- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلْإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ۚ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون
- عربى - التفسير الميسر : وليحكم أهل الإنجيل الذين أُرسِل إليهم عيسى بما أنزل الله فيه. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الخارجون عن أمره، العاصون له.
- السعدى : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ْ} أي: يلزمهم التقيد بكتابهم، ولا يجوز لهم العدول عنه. { وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ْ}
- الوسيط لطنطاوي : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وقوله- تعالى-: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ أمر من الله- تعالى- لأتباع سيدنا عيسى- عليه السلام- الذين وجدوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحكموا فيما بينهم بمقتضى أحكام الإنجيل بدون تحريف أو تبديل. أما الذين وجدوا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فمن الواجب عليهم أن يصدقوه ويتبعوا شريعته، لأن الشريعة التي جاء بها صلى الله عليه وسلم نسخت ما قبلها من شرائع.
قال الآلوسى ما ملخصه، قوله: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ أمر مبتدأ لهم بأن يحكموا ويعلموا بما فيه من الأمور التي من جملتها دلائل رسالته صلى الله عليه وسلم وما قررته شريعته الشريفة من أحكام، وأما الأحكام المنسوخة فليس الحكم بها حكما بما أنزل الله، بل هو إبطال وتعطيل له إذ هو شاهد بنسخها وانتهاء وقت العمل بها، لأن شهادته بصحة ما ينسخها من الشريعة الأحمدية شاهدة بنسخها. واختار كونه أمرا مبتدأ الجبائي.
وقيل هو حكاية للأمر الوارد عليهم بتقدير فعل معطوف على قوله وَآتَيْناهُ.
أى: - وآتينا عيسى ابن مريم الإنجيل فيه هدى ونور- وقلنا ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه. وحذف القول- لدلالة ما قبله عليه- كثير في الكلام. ومنه قوله- تعالى-:
وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ.
واختار ذلك على بن عيسى.
وقرأ حمزة وَلْيَحْكُمْ- بكسر اللام وفتح الميم- بأن مضمرة- بعد لام كي- والمصدر معطوف على هُدىً وَمَوْعِظَةً على تقدير كونهما معللين. أى: وآتيناه ليحكم.
وقوله: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ تذييل مقرر ومؤكد لوجوب الامتثال لأحكام الله- تعالى-. أى: ومن لم يحكم بما أنزل الله، فأولئك هم المتمردون الخارجون عن جادة الحق. وعن السنن القويم، والصراط المستقيم.
قال أبو حيان: قوله وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ناسب هنا ذكر الفسق، لأنه خرج عن أمر الله- تعالى- إذ تقدم قوله: وَلْيَحْكُمْ وهو أمر كما قال- تعالى- للملائكة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ.
أى: خرج عن طاعته» وقال صاحب المنار ما ملخصه: وأنت إذا تأملت الآيات السابقة ظهر لك نكتة التعبير بالكفر في الأولى وبوصف الظلم في الثانية، وبوصف الفسوق في الثالثة.
ففي الآية الأولى كان الكلام في التشريع، وإنزال الكتاب مشتملا على الهدى والنور، والتزام الأنبياء وحكماء العلماء بالعمل والحكم به. فكان من المناسب أن يختم الكلام ببيان أن كل معرض عن الحكم به لعدم الإذعان له، مؤثرا لغيره عليه. يكون كافرا به.
وأما الآية الثانية فلم يكن الكلام فيها في أصل الكتاب الذي هو ركن الإيمان، بل في عقاب المعتدين على الأنفس أو الأعضاء. فمن لم يحكم بحكم الله في ذلك يكون ظالما في حكمه.
وأما الآية الثالثة فهي في بيان هداية الإنجيل وأكثرها مواعظ وآداب وترغيب في إقامة الشريعة على الوجه الذي يطابق مراد الشارع وحكمته. فمن لم يحكم بهذه الهداية ممن خوطبوا فهم الفاسقون بالمعصية، والخروج عن محيط تأديب الشريعة .
وبعد أن تحدث- سبحانه- عن التوراة والإنجيل وما فيهما من الهدى والنور، وأمر باتباع تعاليمهما.. عقب ذلك بالحديث عن القرآن الكريم الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم فقال- تعالى-:
- البغوى : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) قرأ الأعمش وحمزة " وليحكم " بكسر اللام وفتح الميم ، أي لكي يحكم ، وقرأ الآخرون بسكون اللام وجزم الميم على الأمر ، قال مقاتل بن حيان : أمر الله الربانيين والأحبار أن يحكموا بما في التوراة ، وأمر القسيسين والرهبان أن يحكموا بما في الإنجيل ، فكفروا وقالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله ، ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) الخارجون عن أمر الله تعالى .
