- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِى وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
- عربى - نصوص الآيات : واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ۖ واتقوا الله ۚ إن الله عليم بذات الصدور
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا نعمة الله عليكم فيما شَرَعه لكم، واذكروا عهده الذي أخذه تعالى عليكم من الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والسمع والطاعة لهما، واتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. إن الله عليمٌ بما تُسِرُّونه في نفوسكم.
- السعدى : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
يأمر تعالى عباده بذكر نعمه الدينية والدنيوية، بقلوبهم وألسنتهم. فإن في استدامة ذكرها داعيا لشكر الله تعالى ومحبته، وامتلاء القلب من إحسانه. وفيه زوال للعجب من النفس بالنعم الدينية، وزيادة لفضل الله وإحسانه. و { مِيثَاقهِ ْ} أي: واذكروا ميثاقه { الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ ْ} أي: عهده الذي أخذه عليكم. وليس المراد بذلك أنهم لفظوا ونطقوا بالعهد والميثاق، وإنما المراد بذلك أنهم بإيمانهم بالله ورسوله قد التزموا طاعتهما، ولهذا قال: { إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ْ} أي: سمعنا ما دعوتنا به من آياتك القرآنية والكونية، سمع فهم وإذعان وانقياد. وأطعنا ما أمرتنا به بالامتثال، وما نهيتنا عنه بالاجتناب. وهذا شامل لجميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة. وأن المؤمنين يذكرون في ذلك عهد الله وميثاقه عليهم، وتكون منهم على بال، ويحرصون على أداء ما أُمِرُوا به كاملا غير ناقص. { وَاتَّقُوا اللَّهَ ْ} في جميع أحوالكم { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ْ} أي: بما تنطوي عليه من الأفكار والأسرار والخواطر. فاحذروا أن يطلع من قلوبكم على أمر لا يرضاه، أو يصدر منكم ما يكرهه، واعمروا قلوبكم بمعرفته ومحبته والنصح لعباده. فإنكم -إن كنتم كذلك- غفر لكم السيئات، وضاعف لكم الحسنات، لعلمه بصلاح قلوبكم.
- الوسيط لطنطاوي : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ثم بعد أن بين- سبحانه- بعض مظاهر فضله على عباده ورحمته بهم، أتبع ذلك بأمرهم بمداومة شكره، وبالوفاء بعهده فقال: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا.
أى: تنبهوا أيها المؤمنون- بعقولكم وقلوبكم لما أسبغه الله عليكم من منن فداوموا على شكرها وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بدين الإسلام الذي هديتم به إلى الصراط المستقيم، واذكروا كذلك مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ أى: عهده الوثيق الذي أخذه عليكم، وأمركم بالتزامه بكل قوة.
وقوله: إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا ظرف لقوله واثَقَكُمْ بِهِ أى: إذ قلتم وقت أن أخذ عليكم العهد الموثق: سمعنا قولك وأطعنا أمرك.
فأنت ترى أن الآية الكريمة أوجبت على المؤمنين أمرين:
أولهما: التنبه إلى نعم الله وعلى رأس هذه النعم نعمة الهداية إلى دين الإسلام، ومداومة شكره- سبحانه- على ذلك.
وثانيهما: الوفاء بعهوده التي أخذها عليهم، وتقبلوها بالسمع والطاعة لأنهم متى شكروه على نعمه، وكانوا أوفياء بعهودهم، زادهم- سبحانه- من فضله وعطائه قال الفخر الرازي: وإنما قال: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ولم يقل نعمه عليكم، لأنه ليس المقصود منه التأمل في أعداد نعم الله، بل المقصود منه التأمل في جنس النعم. كالنظر إلى الحياة والصحة والعقل والهداية وحسن التدبير والصون عن الآفات والعاهات. فجنس هذه النعم لا يقدر عليه سوى الله- تعالى- فيكون وجوب الاشتغال بشكرها أتم وأكمل.
وإنما قال: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وهو يشعر بنسيانها مع أن مثلها في تواترها لا ينسى، للإشارة إلى أنه لكثرة هذه النعم وتعاقبها، صارت كالأمر المعتاد الذي لكثرة وجوده قد يغفل عنه المرء» والمراد بالميثاق الذي أخذه عليهم ما جرى بين النبي صلّى الله عليه وسلّم وبين المؤمنين من عهود على أن يسمعوا له ويطيعوا في العسر واليسر، والمنشط والمكره، كما حدث مع الأنصار ليلة العقبة، وكما حدث مع المؤمنين جميعا في بيعة الرضوان وإنما أضيف الميثاق إلى الله تأكيدا لوجوب الوفاء به ولأنه- سبحانه- هو الذي شرعه وهو الذي سيحاسبهم على نقضه وعدم الوفاء به وقال مجاهد: المراد به الميثاق الذي أخذه الله على عباده حين أخرجهم من ظهر آدم، وضعف هذا القول بأن الخطاب هنا للمؤمنين وليس للبشر جميعا.
