- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًۢا بَصِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ۚ وكان الله سميعا بصيرا
- عربى - التفسير الميسر : من يرغب منكم -أيها الناس- في ثواب الدنيا ويعرض عن الآخرة، فعند الله وحده ثواب الدنيا والآخرة، فليطلب من الله وحده خيري الدنيا والآخرة، فهو الذي يملكهما. وكان الله سميعًا لأقوال عباده، بصيرًا بأعمالهم ونياتهم، وسيجازيهم على ذلك.
- السعدى : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
ثم أخبر أن مَن كانت همته وإرادته دنية غير متجاوزة ثواب الدنيا، وليس له إرادة في الآخرة فإنه قد قصر سعيه ونظره، ومع ذلك فلا يحصل له من ثواب الدنيا سوى ما كتب الله له منها، فإنه تعالى هو المالك لكل شيء الذي عنده ثواب الدنيا والآخرة، فليطلبا منه ويستعان به عليهما، فإنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته، ولا تدرك الأمور الدينية والدنيوية إلا بالاستعانة به، والافتقار إليه على الدوام. وله الحكمة تعالى في توفيق من يوفقه، وخذلان من يخذله وفي عطائه ومنعه، ولهذا قال: { وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ْ}
- الوسيط لطنطاوي : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
ثم حرض- سبحانه- الناس على أن يقصدوا بعملهم وجه الله، وأن يجعلوا مقصدهم الأعظم الفوز بنعيم الآخرة فقال- تعالى-: مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً.
والمراد بثواب الدنيا: خيراتها التي تعود على طالبها بالنفع الدنيوي.
والمراد بثواب الآخرة: الجزاء الحسن الذي أعده الله- تعالى- لعباده الصالحين.
والمعنى: من كان يريد ثواب الدنيا كالمجاهد يريد بجهاده الغنيمة والمنافع الدنيوية، فأخبره وأعلمه يا محمد أن عند الله ثواب الدنيا والآخرة. فلماذا قصر الطلب على المنافع الدنيوية مع أن ثواب الآخرة أجزل وأبقى؟ وهلا اقتدى بمن قالوا في دعائهم: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً؟
وجزاء الشرط محذوف بتقدير الإعلام والإخبار. أى: من كان يريد ثواب الدنيا فأعلمه وأخبره أن عند الله ثواب الدارين فماله لا يطلب ذلك أو يطلب الأشرف وهو ثواب الآخرة فإن من جاهد- مثلا- جهادا خالصا لم تفته المنافع الدنيوية، وله بجانب ذلك في الآخرة ما هو أنفع وأعظم وأبقى. فقد روى الإمام أحمد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان همه الآخرة جمع الله- تعالى شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له» .
ويرى صاحب البحر المحيط أن جواب الشرط محذوف لدلالة المعنى عليه فقد قال: والذي يظهر أن جواب الشرط محذوف لدلالة المعنى عليه. والتقدير: من كان يريد ثواب الدنيا فلا يقتصر عليه وليطلب الثوابين فعند الله ثواب الدنيا والآخرة.
ثم قال: وقال الراغب وقوله فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تبكيت للإنسان حيث اقتصر على أحد السؤالين مع كون المسئول مالكا للثوابين، وحث على أن يطلب منه- تعالى- ما هو أكمل وأفضل من مطلوبه. فمن طلب خسيسا مع أنه يمكنه أن يطلب نفيسا فهو دنيء الهمة. وقيل: الآية وعيد للمنافقين الذين لا يريدون بالجهاد غير الغنيمة .
وما عبر عنه صاحب البحر المحيط بقوله: وقيل: الآية وعيد للمنافقين، قد رجحه ابن جرير واختاره فقد قال ما ملخصه: قوله مَنْ كانَ يُرِيدُ أى: ممن أظهر الإيمان من أهل النفاق.
ثَوابَ الدُّنْيا يعنى عرض الدنيا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يعنى: أن جزاءه في الدنيا منها هو ما يصيب من المغنم. وأما ثوابه في الآخرة فنار جهنم .
والذي نراه أولى أن الآية الكريمة تخاطب الناس عامة، فتبين لهم أن خير الدنيا بيد الله وخير الآخرة أيضا بيد الله، فإن اتقوه نالوا الخيرين، وتنبههم إلى أن من الواجب عليهم ألا يشغلهم طلب خير الدنيا عن طلب خير الآخرة. بل عليهم أن يقدموا ثواب الآخرة على ثواب الدنيا.
