- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَسْـَٔلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَٰبًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰٓ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَءَاتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَٰنًا مُّبِينًا
- عربى - نصوص الآيات : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ۚ فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ۚ ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك ۚ وآتينا موسى سلطانا مبينا
- عربى - التفسير الميسر : يسألك اليهود -أيها الرسول- معجزة مثل معجزة موسى تشهد لك بالصدق: بأن تنزل عليهم صُحُفًا من الله مكتوبةً، مثل مجيء موسى بالألواح من عند الله، فلا تعجب -أيها الرسول- فقد سأل أسلافهم موسى -عليه السلام- ما هو أعظم: سألوه أن يريهم الله علانيةً، فَصُعِقوا بسبب ظلمهم أنفسهم حين سألوا أمرًا ليس من حقِّهم. وبعد أن أحياهم الله بعد الصعق، وشاهدوا الآيات البينات على يد موسى القاطعة بنفي الشرك، عبدوا العجل من دون الله، فعَفونا عن عبادتهم العجل بسبب توبتهم، وآتينا موسى حجة عظيمة تؤيِّد صِدق نُبُوَّتِه.
- السعدى : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
هذا السؤال الصادر من أهل الكتاب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على وجه العناد والاقتراح، وجعلهم هذا السؤال يتوقف عليه تصديقهم أو تكذيبهم. وهو أنهم سألوه أن ينزل عليهم القرآن جملة واحدة كما نزلت التوراة والإنجيل، وهذا غاية الظلم منهم والجهل، فإن الرسول بشر عبد مدبر، ليس في يده من الأمر شيء، بل الأمر كله لله، وهو الذي يرسل وينزل ما يشاء على عباده كما قال تعالى عن الرسول، لما ذكر الآيات التي فيها اقتراح المشركين على محمد صلى الله عليه وسلم، { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا } وكذلك جعلهم الفارق بين الحق والباطل مجرد إنزال الكتاب جملة أو مفرقا، مجرد دعوى لا دليل عليها ولا مناسبة، بل ولا شبهة، فمن أين يوجد في نبوة أحد من الأنبياء أن الرسول الذي يأتيكم بكتاب نزل مفرقا فلا تؤمنوا به ولا تصدقوه؟ بل نزول هذا القرآن مفرقا بحسب الأحوال مما يدل على عظمته واعتناء الله بمن أنزل عليه، كما قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } فلما ذكر اعتراضهم الفاسد أخبر أنه ليس بغريب من أمرهم، بل سبق لهم من المقدمات القبيحة ما هو أعظم مما سلكوه مع الرسول الذي يزعمون أنهم آمنوا به. من سؤالهم له رؤية الله عيانا، واتخاذهم العجل إلهًا يعبدونه، من بعد ما رأوا من الآيات بأبصارهم ما لم يره غيرهم. ومن امتناعهم من قبول أحكام كتابهم وهو التوراة، حتى رفع الطور من فوق رءوسهم وهددوا أنهم إن لم يؤمنوا أسقط عليهم، فقبلوا ذلك على وجه الإغماض والإيمان الشبيه بالإيمان الضروري. ومن امتناعهم من دخول أبواب القرية التي أمروا بدخولها سجدا مستغفرين، فخالفوا القول والفعل. ومن اعتداء من اعتدى منهم في السبت فعاقبهم الله تلك العقوبة الشنيعة. وبأخذ الميثاق الغليظ عليهم فنبذوه وراء ظهورهم وكفروا بآيات الله وقتلوا رسله بغير حق. ومن قولهم: إنهم قتلوا المسيح عيسى وصلبوه، والحال أنهم ما قتلوه وما صلبوه بل شُبِّه لهم غيره، فقتلوا غيره وصلبوه. وادعائهم أن قلوبهم غلف لا تفقه ما تقول لهم ولا تفهمه، وبصدهم الناس عن سبيل الله، فصدوهم عن الحق، ودعوهم إلى ما هم عليه من الضلال والغي. وبأخذهم السحت والربا مع نهي الله لهم عنه والتشديد فيه. فالذين فعلوا هذه الأفاعيل لا يستنكر عليهم أن يسألوا الرسول محمدا أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وهذه الطريقة من أحسن الطرق لمحاجة الخصم المبطل، وهو أنه إذا صدر منه من الاعتراض الباطل ما جعله شبهة له ولغيره في رد الحق أن يبين من حاله الخبيثة وأفعاله الشنيعة ما هو من أقبح ما صدر منه، ليعلم كل أحد أن هذا الاعتراض من ذلك الوادي الخسيس، وأن له مقدمات يُجعل هذا معها. وكذلك كل اعتراض يعترضون به على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يمكن أن يقابل بمثله أو ما هو أقوى منه في نبوة من يدعون إيمانهم به ليكتفى بذلك شرهم وينقمع باطلهم، وكل حجة سلكوها في تقريرهم لنبوة من آمنوا به فإنها ونظيرها وما هو أقوى منها، دالة ومقررة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ولما كان المراد من تعديد ما عدد الله من قبائحهم هذه المقابلة لم يبسطها في هذا الموضع، بل أشار إليها، وأحال على مواضعها وقد بسطها في غير هذا الموضع في المحل اللائق ببسطها. وقوله: { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يحتمل أن الضمير هنا في قوله: { قَبْلَ مَوْتِهِ } يعود إلى أهل الكتاب، فيكون على هذا كل كتابي يحضره الموت ويعاين الأمر حقيقة، فإنه يؤمن بعيسى عليه السلام ولكنه إيمان لا ينفع، إيمان اضطرار، فيكون مضمون هذا التهديد لهم والوعيد، وأن لا يستمروا على هذه الحال التي سيندمون عليها قبل مماتهم، فكيف يكون حالهم يوم حشرهم وقيامهم؟" ويحتمل أن الضمير في قوله: { قَبْلَ مَوْتِهِ } راجع إلى عيسى عليه السلام، فيكون المعنى: وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بالمسيح عليه السلام قبل موت المسيح، وذلك يكون عند اقتراب الساعة وظهور علاماتها الكبار. فإنه تكاثرت الأحاديث الصحيحة في نزوله عليه السلام في آخر هذه الأمة. يقتل الدجال، ويضع الجزية، ويؤمن به أهل الكتاب مع المؤمنين. ويوم القيامة يكون عيسى عليهم شهيدا، يشهد عليهم بأعمالهم، وهل هي موافقة لشرع الله أم لا؟ وحينئذ لا يشهد إلا ببطلان كل ما هم عليه، مما هو مخالف لشريعة القرآن وَلِمَا دعاهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم، علمنا بذلك، لِعِلْمِنَا بكمال عدالة المسيح عليه السلام وصدقه، وأنه لا يشهد إلا بالحق، إلا أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وما عداه فهو ضلال وباطل.
