- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍۢ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٍۢ وَلَا نَذِيرٍۢ ۖ فَقَدْ جَآءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ۖ فقد جاءكم بشير ونذير ۗ والله على كل شيء قدير
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها اليهود والنصارى قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، يُبيِّن لكم الحق والهدى بعد مُدَّة من الزمن بين إرساله بإرسال عيسى ابن مريم؛ لئلا تقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فلا عُذرَ لكم بعد إرساله إليكم، فقد جاءكم من الله رسولٌ يبشِّر مَن آمن به، ويُنذِز مَن عصاه. والله على كل شيء قدير من عقاب العاصي وثواب المطيع.
- السعدى : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يدعو تبارك وتعالى أهل الكتاب -بسبب ما من عليهم من كتابه- أن يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويشكروا الله تعالى الذي أرسله إليهم على حين { فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ } وشدة حاجة إليه. وهذا مما يدعو إلى الإيمان به، وأنه يبين لهم جميع المطالب الإلهية والأحكام الشرعية. وقد قطع الله بذلك حجتهم، لئلا يقولوا: { مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها، ومن قدرته أن أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأنه يثيب من أطاعهم ويعاقب من عصاهم.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قال معاذ بن جبل، وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب لليهود: يا معشر اليهود، اتقوا الله وأسلموا، فو الله إنكم لتعلمون أنه رسول الله. لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه، وتصفونه لنا بصفته. فقال رافع بن حرملة ووهب بن يهوذا: ما قلنا هذا لكم، وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده، فأنزل الله في قولهما قوله: يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ الآية .
وقوله عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أى: على انقطاع من الرسل، إذ الفترة هي الزمن بين زمنين، ويكون فيها سكون عما يكون في هذين الزمنين.
قال الراغب: الفتور سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة. قال- تعالى- يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أى: سكون خال عن مجيء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقوله يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ أى لا يسكنون عن نشاطهم في العادة». فأصل الفتور: السكون والانقطاع. يقال فتر عن عمله إذا انقطع عما كان عليه من الجد والنشاط.
والمعنى: يا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، يا من أنزل الله- تعالى- الكتب السماوية على أنبيائكم لهدايتكم وسعادتكم، ها هو ذا رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم قد جاءكم لكي يبين لكم شرائع الدين، والطريق الحق الذي يوصلكم إلى السعادة الدينية والدنيوية، وذلك بعد انقطاع من الرسل، وطموس من السبل، وضلال في العقائد، وفساد في الأفكار والمعاملات.
قال الإمام ابن كثير ما ملخصه: قوله- تعالى-: عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أى: بعد مدة متطاولة ما بين إرساله صلّى الله عليه وسلّم وبين عيسى ابن مريم. وقد اختلفوا في مقدار هذه الفترة كم هي؟
فعن قتادة خمسمائة وستون سنة.
وكانت هذه الفترة بين عيسى ابن مريم- آخر أنبياء بنى إسرائيل- وبين محمد صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبيين من بنى آدم على الإطلاق، كما ثبت في «صحيح البخاري» عن أبى هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنا أولى الناس بابن مريم ليس بيني وبينه نبي» وهذا فيه رد على من زعم أنه بعث بعد عيسى نبي يقال له خالد بن سنان.
والمقصود من هذه الآية، أن الله- تعالى- بعث محمدا صلّى الله عليه وسلّم على فترة من الرسل، وطموس من السبل، وتغير الأديان، وكثرة عبّاد الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم.
وفي ندائه- سبحانه- لليهود والنصارى بقوله: يا أَهْلَ الْكِتابِ تنبيه لهم إلى أن مصاحبتهم للكتاب وكونهم أهل معرفة، يوجبان عليهم المبادرة إلى اتباع الرسول صلّى الله عليه وسلّم الذي بشرت بمبعثه كتبهم التي بين أيديهم، والذي يعرفون صدقه كما يعرفون أبناءهم. وإلا فسيكون عقابهم أشد إذا ما استمروا في كفرهم وضلالهم.
وعبر- سبحانه- بقوله: قَدْ جاءَكُمْ للإيذان بأنه صلّى الله عليه وسلّم قد أصبح بينهم، بحيث يشاهدهم ويشاهدونه، ويسمع منهم ويسمعون منه، وأنه قد صار من اللازم عليهم اتباعه، لأن الشواهد قد قامت على صدقه فيما يبلغه عن ربه.
وأضاف- سبحانه- الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى ذاته فقال: قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا لتشريفه صلّى الله عليه وسلّم وتكريمه، وللإشارة إلى قدسية هذه الرسالة وسمو منزلتها، وأنها لا تسوغ مخالفة من أتى بها، ولا يصح الخروج عن طاعته، لأنه رسول من عند الله- تعالى- الذي له الخلق والأمر.
ومفعول يُبَيِّنُ محذوف. أى: يبين لكم الشرائع والأحكام، وما أمرتم به، وما نهيتم عنه، وحذف هذا المفعول اعتمادا على ظهوره، إذ من المعلوم أن ما يبينه الرسول هو الشرائع والأحكام.
وقوله: عَلى فَتْرَةٍ متعلق بقوله جاءَكُمْ على الظرفية، وقوله: مِنَ الرُّسُلِ متعلق بمحذوف صفة لفترة. أى: قد جاءكم رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم على حين فتور من الإرسال وانقطاع الوحى، ومزيد الاحتياج إلى البيان.
والتعبير بقوله- تعالى- عَلى فَتْرَةٍ فيه معنى فوقيه الرسالة على الفترة، وعلوها عليها كعلوا البيان على الجهل، والنور على الظلمة، فمن الواجب عليهم أن يسارعوا إلى اتباع الرسول الذي جاءهم بالحق، وإلا كانوا ممن يرتضى لنفسه الانحدار من الأعلى إلى الأدنى، ومن العلم إلى الجهل، ومن الهدى إلى الضلال.
وقوله- تعالى-: أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ جملة تعليلية المقصود بها قطع معاذيرهم إذا احتجوا بالجهل وعدم معرفتهم لأوامر الله ونواهيه.
