمر به الشرع ونهى عنه . وظلم النفس شاع إطلاقه في القرآن على الشرك والكفر ، وأطلق أيضاً على ارتكاب المعاصي . وأحسنُ ما قيل في تفسير هذه الآية : أنّ عمل السوء أريد به عمل السوء مع الناس ، وهو الاعتداء على حقوقهم ، وأنّ ظلم النفس هو المعاصي الراجعة إلى مخالفة المرء في أحواله الخاصّة ما أمر به أو نُهيَ عنه .
والمراد بالاستغفار التوبة وطلب العفو من اللَّهِ عمّا مضى من الذنوب قبل التوبة ، ومعنى { يجد الله غفوراً رحيماً } يتحقّق ذلك ، فاستعير فعل { يجد } للتحقّق لأنّ فعل وَجد حقيقته الظَفَر بالشيء ومشاهدته ، فأطلق على تحقيق العفو والمغفرة على وجه الاستعارة . ومعنى { غفوراً رحيماً } شديد الغفران وشديد الرحمة وذلك كناية عن العموم والتعجيل ، فيصير المعنى يجد الله غافراً له راحماً له ، لأنّه عامّ المغفرةِ والرحمةِ فلا يخرج منها أحد استغفره وتاب إليه ، ولا يتخلّف عنه شمول مغفرته ورحمته زَمناً ، فكانت صيغة { غفوراً رحيماً } مع { يجد } دَالَّةً على القبول من كلّ تائب بفضل الله .
- إعراب القرآن : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
«ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ»
«وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً»
فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط فاعله مستتر وسوءا مفعوله واسم الشرط مبتدأ. «أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ»
عطف على الجملة قبلها «ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ»
عطف أيضا وحرك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين «يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً»
فعل مضارع جواب الشرط ومفعولاه وفاعله مستتر «رَحِيماً»
صفة وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من.
- English - Sahih International : And whoever does a wrong or wrongs himself but then seeks forgiveness of Allah will find Allah Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا(4:110) He who does either evil or wrongs himself, and then asks for the forgiveness of Allah, will find Allah All-Forgiving, All-Compassionate.
- Français - Hamidullah : Quiconque agit mal ou fait du tort à lui-même puis aussitôt implore d'Allah le pardon trouvera Allah Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wer etwas Böses tut oder sich selbst Unrecht zufügt und hierauf Allah um Vergebung bittet wird Allah Allvergebend und Barmherzig finden
- Spanish - Cortes : Quien obra mal o es injusto consigo mismo si luego pide perdón a Alá encontrará a Alá indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : E quem cometer uma má ação ou se condenar e em seguida arrependido implorar o perdão de Deus sem dúvidaacháLoá Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Если кто-либо совершит злодеяние или будет несправедлив по отношению к себе а затем попросит у Аллаха прощения то он найдет Аллаха Прощающим и Милосердным
- Кулиев -ас-Саади : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
Если кто-либо совершит злодеяние или будет несправедлив по отношению к себе, а затем попросит у Аллаха прощения, то он найдет Аллаха Прощающим и Милосердным.Если человек ослушается Аллаха и совершит грех, а затем попросит у Него прощения должным образом, признав свою вину, пожалев о содеянном, прекратив совершать этот грех и твердо вознамерившись никогда больше не повторять его, то Аллах обещал одарить его милостью и прощением. А ведь Он не нарушает Своих обещаний! Он простит ему совершенные ранее грехи и избавит его от недостатков и пороков, которые являются их следствием. Он восстановит его прежние праведные поступки и поможет ему совершать благодеяния всю оставшуюся жизнь. Грехи не помешают ему следовать прямым путем, потому что Аллах простит их. Кроме того, простив грехи, Он избавит его от их дурных последствий. Злодеяния в самом широком смысле включают в себя любые большие и малые грехи. Они называются су ‘зло’, ‘огорчение’, потому что они влекут за собой наказание и приносят огорчение, и потому что они являются злыми, нехорошими поступками. Под несправедливым отношением к себе в самом широком смысле также подразумеваются приобщение к Аллаху сотоварищей и все остальные грехи. Когда же эти два понятия упоминаются вместе, каждое из них получает соответствующее толкование. В обсуждаемом аяте под злодеяниями подразумеваются несправедливое отношение к людям, которое доставляет им огорчение. Это может быть посягательство на их жизнь, имущество или честь. А под несправедливым отношением к себе здесь подразумеваются грехи, которые остаются между рабом и Аллахом. Эти грехи называются несправедливостью, потому что душа раба не принадлежит ему, и он не может распоряжаться ею по своему усмотрению. Душа является собственностью Всевышнего Аллаха, Который доверил ее рабу и приказал ему поступать справедливо и следовать прямым путем, приобретая правильные познания и совершая праведные деяния. Раб обязан обучаться тому, что ему приказано совершать, и трудиться, выполняя свои обязанности. Если же он не следует этим путем, то поступает несправедливо по отношению к себе, предает оказанное ему доверие и уклоняется от справедливости, противоположностью которой являются гнет, притеснение и несправедливость.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kim kötülük işler veya kendine yazık eder de sonra Allah'tan bağışlanma dilerse Allah'ı mağfiret ve merhamet sahibi olarak bulur
