- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍۢ ۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم ۖ وما يضرونك من شيء ۚ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ۚ وكان فضل الله عليك عظيما
- عربى - التفسير الميسر : ولولا أن الله تعالى قد مَنَّ عليك -أيها الرسول- ورحمك بنعمة النبوة، فعصمك بتوفيقه بما أوحى إليك، لعزمت جماعة من الذين يخونون أنفسهم أن يُزِلُّوكَ عن طريق الحق، وما يُزِلُّونَ بذلك إلا أنفسهم، وما يقدرون على إيذائك لعصمة الله لك، وأنزل الله عليك القرآن والسنة المبينة له، وهداك إلى علم ما لم تكن تعلمه مِن قبل، وكان ما خصَّك الله به من فضلٍ أمرًا عظيمًا.
- السعدى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
ثم ذكر منته على رسوله بحفظه وعصمته ممن أراد أن يضله فقال: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ } وذلك أن هذه الآيات الكريمات قد ذكر المفسرون أن سبب نزولها: أن أهل بيت سرقوا في المدينة، فلما اطلع على سرقتهم خافوا الفضيحة، وأخذوا سرقتهم فرموها ببيت من هو بريء من ذلك. واستعان السارق بقومه أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه أن يبرئ صاحبهم على رءوس الناس، وقالوا: إنه لم يسرق وإنما الذي سرق من وجدت السرقة ببيته وهو البريء. فهَمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبرئ صاحبهم، فأنزل الله هذه الآيات تذكيرا وتبيينا لتلك الواقعة وتحذيرا للرسول صلى الله عليه وسلم من المخاصمة عن الخائنين، فإن المخاصمة عن المبطل من الضلال، فإن الضلال نوعان: ضلال في العلم، وهو الجهل بالحق. وضلال في العمل، وهو العمل بغير ما يجب. فحفظ الله رسوله عن هذا النوع من الضلال [كما حفظه عن الضلال في الأعمال] وأخبر أن كيدهم ومكرهم يعود على أنفسهم، كحالة كل ماكر، فقال: { وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ } لكون ذلك المكر وذلك التحيل لم يحصل لهم فيه مقصودهم، ولم يحصل لهم إلا الخيبة والحرمان والإثم والخسران. وهذه نعمة كبيرة على رسوله صلى الله عليه وسلم تتضمن النعمة بالعمل، وهو التوفيق لفعل ما يجب، والعصمة له عن كل محرم. ثم ذكر نعمته عليه بالعلم فقال: { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } أي: أنزل عليك هذا القرآن العظيم والذكر الحكيم الذي فيه تبيان كل شيء وعلم الأولين والآخِرين. والحكمة: إما السُّنَّة التي قد قال فيها بعض السلف: إن السُّنَّة تنزل عليه كما ينزل القرآن. وإما معرفة أسرار الشريعة الزائدة على معرفة أحكامها، وتنزيل الأشياء منازلها وترتيب كل شيء بحسبه. { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } وهذا يشمل جميع ما علمه الله تعالى. فإنه صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله قبل النبوة بقوله: { مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ } { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } ثم لم يزل يوحي الله إليه ويعلمه ويكمله حتى ارتقى مقاما من العلم يتعذر وصوله على الأولين والآخرين، فكان أعلم الخلق على الإطلاق، وأجمعهم لصفات الكمال، وأكملهم فيها، ولهذا قال: { وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } ففضله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من فضله على كل مخلوق وأجناس الفضل الذي قد فضله الله به لا يمكن استقصاؤها ولا يتيسر إحصاؤها
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
ثم بين- سبحانه- مظاهر فضله على نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ.
أى: ولولا فضل الله عليك ورحمته بك- يا محمد- بأن وهبك النبوة، وعصمك من كيد الناس وأذاهم، وأحاطك علما بما يبيتونه من سوء لولا ذلك لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ
أى: من هؤلاء الذين يختانون أنفسهم وهم طعمة وأشياعه الذين دافعوا عنه، ومن كان على شاكلتهم في النفاق والجدال بالباطل أَنْ يُضِلُّوكَ
أى: لهمت طائفة من هؤلاء الذين في قلوبهم مرض أن يضلوك عن القضاء بالحق بين الناس، ولكن الله- تعالى- حال بينهم وبين هذا الهم بإشعارهم بأن ما يفعلونه معك من سوء سيكشفه الله لك عن طريق الوحى.
وقوله وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
أى: أنهم بمحاولتهم إخفاء الحق والدفاع عن الخائن، وتعاونهم على الإثم والعدوان، ما يضلون إلا أنفسهم، لأن سوء عاقبة ذلك ستعود عليهم وحدهم، أما أنت يا محمد فقد عصمك الله من شرورهم، وحماك من كل انحراف عن الحق والعدل.
وقوله وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ
معطوف على ما قبله. أى هم بمحاولتهم إخفاء الحق
ما يضرونك بأى قدر من الضر. لأنك إنما قضيت بينهم بما هو الظاهر من أحوالهم، وهو الذي تحكم بمقتضاه، أما الأمور الخفية التي تخالف الحق فمرجع علمها إلى الله وحده.