والمراد بالبشير: المبشر الذي يبشر أهل الحق والطاعة بالخير والسعادة.
والمراد بالنذير: المنذر الذي ينذر أهل الباطل والضلال بسوء المصير.
والمعنى: لقد جاءكم يا معشر أهل الكتاب رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم يبين لكم شرائع الله بعد فترة متطاولة من انقطاع الرسل، لكي لا تقولوا على سبيل المعذرة يوم الحساب، ما جاءنا من بشير يبشرنا بالخير عند الطاعة، ولا نذير ينذرنا بسوء العاقبة عند المعصية.
ومِنَ في قوله مِنْ بَشِيرٍ لتأكيد نفى المجيء.
والتنكير في قوله: بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ للتقليل، أى: ما جاءنا أى بشير ولو كان صغيرا، وما جاءنا أى نذير ولو كان ضئيلا.
وهنا يسوق الله- تعالى- ما يبطل معاذيرهم، بإثبات أن البشير والنذير قد جاءهم فقال- تعالى-: فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ.
والفاء هنا للافصاح عن كلام مقدر قبلها. والتقدير. لا تعتذروا بقولكم ما جاءنا من بشير ولا نذير، فقد جاءكم رسولنا الذي يبشركم بالخير إن آمنتم وينذركم بسوء المصير إذا ما بقيتم على كفركم. والتنكير هنا في قوله: بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ للتعظيم من شأن الرسول صلّى الله عليه وسلم الذي هو خاتم النبيين، والذي أرسله الله- تعالى- رحمة للعالمين.
وقوله: بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وإن كانا وصفين للرسول صلّى الله عليه وسلم إلا أن ثانيهما قد عطف على أولهما لتغايرهما في المعنى، لأن التبشير عمل يختلف عن الإنذار، وكلاهما من وظائف النبوة.
وقوله- تعالى- وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تذييل قصد به شمول قدرة الله وأنه- سبحانه- لا يعجزه شيء. أى: والله على كل شيء قدير، فلا يعجزه أن يرسل رسله تترى، كما لا يعجزه أيضا أن يرسلهم على فترات متباعدة.
وبذلك نرى الآية الكريمة قد بينت سمو الرسالة المحمدية وعظمتها، وأنها جاءت والناس في أشد الحاجة إليها، وأنه لا عذر لأهل الكتاب في عدم الاستجابة لها بعد أن بلغتهم، وبشرتهم بالخير إن آمنوا وأطاعوا، وبالعذاب الأليم إن استمروا على كفرهم وضلالهم.
وبعد أن بين- سبحانه- جانبا من رذائل أهل الكتاب، ومن أقوالهم الباطلة في حق الرسول الذي أرسله الله- تعالى- لهدايتهم وسعادتهم وإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
بعد كل ذلك ساق- سبحانه- جانبا مما حدث بين موسى- عليه السلام- وبين قومه بنى إسرائيل، ومما لقيه منهم من سفاهة وجبن وتخاذل وعصيان. إذ في ذلك تسلية للرسول صلّى الله عليه وسلم عما شاهده منهم من عناد وجحود. استمع إلى القرآن وهو يحكى بعض قصص بنى إسرائيل مع نبيهم موسى فيقول:
- البغوى : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا ) محمد صلى الله عليه وسلم ، ( يبين لكم ) أعلام الهدى وشرائع الدين ، ( على فترة من الرسل ) أي انقطاع من الرسل .
واختلفوا في مدة الفترة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ، قال أبو عثمان النهدي : ستمائة سنة ، وقال قتادة : خمسمائة وستون سنة ، وقال معمر والكلبي ، خمسمائة وأربعون سنة وسميت فترة لأن الرسل كانت تترى بعد موسى عليه السلام من غير انقطاع إلى زمن عيسى عليه السلام ، ولم يكن بعد عيسى عليه السلام سوى رسولنا صلى الله عليه وسلم . ( أن تقولوا ) كيلا تقولوا ، ( ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير )
- ابن كثير : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يقول تعالى مخاطبا أهل الكتاب من اليهود والنصارى : إنه قد أرسل إليهم رسوله محمدا خاتم النبيين ، الذي لا نبي بعده ولا رسول بل هو المعقب لجميعهم ; ولهذا قال : ( على فترة من الرسل ) أي : بعد مدة متطاولة ما بين إرساله وعيسى ابن مريم .
وقد اختلفوا في مقدار هذه الفترة ، كم هي ؟ فقال أبو عثمان النهدي وقتادة - في رواية عنه - : كانت ستمائة سنة . ورواه البخاري عن سلمان الفارسي . وعن قتادة : خمسمائة وستون سنة ، وقال معمر عن بعض أصحابه : خمسمائة وأربعون سنة . وقال : الضحاك : أربعمائة وبضع وثلاثون سنة .
وذكر ابن عساكر في ترجمة عيسى عليه السلام عن الشعبي أنه قال : ومن رفع المسيح إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تسعمائة وثلاث وثلاثون سنة .
والمشهور هو الأول ، وهو أنه ستمائة سنة . ومنهم من يقول : ستمائة وعشرون سنة . ولا منافاة بينهما ، فإن القائل الأول أراد ستمائة سنة شمسية ، والآخر أراد قمرية ، وبين كل مائة سنة شمسية وبين القمرية نحو من ثلاث سنين ; ولهذا قال تعالى في قصة أصحاب الكهف : ( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) [ الكهف : 25 ] أي : قمرية ، لتكميل الثلاثمائة الشمسية التي كانت معلومة لأهل الكتاب . وكانت الفترة بين عيسى ابن مريم ، آخر أنبياء بني إسرائيل وبين محمد [ صلى الله عليه وسلم ] خاتم النبيين من بني آدم على الإطلاق ، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أولى الناس بابن مريم لأنه لا نبي بيني وبينه هذا فيه رد على من زعم أنه بعث بعد عيسى [ عليه السلام ] نبي ، يقال له : خالد بن سنان كما حكاه القضاعي وغيره .
