- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍۢ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ۚ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
- عربى - التفسير الميسر : يخبر الله تعالى عن جماعة من المنافقين أنهم كانوا يبادرون في موادة اليهود لما في قلوبهم من الشكِّ والنفاق، ويقولون: إنما نوادُّهم خشية أن يظفروا بالمسلمين فيصيبونا معهم، قال الله تعالى ذكره: فعسى الله أن يأتي بالفتح -أي فتح "مكة"- وينصر نَبِيَّه، ويُظْهِر الإسلام والمسلمين على الكفار، أو يُهيِّئ من الأمور ما تذهب به قوةُ اليهود والنَّصارى، فيخضعوا للمسلمين، فحينئذٍ يندم المنافقون على ما أضمروا في أنفسهم من موالاتهم.
- السعدى : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
ولما نهى الله المؤمنين عن توليهم، أخبر أن ممن يدعي الإيمان طائفةً تواليهم، فقال: { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ْ} أي: شك ونفاق، وضعف إيمان، يقولون: إن تولينا إياهم للحاجة، فإننا { نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ْ} أي: تكون الدائرة لليهود والنصارى، فإذا كانت الدائرة لهم، فإذا لنا معهم يد يكافؤننا عنها، وهذا سوء ظن منهم بالإسلام، قال تعالى -رادا لظنهم السيئ-: { فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ْ} الذي يعز الله به الإسلام على اليهود والنصارى، ويقهرهم المسلمون { أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِندِهِ ْ} ييأس به المنافقون من ظفر الكافرين من اليهود وغيرهم { فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا ْ} أي: أضمروا { فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ْ} على ما كان منهم وضرهم بلا نفع حصل لهم، فحصل الفتح الذي نصر الله به الإسلام والمسلمين، وأذل به الكفر والكافرين، فندموا وحصل لهم من الغم ما الله به عليم.
- الوسيط لطنطاوي : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
وبعد هذا النهى الشديد عن موالاة أعداء الله، صور القرآن حالة من حالات المنافقين بين فيها كيفية توليهم لأعداء الله، وأشعر بسببه فقال: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ.
والدائرة: من الصفات الغالبة التي لا يذكر معها موصوفها. وأصلها داورة. لأنها من دار يدور. ومعناها لغة: ما أحاط بالشيء. والمراد بها هنا: المصيبة من مصائب الدهر التي تحيط بالناس كما تحيط الدائرة بما في داخلها.
والمعنى: فترى- يا محمد أولئك المنافقين الذين ضعف إيمانهم، وذهب يقينهم، يسارعون في مناصرة أعداء الإسلام مسارعة الداخل في الشيء، قائلين في أنفسهم أو للناصحين لهم بالثبات على الحق: اتركونا وشأننا فإننا نخشى أن تنزل بنا مصيبة من المصائب التي يدور بها الزمان كأن تمسنا أزمة مالية، أو ضائقة اقتصادية، أو أن يكون النصر في النهاية لهؤلاء الذين نواليهم فنحن نصادقهم ونصافيهم لنتقى شرهم، ولننال عونهم عند الملمات والضوائق.
قال الجمل: والفاء في قوله فَتَرَى إما للسببية المحضة: أى: بسبب أن الله لا يهدى القوم الظالمين المتصفين بما ذكر فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ وإما للعطف على قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ من حيث المعنى.
والرؤية في قوله فَتَرَى. بصرية، فتكون جملة يسارعون حال. وقيل علمية فتكون جملة يسارعون مفعولا ثانيا. والأول أنسب بظهور نفاقهم.
وقوله: يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ حال من ضمير يسارعون .
والتعبير بقوله: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ تعبير قوى رائع، وصف القرآن به المنافقين وأشباههم في الكفر والضلال في مواطن كثيرة، لأنه لما كانت قوة القلب تضرب مثلا للثبات والتماسك.
كان ضعف القلب الذي عبر عنه بالمرض يضرب مثلا للخور، والتردد والتزلزل، وانهيار النفس.
وهذه طبيعة المنافقين ومن على شاكلتهم في كل زمان ومكان. إنهم لا يمكن أن يكونوا صرحاء في انحيازهم إلى ناحية معينة. وإنما هم يترددون بين الناحيتين، ويلتمسون الحظوة في الجانبين- فهم كما يقال: يصلون خلف على ويأكلون على مائدة معاوية- وأبلغ من كل ذلك وصف الله لهم بقوله: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ.