عملا بقوله- تعالى- في آية أخرى: وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا. ولا نرى مقتضيا لتخصيص الآية بالمنافقين كما- يرى ابن جرير- رحمه الله.
وقوله- تعالى- وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً تذييل قصد به حض الناس على الإخلاص في أقوالهم وأعمالهم.
أى: وكان الله- تعالى- سميعا لكل ما يجهر به الناس ويسرونه، بصيرا بأحوالهم الظاهرة والخفية، وسيجازيهم بما يستحقونه من ثواب أو عقاب، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
ثم وجه- سبحانه- بعد ذلك نداءين متتاليين إلى المؤمنين أمرهم فيهما بالمداومة على التمسك بفضيلة العدل في جميع الظروف والأحوال، وبالثبات على الإيمان الحق الذي ينالون به ثواب الله ورضاه، وتوعد الذين ينحرفون عن طريق الحق بسوء العاقبة فقال- تعالى-:
- البغوى : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
( من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ) يريد من كان يريد بعمله عرضا من الدنيا ولا يريد بها الله عز وجل آتاه الله من عرض الدنيا أو دفع عنه فيها ما أراد الله ، وليس له في الآخرة من ثواب ، ومن أراد بعمله ثواب الآخرة آتاه الله من الدنيا ما أحب وجزاه الجنة في الآخرة : ( وكان الله سميعا بصيرا )
- ابن كثير : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
وقوله : ( من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ) أي : يا من ليس همه إلا الدنيا ، اعلم أن عند الله ثواب الدنيا والآخرة ، وإذا سألته من هذه وهذه أعطاك وأغناك وأقناك ، كما قال تعالى : ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . أولئك لهم نصيب مما كسبوا [ والله سريع الحساب ] ) [ البقرة : 200 - 202 ] ، وقال تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه [ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ] ) [ الشورى : 20 ] ، وقال تعالى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا . ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا . كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا . انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض [ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ] ) [ الإسراء : 18 - 21 ] .
وقد زعم ابن جرير أن المعنى في هذه الآية : ( من كان يريد ثواب الدنيا ) أي : من المنافقين الذين أظهروا الإيمان لأجل ذلك ، ( فعند الله ثواب الدنيا ) وهو ما حصل لهم من المغانم وغيرها مع المسلمين . وقوله : ( والآخرة ) أي : وعند الله ثواب الآخرة ، وهو ما ادخره لهم من العقوبة في نار جهنم . وجعلها كقوله : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها [ نوف إليهم أعمالهم فيها ] وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) [ هود : 15 ، 16 ] .
ولا شك أن هذه الآية معناها ظاهر ، وأما تفسيره الآية الأولى بهذا ففيه نظر ; فإن قوله ( فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ) ظاهر في حضور الخير في الدنيا والآخرة ، أي : بيده هذا وهذا ، فلا يقتصرن قاصر الهمة على السعي للدنيا فقط ، بل لتكن همته سامية إلى نيل المطالب العالية في الدنيا والآخرة ، فإن مرجع ذلك كله إلى الذي بيده الضر والنفع ، وهو الله الذي لا إله إلا هو ، الذي قد قسم السعادة والشقاوة في الدنيا والآخرة بين الناس ، وعدل بينهم فيما علمه فيهم ، ممن يستحق هذا ، وممن يستحق هذا ; ولهذا قال : ( وكان الله سميعا بصيرا )
- القرطبى : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
قوله تعالى : من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا
أي من عمل بما افترضه الله عليه طلبا للآخرة آتاه الله ذلك في الآخرة ، ومن عمل طلبا للدنيا آتاه بما كتب له في الدنيا وليس له في الآخرة من ثواب ؛ لأنه عمل لغير الله كما قال تعالى : وما له في الآخرة من نصيب . وقال تعالى : أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار . وهذا على أن يكون المراد بالآية المنافقون والكفار ، وهو اختيار الطبري . وروي أن المشركين كانوا لا يؤمنون بالقيامة ، وإنما . يتقربون إلى الله تعالى ليوسع عليهم في الدنيا ويرفع عنهم مكروهها ؛ فأنزل الله عز وجل من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا أي يسمع ما يقولونه ويبصر ما يسرونه .