قال ابن جرير ما ملخصه: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك: قول ابن عباس، وهو أن معناه: واذكروا أيها المؤمنون- نعمة الله التي أنعمها عليكم بهدايته إياكم إلى الإسلام وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ يعنى: وعهده الذي عاهدكم به حين بايعتم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلّم على السمع والطاعة له في المنشط والمكره، والعسر واليسر، إذ قلتم سمعنا ما قلت لنا وأخذت علينا من المواثيق، وأطعناك فيما أمرتنا ونهيتنا عنه.. فأوفوا- أيها المؤمنون- بميثاقه الذي واثقكم به ونعمته التي أنعم عليكم بها يوف لكم بما ضمن لكم الوفاء به، من إتمام نعمته عليكم، وبإدخالكم جنته، وإنعامكم بالخلود في دار كرامته وإنقاذكم من عذابه وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من قول من قال المراد بالميثاق ما أخذ عليهم في صلب آدم، لأن الله بعد أن ذكر المؤمنين بميثاقه الذي واثقهم به، ذكر بعد ذلك أهل التوراة بالميثاق الذي أخذه الله عليهم في قوله: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ منبها بذلك المؤمنين على مواضع حظوظهم من الوفاء لله بما عاهدهم عليه، ويعرفهم سوء عاقبة أهل الكتاب في تضييعهم ما ضيعوا من ميثاقه وبعد أن ذكر الله- تعالى- المؤمنين بنعمته عليهم وبميثاقه الذي واثقهم به وأمرهم بالوفاء بما كلفهم به ختم- سبحانه- الآية بأمرهم بخشيته والخوف منه قال: وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.
أى: اشكروا الله- أيها المؤمنون- على نعمته، وكونوا أوفياء بعهودكم واتقوا الله وراقبوه في كل ما تأتون وما تذرون، وصونوا أنفسكم عن كل ما يكرهه لكم، فإنه- سبحانه- عليم علما تاما بخفيات الأمور الكامنة في الصدور. وبكل ما يظهره الإنسان ويبطنه، وسيحاسبكم يوم القيامة على أعمالكم، فيجازى المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته و (ذات الصدور) هي الأمور المستقرة في الصدور، فهي بالنسبة للصدور كالصاحب بالنسبة لصاحبه الذي يلازمه ولا يفارقه. ومثلوا لها بالنيات والاعتقادات وسائر الأمور القلبية.
والجملة الكريمة إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ تعليل لقوله وَاتَّقُوا اللَّهَ وكرر- سبحانه- اسمه الجليل لإشعار المؤمنين برقابته التامة عليهم. واطلاعه على أحوالهم المختلفة، وأعمالهم المتنوعة وللإشارة إلى أنه إذا كان- سبحانه- يعلم خفيات الأمور، فمن باب أولى يعلم جلياتها.
وبعد أن أمر الله- تعالى- عباده المؤمنين بالوفاء بمواثيقه، أتبع ذلك بأمرهم بالتزام الحق في كل أقوالهم وأعمالهم، وذكرهم بما أفاء عليهم من نعم فقال- سبحانه-:
- البغوى : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
قوله تعالى : ( واذكروا نعمة الله عليكم ) يعني النعم كلها ، ( وميثاقه الذي واثقكم به ) عهده الذي عاهدكم به أيها المؤمنون ، ( إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) وذلك حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا ، وهو قول أكثر المفسرين ، وقال مجاهد ومقاتل : يعني الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام ، ( واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب من خير وشر .
- ابن كثير : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
يقول تعالى مذكرا عباده المؤمنين نعمته عليهم في شرعه لهم هذا الدين العظيم ، وإرساله إليهم هذا الرسول الكريم ، وما أخذ عليهم من العهد والميثاق في مبايعته على متابعته ومناصرته ومؤازرته ، والقيام بدينه وإبلاغه عنه وقبوله منه ، فقال [ تعالى ] ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) وهذه هي البيعة التي كانوا يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها عند إسلامهم ، كما قالوا : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله " ، وقال تعالى : ( وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين ) [ الحديد : 8 ] وقيل : هذا تذكار لليهود بما أخذ عليهم من المواثيق والعهود في متابعة محمد صلى الله عليه وسلم والانقياد لشرعه ، رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس . وقيل : هو تذكار بما أخذ تعالى من العهد على ذرية آدم حين استخرجهم من صلبه وأشهدهم على أنفسهم : ( ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) [ الأعراف : 172 ] قاله مجاهد ومقاتل بن حيان . والقول الأول أظهر ، وهو المحكي عن ابن عباس والسدي . واختاره ابن جرير .