والتعبير بقوله- سبحانه- ترى.. تصوير للحال الواقعة منهم بأنها كالمرئية المكشوفة التي لا تخفى على العقلاء البصراء.
وفي ذلك تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتحذير له ولأصحابه من مكر أولئك الذين في قلوبهم مرض.
والتعبير بقوله: يُسارِعُونَ فِيهِمْ يشير إلى أنهم لا يدخلون ابتداء في صفوف الأعداء «وإنما هم منغمرون فيهم دائما» ولا يخرجون عن دائرتهم بل ينتقلون في صفوفهم بسرعة ونشاط من دركة إلى دركة، ومن إثم إلى آثام.
وقوله- تعالى- حكاية عنهم: يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ بيان لما اعتذروا به من معاذير كاذبة تدل على سقوط همتهم، وقلة ثقتهم بما وعد الله به المؤمنين من حسن العاقبة.
ولذا فقد رد الله عليهم بما يكبتهم، وبما يزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم فقال تعالى: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ.
وعسى: لفظ يدل على الرجاء والطمع في الحصول على المأمول، وإذا صدر من الله- تعالى- كان متحقق الوقوع لأنه صادر من أكرم الأكرمين الذي لا يخلف وعده، ولا يخيب من رجاه.
والفتح يطلق بمعنى التوسعة بعد الضيق كما في قوله: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ. ويطلق بمعنى الفصل بين الحق والباطل. ومن ذلك قوله- تعالى-: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ ويطلق بمعنى الظفر والنصر كما في قوله- تعالى- إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً.
ولفظ الفتح هنا يشمل هذه الأمور الثلاثة فهو سعة بعد ضيق، وفصل بين حق وباطل، ونصر بعد جهاد طويل.
والمعنى: لا تهتموا أيها المؤمنون بمسارعة هؤلاء الذين في قلوبهم مرض إلى صفوف أعدائكم وارتمائهم في أحضانهم خشية أن تصيبهم دائرة، فلعل الله- عز وجل- بفضله وصدق وعده أن يأتى بالخير العميم والنصر المؤزر الذي يظهر دينه. ويجعل كلمته هي العليا.. أو يأتى بأمر من عنده لا أثر لكم فيه فيزلزل قلوب أعدائكم، وينصركم عليهم، ويجعل الهزيمة والندم للموالين لأعدائكم، وبسبب شكهم في أن تكون العاقبة للإسلام والمسلمين.
ولقد صدق الله وعده، ففضح المنافقين وأذلهم، وأنزل الهزيمة باليهود، وأورث المؤمنين أرضهم وديارهم وأموالهم.
وقد جاء التعبير في قوله- تعالى-: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ بصيغة الرجاء، لتعليم المؤمنين عدم اليأس من رحمة الله، ومن مجيء نصره، ولتعويدهم على أن يتوجهوا إليه- سبحانه- في مطالبهم بالرجاء الصادق، والأمل الخالص.
قال الفخر الرازي: فإن قيل: شرط صحة التقسيم أن يكون ذلك بين قسمين متنافيين.
وقوله: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ليس كذلك، لأن الإتيان بالفتح داخل في قوله: أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ.
قلنا: قوله: أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ معناه: أو أمر من عنده لا يكون للناس فيه فعل ألبتة، كبني النضير الذين طرح الله في قلوبهم الرعب فأعطوا بأيديهم من غير محاربة ولا عسكر .
والضمير في قوله: فَيُصْبِحُوا يعود على أولئك المنافقين الذين في قلوبهم مرض والجملة معطوفة على أَنْ يَأْتِيَ داخل معه في حيز خبر عسى.
وعبر- سبحانه- عن ندمهم بالوصف نادِمِينَ لا بالفعل، للإيذان بأنه ندم دائم تصحبه الحسرات والآلام المستمرة، بسبب ما وقعوا فيه من ظن فاسد، وأمل خائب.
