- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه ۚ قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي ۖ فأصبح من النادمين
- عربى - التفسير الميسر : لما قتل قابيلُ أخاه لم يعرف ما يصنع بجسده، فأرسل الله غرابًا يحفر حفرةً في الأرض ليدفن فيها غرابًا مَيِّتًا؛ ليدل قابيل كيف يدفن جُثمان أخيه؟ فتعجَّب قابيل، وقال: أعجزتُ أن أصنع مثل صنيع هذا الغراب فأستُرَ عورة أخي؟ فدَفَنَ قابيل أخاه، فعاقبه الله بالندامة بعد أن رجع بالخسران.
- السعدى : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ } أي: يثيرها ليدفن غرابا آخر ميتا. { لِيُرِيَهُ } بذلك { كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ } أي: بدنه، لأن بدن الميت يكون عورة { فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } وهكذا عاقبة المعاصي الندامة والخسارة.
- الوسيط لطنطاوي : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
ثم حكى القرآن بعض ما حدث بعد قتل الأخ أخاه فقال: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ.
وقوله: فَبَعَثَ من البعث بمعنى الإرسال. وهو هنا مستعمل في الإلهام بالطير إلى ذلك المكان بحيث يراه قابيل.
والغراب: طائر معروف. قالوا: والحكمة في كونه المبعوث دون غيره من الطيور أو الحيوان، لأنه يتشاءم به في الفراق والاغتراب. أو لأن من عادة الغراب دفن الأشياء.
وقوله: يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ أى: ينبش التراب بمنقاره ورجليه بحيث يستخرجه من الأرض، ليعمل ما يشبه الحفرة.
والتعبير بالمضارع، للإشارة إلى أن البحث قد مكث وقتا، وكان مجال استمرار.
وقوله: لِيُرِيَهُ إما متعلق بقوله فَبَعَثَ فيكون الضمير في الفعل لله- تعالى- أو متعلق بقوله: يَبْحَثُ فيكون الضمير للغراب.
قال القرطبي: قال مجاهد: بعث الله غرابين فاقتتلا حتى قتل أحدهما الآخر ثم حفر فدفنه- فتعلم قابيل ذلك من الغراب- وكان ابن آدم هذا أول من قتل. وقيل إن الغراب بحث الأرض على طعمه- أى: أكله- ليخفيه إلى وقت الحاجة إليه، لأن عادة الغراب فعل ذلك، فتنبه قابيل بذلك على مواراة أخيه» .
«والسوءة» ما تسوء رؤيته من الجسد، والمراد بها هنا: جميع جسد الميت وقيل: المراد بها العورة، لأنها تسوء ناظرها. وخصت بالذكر مع أن المراد مواراة جميع الجسد للاهتمام بها، لأن سترها آكد.
وهذه الآية الكريمة مرتبطة بكلام يسبقها لم يذكره القرآن الكريم لفهمه من السياق.
والتقدير: أن القاتل بعد أن ارتكب جريمته. ورأى جثة أخيه أمامه ملقاة في العراء. تحير ماذا يفعل فيها حتى لا يتركها عرضة لنهش السباع والطيور. فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ أى:
يحفر وينبش بمنقاره ورجليه متعمقا فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ أى: ليعلم ذلك القاتل ويعرفه كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ أى: كيف يستر في التراب جسم أخيه بعد أن فارقته الحياة، وأصبح عرضة للتغير والتعفن.
وقوله- تعالى- قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي بيان لما اعترى هذا القاتل من تحسر وندم.
وكلمة يا وَيْلَتى أصلها: يا ويلتى. وهي كلمة جزع وتحسر. تستعمل عند وقوع المصيبة العظيمة كأن المتحسر ينادى ويلته ويطلب حضورها، بعد تنزيلها منزلة من ينادى. ولا يكون ذلك إلا في أشد الأحوال ألما، والويلة كالويل: ومعناهما الفضيحة والبلية والهلاك.
أى: قال القاتل لأخيه ظلما وحسدا بجزع وحسرة- بعد أن أرى غرابا يحفر حفرة ليدفن فيها شيئا- قال يا وَيْلَتى أى: يا فضحيتى وبليتى أقبلى فهذا وقتك، لأنى قد نزلت بي أسبابك.
وقوله: أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي أى: أضعفت عن الحيلة التي تجعلني مثل هذا الغراب فأستر جسد أخى في التراب كما دفن الغراب بمنقاره ورجليه في الأرض ما أراد دفنه؟! والاستفهام في أَعَجَزْتُ للتعجب من عدم اهتدائه إلى ما اهتدى إليه الغراب، مع أنه إنسان فيه عقل، والغراب طائر من أخس الطيور.
وقوله: فَأُوارِيَ معطوف على قوله: أَنْ أَكُونَ.
وقوله: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ، تذييل قصد به بيان ما أصاب قابيل بعد أن قتل أخاه عدوانا وحسدا، ولم يعرف كيف يستر جثته إلا من الغراب.
والندم: أسف الفاعل على فعل صدر منه.
قال الراغب: الندم والندامة التحسر من تغير رأى في أمر فائت. قال- تعالى-: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ. وأصله من منادمة الحزن له وملازمته إياه» .
والمعنى: فأصبح قابيل الذي قتل أخاه هابيل بغيا وحسدا من النادمين على ما اقترف من فواحش تدل على جهله، وبغيه، وتمكن الحقد من نفسه.
قال صاحب المنار: والندم الذي ندمه- قابيل- هو ما يعرض لكل إنسان عقب ما يصدر عنه من الخطأ في فعل إذا ظهر له أن فعله كان شرا له لا خيرا. وقد يكون الندم توبة إذا كان سببه الخوف من الله، والتألم من تعدى حدوده، وهذا هو المراد بحديث «الندم توبة» - رواه أحمد والبخاري في تاريخه والحاكم والبيهقي.
وأما الندم الطبيعي الذي أشرنا إليه فلا يعد وحده توبة. وفي حديث ابن مسعود في الصحيحين مرفوعا: «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم كفل- أى نصيب- من دمها لأنه أول من سن القتل» .
- البغوى : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ) فلما رأى قابيل ذلك قال : يا ويلتا ، كلمة تحسر فقيل لما رأى الدفن من الغراب أنه أكبر علما منه وأن ما فعله كان جهلا فندم وتحسر ( قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي ) أي : جيفته ، وقيل : عورته لأنه قد سلب ثيابه ، ( فأصبح من النادمين ) على حمله على عاتقه لا على قتله ، وقيل : على فراق أخيه ، وقيل : ندم لقلة النفع بقتله فإنه أسخط والديه ، وما انتفع بقتله شيئا ولم يكن ندمه على القتل وركوب الذنب .
قال عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب : لما قتل ابن آدم أخاه رجفت الأرض بما عليها سبعة أيام ثم شربت الأرض دمه كما يشرب الماء ، فناداه آدم أين أخوك هابيل؟ قال : ما أدري ما كنت عليه رقيبا ، فقال الله تعالى : إن دم أخيك ليناديني من الأرض ، فلم قتلت أخاك؟ قال : فأين دمه إن كنت قتلته؟ فحرم الله عز وجل على الأرض يومئذ أن تشرب دما بعده أبدا .