ومِنْ
في قوله مِنْ شَيْءٍ
زائدة لتأكيد النفي. وشيء أصله النصب على أنه مفعول مطلق لقوله يَضُرُّونَكَ
. أى: وما يضرونك شيئا من الضرر وقد جر لأجل حرف الجر الزائد.
وقوله وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
معطوف على قوله وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ
لزيادة التقرير، ولزيادة بيان ما وهبه الله- تعالى- لنبيه من خير ورعاية وعصمة أى: أن الله- تعالى- قد امتن عليك يا محمد بأن أنزل عليك القرآن الذي يهدى للتي هي أقوم، وأنزل عليك الحكمة أى العلم النافع الذي يجعلك تصيب الحق في قولك وعملك «وعلمك ما لم تكن تعلم» من أخبار الأولين والآخرين، ومن خفيات الأمور، ومن أمور الدين والشرائع.
وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
أى وكان فضل الله عليك عظيما عظما لا تحده عبارة، ولا تحيط به إشارة.
فالآية الكريمة فيها ما فيها من التنويه بشأن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن مظاهر فضل الله عليه ورحمته به.
وبعد فإن المتأمل في هذه الآيات الكريمة، ليراها تهدى الناس إلى ما يسعدهم في كل زمان ومكان متى اتبعوا توجيهاتها وإرشاداتها.
إنها تأمرهم في شخص نبيهم صلى الله عليه وسلم أن يلتزموا الحق في كل أقوالهم وأعمالهم، حتى ولو كان الذي عليه الحق من أقرب الناس إليهم، وكان الذي له الحق من أعدى أعدائهم، وتنهاهم عن الدفاع عن الخائنين الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله، وتبين لهم أن دفاعهم عنهم لن يفيده أمام الله- تعالى-.
ثم تفتح للعصاة باب التوبة لكي يفيئوا إلى رشدهم ويعودوا إلى طاعة ربهم وتخبرهم أن شؤم المعصية سيعود إليهم وحدهم ... وتنبههم إلى أن من أشد الذنوب عند الله- تعالى- أن يفعل الشخص فاحشة ثم يقذف بها غيره.
ثم تسوق الآيات في ختامها جانبا من فضل الله على نبيه ورحمته به، لكي يزداد ثباتا واطمئنانا» ويزداد أعداؤه خوفا وضعفا واضطرابا.
وهكذا نرى الآيات الكريمة تهدى الناس إلى الحق الذي لا يميل مع الهوى، ولا مع العصبية. ولا يترجح مع الحب أو البغض حتى ولو كان الذي عليه الحق ممن يظهرون الإسلام ويعاملون معاملة المسلمين، وكان الذي له الحق من اليهود الذين لم يتركوا مسلكا لمحاربة الدعوة الإسلامية إلا سلكوه والذين يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم ومع ذلك أنكروه وحاربوه.
فهل رأيت- أخى القارئ- عدالة تقترب من هذه العدالة في سموها ونقائها واستقامة منهجها؟
إن هذه الآيات لتشهد بأن هذا القرآن من عند الله، لأن البشر مهما استقامت طبائعهم، فإنهم ليس في استطاعتهم أن يصلوا إلى هذا المستوي الرفيع الذي تشير إليه الآيات، والذي يكشف لكل عاقل أن هذا القرآن من عند الله وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً.
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك أن كثيرا من كلام الناس لا خير فيه، وأن العاقل هو الذي يحرص على القول النافع والعمل الطيب. وأن الذين يتبعون الطريق المخالف لطريق الحق سينالهم عذاب شديد من خالقهم فقال- سبحانه-:
- البغوى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
قوله تعالى : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته ) يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : ( لهمت ) لقد همت أي : أضمرت ، ( طائفة منهم ) يعني : قوم طعمة ، ( أن يضلوك ) يخطئوك في الحكم ويلبسوا عليك الأمر حتى تدافع عن طعمة ، ( وما يضلون إلا أنفسهم ) يعني يرجع وباله عليهم ، ( وما يضرونك من شيء ) يريد أن ضرره يرجع إليهم ، ( وأنزل الله عليك الكتاب ) يعني : القرآن ، ( والحكمة ) يعني : القضاء بالوحي ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) من الأحكام ، وقيل : من علم الغيب ، ( وكان فضل الله عليك عظيما ) .