ثم قال تعالى : ( واتقوا الله ) تأكيد وتحريض على مواظبة التقوى في كل حال .
ثم أعلمهم أنه يعلم ما يتخالج في الضمائر والسرائر من الأسرار والخواطر ، فقال : ( إن الله عليم بذات الصدور )
- القرطبى : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
قوله تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور
قوله تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به قيل : هو الميثاق الذي في قوله عز وجل : وإذ أخذ ربك من بني آدم ; قال مجاهد وغيره ، ونحن وإن لم نذكره فقد أخبرنا الصادق به ، فيجوز أن نؤمر بالوفاء به ، وقيل : هو خطاب لليهود بحفظ ما أخذ عليهم في التوراة ; والذي عليه الجمهور من المفسرين كابن عباس والسدي هو العهد والميثاق الذي جرى لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره إذ قالوا : سمعنا وأطعنا ، كما جرى ليلة العقبة وتحت الشجرة ، وأضافه تعالى إلى نفسه كما قال : إنما يبايعون الله فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم ، وأن يرحل إليهم هو وأصحابه ، وكان أول من بايعه البراء بن معرور ، وكان له في تلك الليلة المقام المحمود في التوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشد لعقد أمره ، وهو القائل : والذي بعثك بالحق لأمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر . الخبر المشهور في سيرة ابن إسحاق ، ويأتي ذكر بيعة الرضوان في موضعها ، وقد اتصل هذا بقوله تعالى : أوفوا بالعقود فوفوا بما قالوا ; جزاهم الله تعالى عن نبيهم وعن الإسلام خيرا ، ورضي الله عنهم وأرضاهم . واتقوا الله أي : في مخالفته إنه عالم بكل شيء .
- الطبرى : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
القول في تأويل قوله عز ذكره : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك: (182) واذكروا نعمة الله عليكم أيها المؤمنون، بالعقود التي عقدتموها لله على أنفسكم، واذكروا نعمته عليكم في ذلك بأن هداكم من العقود لما فيه الرضا، ووفقكم لما فيه نجاتكم من الضلالة والرَّدَى في نِعم غيرها جَمّة. كما:-
11550 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " واذكروا نعمة الله عليكم " قال، النعم: آلاءُ الله.
11551 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
* * *
وأما قوله: " وميثاقه الذي واثقكم به " فإنه يعني: واذكروا أيضا أيها المؤمنون، في نعم الله التي أنعم عليكم=" ميثاقه الذي واثقكم به "، وهو عهده الذي عاهدكم به. (183)
* * *
واختلف أهل التأويل في"
الميثاق " الذي ذكر الله في هذه الآية، أيَّ مواثيقه عَنى؟فقال بعضهم: عنى به ميثاقَ الله الذي واثقَ به المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة له فيما أحبّو وكرهوا، والعمل بكل ما أمرهم الله به ورسوله.
ذكر من قال ذلك:
11552 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: "
واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا " الآية، يعني: حيث بعث الله النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأنـزل عليه الكتاب، (184) فقالوا: "آمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالكتاب، (185) وأقررنا بما في التوراة "، فذكّرهم الله ميثاقَه الذي أقروا به على أنفسهم، وأمرهم بالوفاء به.11553 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا "، فإنه أخذ ميثاقنا فقلنا: سمعنا وأطعنا على الإيمان والإقرار به وبرسوله.* * *
وقال آخرون: بل عنى به جلّ ثناؤه: ميثاقه الذي أخذ على عباده حين أخرجهم من صُلب آدم صلى الله عليه وسلم، وأشهدهم على أنفسهم: ألستُ بربكم؟ فقالوا: بلى شهدنا.
