- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَٰفِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۚ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
- عربى - نصوص الآيات : الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ۚ فالله يحكم بينكم يوم القيامة ۗ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
- عربى - التفسير الميسر : المنافقون هم الذين ينتظرون ما يحلُّ بكم -أيها المؤمنون- من الفتن والحرب، فإن منَّ الله عليكم بفضله، ونصركم على عدوكم وغنمتم، قالوا لكم: ألم نكن معكم نؤازركم؟ وإن كان للجاحدين لهذا الدين قَدْرٌ من النصر والغنيمة، قالوا لهم: ألم نساعدكم بما قدَّمناه لكم ونَحْمِكُم من المؤمنين؟ فالله تعالى يقضي بينكم وبينهم يوم القيامة، ولن يجعل الله للكافرين طريقًا للغلبة على عباده الصالحين، فالعاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة.
- السعدى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
ثم ذكر تحقيق موالاة المنافقين للكافرين ومعاداتهم للمؤمنين فقال: { الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } أي: ينتظرون الحالة التي تصيرون عليها، وتنتهون إليها من خير أو شر، قد أعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم. { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } فيظهرون أنهم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ليسلموا من القدح والطعن عليهم، وليشركوهم في الغنيمة والفيء ولينتصروا بهم. { وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ } ولم يقل فتح؛ لأنه لا يحصل لهم فتح، يكون مبدأ لنصرتهم المستمرة، بل غاية ما يكون أن يكون لهم نصيب غير مستقر، حكمة من الله. فإذا كان ذلك { قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } أي: نستولي عليكم { وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } أي: يتصنعون عندهم بكف أيديهم عنهم مع القدرة، ومنعهم من المؤمنين بجميع وجوه المنع في تفنيدهم وتزهيدهم في القتال، ومظاهرة الأعداء عليهم، وغير ذلك مما هو معروف منهم. { فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } فيجازي المؤمنين ظاهرا وباطنا بالجنة، ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات. { وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا } أي: تسلطا واستيلاء عليهم، بل لا تزال طائفة من المؤمنين على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، ولا يزال الله يحدث من أسباب النصر للمؤمنين، ودفعٍ لتسلط الكافرين، ما هو مشهود بالعيان. حتى إن [بعض] المسلمين الذين تحكمهم الطوائف الكافرة، قد بقوا محترمين لا يتعرضون لأديانهم ولا يكونون مستصغرين عندهم، بل لهم العز التام من الله، فله الحمد أوّلًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
- الوسيط لطنطاوي : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
ثم ذكر - سبحانه - بعد ذلك سمة أخرى من أبرز سمات المنافقين. وهى أنهم كانوا يلقون المسلمين بوجه ويلقون الكفر بوجه آخر. أى أنهم يحاولون أن يمسكوا العصا من وسطها حتى يأكلوا من كل مائدة. استمع إلى القرآن وهو يصور ذلك بأسلوبه البليغ المؤثر فيقول: { ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤاْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوۤاْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
وقوله: { يَتَرَبَّصُونَ } من التربص بمعنى الانتظار وترقب الحوادث. يقال: تربص به إذا انتظره مع ترقب وملاحظة.
وقوله: { نَسْتَحْوِذْ } من الاستحواذ بمعنى الغلبة والتمكن والاستيلاء، يقال: استحوذ فلان على فلان أى: غلب عليه وتمكن منه. ومنه قوله - تعالى -
{ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ }
والمعنى: إن من صفات هؤلاء المنافقين - أيها المؤمنون - أنهم يتربصون بكم. أى: ينتظرون بترقب وملاحظة ما يحدث لكم من خير أو شر، أو من نصر أو هزيمة { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ } أى: من نصر وظفر على أعدائكم { قَالُوۤاْ } على سبيل التقرب إليكم { أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } فى الجهاد وغيره فاعطونا نصيبا من الخير الذى أصبتموه. { وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ } أى حظ من النصر عليكم - لأن الحرب سجال - { قَالُوۤاْ } لهم - أيضا - على سبيل التقرب إليهم { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أى: ألم نتمكن من قتلكم وأسركم ولكنا لم نفعل ذلك، بل أحطناكم بحمايتنا ورعايتنا ومنعنا المؤمنين من النصر عليكم بسبب تخذيلنا لهم، وتجسسنا على أحوالهم.
وإخباركم بما يهمكم من شئونهم. وما دام الأمر كذلك فاجعلوا لنا قسما من نصيبكم.
فالآية الكريمة تصور تصويرا بليغا ما كان عليه المنافقون من تلون وتقلب وهرولة وراء شهوات الدنيا فى أى مكان كانت.
وعبر عن النصر فى جانب المؤمنين بأنه فتح، وعن انتصار الكافرين بأنه نصيب، لتعظيم شأن المسلمين وللتهوين من شأن الكافرين. ولأن انتصار المسلمين يترتب عليه فتح الطريق أمام الحق لكى يدركه الناس، ويدخلوا في دين الله أفواجا، ولأن الفتح من الله يكون معه الدوام وحسن العاقبة بخلاف انتصار الكافرين فهو أمر طارئ وليس بدائم.
قال صاحب الانتصاف: وهذا من محاسن نكت أسرار القرآن، فإن الذى يتفق للمسلمين فيه: استئصال لشأفة الكفار واستيلاء على أرضهم وديارهم وأموالهم وأرض لم يطؤوها. وأما ما كان يتفق للكفار فمثل الغلبة والقدرة التى لا يبلغ شأنها أن تسمى فتحا. فالتفريق بينهما أيضا مطابق للواقع والاستفهام فى قوله { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } وفى قوله { أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } للتقرير أى: لقد كنا معكم واستحوذنا عليكم ومنعناكم من المؤمنين.
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين فقال: { فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }.
والفاء هنا للإِفصاح عن كلام مقدر. أى: إذا كان هذا هو حال المنافقين والكافرين فى الدنيا، فأبشركم - أيها المؤمنون - بأن الله سيحكم بينكم وبينهم يوم القيامة بحكمه العادل، فيثيبكم بالثواب الجزيل لأنكم أولياؤه، ويعاقبهم بالعقاب الأليم لأنهم أعداؤه، وأبشركم - أيضا - بأنه - سبحانه - لن يجعل لأعدائكم الكافرين سلطانا عليكم ما دمتم متمسكين بدينكم ومعتصمين بحبل الله جميعا بدون فرقة أو تنازع أو فشل، وآخذين بالأسباب وبسنن الله الكونية التى تعينكم على الوصول إلى غاياتكم الشريفة، ومقاصدكم السليمة.
فالآية الكريمة تنفى أن يكون هناك سبيل للكافرين على المؤمنين فى الدنيا والآخرة.
ومنهم من يرى أن المراد بنفى السبيل هنا فى الآخرة.
وقد أشار الإِمام ابن كثير إلى هذين الاتجاهين بقوله - تعالى - { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }. أى: يوم القيامة كما روى عن على بن أبى طالب وغيره.