وقال مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : لما قتل قابيل هابيل وآدم عليه السلام بمكة اشتاك الشجر وتغيرت الأطعمة وحمضت الفواكه ، وأمر الماء واغبرت الأرض ، فقال آدم عليه السلام : قد حدث في الأرض حدث ، فأتى الهند فإذا قابيل قد قتل هابيل فأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر :
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي لون وطعم
وقل بشاشة الوجه الصبيح
وروي : المليح .
وروي عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قال إن آدم عليه السلام قال شعرا فقد كذب ، إن محمدا صلى الله عليه وسلم والأنبياء كلهم عليهم السلام في النهي عن الشعر سواء ، ولكن لما قتل قابيل هابيل رثاه آدم وهو سرياني ، فلما قال آدم مرثيته قال لشيث : يا بني إنك وصي احفظ هذا الكلام ليتوارث فيرق الناس عليه ، لم يزل ينقل حتى وصل إلى يعرب بن قحطان ، وكان يتكلم بالعربية والسريانية وهو أول من خط بالعربية ، وكان يقول الشعر فنظر في المرثية فرد المقدم إلى المؤخر والمؤخر إلى المقدم ، فوزنه شعرا وزاد فيه أبياتا منها :
وما لي لا أجود بسكب دمع وهابيل تضمنه الضريح
أرى طول الحياة علي غما فهل أنا من حياتي مستريح
فلما مضى من عمر آدم عليه السلام مائة وثلاثون سنة ، وذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين ولدت له حواء شيثا ، وتفسيره : هبة الله ، يعني إنه خلف من هابيل علمه الله تعالى ساعات الليل والنهار ، وعلمه عبادة الخلق في كل ساعة منها ، وأنزل عليه خمسين صحيفة فصار وصي آدم وولي عهده ، وأما قابيل فقيل له اذهب طريدا شريدا فزعا مرعوبا لا تأمن من تراه ، فأخذ بيد أخته أقليما وهرب بها إلى عدن من أرض اليمن ، فأتاه إبليس فقال له إنما أكلت النار قربان هابيل لأنه كان يعبد النار فانصب أنت نارا أيضا تكون لك ولعقبك ، فبنى بيتا للنار فهو أول من عبد النار ، وكان لا يمر به أحد إلا رماه ، فأقبل ابن له أعمى ومعه ابن له ، فقال ابنه : هذا أبوك قابيل ، فرمى الأعمى أباه فقتله ، فقال ابن الأعمى : قتلت أباك؟ فرفع يده فلطم ابنه ، فمات فقال الأعمى : ويل لي قتلت أبي برميتي وقتلت ابني بلطمتي .
وقال مجاهد : فعلقت إحدى رجلي قابيل إلى فخذها وساقها وعلقت من يومئذ إلى يوم القيامة ووجهه إلى الشمس ما دارت عليه ، في الصيف حظيرة من نار وفي الشتاء حظيرة من ثلج .
قال : واتخذ أولاد قابيل آلات اللهو من اليراع والطبول والمزامير والعيدان والطنابير ، وانهمكوا في اللهو وشرب الخمر وعبادة النار والزنا والفواحش حتى غرقهم الله بالطوفان أيام نوح عليه السلام ، وبقي نسل شيث .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل " .
- ابن كثير : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
وقوله تعالى : ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) قال السدي بإسناده المتقدم إلى الصحابة : لما مات الغلام تركه بالعراء ، ولا يعلم كيف يدفن ، فبعث الله غرابين أخوين ، فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ، فحفر له ثم حثى عليه . فلما رآه قال : ( قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي ) .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : جاء غراب إلى غراب ميت ، فبحث عليه من التراب حتى واراه ، فقال الذي قتل أخاه : ( قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي )
وقال الضحاك عن ابن عباس : مكث يحمل أخاه في جراب على عاتقه سنة ، حتى بعث الله الغرابين ، فرآهما يبحثان ، فقال : ( أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ) فدفن أخاه .
وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد : وكان يحمله على عاتقه مائة سنة ميتا ، لا يدري ما يصنع به يحمله ، ويضعه إلى الأرض حتى رأى الغراب يدفن الغراب ، فقال : ( يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم .
وقال عطية العوفي : لما قتله ندم . فضمه إليه حتى أروح ، وعكفت عليه الطيور والسباع تنتظر متى يرمي به فتأكله . رواه ابن جرير .
وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : لما قتله سقط في يديه ، ولم يدر كيف يواريه . وذلك أنه كان - فيما يزعمون - أول قتيل في بني آدم وأول ميت ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) قال : وزعم أهل التوراة أن قينا لما قتل أخاه هابيل قال له الله عز وجل : يا قين أين أخوك هابيل ؟ قال : قال : ما أدري ، ما كنت عليه رقيبا . فقال الله : إن صوت دم أخيك ليناديني من الأرض ، والآن أنت ملعون من الأرض التي فتحت فاها فبلعت دم أخيك من يدك ، فإن أنت عملت في الأرض ، فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فزعا تائها في الأرض .
وقوله : ( فأصبح من النادمين ) قال الحسن البصري : علاه الله بندامة بعد خسران .
فهذه أقوال المفسرين في هذه القصة ، وكلهم متفقون على أن هذين ابنا آدم لصلبه ، كما هو ظاهر القرآن ، وكما نطق به الحديث في قوله : " إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ; لأنه أول من سن القتل " . وهذا ظاهر جلي ، ولكن قال ابن جرير :
حدثنا ابن وكيع حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن - هو البصري - قال : كان الرجلان اللذان في القرآن ، اللذان قال الله : ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق ) من بني إسرائيل ولم يكونا ابني آدم لصلبه ، وإنما كان القربان في بني إسرائيل وكان آدم أول من مات . وهذا غريب جدا ، وفي إسناده نظر .
وقد قال عبد الرزاق عن معمر ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ابني آدم ، عليه السلام ، ضربا لهذه الأمة مثلا فخذوا بالخير منهما .
ورواه ابن المبارك عن عاصم الأحول عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلا فخذوا من خيرهم ودعوا الشر " .وكذا أرسل هذا الحديث بكر بن عبد الله المزني روى ذلك كله ابن جرير .
وقال سالم بن أبي الجعد : لما قتل ابن آدم أخاه ، مكث آدم مائة سنة حزينا لا يضحك ، ثم أتي فقيل له : حياك الله وبياك . أي : أضحكك .