- الطبرى : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
القول في تأويل قوله : مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " من كان يريد "، ممن أظهرَ الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل النفاق، (71) الذين يستبطنون الكفر وهم مع ذلك يظهرون الإيمان=" ثواب الدنيا "، يعني: عَرَض الدنيا، (72) بإظهارهِ مَا أظهر من الإيمان بلسانه. (73) =" فعند الله ثواب الدنيا "، يعني: جزاؤه في الدنيا منها وثوابه فيها، وهو ما يصيبُ من المغنم إذا شَهِد مع النبي مشهدًا، (74) وأمنُه على نفسه وذريته وماله، وما أشبه ذلك. وأما ثوابه في الآخرة، فنارُ جهنم.
* * *
فمعنى الآية: من كان من العاملين في الدنيا من المنافقين يريد بعمله ثوابَ الدنيا وجزاءَها من عمله، فإن الله مجازيه به جزاءَه في الدنيا من الدنيا، (75) وجزاءه في الآخرة من الآخرة من العقاب والنكال. وذلك أن الله قادر على ذلك كله، وهو مالك جميعه، كما قال في الآية الأخرى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة هود: 15-16] .
* * *
وإنما عنى بذلك جل ثناؤه: الذين تَتَيَّعُوا في أمر بني أبيرق، (76) والذين وصفهم في قوله: وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ [سورة النساء: 107، 108] ، ومن كان من نظرائهم في أفعالهم ونفاقهم.
* * *
وقوله: "
وكان الله سميعًا بصيرًا "، يعني: وكان الله سميعًا لما يقول هؤلاء المنافقون الذين يريدون ثواب الدنيا بأعمالهم، وإظهارهم للمؤمنين ما يظهرون لهم إذا لَقُوا المؤمنين، وقولهم لهم: "آمنًا " (77) =" بصيرًا "، يعني: وكان ذا بصر بهم وبما هم عليه منطوون للمؤمنين، (78) فيما يكتمونه ولا يبدونه لهم من الغش والغِلّ الذي في صدورهم لهم. (79)* * *
---------------
الهوامش :
(71) في المطبوعة: "
لمحمد صلى الله عليه وسلم" ، والصواب من المخطوطة.(72) انظر تفسير"
ثواب" فيما سلف 2 : 458 / 7 : 262 ، 304 ، 490.(73) في المطبوعة: "
بإظهار" بغير هاء ، وأثبت ما في المخطوطة.(74) في المطبوعة: "
وثوابه فيها هو ..." ، وأثبت ما في المخطوطة.(75) قوله: "
مجازيه به" ، كان في المخطوطة: "مجازيه بها" ، وفي المطبوعة ، حذف"بها" ، والصواب ما أثبت.(76) في المطبوعة: "
الذين سعوا في أمر بني أبيرق" ، وفي المخطوطة ، كما كتبتها غير منقوطة. يقال: "تتيع فلان في الأمر وتتايع": إذا أسرع إليه وتهافت فيه من غير فكر ولا روية. ولا يكون ذلك إلا في الشر ، لا يقال في الخير. والذي في المطبوعة صواب في المعنى والسياق والخبر ، ولكني تبعت رسم المخطوطة ، فهو موافق أيضًا لسياق قصتهم.(77) انظر تفسير"
سميع" فيما سلف 6 : 363 ، والمراجع هناك.(78) انظر تفسير"
بصير" فيما سلف 6 : 283 ، والمراجع هناك.(79) في المطبوعة ، حذف"
لهم" من آخر هذه الجملة. - ابن عاشور : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
لمّا كان شأن التقوى عظيماً على النفوس ، لأنّها يصرفها عنها استعجال الناس لمنافع الدنيا على خيرات الآخرة ، نبّههم الله إلى أنّ خير الدنيا بيد الله ، وخير الآخرة أيضاً ، فإن اتقوه نالوا الخيرين .
