- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍۢ وَٱلنَّبِيِّۦنَ مِنۢ بَعْدِهِۦ ۚ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيْمَٰنَ ۚ وَءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ زَبُورًا
- عربى - نصوص الآيات : ۞ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ۚ وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان ۚ وآتينا داوود زبورا
- عربى - التفسير الميسر : إنا أوحينا اليك -أيها الرسول- بتبليغ الرسالة كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط -وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة من ولد يعقوب- وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان. وآتينا داود زبورًا، وهو كتاب وصحف مكتوبة.
- السعدى : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
تفسير الايات من 163 حتى 165 :ـ يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله من الشرع العظيم والأخبار الصادقة ما أوحى إلى هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي هذا عدة فوائد: منها: أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل، بل أرسل الله قبله من المرسلين العدد الكثير والجم الغفير فاستغراب رسالته لا وجه له إلا الجهل والعناد. ومنها: أنه أوحى إليه كما أوحى إليهم من الأصول والعدل الذي اتفقوا عليه، وأن بعضهم يصدق بعضا ويوافق بعضهم بعضا. ومنها: أنه من جنس هؤلاء الرسل، فليعتبره المعتبر بإخوانه المرسلين، فدعوته دعوتهم؛ وأخلاقهم متفقة؛ ومصدرهم واحد؛ وغايتهم واحدة، فلم يقرنه بالمجهولين؛ ولا بالكذابين ولا بالملوك الظالمين. ومنها: أن في ذكر هؤلاء الرسل وتعدادهم من التنويه بهم، والثناء الصادق عليهم، وشرح أحوالهم مما يزداد به المؤمن إيمانا بهم ومحبة لهم، واقتداء بهديهم، واستنانا بسنتهم ومعرفة بحقوقهم، ويكون ذلك مصداقا لقوله: { سَلَامٌ عَلَى نُــوحٍ فـِي الْعَـالَمِيـنَ } { سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ } { سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ } { سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } فكل محسن له من الثناء الحسن بين الأنام بحسب إحسانه. والرسل -خصوصا هؤلاء المسمون- في المرتبة العليا من الإحسان. ولما ذكر اشتراكهم بوحيه ذكر تخصيص بعضهم، فذكر أنه آتى داود الزبور، وهو الكتاب المعروف المزبور الذي خص الله به داود عليه السلام لفضله وشرفه، وأنه كلم موسى تكليما، أي: مشافهة منه إليه لا بواسطة حتى اشتهر بهذا عند العالمين فيقال: "موسى كليم الرحمن". وذكر أن الرسل منهم من قصه الله على رسوله، ومنهم من لم يقصصه عليه، وهذا يدل على كثرتهم وأن الله أرسلهم مبشرين لمن أطاع الله واتبعهم، بالسعادة الدنيوية والأخروية، ومنذرين من عصى الله وخالفهم بشقاوة الدارين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فيقولوا: { مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } فلم يبق للخَلْق على الله حجة لإرساله الرسل تترى يبينون لهم أمر دينهم، ومراضي ربهم ومساخطه وطرق الجنة وطرق النار، فمن كفر منهم بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه. وهذا من كمال عزته تعالى وحكمته أن أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وذلك أيضا من فضله وإحسانه، حيث كان الناس مضطرين إلى الأنبياء أعظم ضرورة تقدر فأزال هذا الاضطرار، فله الحمد وله الشكر. ونسأله كما ابتدأ علينا نعمته بإرسالهم، أن يتمها بالتوفيق لسلوك طريقهم، إنه جواد كريم.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
قال الإِمام الرازى: اعلم أنه - تعالى - لما حكى أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وذكر - سبحانه - بعد ذلك أنهم لا يسألون لأجل الاسترشاد، ولكن لأجل العناد واللجاج، وحكى أنواعا كثيرة من فضائحهم وقبائحهم... شرع - سبحانه - بعد ذلك فى الجواب عن شبهاتهم فقال: { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ }.
وقوله { أَوْحَيْنَآ } من الإِيحاء و الوحى. والوحى فى الأصل: الإِعلام فى خفاء عن طريق الإِشارة، أو الإِيماء، أو الإِلهام، أو غير ذلك من المعانى التى تدل على أنه إعلام خاص، وليس أعلاما ظاهراً.
والمراد به هنا إعلام الله - تعالى - نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ما أراد إعلامه به من قرآن أو غيره.
والمعنى: إنا أوحينا إليك يا محمد بكلامنا وأوامرنا ونواهينا وهداياتنا.. كما اوحينا إلى نبينا نوح وإلى سائر الأنبياء الذين جاءوا من بعده. فأنت يا محمد لست بدعا من الرسل، وإنما أنت رسول من عند الله - تعالى - تلقيت رسالتك منه - سبحانه - كما تلقاها غيرك من الرسل.
وأكد - سبحانه - خبر إيحائه صلى الله عليه وسلم، للاهتمام بهذا الخبر، ولإِبطال ما أنكره المنكرون لوحى الله - تعالى - على أنبيائه ورسله فقد حكى القرآن عن الجاحدين للحق أنهم قالوا:
{ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ }
وبدأ سبحانه؛ بنوح عليه السلام، لأنه الأب الثانى للبشرية بعد آدم عليه السلام، ولأن فى ذكره معنى التهديد لأولئك الجاحدين للرسالة السماوية، فقد أجاب الله تعالى، دعاءه فى الكافرين فأغرقهم أجمعين.
قال الجمل: وإنما بدأ الله - تعالى - بذكر نوح - عليه السلام - لأنه أول نبى بعث بشريعة، وأول نذير على الشرك. وكان أول من عذبت أمته لردهم دعوته. وكان أطول الأنبياء عمرا.
والتشبيه فى قوله: { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ } تشبيه بجنس الوحى، وإن اختلفت أنواعه، واختلف الموحى به.
والكاف فى قوله { كَمَآ } نعت لمصدر محذوف، { مَآ } مصدرية. أى: إنا أوحينا إليك إيحاءً مثل إيحائنا إلى نوح - عليه السلام -.
وقوله { مِن بَعْدِهِ } جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة للبنيين أى: والنبيين الكائنين من بعده أى: من بعد نوح.
وقوله: { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } معطوف على أوحينا إلى نوح، داخل معه فى حكم التشبيه.