رواه ابن جرير ثم قال : حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة عن غياث بن إبراهيم عن أبي إسحاق الهمداني قال : قال علي بن أبي طالب : لما قتل ابن آدم أخاه ، بكاه آدم فقال :
تغيرت البلاد ومن عليها فلون الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي لون وطعم
وقل بشاشة الوجه المليح
فأجيب آدم عليه السلام :
أبا هابيل قد قتلا جميعا وصار الحي كالميت الذبيح
وجاء بشرة قد كان منها على خوف فجاء بها يصيح
والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة ، كما ذكره مجاهد بن جبر أنه علقت ساقه بفخذه يوم قتله ، وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلا به . وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم [ أنه ] قال : "
ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة ، من البغي وقطيعة الرحم " . وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . - القرطبى : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
قوله تعالى : فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين
فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : فبعث الله غرابا يبحث في الأرض قال مجاهد : بعث الله غرابين فاقتتلا حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه ، وكان ابن آدم هذا أول من قتل ، وقيل : إن الغراب بحث الأرض على طعمه ليخفيه إلى وقت الحاجة إليه ; لأنه من عادة الغراب فعل ذلك ; فتنبه قابيل بذلك على مواراة أخيه . وروي أن قابيل لما قتل هابيل جعله في جراب ، ومشى به يحمله في عنقه مائة سنة ; قاله مجاهد ، وروى ابن القاسم عن مالك أنه حمله سنة واحدة ; وقاله ابن عباس ، وقيل : حتى أروح ولا يدري ما يصنع به إلى أن اقتدى بالغراب كما تقدم ، وفي الخبر عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : امتن الله على ابن آدم بثلاث بعد ثلاث بالريح بعد الروح فلولا أن الريح يقع بعد الروح ما دفن حميم حميما وبالدود في الجثة فلولا أن الدود يقع في الجثة لاكتنزتها الملوك وكانت خيرا لهم من الدراهم والدنانير وبالموت بعد الكبر وإن الرجل ليكبر حتى يمل نفسه ويمله أهله وولده وأقرباؤه فكان الموت أستر له ، وقال قوم : كان قابيل يعلم الدفن ، ولكن ترك أخاه بالعراء استخفافا به ، فبعث الله غرابا يبحث التراب على هابيل ليدفنه ، فقال عند ذلك : يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ، حيث رأى إكرام الله لهابيل بأن قيض له الغراب حتى واراه ، ولم يكن ذلك ندم توبة ، وقيل : إنما ندمه كان على فقده لا على قتله ، وإن كان فلم يكن موفيا شروطه . أو ندم ولم يستمر ندمه ; فقال ابن عباس : ولو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه ، ويقال : إن آدم وحواء أتيا قبره وبكيا أياما عليه . ثم إن قابيل كان على ذروة جبل فنطحه ثور فوقع إلى السفح وقد تفرقت عروقه . ويقال : دعا عليه آدم فانخسفت به الأرض ، ويقال : إن قابيل استوحش بعد قتل هابيل ولزم البرية ، وكان لا يقدر على ما يأكله إلا من الوحش ، فكان إذا ظفر به وقذه حتى يموت ثم يأكله . قال ابن عباس : فكانت الموقوذة حراما من لدن قابيل بن آدم ، وهو أول من يساق من الآدميين إلى النار ; وذلك قوله تعالى : ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس الآية ، فإبليس رأس الكافرين من الجن ، وقابيل رأس الخطيئة من الإنس ; على ما يأتي بيانه في " حم فصلت " إن شاء الله تعالى ، وقد قيل : إن الندم في ذلك الوقت لم يكن توبة ، والله بكل ذلك أعلم وأحكم ، وظاهر الآية أن هابيل هو أول ميت من بني آدم ; ولذلك جهلت سنة المواراة ; وكذلك حكى الطبري عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم بما في كتب الأوائل ، وقوله يبحث معناه يفتش التراب بمنقاره ويثيره . ومن هذا سميت سورة " براءة " البحوث ; لأنها فتشت عن المنافقين ; ومن ذلك قول الشاعر :
إن الناس غطوني تغطيت عنهم وإن بحثوني كان فيهم مباحث
وفي المثل : لا تكن كالباحث على الشفرة ; قال الشاعر :
فكانت كعنز السوء قامت برجلها إلى مدية مدفونة تستثيرها
الثانية : بعث الله الغراب حكمة ; ليرى ابن آدم كيفية المواراة ، وهو معنى قوله تعالى : ثم أماته فأقبره ، فصار فعل الغراب في المواراة سنة باقية في الخلق ، فرضا على جميع الناس على الكفاية ، من فعله منهم سقط فرضه عن الباقين . وأخص الناس به الأقربون الذين يلونه ، ثم الجيرة ، ثم سائر المسلمين ، وأما الكفار فقد روى أبو داود عن علي قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إن عمك الشيخ الضال قد مات ; قال : اذهب فوار أباك التراب ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتيني فذهبت فواريته وجئته فأمرني فاغتسلت ودعا لي .
الثالثة : ويستحب في القبر سعته وإحسانه ; لما رواه ابن ماجه عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احفروا وأوسعوا وأحسنوا ، وروي عن الأدرع السلمي قال : جئت ليلة أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ; فإذا رجل قراءته عالية ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله : هذا مراء ; قال : فمات بالمدينة ففرغوا من جهازه فحملوا نعشه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفقوا به رفق الله به إنه كان يحب الله ورسوله . قال : وحضر حفرته فقال : أوسعوا له وسع الله عليه فقال بعض أصحابه : يا رسول الله لقد حزنت عليه ؟ فقال : أجل إنه كان يحب الله ورسوله ; أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي سعيد . قال أبو عمر بن عبد البر : أدرع السلمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا ، وروى عنه سعيد بن أبي سعيد المقبري ; وأما هشام بن عامر بن أمية بن الحسحاس بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري ، كان يسمى في الجاهلية شهابا فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه هشاما ، واستشهد أبوه عامر يوم أحد . سكن هشام البصرة ومات بها ; ذكر هذا في كتاب الصحابة .
الرابعة : ثم قيل : اللحد أفضل من الشق ; فإنه الذي اختاره الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي كان بالمدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد ; فقالوا : أيهما جاء أولا عمل عمله ، فجاء الذي يلحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ; ذكره مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه ، وأخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك وعائشة رضي الله عنهما ، والرجلان هما أبو طلحة وأبو عبيدة ; وكان أبو طلحة يلحد وأبو عبيدة يشق ، واللحد هو أن يحفر في جانب القبر إن كانت تربة صلبة ، يوضع فيه الميت ثم يوضع عليه اللبن ثم يهال التراب ; قال سعد بن أبي وقاص في مرضه الذي هلك فيه : ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم . أخرجه مسلم . وروى ابن ماجه وغيره عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللحد لنا والشق لغيرنا .
الخامسة : روى ابن ماجه عن سعيد بن المسيب قال : حضرت ابن عمر في جنازة فلما وضعها في اللحد قال : بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخذ في تسوية [ اللبن على ] اللحد قال : اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر ، اللهم جاف الأرض عن جنبيها ، وصعد روحها ولقها منك رضوانا . قلت يا ابن عمر أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قلته برأيك ؟ قال : إني إذا لقادر على القول ! بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثا عليه من قبل رأسه ثلاثا .