- ابن كثير : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وقوله : ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) قرئ ( وليحكم ) بالنصب على أن اللام لام كي ، أي : وآتيناه الإنجيل [ فيه هدى ونور ] ليحكم أهل ملته به في زمانهم . وقرئ : ( وليحكم ) بالجزم ؛ اللام لام الأمر ، أي : ليؤمنوا بجميع ما فيه ، وليقيموا ما أمروا به فيه ، ومما فيه البشارة ببعثة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] والأمر باتباعه وتصديقه إذا وجد ، كما قال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) الآية [ المائدة : 68 ] وقال تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة [ والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم ] المفلحون ) [ الأعراف : 157 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) أي : الخارجون عن طاعة ربهم ، المائلون إلى الباطل ، التاركون للحق . وقد تقدم أن هذه الآية نزلت في النصارى وهو ظاهر السياق .
- القرطبى : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
قوله تعالى : وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه قرأ الأعمش وحمزة بنصب الفعل على أن تكون اللام لام كي ، والباقون بالجزم على الأمر ; فعلى الأول تكون اللام متعلقة بقوله : وآتيناه فلا يجوز الوقف ; أي : وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه ، ومن قرأه على الأمر فهو كقوله : وأن احكم بينهم فهو إلزام مستأنف يبتدأ به ، أي : ليحكم أهل الإنجيل أي : في ذلك الوقت ، فأما الآن فهو منسوخ ، وقيل : هذا أمر للنصارى الآن بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ; فإن في الإنجيل وجوب الإيمان به ، والنسخ إنما يتصور في الفروع لا في الأصول . قالمكي : والاختيار الجزم ; لأن الجماعة عليه ; ولأن ما بعده من الوعيد والتهديد يدل على أنه إلزام من الله تعالى لأهل الإنجيل . قال النحاس : والصواب عندي أنهما قراءتان حسنتان ; لأن الله عز وجل لم ينزل كتابا إلا ليعمل بما فيه ، وأمر بالعمل بما فيه ; فصحتا جميعا .
- الطبرى : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
القول في تأويل قوله عزّ ذكره : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة قوله: " وليحكم أهل الإنجيل ".
فقرأته قرأة الحجاز والبصرة وبعض الكوفيين: (3) " وَلْيَحْكُمْ" بتسكين " اللام "، على وجه الأمر من الله لأهل الإنجيل: أن يحكموا بما أنـزل الله فيه من أحكامه. وكأنّ من قرأ ذلك كذلك، أراد: وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونورٌ ومصدقًا لما بين يديه من التوراة، وأمرنا أهْلَه أن يحكموا بما أنـزل الله فيه= فيكون في الكلام محذوف، ترك استغناءً بما ذكر عما حُذِف.
* * *
وقرأ ذلك جماعة من أهل الكوفة: ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجِيلِ ) بكسر " اللام "، من " ليحكم "، بمعنى: كي يحكم أهل الإنجيل. وكأنّ معنى من قرأ ذلك كذلك: وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونورٌ ومصدقًا لما بين يديه من التوراة، كي يحكم أهله بما فيه من حكم الله.
* * *
والذي نقول به في ذلك، (4) أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، فبأيِّ ذلك قرأ قارئ فمصيبٌ فيه الصوابَ.
وذلك أن الله تعالى لم ينـزل كتابًا على نبيٍّ من أنبيائه إلا ليعمل بما فيه أهله الذين أمروا بالعمل بما فيه، ولم ينـزله عليهم إلا وقد أمرهم بالعمل بما فيه، فللعمل بما فيه أنـزله، وأمرًا بالعمل بما فيه أنـزله. (5) فكذلك الإنجيل، إذ كان من كتب الله التي أنـزلها على أنبيائه، فللعمل بما فيه أنـزله على عيسى، وأمرًا بالعمل به أهلَه أنـزله عليه. (6) فسواءٌ قرئ على وجه الأمر بتسكين " اللام "، أو قرئ على وجه الخبر بكسرها، لاتفاق معنييهما.