والمقصود أن الله [ تعالى ] بعث محمدا صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ، وطموس من السبل ، وتغير الأديان ، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان ، فكانت النعمة به أتم النعم ، والحاجة إليه أمر عمم ، فإن الفساد كان قد عم جميع البلاد ، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد ، إلا قليلا من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين ، من بعض أحبار اليهود وعباد النصارى والصابئين ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا هشام ، حدثنا قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته : "
وإن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا : كل مال نحلته عبادي حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ، ثم إن الله ، عز وجل ، نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عجمهم وعربهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب وقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه نائما ويقظان ، ثم إن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت : يا رب ، إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة ، فقال : استخرجهم كما استخرجوك ، واغزهم نغزك ، وأنفق عليهم فسننفق عليك ، وابعث جندا نبعث خمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك ، وأهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل عفيف فقير متصدق ، وأهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له ، الذين هم فيكم تبعا أو تبعاء - شك يحيى - لا يبتغون أهلا ولا مالا ، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك " ، وذكر البخيل أو الكذب ، " والشنظير : الفاحش " .ثم رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي من غير وجه ، عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير . وفي رواية سعيد عن قتادة التصريح بسماع قتادة هذا الحديث من مطرف . وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده : أن قتادة لم يسمعه من مطرف وإنما سمعه من أربعة ، عنه . ثم رواه هو عن روح عن عوف عن حكيم الأثرم عن الحسن قال : حدثني مطرف عن عياض بن حمار فذكره . و [ كذا ] رواه النسائي من حديث غندر عن عوف الأعرابي به .
والمقصود من إيراد هذا الحديث قوله : "
وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم إلا بقايا من بني إسرائيل " . وفي لفظ مسلم : " من أهل الكتاب " . وكان الدين قد التبس على أهل الأرض كلهم ، حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، فهدى الخلائق ، وأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور ، وتركهم على المحجة البيضاء ، والشريعة الغراء ; ولهذا قال تعالى : ( أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ) أي : لئلا تحتجوا وتقولوا - : يا أيها الذين بدلوا دينهم وغيروه - ما جاءنا من رسول يبشر بالخير وينذر من الشر ، فقد جاءكم بشير ونذير ، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ( والله على كل شيء قدير )قال ابن جرير : معناه : إني قادر على عقاب من عصاني ، وثواب من أطاعني .
- القرطبى : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
قوله تعالى : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير
قوله تعالى : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يعني محمدا صلى الله عليه وسلم . يبين لكم انقطاع حجتهم حتى لا يقولوا غدا ما جاءنا رسول . على فترة من الرسل أي : سكون ; يقال فتر الشيء سكن ، وقيل : على فترة على انقطاع ما بين النبيين ; عن أبي علي وجماعة أهل العلم ، حكاه الرماني ; قال : والأصل فيها انقطاع العمل عما كان عليه من الجد فيه ، من قولهم : فتر عن عمله وفترته عنه ، ومنه فتر الماء إذا انقطع عما كان من السخونة إلى البرد . وامرأة فاترة الطرف أي : منقطعة عن حدة النظر ، وفتور البدن كفتور الماء ، والفتر ما بين السبابة والإبهام إذا فتحتهما ، والمعنى ; أي : مضت للرسل مدة قبله ، واختلف في قدر مدة تلك الفترة ; فذكر محمد بن سعد في كتاب " الطبقات " عن ابن عباس قال : كان بين موسى بن عمران وعيسى ابن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ، ولم يكن بينهما فترة ، وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم . وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة ، بعث في أولها ثلاثة أنبياء ; وهو قوله تعالى : إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث والذي عزز به " شمعون " وكان من الحواريين ، وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولا أربعمائة سنة وأربعا وثلاثين سنة ، وذكر الكلبي أن بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة سنة وتسع وستون ، وبينهما أربعة أنبياء ; واحد من العرب من بني عبس وهو خالد بن سنان . قال القشيري : ومثل هذا مما لا يعلم إلا بخبر صدق . وقال قتادة : كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام ستمائة سنة ; وقاله مقاتل والضحاك ووهب بن منبه ، إلا أن وهبا زاد عشرين سنة ، وعن الضحاك أيضا أربعمائة وبضع وثلاثون سنة ، وذكر ابن سعد عن عكرمة قال : بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام . قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمرو بن واقد الأسلمي عن غير واحد قالوا : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ، وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ، وبين إبراهيم وموسى بن عمران عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ; فهذا ما بين آدم ومحمد عليهما السلام من القرون والسنين . والله أعلم . أن تقولوا أي : لئلا أو كراهية أن تقولوا ; فهو في موضع نصب . ما جاءنا من بشير أي : مبشر . ولا نذير أي : منذر ، ويجوز من بشير ولا نذير على الموضع . قال ابن عباس : قال معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب لليهود ; يا معشر يهود اتقوا الله ، فوالله إنكم لتعلمون أن محمدا رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه بصفته ; فقالوا : ما أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بعده من بشير ولا نذير ; فنزلت الآية . والله على كل شيء قدير على إرسال من شاء من خلقه . وقيل : قدير على إنجاز ما بشر به وأنذر منه .
- الطبرى : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
القول في تأويل قوله عز ذكره : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " يا أهل الكتاب "، اليهودَ الذين كانوا بين ظهرانَيْ مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نـزلت هذه الآية. وذلك أنهم= أو: بعضهم، فيما ذكر= لما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان به وبما جاءهم به من عند الله، قالوا: ما بعثَ الله من نبيّ بعد موسى، ولا أنـزل بعد التوراة كتابًا!
