- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَبِظُلْمٍۢ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا
- عربى - التفسير الميسر : فبسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة حَرَّم الله عليهم طيبات من المأكل كانت حلالا لهم، وبسبب صدِّهم أنفسهم وغيرهم عن دين الله القويم.
- السعدى : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
ثم أخبر تعالى أنه حرم على أهل الكتاب كثيرا من الطيبات التي كانت حلالا عليهم، وهذا تحريم عقوبة بسبب ظلمهم واعتدائهم، وصدهم الناس عن سبيل الله، ومنعهم إياهم من الهدى، وبأخذهم الربا وقد نهوا عنه، فمنعوا المحتاجين ممن يبايعونه عن العدل، فعاقبهم الله من جنس فعلهم فمنعهم من كثير من الطيبات التي كانوا بصدد حلها، لكونها طيبة، وأما التحريم الذي على هذه الأمة فإنه تحريم تنزيه لهم عن الخبائث التي تضرهم في دينهم ودنياهم.
- الوسيط لطنطاوي : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
ثم حكى - سبحانه - ألوانا أخرى من جرائم اليهود، وحكى بعض العقوبات التى حلت بهم بسبب ظلمهم وبغيهم فقال - تعالى { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }.
والفاء فى قوله { فَبِظُلْمٍ } للتفريع على جرائمهم السابقة، والباء للسببية، والتنكير للتهويل والتعظيم، والجار والجرور متعلق بحرمنا. وقدم الجار والمجرور على عامله للتنبيه على قبح سبب التحريم.
والمعنى فبسبب ظلم عظيم شنيع وقع من أولئك اليهود حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم، ولو أنهم لم يقعوا فى هذا الظلم الشديد لما حرم الله عليهم هذه الطيبات التى هم فى حاجة إليها.
والآية الكريمة تعليل لبعض العقوبات التى نزلت بهم بسبب ظلمهم وبغيهم، ومن ضروب هذا الظلم والبغى ما سجله الله عليهم قبل ذلك من نقض للمواثيق، ومن كفر بآيات الله.
وما سجله عليهم - أيضا - بعد ذلك من صد عن سبيل الله، ومن أخذ للربا وقد نهاهم عن آخذه.
وهذه الطيبات التى حرمها الله عليهم منها ما حكاه - سبحانه - فى سورة الأنعام بقوله:
{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ }
والتعبير عنهم بقوله: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } إيذان بشناعة ظلمهم، حيث إنهم وقعوا فى هذا الظلم الشديد بعد توبتهم ورجوعهم عن عبادة العجل. وقولهم: " إنا هدنا إليك " أى: تبنا ورجعنا إليك يا ربنا.
وقوله: { أُحِلَّتْ لَهُمْ } هذه الجملة صفة للطيبات فهى فى محل نصب.
والمراد من وصفها بذلك. بيان أنها كانت حلالا لهم قبل أن يرتكبوا ما ارتكبوا من موبقات. أى: حرمنا عليهم طيبات كانت حالالا لهم، ثم حرمت عليهم بسبب بغيهم وظلمهم.
قال ابن كثير: يخبر - سبحانه - أنه بسبب ظلم اليهود، وبسبب ما ارتكبوه من ذنوب، حرمت عليهم طيبات كان قد أحلها لهم. وقرأ ابن عباس: طيبات كانت أحلت لهم. وهذا التحريم قد يكون قدريا. بمعنى أن الله قيضهم لأن يتأولوا فى كتابهم، وحرفوا وبدلوا أشياء كانت حلالا لهم فحرموها على أنفسهم تضييقا، تنطعا. ويحتمل أن يكون شرعيا. بمعنى أنه - تعالى - حرم عليهم فى التوراة أشياء كانت حلال لهم قبل ذلك. كما قال - تعالى -
{ كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ }
وقوله: { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } معطوف هو وما بعده من أخذهم الربا وغيره على الظلم الذى تعاطوه. من عطف الخاص على العام، لأن هذه الجرائم تفسير وتفصيل لظلمهم.
والصد والصدود: المنع. أى: وبسبب صدهم أنفسهم عن طريق الحق التى شرعها الله لعباده وصدهم غيرهم عنها عنها صدا كثيرا، بسبب ذلك عاقبناهم وطردناهم من رحمتنا.
وقوله { كَثِيراً } صفة لمفعول محذوف منصوب بالمصدر وهو { بِصَدِّهِمْ } أى: وبصدهم عن سبيل الله جمعا كثيرا من الناس. أو صفة لمصدر محذوف، أى: وبصدهم عن سبيل الله صدا كثيرا.