- البغوى : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
( فترى الذين في قلوبهم مرض ) أي : نفاق يعني عبد الله بن أبي وأصحابه من المنافقين الذين يوالون اليهود ، ) ( يسارعون فيهم ) في معونتهم وموالاتهم ، ( يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ) دولة ، يعني : أن يدول الدهر دولة فنحتاج إلى نصرهم إيانا ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه نخشى أن لا يتم أمر محمد فيدور الأمر علينا ، وقيل : نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب وقحط فلا يعطونا الميرة والقرض ( فعسى الله أن يأتي بالفتح ) قال قتادة ومقاتل : بالقضاء الفصل من نصر محمد صلى الله عليه وسلم على من خالفه ، وقال الكلبي والسدي : فتح مكة ، وقال الضحاك : فتح قرى اليهود مثل خيبر وفدك ، ( أو أمر من عنده ) قيل : بإتمام أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو عذاب لهم ، وقيل : إجلاء بني النضير ، ) ( فيصبحوا ) يعني : هؤلاء المنافقون ، ( على ما أسروا في أنفسهم ) من موالاة اليهود ودس الأخبار إليهم ، ) ( نادمين ) .
- ابن كثير : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
وقوله : ( فترى الذين في قلوبهم مرض ) أي : شك ، وريب ، ونفاق ( يسارعون فيهم ) أي : يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ، ( يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ) أي : يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشون أن يقع أمر من ظفر الكفار بالمسلمين ، فتكون لهم أياد عند اليهود والنصارى فينفعهم ذلك ، عند ذلك قال الله تعالى : ( فعسى الله أن يأتي بالفتح ) قال السدي : يعني فتح مكة . وقال غيره : يعني القضاء والفصل ( أو أمر من عنده ) قال السدي : يعني ضرب الجزية على اليهود والنصارى ( فيصبحوا ) يعني : الذين والوا اليهود والنصارى من المنافقين ( على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) من الموالاة ( نادمين ) أي : على ما كان منهم ، مما لم يجد عنهم شيئا ، ولا دفع عنهم محذورا ، بل كان عين المفسدة ، فإنهم فضحوا ، وأظهر الله أمرهم في الدنيا لعباده المؤمنين ، بعد أن كانوا مستورين لا يدرى كيف حالهم . فلما انعقدت الأسباب الفاضحة لهم ، تبين أمرهم لعباد الله المؤمنين ، فتعجبوا منهم كيف كانوا يظهرون أنهم من المؤمنين ، ويحلفون على ذلك ويتأولون ، فبان كذبهم وافتراؤهم ; ولهذا قال تعالى :
- القرطبى : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
قوله تعالى : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
قوله تعالى : فترى الذين في قلوبهم مرض شك ونفاق ، وقد تقدم في " البقرة " والمراد ابن أبي وأصحابه يسارعون فيهم أي : في موالاتهم ومعاونتهم . يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة أي : يدور الدهر علينا إما بقحط فلا يميزوننا ولا يفضلوا علينا ، وإما أن يظفر اليهود بالمسلمين فلا يدوم الأمر لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا القول أشبه بالمعنى ; كأنه من دارت تدور ، أي : نخشى أن يدور الأمر ; ويدل عليه قوله عز وجل : فعسى الله أن يأتي بالفتح ; وقال الشاعر :
يرد عنك القدر المقدورا ودائرات الدهر أن تدورا
يعني دول الدهر الدائرة من قوم إلى قوم . واختلف في معنى الفتح ، فقيل : الفتح الفصل والحكم ، عن قتادة وغيره . قال ابن عباس : أتى الله بالفتح فقتلت مقاتلة بني قريظة وسبيت ذراريهم وأجلي بنو النضير . وقال أبو علي : هو فتح بلاد المشركين على المسلمين . وقال السدي : يعني بالفتح فتح مكة . أو أمر من عنده قال السدي : هو الجزية . الحسن : إظهار أمر المنافقين والإخبار بأسمائهم والأمر بقتلهم ، وقيل : الخصب والسعة للمسلمين . فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين أي : فيصبحوا نادمين على توليهم الكفار إذا رأوا نصر الله للمؤمنين ، وإذا عاينوا عند الموت فبشروا بالعذاب .
- الطبرى : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
القول في تأويل قوله : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ
اختلف أهل التأويل فيمن عنى بهذه الآية.
فقال بعضهم: عنى بها عبد الله بن أبي ابن سلول.