ويحتمل أن يكون المعنى: { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } أى: فى الدنيا، بأن يسلطوا عليهم تسليط استيلاء واستئصال بالكلية، وإن حصل لهم ظفر فى بعض الأحيان على بعض الناس فإن العاقبة للمتقين فى الدنيا والآخرة، كما قال - تعالى -
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ }
والذى نراه أولى أن تكون الجملة الكريمة عامة فى نفى أن يكون هناك سلطان للكافرين على المؤمنين ما دام المؤمنون متبعين اتباعا تاما تعاليم دينهم وآخذين فى الأسباب التى تجعل النصر حليفا لهم.
وإذا كان الكافرون فى بعض الازمان والأحوال قد صارت لهم الغلبة على المسلمين، فذلك قد يكون نوعا من الابتلاء أو التأديب أو التمحيص. حتى يعود المسملون إلى دينهم عودة كاملة تجعلهم يستجيبون لتوجيهاته. ويذعنون لأحكامه، ويطبقون أوامره ونواهيه. وهنا يحالفهم نصر الله الذى لا يقهر ووعده الذى لا يتخلف.
- البغوى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
( الذين يتربصون بكم ) [ ينتظرون بكم الدوائر ] ، يعني : المنافقين ، ( فإن كان لكم فتح من الله ) يعني : ظفر وغنيمة ، ( قالوا ) لكم ( ألم نكن معكم ) على دينكم في الجهاد ، كنا معكم فاجعلوا لنا نصيبا من الغنيمة ، ( وإن كان للكافرين نصيب ) يعني دولة وظهور على المسلمين ، ( قالوا ) يعني : المنافقين للكافرين ، ( ألم نستحوذ عليكم ) والاستحواذ : هو الاستيلاء والغلبة ، قال تعالى : " استحوذ عليهم الشيطان " ( المجادلة - 19 ) أي : استولى وغلب ، يقول : ألم نخبركم بعورة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونطلعكم على سرهم؟
قال المبرد : يقول المنافقون للكفار ألم نغلبكم على رأيكم ( ونمنعكم ) ونصرفكم ، ( من المؤمنين ) أي : عن الدخول في جملتهم ، وقيل : معناه ألم نستول عليكم بالنصرة لكم ونمنعكم من المؤمنين؟ أي : ندفع عنكم صولة المؤمنين بتخذيلهم عنكم ومراسلتنا إياكم بأخبارهم وأمورهم ، ومراد المنافقين بهذا الكلام إظهار المنة على الكافرين .
( فالله يحكم بينكم يوم القيامة ) يعني : بين أهل الإيمان وأهل النفاق ، ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) قال علي : في الآخرة ، وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم : أي حجة ، وقيل : ظهورا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
- ابن كثير : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء ، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم ، وظهور الكفر عليهم ، وذهاب ملتهم ( فإن كان لكم فتح من الله ) أي : نصر وتأييد وظفر وغنيمة ( قالوا ألم نكن معكم ) ؟ أي : يتوددون إلى المؤمنين بهذه المقالة ( وإن كان للكافرين نصيب ) أي : إدالة على المؤمنين في بعض الأحيان ، كما وقع يوم أحد ، فإن الرسل تبتلى ثم يكون لها العاقبة ( قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ) ؟ أي : ساعدناكم في الباطن ، وما ألوناهم خبالا وتخذيلا حتى انتصرتم عليهم .
وقال السدي : ( نستحوذ عليكم ) نغلب عليكم ، كقوله : ( استحوذ عليهم الشيطان ) [ المجادلة : 19 ] وهذا أيضا تودد منهم إليهم ، فإنهم كانوا يصانعون هؤلاء وهؤلاء ; ليحظوا عندهم ويأمنوا كيدهم ، وما ذاك إلا لضعف إيمانهم ، وقلة إيقانهم .
قال الله تعالى : ( فالله يحكم بينكم يوم القيامة ) أي : بما يعلمه منكم - أيها المنافقون - من البواطن الرديئة ، فلا تغتروا بجريان الأحكام الشرعية عليكم ظاهرا في الحياة الدنيا ، لما له [ تعالى ] في ذلك من الحكمة ، فيوم القيامة لا تنفعكم ظواهركم ، بل هو يوم تبلى فيه السرائر ويحصل ما في الصدور .
وقوله : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري ، عن الأعمش ، عن ذر ، عن يسيع الكندي قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب ، فقال : كيف هذه الآية : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ؟ فقال علي ، رضي الله عنه : ادنه ادنه ، ثم قال : ( فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )
وكذا روى ابن جريج عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) قال : ذاك يوم القيامة . وكذا روى السدي عن أبي مالك الأشجعي : يعني يوم القيامة . وقال السدي : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) أي : حجة .
ويحتمل أن يكون المراد : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) أي : في الدنيا ، بأن يسلطوا عليهم استيلاء استئصال بالكلية ، وإن حصل لهم ظفر في بعض الأحيان على بعض الناس ، فإن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا [ ويوم يقوم الأشهاد . يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ] ) [ غافر : 51 ، 52 ] . وعلى هذا فيكون ردا على المنافقين فيما أملوه وتربصوه وانتظروه من زوال دولة المؤمنين ، وفيما سلكوه من مصانعتهم الكافرين ، خوفا على أنفسهم منهم إذا هم ظهروا على المؤمنين فاستأصلوهم ، كما قال تعالى : ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم [ يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم ] نادمين ) [ المائدة : 52 ] .
وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية الكريمة على أصح قولي العلماء ، وهو المنع من بيع العبد المسلم من الكافر لما في صحة ابتياعه من التسليط له عليه والإذلال ، ومن قال منهم بالصحة يأمره بإزالة ملكه عنه في الحال ; لقوله تعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )
- القرطبى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
الذين يتربصون بكم يعني المنافقين ، أي ينتظرون بكم الدوائر . فإن كان لكم فتح من الله أي غلبة على اليهود وغنيمة . قالوا ألم نكن معكم أي أعطونا من الغنيمة . وإن كان للكافرين نصيب أي ظفر . قالوا ألم نستحوذ عليكم أي ألم نغلب عليكم حتى هابكم المسلمون وخذلناهم عنكم . يقال : استحوذ على كذا أي غلب عليه ؛ ومنه قوله تعالى : استحوذ عليهم الشيطان . وقيل : أصل الاستحواذ الحوط ؛ حاذه يحوذه حوذا إذا حاطه . وهذا الفعل جاء على الأصل ، ولو أعل لكان ألم نستحذ ، والفعل على الإعلال استحاذ يستحيذ ، وعلى غير الإعلال استحوذ يستحوذ . ونمنعكم من المؤمنين أي بتخذيلنا إياهم عنكم ، وتفريقنا إياهم مما يريدونه منكم . والآية تدل على أن المنافقين كانوا يخرجون في الغزوات مع المسلمين ولهذا قالوا : ألم نكن معكم ؟ وتدل على أنهم كانوا لا يعطونهم الغنيمة ولهذا طلبوها وقالوا : ألم نكن معكم ! ويحتمل أن يريدوا بقولهم ألم نكن معكم الامتنان على المسلمين . أي كنا نعلمكم بأخبارهم وكنا أنصارا لكم .
