- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّٰكِنِ ٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ أُوْلَٰٓئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ۚ والمقيمين الصلاة ۚ والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما
- عربى - التفسير الميسر : لكنِ المتمكنون في العلم بأحكام الله من اليهود، والمؤمنون بالله ورسوله، يؤمنون بالذي أنزله الله إليك -أيها الرسول- وهو القرآن، وبالذي أنزل إلى الرسل من قبلك كالتوراة والإنجيل، ويؤدُّون الصلاة في أوقاتها، ويخرجون زكاة أموالهم، ويؤمنون بالله وبالبعث والجزاء، أولئك سيعطيهم الله ثوابًا عظيمًا، وهو الجنة.
- السعدى : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
لما ذكر معايب أهل الكتاب، ذكر الممدوحين منهم فقال: { لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } أي: الذين ثبت العلم في قلوبهم ورسخ الإيقان في أفئدتهم فأثمر لهم الإيمان التام العام { بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } وأثمر لهم الأعمال الصالحة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة اللذين هما أفضل الأعمال، وقد اشتملتا على الإخلاص للمعبود والإحسان إلى العبيد. وآمنوا باليوم الآخر فخافوا الوعيد ورجوا الوعد. { أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا } لأنهم جمعوا بين العلم والإيمان والعمل الصالح، والإيمان بالكتب والرسل السابقة واللاحقة.
- الوسيط لطنطاوي : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
وقد أكد - سبحانه - هذا المعنى بعد ذلك، بأن أكرم من يستحق الإِكرام منهم، وبشره بالأجر بالعظيم فقال، { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـۤئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }.
وقوله { ٱلرَّاسِخُونَ } جمع راسخ. ورسوخ الشئ ثباته وتمكنه. يقال شجرة راسخة، أى ثابتة قوية لا تزحزحها الرياح ولا العواصف. والراسخ فى العلم هو المتحقق فيه، الذى لا تؤثر فيه الشبهات ـ المتقن لما يعلمه إتقانا يبعده عن الميل والانحراف عن الحق.
وقوله، { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } استدراك من قوله قبل ذلك { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } وبيان لكونه بعض أهل الكتاب على خلاف حال عامتهم فى العاجل والآجل.
والمعنى: إن حال اليهود على ما وصف لكم من سوء خلق فى الدنيا، ومن سوء عاقبة فى الآخرة، { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ } أى الثابتون فيه، المتقنون المستبصرون الذين أدركوا حقائقه وصدقوها وأذعنوا لها، ورسخت فى نفوسهم رسوخا ليس معه شبهة تفسده، أو هوى يعبث به، أو ريب يزعزعه.
{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أى منهم. وقد وصفوا بالإِيمان بعد وصفهم بما يوجبه وهو الرسوخ فى العلم بطريق العطف المبنى على المغايرة المتعاطفين تنزيلا للاختلاف العنوانى منزلة الاختلاف الذاتى.
وقوله { يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ } خبر لقوله { ٱلرَّاسِخُونَ }. أى هؤلاء الراسخون فى العلم من أهل الكتاب والمؤمنين منهم بالحق، يؤمنون بما أنزل إليك من قرآن، ويؤمنون بما { أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } من كتب سماوية على أنبياء الله ورسله.
وقوله: { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ } للعلماء فيه وجوه من الإعراب أشهرها أنه منصوب على المدح. أى: وأمدح المقيمين الصلاة.
قال صاحب الكشاف: وقوله { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ } نصب على المدح لبيان فضل الصلاة وهو باب واسع. وقد كسره سيبويه على أمثله وشواهد. ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا فى خط المصحف: ورما التفت إليه من لم ينظر فى الكتاب، ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم فى النصب على الاختصاص من الافتنان وغبى عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإِنجيل، كانوا أبعد همة فى الغيرة على الإِسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا فى كتاب الله ثلمة ليسدها من بعدهم. وخرقا يوفوه من يلحق بهم وقيل: هو عطف على { بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ } أى: يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين الصلاة وهم الأنبياء.
وفى مصحف عبد الله: { وَٱلْمُقِيمِينَ } بالواو: وهى قراءة مالك بن دينار، والجحدرى، وعيسى الثقفى.
وقوله: { وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } معطوف على { ٱلرَّاسِخُونَ } أو على الضمير المرفوع فى { يُؤْمِنُونَ }. أو على أنه مبتدأ والخبر ما بعده وهو قوله. { أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }.
والمراد بالجميع مؤمنو أهل الكتاب الصادقون فى إيمانهم. فقد وصفهم - أولا - بالرسوخ فى العلم، ثم وصفهم - ثانيا - بالإِيمان الكامل بما أوحاه الله على أنبيائه من كتب وهدايات، ثم مدحهم - ثالثا - بإقامة الصلاة إقامة مستوفية لكل أركانها وسننها وآدابها وخشوعها، ثم وصفهم - رابعاً - بإيتاء الزكاة لمستحقيها، ثم وصفهم - خامسا - بالإِيمان بالله إيماناً حقاً، وبالإِيمان باليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب.
وبعد هذا الوصف الكريم لهؤلاء المؤمنين الصادقين، بين - سبحانه - حسن عاقبتهم فقال: { أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }.
أى: أولئك الموصفون بتلك الصفات الجليلة سنؤتيهم يوم القيامة أجرا عظيم لا يعلم كنهه إلا علام الغيوب، لأنهم جمعوا بين الإِيمان الصحيح وبين العمل الصالح.
هذا. والمتأمل فى هذه الآيات الكريمة، يراها من أجمع الآيات التى تحدثت عن أحوال اليهود، وعن أخلاقهم السيئة، وعن فنون من راذئلهم وقبائحهم... فأنت تراها - أولا - تسجل عليهم أسئلتهم المتعنتة وسوء أدبهم مع الله، وعبادتهم للعجل من بعد أن قامت لديهم الأدلة على أن العبادة لا تكون إلا لله وحده، وعصيانهم لأوامر الله ونواهيه، ونقضهم للعهود والمواثيق، وكفرهم بآيات الله، وقتلهم الأنبياء بغير حق، وقولهم قلوبنا غلف، وبتهتهم لمريم القانتة العابدة الطاهرة، وقولهم: إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله... إلى غير ذلك من الرذائل التى سجلها الله عليهم.