- البغوى : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
قوله عز وجل : ( فبظلم من الذين هادوا ) وهو ما تقدم ذكره من نقضهم الميثاق وكفرهم بآيات الله وبهتانهم على مريم ، وقولهم : إنا قتلنا المسيح ( حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) وهي ما ذكر في سورة الأنعام ، فقال : " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر " ( الأنعام - 146 ) .
ونظم الآية : فبظلم من الذين هادوا وهو ما ذكرنا ، ( وبصدهم ) وبصرفهم أنفسهم وغيرهم ، ( عن سبيل الله كثيرا ) أي : عن دين الله صدا كثيرا .
- ابن كثير : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
يخبر ، تعالى ، أنه بسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة ، حرم عليهم طيبات كان أحلها لهم ، كما قال ابن أبي حاتم :
حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، وقال : قرأ ابن عباس : " طيبات كانت أحلت لهم " .
وهذا التحريم قد يكون قدريا ، بمعنى : أنه تعالى قيضهم لأن تأولوا في كتابهم ، وحرفوا وبدلوا أشياء كانت حلالا لهم ، فحرموها على أنفسهم ، تشديدا منهم على أنفسهم وتضييقا وتنطعا . ويحتمل أن يكون شرعيا بمعنى : أنه تعالى حرم عليهم في التوراة أشياء كانت حلالا لهم قبل ذلك ، كما قال تعالى : ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ) [ آل عمران : 93 ] وقد قدمنا الكلام على هذه الآية وأن المراد : أن الجميع من الأطعمة كانت حلالا لهم ، من قبل أن تنزل التوراة ما عدا ما كان حرم إسرائيل على نفسه من لحوم الإبل وألبانها . ثم إنه تعالى حرم أشياء كثيرة في التوراة ، كما قال في سورة الأنعام : ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) [ الأنعام : 146 ] أي : إنما حرمنا عليهم ذلك ; لأنهم يستحقون ذلك بسبب بغيهم وطغيانهم ومخالفتهم رسولهم واختلافهم عليه . ولهذا قال : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) أي : صدوا الناس وصدوا أنفسهم عن اتباع الحق . وهذه سجية لهم متصفون بها من قديم الدهر وحديثه ; ولهذا كانوا أعداء الرسل ، وقتلوا خلقا من الأنبياء ، وكذبوا عيسى ومحمدا ، صلوات الله وسلامه عليهما .
- القرطبى : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
قوله تعالى : فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا
قوله تعالى : فبظلم من الذين هادوا قال الزجاج : هذا بدل من فبما نقضهم . والطيبات ما نصه في قوله تعالى : وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وقدم الظلم على التحريم إذ هو الغرض الذي قصد إلى الإخبار عنه بأنه سبب التحريم . وبصدهم عن سبيل الله أي وبصدهم أنفسهم وغيرهم عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم . وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل كله تفسير للظلم الذي تعاطوه ، وكذلك ما قبله من نقضهم الميثاق وما بعده ؛ وقد مضى في " آل عمران " أن اختلاف العلماء في سبب التحريم على ثلاثة أقوال هذا أحدها .
- الطبرى : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
القول في تأويل قوله : فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: فحرَّمنا على اليهود الذين نقضوا ميثاقهم الذي واثقوا ربهم، وكفروا بآيات الله، وقتلوا أنبياءهم، وقالوا البهتان على مريم، وفعلوا ما وصفهم الله في كتابه= طيباتٍ من المآكل وغيرها، كانت لهم حلالا عقوبة لهم بظلمهم، الذي أخبر الله عنهم في كتابه، (68) كما:-
10833- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم " الآية، عوقب القوم بظلم ظلموه وبَغْيٍ بَغَوْه، حرمت عليهم أشياء ببغيهم وبظلمهم.
* * *
وقوله: " وبصدّهم عن سبيل الله كثيرًا "، يعني: وبصدّهم عبادَ الله عن دينه وسبله التي شرعَها لعباده، صدًّا كثيرًا. (69) وكان صدُّهم عن سبيل الله: بقولهم على الله الباطل، وادعائهم أن ذلك عن الله، وتبديلهم كتاب الله، وتحريف معانيه عن وجوهه. وكان من عظيم ذلك: جحودهم نبوة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتركهم بيانَ ما قد علِموا من أمره لمن جَهِل أمره من الناس. (70)
* * *
وبنحو ذلك كان مجاهد يقول:
10834- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثني أبو عاصم قال، حدثني عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " وبصدّهم عن سبيل الله كثيرًا "، قال: أنفسَهم وغيرَهم عن الحق.