قوله تعالى : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا للعلماء فيه تأويلات خمس :
أحدها : ما روي عن يسيع الحضرمي قال : كنت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له رجل يا أمير المؤمنين ، أرأيت قول الله : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا كيف ذلك ، وهم يقاتلوننا ويظهرون علينا أحيانا ! فقال علي رضي الله عنه : معنى ذلك يوم القيامة يوم الحكم . وكذا قال ابن عباس : ذاك يوم القيامة . قال ابن عطية : وبهذا قال جميع أهل التأويل . قال ابن العربي : وهذا ضعيف : لعدم فائدة الخبر فيه ، وإن أوهم صدر الكلام معناه ؛ لقوله تعالى : فالله يحكم بينكم يوم القيامة فأخر الحكم إلى يوم القيامة . وجعل الأمر في الدنيا دولا تغلب الكفار تارة وتغلب أخرى ؛ بما رأى من الحكمة وسبق من الكلمة . ثم قال : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فتوهم من توهم أن آخر الكلام يرجع إلى أوله ، وذلك يسقط فائدته ، إذ يكون تكرارا .
الثاني : إن الله لا يجعل لهم سبيلا يمحو به دولة المؤمنين ، ويذهب آثارهم ويستبيح بيضتهم ؛ كما جاء في صحيح مسلم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وإني سألت ربي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا .
الثالث : إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا منه إلا أن يتواصوا بالباطل ولا يتناهوا عن المنكر ويتقاعدوا عن التوبة فيكون تسليط العدو من قبلهم ؛ كما قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم . قال ابن العربي : وهذا نفيس جدا .
قلت : ويدل عليه قوله عليه السلام في حديث ثوبان حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا وذلك أن " حتى " غاية ؛ فيقتضي ظاهر الكلام أنه لا يسلط عليهم عدوهم فيستبيحهم إلا إذا كان منهم إهلاك بعضهم لبعض ، وسبي بعضهم لبعض ، وقد وجد ذلك في هذه الأزمان بالفتن الواقعة بين المسلمين ؛ فغلظت شوكة الكافرين واستولوا على بلاد المسلمين حتى لم يبق من الإسلام إلا أقله ؛ فنسأل الله أن يتداركنا بعفوه ونصره ولطفه .
الرابع : إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا شرعا ؛ فإن وجد فبخلاف الشرع .
الخامس : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا أي حجة عقلية ولا شرعية يستظهرون بها إلا أبطلها ودحضت .
الثانية : ابن العربي : ونزع علماؤنا بهذه الآية في الاحتجاج على أن الكافر لا يملك العبد المسلم . وبه قال أشهب والشافعي : لأن الله سبحانه نفى السبيل للكافر عليه ، والملك بالشراء سبيل ، فلا يشرع له ولا ينعقد العقد بذلك . وقال ابن القاسم عن مالك ، وهو قول أبي حنيفة : إن معنى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في دوام الملك ؛ لأنا نجد الابتداء يكون له عليه وذلك بالإرث . وصورته أن يسلم عبد كافر في يد كافر فيلزم القضاء عليه ببيعه ، فقبل الحكم عليه ببيعه مات ، فيرث العبد المسلم وارث الكافر . فهذه سبيل قد ثبت قهرا لا قصد فيه ، وإن ملك الشراء ثبت بقصد النية ، فقد أراد الكافر تملكه باختياره ، فإن حكم بعقد بيعه وثبوت ملكه فقد حقق فيه قصده ، وجعل له سبيل عليه . قال أبو عمر : وقد أجمع المسلمون على أن عتق النصراني أو اليهودي لعبده المسلم صحيح نافذ عليه . وأجمعوا أنه إذا أسلم عبد الكافر فبيع عليه أن ثمنه يدفع إليه . فدل على أنه على ملكه بيع وعلى ملكه ثبت العتق له ، إلا أنه ملك غير مستقر لوجوب بيعه عليه ؛ وذلك والله أعلم لقول الله عز وجل : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا يريد الاسترقاق والملك والعبودية ملكا مستقرا دائما .
واختلف العلماء في شراء العبد الكافر العبد المسلم على قولين : أحدهما : البيع مفسوخ . والثاني : البيع صحيح ويباع على المشتري .
الثالثة : واختلف العلماء أيضا من هذا الباب في رجل نصراني دبر عبدا له نصرانيا فأسلم العبد ؛ فقال مالك والشافعي في أحد قوليه : يحال بينه وبين العبد ، ويخارج على سيده النصراني ، ولا يباع عليه حتى يتبين أمره . فإن هلك النصراني وعليه دين قضي دينه من ثمن العبد المدبر ، إلا أن يكون في ماله ما يحمل المدبر فيعتق المدبر . وقال الشافعي في القول الآخر : إنه يباع عليه ساعة أسلم ؛ واختاره المزني ؛ لأن المدبر وصية ولا يجوز ترك مسلم في ملك مشرك يذله ويخارجه ، وقد صار بالإسلام عدوا له . وقال الليث بن سعد : يباع النصراني من مسلم فيعتقه ، ويكون ولاؤه للذي اشتراه وأعتقه ، ويدفع إلى النصراني ثمنه . وقالسفيان والكوفيون : إذا أسلم مدبر النصراني قوم قيمته فيسعى في قيمته ، فإن مات النصراني قبل أن يفرغ المدبر من سعايته عتق العبد وبطلت السعاية .
- الطبرى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
القول في تأويل قوله : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا (141)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " الذين يتربصون بكم "، الذين ينتظرون، أيها المؤمنون، (1) بكم=" فإن كان لكم فتح من الله "، يعني: فإن فتح الله عليكم فتحًا من عدوكم، فأفاء عليكم فَيْئًا من المغانم=" قالوا " لكم=" ألم نكن معكمْ"، نجاهد عدوّكم ونغزوهم معكم، فأعطونا نصيبًا من الغنيمة، فإنا قد شهدنا القتال معكم=" وإن كان للكافرين نصيب "، يعني: وإن كان لأعدائكم من الكافرين حظّ منكم، بإصابتهم منكم (2) =" قالوا "، (3) يعني: قال هؤلاء المنافقون للكافرين=" ألم نستحوذ عليكم "، ألم نغلب عليكم حتى قهرتم المؤمنين=" ونمنعكم " منهم، بتخذيلنا إياهم، حتى امتنعوا منكم فانصرفوا=" فالله يحكم بينكم يوم القيامة "، يعني: فالله يحكم بين المؤمنين والمنافقين يوم القيامة، فيفصل بينكم بالقضاء الفاصل، (4) بإدخال أهل الإيمان جنّته، وأهل النفاق مع أوليائهم من الكفار ناره=" ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، يعني: حجة يوم القيامة. (5)
وذلك وعدٌ من الله المؤمنين أنه لن يدخل المنافقين مدخلَهم من الجنة، ولا المؤمنين مدخَل المنافقين، فيكون بذلك للكافرين على المؤمنين حجة بأن يقولوا لهم، إن أدخلوا مدخلهم: ها أنتم كنتم في الدنيا أعداءَنا، وكان المنافقون أولياءنا، وقد اجتمعتم في النار، فجمع بينكم وبين أوليائنا! فأين الذين كنتم تزعمون أنكم تقاتلوننا من أجله في الدنيا؟ فذلك هو "
السبيل " الذي وعد الله المؤمنين أن لا يجعلها عليهم للكافرين.* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10711- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "
فإن كان لكم فتح من الله ". قال: المنافقون يتربَّصون بالمسلمين=" فإن كان لكم فتح "، قال: إن أصاب المسلمون من عدوهم غنيمة &; قال المنافقون: " ألم نكن معكم "، قد كنا معكم فأعطونا غنيمة مثل ما تأخذون=" وإن كان للكافرين نصيب "، يصيبونه من المسلمين، قال المنافقون للكافرين: " ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين "، قد كنا نثبِّطهم عنكم.* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: "
ألم نستحوذ عليكم ".فقال بعضهم: معناه: ألم نغلب عليكم.