* * *
وأما ما ذكر عن أبيّ بن كعب من قراءته ذلك ( وأن ليحكم ) على وجه الأمر، فذلك مما لم يَصِحّ به النقل عنه. ولو صحّ أيضا، لم يكن في ذلك ما يوجب أن تكون القراءة بخلافه محظورةً، إذ كان معناها صحيحًا، وكان المتقدّمون من أئمة القرأة قد قرءوا بها.
* * *
وإذ كان الأمر في ذلك على ما بيَّنَّا، فتأويل الكلام، إذا قرئ بكسر " اللام " من " ليحكم ": وآتينا عيسى ابن مريم الإنجيل فيه هدًى ونورٌ ومصدقًا لما بين يديه من التوراة وهدًى وموعظة للمتقين، وكيْ يحكم أهلُ الإنجيل بما أنـزلنا فيه، فبدّلوا حكمه وخالفوه، فضلُّوا بخلافهم إياه إذ لم يحكموا بما أنـزل الله فيه وخالفوه=" فأولئك هم الفاسقون "، يعني: الخارجين عن أمر الله فيه، المخالفين له فيما أمرهم ونهاهم في كتابه.
* * *
فأما إذا قرئ بتسكين "
اللام "، فتأويله: وآتينا عيسى ابن مريم الإنجيل، فيه هدى ونورٌ ومصدقا لما بين يديه من التوراة، وأمرنا أهله أن يحكُموا بما أنـزلنا فيه، فلم يطيعونا في أمرنا إياهم بما أمرناهم به فيه، ولكنهم خالفوا أمرنا، فالذين خالفوا أمرنا الذي أمرناهم به فيه، هم الفاسقون.* * *
وكان ابن زيد يقول: "
الفاسقون "، في هذا الموضع وفي غيره، هم الكاذبون.12103 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
وليحكم أهل الإنجيل بما أنـزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الفاسقون "، قال: ومن لم يحكم من أهل الإنجيل أيضًا بذلك=" فأولئك هم الفاسقون "، قال: الكاذبون. بهذا قال. وقال ابن زيد: كل شيء في القرآن إلا قليلا " فاسق " فهو كاذب. وقرأ قول الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ [سورة الحجرات: 6] قال: " الفاسق "، ههنا، كاذب.* * *
وقد بينا معنى "
الفسق " بشواهده فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (7)-----------------
الهوامش :
(3) في المطبوعة: "
فقرأ قراء الحجاز..." ، وأثبت ما في المخطوطة.(4) في المطبوعة: "
والذي يتراءى في ذلك" ، وفي المخطوطة: "وللذي يترك [محذوفة النقط] به في ذلك" ، وأرجح أن صواب قراءتها ما أثبت.(5) في المطبوعة: "
وأمر بالعمل بما فيه أهله" ، فغير ما في المخطوطة تغييرًا مفسدًا للمعنى ، مزيلا لقصد أبي جعفر من هذه الجملة التي احتج بها في تقارب معنى القراءتين. وهذا عجب من سوء التصرف. وكذلك سيفعل في الجملة التالية ، كما سترى في التعليق.(6) في المطبوعة ، أسقط قوله: "
أنزله عليه" وكتب"وأمر بالعمل به أهله" ، فأخل بمقصد أبي جعفر ، كما فعل بالجملة السالفة. انظر التعليق السالف.(7) انظر تفسير"
الفسق" فيما سلف ص: 189 تعليق: 4 ، والمراجع هناك.وعند هذا الموضع ، انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلت عنه مخطوطتنا ، وفيها ما نصه:
"
يتلوه القول في تأويل قوله:{وَأَنْزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بِيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عليه}.
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم كثيرًا".
ثمّ يتلوه ما نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم"
- ابن عاشور : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وجملة { وليحكم } معطوفة على { آتيناه } . وقرأ الجمهور { ولْيحكم } بسكون اللاّم وبجزم الفعل على أنّ اللام لام الأمر . ولا شكّ أنّ هذا الأمر سابق على مجيء الإسلام ، فهو ممّا أمر الله به الّذين أرسل إليهم عيسى من اليهود والنّصارى ، فعلم أنّ في الجملة قولاً مقدّراً هو المعطوف على جملة { وآتيناه الإنجيل } ، أي وآتيناه الإنجيل الموصوف بتلك الصّفات العظيمة ، وقلنا : ليحكم أهل الإنجيل ، فيتمّ التّمهيد لقوله بعده { ومن لم يحكم بما أنزل الله } ، فقرائن تقدير القول مُتظافِرة من أمور عدّة .