11616 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال: قال معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب لليهود: يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله! لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مَبعثه، وتصفونه لنا بصفته! فقال رافع بن حُرَيملة ووهب بن يهودا (17) ما قلنا هذا لكم، وما أنـزل الله من كتاب بعد موسى، ولا أرسل بشيرًا ولا نذيرًا بعده! (18) فأنـزل الله عز وجل في [ذلك من] قولهما (19) " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشيرٌ ونذيرٌ والله على كل شيء قدير ". (20)
* * *
ويعني بقوله جل ثناؤه: " قد جاءكم رسولنا "، قد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم رسولنا=" يبين لكم "، يقول: يعرفكم الحقَّ، ويوضح لكم أعلام الهدى، ويرشدكم إلى دين الله المرتضى، (21) كما:-
11617 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "
قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل "، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بالفرقان الذي فرَق الله به بين الحق والباطل، فيه بيان الله ونوره وهداه، وعصمةٌ لمن أخذ به.* * *
="
على فترة من الرسل "، يقول: على انقطاع من الرسل= و " الفترة " في هذا الموضع الانقطاع= يقول: قد جاءكم رسولنا يبين لكم الحق والهدى، على انقطاع من الرسل.* * *
و "
الفترة "" الفعلة " من قول القائل: " فتر هذا الأمر يفتُر فُتورًا "، وذلك إذا هدأ وسكن. وكذلك " الفترة " في هذا الموضع، معناها: السكون، يراد به سكون مجيء الرسل، وذلك انقطاعها.* * *
ثم اختلف أهل التأويل في قدر مدة تلك الفترة، فاختلف في الرواية في ذلك عن قتادة. فروى معمر عنه ما:-
11618 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: " على فترة من الرسل " قال: كان بين عيسى ومحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خمسمائة وستون سنة.
* * *
وروى سعيد بن أبي عروبة عنه ما:-
11619 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كانت الفترة بين عيسى ومحمّدٍ صلى الله عليهما، ذكر لنا أنها كانت ستمائة سنة، أو ما شاء من ذلك، والله أعلم. (22)
11620 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو سفيان، عن معمر، عن أصحابه قوله: " قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل "، قال: كان بين عيسى ومحمد صلى لله عليهما خمسمائة سنة وأربعون سنة= قال معمر، قال قتادة: خمسمائة سنة وستون سنة.
* * *
وقال آخرون بما:-
11621 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: " على فترة من الرسل "، قال: كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما، أربعمائة سنة وبضعًا وثلاثين سنة.
ويعني بقوله: " أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير " أن لا تقولوا، وكي لا تقولوا، كما قال جل ثناؤه: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [سورة النساء: 176]، بمعنى: أن لا تضلوا، وكي لا تضلوا.
* * *
فمعنى الكلام: قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل، كي لا تقولوا ما جاءَنا من بشير ولا نذير. يعلمهم عز ذكره أنه قد قطَع عذرهم برسوله صلى الله عليه وسلم، وأبلغ إليهم في الحجة. (23)
ويعني بـ" البشير "، المبشر من أطاع الله وآمن به وبرسوله، وعمل بما آتاه من عند الله، بعظيم ثوابه في آخرته (24) = وبـ" النذير "، المنذر من عصاه وكذّب رسولَه صلى الله عليه وسلم وعمل بغير ما أتاه من عند الله من أمره ونهيه، بما لا قبل له به من أليم عقابه في معاده، وشديد عذابه في قِيامته.
* * *
القول في تأويل قوله عز ذكره : فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لهؤلاء اليهود الذين وصفنا صفتهم: قد أعذرنا إليكم، واحتججنا عليكم برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إليكم، وأرسلناه إليكم ليبيّن لكم ما أشكل عليكم من أمر دينكم، كيلا تقولوا: " لم يأتنا من عندك رسولٌ يبيِّن لنا ما نحن عليه من الضلالة "، فقد جاءكم من عندي رسول يبشر من آمن بي وعمل بما أمرته وانتهى عما نهيته عنه، وينذر من عصاني وخالف أمري، وأنا القادر على كل شيء، أقدر على عقاب من عصاني، وثواب من أطاعني، فاتقوا عقابي على معصيتكم إياي وتكذيبكم رسولي، واطلبوا ثوابي على طاعتكم إياي وتصديقكم بشيري ونذيري، فإني أنا الذي لا يعجزه شيء أرادَه، ولا يفوته شيء طلبه. (25)
-------------------
الهوامش :
(17) في المطبوعة: "رافع بن حرملة" ، وفي المخطوطة: "نافع بن حرملة" ، وأثبت ما في سيرة ابن هشام.
(18) في المخطوطة: "ولا أرسل بشيرًا ونذيرًا" ، والصواب ما في المطبوعة كما في سيرة ابن هشام.
(19) الزيادة بين القوسين من سيرة ابن هشام.
(20) سيرة ابن هشام 2: 212 ، وهو تابع الأثر السالف رقم: 11613.
(21) انظر تفسير"التبيين" فيما سلف من فهارس اللغة ، مادة (بين).
(22) كان في المطبوعة: "وما شاء الله" بالواو ، وفي المطبوعة والمخطوطة: "الله أعلم" بغير واو. والصواب ما أثبت.
(23) انظر ما سلف 9: 445 ، 446.
(24) وانظر تفسير"البشارة" فيما سلف 9: 318 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(25) انظر تفسير"قدير" فيما سلف من فهارس اللغة.
- ابن عاشور : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
كَرّر الله موعظتهم ودعوتَهم بعد أن بيّن لهم فسادَ عقائدهم وغرورَ أنفسهم بياناً لا يدع للمنصف متمسَّكاً بتلك الضلالات ، كما وعظهم ودعَاهُم آنفاً بمثل هذا عقّب بيان نقضهم المواثيق . فموقع هذه الآية تكرير لموقع قوله : { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون من الكتاب } [ المائدة : 15 ] الآيات ، إلاّ أنّه ذكر الرسولَ صلى الله عليه وسلم هنا بوصف مجيئه على فترة من الرسل ليذكِّرهم بأنّ كتبهم مصرّحة بمجيء رسول عقب رسلهم ، وليريهم أنّ مجيئه لم يكن بِدعاً من الرسل إذ كانوا يَجيئون على فِتَر بينهم . وذُكِر الرسول هنالك بوصف تبيينه ما يخفونه من الكتاب لأنّ ما ذُكر قبلَ الموعظة هنا قد دلّ على مساواة الرسل في البشرية ومساواة الأمم في الحاجة إلى الرسالة ، وما ذكر قبلَ الموعظة هنالك إنّما كان إنباء بأسرار كتبهم وما يخفون عِلمه عن النّاس لما فيه من مساويهم وسوء سمعتهم . وحذف مفعول { يبيّن } لظهور أنّ المراد بيان الشريعة . فالكلام خطاب لأهل الكتاب يتنزّل منزلة تأكيد لِجملة { يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون } [ المائدة : 15 ] ، فلذلك فصلت .