*ذكر من قال ذلك:
10712- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي في قوله: "
ألم نستحوذ عليكم "، قال: نغلب عليكم.* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: ألم نبيِّن لكم أنّا معكم على ما أنتم عليه.
*ذكر من قال ذلك:
10713- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: "
ألم نستحوذ عليكم "، ألم نبين لكم أنّا معكم على ما أنتم عليه.* * *
قال أبو جعفر: وهذان القولان متقاربا المعنى. وذلك أن من تأوله بمعنى: "
ألم نبين لكم "، إنما أراد - إن شاء الله-: ألم نغلب عليكم بما كان منا من البيان لكم أنا معكم.* * *
وأصل "
الاستحواذ " في كلام العرب، فيما بلغنا، الغلبة، ومنه قول الله جل ثناؤه: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ، [سورة المجادلة: 19] ، بمعنى: غلب عليهم. يقال منه: " حاذ عليه واستحاذ، يحيذ ويستحيذ، وأحاذ (6) يحيذ ". ومن لغة من قال: " حاذ "، قول العجاج في صفة ثور وكلب:يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيّ (7)
وقد أنشد بعضهم:
يَحُوزُهُنَّ وَلَهُ حُوزِيُّ (8)
وهما متقاربا المعنى. ومن لغة من قال "
أحاذ "، قول لبيد في صفة عَيْرٍ وأتُنٍ: (9)إذَا اجْـــتَمَعَتْ وَأَحْــوَذَ جَانِبَيْهَــا
وَأَوْرَدَهــا عَــلَى عُــوجٍ طِـوَالِ (10)
يعني بقوله: "
وأحوذ جانبيها "، غلبها وقهرَها حتى حاذ كلا جانبيها، فلم يشذّ منها شيء.وكان القياس في قوله: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ أن يأتي: "
استحاذ عليهم "، لأن " الواو " إذا كانت عين الفعل وكانت متحركة بالفتح وما قبلها ساكن، جعلت العرب حركتها في" فاء " الفعل قبلها، وحوَّلوها " ألفًا "، متبعة حركة ما قبلها، كقولهم: " استحال هذا الشيء عما كان عليه "، من " حال يحول "= و " استنار فلان بنور الله "، من " النور "= و " استعاذ بالله " من " عاذ يعوذ ". وربما تركوا ذلك على أصله كما قال لبيد: " وأحوذ "، ولم يقل " وأحاذ "، وبهذه اللغة جاء القرآن في قوله: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ .* * *
وأما قوله: "
فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، فلا خلاف بينهم في أن معناه: ولن يجعل الله للكافرين يومئذ على المؤمنين سبيلا.ذكر الخبر عمن قال ذلك:
10714- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن ذَرّ، عن يُسَيْع الحضرمي قال: كنت عند علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أرأيت قول الله: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، وهم يقاتلوننا فيظهرون ويقتلون؟ قال له عليّ: ادْنُه، ادْنُهْ! ثم قال: " فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " ، يوم القيامة.10715- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن ذَرّ، عن يسيع الكندي في قوله: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: كيف هذه الآية: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "؟ فقال علي: ادْنُهْ،" فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله "، يوم القيامة،" للكافرين على المؤمنين سبيلا ".10716- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذر، عن يُسيع الحضرمي، عن علي بنحوه.
10717- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا غندر، عن شعبة قال: سمعت سليمان يحدّث، عن ذر، عن رجل، عن عليّ رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، قال: في الآخرة. (11)10718- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، يوم القيامة.* * *
10719- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، قال: ذاك يوم القيامة.وأما "
السبيل "، في هذا الموضع، فالحجة، (12) كما:-10720- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي في قوله: "
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، قال: حجةً.--------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير"
التربص" فيما سلف 4 : 456 ، 515 / 5 : 79.(2) انظر تفسير"
نصيب" فيما سلف ص 212 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(3) في المطبوعة وحدها: "
وقالوا ألم نكن معكم" ، وهو سهو من الناشر الأول.(4) انظر تفسير"
الحكم" فيما سلف ص: 175.(5) انظر تفسير"
السبيل" فيما سلف من فهارس اللغة.(6) قوله: "
أحاذ يحيذ" ، لم أجده في معاجم اللغة ، وهو صحيح في العربية ، وقالوا مكانه: "أحوذ ثوبه" إذا ضمه ، وجاءوا ببيت لبيد الآتي شاهدا عليه. وانظر ما سيأتي بعد بيت لبيد.(7) ديوانه: 71 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 141 ، واللسان (حوذ) (حوز) ، ورواية الديوان:
يَحُوذُهــا وَهْــوَ لَهَــا حُــوذِيُّ
خَــوْفَ الخِــلاطِ فَهْــوَ أَجْـنَبِيُّ
كَمَـــا يَحُــوذُ الفِئَــةَ الكَــمِيُّ
وفسروا"
يحوذها": يسوقها سوقًا شديدًا ، ومثله"يحوزها" في الرواية الآتية.(8) انظر اللسان (حوذ) و(حوز).
(9) "
العير" حمار الوحش ، و"الأتن" جمع"أتان" ، وهي أنثاه.(10) ديوانه: القصيدة: 17 ، البيت: 39 ، واللسان (حوذ) ، وقوله: "
إذا اجتمعت" يعني إناث حمار الوحش حين دعاها إلى الماء ، فضمها من جانبيها ، يأتيها من هذا الجانب مرة ، ومن هذا مرة حتى غلبها ولم شتاتها ، و"العوج الطوال" قوائمه ، وبعد البيت:رَفَعْــنَ سُــرَادِقًا فـي يَـوْمِ رِيـحٍ
يُصَفَّــقُ بيــن مَيْــلٍ واعْتِــدالِ
يعني غبارها ، ارتفع كأنه سرادق تصفقه الريح وتميله مرة هكذا ومرة هكذا ، فهو يميل ويعتدل.