وقرأ حمزة بكسر لام { ليحكم } ونصب الميم على أنّ اللام لام كي للتّعليل ، فجملة { ليحكم } على هذه القراءة معطوفة على قوله { فيه هدى } الخ ، الّذي هو حال ، عُطفتتِ العلّة على الحال عطفاً ذِكرياً لا يشرِّك في الحكم لأنّ التّصريح بلام التّعليل قرينة على عدم استقامة تشريك الحكم بالعطف فيكون عطفه كعطف الجمل المختلفة المعنى . وصاحب «الكشاف» قدّر في هذه القراءة فعلاً مَحذوفاً بعد الواو ، أي وآتيناه الإنجيل ، دلّ عليه قوله قبله { وآتيناه الإنجيل } ، وهو تقدير معنى وليس تقدير نظم الكلام .
والمراد بالفاسقين الكافرون ، إذ الفسق يطلق على الكفر ، فتكون على نحو ما في الآية الأولى . ويحتمل أنّ المراد به الخروج عن أحكام شرعهم سواء كانوا كافرين به أم كانوا معتقدين ولكنّهم يخالفونه فيكون ذمّاً للنصارى في التّهاون بأحكام كتابهم أضعفَ من ذمّ اليهود .
- إعراب القرآن : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
«وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ» فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وأهل فاعله والجملة معطوفة وقرئ بكسر اللام على أنها لام التعليل ونصب المضارع «الْإِنْجِيلِ» مضاف إليه «بِما» متعلقان بيحكم «أَنْزَلَ اللَّهُ» فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل «فِيهِ» متعلقان بأنزل والجملة صلة ما «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» ينظر في إعرابها الآية «45»
- English - Sahih International : And let the People of the Gospel judge by what Allah has revealed therein And whoever does not judge by what Allah has revealed - then it is those who are the defiantly disobedient
- English - Tafheem -Maududi : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(5:47) Let the followers of the Gospel judge by what Allah has revealed therein, and those who do not judge by what Allah has revealed are the transgressors. *77
- Français - Hamidullah : Que les gens de l'Evangile jugent d'après ce qu'Allah y a fait descendre Ceux qui ne jugent pas d'après ce qu'Allah a fait descendre ceux-là sont les pervers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und so sollen die Leute des Evangeliums nach dem walten was Allah darin herabgesandt hat Wer nicht nach dem waltet was Allah als Offenbarung herabgesandt hat das sind die Frevler
- Spanish - Cortes : Que la gente del Evangelio decida según lo que Alá ha revelado en él Quienes no decidan según lo que Alá ha revelado ésos son los perversos
- Português - El Hayek : Que os adeptos do Evangelho julguem segundo o que Deus nele revelou porque aqueles que não julgarem conforme oque Deus revelou serão depravados
- Россию - Кулиев : Пусть люди Инджила Евангелия судят согласно тому что Аллах ниспослал в нем Те же которые не принимают решений в соответствии с тем что ниспослал Аллах являются нечестивцами
- Кулиев -ас-Саади : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
Пусть люди Инджила (Евангелия) судят согласно тому, что Аллах ниспослал в нем. Те же, которые не принимают решений в соответствии с тем, что ниспослал Аллах, являются нечестивцами.Люди Евангелия должны полностью руководствоваться своим Писанием и не уклоняться от него. Если же они не будут судить в соответствии с тем, что ниспослал Аллах, то окажутся нечестивцами.