ذكر من قال ذلك:
11554 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "
وميثاقه الذي واثقكم به " قال: الذي واثق به بني آدم في ظهر آدم.11555 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
* * *
ثال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك: قولُ ابن عباس، وهو أن معناه: "
واذكروا " أيها المؤمنون=" نعمة الله عليكم " التي أنعمها عليكم بهدايته إياكم للإسلام=" وميثاقه الذي واثقكم به "، يعني: وعهده الذي عاهدكم به حين بايعتم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة له في المنشَط والمكرَه، والعُسر واليُسر=" إذ قلتم سمعنا " ما قلت لنا، وأخذت علينا من المواثيق وأطعناك فيما أمرتنا به ونهيتنا عنه، وأنعم عليكم أيضا بتوفيقكم لقبول ذلك منه بقولكم له: " سمعنا وأطعنا "، يقول: ففُوا لله، أيها المؤمنون بميثاقه الذي واثقكم به، ونعمته التي أنعم عليكم في ذلك بإقراركم على أنفسكم بالسمع له والطاعة فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، يَفِ لكم بما ضمن لكم الوفاءَ به إذا أنتم وفيتم له بميثاقه، من إتمام نعمته عليكم، وبإدخالكم جنته وإنعامكم بالخلود في دار كرامته، وإنقاذكم من عقابه وأليم عذابه.وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من قول من قال: "
عنى به الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم صلوات الله عليه "، لأن الله جل ثناؤه ذكرَ بعقب تذكرة المؤمنين ميثاقَه الذي واثقهم به، ميثاقَه الذي واثق به أهل التوراة= بعد ما أنـزل كتابه على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم فيما أمرهم به ونهاهم= فيها، (186) فقال: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ، الآيات بعدها [سورة المائدة: 12]= مُنبِّهًا بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد على مواضع حظوظهم من الوفاء لله بما عاهدهم عليه= ومعرِّفَهم سوء عاقبة أهل الكتاب في تضييعهم ما ضيعوا من ميثاقه الذي واثقهم به في أمره ونهيه، وتعزير أنبيائه ورسله= زاجرًا لهم عن نكث عهودهم، فيُحلّ بهم ما أحلَّ بالناكثين عهوده من أهل الكتاب قبلهم.فكان= إذْ كان الذي ذكرهم فوعظهم به ونهاهم عن أن يركبوا من الفعل مثلَه، ميثاقَ قوم أخذ ميثاقهم بعد إرسال الرسول إليهم وإنـزال الكتاب عليهم (187) واجبًا أن يكون الحال التي أخذ فيها الميثاق والموعوظين نظيرَ حال الذين وعظوا بهم. وإذا كان ذلك كذلك، كان بيِّنًا صحة ما قلنا في ذلك وفسادُ خلافه.
* * *
وأما قوله: "
واتقوا الله إنّ الله عليم بذات الصدور "، فإنه وعيد من الله جل اسمه للمؤمنين كانوا برسوله صلى الله عليه وسلم من أصحابه (188) وتهدُّدًا لهم أن ينقضوا ميثاق الله الذي واثقهم به في رسوله (189) وعهدهم الذي عاهدوه فيه= بأن يضمروا له خِلاف ما أبدوا له بألسنتهم. (190) .يقول لهم جل ثناؤه: واتقوا الله، أيها المؤمنون، فخافوه أن تبدِّلوا عهده وتنقضوا ميثاقه الذي واثقكم به، أو تخالفوا ما ضمنتم له بقولكم: "
سمعنا وأطعنا "، بأن تضمروا له غير الوفاء بذلك في أنفسكم، فإن الله مطلع على ضمائر صدوركم (191) وعالم بما تخفيه نفوسكم لا يخفى عليه شيء من ذلك، فيُحّل بكم من عقوبته ما لا قبل لكم به، كالذي حلَّ بمن قبلكم من اليهود من المسخ وصنوف النّقم، وتصيروا في معادِكم إلى سخط الله وأليم عقابه.----------------
الهوامش :
(182) في المطبوعة والمخطوطة: "
يعني جل ثناؤه بقوله" ، والسياق يقتضي ما أثبت.(183) انظر تفسير"
الميثاق" فيما سلف 9: 363 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.(184) "
حيث" هنا ، استعملت في موضع"حين". وقد قال الأصمعي: "ومما تخطئ فيه العامة والخاصة ، باب"حين" و"حيث" ، غلط فيه العلماء ، مثل أبي عبيدة وسيبويه".وقال أبو حاتم: "رأيت في كتاب سيبويه أشياء كثيرة ، يجعل حين: حيث" ، وكذلك في كتاب أبي عبيدة بخطه. قال أبو حاتم: واعلم أن"حين" و"حيث" ظرفان ، فحين ظرف للزمان ، وحيث ظرف للمكان ، ولكل واحد منهما حد لا يجاوزه ، والأكثر من الناس جعلوهما معا: حيث".ثم انظر مقالة الأخفش أن"حيث" ظرف للزمان ، في الخزانة 3: 162. والأمر يحتاج إلى زيادة بحث. ليس هذا موضعه.
(185) في المطبوعة: "بالنبي والكتاب" وأثبت ما في المخطوطة.