وقوله : { على فَترة من الرسل } حال من ضمير { يبيّن لكم } ، فهو ظرف مستقرّ ، ويجوز أن يكون ظرفاً لغواً متعلّقاً ب { جاءكم } . ويجوز تعلّقه بفعل { يبيّن } لأنّ البيان انقطع في مدّة الفترة .
و ( على ) للاستعلاء المجازي بمعنى ( بَعْد ) لأنّ المستعليَ يستقرّ بعد استقرار ما يستعلي هو فوقه ، فشبّه استقراره بعده باستعلائه عليه ، فاستعير له الحرف الدال على الاستعلاء .
والفترة : انقطاع عمل مّا . وحرف ( مِن ) في قوله : { مِن الرسل } للابتداء ، أي فترة من الزمن ابتداؤها مدّة وجود الرسل ، أي أيام إرسال الرسل .
والمجيء مستعار لأمر الرسول بتبليغ الدّين ، فكما سمّي الرسول رسولاً سمّى تبليغه مجيئاً تشبيهاً بمجيء المُرسَل من أحَدٍ إلى آخر .
والمراد بالرسل رُسل أهل الكتاب المتعاقبين من عهد موسى إلى المسيح ، أو أريد المسيح خاصّة . والفترة بين البعثة وبين رفع المسيح ، كانت نحو خمسمائة وثمانين سنة . وأمّا غيرُ أهل الكتاب فقد جاءتهم رسل مثل خالد بن سنان وحنظلة بن صفوان .
و { أن تقولوا } تعليل لقوله : { قد جاءكم } لبيان بعض الحِكَم من بعثة الرسول ، وهي قطع معذرة أهل الكتاب عند مؤاخذتهم في الآخرة ، أو تقريعهم في الدّنيا على ما غيّروا من شرائعهم ، لئلاّ يكون من معاذيرهم أنّهم اعتادوا تعاقب الرسل لإرشادهم وتجديد الدّيانة ، فلعلّهم أن يعتذروا بأنّهم لمّا مضت عليهم فترة بدون إرسال رسول لم يتّجه عليهم ملام فيما أهملوا من شرعهم وأنّهم لو جاءهم رسول لاهتدَوا . فالمعنى أن تقولوا : ما جاءنا رسول في الفترة بعد موسى أو بعد عيسى . وليس المراد أن يقولوا : ما جاءنا رسول إلينا أصلاً ، فإنّهم لا يدّعون ذلك ، وكيف وقد جاءهم موسى وعيسى .
فكان قوله : { أنّ تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير } تعليلاً لمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ، ومتعلّقاً بفعل { ما جَاءنا } . ووجب تقدير لام التّعليل قبل ( أنْ ) وهو تقدير يقتضيه المعنى . ومثل هذا التقدير كثير في حذف حرف الجرّ قبل ( أنْ ) حذفاً مطّرداً ، والمقام يعيّن الحرف المحذوف؛ فالمحذوف هنا حرف اللام .
ويُشكل معنى الآية بأنّ علّة إرسال الرسول إليهم هي انتفاءُ أن يقولوا { ما جاءنا من بشير ولا نذير } لا إثباتُه كما هو واضح ، فلماذا لم يُقَل : أن لا تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذر ، وقد جاء في القرآن نظائر لهذه الآية ، وفي شعر العرب كقول عمرو بن كلثوم :
فعجّلنا القِرى أنْ تَشْتُمُونا ... أراد أن لا تشتمونا . فاختلف النحْويون في تقدير ما به يتقوّم المعنى في الآيات وغيرها : فذهب البصريون إلى تقدير اسم يناسب أن يكون مفعولاً لأجله لفعل { جاءكم } ، وقدّروه : ( كراهية أن تقولوا ) ، وعليه درج صاحب «الكشّاف» ومتابعوه من جمهور المفسّرين؛ وذهب الكوفيون إلى تقدير حرف نفي محذوف بعد ( أنْ ) ، والتقدير : أنْ لا تقولوا ، ودرج عليه بعض المفسّرين مثل البَغوي؛ فيكون من إيجاز الحذف اعتماداً على قرينة السياق والمقام . وزعم ابن هشام في «مغني اللبيب» أنّه تعسّف ، وذكر أنّ بعض النحويين زعم أنّ من معاني ( أنْ ) أن تكون بمعنى ( لَئِلاّ ) .
وعندي : أنّ الذي ألجأ النحويين والمفسّرين لهذا التأويل هو البناء على أنّ ( أنْ ) تُخلِّصُ المضارع للاستقبال فتقتضي أنّ قول أهل الكتاب : ما جاءنا بشير ولا نذير غير حاصل في حال نزول الآية ، وأنه مقدّر حصوله في المستقبل . ويظهر أنّ إفادة ( أنْ ) تخليص المضارع للمستقبل إفادة أكْثريَّة وليست بمطّردة ، وقد ذهب إلى ذلك أبو حيّان وذكر أنّ أبا بكر الباقلاني ذهب إليه ، بل قد تفيد ( أن ) مجرد المصدرية كقوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم } [ البقرة : 183 ] ، وقول امرىء القيس :
فإمَّا تَرَيْني لا أغمّض ساعة ... مِن الليل إلاّ أن أكبّ وأنْعَسَا
فإنّه لا يريد أنّه ينعس في المستقبل . وأنّ صَرْفَها عن إفادة الاستقبال يعتمد على القرائن ، فيكون المعنى هنا أنّ أهل الكتاب قد قالوا هذا العذر لمن يلومهم مثل الّذين اتّبعوا الحنيفية ، كأمية بن أبي الصلت وزيدِ بن عمرو بن نُفيل ، أو قاله اليهود لنصارى العرب .