أى: أوحينا إليك يا محمد كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وكما أوحينا إلى إبراهيم من آزر، وكما أوحينا إلى ابنه اسماعيل، وابنه إسحاق، وكما أوحينا إلى يعقوب بن إسحاق، وكما أوحينا إلى الأسباط وهم أولاد يعقوب.
قال الآلوسى: والأسباط هم أولاد يعقوب - عليه السلام - فى المشهور. وقال غير واحد: إن الأسباط فى ولد إسحاق كالقبائل فى أولاد إسماعيل وقد بعث منهم عدة رسل. فيجوز أن يكون - سبحانه - أراد بالوحى إليهم، الوحى إلى الأنبياء منهم. كما تقول: أرسلت إلى بنى تميم، وتريد أرسلت إلى وجوههم ولم يصح أن الأسباط الذين هم إخوة يوسف كانوا أنبياء، بل الذى صح عندى - وألف فيه الجلال السيوطى رسالة - خلافه ".
وكرر - سبحانه - كلمة { وَأَوْحَيْنَآ } للإِشعار بوجود فترة زمنية طويلة بين نوح وبين إبراهيم - عليهما السلام -.
ثم ذكر - سبحانه - عدداً آخر من الأنبياء تشريفا وتكريما لهم فقال { وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }.
أى: أوحينا إليك يا محمد كما أوحينا إلى هؤلاء الأنبياء السابقين، وكما أوحينا إلى عيسى ابن مريم الذى أنكر نبوته اليهود الذين يسألونك الأسئلة المتعنتة، وإلى أيوب الذى ضرب به المثل فى الصبر، وإلى يونس بن متى الذى لم ينس ذكر الله وهو فى بطن الحوت، وإلى هارون أخى موسى، وإلى سليمان بن داود الذى آتاه الله ملكا لم يؤته لأحد من بعده.
وقوله: { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } معطوف على قوله: أوحينا، وداخل فى حكمه لأن إيتاء الزبور من باب الإِيحاء.
وأوثر. قوله هنا: وآتينا على أوحينا؛ لتحقق المماثلة فى أمر خاص وهو إيتاء الكتاب بعد تحققها فى مطلق الإِيحاء.
والزبور - بفتح الزاى - اسم الكتاب الذى أنزله الله على داود - عليه السلام - قالوا: ولم يكن فيه أحكام، بل كان كله مواعظ وحكم وتقديس وتحميد وثناء على الله - تعالى -.
ولفظ (زبور) هنا بمعنى مزبور أى متكوب. فهو على وزن فعول ولكن بمعنى مفعول. وزبر معناه كتب. أى: وآتينا داود كتابا مكتوبا.
- البغوى : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك ) هذا بناء على ما سبق من قوله يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ( النساء - 153 ) ، فلما ذكر الله عيوبهم وذنوبهم غضبوا وجحدوا كل ما أنزل الله عز وجل ، وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فنزل : " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء " ( الأنعام - 91 ) وأنزل : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) فذكر عدة من الرسل الذين أوحى إليهم ، وبدأ بذكر نوح عليه السلام لأنه كان أبا البشر مثل آدم عليه السلام ، قال الله تعالى : " وجعلنا ذريته هم الباقين " ( الصافات - 77 ) ولأنه أول نبي من أنبياء الشريعة ، وأول نذير على الشرك ، وأول من عذبت أمته لردهم دعوته ، وأهلك أهل الأرض بدعائه وكان أطول الأنبياء عمرا وجعلت معجزته في نفسه ، لأنه عمر ألف سنة فلم تسقط له سن ولم تشب له شعرة ولم تنتقص له قوة ، ولم يصبر نبي على أذى قومه ما صبر هو على طول عمره .
قوله تعالى : ( وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ) وهم أولاد يعقوب ، ( وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ) قرأ الأعمش وحمزة : ( زبورا ) والزبور بضم الزاي حيث كان ، بمعنى : جمع زبور ، أي آتينا داود كتبا وصحفا مزبورة ، أي : مكتوبة ، وقرأ الآخرون بفتح الزاي وهو اسم الكتاب الذي أنزل الله تعالى على داود عليه السلام ، وكان فيه التحميد والتمجيد والثناء على الله عز وجل ، وكان داود يبرز إلى البرية فيقوم ويقرأ الزبور ويقوم معه علماء بني إسرائيل ، فيقومون خلفه ويقوم الناس خلف العلماء ، ويقوم الجن خلف الناس ، الأعظم فالأعظم ، والشياطين خلف الجن وتجيء الدواب التي في الجبال فيقمن بين يديه تعجبا لما يسمعن منه ، والطير ترفرف على رءوسهم ، فلما قارف الذنب لم ير ذلك ، فقيل له : ذاك أنس الطاعة ، وهذه وحشة المعصية .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العباس ، أنا يحيى بن زكريا ، أنا الحسن بن حماد ، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن طلحة بن يحيى ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود " ، فقال : أما والله يا رسول الله لو علمت أنك تستمع لحبرته لحبرته " وكان عمر رضي الله عنه إذا رآه يقول : ذكرنا يا أبا موسى ، فيقرأ عنده .
- ابن كثير : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
قال محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال سكين وعدي بن زيد : يا محمد ، ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى . فأنزل الله في ذلك من قولهما : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) إلى آخر الآيات .
وقال ابن جرير : حدثنا الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي قال : أنزل الله : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ) إلى قوله ( وقولهم على مريم بهتانا عظيما ) فما تلاها عليهم - يعني على اليهود - وأخبرهم بأعمالهم الخبيثة ، جحدوا كل ما أنزل الله وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء ، ولا موسى ولا عيسى ، ولا على نبي من شيء . قال : فحل حبوته ، وقال : ولا على أحد . . فأنزل الله عز وجل : ( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ) [ الأنعام : 91 ] .
وفي هذا الذي قاله محمد بن كعب القرظي نظر ; فإن هذه الآية مكية في سورة الأنعام ، وهذه الآية التي في سورة النساء مدنية ، وهي رد عليهم لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء ، قال الله تعالى ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك ) [ النساء : 153 ] ، ثم ذكر فضائحهم ومعايبهم وما كانوا عليه ، وما هم عليه الآن من الكذب والافتراء . ثم ذكر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما أوحى إلى غيره من الأنبياء المتقدمين ، فقال : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا )
والزبور : اسم الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود ، عليه السلام ، وسنذكر ترجمة كل واحد من هؤلاء الأنبياء ، عليهم من الله [ أفضل ] الصلاة والسلام ، عند قصصهم في السور الآتية ، إن شاء الله ، وبه الثقة ، وعليه التكلان .