- الوسيط لطنطاوي : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
ذكر المفسرون فى سبب نزول قوله - تعالى { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ }.. الخ ذكروا روايات منها: ما أخرجه ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، إن موسى جاء بالألواح من عند الله، فأتنا أنت بالألواح من عند الله حتى نصدقك. فأنزل الله - تعالى - { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ }. إلى قوله { وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً } وعن السدى: قالت اليهود: يا محمد، إن كنت صادقا فأتنا بكتاب من السماء كما جاء به موسى.
وعن قتادة: أنهم سألوه أن ينزل على رجال منهم بأعيانهم كتبا، تأمر بتصديقه واتباعه.
والمراد بأهل الكتاب هنا اليهود خاصة، بدليل سياق الأيات الكريمة التى ذكرت أوصافا تنطبق عليهم، وبدليل ما ذكرناه فى سبب نزول الآيات.
والمعنى يسألك اليهود يا محمد على سبيل التعنت والعناد، أن تنزل عليهم كتابا من السماء مكتوبا جملة كما جاء موسى لآبائهم بالتوراة مكتوبة فى الألواح جملة. أو يسألونك أن تنزل على رجال منهم بأعيانهم كتبا من السماء تأمرهم بتصديقك، وسؤالهم هذا مقصدهم من ورائه التعنت والجحود، ولو كانوا يريدون الإِيمان حقا لما وجهوا إليك هذه الأسئلة المتعنتة؛ لأن الأدلة القاطعة قد قامت على صدقك.
وعبر بالمضارع فى قوله { يَسْأَلُكَ } لقصد استحضار حالتهم العجيبة فى هذا السؤال، حتى لكأن السامع يراهم، وللدلالة على تكرار أسئلتهم وتجددها المرة تلو الأخرى بدون حياء أو خجل.
وقوله: { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } بيان للون من رذائلهم وقبائحهم، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما لحقه منهم من أذى وسوء أدب.
والفاء فى قوله { فَقَدْ سَأَلُواْ } معطوفة على جملة محذوفة والتقدير: لا تبتئس يا محمد من أقوال هؤلاء اليهود، ولا تهتم بأسئلتهم، فتلك سنشنة قديمة معروفة عن آبائهم، فقد سأل آباؤهم موسى أسئلة أكبر من ذلك فقالوا له: أرنا الله جهرة أى رؤية ظاهرة بحيث نعاينه ونشاهده بأبصارنا ويطلب إلينا الإِيمان بك. ويصح أن تكون الفاء واقعة فى جواب شرط مقدر، وإليه أشار صاحب الكشاف بقوله: { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } ، جواب لشرط مقدر معناه (إن استكبرت ما سألوك فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) وإنما أسند السؤال إليهم وإن وجد من آبائهم فى أيام موسى وهم النقباء السبعون لأنهم كانوا على مذهبهم، وراضين بسؤالهم. ومضاهين لهم فى التعنت.
أى: أن حاضر هؤلاء اليهود الذين يعيشون معك يا محمد كماضى آبائهم الأقدمين، وأخلاق الأبناء صورة من أخلاق الآباء، وجميعهم لا يبغون من سؤالهم الاهتداء إلى الحق وإنما يبغون إعنات الرسل - عليهم الصلاة والسلام - والإِساءة إليهم.
والفاء فى قوله: { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } تفسيرية كما فى قولهم: توضأ فغسل وجهه.
وقوله { جَهْرَةً } من الجهر الذى هو ضد الإخفاء. يقال جهر البئر - كمنع - واجتهرها، إذا أظهر ماءها. وجهر الشئ: كشفه، وجهر الرجل: رآه بلا حجاب.
أى: أرنا الله جهارا عيانا بحاسة البصر فيكون قوله { جَهْرَةً } مفعولا مطلقا، لأن لفظ { جَهْرَةً } نوع من مطلق الرؤية فيلاقى عامله فى الفعل.
ويصح أن يكون حالا من المفعول الأول أى: أرنا الله مجاهرين معاينين وقوله: { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ } بيان للعقوبة التى حلت بهم نتيجة سوء أدبهم وجرأتهم على خالقهم وعلى أنبيائهم.
والصاعقة - كما يقول ابن جرير -: كل أمر هائل رآه الرائى أو عاينه أو أصابه، حتى يصير من هوله وعظيم شأنه إلى هلاك وعطب وذهاب عقل صوتا كان ذلك أو نارا أو زلزلة أو رجفة.
وقال الراغب: الصاعقة على ثلاثة أوجه: الموت كقوله:
{ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ }
والعذاب كقوله:
{ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
والنار كقوله:
{ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ }
وما ذكره - سبحانه إنما هى أشياء حاصلة من الصاعقة؛ فإن الصاعقة هى الصوت الشديد فى الجو، ثم يكون منه نار فقط، أو عذاب، أو موت، وهى فى ذاتها شئ واحد. وهذه الأشياء تأثيرات منها.
ويبدو أن المراد بالصاعقة هنا: ذلك الصوت الشديد المجلجل المزلزل المصحوب بنار هائلة، والذى كان من آثاره أن صعقوا: أى خروا مغشيا عليهم أو هلكوا، بسبب ظلمهم وعنادهم وفسوقهم عن أمر الله.
وقوله: { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } بيان لنوع ثالث من جرائمهم، ولمظهر من مظاهر رحمة الله بهم.
أى: أن هؤلاء الذين سألوا موسى رؤية الله جهرة، أخذتهم الصاعقة عقوبة لهم على ظلمهم، لم يرتدعوا ولم ينزجروا، بل لجوا فى طغيانهم وضلالهم فاتخذوا العجل معبودا لهم من دون الله { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } أى من بعد ما جاءتهم الدلائل القاطعة على وحدانية الله وصدق أنبيائه.
وقوله: { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } أى. عفونا عن اتخاذهم العجل إلها بعد أن تابوا وأقلعوا عن عبادته، لأن التوبة تجب ما قبلها.
وقوله. { وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } أى. أعطينا موسى بفضلنا ومنتنا حججا بينات ومعجزات باهرات، وقوة وقدرة على الانتصار على من خالفه و (ثم) فى قوله. { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } للتراخى الرتبى؛ لأن اتخاذهم العجل إلها أعظم جرما مما حكاه الله عنهم من جرائم قبل ذلك.
وقوله { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } بيان لفرط ضلالهم وانطماس بصيرتهم، لأنهم لم يعبدوا العجل عن جهالة، وإنما عبدوه من بعد ما وصلت إلى أسماعهم وعقولهم الدلائل الواضحة وعلى وحدانية الله، وعلى أن عبادة العجل لا يقدم عليها إنسان فيه شئ من التعقل وحسن الإِدراك.
واسم الإِشارة فى قوله { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } يعود إلى اتخاذ العجل معبودا من دون الله.
والجملة الكريمة حض لليهود المعاصرين للعهد النبوى على الدخول فى الإِسلام فإنهم متى فعلوا ذلك غفر الله لهم ما سلف من ذنوبهم كما غفر لآبائهم بعد أن تابوا من عبادة العجل.