10835- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
------------------------
الهوامش :
(68) انظر تفسير"هاد" فيما سلف 2 : 143 ، 507 ، 508.
وتفسير"الطيبات" فيما سلف 3 : 301 / 5 : 555 / 6 : 361 / 7 : 424 / 8 : 409.
(69) في المطبوعة: "التي شرحها لعبادة" وهو خطأ ظاهر.
(70) انظر تفسير"الصد" فيما سلف 4 : 300 / 7 : 53 / 8 : 482 ، 513 وتفسير"السبيل" فيما سلف من فهارس اللغة.
- ابن عاشور : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
إن كان متعلَّق قوله : { فبما نقضهم } النساء : 155 ) محذوفاً على أحد الوجهين المتقدّمين كان قوله : { فبظلم } مفرّعاً على مجموع جرائمهم السالفة . فيكون المراد بظلمهم ظلماً آخر غير ما عُدّد من قبل ، وإن كان قوله : { فبما نقضهم } [ النساء : 155 ] متعلّقاً بقوله : { حرّمنا عليهم } فقوله : { فبظلم } الخ بَدَل مطابق من جملة { فبما نقضهم ميثاقهم } [ النساء : 155 ] بإعادة العامل في البدل منه لطول الفصل . وفائدة الإتيان به أن يظهر تعلّقه بقوله : { حرّمنا عليهم طيّبات } إذ بَعُد ما بينه وبين متعلّقه ، وهو قوله : { فبما نقضهم ميثاقهم } [ النساء : 155 ] ليقوى ارتباط الكلام . وأتي في جملة البدل بلفظ جامع للمبدل منه وما عطف عليه : لأنّ نقض الميثاق ، والكفر ، وقتل الأنبياء ، وقولهم قلوبنا غلف ، وقولهم على مريم بهتاناً ، وقولهم قتلنا عيسى : كلّ ذلك ظلم . فكانت الجملة الأخيرة بمنزلة الفذلكة لما تقدّم ، كأنَّه قيل : فبذلك كلّه حرّمنا عليهم ، لكن عدل إلى لفظ الظلم لأنّه أحسن تفنّناً ، وأكثر فائدة من الإتيان باسم الإشارة . وقد مرّ بيان ذلك قريباً عند قوله تعالى : { فبما نقضهم } [ النساء : 155 ] . ويجوز أن يكون ظلماً آخر أجْملَهُ القرآن .
وتنكير ( ظلم ) للتعظيم ، والعدولُ عن أن يقول «فبظلمهم» ، حتّى تأتي الضمائر متتابعة من قوله : { فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم } إلى آخره ، إلى الاسم الظاهر وهو { الَّذين هادوا } لأجل بعد الضمير في الجملة المبدل منها : وهي { فبما نقضهم } [ النساء : 155 ] . ولأنّ في الموصول وصلته ما يقتضي التنزّه عن الظلم لو كانوا كما وصفوا أنفسهم ، فقالوا : { إنّا هدنا إليك } [ الأعراف : 156 ] ؛ فصدور الظلم عن الذين هادوا محلّ استغراب .
والآية اقتضت : أنّ تحريم ما حرّم عليهم إنَّما كان عقاباً لهم ، وأنّ تلك المحرّمات ليس فيها من المفاسد ما يتقضي تحريم تناولها ، وإلاّ لحُرمّت عليهم من أوّل مجيء الشريعة . وقد قيل : إنّ المراد بهذه الطيّبات هو ما ذكر في قوله تعالى : { وعلى الذين هادوا حرّمنا كلّ ذي ظُفر ومن البقر والغنم حرّمنا عليهم شحومهما إلى قوله ذلك جزيناهم ببغيهم } في سورة الأنعام ( 146 ) ، فهذا هو الجزاء على ظلمهم .
نقل الفخر في آية سورة الأنعام عن عبد الجبّار أنَّه قال : نفس التحريم لا يجوز أن يكون عقوبة على جرم صدر منهم لأنّ التكليف تعريض للثواب ، والتعريض للثواب إحسان ، فلم يُجِز أن يكون التكليف جزاء على الجرم . قال الفخر : والجواب أنّ المنع من الانتفاع يمكن أن يكون لقصد استحقاق الثواب ويمكن أن يكون للجرم .