- القرطبى : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا
قوله تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح هذا متصل بقوله : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ، فأعلم تعالى أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كأمر من تقدمه من الأنبياء . وقال ابن عباس فيما ذكره ابن إسحاق : نزلت في قوم من اليهود - منهم سكين وعدي بن زيد - قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أوحى الله إلى أحد من بعد موسى فكذبهم الله . والوحي إعلام في خفاء ؛ يقال : وحى إليه بالكلام يحي وحيا ، وأوحى يوحي إيحاء . إلى نوح قدمه لأنه أول نبي شرعت على لسانه الشرائع . وقيل غير هذا ؛ ذكر الزبير بن بكار حدثني أبو الحسن علي بن المغيرة عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال : أول نبي بعثه الله تبارك وتعالى في الأرض إدريس واسمه أخنوخ ؛ ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وقد كان سام بن نوح نبيا ، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبيا واتخذه خليلا ؛ وهو إبراهيم بن تارخ واسم تارخ آزر ، ثم بعث إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة ، ثم إسحاق بن إبراهيم فمات بالشام ، ثم لوط وإبراهيم عمه ، ثم يعقوب وهو إسرائيل بن إسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن يوبب ، ثم هود بن عبد الله ، ثم صالح بن أسف ، ثم موسى وهارون ابنا عمران ، ثم أيوب ثم الخضر وهو خضرون ، ثم داود بن إيشا ، ثم سليمان بن داود ، ثم يونس بن متى ، ثم إلياس ، ثم ذا الكفل واسمه عويدنا من سبط يهوذا بن يعقوب ؛ قال : وبين موسى بن عمران ومريم بنت عمران أم عيسى ألف سنة وسبعمائة سنة وليسا من سبط ؛ ثم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم . قال الزبير : كل نبي ذكر في القرآن من ولد إبراهيم غير إدريس ونوح ولوط وهود وصالح . ولم يكن من العرب أنبياء إلا خمسة : هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين ؛ وإنما سموا عربا لأنه لم يتكلم بالعربية غيرهم .
قوله تعالى : والنبيين من بعده هذا يتناول جميع الأنبياء ثم قال : وأوحينا إلى إبراهيم فخص أقواما بالذكر تشريفا لهم ؛ كقوله تعالى : وملائكته ورسله وجبريل وميكال ثم قال وعيسى وأيوب قدم عيسى على قوم كانوا قبله ؛ لأن الواو لا تقتضي الترتيب ، وأيضا فيه تخصيص عيسى ردا على اليهود . وفي هذه الآية تنبيه على قدر نبينا صلى الله عليه وسلم وشرفه ، حيث قدمه في الذكر على أنبيائه ؛ ومثله قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح الآية ؛ ونوح مشتق من النوح ؛ وقد تقدم ذكره موعبا في " آل عمران " وانصرف وهو اسم أعجمي ؛ لأنه على ثلاثة أحرف فخف ؛ فأما إبراهيم وإسماعيل وإسحاق فأعجمية وهي معرفة ولذلك لم تنصرف ، وكذا يعقوب وعيسى وموسى إلا أن عيسى وموسى يجوز أن تكون الألف فيهما للتأنيث فلا ينصرفان في معرفة ولا نكرة ؛ فأما يونس ويوسف فروي عن الحسن أنه قرأ " ويونس " بكسر النون وكذا " يوسف " يجعلهما من آنس وآسف ، ويجب على هذا أن يصرفا ويهمزا ويكون جمعهما يآنس ويآسف . ومن لم يهمز قال : يوانس ويواسف . وحكى أبو زيد : يونس ويوسف بفتح النون والسين ؛ قال المهدوي : وكأن " يونس " في الأصل فعل مبني للفاعل ، و " يونس " فعل مبني للمفعول ، فسمي بهما .
قوله تعالى : وآتينا داود زبورا الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام ، وإنما هي حكم ومواعظ . والزبر الكتابة ، والزبور بمعنى المزبور أي المكتوب ، كالرسول والركوب والحلوب . وقرأ حمزة " زبورا " بضم الزاي جمع زبر كفلس وفلوس ، وزبر بمعنى المزبور ؛ كما يقال : هذا الدرهم ضرب الأمير أي مضروبه ؛ والأصل في الكلمة التوثيق ؛ يقال : بئر مزبورة أي مطوية بالحجارة ، والكتاب يسمى زبورا لقوة الوثيقة به . وكان داود عليه السلام حسن الصوت ؛ فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحش لحسن صوته ، وكان متواضعا يأكل من عمل يده ؛ روى أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أن كان داود صلى الله عليه وسلم ليخطب الناس وفي يده القفة من الخوص ، فإذا فرغ ناولها بعض من إلى جنبه يبيعها ، وكان يصنع الدروع ؛ وسيأتي . وفي الحديث : الزرقة في العين يمن وكان داود أزرق .
- الطبرى : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
القول في تأويل قوله : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (163)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح "، إنا أرسلنا إليك، يا محمد، بالنبوة كما أرسلنا إلى نوح، وإلى سائر الأنبياء الذين سَمَّيتهم لك من بعده، والذين لم أسمِّهم لك، (1) كما:-
10839- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن منذرٍ الثوري، عن الربيع بن خُثَيم في قوله: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده "، قال: أوحى إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله. (2)
* * *
وذكر أن هذه الآية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن بعض اليهود لما فضحهم الله بالآيات التي أنـزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم= وذلك من قوله: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ = فتلا ذلك عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: " ما أنـزل الله على بشر من شيء بعد موسى "! فأنـزل الله هذه الآيات، تكذْيبًا لهم، وأخبر نبيَّه والمؤمنين به أنه قد أنـزل عليه بعد موسى وعلى من سماهم في هذه الآية، وعلى آخرين لم يسمِّهم، كما:-
10840- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير= وحدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة= عن محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير= أو عكرمة، عن ابن عباس قال، قال سُكَين وعدي بن زيد: يا محمد، ما نعلم الله أنـزل على بشر من شيء بعد موسى! فأنـزل الله في ذلك من قولهما: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " إلى آخر الآيات. (3)
* * *
وقال آخرون: بل قالوا= لما أنـزل الله الآيات التي قبل هذه في ذكرهم=: " ما أنـزل الله على بشر من شيء، ولا على موسى، ولا على عيسى "! فأنـزل الله جل ثناؤه: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ، [سورة الأنعام: 91]، ولا على موسى ولا على عيسى.