(186) قوله: "فيها" ، أي في التوراة ، والسياق: "ميثاقه الذي واثق به أهل التوراة.. فيها".
(187) سياق هذه العبارة: "فكان.. واجبا أن يكون الحال.." ، وأما الجملة التي بينهما فهي معترضة ، فمن أجل ذلك وضعتها بين خطين.
(188) في المطبوعة: ".. للمؤمنين الذين أطافوا برسوله" ، غير ما في المخطوطة ، وهو صواب محض وعربي عريق ، وضع مكان"كانوا": "الذي أطافوا".
(189) في المطبوعة: "وتهديدا لهم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب محض.
(190) قوله: "بأن يضمروا.." متعلق"أن ينقضوا ميثاق الله.." ، بأن يضمروا.
(191) انظر تفسير"ذات الصدور" فيما سلف 7: 155 ، 325.
- ابن عاشور : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
عطف على جملة { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } [ المائدة : 6 ] الآية الواقعة تذييلاً لقوله : { يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } [ المائدة : 6 ] الآية .
والكلام مرتبط بما افتتحت به السورة من قوله : { أوفوا بالعقود } لأنّ في التذكير بالنعمة تعريضاً بالحثّ على الوفاء .
ذكّرهم بنعم مضت تذكيراً يقصد منه الحثّ على الشكر وعلى الوفاء بالعهود ، والمراد من النّعمة جنسها لا نعمة معيّنة ، وهي ما في الإسلام من العزّ والتمكين في الأرض وذهاب أحوال الجاهلية وصلاح أحوال الأمّة .
والميثاق : العهد ، وواثق : عاهد . وأطلق فعل وَاثق على معنى الميثاق الّذي أعطاه المسلمون ، وعلى وعد الله لهم ما وعدهم على الوفاء بعهدهم . ففي صيغة { واثقكم } استعمال اللّفظ في حقيقته ومجازه .
و { إذ } اسم زمان عُرّف هنا بالإضافة إلى قول معلوم عند المخاطبين .
والمسلمون عاهدوا الله في زمن الرّسول صلى الله عليه وسلم عدّة عهود : أوّلها عهد الإسلام كما تقدّم في صدر هذه السورة . ومنها عهد المسلمين عندما يلاقون الرّسول عليه الصلاة والسلام وهو البيعة أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصونه في معروف ، وهو عين العهد الذي ذكره القرآن في سورة الممتحنة عند ذكر بيعة النساء المؤمنات ، كما ورد في الصّحيح أنّه كان يبايع المؤمنين على مثل ذلك ، ومنها بيعة الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحجّ سنة ثلاث عشرة من البعثة قبل الهجرة . وكانوا ثلاثة وسبعين رجلاً التقَوا برسول الله بعد الموسم في العقبة ومعهم العبّاس بن عبد المطلب ، فبايعوا على أن يمنعوا رسول الله كما يمنعون نساءهم وأبناءهم ، وعلى أنّهم يأوونه إذا هاجر إليهم . وقد تقدّم هذه البيعةَ بيعتان إحداهما سنة إحدى عشرة من البعثة ، بايعة نَفَر من الخزرج في موسم الحجّ . والثّانية سنة اثنتي عشرة من البعثة ، بايع اثنا عشر رجلاً من الخزرج في موسم الحجّ بالعقبة ليبلّغوا الإسلام إلى قومهم . ومن المواثيق ميثاق بيعة الرضوان في الحديبية تحت الشجرة سنة ستّ من الهجرة ، وفي كلّ ذلك واثقوا على السمع والطاعة في المنشط والمَكْرَه .
ومعنى { سمعنا وأطعنا } الاعتراف بالتّبليغ ، والاعتراف بأنّهم سمعوا ما طُلب منهم العهد عليه . فالسمع أريد به العلم بما واثقوا عليه ، ويجوز أن يكون { سمعنا } مجازاً في الامتثال ، { وأطعنا } تأكيداً له . وهذا من استعمال سَمِع ، ومنه قولهم : بايَعوا على السمع والطّاعة . وقال النّابغة يذكر حالة من لدغته حيّة فأخذوا يرقونه :
تَنَاذَرَهَا الرّاقُون من سُوء سمعها ... أي من سوء طاعتها للرقية ، أي عدم نجاح الرقية في سمّها . وعقّب ذلك بالأمر بالتّقوى؛ لأنّ النعمة تستحقّ أن يشكر مُسديها . وشكر الله تَقواه .