- ابن كثير : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
وقوله : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء ) قال الإمام ابن أبي حاتم : أنبأنا هاشم بن القاسم الحراني فيما كتب إلي ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق . عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أبيه ، عن جده قتادة بن النعمان - وذكر قصة بني أبيرق ، فأنزل الله : ( لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء ) يعني : أسير بن عروة وأصحابه . يعني بذلك لما أثنوا على بني أبيرق ولاموا قتادة بن النعمان في كونه اتهمهم ، وهم صلحاء برآء ، ولم يكن الأمر كما أنهوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ولهذا أنزل الله فصل القضية وجلاءها لرسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم امتن عليه بتأييده إياه في جميع الأحوال ، وعصمته له ، وما أنزل عليه من الكتاب ، وهو القرآن ، والحكمة ، وهي السنة : ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) أي : [ من ] قبل نزول ذلك عليك ، كقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب [ ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ] ) [ الشورى : 52 ، 53 ] وقال تعالى : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ) [ القصص : 86 ] ; ولهذا قال تعالى : ( وكان فضل الله عليك عظيما )
- القرطبى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
قوله تعالى : ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
قوله تعالى : ولولا فضل الله عليك ورحمته ما بعد لولا مرفوع بالابتداء عند سيبويه ، والخبر محذوف لا يظهر ، والمعنى : ولولا فضل الله عليك ورحمته بأن نبهك على الحق ، وقيل : بالنبوءة والعصمة . لهمت طائفة منهم أن يضلوك عن الحق ؛ لأنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبرئ ابن أبيرق من التهمة ويلحقها اليهودي ، فتفضل الله عز وجل على رسوله عليه السلام بأن نبهه على ذلك وأعلمه إياه . وما يضلون إلا أنفسهم لأنهم يعملون عمل الضالين ، فوباله لهم راجع عليهم . وما يضرونك من شيء لأنك معصوم . وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة هذا ابتداء كلام . وقيل : الواو للحال ، كقولك : جئتك والشمس طالعة ، ومنه قول امرئ القيس :
وقد أغتدي والطير في وكناتها فالكلام متصل ، أي ما يضرونك من شيء مع إنزال الله عليك القرآن . والحكمة القضاء بالوحي . وعلمك ما لم تكن تعلم يعني من الشرائع والأحكام . وتعلم في موضع نصب ؛ لأنه خبر كان . وحذفت الضمة من النون للجزم ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين .
- الطبرى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
القول في تأويل قوله : وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " ولولا فضل الله عليك ورحمته "، ولولا أن الله تفضل عليك، يا محمد، (75) فعصمك بتوفيقه وتبيانه لك أمر هذا الخائن، فكففت لذلك عن الجدال عنه، ومدافعة أهل الحق عن حقهم قِبَله=" لهمت طائفة منهم "، يقول: لهمت فرقة منهم، (76) يعني: من هؤلاء الذين يختانون أنفسهم=" أن يضلوك "، يقول: يزلُّوك عن طريق الحق، (77) وذلك لتلبيسهم أمر الخائن عليه صلى الله عليه وسلم، وشهادتهم للخائن عنده بأنه بريء مما ادعى عليه، ومسألتهم إياه أن يعذره ويقوم بمعذرته في أصحابه، فقال الله تبارك وتعالى: وما يضل هؤلاء الذين هموا بأن يضلوك عن الواجب من الحكم في أمر هذا الخائن درعَ جاره،" إلا أنفسهم ".
* * *
فإن قال قائل: ما كان وجه إضلالهم أنفسَهم؟
قيل: وجهُ إضلالهم أنفسهم: أخذُهم بها في غير ما أباح الله لهم الأخذَ بها فيه من سبله. وذلك أن الله جل ثناؤه قد كان تقدّم إليهم فيما تقدّم في كتابه على لسان رسوله إلى خلقه، بالنهي عن أن يتعاونوا على الإثم والعدوان، والأمر بالتعاون على الحق. فكان من الواجب لله فيمن سعى في أمر الخائنين الذين وصف الله أمرهم بقوله: وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ، معاونة من ظلموه، دون من خاصمهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب حقه منهم. فكان سعيهم في معونتهم، دون معونة من ظلموه، أخذًا منهم في غير سبيل الله. وذلك هو إضلالهم أنفسهم الذي وصفه الله فقال: "
وما يضلون إلا أنفسهم ".* * *
="
وما يضرونك من شيء "، وما يضرك هؤلاء الذين هموا لك أن يزلُّوك عن الحق في أمر هذا الخائن من قومه وعشيرته=" من شيء "، لأن الله مثبِّتك ومسدِّدك في أمورك، ومبيِّن لك أمر من سعوا في إضلالك عن الحق في أمره وأمرهم، ففاضِحُه وإياهم.= وقوله: "
وأنـزل الله عليك الكتاب والحكمة "، يقول: ومن فضل الله عليك، يا محمد، مع سائر ما تفضَّل به عليك من نعمه، أنه أنـزل عليك " الكتاب "، وهو القرآن الذي فيه بيان كل شيء وهدًى وموعظة=" والحكمة "، يعني: وأنـزل عليك مع الكتاب الحكمة، وهي ما كان في الكتاب مجملا ذكره، من حلاله وحرامه، وأمره ونهيه، وأحكامه، ووعده ووعيده (78) =" وعلمك ما لم تكن تعلم " من خبر الأولين والآخرين، وما كان وما هو كائن، فكل ذلك من فضل الله عليك، يا محمد، مُذْ خلقك، (79) فاشكره على ما أولاك من إحسانه إليك، بالتمسك بطاعته، والمسارعة إلى رضاه ومحبته، ولزوم العمل بما أنـزل إليك في كتابه وحكمته، ومخالفة من حاول إضلالك عن طريقه ومنهاج دينه، فإن الله هو الذي يتولاك بفضله، ويكفيك غائلة من أرادك بسوء وحاول صدّك عن سبيله، كما كفاك أمر الطائفة التي همت أن تضلك عن سبيله في أمر هذا الخائن. ولا أحد دونه ينقذك من سوء إن أراد بك، إن أنت خالفته في شيء من أمره ونهيه، واتبعت هوى من حاول صدَّك عن سبيله.* * *
وهذه الآية تنبيهٌ من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم على موضع خطئه، (80) وتذكيرٌ منه له الواجبَ عليه من حقه.