*ذكر من قال ذلك:
10841- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي قال: أنـزل الله: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ إلى قوله: وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ، فلما تلاها عليهم= يعني: على اليهود= وأخبرهم بأعمالهم الخبيثة، جحدوا كل ما أنـزل الله، وقالوا: " ما أنـزل الله على بشر من شيء، ولا على موسى ولا على عيسى!! وما أنـزل الله على نبي من شيء "! قال: فحلَّ حُبْوَته وقال: (4) ولا على أحد!! فأنـزل الله جل ثناؤه: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ [سورة الأنعام: 91]
* * *
وأما قوله: " وآتينا داود زبورًا "، فإن القرأة اختلفت في قراءته.
فقرأته عامة قرأة أمصار الإسلام، غير نفر من قرأة الكوفة: ( وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ) ، بفتح " الزاي" على التوحيد، بمعنى: وآتينا داود الكتاب المسمى " زبورًا ".
* * *
وقرأ ذلك بعض قرأة الكوفيين: ( وَآتَيْنَا دَاوُدَ زُبُورًا ) ، بضم " الزاي" جمع " زَبْرٍ".
كأنهم وجهوا تأويله: وآتينا داود كتبًا وصحفًا مَزْبورة.
* * *
= من قولهم: " زَبَرت الكتاب أزْبُره زَبْرًا " و " ذَبُرته أذْبُره ذَبْرًا "، إذا كتبته. (5)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندنا، قراءة من قرأ: ( وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا )، بفتح " الزاي"، على أنه اسم الكتاب الذي أوتيه داود، كما سمى الكتاب الذي أوتيه موسى " التوراة "، والذي أوتيه عيسى " الإنجيل "، والذي أوتيه محمد " الفرقان "، لأن ذلك هو الاسم المعروف به ما أوتي داود. وإنما تقول العرب: " زَبُور داود "، بذلك تعرف كتابَه سائرُ الأمم.
------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير"أوحى" فيما سلف 6 : 405 ، 406.
(2) الأثر: 10839 -"منذر الثوري" هو"منذر بن يعلى الثوري" أبو يعلى. روى عن محمد بن علي بن أبي طالب ، والربيع بن خثيم ، وسعيد بن جبير ، وغيرهم. روى عنه ابنه الربيع بن المنذر ، والأعمش ، وفطر بن خليفة وغيرهم. ثقة قليل الحديث. مترجم في التهذيب.
(3) الأثر: 10840 - سيرة ابن هشام 2 : 211 ، وهو تابع الآثار التي آخرها قديمًا: 9792 وكان في المطبوعة والمخطوطة: "عدي بن ثابت" ، وهو خطأ بلا شك ، ففي سيرة ابن هشام وغيرها"عدي بن زيد" ، ولم أجد في أسماء الأعداء من يهود"عدي بن ثابت".
و"سكين بن أبي سكين" ، و"عدي بن زيد" من بني قينقاع ، ذكرهم ابن هشام في السيرة في الأعداء من يهود 2 : 161.
(4) "الحبوة" (بضم الحاء وفتحها ، وسكون الباء): الثوب الذي يحتبى به. و"الاحتباء": أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ، ويشده عليها. وقد يكون"الاحتباء" باليدين عوض الثوب.
(5) انظر تفسير"الزبور" فيما سلف 7 : 450 ، 451 ، وبين هنا ما أجمله هناك ، وهذا من ضروب اختصاره التفسير.
- ابن عاشور : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
استأنفتْ هذه الآياتُ الردّ على سؤال اليهود أن يُنَزّل عليهم كتاباً من السماء ، بعد أن حُمقوا في ذلك بتحميق أسلافهم : بقوله : { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } [ النساء : 153 ] ، واستُطردت بينهما جمل من مخالفة أسلافهم ، وما نالهم من جرّاء ذلك ، فأقبل الآن على بيان أنّ إنزال القرآن على محمّد صلى الله عليه وسلم لم يكن بِدْعاً ، فإنّه شأن الوحي للرسل ، فلم يقدح في رسالتهم أنَّهم لم ينزّل عليهم كتاب من السماء .
والتأكيد ( بإنّ ) للاهتمام بهذا الخبر أو لتنزيل المردود عليهم منزلة من ينكر كيفيّة الوحي للرسل غير موسى ، إذ لم يَجْروا على موجب علمهم حتّى أنكروا رسالة رسول لم يُنْزل إليه كتاب من السماء .
والوحي إفادة المقصود بطريق غير الكلام ، مثل الإشارة قال تعالى : { فخرج على قومه من المحراب فأوحَى إليهم أن سبّحوا بكرة وَعَشِيّاً } [ مريم : 11 ] . وقال داوود بن جرير :
يَرْمُون بالخُطب الطِواللِ وتارةً ... وَحْيُ اللواحِظِ خيفَةَ الرقباء
والتشبيه في قوله : { كما أوحينا إلى نوح } تشبيه بجنس الوحي وإن اختلفت أنواعه ، فإنّ الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان بأنواع من الوحي ورد بيانها في حديث عائشة في الصحيح عن سؤال الحارث بن هشام النّبيء صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي بخلاف الوحي إلى غيره ممّن سمّاهم الله تعالى فإنّه يحتمل بعض من الأنواع ، على أنّ الوحي للنبيء صلى الله عليه وسلم كان منه الكتاب القرآن ولم يكن لبعض من ذكر معه كتاب . وعدّ الله هنا جمعاً من النبيئين والمرسلين وذكر أنّه أوحي إليهم ولم يختلف العلماء في أنّ الرسل والأنبياء يُوحى إليهم .