- Turkish - Diyanet Isleri : İncil sahibleri Allah'ın onda indirdikleri ile hükmetsinler Allah'ın indirdiği ile hükmetmeyenler işte onlar fasık olanlardır
- Italiano - Piccardo : Giudichi la gente del Vangelo in base a quello che Allah ha fatto scendere Coloro che non giudicano secondo quello che Allah ha fatto scendere questi sono gli iniqui
- كوردى - برهان محمد أمين : دهبا شوێنکهوتووانی ئینجیل بهو ڕێنموویی و ئامۆژگاریانه ههڵسوکهوت بکهن که خوا له ئینجیلدا دایبهزاندوه گرنگترینیان شوێنکهوتنی ئاینی ئیسلام و پێغهمبهری ئیسلامه ئهوهی حوکم و داوهری نهکات بهو بهرنامهیهی که خوا دایبهزاندوه جا ئا ئهوانه ناپاک و تاوانبارو له سنوور دهرچوون
- اردو - جالندربرى : اور اہل انجیل کو چاہیئے کہ جو احکام خدا نے اس میں نازل فرمائے ہیں اس کے مطابق حکم دیا کریں اور جو خدا کے نازل کئے ہوئے احکام کے مطابق حکم نہ دے گا تو ایسے لوگ نافرماں ہیں
- Bosanski - Korkut : i sljedbenicima Indžila smo bili naredili da sude prema onome što je Allah objavio u njemu Oni koji nisu sudili prema onome što je Allah objavio – pravi su grješnici
- Swedish - Bernström : Låt därför dem som följer Evangeliet döma i enlighet med vad Gud där har uppenbarat; de som inte dömer i enlighet med vad Gud har uppenbarat är syndare som trotsar Gud
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan hendaklah orangorang pengikut Injil memutuskan perkara menurut apa yang diturunkan Allah didalamnya Barangsiapa tidak memutuskan perkara menurut apa yang diturunkan Allah maka mereka itu adalah orangorang yang fasik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
(Dan pengikut-pengikut Injil hendaklah memutuskan perkara dengan apa yang diturunkan Allah di dalamnya) berupa hukum-hukum dan menurut satu qiraat walyahkum itu dibaca waliyahkum karena diathafkan pada ma`mul aatainaahu (Dan siapa yang tidak memutuskan perkara dengan apa yang diturunkan Allah, maka mereka itu orang-orang yang fasik.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইঞ্জিলের অধিকারীদের উচিত আল্লাহ তাতে যা অবতীর্ণ করেছেন। তদানুযায়ী ফয়সালা করা। যারা আল্লাহ যা অবতীর্ণ করেছেন তদনুযায়ী ফয়সালা করে না তারাই পাপাচারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆதலால் இன்ஜீலையுடையவர்கள் அதில் அல்லாஹ் இறக்கி வைத்ததைக் கொண்டு தீர்ப்பு வழங்கட்டும்; அல்லாஹ் இறக்கி வைத்ததைக் கொண்டு யார் தீர்ப்பளிக்கவில்லையோ அவர்கள் தான் பாவிகளாவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ที่ได้รับอัลอินญีลก็จงตัดสินด้วยสิ่งที่อัลลอฮ์ได้ทรงประทานลงมาในนั้น และผู้ใดที่มิได้ตัดสินด้วยสิ่งที่อัลลอฮ์ได้ทรงประทานลงมาแล้ว ชนเหล่านี้คือผู้ที่ละเมิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Инжил аҳли унда Аллоҳ нозил қилган нарса ила ҳукм юритсинлар Ким Аллоҳ нозил қилган нарса ила ҳукм юритмаса ана ўшалар фосиқлардир Демак Инжилга эътиқод қилган насоролар ҳам унда Аллоҳ нозил қилган ҳукмлар остида ўша ҳукмларни жорий қилган ҳолда яшамоқлари керак бўлган Таврот аҳли ундаги ҳукмлар остида Инжил аҳли ҳам ундаги ҳукмлар остида яшамоқлари матлуб бўлган Қуръон тушиб бўлганидан кейин эса ҳамма бараварига Қуръоннинг аҳкомлари остида яшаши вожибга айланган
- 中国语文 - Ma Jian : 信奉《引支勒》的人,当依真主在《引支勒》中所降示的律例而判决。凡不依真主所降示的经典而判决的人,都是犯罪的。
- Melayu - Basmeih : Dan hendaklah Ahli Kitab Injil menghukum dengan apa yang telah diturunkan oleh Allah di dalamnya; dan sesiapa yang tidak menghukum dengan apa yang telah diturunkan oleh Allah maka mereka itulah orangorang yang fasik
- Somali - Abduh : Ila Xukumeen Ehelka Injiil wuxuu ku soo Dejiyey Eebe Dhexdiisa Cidaan Xukumin wuxuu soo Dejiyey Eebe waa Mid Faasiq ah uun
- Hausa - Gumi : Kuma sai mutãnen injĩla su yi hukunci da abin da Allah ya saukar a cikinta Kuma wanda bai yi hukunci ba da abin da Allah ya saukar to waɗannan su ne fãsiƙai
- Swahili - Al-Barwani : Na wahukumu Watu wa Injili kwa yale aliyo teremsha Mwenyezi Mungu ndani yake Na wasio hukumu kwa yale aliyo yateremsha Mwenyezi Mungu basi hao ndio wapotofu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Le të gjykojnë ithtarët e Inxhilit ashtu siç ka shpallë Perëndia në të E kush nuk gjykon ashtu siç ka shpallë Perëndia – ata janë mëkatarë të vërtetë
- فارسى - آیتی : و بايد كه اهل انجيل بر وفق آنچه خدا در آن كتاب نازل كرده است داورى كنند. زيرا هر كس به آنچه خدا نازل كرده است داورى نكند، از نافرمانان است.