* * *
---------------
(75) انظر تفسير"
الفضل" فيما سلف من فهارس اللغة.(76) انظر تفسير"
طائفة" فيما سلف 141 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(77) انظر تفسير"
الإضلال" فيما سلف 8 : 507 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(78) انظر تفسير"
الحكمة" فيما سلف 3 : 87 ، 88 ، 211 / 5 : 15 ، وغيرها من المواضع في فهارس اللغة.(79) في المطبوعة والمخطوطة: "
وما كان وما هو كائن قبل ذلك من فضل الله عليك" ، وهو غير مستقيم ، والصواب ما أثبت ، "فكل" مكان"قبل".(80) في المطبوعة: "
موضع حظه" ، وهي في المخطوطة غير منقوطة ، وهذا صواب قراءتها موافقا لسياق القصة. - ابن عاشور : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
وقوله : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك } عطف على { ولا تكن للخائنين خصيماً } [ النساء : 105 ] .
والمراد بالفضل والرحمة هنا نِعمة إنزال الكتاب تفصيلا لوجوه الحقّ في الحكم وعصمته من الوقوع في الخطأ فيه . وظاهر الآية أنّ هَمّ طائفة من الذين يختانون أنفسهم بأن يُضلّون الرسول غيرُ واقع من أصله فضلا عن أن يضلّوه بالفعل . ومعنى ذلك أنّ علمهم بأمانته يزعهم عن محاولة ترويج الباطل عليه إذ قد اشتهر بين الناس ، مؤمنهم وكافرهم ، أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم أمين فلا يسعهم إلاّ حكاية الصدق عنده ، وأنّ بني ظَفَر لما اشتكوا إليه من صنيع قتادة بن النعمان وعمّه كانوا يظنّون أنّ أصحابهم بني أبيرق على الحقّ ، أوْ أنّ بني أبيرق لمّا شكوا إلى رسول الله بما صنعه قتادة كانوا موجسِين خِيفة أن يُطلع الله رسوله على جليّة الأمر ، فكان ما حاولوه من تضليل الرسول طمعاً لا هَمّا ، لأنّ الهمّ هو العزم على الفعل والثقة به ، وإنّما كان انتفاءُ همّهم تضليلَه فضلاً ورحمة ، لدلالته على وقاره في نفوس الناس ، وذلك فضل عظيم .
وقيل في تفسير هذا الانتفاء : إنّ المراد انتفاء أثره ، أي لولا فضل الله لضلِلْت بهمّهم أن يُضلّوك ، ولكن الله عصمك عن الضلال ، فيكون كناية . وفي هذا التفسير بُعد من جانب نظم الكلام ومن جانب المعنى .
ومعنى : { وما يضلون إلا أنفسهم } أنّهم لو همُّوا بذلك لكان الضلال لاحقاً بهم دونك ، أي يكونون قد حاولوا ترويج الباطل واستغفال الرسول ، فحقّ عليهم الضلال بذلك ، ثم لا يجدونك مصغِيا لضلالهم ، و { من } زائدة لتأكيد النفي . و { شيء } أصله النَّصب على أنّه مفعول مطلق لقوله { يضرّونك } أي شيئاً من الضرّ ، وجُرّ لأجل حرف الجرّ الزائد .
وجملة : { وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة } عطف على { وما يضرونك من شيء } . وموقعها لزيادة تقرير معنى قوله : { ولولا فضل الله عليك ورحمته } ولذلك ختمها بقوله : { وكان فضل الله عليك عظيماً } ، فهو مثل ردّ العجز على الصدر . والكتاب : والقرآن . والحكمة : النبوءة . وتعليمه ما لم يكن يعلم هو ما زاد على ما في الكتاب من العلم الوارد في السنّة والإنباء بالمغيّباتتِ .
- إعراب القرآن : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
«وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ»
لولا حرف شرط غير جازم والجار والمجرور متعلقان بالمبتدأ فضل والخبر محذوف «لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ»
فعل ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة طائفة والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «أَنْ يُضِلُّوكَ»
المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والتقدير : لهمت بإضلالك «وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ»
فعل مضارع وفاعله ومفعوله إلا أداة حصر وما نافية والجملة في محل نصب حال «وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْ ءٍ»
فعل مضارع والواو فاعله والكاف مفعوله والجملة معطوفة من شيء من حرف جر زائد شيء اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه نائب مفعول مطلق والتقدير : شيئا من الضرر «وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ»
فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والكتاب مفعول به والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة كذلك «وَالْحِكْمَةَ»
عطف «وَعَلَّمَكَ ما»
فعل ماض ومفعول به واسم الموصول ما بعده مفعول به ثان وفاعله مستتر والجملة معطوفة «لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ»
تكن فعل مضارع ناقص مجزوم واسمها ضمير مستتر تقديره : أنت وجملة «تَعْلَمُ»
خبرها وجملة لم تكن صلة الموصول «وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً»
كان واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بالخبر عظيما.