وإنَّما اختلفت عباراتهم في معنى الرسول والنبي . ففي كلام جماعة من علمائنا لا نجد تفرقة ، وأنّ كلّ نبيء فهو رسول لأنَّه يوحى إليه بما لا يخلو من تبليغه ولو إلى أهل بيته . وقد يكون حال الرسول مبتدأ بنبؤة ثمّ يعقبها إرساله ، فتلك النبوة تمهيد الرسالة كما كان أمر مبدإ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّه أخبر خديجة ، ونزل عليه : { وأنذر عشيريتك الأقربين } [ الشعراء : 214 ] . والقول الصحيح أنّ الرسول أخصّ ، وهو من أوحي إليه مع الأمر بالتبليغ ، والنبي لا يؤمر بالتبليغ وإن كان قد يبلّغ على وجه الأمر بالمعروف والدعاء للخير ، يعني بدون إنذار وتبشير . وورد في بعض الأحاديث : الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وعدّ الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً . وقد ورد في حديث الشفاعة ، في الصحيح : أنّ نوحاً عليه السلام أوّل الرسل . وقد دَلَّت آيات القرآن على أنّ الدّين كان معروفاً في زمن آدم وأنّ الجزاء كان معلوماً لهم ، فقد قَرّب ابنَا آدَمَ قرباناً ، وقال أحدهما للآخر
{ إنَّما يتقبّل الله من المتّقين } [ المائدة : 27 ] ، وقال له : { إني أخاف الله ربّ العالمين إني أريد أن تَبوء بإثمي وإثمك فتكونَ من أصحاب النّار وذلك جزاءُ الظّالمين } [ المائدة : 28 ، 29 ] . ودلّ على أنَّه لم يكن يومئذٍ بينهم من يأخذ على يد المعتدي وينتصف للضعيف من القويّ ، فإنَّما كان ما تعلّموه من طريقة الوعظ والتعليم وكانت رسالة عائليَة .
ونوح هو أوّل الرسل ، وهو نوح بن لامَك ، والعرب تقول : لَمَك بن متوشالح بن أخنوخ . ويسمّيه المصريون هُرمس ، ويسمّيه العرب إدريس بن يارد بن مَهْلَلْئِيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، حسب قول التَّوْراة . وفي زمنه وقع الطّوفان العظيم . وعاش تسعمائة وخمسين سنة ، وقيل تسعمائة وتسعين سنة ، والقرآن أثبت ذلك . وقد مات نوح قبل الهجرة بثلاثة آلاف سنة وتسعمائة سنة وأربع وسبعين سنة على حسب حساب اليهود المستمَدّ مِن كتابهم .
وإبراهيم هو الخليل ، إبراهيم بن تارح والعرب تسمّيه آزر بن ناحور بن ساروغ بن أرعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح . ولد سنة2893 قبل الهجرة ، في بلد أوُر الكلدانيين ، ومات في بلاد الكنعانيين ، وهي سوريا ، في حبرون حيث مدفنه الآن المعروف ببلد الخليل سنة2718 قبل الهجرة .
وإسماعيل هو ابن إبراهيم مِن الجارية المصرية هَاجَر . توفِّي بمكة سنة2686 قبل الهجرة تقريباً . وكان إسماعيل رسولاً إلى قومه الذين حلّ بينهم من جُرهم وغيرهم ، وإلى أبنائه وأهله ، قال تعالى : { واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّا } [ مريم : 54 ] .
وإسحاق هو ابن إبراهيم مِن سارة ابنة عمّه ، توفّي قبل الهجرة سنة2613 ، وكان إسحاق نبيّاً مؤيّداً لشرع أبيه إبراهيم ولم يجىء بشرع .
ويعقوب هو ابن إسحاق ، الملقّبُ بإسرائيل . توفّي سنة2586 قبل الهجرة . وكان يعقوب نبيّاً مؤيّداً لِشرع إبراهيم ، قال تعالى : { ووصى بها إبراهيم بَنيه ويعقوب } [ البقرة : 132 ] ولم يجىء بشرع جديد .
والأسباط هم أسباط إسحاق ، أي أحفاده ، وهم أبناء يعقوب اثنا عشر ابناً : روبين ، وشمعون ، وجاد ، ويهوذا ، ويساكر ، وزَبُولُون ، ويوسف ، وبنيامين ، ومنسَّى ، ودَان ، وأَشير ، وثَفتالي . فأمّا يوسف فكان رسولاً لقومه بمصر . قال تعالى خطاباً لبني إسرائيل على لسان مؤمن بني إسرائيل ، أو خطاباً من الله { ولقد جاءكم يوسفُ من قبلُ بالبيِّنات فما زِلْتُمْ في شكّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً } [ غافر : 34 ] . وأمّا بقية الأسباط فكان كلّ منهم قائماً بدعوة شريعة إبراهيم في بنِيه وقومه . والوحي إلى هؤلاء متفاوت .
وعيسى هو عيسى ابن مريم ، وُلد من غير أب قبل الهجرة سنة622 . ورفع إلى السماء قبلها سنة589 . وهو رسول بشرع ناسخ لبعض أحكام التّوراة . ودامت دعوته إلى الله ثلاث سنين .
وأيوب هو نبيء . قيل : إنّه عربي الأصل من أرض عُوص ، في بلاد أَدوم ، وهي من بلاد حَوران ، وقيل ، هو أيوب بن ناحور أخي إبراهيم ، وقيل : اسمه عوض ، وقيل : هو يوباب ابن حفيد عيسو .
وقيل : كان قبل إبراهيم بمائة سنة . والصحيح أنَّه كان بعد إبراهيم وقبل موسى في القرن الخامس عشر قبل المسيح ، أي في القرن الحادي والعشرين قبل الهجرة . ويقال : إنّ الكتاب المنسوب إليه في كتب اليَهود أصله مؤلف باللغة العربيّة وأنّ موسى عليه السّلام نقله إلى العبرانيّة على سبيل الموعظة ، فظنّ كثير من الباحثين في التّاريخ أنّ أيوب من قبيلة عربيّة . وليس ذلك ببعيد . وكان أيوب رسولاً نبيّا . وكان له صاحب اسمه اليفاز اليماني هو الّذي شدّ أزره في الصبر ، كما سنذكره في موضعه . وإنّما منع اسمه من الصرف إذ لم يكن من عرب الحجاز ونجد؛ لأنّ العرب اعتبرت القبائل البعيدة عنها عجماً ، وإن كان أصلهم عربياً ، ولذلك منعوا ثمودَ من الصرف إذ سكنوا الحِجر .
ويونس هو ابن متَّى من سبط زبولون من بني إسرائيل ، بعثه الله إلى أهل نَيْنوَى عاصمة الأشوريين ، بعد خراب بيت المقدس ، وذلك في حدود القرن الحادي عشر قبل الهجرة .