فهذا ما تعلق في معنى الآية من الأحكام ، والأصل في يا ويلتى يا ويلتي ثم أبدل من الياء ألف ، وقرأ الحسن على الأصل بالياء ، والأول أفصح ; لأن حذف الياء في النداء أكثر ، وهي كلمة تدعو بها العرب عند الهلاك ; قاله سيبويه ، وقال الأصمعي : " ويل " بعد ، وقرأ الحسن : " أعجزت " بكسر الجيم . قال النحاس : وهي لغة شاذة ; إنما يقال عجزت المرأة إذا عظمت عجيزتها ، وعجزت عن الشيء عجزا ومعجزة ومعجزة ، والله أعلم .
- الطبرى : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
القول في تأويل قوله عز ذكره : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
قال أبو جعفر: وهذا أيضًا أحدُ الأدلة على أن القول في أمر ابني آدم بخلاف ما رواه عمرو، عن الحسن، (139) لأن الرجلين اللذين وصف الله صفتهما في هذه الآية، لو كانا من بني إسرائيل، لم يجهل القاتلُ دفنَ أخيه ومواراة سوأة أخيه، ولكنهما كانا من ولد آدم لصلبه، ولم يكن القاتلُ منهما أخاه عَلِم سنّة الله في عبادِهِ الموتى، (140) ولم يدر ما يصنع بأخيه المقتول. فذكر أنه كان يحمله على عاتقه حينًا حتى أراحت جيفته، (141) فأحب الله تعريفَه السنة في موتى خلقه، فقيَّض له الغرابين اللذين وصف صفتهما في كتابه.
* * *
ذكر الأخبار عن أهل التأويل بالذي كان من فعل القاتل من ابني آدم بأخيه المقتول، بعد قتله إياه.
11752 - حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا يحيى بن أبي روق الهمداني، عن أبيه، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: مكث يحمل أخاه في جِرابٍ على رقبته سنًة، حتى بعث الله جل وعز الغُرَابين، فرآهما يبحثان، فقال: " أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب "؟ فدفن أخاه. (142)
11753 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه "، بعث الله جل وعز غرابًا حيًّا، إلى غراب ميت، فجعل الغراب الحيُّ يواري سوأة الغراب الميت، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب " الآية.
11754 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي فيما ذكر، عن أبي مالك= وعن أبي صالح، عن ابن عباس= وعن مرة، عن عبد الله= وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لما مات الغلام تَركه بالعراء، ولا يعلم كيف يَدْفن. فبعث الله جل وعزّ غرابين أخوين، فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حَثا عليه. فلما رآه قال: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي"، فهو قول الله: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ".
11755 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " يبحث "، قال: بعث الله غرابًا حتى &; 10-226 &; حفر لآخر إلى جنبه ميت= وابن آدم القاتل ينظر إليه= ثم بحث عليه حتى غيَّبه. (143)
11756 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " غرابًا يبحث في الأرض "، حتى حفر لآخر ميت إلى جنبه، فغيّبه، وابن آدم القاتل ينظر إليه، حيث يبحثُ عليه حتى غيبه، فقال: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "، الآية.
11757 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد قوله: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض "، قال: بعث الله غرابًا إلى غراب، فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، فجعل يَحْثِي عليه التراب، (144) فقال: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ".
11758 - حدثني المثنى قال، حدثني عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض "، قال: جاء غراب إلى غراب ميّت، فحثَى عليه من التراب حتى واراه، فقال الذي قتل أخاه: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "، الآية.
11759 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية قال: لما قتله ندم، فضَّمه إليه حتى أروح، (145) وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يَرْمي به فتأكله.
11760 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه "، أنه بعثه الله عز ذكره يبحثُ في الأرض، ذكر لنا أنهما غرابان اقتَتَلا فقتل أحدهما صاحبه، وذلك = يعني ابن آدم = ينظر، وجعل الحيّ يَحْثِي على الميت الترابَ، فعند ذلك قال ما قال: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب " الآية، إلى قوله: " من النادمين ".
11761 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة قال: أما قوله: " فبعث الله غرابًا "، قال: قتل غرابٌ غرابًا، فجعل يحثُو عليه، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ".
11762 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد في قوله: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه "، قال: وارى الغراب الغراب. قال: كان يحمله على عاتقه مائة سنة لا يدري ما يصنع به، يحمله ويضعه إلى الأرض، حتى رأى الغراب يدفن الغرابَ، فقال: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ".
11763 - حدثني المثنى قال، حدثنا معلَّى بن أسد قال، حدثنا خالد، عن حصين، عن أبي مالك في قول الله: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "، قال: بعث الله عزّ وجل غرابًا، فجعل يَبْحَثُ على غراب ميت الترابَ. قال: فقال عند ذلك: " أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ".
11764 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض "، بعث الله غرابًا حيًّا إلى غراب ميّت، فجعل الغراب الحيُّ يواري سوأة الغراب الميت، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "، الآية.
11765 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما يذكر عن بعض أهل العلم بالكتاب الأوّل، قال: لما قتله سُقِط في يديه، ولم يَدْر كيف يواريه. وذلك أنه كان، فيما يزعمون، أوَّل قتيل من بني آدم وأوّل ميت= [قال]: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي" الآية= [إلى قوله: ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ، قال]: (146) ويزعم أهل التوراة أن قابيل حين قتل أخاه هابيل قال له جل ثناؤه: يا قابيل، (147) أين أخوك هابيل؟ قال: ما أدري، ما كنت عليه رقيبًا! فقال الله جل وعز له: إنّ صوت دم أخيك لينادِيني من الأرض، الآن أنت ملعون من الأرضِ التي فتحت فاها فبلعت دم أخيك من يدك. فإذا أنت عملت في الأرض، فإنها لا تعود تعطيك حرثَها حتى تكون فزعًا تائهًا في الأرض. قال قابيل: عظمت خطيئتي من أن تغفرها! (148) قد أخرجتني اليوم عن وجه الأرض، وأتوارى من قُدَّامك، وأكون فزعًا تائهًا في الأرض، وكل من لقيني قتلني! فقال الله جل وعز: ليس ذلك كذلك، ولا يكون كل من قتل قتيلا يجزى بواحدٍ سبعة، ولكن من قتل قابيل يجزي سبعة، (149) وجعل الله في قابيل آية لئلا يقتله كل من وجده، وخرج قابيل من قدام الله عز وجل من شرقي عدن الجنة. (150)
11766 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح قال، حدثنا الأعمش، عن خيثمة قال: لما قتل ابن آدم أخاه نَشِفت الأرض دمه، فلُعِنت فلم تَنْشَف الأرض دمًا بعدُ. (151)
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام: فأثار الله للقاتل (152) =إذ لم يدر ما يصنع بأخيه المقتول=" غرابًا يبحث في الأرض "، يقول: يحفر في الأرض، فيثير ترابها=" ليريه كيف يواري سوأة أخيه "، يقول: ليريه كيف يواري جيفةَ أخيه.