(11) الآثار: 10714 - 10717-"
ذر" (بفتح الذال) هو: "ذر بن عبد الله المرهبي" ثقة ، أخرج له أصحاب الكتب الستة. مضى برقم: 2918.و"
يسيع بن معدان الحضرمي ، والكندي" ، تابعي ثقة. مضى برقم: 2918. وكان في المطبوعة هنا: "نسيع" بالنون ، وهو خطأ صرف.(12) انظر تفسير"
السبيل" فيما سلف قريبًا ص: 324 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك. - ابن عاشور : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
وجملة { الذين يتربّصون بكم } صفة للمنافقين وحدَهم بدليل قوله : { وإن كان للكافرين نصيب } .
والتربّص حقيقة في المكث بالمكان ، وقد مرّ قوله : { يتربّصن بأنفسهنّ } في سورة البقرة ( 228 ) . وهو مجاز في الانتظار وترقّب الحوادث . وتفصيله قوله : { فإن كان لكم فتح من الله } الآيات . وجُعل ما يحصل للمسلمين فتحاً لأنّه انتصار دائم ، ونُسب إلى الله لأنّه مُقدّره ومريده بأسباب خفيّة ومعجزات بينّة . والمراد بالكافرين هم المشركون من أهل مكة وغيرهم لا محالة ، إذ لا حظّ لليهود في الحرب ، وجعل ما يحصل لهم من النصر نصيباً تحقيراً له ، والمراد نصيب من الفوز في القتال .
والاستحواذ : الغلبة والإحاطة ، أبقوا الواو على أصلها ولم يقلبوها ألفاً بعد الفتحة على خلاف القياس . وهذا أحد الأفعال التي صُحّحت على خلاف القياس مثل : استجوب ، وقد يقولون : استحاذ على القياس كما يقولون : استجَاب واستصاب .
والاستفهام تقريري . ومعنى { ألم نستحوذ عليكم } ألم نتولّ شؤونكم ونحيط بكم إحاطة العنايية والنصرة ونمنعكم من المؤمنين ، أي من أن ينالكم بأسهم ، فالمنع هنا إمّا منعٌ مكذوبٌ يخَيِّلُونه الكفارَ واقعاً وهو الظاهر ، وإمّا منع تقديري وهو كفّ النصرة عن المؤمنين ، والتجسّس عليهم بإبلاغ أخبارهم للكافرين ، وإلقاء الأراجيف والفتن بين جيوش المؤمنين ، وكلّ ذلك ممّ يضعف بأس المؤمنين إن وقع ، وهذا القول كان يقوله من يندسّ من المنافقين في جيش المسلمين في الغزوات ، وخاصّة إذا كانت جيوش المشركين قرب المدينة مثل غزوة الأحْزاب .
وقوله : { فالله يحكم بينكم يوم القيامة } الفاء للفصيحة ، والكلام إنذار للمنافقين وكفاية لمُهمّ المؤمنين ، بأن فوّض أمر جزاء المنافقين على مكائدهم وخزعبلاتهم إليه تعالى .
وقوله : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً } تثبيت للمؤمنين ، لأنّ مثيل هذه الأخبار عن دخائل الأعداء وتألبّهم : من عدوّ مجاهر بكفره . وعدو مصانع مظهر للأخوّة ، وبيان هذه الأفعال الشيطانية البالغة أقصى المكر والحيلة ، يثير مخاوف في نفوس المسلمين وقد يُخيِّل لهم مَهاوي الخيبة في مستقبلهم . فكان من شأن التلطّف بهم أن يعقّب ذلك التحذير بالشدّ على العضد ، والوعد بحسن العاقبة ، فوَعدهم الله بأن لا يجعل للكافرين ، وإن تألّبت عصاباتهم . واختلفت مناحي كفرهم ، سبيلاً على المؤمنين .
والمراد بالسبيل طريق الوصول إلى المؤمنين بالهزيمة والغلبة ، بقرينة تعديته بعَلَى ، ولأنّ سبيل العدوّ إلى عدوّه هو السعي إلى مضرّته ، ولو قال لك الحبيب : لا سبيل إليك ، لتحسّرت؛ ولو قال لك العدوّ : لا سبيل إليك لتهلّلت بشراً ، فإذا عُدّي بعلى صار نصاً في سبيل الشرّ والأذى ، فالآية وعد محض دنيوي ، وليست من التشريع في شيء ، ولا من أمور الآخرة في شيء لنبوّ المقام عن هذين .
فإن قلت : إذا كان وعداً لم يجز تخلّفه . ونحن نرى الكافرين ينتصرون على المؤمنين انتصراً بيّناً ، وربما تملّكوا بلادهم وطال ذلك ، فكيف تأويل هذا الوعد . قلتُ : إن أريد بالكافرين والمؤمنين الطائفتان المعهودتان بقرينة القصّة فالإشكال زائل ، لأنّ الله جعل عاقبة النصر أيّامئذٍ للمؤمنين وقطع دابر القوم الذين ظلموا فلم يلبثوا أن ثقفوا وأخذوا وقتّلوا تقتيلاً ودخلت بقيتهم في الإسلام فأصبْحوا أنصاراً للدين؛ وإن أريد العموم فالمقصود من المؤمنين المؤمنون الخلّص الذين تلبّسوا بالإيمان بسائر أحواله وأصوله وفروعه ، ولو استقام المؤمنون على ذلك لما نال الكافرون منهم منالاً ، ولدفعوا عن أنفسهم خيبة وخبالاً .
- إعراب القرآن : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
«الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله واسم الموصول صفة للمنافقين أيضا والجملة بعده صلة الموصول «فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ» الجار والمجرور لكم متعلقان بمحذوف خبر كان وهي في محل جزم فعل الشرط وفتح اسمها «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بمحذوف صفة فتح «قالُوا» فعل ماض وفاعل والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية «أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ؟» ظرف المكان متعلق بمحذوف خبر نكن واسمها ضمير مستتر تقديره : نحن والهمزة للإستفهام والجملة مقول القول «وَ إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا» مثل «فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ» «أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ» والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة مفعول به. «وَ نَمْنَعْكُمْ» عطف على نستحوذ «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بالفعل قبلهما «فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» الظرفان بينكم ويوم متعلقان بالفعل يحكم والجملة خبر المبتدأ اللّه وجملة «فَاللَّهُ» استئنافية ، القيامة مضاف إليه «وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا» للكافرين متعلقان بيجعل وهما المفعول الأول وسبيلا المفعول الثاني على المؤمنين متعلقان بالفعل أو بحال من سبيلا والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : Those who wait [and watch] you Then if you gain a victory from Allah they say "Were we not with you" But if the disbelievers have a success they say [to them] "Did we not gain the advantage over you but we protected you from the believers" Allah will judge between [all of] you on the Day of Resurrection and never will Allah give the disbelievers over the believers a way [to overcome them]
- English - Tafheem -Maududi : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا(4:141) These hypocrites watch you closely: if victory is granted to you by Allah, they will say: 'Were we not with you?' And were the unbelievers to gain the upper hand, they will say: 'Did we not have mastery over you, and yet we protected you from the believers?' *171 It is Allah Who will judge between you on the Day of Resurrection, and He will not allow the unbelievers, in any way, to gain advantage over the believers.