هذا، وما حكته هذه الآية الكريمة من جرائم بنى إسرائيل بصورة مجملة قد جاء مفصلا فى مواطن أخرى ومن ذلك قوله - تعالى -:
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
- البغوى : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
قوله تعالى : ( يسألك أهل الكتاب ) الآية ، وذلك أن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازوراء من اليهود قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت نبيا فأتنا بكتاب جملة من السماء ، كما أتى بهموسى عليه السلام ، فأنزل الله عليه : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ) .
وكان هذا السؤال منهم سؤال تحكم واقتراح ، لا سؤال انقياد ، والله تعالى لا ينزل الآيات على اقتراح العباد . قوله : ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك ) أي : أعظم من ذلك ، يعني : السبعين الذي خرج بهم موسى عليه السلام إلى الجبل ، ( فقالوا أرنا الله جهرة ) أي : عيانا ، قال أبو عبيدة : معناه قالوا جهرة أرنا الله ، ( فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل ) يعني إلها ، ( من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك ) ولم نستأصلهم ، قيل : هذا استدعاء إلى التوبة ، معناه : أن أولئك الذين أجرموا تابوا فعفونا عنهم ، فتوبوا أنتم حتى نعفو عنكم ، ( وآتينا موسى سلطانا مبينا ) أي : حجة بينة من المعجزات ، وهي الآيات التسع .
- ابن كثير : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
قال محمد بن كعب القرظي ، والسدي ، وقتادة : سأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء . كما نزلت التوراة على موسى مكتوبة .
قال ابن جريج : سألوه أن ينزل عليهم صحفا من الله مكتوبة إلى فلان وفلان وفلان ، بتصديقه فيما جاءهم به . وهذا إنما قالوه على سبيل التعنت والعناد والكفر والإلحاد ، كما سأل كفار قريش قبلهم نظير ذلك ، كما هو مذكور في سورة " سبحان " : ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) [ الإسراء : 90 ، 93 ] الآيات . ولهذا قال تعالى : ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) أي : بطغيانهم وبغيهم ، وعتوهم وعنادهم . وهذا مفسر في سورة " البقرة " حيث يقول تعالى : ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون . ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ) [ البقرة : 55 ، 56 ] .
وقوله تعالى : ( ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات ) أي : من بعد ما رأوا من الآيات الباهرة والأدلة القاهرة على يد موسى ، عليه السلام ، في بلاد مصر وما كان من إهلاك عدو الله فرعون وجميع جنوده في اليم ، فما جاوزوه إلا يسيرا حتى أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، فقالوا لموسى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [ قال إنكم قوم تجهلون . إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ] ) [ الأعراف : 138 ، 139 ] . ثم ذكر تعالى قصة اتخاذهم العجل مبسوطة في سورة " الأعراف " ، وفي سورة " طه " بعد ذهاب موسى إلى مناجاة الله ، عز وجل ، ثم لما رجع وكان ما كان ، جعل الله توبتهم من الذي صنعوه وابتدعوه : أن يقتل من لم يعبد العجل منهم من عبده ، فجعل يقتل بعضهم بعضا ثم أحياهم الله ، عز وجل ، فقال الله عز وجل ( فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا )
- القرطبى : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
قوله تعالى : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا
سألت اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم أن يصعد إلى السماء وهم يرونه فينزل عليهم كتابا مكتوبا فيما يدعيه على صدقه دفعة واحدة ، كما أتى موسى بالتوراة ؛ تعنتا له صلى الله عليه وسلم ؛ فأعلم الله عز وجل أن آباءهم قد عنتوا موسى عليه السلام بأكبر من هذا فقالوا أرنا الله جهرة أي عيانا ؛ وقد تقدم في " البقرة " . وجهرة نعت لمصدر محذوف أي رؤية جهرة ؛ فعوقبوا بالصاعقة لعظم ما جاءوا به من السؤال والظلم من بعد ما رأوا من المعجزات .
قوله تعالى : ثم اتخذوا العجل في الكلام حذف تقديره : فأحييناهم فلم يبرحوا فاتخذوا العجل ؛ وقد تقدم في " البقرة " ويأتي ذكره في " طه " إن شاء الله . من بعد ما جاءتهم البينات أي البراهين والدلالات والمعجزات الظاهرات من اليد والعصا وفلق البحر وغيرها بأنه لا معبود إلا الله عز وجل . فعفونا عن ذلك أي عما كان منهم من التعنت . وآتينا موسى سلطانا مبينا أي حجة بينة وهي الآيات التي جاء بها ؛ وسميت سلطانا لأن من جاء بها قاهر بالحجة ، وهي قاهرة للقلوب ، بأن تعلم أنه ليس في قوى البشر أن يأتوا بمثلها .
- الطبرى : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
القول في تأويل قوله : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " يسألك " يا محمد=" أهل الكتاب "، يعني بذلك: أهل التوراة من اليهود=" أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء ".
* * *
واختلف أهل التأويل في"
الكتاب " الذي سألَ اليهودُ محمدًا صلى الله عليه وسلم أن ينـزل عليهم من السماء.فقال بعضهم: سألوه أن ينـزل عليهم كتابًا من السماء مكتوبًا، كما جاء موسى بني إسرائيل بالتوراة مكتوبةً من عند الله.
*ذكر من قال ذلك:
10768- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء "، قالت اليهود: إن كنت صادقًا أنك رسول الله، فآتنا كتابًا مكتوبًا من السماء، كما جاء به موسى.10769- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن موسى جاء بالألواحِ من عند الله، فأتنا بالألواح من عند الله حتى نصدّقك! فأنـزل الله: "
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ"، إلى قوله: وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا .* * *
وقال آخرون: بل سألوه أن ينـزل عليهم كتابًا، خاصَّة لهم.
*ذكر من قال ذلك:
10770- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ"، أي كتابًا، خاصةً=" فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ".وقال آخرون: بل سألوه أن ينـزل على رجال منهم بأعيانهم كتبًا بالأمر بتصديقه واتّباعه.
*ذكر من قال ذلك:
10771- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج قوله: "
يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء "، وذلك أن اليهود والنصارى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: " لن نتابعك على ما تدعونا إليه، حتى تأتينا بكتاب من عند الله إلى فلان (28) أنك رسول الله، وإلى فلان بكتاب أنك رسول الله "! قال الله جل ثناؤه: " يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ".قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن أهل التوراة سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه أن ينـزل عليهم كتابًا من السماء، آيةً معجزةً جميعَ الخلق عن أن يأتوا بمثلها، شاهدةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدق، آمرة لهم باتباعه.