ذكر من قال ذلك:
12166 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت أبي، عن عطية بن سعد: " فترى الذين في قلوبهم مرض "، عبد الله بن أبي=" يسارعون فيهم "، في ولايتهم=" يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "، إلى آخر الآية: فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ .
12167 - حدثنا هناد قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا ابن إسحاق قال، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: "
فترى الذين في قلوبهم مرض "، يعني عبد الله بن أبي=" يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "، لقوله: إني أخشى دائرةً تُصِيبني! (16)* * *
وقال آخرون: بل عُني بذلك قومٌ من المنافقين كانوا يُناصِحون اليهود ويغشون المؤمنين، ويقولون: "
نخشى أن تكون الدائرة لليهود على المؤمنين "! (17)ذكر من قال ذلك:
12168 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: "
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم "، قال: المنافقون، في مصانعة يهود، ومناجاتهم، واسترضاعهم أولادَهم إياهم= وقول الله تعالى ذكره: " نخشى أن تصيبنا دائرة "، قال يقول: نخشى أن تكون الدَّائرة لليهود.12169 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
12170 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
فترى الذين في قلوبهم مرض " إلى قوله: نَادِمِينَ ، أُناسٌ من المنافقين كانوا يوادُّون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين.12171 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
فترى الذين في قلوبهم مرض "، قال: شك =" يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "، و " الدائرة "، ظهور المشركين عليهم.* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن ذلك من الله خبر عن ناس من المنافقين كانوا يوالون اليهودَ والنصارى ويغشُّون المؤمنين، ويقولون: نخشى أن تدور دوائر= إما لليهود والنصارى، وإما لأهل الشرك من عبدة الأوثان، أو غيرهم= على أهل الإسلام، أو تنـزل بهؤلاء المنافقين نازلةٌ، فيكون بنا إليهم حاجة.
وقد يجوز أن يكون ذلك كان من قول عبد الله بن أبي، ويجوز أن يكون كان من قول غيره، غير أنه لا شك أنه من قول المنافقين.
* * *
فتأويل الكلام إذًا: فترى، يا محمد، الذين في قلوبهم شكٌّ، (18) ومرضُ إيمانٍ بنبوّتك وتصديق ما جئتهم به من عند ربك (19) ="
يسارعون فيهم "، يعني في اليهود والنصارى= ويعني بمسارعتهم فيهم: مسارعتهم في مُوالاتهم ومصانعتهم (20) =" يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "، يقول هؤلاء المنافقون: إنما نسارع في موالاة هؤلاء اليهود والنصارى، خوفًا من دائرة تدور علينا من عدوّنا. (21)* * *
ويعني بـ"
الدائرة "، الدولة، كما قال الراجز: (22)تَــرُدُّ عَنْــكَ القَــدَرَ المَقْــدُورَا
وَدَائِـــرَاتِ الدَّهْـــرِ أَنْ تَــدُورَا (23)
يعني: أن تدول للدهر دولة، فنحتاج إلى نصرتهم إيانا، فنحن نواليهم لذلك. فقال الله تعالى ذكره لهم: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ .
* * *
القول في تأويل قوله : فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده "، فلعل الله أن يأتي بالفتح. (24)* * *
ثم اختلفوا في تأويل "
الفتح " في هذا الموضع.فقال بعضهم: عُنى به ههنا، القضاء.
ذكر من قال ذلك:
12172 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "
فعسى الله أن يأتي بالفتح "، قال: بالقضاء.* * *
وقال آخرون: عني به فتح مكة.