وقوله : { فقد جاءكم بشير ونذير } الفاء فيه للفصيحة ، وقد ظهر حسن موقعها بما قرّرتُ به معنى التعليل ، أي لأن قلتم ذلك فقد بطل قولكم إذ قد جاءكم بشير ونذير . ونظير هذا قول عباس بن الأحنف :
قالوا خراسانُ أقصى ما يُراد بنا ... ثم القُفُول فقد جئْنا خُراسانا
- إعراب القرآن : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
«يا أَهْلَ الْكِتابِ» تقدمت في الآية «15» «عَلى فَتْرَةٍ» متعلقان بجاءكم «مِنَ الرُّسُلِ» متعلقان بمحذوف صفة فترة «أَنْ تَقُولُوا» المصدر المؤول من أن والفعل مفعول لأجله على تقدير حذف المضاف إليه أي : كراهة قولكم أو في محل جر بحرف الجر لئلا تقولوا «ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ» جاء فعل ماض ونا مفعوله وما نافية ومن حرف جر زائد وبشير اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل والجملة مقول القول. «وَلا نَذِيرٍ» عطف «فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ» فعل ماض ومفعول به وفاعل والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم مقدر أي : إذا ادعيتم ذلك فقد جاءكم بشير. والفاء هي الفصيحة «وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» الجار والمجرور متعلقان بالخبر قدير والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : O People of the Scripture there has come to you Our Messenger to make clear to you [the religion] after a period [of suspension] of messengers lest you say "There came not to us any bringer of good tidings or a warner" But there has come to you a bringer of good tidings and a warner And Allah is over all things competent
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(5:19) People of the Book! After a long interlude during which no Messengers have appeared there has come to you Our Messenger to elucidate the teaching of the true faith lest you say: 'No bearer of glad tidings and no warner has come to us.' For now there indeed has come to you a bearer of glad tidings and a warner, Allah is All-Power-ful. *41
- Français - Hamidullah : O gens du Livre Notre Messager Muhammad est venu pour vous éclairer après une interruption des messagers afin que vous ne disiez pas Il ne nous est venu ni annonciateur ni avertisseur Voilà certes que vous est venu un annonciateur et un avertisseur Et Allah est Omnipotent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O Leute der Schrift Unser Gesandter ist nunmehr zu euch gekommen um euch nach einer Unterbrechungszeit in der Reihe der Gesandten Klarheit zu geben damit ihr nicht etwa sagt "Zu uns ist kein Frohbote und kein Warner gekommen" Nun ist ja ein Frohbote und ein Warner zu euch gekommen Und Allah hat zu allem die Macht
- Spanish - Cortes : ¡Gente de la Escritura Nuestro Enviado ha venido a vosotros para instruiros después de una interrupción de enviados no sea que dijerais No ha venido a nosotros ningún nuncio de buenas nuevas ni monitor alguno Así pues sí que ha venido a vosotros un nuncio de buenas nuevas y un monitor Alá es omnipotente
- Português - El Hayek : Ó adeptos do Livro foivos apresentado o Nosso Mensageiro para preencher a lacuna na série dos mensageiros a fimde que não digais Não nos chegou alvissareiro nem admoestador algum Sim já vos chegou um alvissareiro e admoestador porque Deus é Onipotente
- Россию - Кулиев : О люди Писания После периода когда не было посланников к вам явился Наш Посланник давая вам разъяснения дабы вы не говорили К нам не приходил добрый вестник и предостерегающий увещеватель Добрый вестник и предостерегающий увещеватель уже явился к вам Аллах способен на всякую вещь
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
О люди Писания! После периода, когда не было посланников, к вам явился Наш посланник, давая вам разъяснения, дабы вы не говорили: «К нам не приходил добрый вестник и предостерегающий увещеватель». Добрый вестник и предостерегающий увещеватель уже явился к вам. Аллах способен на всякую вещь.Всеблагой и Всевышний Аллах оказал людям Писания милость, когда ниспослал им Священное Писание. Он призвал их уверовать в Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, и быть благодарными Ему за то, что Он отправил к ним Своего посланника после периода, когда к человечеству не приходили посланники и когда люди испытывали в них острую нужду. Это обстоятельство обязывает людей уверовать в посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, который разъяснил им божественный замысел и религиозные предписания. Аллах довел истину до сведения рабов, дабы они не говорили, что к ним не приходил добрый вестник и предостерегающий увещеватель. К ним явился добрый вестник и увещеватель, который обрадовал их вестью о вознаграждении в этом мире и после смерти, разъяснил им деяния, благодаря которым можно заслужить награду, описал им качества праведников, предупредил их о наказании в мирской и будущей жизнях, предостерег и от деяний, обрекающих людей на страдания, и описал качества грешников. Аллах властен над всякой вещью. Все творения подвластны Ему, хотят они того или нет, поскольку Он обладает могуществом, которому ничто не может воспротивиться. Благодаря нему Аллах отправил посланников и ниспослал Писания, и благодаря нему Он вознаграждает тех, кто подчиняется посланникам, и карает тех, кто ослушается их.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey Kitap ehli Peygamberlerin arası kesildiğinde "Bize müjdeci ve uyarıcı gelmedi" dersiniz diye size açıkça anlatacak peygamberimiz geldi Şüphesiz O size müjdeci ve uyarıcı olarak gelmiştir Allah her şeye Kadir'dir