- Français - Hamidullah : Ils restent dans l'expectative à votre égard; si une victoire vous vient de la part d'Allah ils disent N'étions-nous pas avec vous et s'il en revient un avantage aux mécréants ils leur disent Est-ce que nous n'avons pas mis la main sur vous pour vous soustraire aux croyants Eh bien Allah jugera entre vous au Jour de la Résurrection Et jamais Allah ne donnera une voie aux mécréants contre les croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : die euch gegenüber abwarten Wenn euch ein entscheidender Sieg von Allah beschieden ist sagen sie "Sind wir nicht mit euch gewesen" Und wenn den Ungläubigen ein Sieg beschieden ist sagen sie "Haben wir uns nicht eurer Angelegenheiten bemächtigt gehabt und die Gläubigen von euch abgehalten" Aber Allah wird zwischen euch am Tag der Auferstehung richten Und Allah wird den Ungläubigen keine Möglichkeit geben gegen die Gläubigen vorzugehen
- Spanish - Cortes : Están a la expectativa a ver cómo os va Cuando tenéis éxito con la ayuda de d Alá dicen Pues ¿no estábamos con vosotros Pero si los infieles obtienen un éxito parcial dicen ¿No tuvimos ocasión de venceros y en cambio os defendimos contra los creyentes Alá decidirá entre vosotros el día de la Resurrección Alá no permitirá que los infieles prevalezcan sobre los creyentes
- Português - El Hayek : Que vos espreitam e dizem quando Deus vos concede uma vitória Acaso não estávamos convosco Por outra se avitória tivesse cabido aos incrédulos dirlhesiam Acaso não estávamos em vantagem sobre vós protegendovos dos fiéis Deus os julgará no Dia da Ressurreição e jamais concederá supremacia aos incrédulos em relação aos fiéis
- Россию - Кулиев : Они ждут когда вас постигнет беда Если Аллах одаряет вас победой они говорят Разве мы не были с вами Если же доля достается неверующим они говорят Разве мы не покровительствовали вам или не помогали вам и не защитили вас от верующих Аллах рассудит между вами в День воскресения Аллах не откроет неверующим пути против верующих
- Кулиев -ас-Саади : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
Они ждут, когда вас постигнет беда. Если Аллах одаряет вас победой, они говорят: «Разве мы не были с вами?» Если же доля достается неверующим, они говорят: «Разве мы не покровительствовали вам (или не помогали вам) и не защитили вас от верующих?» Аллах рассудит между вами в День воскресения. Аллах не откроет неверующим пути против верующих.Аллах поведал о том, что доказывает дружбу лицемеров с неверующими и их враждебное отношение к правоверным. Они выжидают, что произойдет с верующими и каким окажется их конец: хорошим или плохим. Они - двуличные люди, и для каждого из этих случаев у них подготовлен соответствующий ответ. Если Аллах одаряет верующих победой, то лицемеры говорят: «Разве мы не были с вами?» Они делают вид, что уверовали душой и телом, в надежде избежать порицания и оскорблений, получить часть трофеев и воспользоваться успехом верующих. Если же неверующие добиваются временного успеха, то лицемеры говорят им: «Разве мы не покровительствовали вам и не защищали вас от верующих? Мы делали все возможное для того, чтобы уберечь вас от них, напугать их и отвлечь от сражения. Мы помогали вам в борьбе с ними и делали многое другое». Всевышний не сказал, что неверующие одерживают победу над правоверными, потому что победа - это основание для дальнейших продолжительных успехов. Неверующим может выпасть только недолговечная доля, и в этом тоже есть божественная мудрость. Когда же наступит День воскресения, Аллах разрешит все разногласия, существовавшие между Его рабами. Он вознаградит тех, кто уверовал душой и телом, Райскими садами и подвергнет мучительному наказанию всех лицемеров и лицемерок, язычников и язычниц. Аллах никогда не позволит неверующим окончательно одержать верх над правоверными и установить господство над ними, поскольку среди правоверных всегда будет группа тех, кто придерживается истины и одерживает верх над врагами. Им не причинят вреда ни те, кто оставит их без своей поддержки, ни те, кто выступит против них. Аллах никогда не прекратит помогать правоверным и оберегать их от господства неверующих, в чем легко убедиться воочию. И даже если мусульмане оказываются под властью неверующих народов, они все равно сохраняют достоинство, не преклоняются перед другими религиями и не позволяют относиться к себе с презрением, поскольку Аллах одаряет их подлинным величием. Хвала же за это надлежит одному Аллаху прежде всякой вещи и в завершении всего!
- Turkish - Diyanet Isleri : Sizi gözleyenler Allah'tan size bir zafer gelirse "Sizinle beraber değil miydik" derler; eğer kafirlere bir pay çıkarsa onlara "Size üstünlük sağlayarak sizi müminlerden korumadık mı" derler Allah kıyamet günü aranızda hüküm verir Allah inkarcılara inananlar aleyhinde asla fırsat vermeyecektir
- Italiano - Piccardo : Sono coloro che stanno a spiarvi e se Allah vi dà vittoria dicono “Non eravamo con voi”; e se invece i miscredenti hanno successo dicono loro “Non avevamo la possibilità di dominarvi Non vi abbiamo difeso contro i credenti” Ebbene Allah giudicherà tra di voi nel Giorno della Resurrezione Allah non concederà ai miscredenti [alcun] mezzo [di vittoria] sui credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که خۆیان بۆ ئێوه مهڵاسداوه چاوهڕوانی بهسهرهاتتان دهکهن ئهگهر سهرکهوتنێکتان لهلایهن خواوه دهست بکهوێت دهڵێن ئهی ئێمه لهگهڵتاندا نهبووین خۆ ئهگهر کافرهکان بهشێکیان ببێت له سهرکهوتن دووڕوهکان دهڵێن ئایا ئێمه لهسهر ئێوهمان نهدهکردهوه و نهمانهێشت ئیمانداران زیانتان پێبگهیهنن ئینجا خوا له ڕۆژی قیامهتدا دادوهریی دهکات له نێوانتاندا ئهی بێ باوهڕ و دووڕووهکان دڵنیابن ههرگیز خوا نایهڵێت بێ باوهڕان بهسهر ئیمانداراندا دهست ڕۆیشتوو بن و ڕیشهکهنیان بکهن