ويجوز أن تكون الآية تعليماً للمؤمنين أن لا يصدّهم الإيمان عن طلب ثواب الدنيا ، إذ الكلّ من فضل الله . ويجوز أن تكون تذكيراً للمؤمنين بأن لا يلهيهم طلب خير الدنيا عن طلب الآخرة ، إذ الجمع بينهما أفضل ، وكلاهما من عند الله ، على نحو قوله : «فمنهم من يقول ربّنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب بما كسبوا» أو هي تعليم للمؤمنين أن لا يطلبوا خير الدنيا من طرق الحرام ، فإنّ في الحلال سعة لهم ومندوحة ، وليتطلّبوه من الحلال يُسهِّلْ لهم الله حصوله ، إذ الخير كلّه بيد الله ، فيوشك أن يَحرم من يتطلّبه من وجه لا يرضيه أو لا يباركَ له فيه . والمراد بالثواب في الآية معناه اللغوي دون الشرعي ، وهو الخير وما يرجع به طالب النفع من وجوه النفع ، مشتقّ من ثاب بمعنى رجع . وعلى الاحتمالات كلّها فجواب الشرط ب«منَ كان يريد ثواب الدنيا» محذوف ، تدلّ عليه علّته ، والتقدير : من كان يريد ثواب الدنيا فلا يُعرض عن دين الله ، أو فلا يصدّ عن سؤاله ، أو فلا يقتصر على سؤاله ، أو فلا يحصّله من وجوه لا ترضي الله تعالى : كما فعل بنو أبيرق وأضرابهم ، وليتطلّبه من وجوه البرّ لأنّ فضل الله يسع الخيرين ، والكلّ من عنده . وهذا كقول القطامي :
فمن تَكُن الحضارة أعجبته ... فأيُّ رجال بادية ترانا
التقدير : فلا يغترر أو لا يبتهج بالحضارة ، فإنّ حالنا دليل على شرف البداوة .
- إعراب القرآن : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
«مَنْ كانَ» اسم الشرط مبتدأ والفعل الناقص في محل جزم فعل الشرط «يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا» فعل مضارع ومفعوله ومضاف إليه والجملة في محل نصب خبر كان واسمها ضمير مستتر «فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا» عند ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ثواب الدنيا مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط من وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من وجملة «مَنْ كانَ يُرِيدُ» مستأنفة «وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً» سبق إعراب مثلها.
- English - Sahih International : Whoever desires the reward of this world - then with Allah is the reward of this world and the Hereafter And ever is Allah Hearing and Seeing
- English - Tafheem -Maududi : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا(4:134) He who desires the reward of this world, let him know that with Allah is the reward of this world and also of the World to Come. Allah is All-Hearing, All-Seeing. *163
- Français - Hamidullah : Quiconque désire la récompense d'ici-bas c'est auprès d'Allah qu'est la récompense d'ici-bas tout comme celle de l'au-delà Et Allah entend et observe tout
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wer immer die Belohnung des Diesseits will so ist bei Allah die Belohnung des Diesseits und des Jenseits Allah ist Allhörend und Allsehend
- Spanish - Cortes : Quien desee la recompensa de la vida de acá sepa que Alá dispone de la recompensa de la vida de acá y de la otra Alá todo lo oye todo lo ve
- Português - El Hayek : Quem ansiar pela recompensa deste mundo saiba que Deus possui tanto a recompensa deste mundo como do outro poisé Oniouvinte Onividente
- Россию - Кулиев : Если кто желает вознаграждения в этом мире то ведь у Аллаха есть награда как в этом мире так и в Последней жизни Аллах - Слышащий Видящий
- Кулиев -ас-Саади : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
Если кто желает вознаграждения в этом мире, то ведь у Аллаха есть награда как в этом мире, так и в Последней жизни. Аллах - Слышащий, Видящий.Аллах сообщил, что если намерения и помыслы человека настолько низки, что связаны только с этим миром, если он не помышляет о Последней жизни, то он является недалеким, а его устремления - ограниченные. Несмотря на все свои усилия, он не приобретет мирских благ больше, чем ему было предписано, потому что Аллах - Единственный Владыка всего сущего. Он распределяет награду в этом мире и в Последней жизни. Пусть же люди просят Его одарить их наградой в обоих мирах и помочь им в этом, ведь они не смогут приобрести Божьи блага, пока не станут повиноваться Ему. Они не добьются благополучия при жизни на земле и после смерти, пока не будут молить Его о помощи и не осознают свою постоянную нужду в Нем. Аллах наставляет на прямой путь и оставляет без Своей поддержки, одаряет благами и лишает милости, руководствуясь божественной мудростью. Именно поэтому Аллах завершил этот аят Своими прекрасными именами Слышащий и Видящий.