ثم تراها - ثانيا - تذكرهم وتذكر الناس جميعا ببعض مظاهر رحمة الله بهم، وعفوه عنهم، ونعمه عليهم، كما تذكرهم - أيضا - وتذكر الناس جميعا، ببعض العقوبات التى عاقبهم بها بسبب ظلمهم وبغيهم.
وكأن الآيات الكريمة تقول لهم وللناس إن نعم الله على عباده لا تحصى ورحمته بهم واسعة، فاشكروه على نعمه، وتوبوا إليه من ذنوبكم، فإن الإِصرار على الماصى يؤدى إلى سوء العاقبة فى الدنيا والآخرة.
ثم تراها - ثالثاً - تدافع عن عيسى وأمه دفاعا عادلا مقنعاً وتبرئهما مما نسبه أهل الكتاب إليهما من زور وبهتان، وتصرح بأن أهل الكتاب لا حجة عندهم فيما تقولوه على عيسى وعلى أمه مريم، وأنهم فى أقوالهم ما يتبعون إلا الظن،
{ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً }
ثم تسوق الحقيقة التى لا باطل معها في شأن عيسى، بأن تبين بأن الذين زعموا أنهم قتلوه كاذبون مفترون فإنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وسيؤمنون به عند نزوله فى آخر الزمان، أو عندما يكونون فى اللحظات الأخيرة من حياتهم، حين لا ينفع الإِيمان.
ثم تراها - رابعاً - لا تعمم فى أحكامها، وإنما تحق الحق وتبطل الباطل فهى بعد أن تبين ما عليه اليهود من كفر وظلم وفسوق عن أمر الله، وتتوعدهم بالعذاب الشديد فى الآخرة. بعد كل ذلك تمدح الراسخين فى العلم منهم مدحا عظيما، وتكرم المؤمنين الصادقين منهم تكريما عظيما، وتبشرهم بالأجر الجزيل الذى يشرح صدورهم، ويطمئن قلوبهم.
{ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }
هذا جانب مما اشتملت عليه هذه الآيات من عبر وعظات
{ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
وبعد هذا الحديث المستفيض عن شبهات اليهود وسوء طباعهم. ساق - سبحانه - ما يشهد بصدق النبى صلى الله عليه وسلم فى دعوته، وأنه ليس بدعا من الرسل، بل هو واحد منهم إلا أنه خاتمهم، وأرفعهم منزلة عند الله - تعالى - فقال - سبحانه -: { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ....بِٱللَّهِ شَهِيداً }.
- البغوى : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
( لكن الراسخون في العلم منهم ) يعني : ليس كل أهل الكتاب بهذه الصفة ، لكن الراسخون البالغون في العلم أولو البصائر منهم ، وأراد به الذين أسلموا من علماء اليهود مثل عبد الله بن سلام وأصحابه ، ( والمؤمنون ) يعني : المهاجرون والأنصار ، ( يؤمنون بما أنزل إليك ) يعني : القرآن ، ( وما أنزل من قبلك ) يعني : سائر الكتب المنزلة ، ( والمقيمين الصلاة ) اختلفوا في وجه انتصابه ، فحكي عن عائشة رضي الله عنها وأبان بن عثمان : أنه غلط من الكتاب ينبغي أن يكتب والمقيمون الصلاة وكذلك قوله في سورة المائدة " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون " ( المائدة - 62 ) ، وقوله " إن هذان لساحران " ( طه - 63 ) قالوا : ذلك خطأ من الكاتب .
وقال عثمان : إن في المصحف لحنا ستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيره؟ فقال : دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا .
وعامة الصحابة وأهل العلم على أنه صحيح ، واختلفوا فيه ، قيل : هو نصب على المدح ، وقيل : نصب بإضمار فعل تقديره : أعني المقيمين الصلاة وهم المؤتون الزكاة ، وقيل : موضعه خفض .
واختلفوا في وجهه ، فقال بعضهم : معناه لكن الراسخون في العلم منهم ومن المقيمين الصلاة ، وقيل : معناه يؤمنون بما أنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة ، ثم قوله : ( والمؤتون الزكاة ) رجوع إلى النسق الأول ، ( والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ) قرأ حمزة سيؤتيهم بالياء والباقون بالنون .
- ابن كثير : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
ثم قال تعالى : ( لكن الراسخون في العلم منهم ) أي : الثابتون في الدين لهم قدم راسخة في العلم النافع . وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة آل عمران .
( والمؤمنون ) عطف على الراسخين ، وخبره ( يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك )
قال ابن عباس : أنزلت في عبد الله بن سلام ، وثعلبة بن سعية . وأسد وزيد بن سعية وأسد بن عبيد ، الذين دخلوا في الإسلام ، وصدقوا بما أرسل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم .
وقوله : ( والمقيمين الصلاة ) هكذا هو في جميع المصاحف الأئمة ، وكذا هو في مصحف أبي بن كعب . وذكر ابن جرير أنها في مصحف ابن مسعود : " والمقيمون الصلاة " ، قال : والصحيح قراءة الجميع . ثم رد على من زعم أن ذلك من غلط الكتاب ثم ذكر اختلاف الناس فقال بعضهم : هو منصوب على المدح ، كما جاء في قوله : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا ) [ البقرة : 177 ] ، قالوا : وهذا سائغ في كلام العرب ، كما قال الشاعر :
لا يبعدن قومي الذين همو سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك
والطيبون معاقد الأزر
وقال آخرون : هو مخفوض عطفا على قوله : ( بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) يعني : وبالمقيمين الصلاة .
وكأنه يقول : وبإقامة الصلاة ، أي : يعترفون بوجوبها وكتابتها عليهم ، أو أن المراد بالمقيمين الصلاة الملائكة ، وهذا اختيار ابن جرير ، يعني : يؤمنون بما أنزل إليك ، وما أنزل من قبلك ، وبالملائكة . وفي هذا نظر والله أعلم .
وقوله : ( والمؤتون الزكاة ) يحتمل أن يكون المراد زكاة الأموال ، ويحتمل زكاة النفوس ، ويحتمل الأمرين ، والله أعلم .
( والمؤمنون بالله واليوم الآخر ) أي : يصدقون بأنه لا إله إلا الله ، ويؤمنون بالبعث بعد الموت ، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها .
وقوله : ( أولئك ) هو الخبر عما تقدم ( سنؤتيهم أجرا عظيما ) يعني : الجنة .
- القرطبى : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
قوله تعالى : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما
قوله تعالى : لكن الراسخون في العلم منهم استثنى مؤمني أهل الكتاب ؛ وذلك أن اليهود أنكروا وقالوا : إن هذه الأشياء كانت حراما في الأصل وأنت تحلها ولم تكن حرمت بظلمنا ؛ فنزل لكن الراسخون في العلم والراسخ هو المبالغ في علم الكتاب الثابت فيه ، والرسوخ الثبوت ؛ وقد تقدم في " آل عمران " والمراد عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ونظراؤهما . والمؤمنون أي من المهاجرين والأنصار ، أصحاب محمد عليه السلام . والمقيمين الصلاة وقرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة : " والمقيمون " على العطف ، وكذا هو في حرف عبد الله ، وأما حرف أبي فهو فيه " والمقيمين " كما في المصاحف . واختلف في نصبه على أقوال ستة ؛ أصحها قول سيبويه بأنه نصب على المدح ؛ أي وأعني المقيمين ؛ قال سيبويه : هذا باب ما ينتصب على التعظيم ؛ ومن ذلك والمقيمين الصلاة وأنشد :
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
ويروى ( أمر مرشدهم ) .
الظاعنين ولما يظعنوا أحدا والقائلون لمن دار نخليها
وأنشد :
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
قال النحاس : وهذا أصح ما قيل في المقيمين . وقال الكسائي : والمقيمين معطوف على ما قال النحاس قال الأخفش : وهذا بعيد ؛ لأن المعنى يكون ويؤمنون بالمقيمين . وحكى محمد بن جرير أنه قيل له : إن المقيمين هاهنا الملائكة عليهم السلام ؛ لدوامهم على الصلاة والتسبيح والاستغفار ، واختار هذا القول ، وحكى أن النصب على المدح بعيد ؛ لأن المدح إنما يأتي بعد تمام الخبر ، وخبر الراسخين في أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما فلا ينتصب المقيمين على المدح . قال النحاس : ومذهب سيبويه في قوله : والمؤتون رفع بالابتداء . وقال غيره : هو مرفوع على إضمار مبتدأ ؛ أي هم المؤتون الزكاة . وقيل : والمقيمين عطف على الكاف التي في قبلك . أي من قبلك ومن قبل المقيمين . وقيل : المقيمين عطف على الكاف التي في إليك . وقيل : هو عطف على الهاء والميم ، أي منهم ومن المقيمين ؛ وهذه الأجوبة الثلاثة لا تجوز ؛ لأن فيها عطف مظهر على مضمر مخفوض .
والجواب السادس : ما روي أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن هذه الآية وعن قوله : إن هذان لساحران ، وقوله : والصابئون في المائدة ، فقالت للسائل : يا ابن أخي الكتاب أخطئوا . وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يملى عليه فيكتب فكتب لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون ثم قال له : ما أكتب ؟ فقيل له : اكتب والمقيمين الصلاة فمن ثم وقع هذا . قال القشيري : وهذا المسلك باطل ؛ لأن الذين جمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة ، فلا يظن بهم أنهم يدرجون في القرآن ما لم ينزل . وأصح هذه الأقوال قول سيبويه وهو قول الخليل ، وقول الكسائي هو اختيار القفال والطبري ، والله أعلم .
- الطبرى : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
القول في تأويل قوله : لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)
قال أبو جعفر: هذا من الله جل ثناؤه استثناء، استثنَى من أهل الكتاب من اليهود الذين وصَف صفتهم في هذه الآيات التي مضت، من قوله: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ .
ثم قال جل ثناؤه لعباده، مبينًا لهم حكم من قد هداه لدينه منهم ووفقه لرشده: ما كلُّ أهل الكتاب صفتهم الصفة التي وصفت لكم،" لكن الراسخون في العلم منهم "، وهم الذين قد رَسخوا في العلم بأحكام الله التي جاءت بها أنبياؤه، وأتقنوا ذلك، وعرفوا حقيقته.
* * *
وقد بينا معنى " الرسوخ في العلم "، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (78)
* * *
=" والمؤمنون " يعني: والمؤمنون بالله ورسله، هم يؤمنون بالقرآن الذي أنـزل الله إليك، يا محمد، وبالكتب التي أنـزلها على من قبلك من الأنبياء والرسل، ولا يسألونك كما سألك هؤلاء الجهلة منهم: (79) أن تنـزل عليهم كتابًا من السماء، لأنهم قد علموا بما قرأوا من كتب الله وأتتهم به أنبياؤهم، أنك لله رسول، واجبٌ عليهم اتباعك، لا يَسعهم غير ذلك، فلا حاجة بهم إلى أن يسألوك آية معجزة ولا دلالة غير الذي قد علموا من أمرك بالعلم الراسخ في قلوبهم من إخبار أنبيائهم إياهم بذلك، وبما أعطيتك من الأدلّة على نبوتك، فهم لذلك من علمهم ورسوخهم فيه، يؤمنون بك وبما أنـزل إليك من الكتاب، وبما أنـزل من قبلك من سائر الكتب، كما:-
10836- حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، استثنى الله أُثْبِيَّةً من أهل الكتاب، (80) وكان منهم من يؤمن بالله وما أنـزل عليهم، وما أنـزل على نبي الله، يؤمنون به ويصدّقون، ويعلمون أنه الحق من ربهم.* * *
ثم اختلف في"
المقيمين الصلاة "، أهم الراسخون في العلم، أم هم غيرهم؟.فقال بعضهم: هم هم.
* * *
ثم اختلف قائلو ذلك في سبب مخالفة إعرابهم إعراب "
الراسخون في العلم " وهما من صفة نوع من الناس.فقال بعضهم: ذلك غلط من الكاتب، (81) وإنما هو: لكن الراسخون في العلم منهم والمقيمون الصلاة.