- اردو - جالندربرى : جو تم کو دیکھتے رہتے ہیں اگر خدا کی طرف سے تم کو فتح ملے تو کہتے ہیں کیا ہم تمہارے ساتھ نہ تھے۔ اور اگر کافروں کو فتح نصیب ہو تو ان سے کہتے ہیں کیا ہم تم پر غالب نہیں تھے اور تم کو مسلمانوں کے ہاتھ سے بچایا نہیں۔ تو خدا تم میں قیامت کے دن فیصلہ کردے گا۔ اور خدا کافروں کو مومنوں پر ہرگز غلبہ نہیں دے گا
- Bosanski - Korkut : one koji iščekuju šta će biti s vama pa ako vam Allah daruje pobjedu oni reknu "Zar nismo bili uz vas" A ako sreća posluži nevjernike onda govore njima "Zar vas nismo mogli pobijediti i zar vas nismo odbranili od vjernika" Na Sudnjem danu Allah će vam svima presuditi A Allah neće dati priliku nevjernicima da unište vjernike
- Swedish - Bernström : de som vill invänta era fortsatta öden för att säga om Gud ger er segern "Stod vi inte på er sida" och om det skulle gå förnekarna väl säga "Var vi inte starkare än ni och tog er i försvar mot dessa troende" Men Gud skall döma mellan er på Uppståndelsens dag och Gud kommer inte att låta förnekarna triumfera över de troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : yaitu orangorang yang menunggununggu peristiwa yang akan terjadi pada dirimu hai orangorang mukmin Maka jika terjadi bagimu kemenangan dari Allah mereka berkata "Bukankah kami turut berperang beserta kamu" Dan jika orangorang kafir mendapat keberuntungan kemenangan mereka berkata "Bukankah kami turut memenangkanmu dan membela kamu dari orangorang mukmin" Maka Allah akan memberi keputusan di antara kamu di hari kiamat dan Allah sekalikali tidak akan memberi jalan kepada orangorang kafir untuk memusnahkan orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
(Yakni orang-orang) menjadi badal bagi "orang-orang" yang sebelumnya (yang menunggu-nunggu datangnya padamu) giliran peristiwa (jika kamu beroleh kemenangan) berikut harta rampasan (dari Allah, mereka berkata) kepadamu ("Bukankah kami bersama kamu") baik dalam keagamaan maupun dalam berjihad? Lalu mereka diberi bagian harta rampasan itu. (Sebaliknya jika orang-orang kafir yang beroleh nasib baik) berupa kemenangan terhadapmu (mereka berkata) kepada orang-orang kafir itu: ("Bukankah kami turut berjasa memenangkanmu) padahal kalau kami mau, kami mampu pula menahan dan memusnahkanmu tetapi itu tidak kami lakukan?" ("Dan) tidakkah (kami membela kamu dari orang-orang mukmin) agar mereka tidak beroleh kemenangan, yaitu dengan mengirim berita kepadamu, membukakan rahasia dan siasat mereka, hingga jasa besar kami itu tidak dapat kamu ingkari dan lupakan?" Firman Allah swt.: ("Maka Allah akan memberi keputusan di antara kamu) dengan mereka (pada hari kiamat) yaitu dengan memasukkanmu ke dalam surga dan memasukkan mereka ke dalam neraka. (Dan Allah sekali-kali tidak akan memberi jalan kepada orang kafir terhadap orang-orang beriman.") maksudnya jalan untuk mencelakakan dan membasmi mereka
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এরা এমনি মুনাফেক যারা তোমাদের কল্যাণঅকল্যাণের প্রতীক্ষায় ওঁৎপেতে থাকে। অতঃপর আল্লাহর ইচ্ছায় তোমাদের যদি কোন বিজয় অর্জিত হয় তবে তারা বলে আমরাও কি তোমাদের সাথে ছিলাম না পক্ষান্তরে কাফেরদের যদি আংশিক বিজয় হয় তবে বলে আমরা কি তোমাদেরকে ঘিরে রাখিনি এবং মুসলমানদের কবল থেকে রক্ষা করিনি সুতরাং আল্লাহ তোমাদের মধ্যে কেয়ামতের দিন মীমাংসা করবেন এবং কিছুতেই আল্লাহ কাফেরদেরকে মুসলমানদের উপর বিজয় দান করবেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இந்நயவஞ்சகர்கள் உங்களை எப்பொழுதும் கவனித்தவர்களாகவே இருக்கின்றனர் அல்லாஹ்வின் அருளினால் உங்களுக்கு வெற்றி கிடைத்தால் அவர்கள் உங்களிடம் வந்து "நாங்கள் உங்களுடன் இருக்கவில்லையா" என்று கூறுகின்றனர் மாறாக காஃபிர்களுக்கு ஏதாவது வெற்றிப் பொருள் கிடைத்தால் அவர்களிடம் சென்று; அவர்களுடன் சேர்ந்து "உங்களை நாங்கள் வெற்றிக்கொள்ளக்கூடிய நிலையிலிருந்தும் அந்த விசுவாசிகளிடமிருந்து காப்பாற்றவில்லையா" என்று கூறுகின்றனர் எனவே அல்லாஹ் உங்களுக்கும் அவர்களுக்கும் இடையே நிச்சயமாக மறுமை நாளில் தீர்ப்பு வழங்குவான்; மெய்யாகவே காஃபிர்கள் முஃமின்கள் மீது வெற்றி கொள்ள அல்லாஹ் யாதொரு வழியும் ஆக்கவே மாட்டான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ที่คอยดู พวกเจ้าอยู่นั้นถ้าหากพวกเจ้าได้รับชัยชนะจากอัลลอฮฺ พวกเขาก็กล่าวว่าเรามิได้ร่วมกับพวกท่านดอกหรือ และหากว่ามีส่วนได้ใดๆ แก่บรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาพวกเขาก็กล่าวว่าเรามิได้มีอำนาจเหนือพวกท่านดอกหรือและเรามิได้ป้องกันพวกท่านให้พ้นจากบรรดาผู้ศรัทธากระนั้นหรืออัลลอฮจะทรงตัดสินระหว่างพวกเจ้าในวันกิยามะฮ์และอัลลอฮจะไม่ทรงให้บรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธามีท่างใดเหนือบรรดาผู้ศรัทธาเป็นอันขาด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар сизларни кузатиб турарлар Сизларга Аллоҳ томонидан фатҳ бўлса Сизлар билан бирга эмасмидик дерлар Агар кофирларга насиба бўлса Сизларга устун келиб мўминлардан ҳимоя қилмадикми дерлар Аллоҳ қиёмат куни улар орасида ҳукм қилур Аллоҳ ҳаргиз кофирларга мўминлар устидан йўл бермас Мунофиқ ҳар доим мунофиқлигини қилади Иймон масаласидаки иккиёқламалик қилгандан кейин бошқа масалаларда бундан баттар бўлади Улар доимо иймон ва куфр мўминлар ва кофирлар орасида тарозининг палласи қаёққа оғишини кузатиб турадилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们是期待你们遭遇灾难的。如果你们获得从真主发出的胜利,他们就说:难道我们没有和你们在共同作战吗?如果不信道者幸而战胜,他们就说:难道我们没有战胜你们,并且使你们得免于信道者的征服吗? 故复活日真主将替你们判决,真主绝不让不信道者对信道的人有任何途径。