وهذا الجواب مصادرة على أنّ ممّا يقوّي الإشكال أنّ العقوبة حقّها أن تُخصّ بالمجرمين ثُمّ تنسخ . فالذي يظهر لي في الجواب : إمَّا أن يكون سبب تحريم تلك الطيّبات أنّ ما سرى في طباعهم بسبب بغيهم وظلمهم من القساوَة صار ذلك طبعاً في أمزجتهم فاقتضى أن يلطِّف الله طباعهم بتحريم مأكولات من طبعها تغليظ الطباع ، ولذلك لمّا جاءهم عيسى أحلّ الله لهم بعض ما حرّم عليهم من ذلك لزوال موجب التحريم ، وإمّا أن يكون تحريم ما حرّم عليهم عقاباً للذين ظلموا وبغوا ثُمّ بقي ذلك على من جاء بعدهم ليكون لهم ذِكْرى ويكون للأوّلين سُوء ذِكر من باب قوله :
{ واتَّقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة } [ الأنفال : 25 ] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم « ما من نفس تُقتل ظلماً إلاّ كان على ابن آدم الأوللِ كِفْل من دمها » . ذلك لأنّه أوّل من سَنّ القتل . وإمّا لأنّ هذا التحريم عقوبة دنيوية راجعة إلى الحرمان من الطيّبات فلا نظر إلى ما يعرض لهذا التحريم تارة من الثواب على نيّة الامتثال للنهي ، لندرة حصول هذه النيّة في التّرك .
وصَدّهم عن سبيل الله : إن كان مصدرَ صَدّ القاصر الذي مضارعه يصِدّ بكسر الصاد فالعنى بإعراضهم عن سبيل الله؛ وإن كان مصدر المتعدّي الذي قِياس مضارعه بضمّ الصاد ، فلعلّهم كانوا يصدّون النّاس عن التقوى ، ويقولون : سيغفر لنا ، من زمن موسى قبل أن يحرّم عليهم بعض الطيّبات . أمّا بعد موسى فقد صدّوا النّاس كثيراً ، وعاندوا الأنبياء ، وحاولوهم على كتم المواعظ ، وكذّبوا عيسى ، وعارضوا دعوة محمّد صلى الله عليه وسلم وسوّلوا لكثير من النّاس ، جهراً أو نفاقاً ، البقاء على الجاهليّة ، كما تقدّم في قوله : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت } [ النساء : 51 ] الآيات . ولذلك وصف ب { كثيراً } حالاً منه .
- إعراب القرآن : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
«فَبِظُلْمٍ» الفاء استئنافية ومتعلقان بحرمنا «مِنَ الَّذِينَ» متعلقان بمحذوف صفة ظلم وجملة «هادُوا» صلة الموصول وجملة «حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ» استئنافية حرمنا فعل ماض وفاعله وطيبات مفعوله والجار والمجرور متعلقان بحرمنا «أُحِلَّتْ لَهُمْ» فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والجملة في محل نصب صفة «وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» عطف على بظلم والجار والمجرور متعلقان بالمصدر صدهم اللّه لفظ الجلالة
مضاف إليه «كَثِيراً» صفة لمفعول به محذوف أي : أناسا كثيرا أو نائب مفعول مطلق.