*ذكر من قال ذلك:
10837- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن الزبير قال: قلت لأبان بن عثمان بن عفان: ما شأنها كتبت: "
لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك والمقيمين الصلاة "؟ قال: إن الكاتب لما كتب: " لكن الراسخون في العلم منهم "، حتى إذا بلغ قال: ما أكتب؟ قيل له: اكتب: " والمقيمين الصلاة "، فكتب ما قيلَ له.10838- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنه سأل عائشة عن قوله: "
والمقيمين الصلاة "، وعن قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ [سورة المائدة: 69]، وعن قوله: إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ [سورة طه: 63]، فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكاتب، (82) أخطئوا في الكتاب.* * *
وذكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: ( والمقيمون الصلاة ).
* * *
وقال آخرون، وهو قول بعض نحويي الكوفة والبصرة: "
والمقيمون الصلاة "، من صفة " الراسخين في العلم "، ولكن الكلام لما تطاول، واعترض بين " الراسخين في العلم "،" والمقيمين الصلاة " ما اعترض من الكلام فطال، نصب " المقيمين " على وجه المدح. قالوا: والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء الواحد ونعته، إذا تطاولت بمدح أو ذم، خالفوا بين إعراب أوله وأوسطه أحيانًا، ثم رجعوا بآخره إلى إعراب أوله. وربما أجروا إعراب آخره على إعراب أوسطه. وربما أجروا ذلك على نوع واحد من الإعراب. واستشهدوا لقولهم ذلك بالآيات التي ذكرتها في قوله: (83) وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ (84) [سورة البقرة: 177].وقال آخرون: بل "
المقيمون الصلاة " من صفة غير " الراسخين في العلم " في هذا الموضع، وإن كان " الراسخون في العلم " من " المقيمين الصلاة ".* * *
وقال قائلو هذه المقالة جميعًا: موضع "
المقيمين " في الإعراب، خفض.فقال بعضهم: موضعه خفض على العطف على "
ما " التي في قوله: " يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، ويؤمنون بالمقيمين الصلاة.* * *
ثم اختلف متأوّلو ذلك هذا التأويل في معنى الكلام. (85)
فقال بعضهم: معنى ذلك: "
والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، وبإقام الصلاة. قالوا: ثم ارتفع قوله: " والمؤتون الزكاة "، عطفًا على ما في" يؤمنون " من ذكر " المؤمنين "، كأنه قيل: والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك، هم والمؤتون الزكاة.* * *
وقال آخرون: بل "
المقيمون الصلاة "، الملائكة. قالوا: وإقامتهم الصلاة، تسبيحهم ربَّهم، واستغفارهم لمن في الأرض. قالوا: ومعنى الكلام: " والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، وبالملائكة.* * *
وقال آخرون منهم: بل معنى ذلك: "
والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "، ويؤمنون بالمقيمين الصلاة، هم والمؤتون الزكاة، كما قال جل ثناؤه: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ [سورة التوبة: 61].* * *
وأنكر قائلو هذه المقالة أن يكون: "
المقيمين " منصوبًا على المدح. وقالوا: إنما تنصب العربُ على المدح من نعت من ذكرته بعد تمام خبره. قالوا: وخبر " الراسخين في العلم " قوله: " أولئك سنؤتيهم أجرًا عظيمًا ". قال: فغير جائز نصب " المقيمين " على المدح، وهو في وسط الكلام، ولمّا يتمَّ خبر الابتداء.* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: لكن الراسخون في العلم منهم، ومن المقيمين الصلاة. وقالوا: موضع "
المقيمين "، خفض.* * *
وقال آخرون: معناه: والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك، وإلى المقيمين الصلاة.
* * *
قال أبو جعفر: وهذا الوجه والذي قبله، منكرٌ عند العرب، ولا تكاد العرب تعطف بظاهر على مكنيٍّ في حال الخفض، (86) وإن كان ذلك قد جاء في بعض أشعارها. (87)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب، أن يكون "
المقيمين " في موضع خفض، نسَقًا على " ما "، التي في قوله: " بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك "= وأن يوجه معنى " المقيمين الصلاة "، إلى الملائكة.فيكون تأويل الكلام: "
والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنـزل إليك "، يا محمد، من الكتاب=" وبما أنـزل من قبلك "، من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة. ثم يرجع إلى صفة " الراسخين في العلم "، فيقول: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بالكتب والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر.* * *
وإنما اخترنا هذا على غيره، لأنه قد ذكر أن ذلك في قراءة أبيّ بن كعب ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ )، وكذلك هو في مصحفه، فيما ذكروا. فلو كان ذلك خطأ من الكاتب، لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف= غير مصحفنا الذي كتبه لنا الكاتب الذي أخطأ في كتابه= بخلاف ما هو في مصحفنا. وفي اتفاق مصحفنا ومصحف أبيّ في ذلك، ما يدل على أنّ الذي في مصحفنا من ذلك صواب غير خطأ. مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخطِّ، لم يكن الذين أخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمون من علَّموا ذلك من المسلمين على وجه اللحن، ولأصلحوه بألسنتهم، ولقَّنوه الأمة تعليمًا على وجه الصواب. (88)
وفي نقل المسلمين جميعًا ذلك قراءةً، على ما هو به في الخط مرسومًا، أدلُّ الدليل على صحة ذلك وصوابه، وأن لا صنع في ذلك للكاتب. (89)
* * *
وأما من وجَّه ذلك إلى النصب على وجه المدح لـ"
الراسخين في العلم "، = وإن كان ذلك قد يحتمل على بُعدٍ من كلام العرب، لما قد ذكرت قبل من العلة، (90) وهو أن العرب لا تعدِل عن إعراب الاسم المنعوت بنعت في نَعْته إلا بعد تمام خبره. وكلام الله جل ثناؤه أفصح الكلام، فغير جائز توجيهه إلا إلى الذي هو [أولى] به من الفصاحة. (91)* * *