ذكر من قال ذلك:
12173 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
فعسى الله أن يأتي بالفتح "، قال: فتح مكة.* * *
و "
الفتح " في، كلام العرب، هو القضاء، كما قال قتادة، ومنه قول الله تعالى ذكره: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [سورة الأعراف: 89].وقد يجوز أن يكون ذلك القضاء الذي وعدَ الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله: "
فعسى الله أن يأتي بالفتح " فتح، مكة، لأن ذلك كان من عظيم قضاءِ الله، وفَصْل حُكمه بين أهل الإيمان والكفر، ومقرِّرًا عند أهل الكفر والنفاق، (25) أن الله معلي كلمته وموهن كيد الكافرين. (26)* * *
وأما قوله: "
أو أمر من عنده "، فإن السدي كان يقول في ذلك، ما:-12174 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
أو أمر من عنده " قال: " الأمر "، الجزية.* * *
وقد يحتمل أن يكون "
الأمر " الذي وعد الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يأتي به هو الجزية، ويحتمل أن يكون غيرها. (27) غير أنه أيّ ذلك كان، فهو مما فيه إدالة المؤمنين على أهل الكفر بالله وبرسوله، ومما يسوء المنافقين ولا يسرُّهم. وذلك أن الله تعالى ذكره قد أخبر عنهم أنّ ذلك الأمر إذا جاء، أصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين.* * *
وأما قوله: "
فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين "، فإنه يعني هؤلاء المنافقين الذين كانوا يوالون اليهود والنصارى. يقول تعالى ذكره: لعل الله أن يأتي بأمرٍ من عنده يُديل به المؤمنين على الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الكفر، فيصبح هؤلاء المنافقون على ما أسرُّوا في أنفسهم من مخالّة اليهود والنصارى ومودّتهم، وبغْضَة المؤمنين ومُحَادّتهم،" نادمين "، كما:-12175 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "
فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين "، من موادّتهم اليهود، ومن غِشِّهم للإسلام وأهله.----------------
الهوامش :
(16) الأثر: 12167- سيرة ابن هشام 3: 53 ، مختصرًا وهو تابع الأثر السالف رقم: 12158.
(17) في المطبوعة: "
أن تكون دائرة" ، وأثبت ما في المخطوطة.(18) في المطبوعة: "
في قلوبهم مرض وشك إيمان" ، غير ما في المخطوطة وهو الصواب المحض. لأنه يريد: أن المرض قد دخل إيمانهم وتصديقهم ، بعد ذكر"الشك".(19) انظر تفسير"
المرض" فيما سلف 1: 278- 281.(20) انظر تفسير"
المسارعة" فيما سلف 7: 130 ، 207 ، 418/10: 301 وما بعدها.(21) انظر تفسير"
الإصابة" فيما سلف ص: 1393 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.(22) هو حميد الأرقط.
(23) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 169 ، ولم أجد سائر الرجز.
(24) انظر تفسير"
عسى" فيما سلف 4: 298/8: 579.(25) في المطبوعة والمخطوطة: "
ويقرر" ، وكأن الصواب ما أثبت.(26) انظر تفسير"
الفتح" فيما سلف 2: 254 ، 332/9: 323 ، 324.(27) في المخطوطة: "
أن يكون إلى غيرها" ، وكأنه خطأ من الناسخ. - ابن عاشور : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
وقوله : { فترى الّذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم } تفريع لحالة من موالاتهم أريد وصفها للنّبيء صلى الله عليه وسلم لأنّها وقعت في حضرته . والمرض هنا أطلق على النفاق كما تقدّم في قوله تعالى : { في قلوبهم مرض } في سورة البقرة ( 10 ) . أطلق عليه مرض لأنّه كفر مفسد للإيمان . والمسارعة تقدّم شرحها في قوله تعالى : { لا يحْزنك الّذين يسارعون في الكفر } [ المائدة : 41 ] . وفي المجرور مضاف محذوف دلّت عليه القرينة ، لأنّ المسارعة لا تكون في الذوات ، فالمعنى : يسارعون في شأنهم من موالاتهم أو في نصرتهم .
والقولُ الواقع في { يقولون نَخشى } قولُ لسان لأنّ عبد الله بن أبيّ بنَ سلول قال ذلك ، حسبما رُوي عن عطيّة الحوفي والزهري وعاصم بن عمر بن قتادة أنّ الآية نزلت بعد وقعة بدر أوبعد وقعة أحُد وأنّها نزلت حين عزم رسول الله على قتال بني قينقاع . وكان بنو قينقاع أحلافاً لعبد الله بن أبي بن سلول ولعُبادة بن الصامت ، فلمّا رأى عبادة منزع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فقال : يا رسول الله إنّي أبرأ إلى الله من حِلف يهود وولائهم ولا أوالي إلاّ الله ورسولَه ، وكان عبد الله بن أبيّ حاضراً فقال : أمَّا أنا فلا أبرأ من حلفهم فإنّي لا بدّ لي منهم إنّي رجل أخاف الدّوائر .