- tajeki - Оятӣ : Ва бояд, ки аҳли Инҷил мувофиқи он чӣ Худо дар он китоб нозил кардааст, ҳукм кунанд. Зеро ҳар кас ба он чӣ Худо нозил кардааст, ҳукм накунад, аз нофармонон аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئەھلى ئىنجىللار (يەنى ناسارالار) اﷲ ئىنجىلدا نازىل قىلغان ئەھكاملار بويىچە ھۆكۈم قىلسۇن، اﷲ نازىل قىلغان ئايەتلەر بويىچە ھۆكۈم قىلمىغانلار پاسىقلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇഞ്ചീലിന്റെ അനുയായികള് അല്ലാഹു അതിലവതരിപ്പിച്ച നിയമമനുസരിച്ച് വിധി നടത്തട്ടെ. ആര് അല്ലാഹു അവതരിപ്പിച്ച നിയമമനുസരിച്ച് വിധി നടത്തുന്നില്ലയോ, അവര് തന്നെയാകുന്നു അധര്മികള്.
- عربى - التفسير الميسر : وليحكم اهل الانجيل الذين ارسل اليهم عيسى بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الخارجون عن امره العاصون له
*77). Here three judgements are issued against those who do not judge in accordance with the Law revealed by God. The first is that they are kafir (unbelievers); the second, that they are zalim (wrong-doers); and the third, that they are fasiq (transgressors). This clearly means that one who, in disregard of God's commandments and of the Laws revealed by Him, pronounces judgements according to man-made laws (whether made by himself or by others) is guilty of three major offences. First, his act amounts to rejecting the commandment of God, and this rejection is equivalent to kufr (infidelity, unbelief). Second, his act is contrary to justice, for only the laws made by God are in complete accord with the dictates of justice. Any judgement in contravention of God's injunctions amounts, therefore, to committing injustice (zulm). Third, when he enforces either his own or anyone else's law in disregard of the Laws of his Lord he steps out of the fold of subjection and obedience, and this constitutes fisq (transgression).
Kufr, zulm and fisq are essential elements in deviation from God's commandments. One finds them wherever there is deviation from the commandment of God. There is variation in the degree of deviation and hence in the degree of these three offences. Whoever passes judgement on something in opposition to an injunction of God, believing that injunction to be false, and holds either his own or anyone else's judgement to be sound, is an unbeliever (kafir), wrong-doer (zalim) and transgressor (fasiq). A man who is convinced that the injunctions of God are right but makes judgements contrary to them in practice is not an unbeliever in the sense that he ceases to remain a member of the Islamic community, but he is guilty of adulterating his faith by blending it with kufr, zulm and fisq. In the same manner, those who deviate from the injunctions of God in all matters are unbelievers, wrong-doers and transgressors. For those who are obedient in some respects and disobedient in others, the blending of faith and submission to God with the opposite attributes of unbelief, wrong-doing and transgression in their lives will be exactly in proportion to the mixture of their obedience to and their deviation from God's commands.
Some commentators have attempted to restrict the application of these verses to the People of the Book alone. The verses, however, hardly lend themselves to such a restrictive interpretation. The best answer to such a restrictive interpretation has been given by the Companion Hudhayfah. When someone told him that these verses related merely to the Israelites, meaning that the unbelievers, wrong-doers and transgressors were only the Jews who passed judgement contrary to the injunctions revealed by God, Hudhayfah remarked: 'What good brothers these Israelites are to you! Whatever is bitter goes to them; whatever is sweet comes to you. Nay, by God, you will follow their way, your steps following theirs.'