* * *
وقد يحتمل أن يكون عُنِيَ بـ"
السوأة "، الفرج، غير أن الأغلب من معناه ما ذكرت من الجيفة، بذلك جاء تأويل أهل التأويل.* * *
قال أبو جعفر: وفي ذلك محذوفٌ ترك ذكره، استغناء بدلالة ما ذكر منه، وهو: "
فأراه بأن بحث في الأرض لغراب آخر ميتٍ فواراه فيها "، فقال القاتل أخاه حينئذ: " يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "، الذي وارى الغرابَ الآخر الميتَ=" فأواري سوأة أخي"، فواراه حينئذ=" فأصبح من النادمين "، على ما فرط منه، من معصية الله عز ذكره في قتله أخاه. (153)* * *
وكل ما ذكر الله عز وجلّ في هذه الآيات، مثلٌ ضربه الله عز ذكره لبني آدم، وحرَّض به المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على استعمال العفوِ والصفح عن اليهود= الذين كانوا هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم وقتلهم= من بني النضير، (154) إذ أتوهم يستعينونهم في دية قتيلي عمرو بن أمية الضمري، وعرَّفهم جل وعز رداءة سجيَّة أوائلهم، (155) وسوء استقامتهم على منهج الحق، مع كثرة أياديه وآلائه عندهم. وضرب مثلهم في غَدْرهم، (156) ومثل المؤمنين في الوفاء لهم والعفو عنهم، بابني آدم المقرِّبَين قرابينهما، (157) اللذين ذكرهما الله في هذه الآيات. ثم ذلك مثلٌ لهم على التأسِّي بالفاضل منهما دون الطالح. (158) وبذلك جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
11767 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال، قلت لبكر بن عبد الله، أما بلغك أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "
إن الله جل وعز ضرب لكم ابني آدم مثلا فخذوا خيرَهما ودعوا شرَّهما "؟ قال: بلى.11768 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني آدم ضُرِبا مثلا لهذه الأمة، فخذوا بالخير منهما.
11769 - حدثنا المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن عاصم الأحول، عن الحسن قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلا فخذوا من خيرهم ودعوا الشر. (159)
* * *
---------------
الهوامش :
(139) يعني الأثر: 11719 ، وانظر ما سلف أيضًا في ص: 219.
(140) في المخطوطة: "
في عاده الموتى" ، وفي المطبوعة: "في عادة الموتى" ، وهذا كلام لا معنى له ، صواب قراءته ما أثبت.(141) "
أراح اللحم" ، أنتن وسطعت له ريح خبيثة.(142) الأثر: 11752-"
يحيى بن أبي روق" ، هو"يحيى بن عطية بن الحارث الهمداني الكوفي. ضعيف. قال يحيى بن معين"ليس بثقة". مترجم في لسان الميزان ، وابن أبي حاتم 4/2/180 وأبوه"أبو روق" هو"عطية بن الحارث الهمداني" ، ثقة ، لا بأس به. مضى برقم: 137 ، 9632.(143) "بحث عليه": يعني حفر التراب عليه وغطاه به.
(144) "حثا عليه التراب يحثوه حثوًا" و"حثى عليه التراب يحثيه حثيًا": هاله. والثاني منهم أعلى من الأول وأفصح. وقد مضت: "حثا" ، وستأتي في الآثار التالية: "يحثو" ، فأغنانا ذكرها هنا عن ذكرها فيما سلف وما سيأتي.
(145) "أروح اللحم ، وأراح". أنتن ، وانظر للتعليق السالف ص: 224 ، تعليق: 4.
(146) زدت ما بين القوسين من تاريخ الطبري.
(147) في المطبوعة والمخطوطة: "قابيل" ، وفي التاريخ مكان"قابيل" في كل موضع"قين" ، وانظر ص: 205 ، تعليق: 3.
(148) في المخطوطة: "قال ومن عظمت خطيئتي" ، وصوابها"قال قين: عظمت..." كما في التاريخ ولكن المخطوطة جرت هنا على أن تضع"قابيل" مكان"قين" ، فوضع الناشر الأول للتفسير"قال قابيل" وهو حسن.
(149) كانت هذه الجملة في المطبوعة: "ولا يكون كل قاتل قتيلا يجزي واحدا ، ولكن يجزي سبعة" وهي فاسدة كل الفساد ، صححتها من تاريخ الطبري ، ولكني سرت على نهج المخطوطة في وضع"قابيل" مكان"قين" ، فكتبت"من قتل قابيل".
(150) الأثر: 11765- هذا الذي رواه ابن إسحق من قول أهل التوراة ، تجده في كتاب القوم في سفر التكوين ، في الإصحاح الرابع ، وهو ترجمة أخرى لهذه الفقرة من هذا الإصحاح. وانظر ما سلف ص: 183 ، تعليق: 2.
(151) "نشفت الأرض الماء تنشفه نشفًا" (على وزن: علم يعلم): شربته.
(152) انظر تفسير"بعث" فيما سلف 2: 84 ، 85/5: 457.
(153) في المخطوطة: "في قتله أخيه" ، والصواب ما في المطبوعة ، أو تكون: "في قتل أخيه".
(154) السياق: "... عن اليهود... من بني النضير".
(155) في المخطوطة هكذا: "ردأ سجه أوائلهم" وغير منقوطة ، وما في المطبوعة مقارب للصواب.
(156) في المطبوعة: "في عدوهم" ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، لأنها غير منقوطة.
(157) في المخطوطة والمطبوعة: "قرا بينهم" ، والصواب ما أثبت.
(158) في المخطوطة: "دون الصالح" ، وهو خطأ محض. ولعل الأصل: "بالصالح منهما دون الطالح".
(159) الآثار: 11767- 11769- هذه الثلاثة أخبار مرسلة ، لم أهتد إلى شيء منها في دواوين السنة.
- ابن عاشور : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
البعث هنا مستعمل في الإلهام بالطيران إلى ذلك المكان ، أي فألْهم الله غراباً ينزل بحيث يراه قابيل . وكأنّ اختيار الغراب لهذا العمل إمّا لأنّ الدفن حيلة في الغِربان من قبلُ ، وإمّا لأنّ الله اختاره لذلك لمناسبة ما يعتري الناظر إلى سواد لونه من الانقباض بما للأسيف الخاسر من انقباض النفس . ولعلّ هذا هو الأصل في تشاؤم العرب بالغراب ، فقالوا : غُراب البين .
والضمير المستتر في «يُريَه» إن كان عائداً إلى اسم الجلالة فالتعليل المستفاد من اللام وإسناد الإرادة حقيقتان ، وإن كان عائداً إلى الغراب فاللام مستعملة في معنى فاء التفريع ، وإسناد الإرادة إلى الغراب مجاز ، لأنّه سبب الرؤية فكأنَّه مُرِيءٌ . و { كيف } يجوز أن تكون مجرّدة عن الاستفهام مراداً منها الكيفية ، أو للاستفهام ، والمعنى : ليريه جواب كيف يُواري .
وَالسَّوْأة : مَا تَسُوء رؤيتُه ، وَهِي هنا تغيّر رائحة القتيل وتقطّع جسمه .
وكلمة { يَا ويلتا } من صيّغ الاستغاثة المستعملة في التعجّب ، وأصله يا لَوَيْلَتِي ، فعوّضت الألف عن لام الاستغاثة نحو قولهم : يا عَجَباً ، ويجوز أن يجعل الألف عوضاً عن ياء المتكلم ، وهي لغة ، ويكون النّداء مجازاً بتنزيل الويلة منزلة ما يُنَادَى ، كقوله : { يَا حسرتى على ما فرّطتُ في جنب الله } [ الزمر : 56 ] . والاستفهام في { أعجزت } إنكاري .