وأما توجيه من وجّه ذلك إلى العطف به على "
الهاء " و " الميم " في قوله: " لكن الراسخون في العلم منهم "= أو: إلى العطف به على " الكاف " من قوله: " بما أنـزل إليك "= أو: إلى " الكاف " من قوله: " وما أنـزل من قبلك "، فإنه أبعد من الفصاحة من نصبه على المدح، لما قد ذكرت قبل من قُبْح ردِّ الظاهر على المكنيّ في الخفض.* * *
وأما توجيه من وجه "
المقيمين " إلى " الإقامة "، فإنه دعوى لا برهان عليها من دلالة ظاهر التنـزيل، ولا خبر تثبت حجته. وغير جائز نقل ظاهر التنـزيل إلى باطن بغير برهان.* * *
وأما قوله: "
والمؤتون الزكاة "، فإنه معطوف به على قوله: " والمؤمنون يؤمنون "، وهو من صفتهم.* * *
وتأويله: والذين يعطون زكاة أموالهم مَن جعلها الله له وصرفها إليه="
والمؤمنون بالله واليوم الآخر "، يعني: والمصدّقون بوحدانية الله وألوهته، (92) والبعث بعد الممات، والثواب والعقاب=" أولئك سنؤتيهم أجرًا عظيمًا "، يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم=" سنؤتيهم "، يقول: سنعطيهم=" أجرًا عظيمًا "، يعني: جزاءً على ما كان منهم من طاعة الله واتباع أمره، وثوابًا عظيمًا، وذلك الجنة. (93)* * *
---------------
الهوامش :
(78) انظر تفسير"
الراسخون في العلم" فيما سلف 6 : 201 - 208.(79) في المطبوعة: "
كما سأل هؤلاء" ، وأثبت ما في المخطوطة.(80) في المطبوعة: "
ثنية" ، ولا معنى لها ، وفي المخطوطة كما كتبتها ، ولكن أخطأ في نقطها ، ووضع الألف قبلها مضطربة ، كأنه شك في قراءة الكلمة.و"
الأثبية" (بضم الألف وسكون الثاء ، وكسر الباء ، بعدها ياء مفتوحة مشددة) و"الثبة" (بضم الثاء ، وفتح الباء): الجماعة من الناس ، وجمع الأولى"أثابي" (بتشديد الياء) ، وجمع الثانية"ثبات" (بضم الثاء) و"ثبون" (بضم الثاء وكسرها).(81) انظر رد أبي جعفر هذه المقالة فيما سيأتي ص: 397 ، 398 ، وهو من أحكم الردود التي احتكم فيها إلى حسن التمييز.
(82) في المطبوعة: "
عمل الكتاب" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب محض.(83) في المطبوعة: "
بالآيات التي ذكرناها" ، وهو خطأ محض ، والصواب من المخطوطة ، ومن مراجعة المرجع الذي أشار إليه.(84) انظر ما سلف 3 : 352-354. ثم انظر معاني القرآن الفراء 1 : 105-108.
(85) في المطبوعة والمخطوطة: "
متأولو ذلك في هذا التأويل" ، و"في" زائدة من الناسخ بلا شك عندي.(86) في المطبوعة: "
لظاهر" باللام ، والصواب من المخطوطة.(87) انظر ما سلف 7 : 519 ، 520.
(88) في المطبوعة: "
ولقنوه للأمة" باللام ، وهو تغيير سيء قبيح.(89) هذه الحجة التي ساقها إمامنا أبو جعفر رضي الله عنه ، هي حجة فقيه بمعاني الكلام ، ووجوه الرأي. وهي حجة رجل عالم محيط بأساليب العلم ، عارف بما توجبه شواهد النقل ، وأدلة العقل. وقد تناول ذلك جمهور من أئمتنا ، ولكن لا تزال حجة أبي جعفر أقوم حجة في رد هذه الرواية التي نسبت إلى عائشة أم المؤمنين.
(90) في المطبوعة: "
لما قد ذكرنا ..."؛ وأثبت ما في المخطوطة.(91) الزيادة بين القوسين ، يستوجبها السياق.
(92) في المطبوعة: "
وألوهيته" ، وأثبت ما في المخطوطة.(93) انظر تفسير"
الإيتاء" و"الأجر" فيما سلف من فهارس اللغة. - ابن عاشور : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
والاستدراك بقوله : { لكن الراسخون في العلم } الخ ناشيء على ما يوهمه الكلام السابق ابتداء من قوله : { يسألك أهل الكتاب } [ النساء : 153 ] من توغّلهم في الضلالة حتّى لا يرجى لأحد منهم خير وصلاح ، فاستدرك بأنّ الراسخين في العلم منهم ليسوا كما توهَّم ، فهم يؤمنون بالقرآن مثل عبد الله بن سلام ومخيريق .
والراسخ حقيقته الثابت القدم في المشي ، لا يتزلزل؛ واستعير للتمكّن من الوصف مثل العلم بحيث لا تغرّه الشبه . وقد تقدّم عند قوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العِلم } في سورة آل عمران ( 7 ) . والرّاسخ في العلم بعيد عن التكلّف وعن التعنّت ، فليس بينه وبين الحقّ حاجب ، فهم يعرفون دلائل صدق الأنبياء ولا يسألونهم خوارق العادات .
وعطفُ المؤمنون } على { الراسخون } ثناء عليهم بأنّهم لم يسألوا نبيّهم أن يريهم الآيات الخوارقَ للعادة . فلذلك قال { يؤمنون } ، أي جميعهم بما أنزل إليك ، أي القرآن ، وكفاهم به آية ، وما أنزل من قبلك على الرسل ، ولا يعادون رسل الله تعصّباً وحميّة . والمراد بالمؤمنين في قوله : { والمؤمنون } الذين هداهم الله للإيمان من أهل الكتاب ، ولم يكونوا من الراسخين في العلم منهم ، مثل اليهودي الذي كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنَ به .
وعطف { المقيمين } بالنصب ثبت في المصحف الإمام ، وقرآه المسلمون في الأقطار دون نكير؛ فعلمْنا أنّه طريقة عربية في عطف الأسماء الدالّة على صفات محامدَ ، على أمثالها ، فيجوز في بعض المعطوفات النصب على التخصيص بالمدح ، والرفعُ على الاستئناف للاهتمام ، كما فعلوا ذلك في النعوت المتتابعة ، سواء كانت بدون عطف أم بعطف ، كقوله تعالى : { ولكنْ البِرّ من آمن إلى قوله والصابرين } [ البقرة : 177 ] . قال سيبويه في «كتابه» «بابُ ما ينتصب في التعظيم والمدح وإن شئت جَعلته صفة فجرَى على الأول ، وإن شئتَ قطعته فابتدأتَه» . وذَكر من قبيل ما نحن بصدده هذه الآية فقال : «فلو كان كلُّه رفعاً كان جيّداً» ، ومثْله { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضّرّاء } [ البقرة : 177 ] ، ونظيره قول الخِرْنق :
لا يبْعَدَنْ قومي الذي هُمُو ... سُمّ العُداة وآفَة الجزر
النازلون بكلّ معترك ... والطيِّبيّين معاقِدَ الأزْر
في رواية يونس عن العرب : برفع ( النازلون ) ونصب ( الطيِّبيين ) ، لتكون نظير هذه الآية . والظاهر أنّ هذا ممّا يجري على قصد التفنّن عند تكرّر المتتابعات ، ولذلك تكرّر وقوعه في القرآن في معطوفات متتابعات كما في سورة البقرة وفي هذه الآية ، وفي قوله : { والصابون } في سورة المائدة ( 69 ) .