- English - Sahih International : And if it was not for the favor of Allah upon you [O Muhammad] and His mercy a group of them would have determined to mislead you But they do not mislead except themselves and they will not harm you at all And Allah has revealed to you the Book and wisdom and has taught you that which you did not know And ever has the favor of Allah upon you been great
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(4:113) (O Messenger!) But for Allah's favour and mercy upon you, a party of them had resolved to mislead you,yet they only misled them selves, and could not have harmed you in any way. *142 Allah revealed to you the Book and Wisdom, and He taught you what you knew not. Great indeed has been Allah's favour upon you.
- Français - Hamidullah : Et n'eût été la grâce d'Allah sur toi Muhammad et Sa miséricorde une partie d'entre eux t'aurait bien volontiers égaré Mais ils n'égarent qu'eux-mêmes et ne peuvent en rien te nuire Allah a fait descendre sur toi le Livre et la Sagesse et t'a enseigné ce que tu ne savais pas Et la grâce d'Allah sur toi est immense
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn nicht Allahs Huld gegen dich und Sein Erbarmen gewesen wären hätte ein Teil von ihnen wahrlich vorgehabt dich in die Irre zu führen Aber sie führen nur sich selbst in die Irre und fügen dir keinerlei Schaden zu Allah hat auf dich das Buch und die Weisheit herabgesandt und dich gelehrt was du vorher nicht wußtest Und Allahs Huld gegen dich ist groß
- Spanish - Cortes : Si no llega a ser por el favor de Alá en ti y por Su misericordia algunos de ellos habrían preferido extraviarte Pero sólo se extravían a sí mismos y no pueden en modo alguno dañarte Alá te ha revelado la Escritura y la Sabiduría y te ha enseñado lo que no sabías El favor de Alá en ti es inmenso
- Português - El Hayek : Não fosse pela graça de Deus e por Sua misericórdia para contigo uma parte deles teria conseguido desviarte quandocom isso não fariam mais do que desviaremse a si mesmos sendo que em nada poderiam prejudicarte Deus reveloute oLivro e a prudência e ensinoute o que ignoravas porque a Sua graça para contigo é infinita
- Россию - Кулиев : Если бы не милосердие и милость Аллаха к тебе то группа из них вознамерилась бы ввести тебя в заблуждение однако они вводят в заблуждение только самих себя и ничем не вредят тебе Аллах ниспослал тебе Писание и мудрость и научил тебя тому чего ты не знал Милость Аллаха к тебе велика
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
Если бы не милосердие и милость Аллаха к тебе, то группа из них вознамерилась бы ввести тебя в заблуждение, однако они вводят в заблуждение только самих себя и ничем не вредят тебе. Аллах ниспослал тебе Писание и мудрость и научил тебя тому, чего ты не знал. Милость Аллаха к тебе велика!Всевышний напомнил Своему посланнику о милости, которая была оказана ему, когда Аллах защитил его от тех, кто мог ввести его в заблуждение. Комментаторы отмечали, что эти аяты были ниспосланы по поводу членов одной из мединских семей, которые совершили кражу. Когда людям стало известно о ней, они испугались позора и подбросили украденную вещь в дом того, кто был непричастен к этому. Затем вор попросил своих родственников прийти к посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, для того, чтобы он объявил его невиновным перед всеми людьми. Они согласились помочь ему и сказали: «Он не совершал кражи. Кражу совершил тот, в чьем доме была найдена украденная вещь. Он же невиновен». Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, уже собирался объявить их родственника невиновным, когда Аллах ниспослал эти аяты. Тем самым Аллах пролил свет на случившееся и запретил Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, заступаться за предателей и изменников, поскольку заступничество за тех, кто отстаивает ложь, является заблуждением. Заблуждение бывает двух видов. К первому из них относятся ошибочные воззрения. Это имеет место тогда, когда человек не знает истины. Ко второму виду относится заблуждение в поступках, когда человек не выполняет своих обязанностей. Аллах уберег Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует, от