- Melayu - Basmeih : Mereka yang munafik itu ialah orangorang yang sentiasa menunggununggu berlakunya sesuatu kepada kamu; maka kalau kamu mendapat kemenangan dari Allah dalam sesuatu peperangan berkatalah mereka kepada kamu "Bukankah kami turut berjuang bersamasama kamu Oleh itu kami juga berhak menerima bahagian dari harta rampasan perang" Dan jika orangorang kafir pula mendapat bahagian yang menguntungkan dalam peperangan berkatalah mereka kepada orangorang kafir itu "Bukankah kami turut membantu kamu dan mempertahankan kamu dari serang balas orangorang yang beriman dengan mendedahkan rahsia perpaduannya" Maka Allah akan menghakimi di antara kamu semua pada hari kiamat; dan Allah tidak sekalikali akan memberi jalan kepada orangorang kafir untuk membinasakan orangorang yang beriman
- Somali - Abduh : oo ah kuwa udun la suga dhibaato hadduu gargaar xagga Eebe idiinka ahaado waxay dhihi miyaanaan idinla jirin hadduu gaalada u sugnaado nassibna waxay dhahaan miyaanaan idin adkeynin oonaan idinka reeebin Mu'miniinta Eebaa xukumi dhexdooda maalinta Qiyaame mana ugu yeelayo Eebe gaalada mu'miniinta korkooda waddo
- Hausa - Gumi : Waɗanda suke jiran dãko game da ku; har idan wata nasara daga Allah ta kasance a gare ku sai su ce "Ashe ba mu kasance tãre da kũ ba" Kuma idan wani rabo ya sãmu ga kãfirai sai su ce "Ashe ba mu rinjãye ku ba kuma muka tsare ku daga mũminai" To Allah ne Yake yin hukunci tsakãninku a Rãnar ¡iyãma kuma Allah bã zai sanya hanya ba ga kãfirai a kan mũminai
- Swahili - Al-Barwani : Wale ambao wanakungojeeni mkipata ushindi unao toka kwa Mwenyezi Mungu wao husema Si tulikuwa pamoja nanyi vile Na ikiwa ni sehemu ya makafiri kushinda wao huwaambia Hatukuwa ni waweza wa kukushindeni nasi tukakukingeni na hawa Waumini Basi Mwenyezi Mungu atahukumu baina yenu Siku ya Kiyama wala Mwenyezi Mungu hatawapa makafiri njia ya kuwashinda Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : ata që përgjojnë se çka do të bëhet me ju E nëse ju vie juve fitorja nga Perëndia ata thonë “A nuk ishim vallë na me ju” E nëse mohuesit arrijnë fitore hipokritët u thanë mohuesve “A thua nuk u ndihmuam deri në fitore dhe ju mbrojtëm prej besimtarëve të vërtetë Perëndia do të gjykojë mes jush në Ditën e Kijametit Perëndia nuk do t’ju jap kurrë rast mohuesve që t’i shkatërrojnë besimtarët
- فارسى - آیتی : كسانى كه همواره مواظب شما هستند. پس اگر از جانب خدا فتحى نصيبتان شود، مىگويند: مگر ما همراه شما نبوديم؟ و اگر پيروزى نصيب كافران شود، مىگويند: آيا نه چنان بود كه بر شما غلبه يافته بوديم و مؤمنان را از آسيب رساندن به شما بازداشتيم؟ در روز قيامت خدا ميان شما حكم مىكند و او هرگز براى كافران به زيان مسلمانان راهى نگشوده است.
- tajeki - Оятӣ : Касоне, ки ҳамеша интизори шумо ҳастанд, пас агар аз ҷониби Худо пирӯзӣ насибашон шавад, мегӯянд: «Магар мо хамроҳи шумо набудем?» Ва агар пирӯзӣ насиби кофирон шавад, мегӯянд: «Оё чунин: набуд, ки бар шумо ғалаба ёфта будем ва мӯъминонро аз осеб расонидан ба шумо боздоштем?» Дар рӯзи қиёмат Худо миёни шумо ҳукм мекунад ва Ӯ ҳаргиз барои кофирон ба зиёни мусалмонон роҳе накушодааст.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (يەنى مۇناپىقلار) سىلەرگە ھادىسە كېلىشىنى كۈتىدۇ، ئەگەر سىلەر اﷲ نىڭ نۇسرىتىگە ئېرىشسەڭلار، ئۇلار: «بىز سىلەر بىلەن بىللە ئەمەسمىدۇق؟ (كاپىرلاردىن ئالغان غەنىيمەتلەردىن بىزگىمۇ بېرىڭلار)» دەيدۇ. ئەگەر كاپىرلار زەپەر تاپسا، ئۇلار (كاپىرلارغا): «بىز سىلەردىن غالىب بولۇپ تۇرۇپ (سىلەرنى ئۆلتۈرمىدۇق) ئەمەسمۇ؟ سىلەرنى مۆمىنلەردىن ساقلىمىدىقمۇ؟» دەيدۇ. اﷲ قىيامەت كۈنى ئاراڭلاردا (ھەققانىي) ھۆكۈم چىقىرىدۇ، اﷲ كاپىرلارغا ھەرگىز مۆمىنلەرگە قارشى يول بەرمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആ കപടവിശ്വാസികള് നിങ്ങളെ സദാ ഉറ്റുനോക്കിക്കൊണ്ടിരിക്കുകയാണ്. നിങ്ങള്ക്ക് അല്ലാഹുവില്നിന്ന് വല്ല വിജയവുമുണ്ടാവുകയാണെങ്കില് അവര് ചോദിക്കും: "ഞങ്ങളും നിങ്ങളോടൊപ്പമായിരുന്നില്ലേ?” അഥവാ സത്യനിഷേധികള്ക്കാണ് നേട്ടമുണ്ടാകുന്നതെങ്കില് അവര് പറയും: "നിങ്ങളെ ജയിച്ചടക്കാന് ഞങ്ങള്ക്ക് അവസരം കൈവന്നിരുന്നില്ലേ. എന്നിട്ടും വിശ്വാസികളില്നിന്ന് നിങ്ങളെ ഞങ്ങള് രക്ഷിച്ചില്ലേ?” എന്നാല് ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പുനാളില് അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്കിടയില് തീര്പ്പുകല്പിക്കും. വിശ്വാസികള്ക്കെതിരില് സത്യനിഷേധികള്ക്ക് അനുകൂലമായ ഒരു പഴുതും അല്ലാഹു ഒരിക്കലും ഉണ്ടാക്കുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : المنافقون هم الذين ينتظرون ما يحل بكم ايها المومنون من الفتن والحرب فان من الله عليكم بفضله ونصركم على عدوكم وغنمتم قالوا لكم الم نكن معكم نوازركم وان كان للجاحدين لهذا الدين قدر من النصر والغنيمه قالوا لهم الم نساعدكم بما قدمناه لكم ونحمكم من المومنين فالله تعالى يقضي بينكم وبينهم يوم القيامه ولن يجعل الله للكافرين طريقا للغلبه على عباده الصالحين فالعاقبه للمتقين في الدنيا والاخره
*171). This is typical of the hypocrites of every age. Such people try to avail themselves of all the benefits which can accrue from a verbal profession of Islam and identification with the Islamic community. They also try to secure the advantages to be obtained by associating with the unbelievers, by assuring them in every possible way about themselves that they are not 'fanatic Muslims', that their association with the Muslims is only nominal. On the other hand, they never fail to assure the unbelievers that their loyalties and concerns are the same as theirs, that in mental outlook, cultural orientation and taste they are in harmony with them, and that if a decisive conflict between Islam and unbelief were to take place, their weight will certainly be on the side of the latter.