وجائز أن يكون الذي سألوه من ذلك كتابًا مكتوبًا ينـزل عليهم من السماء إلى جماعتهم= وجائز أن يكون ذلك كتبًا إلى أشخاص بأعينهم. بل الذي هو أولى بظاهر التلاوة، أن تكون مسألتهم إياه ذلك كانت مسألة لتنـزيل الكتاب الواحد إلى جماعتهم، (29) لذكر الله تعالى في خبره عنهم "
الكتاب " بلفظ الواحد بقوله: " يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء "، (30) ولم يقل " كتبًا ".* * *
وأما قوله: "
فقد سألوا موسى أكبر من ذلك "، فإنه توبيخ من الله جل ثناؤه سائلي الكتابَ الذي سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينـزله عليهم من السماء، في مسألتهم إياه ذلك= وتقريعٌ منه لهم. يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: يا محمد، لا يعظُمَنَّ عليك مسألتهم ذلك، فإنهم من جهلهم بالله وجراءَتهم عليه واغترارهم بحلمه، لو أنـزلت عليهم الكتاب الذي سألوك أن تنـزله عليهم، لخالفوا أمر الله كما خالفوه بعد إحياء الله أوائلهم من صعقتهم، فعبدوا العجل واتخذوه إلهًا يعبدونه من دون خالقهم وبارئهم الذي أرَاهم من قدرته وعظيم سلطانه ما أراهم، لأنهم لن يعدُوا أن يكونوا كأوائلهم وأسلافهم.* * *
ثم قصّ الله من قصتهم وقصة موسى ما قصَّ، يقول الله: "
فقد سألوا موسى أكبرَ من ذلك "، يعني: فقد سأل أسلافُ هؤلاء اليهود وأوائلهم موسى عليه السلام، أعظم مما سألوك من تنـزيل كتاب عليهم من السماء، فقالوا له: " أرنا الله جهرة "، أي: عِيانًا نعاينه وننظر إليه.* * *
وقد أتينا على معنى "
الجهرة "، بما في ذلك من الرواية والشواهد على صحة ما قلنا في معناه فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (31)* * *
وقد ذكر عن ابن عباس أنه كان يقول في ذلك، بما:-
10772- حدثني به الحارث قال، حدثنا أبو عبيد قال، حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن عباس في هذه الآية قال: إنهم إذا رأوه فقد رأوه، إنما قالوا جهرةً: "
أرنا الله ". قال: هو مقدّم ومؤخر.* * *
وكان ابن عباس يتأول ذلك: أن سؤالهم موسى كان جهرة. (32)
* * *
وأما قوله: "
فأخذتهم الصاعقة "، فإنه يقول: " فصُعقوا "=" بظلمهم " أنفسهم. وظلمهم أنفسهم، كان مسألَتهم موسى أن يريهم ربهم جهرة، لأن ذلك مما لم يكن لهم مسألته.* * *
وقد بينا معنى: "
الصاعقة "، فيما مضى باختلاف المختلفين في تأويلها، والدليل على أولى ما قيل فيها بالصواب. (33)* * *
وأما قوله: "
ثم اتخذوا العجل "، فإنه يعني: ثم اتخذ= هؤلاء الذين سألوا موسى ما سألوه من رؤية ربهم جهرةً، بعد ما أحياهم الله فبعثهم من صعقتهم= العجلَ الذي كان السامريُّ نبذ فيه ما نبذ من القبْضة التي قبضها من أثر فرس جبريل عليه السلام= إلهًا يعبدونه من دون الله. (34)* * *
وقد أتينا على ذكر السبب الذي من أجله اتخذوا العجل، وكيف كان أمرهم وأمره، فيما مضى بما فيه الكفاية. (35)
* * *
وقوله: "
من بعد ما جاءتهم البينات "، يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء الذين سألوا موسى ما سألوا، البينات من الله، والدلالاتُ الواضحات بأنهم لن يروا الله عيانًا جهارًا.وإنما عنى بـ "
البينات ": أنها آيات تبين عن أنهم لن يروا الله في أيام حياتهم في الدنيا جهرة. (36) وكانت تلك الآيات البينات لهم على أن ذلك كذلك: إصعاقُ الله إياهم عند مسألتهم موسى أن يريهم ربه جهرة، ثم إحياءه إياهم بعد مماتهم، مع سائر الآيات التي أراهم الله دلالةً على ذلك.* * *
= يقول الله، مقبِّحًا إليهم فعلهم ذلك، وموضحًا لعباده جهلهم ونقصَ عقولهم وأحلامهم: ثم أقرُّوا للعجل بأنه لهم إله، وهم يرونه عيانًا، وينظرون إليه جِهَارًا، بعد ما أراهم ربهم من الآيات البينات ما أراهم: أنهم لا يرون ربهم جهرة وعِيانًا في حياتهم الدنيا، فعكفوا على عبادته مصدِّقين بألوهته!!
* * *
وقوله: "
فعفونا عن ذلك "، يقول: فعفونا لعبدة العجل عن عبادتهم إياه، (37) وللمصدقين منهم بأنه إلههم بعد الذي أراهم الله أنهم لا يرون ربهم في حياتهم من الآيات ما أراهم= عن تصديقهم بذلك، (38) بالتوبة التي تابوها إلى ربّهم بقتلهم أنفسهم، وصبرهم في ذلك على أمر ربهم=" وآتينا موسى سلطانًا مبينًا "، يقول: وآتينا موسى حجة تبين عن صدقه، وحقيقة نبوّته، (39) وتلك الحجة هي: الآيات البينات التي آتاه الله إياها. (40)---------------------
الهوامش :
(28) في المخطوطة: "
من عبد الله ، من الله إلى فلان" ، والذي في المطبوعة هو الصواب ، إلا أن يكون الناسخ كتب"من عند الله" ثم ، غيرها"من الله" ، ثم لم يضرب على أولاهما.(29) في المطبوعة: "
لينزل الكتاب" ، وأثبت ما في المخطوطة.(30) في المطبوعة: "
يقول: يسألك ..." ، والصواب من المخطوطة.(31) انظر تفسير"
جهرة" فيما سلف 2 : 80-82.(32) هذا القول الذي نسب إلى ابن عباس ، لم يمض مثله في تفسير آية سورة البقرة 2 : 80-82 ، وهذا أحد الأدلة على اختصار هذا التفسير.
(33) انظر تفسير"
الصاعقة" فيما سلف 2 : 82-84.(34) سياق هذه الفقرة: ثم اتخذ هؤلاء ... العجل ... إلها ..."
.(35) انظر ما سلف 2 : 63-68.
(36) انظر تفسير"البينات" فيما سلف 7 : 450 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(37) انظر تفسير"العفو" فيما سلف ص: 351 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(38) السياق: "فعفونا لعبدة العجل ... عن تصديقهم بذلك".
(39) في المطبوعة: "وحقية نبوته" ، غير ما في المخطوطة عن وجهه ، ظنًا منه أنه خطأ ، وقد أشرنا إلى مثل ذلك من فعله فيما سلف ص: 336 ، تعليق: 4 ، وما سيأتي بعد قليل ص: 363 ، تعليق 2.