ошибочных познаний так же, как уберег его от неверных поступков. Затем Аллах сообщил, что коварный замысел этих людей навредит только им самим, поскольку такая судьба ожидает всех, кто замышляет козни. Они вводят в заблуждение только самих себя, ведь их козни и ухищрения не помогут им добиться желаемого результата, а лишь принесут им разочарование, лишения, грехи и убыток. Эта великая милость, которой Аллах одарил Своего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, была связана с праведными деяниями. Господь помог ему исправно выполнить обязанности и уберег его от запрещенных поступков. После упоминания об этом Аллах упомянул о Своей милости по отношению к Посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, которая была связана с праведными знаниями. Поэтому Он сказал, что ниспослал ему Писание и мудрость. Писание - это Великий Коран и мудрое напоминание. Оно разъясняет все сущее и заключает в себе знания первых и последних поколений. Под мудростью, согласно одному из толкований, подразумевается Сунна. Один из наших праведных предшественников сказал: «Сунна была ниспослана ему наряду с Кораном». Согласно другому толкованию, мудрость - это знание тонкостей шариата, превосходящее знание одних только законов и предписаний, и умение расставлять все по своим местам. Аллах обучил Своего посланника тому, чего он не знал. Это относится ко всему, чему его обучил Всевышний Аллах, потому что положение Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, до начала его миссии было таким, каким его охарактеризовал Аллах в словах: «Ты не знал, что такое Писание и что такое вера» (42:52); «Он нашел тебя заблудшим и повел прямым путем» (93:7). Аллах продолжал ниспосылать ему откровения, обучать его и совершенствовать его познания, пока его знания не достигли таких высот, которые недоступны для всех остальных людей. Он стал самым знающим среди людей и собрал в себе все самые лучшие качества. Милость Аллаха к нему была велика и превосходила милость, которую Он оказал всем остальным людям. Все формы этой милости невозможно рассмотреть полностью и непросто даже сосчитать.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer sana Allah'ın bol nimeti ve rahmeti olmasaydı onlardan bir takımı seni sapıtmaya çalışırdı Halbuki onlar kendilerinden başkasını saptıramazlar sana da bir zarar vermezler Allah sana Kitap ve hikmet indirmiş sana bilmediğini öğretmiştir Allah'ın sana olan nimeti ne büyüktür
- Italiano - Piccardo : Se non fosse stato per la grazia di Allah su di te e la Sua misericordia una parte di loro avrebbe complottato per indurti in perdizione Ma non pérdono che se stessi e non possono nuocerti in nessuna cosa Allah ha fatto scendere su di te il Libro e la Saggezza e ti ha insegnato quello che non sapevi La grazia di Allah è immensa su di te
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر فهزڵ و ڕهحمهتی خوا نهبوایه بهسهرتهوه خهریک بوو ههندێکیان سهرت لێ بشێوێنن بێگومان ئهوان بهو کارهیان ههر سهر له خۆیان دهشێوێنن دڵنیابه که ناتوانن له هیچ شتێکدا زیانت پێبگهیهنن خوای گهورهش قورئان و دانایی بۆ دابهزاندوویت و فێری ئهو شتانهی کردوویت که جاران نهتدهزانی بهردهوامیش فهزڵ و ڕێزی خوا لهسهر تۆ ئهی محمد صلی الله علیه وسلم زۆرو فراوان و ئاشکراو دیاره و نایهڵێت تووشی ههڵه ببیت
- اردو - جالندربرى : اور اگر تم پر خدا کا فضل اور مہربانی نہ ہوتی تو ان میں سے ایک جماعت تم کو بہکانے کا قصد کر ہی چکی تھی اور یہ اپنے سوا کسی کو بہکا نہیں سکتے اور نہ تمہارا کچھ بگاڑ سکتے ہیں اور خدا نے تم پر کتاب اور دانائی نازل فرمائی ہے اور تمہیں وہ باتیں سکھائی ہیں جو تم جانتے نہیں تھے اور تم پر خدا کا بڑا فضل ہے
- Bosanski - Korkut : Da nije Allahove dobrote i Njegove milosti prema tebi – neki pojedinci njihovi su bili naumili da te prevare – ali su samo sebe prevarili a tebi nisu nimalo naudili Tebi Allah objavljuje Knjigu i mudrost i uči te onome što nisi znao; velika je Allahova blagodat prema tebi
- Swedish - Bernström : Om inte Gud i Sin nåd hade förbarmat Sig över dig [Muhammad] skulle några av dessa [bedragare] ha försökt leda dig vilse; men de leder ingen vilse utom sig själva Och de skall inte kunna skada dig på något sätt; Gud har nu uppenbarat Skriften för dig skänkt dig visdom och lärt dig vad du inte visste Gud har visat dig stor nåd