- Italiano - Piccardo : Chi agisce male o è ingiusto verso se stesso e poi implora il perdono di Allah troverà Allah perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوهی خراپهیهک بکات دژ بهخهڵکی یان ستهم له خۆی بکات لهوهودوا بهخۆیدا بچێتهوه و داوای لێخۆشبوون له خوا بکات ئهوه خوایهکی لێخۆشبوو و میهرهبانی دهستدهکهوێت
- اردو - جالندربرى : اور جو شخص کوئی برا کام کر بیٹھے یا اپنے حق میں ظلم کرلے پھر خدا سے بخشش مانگے تو خدا کو بخشنے والا اور مہربان پائے گا
- Bosanski - Korkut : Onaj ko kakvo zlo učini ili se prema sebi ogriješi pa poslije zamoli Allaha da mu oprosti – naći će da Allah prašta i da je milostiv
- Swedish - Bernström : Den som begår en dålig handling eller [på annat sätt] syndar mot sig själv och som därefter ber Gud förlåta honom skall finna att Gud är förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan barangsiapa yang mengerjakan kejahatan dan menganiaya dirinya kemudian ia mohon ampun kepada Allah niscaya ia mendapati Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
(Dan siapa yang mengerjakan kejahatan) atau dosa yang mengenai orang lain seperti Thu'mah yang menuduh si Yahudi (atau menganiaya dirinya) artinya berbuat dosa yang hanya menimpa dan terbatas pada dirinya sendiri (kemudian ia memohon ampun kepada Allah) atas perbuatannya itu atau ia bertobat (maka akan didapatinya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang) kepadanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে গোনাহ করে কিংবা নিজের অনিষ্ট করে অতঃপর আল্লাহর কাছে ক্ষমা প্রার্থনা করে সে আল্লাহকে ক্ষমাশীল করুণাময় পায়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவரேனும் ஒரு தீமையைச் செய்துவிட்டு அல்லது தமக்குத் தாமே அநியாயம் செய்து பின்னர் அவர் மனப்பூர்வமாக அல்லாஹ்விடம் மன்னிப்புக் கேட்பாரானால் அவர் அல்லாஹ்வை மன்னிப்பவனாகவும் மிக்க கருணை உடையவனாகவும் காண்பார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และผู้ใดที่กระทำความชั่วหรืออธรรมแก่ตัวเอง แล้วเขาขออภัยโทษต่ออัลลอฮฺ เขาก็จะพบว่าอัลลอฮฺ เป็นผู้ทรงอภัยโทษเป็นผู้ทรงเมตตา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ким ёмонлик қилса ёки ўзига зулм этса сўнгра Аллоҳга истиғфор айтса Аллоҳни мағфиратли ва раҳмли зот топади
- 中国语文 - Ma Jian : 你们这些人啊!在今世生活中,你们替他们辩护,复活日,谁替他们辩护呢?谁做他们的监护者呢?
- Melayu - Basmeih : Dan sesiapa yang melakukan kejahatan atau menganiaya dirinya sendiri dengan melakukan maksiat kemudian ia memohon ampun kepada Allah nescaya ia akan mendapati Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Ruuxii fala Xumaan ama Dulmiya Naftiisa Dambaaba markaas dambi dhaaf warsada Eebe wuxuu ka heli ogaana isagoo Dambi dhaafa ah Naxariistana
- Hausa - Gumi : Kuma wanda ya aikata cũta kõ kuwa ya zãlunci kansa sa'an nan kuma ya nẽmi Allah gãfara zai sãmi Allah Mai gãfara Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Na anaye tenda uovu au akajidhulumu nafsi yake kisha akaomba maghfira kwa Mwenyezi Mungu atamkuta Mwenyezi Mungu ni Mwingi wa maghfira Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kush punon vepër të keqe ose i bën zullum vetes pastaj kërkon falje prej Perëndisë do të gjejë se Perëndia është falës e mëshirues
- فارسى - آیتی : و هر كه كارى ناپسند كند يا به خود ستم روا دارد، آنگاه از خدا آمرزش خواهد، خدا را آمرزنده و مهربان خواهد يافت.
- tajeki - Оятӣ : Ва ҳар кӣ коре нописанд кунад ё ба худ ситам раво дорад, он гоҳ аз Худо омурзиш хоҳад, Худоро омурзанда ва меҳрубон хоҳад ёфт.
- Uyghur - محمد صالح : كىمكى بىرەر يامانلىق ياكى ئۆزىگە بىرەر زۇلۇم قىلىپ قويۇپ، ئاندىن اﷲ تىن مەغپىرەت تەلەپ قىلسا، ئۇ اﷲ نىڭ مەغپىرەت قىلغۇچى، ناھايىتى مېھرىبان ئىكەنلىكىنى كۆرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തെറ്റ് ചെയ്യുകയോ തന്നോടുതന്നെ അതിക്രമം കാണിക്കുകയോ ചെയ്തശേഷം അല്ലാഹുവോട് പാപമോചനം തേടുന്നവന്, ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമായി അല്ലാഹുവെ കണ്ടെത്തുന്നതാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ومن يقدم على عمل سيئ قبيح او يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه ثم يرجع الى الله نادما على ما عمل راجيا مغفرته وستر ذنبه يجد الله تعالى غفورا له رحيما به