(40) انظر تفسير"الإيتاء" فيما سلف من فهارس اللغة.
وتفسير"السلطان" فيما سلف 7 : 279 / 9 : 336 ، 337.
وتفسير"مبين" فيما سلف ص: 336 تعليق: 3 ، والمراجع هناك.
- ابن عاشور : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
لمَّا ذكر معاذير أهل الكتابين في إنكارهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أعقبها بذكر شيء من اقتراحهم مجيء المعجزات على وفق مطالبهم . والجملة استئناف ابتدائي .
ومجيء المضارع هنا : إمّا لقصد استحضار حالتهم العجيبة في هذا السؤال حتّى كأنّ السامع يراهم كقوله : { ويَصْنَعُ الفُلْك } [ هود : 38 ] ، وقوله : { بل عَجِبْتَ وَيَسْخَرُون } [ الصافات : 12 ] ، وقوله : { الله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً } [ فاطر : 9 ] . وإمَّا للدلالة على تكرار السؤال وتجدّده المرّة بعد الأخرى بأن يكونوا ألَحّوا في هذا السؤال لِقصد الإعنات ، كقول طريف بن تميم العنبري :
بعثوا إليّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ ... أي يكرّر التوسّم . والمقصود على كلا الاحتمالين التعجيب من هذا السؤال ، ولذلك قال بعده : { فقد سألوا موسى } . والسَّائلُون هم اليهود ، سألوا معجزة مثلَ معجزة موسى بأن ينزل عليه مثل ما أنزلت الألواح فيها الكلمات العشر على موسى ، ولم يريدوا جميع التوراة كما توهّمه بعض المفسّرين فإنّ كتاب التوراة لم ينزل دفعة واحدة . فالمراد بأهل الكتاب هنا خصوص اليهود .
والكتاب هنا إمَّا اسم للشيء المكتوب كما نزلت ألواح موسى ، وإمّا اسم لقطعة ملتئمة من أوراق مكتوبة ، فيكونون قد سألوا معجزة تغاير معجزة موسى .
والفاء في قوله : { فقد سألوا موسى } فاء الفصيحة دالّة على مقدّر دلّت عليه صيغة المضارع المراد منها التعجيب ، أي فلا تعجب من هذا فإنّ ذلك شنشنة قديمة لأسلافهم مع رسولهم إذ سألوه معجزة أعظم من هذا ، والاستدلال على حالتهم بحالة أسلافهم من قبيل الاستدلال بأخلاق الأمم والقبائل على أحوال العشائر منهم ، وقد تقدّم بيان كثير منه في سورة البقرة .
وفي هذا الكلام تسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم ودلالة على جراءتهم ، وإظهارُ أنّ الرسل لا تجيء بإجابة مقترحات الأمم في طلب المعجزات بل تأتي المعجزات بإرادة الله تعالى عند تحدّي الأنبياء ، ولو أجاب الله المقترحين إلى ما يقترحون من المعجزات لجعل رسله بمنزلة المشعوذين وأصحاب الخنقطرات والسيمياء ، إذ يتلقّون مقترحات الناس في المحافل والمجامع العامَّة والخاصّة ، وهذا ممَّا يحُطّ من مقدار الرسالة .
وفي إنجيل متَّى : أنّ قوماً قالوا للمسيح : نريد أن نرى منك آية فقال : «جِيل شِرّير يطلب آية ولا تعطى له آية» . وتكرّر ذلك في واقعة أخرى . وقد يُقبل ذلك من المؤمنين ، كما حكى الله عن عيسى : { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربّك أن يُنزّل علينا مائدة من السماء قال اتّقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئنّ قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين إلى قوله قال الله إنّي منزّلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنِّي أعذّبه عذاباً لا أعذّبه أحداً من العالمين } [ المائدة : 112 ، 115 ] ، وقال تعالى : { وما منعنا أن نُرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلاّ تَخْوِيفاً }
[ الإسراء : 59 ] .
وهم لمّا سألوا موسى أن يريهم الله جهرة ما أرادوا التيمّن بالله ، ولا التنعّم بالمشاهدة ، ولكنَّهم أرادوا عَجَباً ينظرونه ، فلذلك قالوا : { أرِنا الله جهرة } ، ولم يقولوا : ليتنا نرى ربّنا . { وجَهْرَة } ضدّ خُفية ، أي عَلَناً ، فيجوز أن يكون صفة للرؤية المستفادة من ( أرنا ) ، ويجوز أن يكون حالاً من المرفوع في ( أرنا ) : أي حال كونك مجاهراً لنا في رؤيته غير مخف رؤيته .
واستطرد هنا ما لحقهم من جرّاء سؤالهم هذه الرؤية وما ترتّب عليه فقال : { فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } ، وهو ما حكاه تعالى في سورة البقرة ( 55 ) بقوله : { فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون . وكان ذلك إرهاباً لهم وزجراً ، ولذلك قال : بظلمهم } والظلم هو المحكي في سورة البقرة من امتناعهم من تصديق موسى إلى أن يروا الله جهرة ، وليس الظلم لمجرّد طلب الرؤية؛ لأنّ موسى قد سأل مثل سؤالهم مرّة أخرى : حكاه الله عنه بقوله : { ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرني أنظر إليك } الآية في سورة الأعراف ( 143 ) . وبيّن أنّهم لم يردعهم ذلك فاتَّخذوا العجل إلهاً من بعد ما جاءتهم البيّنات الدالّة على وحْدانية الله ونفي الشريك وعطفت جملة اتّخاذهم العجل بحرف ( ثمّ ) المفيد في عطفه الجمل معنى التراخي الرتبى . فإنّ اتّخاذهم العجل إلهاً أعظم جرماً ممّا حكي قبله ، ومع ذلك عفا الله عنهم وآتى موسى سلطاناً مبيناً ، أي حجّة واضحة عليهم في تمرّدهم ، فصار يزجرهم ويؤنّبهم . ومن سلطانه المبين أن أحرق لهم العجل الذي اتّخذوه إلهاً .