وجملة { إنّ الله عليم بذات الصدور } تذييل للتحذير من إضمار المعاصي ومن توهّم أنّ الله لا يعلم إلاّ ما يبدو منهم . وحرف ( إنّ ) أفاد أنّ الجملة علّة لما قبلها على الأسلوب المقرّر في البلاغة في قول بشّار :
إنّ ذاك النجَاح في التبكير
- إعراب القرآن : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
«وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» فعل أمر وفاعل ومفعول به والفعل تعلق به الجار والمجرور واللّه لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مستأنفة «وَمِيثاقَهُ» عطف على نعمة «الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ» به متعلقان بواثقكم واسم الموصول في محل نصب صفة ميثاق «إِذْ قُلْتُمْ» إذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالفعل واثقكم وجملة «قُلْتُمْ»
- English - Sahih International : And remember the favor of Allah upon you and His covenant with which He bound you when you said "We hear and we obey"; and fear Allah Indeed Allah is Knowing of that within the breasts
- English - Tafheem -Maududi : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(5:7) Remember Allah's favour upon you *28 and His covenant which He made with you when you said: 'We have heard and we obey.' So do fear Allah. Allah has full knowledge even of that which is hidden in the breasts of people.
- Français - Hamidullah : Et rappelez-vous le bienfait d'Allah sur vous ainsi que l'alliance qu'Il a conclue avec vous quand vous avez dit Nous avons entendu et nous avons obéi Et craignez Allah Car Allah connaît parfaitement le contenu des cœurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und gedenkt Allahs Gunst an euch und des Abkommens das Er mit euch getroffen hat als ihr sagtet "Wir hören und gehorchen" Und fürchtet Allah Gewiß Allah weiß über das Innerste der Brüste Bescheid
- Spanish - Cortes : Recordad la gracia que Alá os dispensó y el pacto que concluyó con vosotros cuando dijisteis Oímos y obedecemos ¡Temed a Alá Alá sabe bien lo que encierran los pechos
- Português - El Hayek : E recordaivos das mercês de Deus para convosco e da promessa que recebeu de vós quando dissestes Escutamos eobedecemos Temei pois a Deus porque Ele bem conhece as intimidades dos corações
- Россию - Кулиев : Помните о милости Аллаха к вам и завете который Он заключил с вами когда вы сказали Слушаем и повинуемся Бойтесь Аллаха ведь Аллаху известно о том что в груди
- Кулиев -ас-Саади : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
Помните о милости Аллаха к вам и завете, который Он заключил с вами, когда вы сказали: «Слушаем и повинуемся». Бойтесь Аллаха, ведь Аллаху известно о том, что в груди.Всевышний приказал Своим рабам поминать сердцем и устами духовные и мирские блага, которыми Он одарил их. Если человек постоянно помнит о них, то это побуждает его благодарить и любить Всевышнего и переполняет его сердце осознанием Его добродетели. Благодаря этому он приобретает духовное богатство, избавляется от самодовольства и удостаивается еще большей милости Господа. Всевышний также приказал помнить о завете, который Он заключил с верующими, то есть обещании, которое они дали Ему. Это не означает того, что они произнесли это обещание устами. Суть его заключается в том, что, уверовав в Аллаха и Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует, они взяли на себя обязательство повиноваться им. Они сказали: «Господи! Мы услышали то, к чему Ты нас призываешь. Мы услышали коранические аяты и познали знамения, которые разбросаны по Вселенной. Мы вняли им так, что осознали их смысл и покорились. Мы повинуемся Твоим приказам и не нарушаем Твоих запретов. Мы выполняем все предписания религии - и душой, и телом». Правоверные всегда помнят о том обещании, которое они дали Аллаху, и стремятся выполнять Божьи веления самым совершенным образом, не делая