ويحتمل أن يكون قولهم : { نخشى أن تصيبنا دائرة } ، قولاً نفسياً ، أي يقولون في أنفسهم . فالدّائرة المخشيّة هي خشية انتقاض المسلمين على المنافقين ، فيكون هذا القول من المرض الّذي في قلوبهم ، وعن السديّ : أنّه لمّا وقع انهزام يوم أحُد فزع المسلمون وقال بعضهم : نأخذ من اليهود حلفاً ليُعاضدونا إن ألمّت بنا قاصمة من قريش . وقال رجل : إنّي ذاهب إلى اليهود فلان فآوي إليه وأتهوّدُ معه . وقال آخر : إنّي ذاهب إلى فلان النّصراني بالشّام فآوي إليه وأتنصّر معه ، فنزلت الآية . فيكون المرض هنا ضعف الإيمان وقلّة الثّقة بنصر الله ، وعلى هذا فهذه الآية تقدّم نزولها قبل نزول هذه السورة ، فإمّا أعيد نزولها ، وإمّا أمر بوضعها في هذا الموضع .
والظاهر أنّ قوله { فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين } يؤيّد الرواية الأولى ، ويؤيّد مَحملنا فيها : أنّ القول قول نفسيّ .
والدائرة اسم فاعل من دار إذا عَكس سيره ، فالدائرة تغيّر الحال ، وغلب إطلاقها على تغيّر الحال من خير إلى شرّ ، ودوائر الدّهر : نُوبه ودولُه ، قال تعالى : { ويتربّص بكم الدوائر } [ التوبة : 98 ] أي تبدّل حالكم من نصر إلى هزيمة . وقد قالوا في قوله تعالى : { عليهم دائرة السَّوْء } [ الفتح : 6 ] إنّ إضافة ( دائرة ) إلى ( السَّوْء ) إضافة بيان . قال أبو عليّ الفارسي : لو لم تُضف الدائرة إلى السَّوْء عرف منها معناه . وأصل تأنيثها للمرّة ثمّ غلبت على التغيّر مُلازمة لصبغة التّأنيث .
- إعراب القرآن : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
«فَتَرَى الَّذِينَ» فعل مضارع واسم الموصول مفعوله والجملة مستأنفة بعد الفاء «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ مرض والجملة صلة الموصول لا محل لها «يُسارِعُونَ فِيهِمْ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور فيهم والواو فاعله والجملة في محل نصب حال «يَقُولُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله «نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ» تصيبنا مضارع منصوب ونا مفعوله ودائرة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به للفعل نخشى وجملة نخشى في محل نصب مفعول به مقول القول وجملة يقولون في محل نصب حال «فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» عسى فعل ماض ناقص مبني على الفتحة المقدرة على الألف ولفظ الجلالة اللّه اسمها والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها خبرها وبالفتح متعلقان بيأتي «أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ» أمر عطف على الفتح ومن عنده متعلقان بمحذوف صفة أمر وجملة عسى استئنافية. «فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ» الفاء سببية ويصبحوا مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة بعد الفاء والواو اسمها ونادمين خبرها تعلق به الجار والمجرور «عَلى ما». أسروا فعل ماض تعلق به الجار والمجرور في أنفسهم وجملة أسروا صلة الموصول لا محل لها.