- إعراب القرآن : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
«يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ» الكاف مفعول به أول للفعل يسأل والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها مفعول به ثان ، «عَلَيْهِمْ» متعلقان بتنزل و«كِتاباً» مفعوله «مِنَ السَّماءِ» متعلقان بمحذوف صفة كتابا «فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ» سألوا فعل ماض وفاعله ومفعولاه والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل أكبر والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر غير جازم بعد فاء الفصيحة و«قد» حرف تحقيق «فَقالُوا» الجملة معطوفة على سألوا أو مفسرة «أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً» أرنا فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت ونا مفعول به أول و«اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به ثان «جَهْرَةً» حال أي : مجاهرة أو نائب مفعول مطلق أي مشاهدة والجملة مقول القول «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ» فعل ماض والهاء مفعوله الصاعقة فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على سألوا «ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ» فعل ماض وفاعل ومفعول به أول والمفعول الثاني محذوف تقديره : اتخذوا العجل إلا ها والجار والمجرور
متعلقان باتخذوا والمصدر المؤول بعد ما جاءتهم في محل جر بالإضافة التقدير : من بعد مجيء «فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ» الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة. «وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً» فعل ماض وفاعله ومفعولاه «مُبِيناً» صفة والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : The People of the Scripture ask you to bring down to them a book from the heaven But they had asked of Moses [even] greater than that and said "Show us Allah outright" so the thunderbolt struck them for their wrongdoing Then they took the calf [for worship] after clear evidences had come to them and We pardoned that And We gave Moses a clear authority
- English - Tafheem -Maududi : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا(4:153) The People of the Book now ask of you to have a Book come down on them from heaven; *181 indeed they asked of Moses even greater things than this, for they said: 'Make us see Allah with our own eyes' - whereupon the thunderbolt suddenly smote them for their wickedness. *182 Then they took to worshipping the calf after clear signs had come to them. *183 Still, We forgave them, and conferred a manifest commandment upon Moses,
- Français - Hamidullah : Les gens du Livre te demandent de leur faire descendre du ciel un Livre Ils ont déjà demandé à Moïse quelque chose de bien plus grave quand ils dirent Fais-nous voir Allah à découvert Alors la foudre les frappa pour leur tort Puis ils adoptèrent le Veau comme idole même après que les preuves leur furent venues Nous leur pardonnâmes cela et donnâmes à Moïse une autorité déclarée
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Leute der Schrift verlangen von dir daß du ihnen vom Himmel ein Buch offenbaren läßt Sie haben von Musa bereits etwas noch Größeres als dies verlangt denn sie sagten "Zeige uns Allah unverhüllt" Da ergriff sie der Donnerschlag wegen ihrer Ungerechtigkeit Hierauf nahmen sie das Kalb an nachdem die klaren Beweise zu ihnen gekommen waren Aber Wir verziehen es und gaben Musa offen kundige Gewalt
- Spanish - Cortes : La gente de la Escritura te pide que les bajes del cielo una Escritura Ya habían pedido a Moisés algo más grave que eso cuando dijeron ¡Muéstranos a Alá claramente Como castigo a su impiedad el Rayo se los llevó Luego cogieron el ternero aun después de haber recibido las pruebas claras Se lo perdonamos y dimos a Moisés una autoridad manifiesta
- Português - El Hayek : Os adeptos do Livro pedemte que lhes faças descer um Livro do céu Já haviam pedido a Moisés algo superior a isso quando lhe disseram Mostranos claramente Deus Por isso a centelha os fulminou por sua iniqüidade E mesmo depoisde receberem as evidências adoraram o bezerro; e Nós os perdoamos e concedemos a Moisés uma autoridade evidente
- Россию - Кулиев : Люди Писания просят тебя чтобы ты низвел им писание с неба Мусу Моисея они попросили о еще большем когда сказали Покажи нам Аллаха открыто Тогда молния поразила или гибель постигла их за их несправедливость А затем они стали поклоняться тельцу после того как к ним явились ясные знамения но Мы простили это и даровали Мусе Моисею явное доказательство
- Кулиев -ас-Саади : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
Люди Писания просят тебя, чтобы ты низвел им писание с неба. Мусу (Моисея) они попросили о еще большем, когда сказали: «Покажи нам Аллаха открыто». Тогда молния поразила (или гибель постигла) их за их несправедливость. А затем они стали поклоняться тельцу после того, как к ним явились ясные знамения, но Мы простили это и даровали Мусе (Моисею) явное доказательство.- Turkish - Diyanet Isleri : Kitap ehli senin kendilerine gökten bir kitap indirmeni isterler Musa'dan bundan daha büyüğünü istemişlerdi ve "Bize Allah'ı apaçık göster" demişlerdi Zulümlerinden ötürü onları yıldırım çarpmıştı Belgeler kendilerine geldikten sonra da buzağıyı tanrı olarak benimsediler fakat bunları affettik ve Musa'ya apaçık bir hüccet verdik söz vermelerine karşılık Tur dağını üzerlerine kaldırdık ve onlara "Kapıdan secde ederek girin" dedik "Cumartesileri aşırı gitmeyin" dedik onlardan sağlam bir söz aldık
- Italiano - Piccardo : La gente della Scrittura pretende che tu faccia scendere un Libro dal cielo A Mosè chiesero qualcosa ancora più enorme quando gli dissero “Facci vedere Allah apertamente” E la folgore li colpì per la loro iniquità Poi si presero il Vitello dopo che ebbero le Prove [Ciononostante] li perdonammo e demmo a Mosè autorità incontestabile