- Turkish - Diyanet Isleri : Dünya nimetini kim isterse bilsin ki dünyanın ve ahiretin nimeti Allah'ın katındadır Allah işitir ve görür
- Italiano - Piccardo : Chi desidera compenso terreno ebbene il compenso terreno e l'altro sono presso Allah Allah è Colui Che ascolta e osserva
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو کهسهی تهنها پاداشتی دنیای دهوێت ئهوه بابزانێت که لای خوا پاداشتی دنیاو پاداشتی قیامهتیش ههیه خوا ههمیشهو بهردهوام بیسهرو بینایه
- اردو - جالندربرى : جو شخص دنیا میں عملوں کی جزا کا طالب ہو تو خدا کے پاس دنیا اور اخرت دونوں کے لئے اجر موجود ہیں۔ اور خدا سنتا دیکھتا ہے
- Bosanski - Korkut : Onaj ko želi nagradu na ovome svijetu – pa u Allaha je nagrada i ovoga i onoga svijeta – a Allah sve čuje i sve vidi
- Swedish - Bernström : Den som begär sin lön i detta liv [bör tänka på att] Gud belönar både i detta och i det kommande livet Gud hör allt ser allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Barangsiapa yang menghendaki pahala di dunia saja maka ia merugi karena di sisi Allah ada pahala dunia dan akhirat Dan Allah Maha Mendengar lagi Maha Melihat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
(Siapa yang menginginkan) dengan amal perbuatannya (pahala dunia, maka di sisi Allah tersedia pahala dunia dan akhirat) yakni bagi orang yang menginginkannya, dan bukan untuk umumnya manusia. Mengapa seseorang di antara kalian mencari yang paling rendah di antara keduanya, dan kenapa ia tidak mencari yang lebih tinggi saja, yaitu yang akan diperolehnya dengan jalan mengikhlaskan tuntutan kepada-Nya serta yang tidak akan ditemuinya hanyalah pada Zat Yang Maha Kaya. (Dan Allah Maha Mendengar lagi Maha Melihat.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে কেউ দুনিয়ার কল্যাণ কামনা করবে তার জেনে রাখা প্রয়োজন যে দুনিয়া ও আখেরাতের কল্যাণ আল্লাহরই নিকট রয়েছে। আর আল্লাহ সব কিছু শোনেন ও দেখেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவரேனும் இவ்வுலகின் பலனைமட்டும் அடைய விரும்பினால் "அல்லாஹ்விடம் இவ்வுலகப்பலனும் மறுவுலகப்பலனும் உள்ளன அல்லாஹ் கேட்பவனாகவும் பார்ப்பவனாகவும் இருக்கின்றான்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ใดที่ต้องการสิ่งตอบแทนในโลกนี้ก็ที่อัลลอฮฺนั้นมีทั้งสิ่งตอบแทนในโลกนี้และปรโลก และอัลลอฮฺนั้น เป็นผู้ทรงได้ยินผู้ทรงเห็น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ким бу дунё савобини истаса билсинки Аллоҳнинг ҳузурида ҳам бу дунёнинг ҳам у дунёнинг савоби бордир Ва Аллоҳ эшитувчи ва кўрувчи зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 谁欲享受今世的报酬,(你就告诉谁), 真主那里有今世和后世的报酬。真主是全聪的,是全明的。
- Melayu - Basmeih : Sesiapa yang mahukan pahala balasan dunia sahaja maka rugilah ia kerana di sisi Allah disediakan pahala balasan dunia dan akhirat Dan ingatlah Allah sentiasa Mendengar lagi sentiasa Melihat
- Somali - Abduh : Ruuxii dooni abaal Adduunyo Eebe agtiisa yuu jiraa Abaalka Adduunyo iyo Aakhiraba Eebana waa Maqle Arka
- Hausa - Gumi : Wanda ya kasance Yanã nufin sakamakon dũniya to a wurin Allah sakamakon dũniya da Lãhira yake Kuma Allah Yã kasance Mai ji Mai gani
- Swahili - Al-Barwani : Anaye taka malipo ya dunia basi kwa Mwenyezi Mungu yapo malipo ya dunia na Akhera Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusikia na Mwenye kuona
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kush dëshiron shpërblimin e kësaj bote – le ta dijë se te Perëndia janë shpërblimi i kësaj dhe i botës tjetër Perëndia dëgjon dhe vështron çdo gjë
- فارسى - آیتی : هر كس كه پاداش اينجهانى را مىطلبد بداند كه پاداش اينجهانى و آنجهانى در نزد خداست. و او شنوا و بيناست.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар кас, ки савоби инҷаҳониро металабад, бидонад, ки савоби инҷаҳониву онҷаҳонӣ дар назди Худост. Ва Ӯ шунаво ва биност!