никаких упущений. Им велено бояться Аллаха, поскольку Ему известно обо всех мыслях, тайнах и помыслах, которые таятся в сердцах людей. Пусть же они остерегаются того, что Аллах обнаружит в их сердцах то, чем Он останется недоволен, и пусть они остерегаются поступков, которые могут вызвать Его гнев. Они должны отстраивать свои сердца благодаря познанию Аллаха, любви к Нему и доброму отношению к Его рабам, ибо если им удастся добиться этого, то Ему непременно станет известно о том, что их сердца преисполнены праведности. Тогда Он простит им прегрешения и приумножит их праведные поступки.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'ın size olan nimetini ve "İşittik itaat ettik" dediğinizde sizi andına bağladığı sözünü anın Allah'tan sakının Allah içinizde olanı elbette bilir
- Italiano - Piccardo : Ricordate i benefici che Allah vi ha concessi e il Patto che stringeste con Lui quando diceste “Abbiamo sentito e obbediamo” Temete Allah Egli conosce quello che è nei cuori
- كوردى - برهان محمد أمين : یادی نازو نیعمهتی خوا بکهنهوه لهسهرتان ههروهها ئهو پهیمانهش که پێویسته ئێوه پابهندی بن له بیرتان نهچێت که وتوتانه گوێرایهڵ و ملکهچ و فهرمانبهردارین کهواته ئیتر ههمیشه و بهردهوام له خوا بترسن و پارێزکار بن چونکه خوا زانایه بهنهێنی دڵ و دهروونهکان
- اردو - جالندربرى : اور خدا نے جو تم پر احسان کئے ہیں ان کو یاد کرو اور اس عہد کو بھی جس کا تم سے قول لیا تھا یعنی جب تم نے کہا تھا کہ ہم نے خدا کا حکم سن لیا اور قبول کیا۔ اور الله سے ڈرو۔ کچھ شک نہیں کہ خدا دلوں کی باتوں تک سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : I sjetite se Allahove milosti kojom vas je obasuo i zavjeta kojim vas je obavezao kad ste rekli "Slušamo i pokoravamo se" I bojte se Allaha jer Allah zna svačije misli
- Swedish - Bernström : Minns Guds välgärningar mot er och att Han knöt er till Sig med Sitt förbund och att ni svarade "Vi hör och vi lyder" Och frukta Gud Gud vet vad som rör sig i människans innersta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah karunia Allah kepadamu dan perjanjianNya yang telah diikatNya dengan kamu ketika kamu mengatakan "Kami dengar dan kami taati" Dan bertakwalah kepada Allah sesungguhnya Allah Mengetahui isi hatimu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(Dan ingatlah olehmu karunia Allah kepadamu) maksudnya agama Islam (dan perjanjian-Nya yang telah diikat erat-Nya denganmu) artinya yang telah diperbuat-Nya denganmu (ketika kamu mengatakan) kepada Nabi saw. sewaktu baiat kepadanya (Kami dengar dan kami taati) mengenai apa juga yang engkau suruh atau pun larang, baik yang kami sukai maupun yang kami benci (dan bertakwalah kamu kepada Allah) jangan sampai melanggar perjanjian itu (Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui isi hati) yakni apa yang terdapat di dalamnya apa lagi yang terdapat di luarnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা আল্লাহর নেয়ামতের কথা স্মরণ কর যা তোমাদের প্রতি অবতীর্ণ হয়েছে এবং ঐ অঙ্গীকারকেও যা তোমাদের কাছ থেকে নিয়েছেন যখন তোমরা বলেছিলেঃ আমরা শুনলাম এবং মেনে নিলাম। আল্লাহকে ভয় কর। নিশ্চয়ই আল্লাহ অন্তরের বিষয় সম্পর্কে পুরোপুরি খবর রাখেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் உங்கள் மீதுள்ள அல்லாஹ்வின் அருளையும் அவன் உங்களிடம் வாக்குறுதி வாங்கிய பொழுது நீங்கள் அதை உறுதிப்படுத்தி "நாங்கள் செவி மடுத்தோம் நாங்கள் உனக்கு வழிப்பட்டோம்" என்று நீங்கள் கூறியதையும் நினைவு கூறுங்கள்; அல்லாஹ்வுக்கு அஞ்சுங்கள்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் உங்கள் இருதயங்களிலுள்ள இரகசியங்களை யெல்லாம் நன்கறிந்தவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงรำลึกถึงความกรุณาเมตตาของอัลลอฮ์ที่มีต่อพวกเจ้า และสัญญาของพระองค์ที่ได้ทรงกระทำมันไว้แก่พวกเจ้า ขณะที่พวกเจ้ากล่าวว่า พวกเราได้ยินแล้ว และพวกเราเชื่อฟังแล้ว และพึงยำเกรงอัลลอฮ์เถิด