- English - Sahih International : For wrongdoing on the part of the Jews We made unlawful for them [certain] good foods which had been lawful to them and for their averting from the way of Allah many [people]
- English - Tafheem -Maududi : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا(4:160) Thus, *198 We forbade them many clean things which had earlier been made lawful for them, *199 for the wrong-doing of those who became Jews, for their barring many from the way of Allah, *200
- Français - Hamidullah : C'est à cause des iniquités des Juifs que Nous leur avons rendu illicites les bonnes nourritures qui leur étaient licites et aussi à cause de ce qu'ils obstruent le sentier d'Allah à eux-mêmes et à beaucoup de monde
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wegen Ungerechtigkeit derer die dem Judentum angehören hatten Wir ihnen gute Dinge verboten die ihnen erlaubt gewesen waren und weil sie viel von Allahs Weg abhielten
- Spanish - Cortes : Prohibimos a los judíos cosas buenas que antes les habían sido lícitas por haber sido impíos y por haber desviado a tantos del camino de Alá
- Português - El Hayek : E pela iniqüidade dos judeus ao tentarem desviar os demais da senda de Deus vedamoslhes algumas coisas boas que lhes eram lícitas
- Россию - Кулиев : За то что иудеи поступали несправедливо и многих сбивали или часто сбивали людей с пути Аллаха Мы запретили им блага которые были дозволены им
- Кулиев -ас-Саади : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
За то, что иудеи поступали несправедливо и многих сбивали (или часто сбивали людей) с пути Аллаха, Мы запретили им блага, которые были дозволены им.- Turkish - Diyanet Isleri : Yahudilerin haksızlıklarından çoklarını Allah yolundan menetmelerinden yasak edilmişken faiz almaları ve insanların mallarını haksızlıkla yemelerinden ötürü kendilerine helal kılınan temiz şeyleri onlara haram kıldık Onlardan inkar edenlere elem verici azab hazırladık
- Italiano - Piccardo : È per l'iniquità dei giudei che abbiamo reso loro illecite cose eccellenti che erano lecite perché fanno molto per allontanare le genti dalla via di Allah;
- كوردى - برهان محمد أمين : بههۆی زوڵم و ستهمێک لهلایهن ئهوانهی که بوونهته جوو و بههۆی ئهوهی که زۆر کۆسپیان دهخسته بهر ڕێبازی خوا ئێمه ههندێک نازو نیعمهتمان لێ حهرام کردن که پێشتر بۆیان حهڵاڵ بوو
- اردو - جالندربرى : تو ہم نے یہودیوں کے ظلموں کے سبب بہت سی پاکیزہ چیزیں جو ان کو حلال تھیں ان پر حرام کردیں اور اس سبب سے بھی کہ وہ اکثر خدا کے رستے سے لوگوں کو روکتے تھے
- Bosanski - Korkut : I zbog teškog nasilja jevreja Mi smo im neka lijepa jela zabranili koja su im bila dozvoljena i zbog toga što su mnoge od Allahova puta odvraćali
- Swedish - Bernström : Vi nekade dem som bekänner den judiska tron goda ting som de förut kunde njuta av på grund av den orätt som de begick och deras många avvikelser från Guds väg
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka disebabkan kezaliman orangorang Yahudi kami haramkan atas memakan makanan yang baikbaik yang dahulunya dihalalkan bagi mereka dan karena mereka banyak menghalangi manusia dari jalan Allah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
(Maka karena keaniayaan) artinya disebabkan keaniayaan (dari orang-orang Yahudi Kami haramkan atas mereka makanan yang baik-baik yang dihalalkan bagi mereka dulu) yakni yang tersebut dalam firman-Nya, "Kami haramkan setiap yang berkuku..." sampai akhir ayat (juga karena mereka menghalangi) manusia (dari jalan Allah) maksudnya agama-Nya (banyak).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বস্তুতঃ ইহুদীদের জন্য আমি হারাম করে দিয়েছি বহু পূতপবিত্র বস্তু যা তাদের জন্য হালাল ছিলতাদের পাপের কারণে এবং আল্লাহর পথে অধিক পরিমাণে বাধা দানের দরুন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனவே யூதர்களாக இருந்த அவர்களுடைய அக்கிரமத்தின் காரணமாக அவர்களுக்கு முன்னர் ஆகுமாக்கப்பட்டிருந்த நல்ல ஆகார வகைகளை அவர்களுக்கு ஹராமாக்கி விலக்கி விட்டோம்; இன்னும் அவர்கள் அநேகரை அல்லாஹ்வின் பாதையில் செல்லவிடாது தடுத்துக் கொண்டிருந்ததனாலும் அவர்களுக்கு இவ்வாறு தடை செய்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วก็เนื่องด้วยความอธรรมจากบรรดาผู้ที่เป็นยิว เราจึงได้ให้เป็นที่ต้องห้ามแก่พวกเขาซึ่งบรรดาสิ่งดี ๆ ที่ได้ถูกอนุมัติแก่พวกเขามาแล้วและเนื่องด้วยการที่พวกเขาขัดขวางทางของอัลลอฮฺอย่างมากมาย ด้วย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Яҳудий бўлганларга уларнинг зулми Аллоҳнинг йўлидан кўп тўсганлари учун ўзларига ҳалол қилинган нарсани ҳаром қилдик