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sekiranya bukan karena karunia Allah dan rahmatNya kepadamu tentulah segolongan dari mereka berkeinginan keras untuk menyesatkanmu Tetapi mereka tidak menyesatkan melainkan dirinya sendiri dan mereka tidak dapat membahayakanmu sedikitpun kepadamu Dan juga karena Allah telah menurunkan Kitab dan hikmah kepadamu dan telah mengajarkan kepadamu apa yang belum kamu ketahui Dan adalah karunia Allah sangat besar atasmu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
(Dan kalau bukanlah karena karunia dan rahmat Allah kepadamu) hai Muhammad (tentulah segolongan mereka bertekad) yakni kaum Thu`mah (akan menyesatkanmu) sehingga dengan penipuan mereka kamu menyimpang dari pengadilan yang benar. (Tetapi yang mereka sesatkan hanyalah diri mereka sendiri sedangkan mereka tidak dapat memberi mudarat kepadamu) min merupakan tambahan (sedikit pun juga) karena bencana perbuatan mereka yang menyesatkan itu kembali pada diri mereka sendiri (Allah telah menurunkan kepadamu kitab) Alquran (dan hikmah) maksudnya hikmah-hikmah yang terkandung di dalamnya (dan mengajarkan kepadamu apa yang belum kamu ketahui) berupa hukum-hukum dan berita-berita gaib. (Dan karunia Allah padamu) disebabkan demikian dan karena lain-lainnya (amat besar).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যদি আপনার প্রতি আল্লাহর অনুগ্রহ ও করুণা না হত তবে তাদের একদল আপনাকে পথভ্রষ্ট করার সংকল্প করেই ফেলেছিল। তারা পথভ্রান্ত করতে পারে না কিন্তু নিজেদেরকেই এবং আপনার কোন অনিষ্ট করতে পারে না। আল্লাহ আপনার প্রতি ঐশী গ্রন্থ ও প্রজ্ঞা অবতীর্ণ করেছেন এবং আপনাকে এমন বিষয় শিক্ষা দিয়েছেন যা আপনি জানতেন না। আপনার প্রতি আল্লাহর করুণা অসীম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே உம் மீது அல்லாஹ்வின் அருளும் அவனுடைய கிருபையும் இல்லாதிருந்தால் அவர்களில் ஒரு கூட்டத்தார் உம்மை வழி தவறி நடக்கும்படி செய்ய முயன்றிருப்பார்கள்; ஆனால் அவர்கள் தங்களையே அன்றி வழி தவறும்படி செய்ய முடியாது இன்னும் அவர்களால் உமக்கு எந்த விதமான தீங்கும் செய்துவிட முடியாது மேலும் அல்லாஹ் உம் மீது வேதத்தையும் ஞானத்தையும் இறக்கியுள்ளான்; நீர் அறியாதிருந்தவற்றையும் அவன் உமக்குக் கற்றுக் கொடுத்தான் உம் மீது அல்லாஹ்வின் அருட்கொடை மகத்தானதாகவே இருக்கின்றது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และหากไม่มีความกรุณาของอัลลอฮฺและความเมตตาของพระองค์แก่เจ้า แล้ว แน่นอนกลุ่มหนึ่งจากพวกเขาก็มุ่งแล้วที่จะให้เจ้าหลงผิดไป แต่พวกเขาจะไม่ทำให้ใครหลงผิดไปได้ นอกจากตัวของพวกเขาเองเท่านั้น และพวกเขาก็จะไม่ทำอันตรายแก่เจ้าได้แต่อย่างใด และอัลลอฮฺได้ทรงประทานคัมภีร์ลงมาแก่เจ้า และความเข้าใจในบทบัญญัติแห่งคัมภีร์นั้นด้วย และได้ทรงสอนเจ้าในสิ่งที่เจ้าไม่เคยรู้มาก่อน และความกรุณาของอัลลอฮฺที่มีแก่เจ้านั้นใหญ่หลวงนัก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар сенга Аллоҳнинг фазли ва раҳмати бўлмаганида улардан бир тоифаси сени адаштиришга уринган эдилар Улар фақат ўзларини адаштирадилар холос Сенга ҳеч зарар етказа олмайдилар Аллоҳ сенга китобни ва ҳикматни туширди ҳамда билмаган нарсангни билдирди Ва сенга Аллоҳнинг фазли улуғ бўлди Яъни Аллоҳ таоло ўз фазли ва марҳамати ила оятлар тушириб ҳақиқатни баён қилмаганида Тўъма ибн Убайрақнинг қавми уни одамлар олдида оқлашни талаб қилиб айбни яҳудий шахсга ағдариб Пайғамбарни адаштиришга уриниб қолган эдилар Аммо бу ишлари билан улар ўзларини адаштирадилар холос Xар қанча уринсалар ҳам Пайғамбарга с а в зарар етказа олмайдилар Аллоҳ доимо ўз Пайғамбарини сақлайди Мазкур ҳодисада ноқулайликдан сақлаб қолгани ўзига хос фазлу карамдир Лекин асосий фазли ва ҳақиқий марҳамати Аллоҳ сенга китобни Қуръонни ва ҳикматни суннатни туширди ҳамда билмаган нарсангни билдирди Ва шу билан сенга Аллоҳнинг фазли улуғ бўлди
- 中国语文 - Ma Jian : 假若没有真主赐你恩惠和慈恩,那末,他们中的一部分人,必欲使你迷误;他们只能使自己迷误,他们不能伤害你一丝毫。真主降示你天经和智慧,并以你所不知道的(义理)教导你。真主赐你的恩惠是重大的。
- Melayu - Basmeih : Dan kalaulah tidak kerana limpah kurnia Allah dan rahmatNya kepadamu wahai Muhammad nescaya berhasilah citacita segolongan dari mereka yang bertujuan hendak menyesatkanmu padahal mereka tidak akan menyesatkan melainkan dirinya sendiri; dan juga mereka tidak akan dapat mendatangkan mudarat kepadamu sedikitpun; dan selain itu Allah telah menurunkan kepadamu Kitab AlQuran serta Hikmah pengetahuan yang mendalam dan telah mengajarkanmu apa yang engkau tidak mengetahuinya Dan adalah kurnia Allah yang dilimpahkanNya kepada mu amatlah besar