وهارون أخو موسى بن عمران توفّي سنة 1972 قبل الهجرة وهو رسول مع موسى إلى بني إسرائيل .
وسليمانُ هو ابن داود . كان نبيّاً حاكماً بالتّوراة وَمَلِكاً عظيماً . توفّي سنة1597 قبل الهجرة . وممّا أوحى الله به إليه ما تضمّنه كتاب «الجامعة» وكتاب «الأمثال من الحكمة والمواعظ» ، وهي منسوبة إلى سليمان ولم يقل فيها إنّ الله أوحاها إليه؛ فعلمنا أنّها كانت موحى بمعانيها دون لفظها .
وداود أبُو سليمان هو داود بن يسي ، توفّي سنة1626 قبل الهجرة ، بعثه الله لنصر بني إسرائيل . وأنزل عليه كتاباً فيه مواعظ وأمثال ، كان بنو إسرائيل يترنّمون بفصوله ، وهو المسمّى بالزبور . وهو مصدر على وزن فَعول مثل قَبول . ويقال فيه : زبُور بضم الزاي أي مصدراً مثل الشُّكور ، ومعناه الكتابة ويسمّى المكتوب زَبوراً فيجمع على الزّبر ، قال تعالى : { بالبيّنات والزبر } [ آل عمران : 184 ] . وقد صار علماً بالغلبة في لغة العرب على كتاب داود النبي ، وهو أحد أسفار الكتاب المقدّس عند اليهود .
وعُطفت جملة { وآتينا داوود زبورا } على { أوحينا إليك } . ولم يعطف اسم داود على بقيّة الأسماء المذكورة قبله للإيماء إلى أنّ الزبور موحى بأن يكون كتاباً .
وقرأ الجمهور { زَبورا } بفتح الزاي ، وقرأه حمزة وخلف بضمّ الزاي .
- إعراب القرآن : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
«إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ» أوحينا فعل ماض مبني على السكون تعلق به الجار والمجرور إليك ونا فاعله والجملة خبر إن ونا اسمها «كَما أَوْحَيْنا» الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمصدر محذوف وما مصدرية والمصدر المؤول من ما المصدرية والفعل بعدها في محل جر بالإضافة والتقدير : أوحينا إليك إيحاء مثل إيحائنا إلى نوح ، ويجوز إعراب الكاف حرف جر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق مقدر.
«إِلى نُوحٍ» متعلقان بأوحينا «وَالنَّبِيِّينَ» عطف على نوح «مِنْ بَعْدِهِ» متعلقان بمحذوف حال «وَأَوْحَيْنا» الجملة معطوفة على أوحينا الأولى «إِلى إِبْراهِيمَ» اسم مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة اسم علم أعجمي ممنوع من الصرف ومثلها الأسماء المعطوفة «وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى ..» إلخ «وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً» فعل ماض وفاعله ومفعولاه والجملة معطوفة على أوحينا الأولى.
- English - Sahih International : Indeed We have revealed to you [O Muhammad] as We revealed to Noah and the prophets after him And we revealed to Abraham Ishmael Isaac Jacob the Descendants Jesus Job Jonah Aaron and Solomon and to David We gave the book [of Psalms]
- English - Tafheem -Maududi : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(4:163) (O Muhammad!) We have revealed to you as We revealed to Noah and the Prophets after him, *204 and We revealed to Abraham, Ishmael, Isaac, Jacob and the offspring of Jacob, and Jesus and Job, and Jonah, and Aaron and Solomon, and We gave to David Psalms. *205
- Français - Hamidullah : Nous t'avons fait une révélation comme Nous fîmes à Noé et aux prophètes après lui Et Nous avons fait révélation à Abraham à Ismaël à Isaac à Jacob aux Tribus à Jésus à Job à Jonas à Aaron et à Salomon et Nous avons donné le Zabour à David
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß Wir haben dir Offenbarung eingegeben wie Wir Nuh und den Propheten nach ihm Offenbarung eingegeben haben Und Wir haben Ibrahim Isma'il Ishaq Ya'qub den Stämmen "Isa Ayyub Yunus Harun und Sulaiman Offenbarung eingegeben und Dawud haben Wir ein Buch der Weisheit gegeben
- Spanish - Cortes : Te hemos hecho una revelación como hicimos una revelación a Noé y a los profeta que le siguieron Hicimos una revelación a Abraham Ismael Isaac Jacob as tribus Jesús Job Jonás Aarón y Salomón Y dimos a David Salmos
- Português - El Hayek : Inspiramoste assim como inspiramos Noé e os profetas que o sucederam; assim também inspiramos Abraão Ismael Isaac Jacó e as tribos Jesus Jó Jonas Aarão Salomão e concedemos os Salmos a Davi
- Россию - Кулиев : Воистину Мы внушили тебе откровение подобно тому как внушили его Нуху Ною и пророкам после него Мы внушили откровение Ибрахиму Аврааму Исмаилу Измаилу Исхаку Исааку Йакубу Иакову и коленам двенадцати сыновьям Йакуба Исе Иисусу Айюбу Иову Йунусу Ионе Харуну Аарону Сулейману Соломону Давуду Давиду же Мы даровали Забур Псалтирь
- Кулиев -ас-Саади : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
Воистину, Мы внушили тебе откровение, подобно тому, как внушили его Нуху (Ною) и пророкам после него. Мы внушили откровение Ибрахиму (Аврааму), Исмаилу (Измаилу), Исхаку (Исааку), Йакубу (Иакову) и коленам (двенадцати сыновьям Йакуба), Исе (Иисусу), Айюбу (Иову), Йунусу (Ионе), Харуну (Аарону), Сулейману (Соломону). Давуду (Давиду) же Мы даровали Забур (Псалтирь).- Turkish - Diyanet Isleri : Nuh'a ondan sonra gelen peygamberlere vahyettiğimiz İbrahim'e İsmail'e İshak'a Yakub'a torunlarına İsa'ya Eyyub'a Yunus'a Harun'a ve Süleyman'a vahyettiğimiz gibi şüphesiz sana da vahyettik Davud'a da Zebur verdik