وهذا المشهد العظيم هو مشهد أوّل حضارة في البشر ، وهي من قبيل طلب سَتر المشاهد المكروهة . وهو أيضاً مشهد أوّللِ علممٍ اكتسبه البشر بالتّقليد وبالتَّجربة ، وهو أيضاً مشهد أوّل مظاهر تَلقّي البشر معارفه من عوالم أضعفَ منه كما تَشَبَّه النَّاس بالحيوان في الزينة ، فلبسوا الجُلُود الحسنة الملوّنة وتكلّلوا بالريش المُلوّن وبالزهور والحجارة الكريمة ، فكم في هذه الآية من عبرة للتَّاريخ والدّين والخُلُق .
{ فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين } .
القول فيه كالقول في { فأصبح من الخاسرين } [ المائدة : 30 ] . ومعنى { من النادمين } أصبح نادماً أشدّ ندامة ، لأنّ { من النادمين } أدلّ على تمكّن الندامة من نفسه ، من أن يقال «نادماً» . كما تقدّم عند قوله تعالى : { وكان من الكافرين } [ البقرة : 34 ] وقوله : { فتكونا من الظالمين في سورة البقرة ( 35 ) .
والندم أسف الفاعل على فعل صدر منه؛ لم يتفطّن لما فيه عليه من مضرّة قال تعالى : { أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } [ الحجرات : 6 ] ، أي ندم على ما اقترف من قتل أخيه إذْ رأى الغراب يحتفل بإكرام أخيه الميّت ورأى نفسه يجترىء على قتل أخيه ، وما إسراعه إلى تقليد الغراب في دفن أخيه إلاّ مبدأ النّدامة وحُبِّ الكرامة لأخيه .
ويحتمل أن هذا النّدم لم يكن ناشئاً عن خوف عذاب الله ولا قصد توبة ، فلذلك لم ينفعه . فجاء في الصّحيح " ما مِن نفس تُقْتَل ظُلماً إلاّ كان على ابننِ آدم الأوّل كِفْل من دمها ذلك لأنَّه أوّل من سَنّ القتل " ويحتمل أن يكون دليلاً لمن قالوا : إنّ القاتل لا تقبل توبته وهو مروي عن ابن عبّاس ، وقد تقدّم عند قوله تعالى : { ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها } الآية من سورة النّساء ( 93 ) .
- إعراب القرآن : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
«فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً» فبعث فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وغرابا مفعول به والجملة مستأنفة «يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ» الجملة في محل نصب صفة غرابا «لِيُرِيَهُ» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والهاء مفعوله والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بيبحث «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب على الحال «يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ» يواري مضارع مرفوع ومفعوله وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء «قالَ» ماض «يا وَيْلَتى » منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والتي أبدلت ألفا والجملة مقول القول «أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ» المصدر المؤول من أن والفعل الناقص في محل جر بحرف الجر المقدر متعلقان بعجزت واسم أكون ضمير مستتر تقديره : أنا. «مِثْلَ» خبرها «هذَا الْغُرابِ» اسم الإشارة في محل جر بالإضافة والغراب بدل «فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي» عطف على أن أكون «فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ» مثل أصبح من الخاسرين في الآية السابقة والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : Then Allah sent a crow searching in the ground to show him how to hide the disgrace of his brother He said "O woe to me Have I failed to be like this crow and hide the body of my brother" And he became of the regretful
- English - Tafheem -Maududi : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(5:31) Thereupon Allah sent forth a raven who began to scratch the earth to show him how he might cover the corpse of his brother. So seeing he cried: 'Woe unto me! Was I unable even to be like this raven and find a way to cover the corpse of my brother? *51 Then he became full of remorse at his doing. *52
- Français - Hamidullah : Puis Allah envoya un corbeau qui se mit à gratter la terre pour lui montrer comment ensevelir le cadavre de son frère Il dit Malheur à moi Suis-je incapable d'être comme ce corbeau à même d'ensevelir le cadavre de mon frère Il devint alors du nombre de ceux que ronge le remords
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da schickte Allah einen Raben der in der Erde scharrte um ihm zu zeigen wie er die böse Tat an seinem Bruder verbergen könne Er sagte "O wehe mir War ich unfähig zu sein wie dieser Rabe und die böse Tat an meinem Bruder zu verbergen" So wurde er von denjenigen die bereuen
- Spanish - Cortes : Alá envió un cuervo que escarbó la tierra para mostrarle cómo esconder el cadáver de su hermano Dijo ¡Ay de mí ¿Es que no soy capaz de imitar a este cuervo y esconder el cadáver de mi hermano Y pasó a ser de los arrepentidos
- Português - El Hayek : E Deus enviou um corvo que se pôs a escavar a terra para ensinarlhe a ocultar o cadáver do irmão Disse Ai de mim Não é verdade que não fui capaz de ocultar o cadáver do meu irmão se até este corvo é capaz de fazêlo Contouse depois entre os arrependidos
- Россию - Кулиев : Аллах послал ворона который стал разгребать землю чтобы показать ему как спрятать труп его брата Он сказал Горе мне Неужели я не могу поступить как этот ворон и спрятать труп моего брата Так он оказался одним из сожалеющих
- Кулиев -ас-Саади : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
Аллах послал ворона, который стал разгребать землю, чтобы показать ему, как спрятать труп его брата. Он сказал: «Горе мне! Неужели я не могу поступить, как этот ворон, и спрятать труп моего брата?» Так он оказался одним из сожалеющих.