- English - Sahih International : So you see those in whose hearts is disease hastening into [association with] them saying "We are afraid a misfortune may strike us" But perhaps Allah will bring conquest or a decision from Him and they will become over what they have been concealing within themselves regretful
- English - Tafheem -Maududi : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ(5:52) Indeed you see those afflicted with the disease of hypocrisy race towards them, saying: 'We fear lest some misfortune overtakes us. *84 And it may happen that Allah will either bring you a decisive victory or bring about something else from Himself? *85 and then they will feel remorseful at their hypocrisy which they have kept concealed in their breasts -
- Français - Hamidullah : Tu verras d'ailleurs que ceux qui ont la maladie au cœur se précipitent vers eux et disent Nous craignons qu'un revers de fortune ne nous frappe Mais peut-être qu'Allah fera venir la victoire ou un ordre émanant de Lui Alors ceux-là regretteront leurs pensées secrètes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und so siehst du diejenigen in deren Herzen Krankheit ist sich ihretwegen beeilen; sie sagen "Wir fürchten daß uns eine Schicksalswendung treffen wird" Aber vielleicht wird Allah den entscheidenden Sieg oder eine Anordnung von Ihm herbeibringen Dann werden sie über das was sie in ihrem Innersten geheimgehalten haben Reue empfinden
- Spanish - Cortes : Ves a los enfermos de corazón precipitarse a ellos diciendo Tenemos miedo de un revés de fortuna Pero puede que Alá traiga el éxito u otra cosa de Él y entonces se dolerán de lo que habían pensado en secreto
- Português - El Hayek : Verás aqueles que abrigam a morbidez em seus corações apressaremse em Ter intimidades com eles dizendo Tememos que nos açoite uma vicissitude Oxalá Deus te apresente a vitória ou algum outro desígnio Seu e então arrependerseão de tudo quanto haviam maquinado
- Россию - Кулиев : Ты видишь что те чьи сердца поражены недугом поспешают среди них и говорят Мы боимся что нас постигнет беда Но может быть Аллах явится с победой или своим повелением и тогда они станут сожалеть о том что утаивали в себе
- Кулиев -ас-Саади : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
Ты видишь, что те, чьи сердца поражены недугом, поспешают среди них и говорят: «Мы боимся, что нас постигнет беда». Но, может быть, Аллах явится с победой или Своим повелением, и тогда они станут сожалеть о том, что утаивали в себе.После того как Аллах запретил правоверным дружить с людьми Писания, Он сообщил о том, что некоторые из тех, которые называют себя правоверными, заводят с ними теплую дружбу. Так поступают те, чьи сердца поражены недугом сомнения, лицемерия или маловерия. Они говорят: «Мы дружим с ними только потому, что опасаемся, что они могут обрести могущество. Если это произойдет, то они будут благодарны нам за то, что мы помогали им». Эти слова свидетельствуют о том, как плохо они думают об исламе. Всевышний опроверг их дурные предположения и сказал, что Он может одарить мусульман победой, которая принесет могущество исламу, унизит иудеев и христиан и подчинит их мусульманам. Он может сотворить любое другое событие, которое опечалит лицемеров, после которого они потеряют всякую надежду на победу иудеев или других неверующих. Вот тогда они пожалеют о том, что они таили в своих сердцах, поскольку их помыслы навредят им и не принесут никакой пользы. Аллах действительно одарил мусульман победой, которая превознесла ислам и унизила неверие и неверующих. Она заставила их опечалиться и принесла им столько неприятностей, что доподлинно о них известно только Аллаху.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kalblerinde hastalık olanların "Bize bir felaket gelmesinden korkuyoruz" diyerek onlara koştuğunu görürsün Olur ki Allah bir zafer verir veya katından bir emir getirir de kalblerinde gizlediklerine içleri yananlara dönerler