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمد صلی الله علیه وسلم خاوهنانی کتێب داوای ئهوهت لێدهکهن که له ئاسمانهوه کتێبێکیان بۆ دابهزێنیت جا ئهوانه بهڕاستی داوای لهوه گهورهتریان له موسا کرد وتیان دهمانهوێت خوامان بهئاشکرا نیشان بدهیت ئهسا ههوره بروسکهیهک لێیدان له سهرئهنجامی ئهو ستهمه ناڕهوایهو ئهو داخوازیه نادروسهیاندا کهچی لهوهودوا گوێرهکه پهرستیانکرد له دوای ئهو ههموو بهڵگه و موعجیزه ئاشکرایانه که بۆیان هات جا لهوهشیان خۆش بووین و بهڵگهو موعجیزه و بهرنامهی ئاشکرامان بهخشی به موسا تا ڕێنمووییان بکات
- اردو - جالندربرى : اے محمدﷺ اہل کتاب تم سے درخواست کرتے ہیں کہ تم ان پر ایک لکھی ہوئی کتاب اسمان سے اتار لاو تو یہ موسی سے اس سے بھی بڑی بڑی درخواستیں کرچکے ہیں ان سے کہتے تھے ہمیں خدا ظاہر یعنی انکھوں سے دکھا دو سو ان کے گناہ کی وجہ سے ان کو بجلی نے اپکڑا۔ پھر کھلی نشانیاں ائے پیچھے بچھڑے کو معبود بنا بیٹھے تو اس سے بھی ہم نے درگزر کی۔ اور موسی کو صریح غلبہ دیا
- Bosanski - Korkut : Sljedbenici Knjige traže od tebe da im s neba spustiš Knjigu Pa od Musaa su tražili i više od toga kad su uglas rekli "Pokaži nam Allaha" Zato ih je zbog bezdušnosti njihove munja ošinula Poslije su kada su im očigledni dokazi bili pokazani tele prihvatili ali smo i to oprostili a Musau smo očitu vlast dali
- Swedish - Bernström : EFTERFÖLJARNA av äldre tiders uppenbarelser begär att du [Muhammad] skall utverka att en [ny] Skrift uppenbaras för dem Ännu oerhördare är vad de begärde av Moses när de sade "Låt oss få se Gud med våra egna ögon" och en blixt slog dem som straff för deras orättfärdighet Sedan tog de sig för att tillbe [den gyllene] kalven efter det att bevisen [om sanningen] hade nått dem Men Vi utplånade denna [synd] och gav Moses en otvetydig bekräftelse [på hans kallelse]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Ahli Kitab meminta kepadamu agar kamu menurunkan kepada mereka sebuah Kitab dari langit Maka sesungguhnya mereka telah meminta kepada Musa yang lebih besar dari itu Mereka berkata "Perlihatkanlah Allah kepada kami dengan nyata" Maka mereka disambar petir karena kezalimannya dan mereka menyembah anak sapi sesudah datang kepada mereka buktibukti yang nyata lalu Kami maafkan mereka dari yang demikian Dan telah Kami berikan kepada Musa keterangan yang nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا
(Ahli Kitab meminta kepadamu) hai Muhammad; maksudnya orang-orang Yahudi (agar kamu menurunkan kepada mereka sebuah kitab dari langit) maksudnya sekaligus seperti pernah diturunkan-Nya kepada Musa guna mempersulit permintaan itu. Dan sekiranya menurut kamu itu berat (maka sesungguhnya mereka telah pernah meminta) maksudnya nenek moyang mereka (kepada Musa yang lebih besar dari itu, kata mereka, "Perlihatkanlah Allah kepada kami dengan jelas.") atau nyata. (Maka mereka disambar oleh petir) artinya maut sebagai hukuman bagi mereka (disebabkan keaniayaan mereka) yakni meminta barang yang sulit. (Kemudian mereka mengambil anak sapi) sebagai tuhan (setelah datang kepada mereka bukti-bukti yang nyata) artinya mukjizat-mukjizat atas kekuasaan Allah (maka Kami maafkan mereka dari hal yang demikian) dan tidak Kami basmi mereka secara tuntas (dan telah Kami berikan kepada Musa kekuasaan yang nyata) artinya keunggulan yang menakjubkan bagi mereka hingga sewaktu mereka disuruh membunuh diri mereka guna bertobat mereka pun menurutinya dengan patuh.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার নিকট আহলেকিতাবরা আবেদন জানায় যে আপনি তাদের উপর আসমান থেকে লিখিত কিতাব অবতীর্ণ করিয়ে নিয়ে আসুন। বস্তুতঃ এরা মূসার কাছে এর চেয়েও বড় জিনিস চেয়েছে। বলেছে একেবারে সামনাসামনিভাবে আমাদের আল্লাহকে দেখিয়ে দাও। অতএব তাদের উপর বজ্রপাত হয়েছে তাদের পাপের দরুন; অতঃপর তাদের নিকট সুস্পষ্ট প্রমাণনিদর্শন প্রকাশিত হবার পরেও তারা গোবৎসকে উপাস্যরূপে গ্রহণ করেছিল; তাও আমি ক্ষমা করে দিয়েছিলাম এবং আমি মূসাকে প্রকৃষ্ট প্রভাব দান করেছিলাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே வேதமுடையவர்கள் தங்கள் மீது ஒரு வேதத்தை வானத்திலிருந்து நீர் இறக்கி வைக்க வேண்டுமென்று உம்மிடம் கேட்கின்றனர் அவர்கள் மூஸாவிடம் இதைவிடப் பெரியது ஒன்றைக் கேட்டு "எங்களுக்கு அல்லாஹ்வைப் பகிரங்கமாகக் காட்டுங்கள்" எனக் கூறினர் ஆகவே அவர்களுடைய அக்கிரமத்திற்காக அவர்களை இடி தாக்கியது அப்பால் அவர்களுக்குத் தெளிவான ஆதாரங்கள் வந்த பின்னும் அவர்கள் காளைக் கன்றை வணங்கினார்கள் அதையும் நாம் மன்னித்தோம்; இன்னும் நாம் மூஸாவுக்குத் தெளிவான ஆதாரத்தையும் கொடுத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ได้รับคัมภีร์ จะขอร้องเจ้าให้เจ้านำคัมภีร์ฉบับหนึ่งจากฟากฟ้าลงมาแก่พวกเขา แท้จริงนั้นพวกเขาได้ขอร้องมูซาซึ่งสิ่งที่ใหญ่กว่านั้นมาแล้ว โดยที่พวกเขากล่าวว่า จงให้พวกเราเห็นอัลลอฮฺโดยชัดแจ้งเถิด แล้วฟ้าฝ่าก็ได้คร่าพวกเขา เนื่องด้วยความอธรรมของพวกเขา ภายหลังพวกเขาก็ได้ยึดถือลูกวัวหลังจากที่บรรดาหลักฐานอันชัดเจนได้มายังพวกเขา แล้วเราก็อภัยให้ในเรื่องนั้นและเราได้ให้แก่มูซาซึ่งอำนาจอันชัดเจน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аҳли китоблар сендан уларга осмондан китоб тушириб беришингни сўрарлар Мусодан бундан ҳам катта нарсани сўраганлар–Бизга Аллоҳни ошкора кўрсат деганлар Бас зулмлари туфайли уларни чақмоқ урди Сўнгра уларга очиқойдин баёнотлар келганидан кейин бузоқни худо қилиб олдилар Бас биз буни ҳам афв қилдик ва Мусога очиқойдин султон бердик
- 中国语文 - Ma Jian : 信奉天经的人,请求你从天上降示他们一部经典。 他们确已向穆萨请求过比这更重大的事,他们说:你使我们亲眼看见真主吧。 急雷为他们的不义而袭击他们。在许多明证降临他们之后,他们又认犊为神,但我已恕饶这件事。 这曾赏赐穆萨一个明显的证据。