О Мухаммад! Расскажи людям правду о том, что произошло между двумя сыновьями Адама, дабы всякий желающий мог извлечь из этого выгоду. Будь правдив и не лги, говори по совести и не забавляйся! Совершенно очевидно, что речь идет о двух родных сыновьях Адама. Это следует из очевидного смысла и контекста этого аята, и этого мнения придерживались большинство толкователей. Аллах повелел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, рассказать о том, как они принесли жертву Аллаху и чем все это закончилось. Каждый из двух сыновей Адама пожертвовал часть своего имущества для того, чтобы приблизиться к Аллаху, но Всевышний Господь принял пожертвование только от одного из них. Они узнали об этом либо посредством откровения с небес, либо посредством обычая, который существовал у древних народов. Согласно этому обычаю, если Аллах принимал пожертвования, то с небес извергался огонь, который сжигал его. Зависть и злоба охватили того из сыновей Адама, пожертвование которого не было принято, и он сказал своему брату: «Я убью тебя!» Брат сжалился над ним и сказал: «Аллах принимает пожертвования только от богобоязненных рабов. Какой грех я совершил? За какое преступление ты хочешь убить меня? Или же ты хочешь убить меня за то, что я боюсь Всевышнего Аллаха, страх перед Которым обязаны испытывать мы с тобой и все остальные творения?» Отметим, что, согласно наиболее достоверному толкованию, праведные деяния принимаются от тех, кто совершает их со страхом перед Аллахом, поступая искренне ради Него и в соответствии с предписаниями Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует. Затем богобоязненный сын Адама сказал брату, что не намеревается убивать его, напав на него первым или же обороняясь. Он сказал: «Если ты попытаешься убить меня, я все равно не протяну руки, чтобы убить тебя. Причина этого - не в моей трусости или беспомощности. Дело в том, что я боюсь Аллаха, Господа миров. Если же человек боится Его, то не станет совершать грехи, особенно самые тяжкие из них. Если же ты собираешься совершить убийство, то тебе следует устрашиться Аллаха. Но если дело дойдет до того, что мне придется либо совершить убийство, либо умереть от твоей руки, то я предпочту смерть. Но в таком случае ты взвалишь на свои плечи бремя как твоих, так и моих грехов, а потом ты окажешься среди обитателей Адского пламени. Таково воздаяние тем, кто поступает несправедливо». Из этих слов следует, что убийство относится к тяжким грехам и обрекает человека на наказание в Преисподней. Но даже такие слова не удержали преступника от греха, и он твердо решился убить своего брата. Ему даже показалось, что этот поступок - легкий и правильный, хотя закон Аллаха и непорочное естество указывают на неприкосновенность человеческой жизни. Он убил своего брата и оказался одним из тех, кто погубил свою жизнь в этом мире и после смерти. Он первым проложил дорогу для тех, кто совершает убийства после него, и в достоверном хадисе говорится: «Кто подаст людям дурной пример, тот понесет бремя своих грехов и грехов тех, кто последует его примеру вплоть до наступления Дня воскресения». В другом достоверном хадисе говорится: «Всякий раз, когда убивают человека, часть вины за пролитую кровь ложится на первого сына Адама, потому что он был первым, кто проложил дорогу убийствам». После убийства своего брата он не знал, как ему поступить с его телом, потому что тот был первым из сынов Адама, который скончался. Тогда Аллах послал к нему ворона, который начал разгребать землю, чтобы похоронить другого мертвого ворона. Он показал ему, что делать с трупом брата, и тогда сын Адама пожалел о содеянном. Поистине, сожаление и убыток - вот последствия всех грехов. Слово сауа означает ‘часть тела, которая должна быть покрыта’. Труп назван так, потому что он должен быть обернут.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah kardeşinin ölüsünü nasıl gömeceğini göstermek üzere ona yeri eşeleyen bir karga gönderdi "Bana yazıklar olsun Kardeşimin ölüsünü örtmek için bu karga kadar olmaktan aciz kaldım" dedi de ettiğine yananlardan oldu
- Italiano - Piccardo : Poi Allah gli inviò un corvo che si mise a scavare la terra per mostrargli come nascondere il cadavere di suo fratello Disse “Guai a me Sono incapace di essere come questo corvo sì da nascondere la spoglia di mio fratello” E così fu uno di quelli afflitti dai rimorsi
- كوردى - برهان محمد أمين : لهوهودوا گیری خوارد بهدهست تهرمهکهیهوه چونکه وادیاره یهکهم کهسه کوژرا بێت و شههید بوو بێت ئهوسا خوای میهرهبان قهلهڕهشێکی ناردو چاڵێکی له زهویدا ههڵکهند بۆ قهلهرهشێکی تری مردارهوه بوو تا نیشانی بدات چۆن لاشهی براکهی بشارێتهوه ههرکه ئهوهی دی وتی هاوار له من ئایا ئهوه من نهمتوانی وهکو ئهو قهلهڕهشه بکهم و بهقهدهر ئهوم لێنههات تا لاشه و عهیب و عاری براکهم بشارمهوه ئیتر بۆ ههمیشه چووه ڕیزی پهشیمانانهوه
- اردو - جالندربرى : اب خدا نے ایک کوا بھیجا جو زمین کریدنے لگا تاکہ اسے دکھائے کہ اپنے بھائی کی لاش کو کیونکر چھپائے کہنے لگا اے ہے مجھ سے اتنا بھی نہ ہو سکا کہ اس کوے کے برابر ہوتا کہ اپنے بھائی کی لاش چھپا دیتا پھر وہ پشیمان ہوا
- Bosanski - Korkut : Allah onda posla jednog gavrana da kopa po zemlji da bi mu pokazao kako da zakopa mrtvo tijelo brata svoga "Teško meni" – povika on – "zar i ja ne mogu kao ovaj gavran da zakopam mrtvo tijelo brata svoga" I pokaja se
- Swedish - Bernström : Och Gud sände en korp som krafsade i jorden och visade honom hur han kunde dölja broderns nakna kropp [Och] han utropade "Har jag eländige stackare blivit så svag att jag inte kan göra som denna korp och dölja min broders lik" Och han greps av ånger
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kemudian Allah menyuruh seekor burung gagak menggaligali di bumi untuk memperlihatkan kepadanya Qabil bagaimana seharusnya menguburkan mayat saudaranya Berkata Qabil "Aduhai celaka aku mengapa aku tidak mampu berbuat seperti burung gagak ini lalu aku dapat menguburkan mayat saudaraku ini" Karena itu jadilah dia seorang diantara orangorang yang menyesal
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