- Italiano - Piccardo : O gente della Scrittura il Nostro Messaggero vi è giunto dopo un'interruzione [nella successione] dei Profeti affinché non diciate “Non ci è giunto nunzio né ammonitore” Ecco che vi è giunto un nunzio e un ammonitore Allah è onnipotente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی خاوهنانی کتێب بێگومان پێغهمبهرمان محمد صلی الله علیه وسلم هاتووه بۆ لاتان تا ههموو شتێکتان بۆ ڕوون بکاتهوه دوای ئهوهی که ماوهیهک بوو هیچ پێغهمبهرێکمان ڕهوانه نهکردبوو نێوان له دایک بوونی عیسا و ناردنی محمد سهلامی خوایان لهسهر بێت زیاتر له شهش سهدهیه نهوهکو بڵێن کهسمان بۆ ڕهوانه نهکرا تا مژدهدهر بێت بهچاکان و ترسێنهربێت بۆ یاخیهکان ئهوهته بهڕاستی مژدهدهرو ترسێنهرتان بۆ هات ئیتر هیچ بیانوویهکتان نهماوه خوایش دهسهڵاتی بهسهر ههموو شتێکدا ههیه ئهگهر یاخی بن سزاتان دهدات
- اردو - جالندربرى : اے اہل کتاب پیغمبروں کے انے کا سلسلہ جو ایک عرصے تک منقطع رہا تو اب تمہارے پاس ہمارے پیغمبر ا گئے ہیں جو تم سے ہمارے احکام بیان کرتے ہیں تاکہ تم یہ نہ کہو کہ ہمارے پاس کوئی خوشخبری یا ڈر سنانے والا نہیں ایا سو اب تمہارے پاس خوشخبری اور ڈر سنانے والے ا گئے ہیں اور خدا ہر چیز پر قادر ہے
- Bosanski - Korkut : O sljedbenici Knjige došao vam je poslanik Naš – nakon što je neko vrijeme prekinuto slanje poslanika – da vam objasni da ne biste rekli "Nije nam dolazio ni onaj koji donosi radosne vijesti ni onaj koji opominje" Pa došao vam je eto onaj koji donosi radosne vijesti i koji opominje – A Allah sve može
- Swedish - Bernström : Efterföljare av äldre tiders uppenbarelser Efter ett avbrott i budbärarnas rad har Vårt Sändebud kommit till er för att klargöra [sanningen] för er så att ni inte skall kunna säga "Till oss har ingen budbärare kommit med ett hoppets budskap och ingen varnare" Nu har en förkunnare av ett glatt budskap om hopp och en varnare kommit till er; Gud har allt i Sin makt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai Ahli Kitab sesungguhnya telah datang kepada kamu Rasul Kami menjelaskan syari'at Kami kepadamu ketika terputus pengiriman rasulrasul agar kamu tidak mengatakan "Tidak ada datang kepada kami baik seorang pembawa berita gembira maupun seorang pemberi peringatan" Sesungguhnya telah datang kepadamu pembawa berita gembira dan pemberi peringatan Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(Hai Ahli Kitab! Sesungguhnya telah datang kepadamu rasul Kami) yakni Muhammad (menjelaskan kepada kamu) syariat-syariat agama (ketika terputusnya pengiriman rasul-rasul) karena antara dia dengan Isa tak seorang pun rasul yang diutus Allah sedangkan jarak masanya ialah 569 tahun (agar) tidak (kamu katakan) jika kamu disiksa nanti ("Tidak ada datang kepada kami) min sebagai tambahan (pembawa berita gembira dan tidak pula pembawa peringatan karena sesungguhnya telah datang kepadamu pembawa berita gembira maupun pembawa peringatan itu") sehingga tak ada kemaafan bagimu lagi! (Dan Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu) di antaranya menyiksamu jika kamu tidak taat dan patuh kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে আহলেকিতাবগণ তোমাদের কাছে আমার রসূল আগমণ করেছেন যিনি পয়গম্বরদের বিরতির পর তোমাদের কাছে পুঙ্খানুপুঙ্খ বর্ণনা করেনযাতে তোমরা একথা বলতে না পার যে আমাদের কাছে কোন সুসংবাদদাতা ও ভীতিপ্রদর্শক আগমন করে নি। অতএব তোমাদের কাছে সুসংবাদদাতা ও ভীতি প্রদর্শক আগমন করেননি। অতএব তোমাদের কাছে সুসংবাদদাতা ও ভয় প্রদর্শক এসে গেছেন। আল্লাহ সবকিছুর উপর শক্তিমান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : வேதமுடையவர்களே நிச்சயமாக ஈஸாவுக்குப்பின் இதுவரையிலும் தூதர்கள் வராது இடைப்பட்டிருந்த காலத்தில் "நன்மாராயங் கூறுபவரும் அச்சமூட்டி எச்சரிப்பவரும் ஆகிய எவரும் எங்களிடம் வரவே இல்லையே" என நீங்கள் கூறாதிருக்கும் பொருட்டு இப்பொழுது உங்களுக்கு மார்க்கத்தைத் தெளிவாக எடுத்துக்கூற நம் தூதர் உங்களிடம் வந்துள்ளார் எனவே நன்மாராயம் கூறுபவரும் அச்சமூட்டி எச்சரிப்பவரும் உங்களிடம் நிச்சயமாக வந்து விட்டார் இன்னும்; அல்லாஹ் எல்லாப் பொருட்கள் மீதும் வல்லமையுடையவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ได้รับคัมภีร์ทั้งหลาย แท้จริงร่อซูล ของเราได้มายังพวกเจ้าแล้ว โดยที่เขาจะได้ชี้แจงแก่พวกเจ้า ตามวาระสมัยที่ได้ว่างเว้นบรรดาร่อซูลมา ทั้งนี้เนื่องจากการที่พวกเจ้าจะกล่าวว่า มิได้มีผู้แจ้งข่าวดีคนใด และผู้ตักเตือนคนใดมายังพวกเรา แท้จริงได้มีผู้แจ้งข่าวดีและผู้ตักเตือนมายังพวกเจ้าแล้ว และอัลลอฮ์นั้นทรงเดชานุภาพเหนือทุกสิ่งทุกอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй аҳли китоблар Батаҳқиқ сизларга Пайғамбаримиз келди У сизларга Пайғамбарлардан бўш даврда динни баён қилади Бизга башорат бергувчи ҳам огоҳлантиргувчи ҳам келмаган демаслигингиз учун Бас батаҳқиқ сизларга башорат бергувчи ҳам огоҳлантиргувчи ҳам келди Ва Аллоҳ ҳар бир нарсага қодирдир Биз бўш давр деб таржима қилган сўз Қуръони Карим матнида фатратин дейилган Бу сўз луғатда сукунат бўшлик кесилиш ва заифлик маъноларини англатади Шариатда бир Пайғамбар билан иккинчисининг орасидаги Пайғамбарсиз ўтган вақтга фатиратун–бўш давр дейилади Маълумки Ийсо алайҳиссаломнинг Пайғамбарликларидан сўнг Муҳаммад с а в келгунларига қадар орадан олти юз йил ўтган