- Uyghur - محمد صالح : كىمكى (قىلغان ئەمەلى بىلەن) دۇنيانىڭ نېمىتىنى تىلەيدىكەن، (ئۇنىڭغا ئېيتىپ قويغىنكى) دۇنيا ۋە ئاخىرەتنىڭ نېمىتى اﷲ نىڭ دەرگاھىدىدۇر (بەندە ئۆز پەرۋەردىگارىدىن دۇنيا ۋە ئاخىرەتنىڭ نېمىتىنى تىلىسۇن). اﷲ (بەندىلىرىنىڭ سۆزلىرىنى) ئاڭلاپ تۇرغۇچىدۇر، (بەندىلىرىنىڭ ئەمەللىرىنى) كۆرۈپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇഹലോകത്തിലെ പ്രതിഫലമാഗ്രഹിക്കുന്നവര് ഓര്ക്കുക: ഇഹലോകത്തെ പ്രതിഫലവും പരലോകത്തെ പ്രതിഫലവും അല്ലാഹുവിന്റെ അടുക്കലാണ്. അല്ലാഹു എല്ലാം കേള്ക്കുന്നവനും കാണുന്നവനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : من يرغب منكم ايها الناس في ثواب الدنيا ويعرض عن الاخره فعند الله وحده ثواب الدنيا والاخره فليطلب من الله وحده خيري الدنيا والاخره فهو الذي يملكهما وكان الله سميعا لاقوال عباده بصيرا باعمالهم ونياتهم وسيجازيهم على ذلك
*163). In the Qur'an God often rounds off His enunciation of laws by urging people to reform those aspects of family life and social order in which they are generally liable to commit injustice with admonitions designed to create in people the urge to follow those legal injunctions. Since in the preceding verse the believers were asked to treat women and orphans with justice and kindness it was deemed necessary to bring home to them the following points:
First, that people should not entertain the illusion that they have the power to make or mar the destinies of others, that if they were to withdraw their support, people would be left helpless. The fact is that the destinies of all lie in the Hand of God alone and He need not remain dependent upon any single person as the sole instrument for helping any particular creature. The resources of the Lord of the heavens and the earth are limitless and He also knows how to use those resources.
Second, that the followers of the Prophet (peace be on him) ought to heed the admonition that was made to them, just as it was made to the followers of the former Prophets: to fear God in all their actions. They are being told in effect that by following God's guidance they will secure their own well-being rather than be the source of any benefit to God, that they can do God no harm by disobeying Him, just as it did not lie in the power of the followers of the former Prophets to cause God any harm. The Lord of the Universe does not need people's obedience. If they disobey He may simply replace them with some other nation, and their dismissal will not diminish the majesty and splendour of His realm in the least.
Third, that God alone has the power to dispense the good of this world as well as that of the Hereafter, to lavish transient benefits as well as abiding felicity. It all depends on a man's nature and the extent of his ambition what kind of benefit he seeks from God. If a man is infatuated with the fleeting benefits of this world, and is prepared to sacrifice the benefits of the everlasting life, then God will grant him only the good of this world and he will have no share in the good of the Hereafter. God's benevolence is like a river which never dries up, a river which is both capable of, and geared to, providing abundant water to all who need their tillage watered. It is short-sighted and unambitious to want one's fields to be irrigated only once, and to be prepared thereafter to face the prospect of eternal drought. Anyone with breadth of vision would commit himself to submit to God and obey Him, thereby earning the well-being of both worlds.
The section ends with the assertion that God is All-Seeing and All-Hearing. This means that God is fully aware of the actions of His creatures, and is unlike those negligent sovereigns who are blind in lavishing their favours. God governs the universe with full knowledge and awareness. He has an eye on the capacities and ambitions of all human beings and knows their qualities exactly. He is fully aware of the purposes to which people devote their efforts and energies. Anyone who 'wilfully decides to be disobedient to God should therefore not cherish hopes of receiving the favours reserved for those who obey Him.