(Lalu Allah mengirimkan seekor burung gagak menggali bumi) maksudnya mengorek tanah dengan paruh dan kedua kakinya lalu menimbunkannya di atas bangkai saudaranya seakan-akan menguburkannya (untuk memperlihatkan kepadanya bagaimana seharusnya dia menutupi) atau menguburkan (mayat saudaranya. Katanya, "Wahai celakanya daku! Mengapa aku tidak mampu) buat (bertindak seperti burung gagak ini hingga dapat menguburkan mayat saudaraku. Maka jadilah dia di antara orang-orang yang menyesal.") karena telah memikulnya tadi. Kemudian digalinya liang lalu dikuburkannya mayat saudaranya Habil itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ এক কাক প্রেরণ করলেন। সে মাটি খনন করছিল যাতে তাকে শিক্ষা দেয় যে আপন ভ্রাতার মৃতদেহ কিভাবে আবৃত করবে। সে বললঃ আফসোস আমি কি এ কাকের সমতুল্যও হতে পারলাম না যে আপন ভ্রাতার মৃতদেহ আবৃত করি। অতঃপর সে অনুতাপ করতে লাগল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பின்னர் தம் சதோதரரின் பிரேதத்தை அடக்குவதற்காக எவ்வாறு மறைக்க வேண்டுமென்பதை அவர்க்கு அறிவிப்பதற்காக அல்லாஹ் ஒரு காகத்தை அனுப்பினான்; அது பூமியை தோண்டிற்று இதைப் பார்த்த அவர் "அந்தோ நான் இந்த காகத்தைப் போல் கூட இல்லாதாகி விட்டேனே அப்படியிருந்திருந்தால் என் சகோதரனுடைய பிரேதத்தை நான் மறைத்திருப்பேனே" என்று கூறி கை சேதப்படக் கூடியவராகி விட்டார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วอัลลอฮ์ก็ได้ส่งกาตัวหนึ่งมาคุ้ยหาในดิน เพื่อที่จะให้เขาเห็นว่าเขาจะกลบศพน้องชายของเขาอย่างไรเขากล่าวว่า โอ้ความพินาศของฉัน ฉันไม่สามารถที่จะเป็นเช่นกาตัวนี้แล้วกลบศพน้องชายของฉันเชียวหรือนี่ แล้วเขาก็กลายเป็นคนหนึ่งในหมู่ผู้ตรอมใจ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ ер юзида кезиб юрган қарғани унга биродарининг ўлигини қандай кўмишини кўрсатиш учун юборди У Шўрим қурсин Мана шу қарғачалик бўлиб биродарим ўлигини кўма олмадима деди Бас у надомат қилувчилардан бўлди Ояти кариманинг сиёқидан кўриниб турибдики қотил биродарини ўлдириб қўйгандан кейин нима қиларини билмай қолган Ўликни кўмиш кераклиги хаёлига келмаган Чунки аввал ўлик бўлмаган Бу ер юзидаги биринчи ўлик эди Ривоятларда келишича шу пайтда Аллоҳ унга ўликни кўмишни ўргатиш учун икки қарғани юборган Улар қотилнинг олдида урушиб бири иккинчисини ўлдирган Сўнгра қотил қарға ўлган қарғани ерни кавлаб кўмган
- 中国语文 - Ma Jian : 真主使一只乌鸦来掘地,以便指示他怎样掩埋他弟弟的尸体。他说:伤哉!我怎不能像这只乌鸦那样,把我弟弟的尸体掩埋起来呢?于是,他变成悔恨的人。
- Melayu - Basmeih : Kemudian Allah hantarkan seekor burung gagak menyuruhnya mengorekngorek di bumi supaya diperlihatkan kepada Qabil bagaimana cara menimbus mayat saudaranya Qabil berkata "Wahai celakanya aku Alangkah lemah serta bodohnya aku aku tidak tahu berbuat seperti burung gagak ini supaya aku dapat menimbuskan mayat saudaraku" Kerana itu menjadilah ia dari golongan orangorang yang menyesal
- Somali - Abduh : Wuxuuna Eebe u Bixiyey Muujiyey Tuke Faadhi Dhulka inuu Tusiyo siduu u Asturo Maydka Walaalkiis wuxuuna Yidhi Shalaytee miyaan ka Cajisay inaan noqdo Sida Tukahan oon Asturo Maydka Walaalkay wuxuuna ahaaday mid Qoomamooda
- Hausa - Gumi : Sai Allah Ya aiki wani hankãka yanã tõno a cikin ƙasa dõmin ya nuna masa yadda zai turbuɗe gãwar ɗan'uwansa Ya ce "Kaitõna Nã kãsa in kasance kamar wannan hankãka dõmin in turbuɗe gãwar ɗan'uwana" Sai ya wãyi gari daga mãsu nadãmã
- Swahili - Al-Barwani : Hapo Mwenyezi Mungu akamleta kunguru anaye fukua katika ardhi ili amwonyeshe vipi kumsitiri nduguye Akasema Ole wangu Nimeshindwa kuwa kama kunguru huyu nikamsitiri ndugu yangu Basi akawa miongoni mwa wenye kujuta
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia e dërgoi një sorrë e cila gropontë në tokë për t’i treguar se si ta mbulojë trupin e kalbur të vëllait të tij Kabili tha “Mjeri unë a nuk qenkam i zoti të bëhem si kjo sorrë e ta mbuloj trupin e tim vëllau” E u bë nga të penduarit
- فارسى - آیتی : خدا كلاغى را واداشت تا زمين را بكاود و به او بياموزد كه چگونه جسد برادر خود پنهان سازد. گفت: واى بر من، نتوانم همانند اين كلاغ باشم و پيكر برادرم را دفن كنم. و در زمره پشيمانان درآمد.
- tajeki - Оятӣ : Худо зоғеро фиристод то заминро бикобад ва ба ӯ биёмузад, ки чӣ гуна ҷасади бародари худ пинҳон созад. Гуфт: «Вой бар ман, натавонам монанди ин зоғ бошам ва ҷасади бародарамро дафн кунам». Ва дар зумраи пушаймонон даромад.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئۇنىڭغا قېرىندىشىنىڭ جەسىتىنى قانداق كۆمۈشنى كۆرسىتىش ئۈچۈن بىر قاغا ئەۋەتتى. ئۇ (تۇمشۇقى ۋە ئىككى پۇتى بىلەن) يەرنى كولىدى. ئۇ (بۇنى كۆرۈپ): «ۋاي مەن قېرىندىشىمنىڭ جەسىتىنى كۆمۈشتە مۇشۇ قاغىچىلىك بولۇشتىن ئاجىز كەلدىممۇ؟» دېدى. شۇنىڭ بىلەن ئۇ نادامەت قىلغۇچىلاردىن بولدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നീട് അവന് തന്റെ സഹോദരന്റെ മൃതദേഹം മറവുചെയ്യേണ്ടതെങ്ങനെയെന്ന് കാണിച്ചുകൊടുക്കാനായി ഒരു കാക്കയെ അല്ലാഹു അയച്ചു. അത് മണ്ണില് ഒരു കുഴിയുണ്ടാക്കുകയായിരുന്നു. ഇതുകണ്ട് അയാള് വിലപിച്ചു: "കഷ്ടം! എന്റെ സഹോദരന്റെ മൃതദേഹം മറമാടുന്ന കാര്യത്തില് ഈ കാക്കയെപ്പോലെയാകാന് പോലും എനിക്കു കഴിഞ്ഞില്ലല്ലോ.” അങ്ങനെ അവന് കൊടും ഖേദത്തിലകപ്പെട്ടു.
- عربى - التفسير الميسر : لما قتل قابيل اخاه لم يعرف ما يصنع بجسده فارسل الله غرابا يحفر حفره في الارض ليدفن فيها غرابا ميتا ليدل قابيل كيف يدفن جثمان اخيه فتعجب قابيل وقال اعجزت ان اصنع مثل صنيع هذا الغراب فاستر عوره اخي فدفن قابيل اخاه فعاقبه الله بالندامه بعد ان رجع بالخسران
*51). In this way God made this errant son of Adam realize his ignorance and folly. Once his attention turned to self-appraisal, his regret was not confined to realizing that in his effort to hide his brother's corpse he proved to be even less efficient than the raven. He also began to feel how foolish he was to have killed his own brother. The later part of the sentence indicates this remorse.
*52).The purpose of mentioning this particular incident is to reproach the Jews subtly for the plot they had hatched to assassinate the Prophet (peace be on him) and some of his illustrious Companions (see n. 30 above). The resemblance between the two incidents is evident. God honoured some of the illiterate people of Arabia and disregarded the ancient People of the Book because the former were pious while the latter were not. But rather than reflect upon the causes of their rejection by God, and do something to overcome the failings which had led to that rejection, the Israelites were seized by the same fit of arrogant ignorance and folly which had once seized the criminal son of Adam, and resolved to kill those whose good deeds had been accepted by God. It was obvious that such acts would contribute nothing towards their acceptance by God. They would rather earn them an even greater degree of God's disapproval.