- Italiano - Piccardo : In verità ti abbiamo dato la rivelazione come la demmo a Noè e ai Profeti dopo di lui E abbiamo dato la rivelazione ad Abramo Ismaele Isacco Giacobbe e alle Tribù a Gesù Giobbe Giona Aronne Salomone e a Davide demmo il Salterio
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئێمه وحیو نیگامان بۆ تۆ ناردووه ههر وهکو چۆن وحی و نیگامان بۆ نوح و پێغهمبهرانی دوای ئهو ناردووه ههروهها وحی و نیگامان ناردووه بۆ ئیبراهیم و ئیسماعیل و ئیسحاق و یهعقوب و ههندێک له کوڕانی یهعقوب و عیسا و ئهیوب و یونس و هاروون و سولهیمان زهبوریشمان به داود بهخشیووه کتێبێک بووه زۆربهی تهسبیحات و ستایشی پهروهردگار بووه
- اردو - جالندربرى : اے محمدﷺ ہم نے تمہاری طرف اسی طرح وحی بھیجی ہے جس طرح نوح اور ان سے پچھلے پیغمبروں کی طرف بھیجی تھی۔ اور ابراہیم اور اسمعیل اور اسحاق اور یعقوب اور اولاد یعقوب اور عیسی اور ایوب اور یونس اور ہارون اور سلیمان کی طرف بھی ہم نے وحی بھیجی تھی اور داود کو ہم نے زبور بھی عنایت کی تھی
- Bosanski - Korkut : Mi objavljujemo tebi kao što smo objavljivali Nuhu i vjerovjesnicima poslije njega a objavljivali smo i Ibrahimu i Ismailu i Ishaku i Jakubu i unucima i Isau i Ejjubu i Junusu i Harunu i Sulejmanu a Davudu smo dali Zebur –
- Swedish - Bernström : VI HAR gett dig Vår uppenbarelse liksom Vi gav Noa och de profeter som följde efter honom Vår uppenbarelse och liksom Vi gav Abraham och Ismael och Isak och Jakob och deras efterkommande Vår uppenbarelse och Jesus och Job och Jona och Aron och Salomo och liksom Vi skänkte David en Skrift fylld av visdom
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Kami telah memberikan wahyu kepadamu sebagaimana Kami telah memberikan wahyu kepada Nuh dan nabinabi yang kemudiannya dan Kami telah memberikan wahyu pula kepada Ibrahim Isma'il Ishak Ya'qub dan anak cucunya Isa Ayyub Yunus Harun dan Sulaiman Dan Kami berikan Zabur kepada Daud
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
(Sesungguhnya Kami telah menurunkan wahyu kepadamu sebagaimana Kami telah menurunkannya kepada Nuh dan nabi-nabi sesudahnya dan) seperti (telah Kami turunkan kepada Ibrahim, Ismail, Ishak) yakni kedua putranya (serta Yakub) bin Ishak (dan anak-anaknya) yakni anak-anak Yakub (serta Isa, Ayub, Yunus, Harun, Sulaiman dan Kami datangkan kepada) bapaknya, yakni bapak dari Sulaiman (Daud Zabur) dibaca dengan fathah hingga artinya ialah nama kitab yang diturunkan, dan ada pula yang membaca dengan marfu` yaitu mashdar yang berarti mazbuura artinya yang tertulis.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি আপনার প্রতি ওহী পাঠিয়েছি যেমন করে ওহী পাঠিয়েছিলাম নূহের প্রতি এবং সে সমস্ত নবীরসূলের প্রতি যাঁরা তাঁর পরে প্রেরিত হয়েছেন। আর ওহী পাঠিয়েছি ইসমাঈল ইব্রাহীম ইসহাক ইয়াকুব ও তাঁর সন্তাবর্গের প্রতি এবং ঈসা আইয়ুব ইউনূস হারুন ও সুলায়মানের প্রতি। আর আমি দাউদকে দান করেছি যবুর গ্রন্থ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நூஹுக்கும் அவருக்குப் பின் வந்த இதர நபிமார்களுக்கும் நாம் வஹீ அறிவித்தது போலவே உமக்கும் நிச்சயமாக வஹீ அறிவித்தோம் மேலும் இப்றாஹீமுக்கும் இஸ்மாயீலுக்கும் இஸ்ஹாக்குக்கும் யஃகூபுக்கும் அவர்களுடைய சந்ததியினருக்கும் ஈஸாவுக்கும் அய்யூபுக்கும் யூனுஸுக்கும் ஹாரூனுக்கும் ஸுலைமானுக்கும் நாம் வஹீ அறிவித்தோம்; இன்னும் தாவூதுக்கு ஜபூர் என்னும் வேதத்தைக் கொடுத்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงเราได้มีโองการแก่เจ้า เช่นเดียวกับที่เราได้มีโองการแก่นูฮ์ และบรรดานะบีหลังจากเขา และเราได้มีโองการแก่อิบรอฮีมและอิสมาอีล และอิสฮาก และยะอ์กูบ และอัลอัสบาฏ และอีซา และอัยยูบ และยูนุส และฮารูน และ สุลัยมาน และเราได้ให้ ซุบูร์ แก่ดาวูด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз сенга худди Нуҳ ва ундан кейинги Набийларга ваҳий юборганимиздек ваҳий юбордик Биз Иброҳим Исмоил Исҳоқ Яъқуб Асбот Ийсо Айюб Юнус Ҳорун ва Сулаймонларга ваҳий юбордик Довудга эса Забурни бердик Демак ҳамма Пайғамбарларга ваҳий юбораётган уларни бандалар ичидан танлаб олаётган зот битта Мазкур Пайғамбарларга ваҳий юборган ўша зот Муҳаммад алайҳиссаломга ҳам ваҳий юборган Мазкур кишиларни Пайғамбар қилиб танлаб олган ўша зот Муҳаммад алайҳиссаломни Пайғамбар қилиб танлаб олгандир Довуд алайҳиссаломга Забурни берган бўлса Муҳаммад алайҳиссаломга Қуръонни бергандир
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已启示你,犹如我启示努哈和在他之后的众先知一样, 也犹如我启示易卜拉欣、易司马仪、易司哈格、叶尔孤白各支派,以及尔撒、安优卜、优努司、哈伦、素莱曼一样。我以《宰逋卜》赏赐达五德。
- Melayu - Basmeih : Sungguhnya Kami telah memberikan wahyu kepadamu wahai Muhammad sebagaimana Kami telah memberikan wahyu kepada Nabi Nuh dan Nabinabi yang diutus kemudian daripadanya; dan Kami juga telah memberikan wahyu kepada Nabi Ibrahim dan Nabi Ismail dan Nabi Ishak dan Nabi Yaakub serta Nabinabi keturunannya dan Nabi Isa dan Nabi Ayub dan Nabi Yunus dan Nabi Harun dan Nabi Sulaiman; dan juga Kami telah memberikan kepada Nabi Daud Kitab Zabur
- Somali - Abduh : Annagaa kuu waxyoonnay sidaan ugu waxyoonay Nabi Nuux iyo Nabiyadii ka dambeeyey waxaana u waxyoonay Nabi Ibrahim Ismaaeiil Isxaaq Yacquub Awlaad Faracii Ciise Ayuub Yuunus Haaruun Sulaymaan waxaana siinay Daawuudna Zabuur