- Melayu - Basmeih : Ahli Kitab kaum Yahudi meminta kepadamu wahai Muhammad supaya engkau menurunkan kepada mereka sebuah Kitab dari langit Janganlah engkau merasa pelik kerana sesungguhnya mereka telah meminta kepada Nabi Musa lebih besar dari itu Mereka berkata "Wahai Musa perlihatkanlah Allah kepada kami dengan nyata supaya kami dapat melihatNya dan percaya kepadaNya" Lalu mereka disambar oleh petir dengan sebab kezaliman mereka menderhaka kepada Allah; kemudian mereka pula menyembah patung anak lembu sesudah datang kepada mereka keteranganketerangan mukjizat lalu Kami maafkan mereka dari perbuatan yang sedemikian itu ketika mereka bertaubat Dan Kami telah memberi kepada Nabi Musa kekuasaan yang nyata untuk mengalahkan kaum yang kafir itu
- Somali - Abduh : Waxay ku warsan Ehelu Kitaabku Inaad kaga soo Dejiso Kitaab Xagga Samada Dhabahaan yey u warsadeen Nabi Muuse wax ka wayn kaas waxayna dheheen noo tusi Eebe si Cad waxaana qabatay qaylo daran Dulmigooda dartiis waxayna yeesheen Dibi intay u Timid Xujooyin waana ka Cafinay Arrintaas waxaana siinay Nabi muuse Xujo Cad
- Hausa - Gumi : Mutãnen Littãfi sunã tambayar ka ka saukar da wani littãfi daga sama a kansu to lalle ne sun tambayi Mũsã mũfã girma daga wannan suka ce "Ka nũna mana Allah bayyane" Sai tsãwa ta kãmã su sabõda zãluncinsu sa'an nan kuma suka riƙi maraƙi abin bautãwa bãyan hujjoji bayyanannu sun je musu Sa'an nan Muka yãfe laifi daga wancan Kuma Mun bai wa Mũsã dalĩli bayyananne
- Swahili - Al-Barwani : Watu wa Kitabu wanakutaka uwateremshia kitabu kutoka mbinguni Na kwa hakika walikwisha mtaka Musa makubwa kuliko hayo Walisema Tuonyeshe Mwenyezi Mungu wazi wazi Wakapigwa na radi kwa hiyo dhulma yao Kisha wakamchukua ndama kumuabudu baada ya kwisha wajia hoja zilizo wazi Nasi tukasamehe hayo na tukampa Musa nguvu zilizo dhaahiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kërkojnë prej teje o Muhammed ithtarët e Librit që t’u zbresish atyre një libër prej qiellit; ata patën kërkuar nga Musai diçka edhe më të madhe “Tregona Perëndinë dukshëm” por ata i shkatërroi rrufeja për shkak të zullumit që bënë Pastaj zgjodhën viçin për adhurim pasi që ju patën ardhur dokumentet e qarta Na ua kemi falë ate e Musait i dhamë pushtet të dukshëm
- فارسى - آیتی : اهل كتاب از تو مىخواهند كه برايشان كتابى از آسمان نازل كنى. اينان بزرگتر از اين را از موسى طلب كردند و گفتند: خدا را به آشكار به ما بنماى. به سبب اين سخن كفرآميزشان صاعقه آنان را فرو گرفت. و پس از آنكه معجزههايى برايشان آمده بود گوسالهاى را به خدايى گرفتند و ما آنان را بخشيديم و موسى را حجتى آشكار ارزانى داشتيم.
- tajeki - Оятӣ : Аҳли китоб аз ту мехоҳанд, ки барояшон китобе аз осмон нозил кунӣ. Инҳо бузургтар аз инро аз Мӯсо талаб карданд ва гуфтанд: «Худоро ба ошкор ба мо нишон деҳ». Ба сабаби ин сухани куфромезашон оташак онҳоро фурӯ гирифт. Ба пас аз он ки мӯъҷизаҳое барояшоя омада буд, гӯсолаеро ба худоӣ гирифтанд ва Мо ононро бахшидем ва Мӯсоро мӯъҷизае ошкор додем.
- Uyghur - محمد صالح : ئەھلى كىتاب (يەنى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالار) سەندىن ئۆزلىرىگە ئاسماندىن بىر كىتاب چۈشۈرۈشنى سورايدۇ، ئۇلار مۇسادىن بۇنىڭدىنمۇ چوڭراقىنى سوراپ: «بىزگە اﷲ نى ئاپئاشكارا كۆرسەتكىن» دېگەن ئىدى. شۇنىڭ بىلەن، ئۇلارنىڭ زۇلمى سەۋەبلىك ئۇلارنى چاقماق سوقتى (يەنى ئاسماندىن بىر ئوت كېلىپ ئۇلارنى ھالاك قىلدى). ئۇلار روشەن مۆجىزىلەر كەلگەندىن كېيىن موزاينى (مەبۇد) قىلىۋالدى. كېيىن بىز ئۇلارنى ئەپۇ قىلدۇق. بىز مۇساغا (ئۇنىڭ راست پەيغەمبەرلىكىنى ئىسپاتلايدىغان مۆجىزىلەردىن) روشەن پاكىت ئاتا قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വേദക്കാര് നിന്നോടാവശ്യപ്പെടുന്നു: അവര്ക്ക് വാനലോകത്തുനിന്ന് നീയൊരു ഗ്രന്ഥം ഇറക്കിക്കൊടുക്കണമെന്ന്. ഇതിനെക്കാള് ഗുരുതരമായ ഒരാവശ്യം അവര് മൂസായോട് ഉന്നയിച്ചിട്ടുണ്ട്. അവര് പറഞ്ഞു: "നീ ഞങ്ങള്ക്ക് അല്ലാഹുവെ നേരില് കാണിച്ചുതരണം.” അവരുടെ ഈ ധിക്കാരം കാരണം പെട്ടെന്നൊരു ഇടിനാദം അവരെ പിടികൂടി. പിന്നെ, വ്യക്തമായ തെളിവുകള് വന്നെത്തിയിട്ടും അവര് പശുക്കുട്ടിയെ ഉണ്ടാക്കി ദൈവമാക്കി. അതും നാം പൊറുത്തുകൊടുത്തു. തുടര്ന്ന് മൂസാക്കു നാം വ്യക്തമായ ന്യായപ്രമാണം നല്കുകയും ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : يسالك اليهود ايها الرسول معجزه مثل معجزه موسى تشهد لك بالصدق بان تنزل عليهم صحفا من الله مكتوبه مثل مجيء موسى بالالواح من عند الله فلا تعجب ايها الرسول فقد سال اسلافهم موسى عليه السلام ما هو اعظم سالوه ان يريهم الله علانيه فصعقوا بسبب ظلمهم انفسهم حين سالوا امرا ليس من حقهم وبعد ان احياهم الله بعد الصعق وشاهدوا الايات البينات على يد موسى القاطعه بنفي الشرك عبدوا العجل من دون الله فعفونا عن عبادتهم العجل بسبب توبتهم واتينا موسى حجه عظيمه تويد صدق نبوته
*181). One of the odd demands which the Jews of Madina made to the Prophet (peace be on him) was that if he wanted them to accept his claim to prophethood he should have them either witness a book descending from the heavens or that each one of them should receive a writ from on high, confirming Muhammad's prophethood and the absolute necessity of believing in him.
*182). The purpose here is not to describe the details of any particular event, but merely to mention, in brief, the crimes of the Jews. Hence passing references are made to the main incidents in the national history of the Jews. The particular event referred to has been mentioned earlier in Surah al-Baqarah. (See Towards Understanding the Qur'an, vol. I, Surah 2: 55; also n. 71.)
*183). 'Clear signs' refer here to the signs which people had constantly witnessed from the time of Moses' appointment to his prophetic office, to the drowning of Pharaoh and the deliverance of the Israelites out of Egypt. It is clear that He Who had secured the deliverance of the Israelites from the clutches of the powerful Egyptian empire was not the calf, but God, the Lord of the Universe. One is simply staggered at the overpowering predisposition of the Jews to error, as evidenced by the fact that at that very juncture in their history when they had experienced the most illustrious signs of God's power and grace they bowed down before the image of the calf, rather than before God, their Benefactor.