- Somali - Abduh : Hadduusan jirin fadliga Eebee korkaaga iyo Naxariistiisa waxay Hammin lahayd Koox dooni lahayd oo ma kid ah inay ku dhumiyaan mana dhumiyaan Naftooda mooyee mana kaa dhibaan waxba wuxuuna kugu soo dajiyey Eebe Kitaabka iyo Xigmadda wuxuuna ku baray waxaadan aqoon Fadliga Eebana korkaaga waa ku waynyahay
- Hausa - Gumi : Kuma bã dõmin falalar Allah ba a kanka da rahamarSa haƙĩƙa dã wata ƙungiya daga gare su ta himmatu ga su ɓatar da kai Kuma bã su ɓatarwa fãce kansu kuma bã su cũtar ka daga kõme Kuma Allah Yã saukar da Littãfi da hikima gare ka kuma Ya sanar da kai abin da ba ka kasance kã sani ba Kuma falalar Allah tã kasance mai girma a gare ka
- Swahili - Al-Barwani : Na lau kuwa si fadhila ya Mwenyezi Mungu juu yako na rehema yake kundi moja kati yao linge dhamiria kukupoteza Wala hawapotezi ila nafsi zao wala hawawezi kukudhuru kwa lolote Na Mwenyezi Mungu amekuteremshia Kitabu na hikima na amekufundisha uliyo kuwa huyajui Na fadhila za Mwenyezi Mungu zilizo juu yako ni kubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Sikur mos ta kishe mirësinë e Perëndisë dhe mëshirën e Tij gjithsesi do të përpiqej një grup i tyre mohuesve që të të nxjerrin ty nga udha e drejtë Ata me këtë e humbin vetëm vetveten e ty nuk të bëjnë kurrfarë dëmi Perëndia ty ta ka shpallur Librin Kur’anin dhe dijeninë e plotë dhe të mësoi ty atë që nuk e ke ditur Dhuntia e Perëndisë në ty është shumë e madhe
- فارسى - آیتی : اگر فضل و رحمت خدا شامل حال تو نبود، گروهى از كافران قصد آن داشتند كه تو را گمراه كنند، ولى آنان جز خود را گمراه نكنند و هيچ زيانى به تو نرسانند. و خدا بر تو كتاب و حكمت نازل كرد و چيزهايى به تو آموخت كه از اين پيش نمىدانستهاى و خدا لطف بزرگ خود را بر تو ارزانى داشت.
- tajeki - Оятӣ : Агар фазлу раҳмати Худо шомили ҳоли ту набуд, гурӯҳе аз кофирон қасди он доштанд, ки туро гумроҳ кунанд, вале онон ҷуз худро гумроҳ накунанд ва хеҷ зиёне ба ту нарасонанд. Ва Худо бар ту китобу ҳикмат нозил кард ва чизҳое ба ту омӯхт, ки аз ин пеш намедонистӣ ва лутфи Худо бар ту бузург аст!.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئەگەر ساڭا اﷲ نىڭ پەزلى ۋە رەھمىتى بولمىسا ئىدى، ئۇلاردىن بىر گۇرۇھ ئادەم چوقۇم سېنى ئازدۇرۇشنى قەستلەيتتى؛ ئۇلار پەقەت ئۆزلىرىنى ئازدۇرىدۇ، ساڭا قىلچە زىيان يەتكۈزەلمەيدۇ. اﷲ ساڭا كىتابنى (يەنى قۇرئاننى) ۋە ھېكمەتنى (يەنى سۈننەتنى) نازىل قىلدى، ساڭا سەن بىلمىگەن نەرسىلەرنى (يەنى شەرىئەت ئەھكاملىرىنى ۋە غەيب ئىشلارنى) بىلدۈردى. اﷲ نىڭ ساڭا پەزلى چوڭدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെമേല് അല്ലാഹുവിന്റെ അനുഗ്രഹവും കാരുണ്യവും ഇല്ലായിരുന്നുവെങ്കില് അവരിലൊരു വിഭാഗം നിന്നെ വഴിതെറ്റിക്കുമായിരുന്നു. യഥാര്ഥത്തില് അവര് ആരെയും വഴിപിഴപ്പിക്കുന്നില്ല; തങ്ങളെത്തന്നെയല്ലാതെ. നിനക്കൊരു ദ്രോഹവും വരുത്താനവര്ക്കാവില്ല. അല്ലാഹു നിനക്ക് വേദപുസ്തകവും തത്ത്വജ്ഞാനവും ഇറക്കിത്തന്നു. നിനക്കറിയാത്തത് നിന്നെ പഠിപ്പിക്കുകയും ചെയ്തു. അല്ലാഹു നിനക്കേകിയ അനുഗ്രഹം അതിമഹത്തരംതന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : ولولا ان الله تعالى قد من عليك ايها الرسول ورحمك بنعمه النبوه فعصمك بتوفيقه بما اوحى اليك لعزمت جماعه من الذين يخونون انفسهم ان يزلوك عن طريق الحق وما يزلون بذلك الا انفسهم وما يقدرون على ايذائك لعصمه الله لك وانزل الله عليك القران والسنه المبينه له وهداك الى علم ما لم تكن تعلمه من قبل وكان ما خصك الله به من فضل امرا عظيما
*142). Even if some people succeeded in their design to obtain from the Prophet (peace be on him) a wrong judgement in their favour by presenting a false account of events, the real loss would have been theirs rather than the Prophet's (peace be on him). For the real criminals in the sight of God are the perpetrators of that fraud and not the Prophet (peace be on him) who might in good faith have delivered a verdict that actually did not conform to the facts. Whoever obtains a judgement in his favour by tricking the courts deludes himself into believing that by such tricks he can bring right to his side; right remains with its true claimant regardless of judgements obtained by fraud and deception. (See also Towards Understanding the Qur'an, vol. I, Surah 2, n. 197.)