وروي عن عائشة وأبان بن عثمان أنّ نصب { المقيمين } خطأ ، من كاتب المصحف وقد عَدّتْ من الخطأ هذه الآية . وقوله : { ولكن البرّ من آمن بالله إلى قوله والصابرين في البأساء } [ البقرة : 177 ] وقولهِ : { إِنّ هذَان لساحرانِ } [ طه : 63 ] . وقوله : { والصابُون } في سورة المائدة ( 69 ) . وقرأتْها عائشة ، وعبد الله بن مسعود ، وأبَي بن كعب ، والحسن ، ومالك بن دينار ، والجحدري ، وسعيد بن جبير ، وعيسى بن عمر ، وعمرو بن عبيد : والمقيمون } بالرفع . ولا تردّ قراءة الجمهور المجمع عليها بقراءة شاذّة .
ومن النّاس من زعم أنّ نصب { المقيمين } ونحوه هو مظهر تأويل قول عثمان لكتّاب المصاحف حين أتمّوها وقرأها أنّه قال لهم : «أحسنتم وأجملتم وأرى لحناً قليلاً ستُقيمه العرب بألْسنتها» . وهذه أوهام وأخبار لم تصحّ عن الّذين نُسبت إليهم . ومن البعيد جدّاً أن يخطىء كاتب المصحف في كلمة بين أخواتها فيفردها بالخطأ دون سابقتها أو تابعتها ، وأبعد منه أن يجيء الخطأ في طائفة متماثلة من الكلمات وهي التي إعرابها بالحروف النائبة عن حركات الإعراب من المثنّى والجمع على حدّهِ . ولا أحسب ما رواه عن عائشة وأبان بن عثمان في ذلك صحيحاً .
وقد علمتَ وجه عربيّته في المتعاطفات ، وأمّا وجه عربية { إنّ هذان لساحران } فيأتي عند الكلام في سورة طه ( 63 ) .
والظاهر أنّ تأويل قول عثمان هو ما وقع في رسم المصحف من نحو الألِفات المحذوفة . قال صاحب الكشاف } : «وهُم كانوا أبْعَدَ همّة في الغيرة على الإسلام وذبّ المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدّها من بعدهم وخَرْقاً يَرْفوه مَنْ يَلْحَق بهم» . وقد تقدّم نظير هذا عند قوله تعالى : { والصابرين في البأساء والضرّاء } في سورة البقرة ( 177 ) .
والوعد بالأجر العظيم بالنسبة للراسخين من أهل الكتاب لأنَّهم آمنوا برسولهم وبمحمّد وقد ورد في الحديث الصّحيح : أنّ لهم أجرين ، وبالنسبة للمؤمنين من العرب لأنَّهم سبقوا غيرهم بالإيمان .
وقرأ الجمهور : سنوتيهم } بنون العظمة وقرأه حمزة وخلف بياء الغيبة والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله : { والمؤمنون بالله } .
- إعراب القرآن : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
«لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» الراسخون مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم تعلق به الجار والمجرور بعده لكن حرف استدراك لا عمل له «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الراسخون «وَالْمُؤْمِنُونَ» عطف على الراسخون «يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» بما متعلقان بالفعل يؤمنون والواو فاعله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الراسخون. «إِلَيْكَ» متعلقان بالفعل المبني للمجهول أنزل والجملة صلة الموصول قبله «وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ» عطف «وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ» المقيمين مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : أمدح ، الصلاة مفعول به للمصدر المقيمين والواو للإعتراض والجملة معترضة لا محل لها «وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ» عطف على «الْمُؤْمِنُونَ» «وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» عطف على ما قبلها.
«أُولئِكَ» اسم إشارة مبتدأ «سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً» فعل مضارع ومفعولاه والسين للاستقبال والفاعل نحن «عَظِيماً» صفة والجملة خبر أولئك وجملة «أُولئِكَ» استئنافية لا محل لها من الإعراب.
- English - Sahih International : But those firm in knowledge among them and the believers believe in what has been revealed to you [O Muhammad] and what was revealed before you And the establishers of prayer [especially] and the givers of zakah and the believers in Allah and the Last Day - those We will give a great reward
- English - Tafheem -Maududi : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا(4:162) Those among them who are firmly rooted in knowledge and the believers, such do believe in what has been revealed to you and what was revealed before you. *203 (Those who truly believe) establish the Prayer and pay Zakah, those who firmly believe in Allah and in the Last Day, to them We shall indeed pay a great reward.