- 中国语文 - Ma Jian : 信奉天经的人呀!在众天使(的统道)中断之后,我的使者确已来临你们,为你们阐明教义,以免你们将来说:没有任何报喜者和警告者来临我们。一个报喜者, 和警告者,确已来临你们了。真主对于万事是全能的。
- Melayu - Basmeih : Wahai Ahli Kitab Sesungguhnya telah datang kepada kamu Rasul kami Muhammad saw yang menerangkan kepada kamu akan syariat Islam ketika terputusnya kedatangan Rasulrasul yang diutus supaya kamu tidak berdalih dengan berkata pada hari kiamat "Tidak datang kepada kami seorang Rasul pun pembawa berita gembira dan juga pembawa amaran yang mengingatkan kami" Kerana sesungguhnya telah datang kepada kamu seorang rasul pembawa berita gembira dan juga pembawa amaran Dan ingatlah Allah Maha Kuasa atas tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Ehelu Kitaabow waxaa idiin Yimid Rasuulkanagii isagoo Idiin Caddayn Muddo kadib rasuulada inaydaan dhihin nooma Imaan Bishaareeye iyo Dige Eebana wax kasta wuu karaa
- Hausa - Gumi : Yã Mutãnen Littãfi Lalle ManzonMu yã je muku yanã bayyana muku a kan lõkacin fatara daga manzanni dõmin kada ku ce "wani mai bayar da bushãra bai zo mana ba kuma haka wani mai gargaɗi bai zo ba" To haƙĩƙa mai bãyar da bushãra da mai gargaɗi sunje muku Kuma Allah ne a kan dukkan kõme Mai ĩkon yi
- Swahili - Al-Barwani : Enyi Watu wa Kitabu Bila ya shaka amekujilieni Mtume wetu akikubainishieni katika wakati usio kuwa na Mitume msije mkasema Hakufika kwetu mbashiri wala mwonyaji Basi amekujieni mbashiri na mwonyaji Na Mwenyezi Mungu anao uweza wa kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O ithtarë të Librit – juve ju ka ardhur Pejgamberi Ynë shpjeguesi juaj mu në kohë të ndërprerjes së dërgimit të pejgamberëve për të mos thënë ju kur të dënoheni se nuk na ka ardhur ndonjë sihariques e as ndonjë paralajmërues Por ja ju erdhi juve sihariquesi dhe paralajmëruesi Se Perëndia është i Plotëfuqishëm për çdo gjë
- فارسى - آیتی : اى اهل كتاب فرستاده ما در دورانى كه پيامبرانى نبودند مبعوث شد تا حق را بر شما آشكار كند و نگوييد كه مژدهدهنده و بيمدهندهاى بر ما مبعوث نشده است. اينك آن مژدهدهنده و بيمدهنده آمده است و خدا بر هر چيز تواناست.
- tajeki - Оятӣ : Эй аҳли китоб, фиристодаи Мо дар замоне, ки паёмбароне набуданд, фирпстода шуд, то ҳақро бар шумо ошкор кунад ва нагӯед, ки муждадиҳанда ва бимдиҳандае бар мо фиристода нашудааст. Инак, он муждадиҳанда ва бимдиҳанда омадааст ва Худо бар ҳар чиз тавоност!
- Uyghur - محمد صالح : ئى ئەھلى كىتاب! (يەنى يەھۇدىي ۋە ناسارالار) بىزگە (ساۋاب بىلەن) خۇش خەۋەر بەرگۈچى، (ئازابتىن) ئاگاھلاندۇرغۇچى كەلمىدى دېمەسلىكىڭلار ئۈچۈن، پەيغەمبەرلەر ئۈزۈلۈپ قالغان بىر زاماندا سىلەرگە (شەرىئەتنى ۋە ئۇنىڭ ئەھكاملىرىنى) بايان قىلىپ بېرىدىغان رەسۇلىمىز كەلدى، ھەقىقەتەن سىلەرگە خۇش خەۋەر بەرگۈچى ۋە ئاگاھلاندۇرغۇچى (يەنى مۇھەممەد ئەلەيھىسسالام) كەلدى (ئەمدى سىلەرگە ئۆزرە قالمىدى). اﷲ ھەر نەرسىگە قادىردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വേദക്കാരേ, ദൈവദൂതന്മാരുടെ വരവ് നിലച്ചുപോയ വേളയില് നമ്മുടെ ദൂതനിതാ കാര്യങ്ങള് വിശദീകരിച്ചുതരുന്നവനായി നിങ്ങളുടെ അടുത്ത് വന്നിരിക്കുന്നു. “ഞങ്ങളുടെ അടുത്ത് ശുഭവാര്ത്ത അറിയിക്കുന്നവനോ മുന്നറിയിപ്പുകാരനോ വന്നിട്ടില്ലല്ലോ” എന്ന് നിങ്ങള് പറയാതിരിക്കാനാണിത്. തീര്ച്ചയായും നിങ്ങള്ക്ക് സന്തോഷവാര്ത്ത അറിയിക്കുകയും മുന്നറിയിപ്പ് നല്കുകയും ചെയ്യുന്ന ദൂതനിതാ വന്നെത്തിയിരിക്കുന്നു. അല്ലാഹു എല്ലാ കാര്യങ്ങള്ക്കും കഴിവുറ്റവന് തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها اليهود والنصارى قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يبين لكم الحق والهدى بعد مده من الزمن بين ارساله بارسال عيسى ابن مريم لئلا تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فلا عذر لكم بعد ارساله اليكم فقد جاءكم من الله رسول يبشر من امن به وينذز من عصاه والله على كل شيء قدير من عقاب العاصي وثواب المطيع
*41). In the present context this sentence is extremely eloquent and subtle. It signifies that the same God who had sent warners and bearers of glad tidings to men in the past has now sent Muhammad (peace be on him) with the same task. At the same time it also means that they {should not treat the message of this warner and bearer of glad tidings lightly. They should bear in mind that if they disregard the injunctions of God, He can chastise them as He wills, for He is All-Powerful and All-Mighty.