- 中国语文 - Ma Jian : 我禁止犹太教徒享受原来准许他们享受的许多佳美的食物, 因为他们多行不义,常常阻止人遵循主道,
- Melayu - Basmeih : Maka disebabkan kezaliman yang amat besar dari perbuatan orangorang Yahudi Kami haramkan atas mereka makanan yang baikbaik yang pernah dihalalkan bagi mereka dan disebabkan mereka banyak menghalang manusia dari jalan Allah
- Somali - Abduh : Dulmi kuwii Yuhuudoobay dartiis yaan uga Reebnay korkooda Wanaaga loo xalaaleeyey iyo ka Celintooda Jidka Eebe wax badan
- Hausa - Gumi : To sabõda zãlunci daga waɗanda suka tũba Yahũdu Muka haramta musu abũbuwa masu dãɗi waɗanda aka halatta su a gare su kuma sabõda taushẽwarsu daga hanyar Allah da yawa
- Swahili - Al-Barwani : Basi kwa dhulma yao Mayahudi tuliwaharimishia vitu vizuri walivyo halalishiwa Na kwa sababu ya kuwazuilia kwao watu wengi na Njia ya Mwenyezi Mungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Madje për shkak të zullumit që bënë Hebrenjt Na ua ndaluam atyre disa ushqime të shijshme të cilat ishin të lejueshme për ta më parë dhe për shkak se i zmbrapsen shumë njerëz nga udha e Perëndisë
- فارسى - آیتی : و به كيفر ستمى كه يهودان روا داشتند و منعكردن بسيارشان از راه خدا، آن چيزهاى پاكيزه را كه بر آنان حلال بود، حرام كرديم.
- tajeki - Оятӣ : ва ба ҷазои ситаме, ки яҳудон раво доштанд ва манъ кардани бисёрашон аз роҳи Худо, он чизҳои покизаро, ки бар онон ҳалол буд, ҳаром кардем.
- Uyghur - محمد صالح : يەھۇدىيلارنىڭ قىلغان ھەقسىزلىقلىرى (يەنى زۇلمى ۋە قىلغان گۇناھلىرى)، نۇرغۇن كىشىلەرنى اﷲ نىڭ يولىدىن (يەنى اﷲ نىڭ دىنىغا كىرىشتىن) توسقانلىقلىرى، چەكلەنگەن جازانىنى ئالغانلىقلىرى ۋە كىشىلەرنىڭ پۇل - ماللىرىنى ناھەق يېگەنلىكلىرى ئۈچۈن، ئۇلارغا (ئىلگىرى) ھالال قىلىنغان پاكىز نەرسىلەرنى ھارام قىلدۇق، ئۇلارنىڭ ئىچىدىن كاپىر بولغانلارغا قاتتىق ئازاب ھازىرلىدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ജൂതമതക്കാരില് നിന്നുണ്ടായ അതിക്രമം കാരണം അവര്ക്കനുവദിച്ചിരുന്ന പല നല്ല വസ്തുക്കളും നാമവര്ക്ക് നിഷിദ്ധമാക്കി. അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് അവര് ഒട്ടേറെ തടസ്സങ്ങള് സൃഷ്ടിച്ചതിനാലുമാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : فبسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمه حرم الله عليهم طيبات من الماكل كانت حلالا لهم وبسبب صدهم انفسهم وغيرهم عن دين الله القويم
*198). After this parenthetical statement, the main discourse is once again resumed.
*199). This may refer to the regulation mentioned in Surah al-An'am 6: 146, that all beasts with claws, and the fat of both oxen and sheep, were prohibited to the Jews. It might also refer, however, to the highly elaborate set of prohibitions found in Judaic Law. To restrict the choice of alternatives in their life is indeed a kind of punishment for a people. (For a fuller discussion see Surah al-An'am 6, n. 122 below.)
*200). The Jews, on the whole, are not satisfied with their own deviation from the path of God. They have become such inherent criminals that their brains and resources seem to be behind almost every movement which arises for the purpose of misleading and corrupting human beings. And whenever there arises a movement to call people to the Truth, the Jews are inclined to oppose it even though they are the bearers of the Scripture and inheritors of the message of the Prophets. Their latest contribution is Communism - an ideology which is the product of a Jewish brain and which has developed under Jewish leadership. It seems ironical that the professed followers of Moses and other Prophets should be prominent as the founders and promoters of an ideology which, for the first time in human history, is professedly based on a categorical denial of, and an undying hostility to God, and which openly strives to obliterate every form of godliness. The other movement which in modern times is second only to Communism in misleading people is the philosophy of Freud. It is a strange coincidence that Freud too was a Jew.