- Français - Hamidullah : Mais ceux d'entre eux qui sont enracinés dans la connaissance ainsi que les croyants tous ont foi à ce qu'on a fait descendre sur toi et à ce qu'on a fait descendre avant toi Et quant à ceux qui accomplissent la Salât paient la Zakât et croient en Allah et au Jour dernier ceux-là Nous leur donnerons une énorme récompense
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Aber diejenigen unter ihnen die im Wissen fest gegründet sind und die Gläubigen glauben an das was zu dir an Offenbarung herabgesandt worden ist und was vor dir herabgesandt wurde und diejenigen die das Gebet verrichten und die Abgabe entrichten und an Allah und den Jüngsten Tag glauben Ihnen werden Wir großartigen Lohn geben
- Spanish - Cortes : Pero a los que de ellos están arraigados en la Ciencia a los creyentes que creen en lo que se te ha revelado a ti y a otros antes de ti a los que hacen la azalá a los que dan el azaque a los que creen en Alá y en el último Día a ésos les daremos una magnífica recompensa
- Português - El Hayek : Quanto aos sábios dentre eles bem como aos fiéis que crêem tanto no que te foi revelado como no que foi reveladoantes de ti que são observantes da oração pagadores do zakat crentes em Deus e no Dia do Juízo Final premiálosemoscom magnífica recompensa
- Россию - Кулиев : Однако тех из них которые обладают основательными знаниями и веруют в то что ниспослано тебе и что ниспослано до тебя которые совершают намаз выплачивают закят и веруют в Аллаха и Последний день Мы одарим великим вознаграждением
- Кулиев -ас-Саади : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
Однако тех из них, которые обладают основательными знаниями и веруют в то, что ниспослано тебе и что ниспослано до тебя, которые совершают намаз, выплачивают закят и веруют в Аллаха и Последний день, Мы одарим великим вознаграждением.После упоминания о постыдных поступках людей Писания Всевышний Аллах сообщил о тех из них, которые заслуживают похвалы. Они обладают основательными познаниями, которые укоренились в их сердцах. Они приобрели твердую убежденность, результатом которой стали совершенная вера во все, что было ниспослано Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, и что было ниспослано предыдущим пророкам. Помимо этого они совершают праведные деяния, такие как намаз и закят. Эти два поступка являются самыми славными обрядами поклонения - они позволяют человеку искренне поклоняться Богу и делать добро Его рабам. Наряду с этим они веруют в Судный день, боятся суровой угрозы и надеются на обещание своего Господа. Они непременно получат великое вознаграждение, потому что сумели объединить в себе знание, веру и праведные деяния и уверовали во все Писания и всех Божьих посланников.
- Turkish - Diyanet Isleri : Fakat onlardan ilimde derinleşmiş olanlara sana indirilen Kitap'a ve senden önce indirilen Kitap'a inanan müminlere namaz kılanlara zekat verenlere Allah'a ve ahiret gününe inananlara elbette büyük ecir vereceğiz
- Italiano - Piccardo : Ma quelli di loro che sono radicati nella scienza e i credenti credono in quello che è stato fatto scendere su di te e in quello che è stato fatto scendere prima di te eseguono l'orazione pagano la decima e credono in Allah e nell'Ultimo Giorno daremo loro mercede immensa
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڵام ئهوانهیان که له زانستی و زانیاریدا ڕۆچوون ههروهها ئیمانداران لهوانیش و لهئێمهیش باوهڕ دههێنن بهوهی بۆ تۆ ڕهوانهکراوه و بهوهش پێش تۆ ڕهوانه کراوه بهتایبهت ئهوانهی که بهچاکی نوێژهکانیان بهدروشمهکانهوه ئهنجام دهدهن و زهکاتیش دهدهن باوهڕیشیان بهخواو بهرۆژی دوایی ههیه ئا ئهوانه له ئایندهیهکی نزیکدا پاداشتی گهورهو بێ سنووریان دهدهینهوه
- اردو - جالندربرى : مگر جو لوگ ان میں سے علم میں پکے ہیں اور جو مومن ہیں وہ اس کتاب پر جو تم پر نازل ہوئی اور جو کتابیں تم سے پہلے نازل ہوئیں سب پر ایمان رکھتے ہیں اور نماز پڑھتے ہیں اور زکوه دیتے ہیں اور خدا اور روز اخرت کو مانتے ہیں۔ ان کو ہم عنقریب اجر عظیم دیں گے
- Bosanski - Korkut : Ali onima među njima koji su u nauku sasvim upućeni i pravim vjernicima – oni vjeruju u ono što se objavljuje tebi i u ono što je objavljeno prije tebe – naročito onima koji molitvu obavljaju i onima koji zekat daju i u Allaha i u onaj svijet vjeruju – njima ćemo sigurno veliku nagradu dati
- Swedish - Bernström : Men de av dem vars kunskap är fast och djupt rotad tror med de troende på det som har uppenbarats för dig och på det som uppenbarades före din tid och de som regelbundet förrättar bönen och hjälper de behövande och tror på Gud och den Yttersta dagen alla dessa skall Vi ge en rik belöning
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tetapi orangorang yang mendalam ilmunya di antara mereka dan orangorang mukmin mereka beriman kepada apa yang telah diturunkan kepadamu Al Quran dan apa yang telah diturunkan sebelummu dan orangorang yang mendirikan shalat menunaikan zakat dan yang beriman kepada Allah dan hari kemudian Orangorang itulah yang akan Kami berikan kepada mereka pahala yang besar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