- Hausa - Gumi : Lalle ne Mu Mun yi wahayi zuwa gare ka kamar yadda Muka yi wahayi zuwa ga Nũhu da annabãwa daga bãyansa Kuma Mun yi wahayi zuwa ga Ibrãhĩma da Ismã'ĩla da Is'hãƙa da Yaƙũbu da jĩkõki da ĩsa da Ayũba da Yũnusa da Hãruna da Sulaimãn Kuma Mun bai wa Dãwũda zabũra
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Sisi tumekuletea wahyi wewe kama tulivyo wapelekea wahyi Nuhu na Manabii walio kuwa baada yake Na tulimpelekea wahyi Ibrahim na Ismail na Ishaka na Yaakub na wajukuu zake na Isa na Ayub na Yunus na Harun na Suleiman na Daud tukampa Zaburi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na të kemi dërguar ty shpalljen ashtu siç i kemi dërguar shpallje Nuhit dhe pejgamberëve pas tij; e Ne iu kemi dërguar shpallje edhe Ibrahimit edhe Ismailit edhe Is’hakut edhe Jakubit edhe Isait edhe Ejjupit edhe Junusit edhe Harunit edhe Sulejmanit E Dautit ia kemi dhënë Librin Zeburin
- فارسى - آیتی : ما به تو وحى كرديم همچنان كه به نوح و پيامبران بعد از او وحى كردهايم و به ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب و سبطها و عيسى و ايوب و يونس و هارون و سليمان وحى كردهايم و به داود زبور را ارزانى داشتيم.
- tajeki - Оятӣ : Мо ба ту ваҳй кардем, ҳамчунон ки ба Нӯҳ ва паёмбарони баъд аз ӯ ваҳй кардаем ва ба Иброҳиму Исмоил ва Исҳоқу Яъқуб ва наберагони Яъқуб ва Исо ва Айюб ва Юнус ва Ҳорун ва Сулаймон ваҳй кардаем ва ба Довуд «Забур»-ро арзонӣ доштем.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) بىز نۇھقا ۋە ئۇنىڭدىن كېيىنكى پەيغەمبەرلەرگە ۋەھيى قىلغاندەك، ھەقىقەتەن ساڭا ۋەھيى قىلدۇق ھەمدە ئىبىراھىمغا، ئىسمائىلغا، ئىسھاققا، يەئقۇبقا، يەئقۇبنىڭ ئەۋلادلىرىغا، ئىساغا، ئەييۇبقا، يۇنۇسقا، ھارۇنغا، سۇلايمانغا ۋەھيى قىلدۇق، داۋۇدقا زەبۇرنى ئاتا قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നൂഹിനും തുടര്ന്നുവന്ന പ്രവാചകന്മാര്ക്കും നാം ബോധനം നല്കിയപോലെത്തന്നെ നിനക്കും നാം ബോധനം നല്കിയിരിക്കുന്നു. ഇബ്റാഹീം, ഇസ്മാഈല്, ഇസ്ഹാഖ്, യഅ്ഖൂബ്, യഅ്ഖൂബ് സന്തതികള്, ഈസാ, അയ്യൂബ്, യൂനുസ്, ഹാറൂന്, സുലൈമാന് എന്നിവര്ക്കും നാം ബോധനം നല്കിയിരിക്കുന്നു. ദാവൂദിന് സങ്കീര്ത്തനവും നല്കി.
- عربى - التفسير الميسر : انا اوحينا اليك ايها الرسول بتبليغ الرساله كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وهم الانبياء الذين كانوا في قبائل بني اسرائيل الاثنتي عشره من ولد يعقوب وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داود زبورا وهو كتاب وصحف مكتوبه
*204). This emphasizes that Muhammad (peace be on him) did not introduce any innovations, and that his essential message was no different from the earlier revelations. What Muhammad (peace be on him) expounded was the same truth which had previously been expounded by the earlier Prophets in various parts of the world and at different periods of time. Wahy means 'to suggest; to put something into someone's heart; to communicate something in secrecy; to send a message'.
*205). The 'Psalms' embodied in the Bible are not the Psalms of David. The Biblical version contains many 'psalms' by others and they are ascribed to their actual authors. The 'psalms' which the Bible does ascribe to David do indeed contain the characteristic lustre of truth. The book called 'Proverbs', attributed to Solomon, contains a good deal of accretion, and the last two chapters, in particular, are undoubtedly spurious. A great many of these proverbs, however, do have a ring of truth and authenticity. Another book of the Bible is ascribed to Job. Even though it contains many gems of wisdom, it is difficult to believe that the book attributed to Job could in fact be his. For the portrayal of Job's character in that book is quite contrary to the wonderful patience for which he is applauded in the Qur'an and for which he is praised in the beginning of the Book of Job itself. The Book of Job, quite contrary to the Qur'anic portrayal of him, presents him as one who was so full of grievance and annoyance" with God throughout the entire period of his tribulation that his companions had to try hard to persuade him that God was not unjust. In fact Job is shown in the Bible as one whom even his companions failed to convince that God was just.
In addition to these, the Bible contains seventeen other books of the Israelite Prophets. The greater part of these seem to be authentic. In Jeremiah, Isaiah, Ezekiel, Amos and certain other books, in particular, one often encounters whole sections which stir and move one's soul. These sections without doubt have the lustre of Divine revelation. While going through them one is struck by the vehemence of moral admonition, the powerful opposition to polytheism, the forceful exposition of monotheism, and the strong denunciation of the moral corruption of the Israelites which characterize them. One inevitably senses that these books, the orations of Jesus embodied in the Gospels, and the glorious Qur'an are like springs which have arisen from one and the same Divine source.