แท้จริงอัลลอฮ์นั้นทรงรอบรู้ถึงสิ่งที่อยู่ในทรวงอก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳнинг сизга берган неъматини ва сиздан олган аҳдини эсланг Ўзингиз Эшитдик ва итоат қилдик дегансиза Ва Аллоҳга тақво қилинг Албатта Аллоҳ кўкраклардаги нарсани ҳам билгувчи зотдир Инсонга Аллоҳ берган неъматларнинг саноғига етиб бўлмаслигини бу неъматларнинг шукрини ҳам адо эта олмаслигимизни яхши биламиз Аммо Аллоҳнинг бизга берган неъматлари ичида энг улуғи иймон–Ислом неъмати эканини тушуниб етмоғимиз лозим Бу улкан неъматнинг шукри унга амал қилиш билан бўлишини ҳам тушунмоғимиз керак Оятда келаётган мийсоқ–аҳднома эса Аллоҳнинг амрига итоат қилиш аҳдномаси эди Бандалар ўзлари иймон келтириб мўминмусулмон бўлганларида эшитдик ва итоат қиламиз деб аҳд беришган эди Энди аҳкомлар келди Уни тинглаб ўргансинлар ва итоат қилсинлар Тақводор бўлсинлар Чунки Аллоҳга иймонсиз итоатсиз ва тақвосиз ҳаётнинг мазмуни бўлмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 你们当铭记真主所赐你们的恩典 和他与你们所缔的盟约; 当时 你们曾说 我们听从了。你们当敬畏真主。真主确是全知心事的。
- Melayu - Basmeih : Dan kenanglah nikmat Allah yang telah dikurniakanNya kepada kamu serta ingatlah perjanjianNya yang telah diikatNya dengan kamu ketika kamu berkata "Kami dengar dan kami taat akan perintahperintah Allah dan RasulNya" Dan bertaqwalah kamu kepada Allah kerana sesungguhnya Allah Maha Mengetahui akan segala isi hati yang ada di dalam dada
- Somali - Abduh : Xusuusta Nicmada Eebe iyo Ballankiisa uu idin kula Ballamay markaad Dhahdeen waan maqalay waana adeecnay kana Dhawrsada Eebe ILIeen ILaahay waa Ogyahay waxa Laabta ku Sugane
- Hausa - Gumi : Kuma ku tuna ni'imar Allah akanku da alkawarinku wanda Ya ɗaure ku da shi a lõkacin da kuka ce "Mun ji kuma mun yi ɗã'a Kuma ku bi Allah da taƙawa Lalle ne Allah Masani ne ga abin da ke a cikin zukata"
- Swahili - Al-Barwani : Na kumbukeni neema ya Mwenyezi Mungu iliyo juu yenu na ahadi yake aliyo fungamana nanyi mlipo sema Tumesikia na tumet'ii Na mcheni Mwenyezi Mungu Hakika Mwenyezi Mungu ni Mjuzi sana wa yaliyomo vifuani
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtonie dhuntinë e Perëndisë dhe obligimin me të cilin u ka obliguar Ai juve kur thatë “Dëgjuam dhe u bindëm” Druajuni Perëndisë Se Perëndia di ç’keni në zemrat tuaja
- فارسى - آیتی : نعمتى را كه خدا به شما داده است، و پيمانى را كه با شما بسته است، بدان هنگام كه گفتيد شنيديم و فرمانبردارى كرديم، ياد آوريد. و از خداى بترسيد كه خدا به آنچه در دلها مىگذرد آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Неъматеро, ки Худо ба шумо додааст ва паймонеро, ки ба шумо бастааст, ба он ҳангом, ки гуфтед, шунидем ва фармонбардорӣ кардем, ёд оваред. Ва аз Худо битарсед, ки Худо ба он чӣ дар дилҳо мегузарад, огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۆمىنلەر!) اﷲ نىڭ سىلەرگە بەرگەن (ئۇلۇغ) نېمىتىنى ۋە سىلەر بىلەن قىلغان مۇئاھىدىسىنى ئەسلەڭلار، ئەينى زاماندا سىلەر: «ئاڭلىدۇق ۋە ئىتائەت قىلدۇق» دېگەن ئىدىڭلار، اﷲ تىن قورقۇڭلار (يەنى اﷲ قا بەرگەن ئەھدىنى بۇزۇشتىن ساقلىنىڭلار). اﷲ ھەقىقەتەن (بەندىلىرىنىڭ) دىللىرىدىكى سىرلىرىنى بىلگۈچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്കേകിയ അനുഗ്രഹങ്ങള് ഓര്ക്കുക. അവന് നിങ്ങളോട് കരുത്തുറ്റ കരാര് വാങ്ങിയ കാര്യവും. അഥവാ, “ഞങ്ങള് കേള്ക്കുകയും അനുസരിക്കുകയും ചെയ്തിരിക്കുന്നു” വെന്ന് നിങ്ങള് പറഞ്ഞ കാര്യം. നിങ്ങള് അല്ലാഹുവെ സൂക്ഷിക്കുക. തീര്ച്ചയായും അല്ലാഹു മനസ്സുകളിലുള്ളതൊക്കെയും നന്നായറിയുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكروا نعمه الله عليكم فيما شرعه لكم واذكروا عهده الذي اخذه تعالى عليكم من الايمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعه لهما واتقوا الله فيما امركم به ونهاكم عنه ان الله عليم بما تسرونه في نفوسكم
*28). The 'favour' mentioned here denotes illuminating the Straight Way, and entrusting to the believers the task of guidance and leadership of the whole world.