(Tetapi orang-orang yang mendalam) artinya kukuh dan mantap (ilmunya di antara mereka) seperti Abdullah bin Salam (dan orang-orang mukmin) dari golongan Muhajirin dan Ansar (mereka beriman pada apa yang diturunkan kepadamu dan apa-apa yang diturunkan sebelummu) di antara kitab-kitab (sedangkan orang-orang yang mendirikan salat) manshub karena pujian, dan ada pula yang membacanya dengan marfu` (dan membayar zakat serta orang-orang yang beriman kepada Allah dan hari akhir, mereka itulah yang akan Kami beri) fi'ilnya dibaca dengan nun atau dengan ya (pahala yang besar) yakni surga.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কিন্তু যারা তাদের মধ্যে জ্ঞানপক্ক ও ঈমানদার তারা তাও মান্য করে যা আপনার উপর অবতীর্ণ হয়েছে এবং যা অবতীর্ণ হয়েছে আপনার পূর্বে। আর যারা নামাযে অনুবর্তিতা পালনকারী যারা যাকাত দানকারী এবং যারা আল্লাহ ও কেয়ামতে আস্থাশীল। বস্তুতঃ এমন লোকদেরকে আমি দান করবো মহাপুণ্য।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனினும் நபியே அவர்களில் கல்வியில் உறுதியுடையோரும் நம்பிக்கை கொண்டோரும் உமக்கு அருளப்பட்ட இவ்வேதத்தின் மீதும் உமக்கு முன்னர் அருளப்பட்ட வேதங்கள் மீதும் ஈமான் கொள்கிறார்கள்; இன்னும் தொழுகையை நிலைநிறுத்துவோராகவும் ஜக்காத் முறையாகக் கொடுப்போராகவும்; அல்லாஹ்வின் மீதும் இறுதி நாள் மீதும் ஈமான் கொண்டோராக இவர்கள் இருக்கிறார்கள் அத்தகையோருக்கு நாம் மகத்தான நற்கூலியைக் கொடுப்போம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แต่ทว่าบรรดาผู้มั่นในความรู้ในหมู่พวกเขา และบรรดาผุ้ที่ศรัทธานั้น พวกเขาย่อมศรัทธาต่อสิ่งที่ถูกประทานลงมาแก่เจ้า และสิ่งที่ถูกประทานลงมาก่อนเจ้า และบรรดาผู้ที่ดำรงไว้ซึ่งการละหมาด และบรรดาผู้ชำระซะกาต และบรรดาผู้ศรัทธาต่ออัลลอฮฺ และวันปรโลกชนเหล่านี้แหละเราจะให้แก่พวกเขาซึ่งรางวัลอันใหญ่หลวง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Лекин улардан илмда мустаҳкам бўлганлари ва мўминлари сенга нозил бўлган нарсага ва сендан олдин нозил бўлган нарсага иймон келтирарлар Хусусан намозни қоим қилувчилар закот берувчилар Аллоҳга ва охират кунига иймон келтирувчилар ҳам Ана ўшаларга албатта улуғ ажр берамиз
- 中国语文 - Ma Jian : 但他们中学问渊博的,确信正道的棗确信降示你的经典, 和在你之前所降示的经典棗和谨守拜功的,完纳天课的,和确信真主与末日的人,这等人,我将赏赐他们重大的报酬。
- Melayu - Basmeih : Tetapi orangorang yang teguh serta mendalam ilmu pengetahuannya di antara mereka dan orangorang yang beriman sekaliannya beriman dengan apa yang telah diturunkan kepadamu AlQuran dan kepada apa yang telah diturunkan dahulu daripadamu khasnya orangorang yang mendirikan sembahyang dan orangorang yang menunaikan zakat serta yang beriman kepada Allah dan hari akhirat; mereka itulah yang Kami akan berikan kepadanya pahala balasan yang amat besar
- Somali - Abduh : Laakiin kuwa ku xeeldheer Cilmiga oo ka mid ah iyo Mu'miniintu waxay rumeyn waxa lagugu Dejiyay iyo wixii la Dejiyey hortaa iyo kuwa Oogo Salaadda ee Bixiya Zakada ee rumeeya Eebe iyo Maalintii Dambe kuwaas waxaan siinaynaa Ajir wayn
- Hausa - Gumi : Amma tabbatattu a cikin ilmi daga gare su da mũminai suna ĩmani da abin da aka saukar zuwa gare ka da abin da aka saukar daga gabãninka madalla da masu tsai da salla da mãsu bãyar da zakka da mãsu ĩmãni daAllah da Rãnar Lãhira Waɗannan zã Mu bã su lãda mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Lakini walio bobea katika ilimu miongoni mwao na Waumini wanayaamini uliyo teremshiwa wewe na yaliyo teremshwa kabla yako Na wanao shika Sala na wakatoa Zaka na wanao muamini Mwenyezi Mungu na Siku ya Mwisho hao tutawapa malipo makubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Por disa nga ata Hebrenjt të cilët janë udhëzuar plotësisht në dijeni dhe muslimanët ata besojnë në atë që të është shpallur ty o Muhammed dhe në atë që është shpallur para teje; e atyre që falin namazin dhe ndajnë zeqatin dhe atyre që i besojnë Perëndisë dhe Ditën e Kijametit këtyre me siguri do t’u japim shpërblim të madh
- فارسى - آیتی : ولى دانشمندانشان و آن مؤمنانى را كه به آنچه بر تو و به آنچه پيش از تو نازل شده ايمان دارند، و نمازگزاران و زكاتدهندگان و مؤمنان به خدا و روز قيامت را اجر بزرگى خواهيم داد.
- tajeki - Оятӣ : Вале донишмандонашон ва он мӯъминонеро, ки ба он чӣ бар ту ва ба он чӣ пеш аз ту нозил шуда, имон доранд ва намозгузорону закотдиҳандагон ва мӯъминон ба Худову рӯзи қиёматро аҷри бузурге хоҳем дод!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ ئىچىدىكى بىلىمى چوڭقۇر بولغانلارغا، ساڭا نازىل قىلىنغان كىتابقا (يەنى قۇرئانغا)، سەندىن ئىلگىرى (ئۆتكەن پەيغەمبەرلەرگە) نازىل قىلىنغان كىتابلارغا ئىمان ئېيتىدىغان مۆمىنلەرگە، نامازنى ئۆتىگۈچىلەرگە، زاكات بەرگۈچىلەرگە، اﷲ قا ۋە ئاخىرەت كۈنىگە ئىمان ئېيتقۇچىلارغا (جەننەتتە مەڭگۈ قېلىشتىن ئىبارەت) كاتتا ئەجىر ئاتا قىلىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് അവരിലെ അഗാധജ്ഞാനമുള്ളവരും സത്യവിശ്വാസികളും നിനക്ക് ഇറക്കിത്തന്നതിലും നിനക്ക് മുമ്പെ ഇറക്കിക്കൊടുത്തതിലും വിശ്വസിക്കുന്നു. നമസ്കാരം നിഷ്ഠയോടെ നിര്വഹിക്കുന്നവരാണവര്. സകാത്ത് നല്കുന്നവരും അല്ലാഹുവിലും അന്ത്യദിനത്തിലും വിശ്വസിക്കുന്നവരുമാണ്. അവര്ക്ക് നാം മഹത്തായ പ്രതിഫലം നല്കും.
- عربى - التفسير الميسر : لكن المتمكنون في العلم باحكام الله من اليهود والمومنون بالله ورسوله يومنون بالذي انزله الله اليك ايها الرسول وهو القران وبالذي انزل الى الرسل من قبلك كالتوراه والانجيل ويودون الصلاه في اوقاتها ويخرجون زكاه اموالهم ويومنون بالله وبالبعث والجزاء اولئك سيعطيهم الله ثوابا عظيما وهو الجنه
*203). Those well acquainted with the true teachings of the Scriptures, and whose minds are free from prejudice, obduracy, blind imitation of their forefathers and bondage to animal desires, will be disposed to follow those teachings. Their attitude is bound to be altogether different from the general attitude of those Jews apparently immersed in unbelief and transgression. Such people realize, even at first glance, that the Qur'anic teaching is essentially the same as that of the previous Prophets, and hence feel no difficulty in affirming it.