- Italiano - Piccardo : Vedrai quelli che hanno una malattia nel cuore correre verso di loro dicendo “Temiamo un rovescio del destino” Ma se Allah darà la vittoria o un ordine da parte Sua eccoli rimpiangere i loro pensieri segreti
- كوردى - برهان محمد أمين : به ڕوونی دهبینی ئهوانهی دڵیان نهخۆشه و ئیمان لاوازن بهپهله دهچن بۆ لایان به زمانی حاڵ دهڵێن دهترسین بهڵایهکمان تووش بێت یان کارهساتێکمان بهسهر بێت جا دوور نیه و لهوانهیه بهم نزیکانه خوا سهرکهوتن ببهخشێت به ئیمانداران یاخود بهشێوهیهکی یهکسهریی به موعجیزهیهک لهلایهن خۆیهوه سهرکهوتنیان پێببهخشێت ئهوکاته باوهڕلاوازان پهشیمان دهبنهوه لهسهر ئهو نهێنی و خهتهره و خهیاڵهی له دڵ و دهروونیاندا شاردبوویانهوه
- اردو - جالندربرى : تو جن لوگوں کے دلوں میں نفاق کا مرض ہے تم ان کو دیکھو گے کہ ان میں دوڑ دوڑ کے ملے جاتے ہیں کہتے ہیں کہ ہمیں خوف ہے کہ کہیں ہم پر زمانے کی گردش نہ اجائے سو قریب ہے کہ خدا فتح بھیجے یا اپنے ہاں سے کوئی اور امر نازل فرمائے پھر یہ اپنے دل کی باتوں پر جو چھپایا کرتے تھے پشیمان ہو کر رہ جائیں گے
- Bosanski - Korkut : Zato ti vidiš one čija su srca bolesna kako se žure da s njima prijateljstvo sklope govoreći "Bojimo se da nas kakva nevolja ne zadesi" A Allah će sigurno pobjedu ili nešto drugo od sebe dati pa će se oni zbog onoga što su u dušama svojim krili kajati
- Swedish - Bernström : Du ser att de vilkas hjärtan är sjuka av tvivel har bråttom att söka vinna deras [gunst] De säger "Vi fruktar att vår lycka skall vända sig" Men det kan hända att Gud skänker [de troende] segern eller ger Sin vilja till känna [på annat sätt] och då måste dessa människor [med sjuka sinnen] ångra sina [hemliga] tankar
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka kamu akan melihat orangorang yang ada penyakit dalam hatinya orangorang munafik bersegera mendekati mereka Yahudi dan Nasrani seraya berkata "Kami takut akan mendapat bencana" Mudahmudahan Allah akan mendatangkan kemenangan kepada RasulNya atau sesuatu keputusan dari sisiNya Maka karena itu mereka menjadi menyesal terhadap apa yang mereka rahasiakan dalam diri mereka
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ
(Maka kamu lihat orang-orang yang di dalam hati mereka ada penyakit) yakni lemah akidahnya seperti Abdullah bin Ubai gembong munafik itu (bersegera kepada mereka) untuk mengambil mereka sebagai pemimpin (seraya katanya) mengemukakan alasan dari sikap mereka itu ("Kami takut akan mendapat giliran bencana.") misalnya giliran musim kemarau, kekalahan sedangkan urusan Muhammad tidak berketentuan sehingga tidak dapat membela kami. Berfirman Allah swt.: (Semoga Allah mendatangkan kemenangan) kepada rasul-Nya dengan mengembangkan agama-Nya (atau sesuatu keputusan dari sisi-Nya) misalnya dengan membuka kedok orang-orang munafik dan menyingkapkan rahasia mereka (sehingga mereka atas apa yang mereka rahasiakan dalam diri mereka) berupa keragu-raguan dan mengambil orang-orang kafir itu sebagai pemimpin (menjadi menyesal.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বস্তুতঃ যাদের অন্তরে রোগ রয়েছে তাদেরকে আপনি দেখবেন দৌড়ে গিয়ে তাদেরই মধ্যে প্রবেশ করে। তারা বলেঃ আমরা আশঙ্কা করি পাছে না আমরা কোন দুর্ঘটনায় পতিত হই। অতএব সেদিন দুরে নয় যেদিন আল্লাহ তা’আলা বিজয় প্রকাশ করবেন অথবা নিজের পক্ষ থেকে কোন নির্দেশ দেবেনফলে তারা স্বীয় গোপন মনোভাবের জন্যে অনুতপ্ত হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனவே நபியே எவர் இருதயங்களில் நோய் இருக்கின்றதோ அத்தகையவர்தாம் அவர்களிடம் விரைந்து செல்வதை நீர் காண்பீர் அவர்களைப் பகைத்துக் கொண்டால் "எங்களுக்கு ஏதாவது துன்பச்சுழல் ஏற்படுமோ என்று அஞ்சுகிறோம்" என அவர்கள் கூறுகிறார்கள்; அல்லாஹ் தான் நாடியபடி தன்னிடமிருந்து உங்களுக்கு ஒரு வெற்றியையோ அல்லது ஏதாவது ஒரு நற் காரியத்தையோ கொடுத்து விடலாம்; அப்பொழுது அவர்கள் தம் உள்ளங்களில் மறைத்து வைத்திருந்ததைப் பற்றி கைசேதமடைந்தோராக ஆகிவிடுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วเจ้าจะได้เห็นบรรดาผู้ที่ในหัวใจของพวกเขามีโรค ต่างรีบเร่งกันไปอยู่ในหมู่พวกเขา โดยกล่าวว่า พวกเรากลัวภัยพิบัติ จะเวียนมาประสบแก่พวกเรา อาจเป็นไปได้ว่าอัลลอฮ์นั้นจะทรงนำมาซึ่งชัยชนะ หรือไม่ก็นำพระบัญชาอย่างหนึ่งอย่างใดมาจากที่พระองค์ แล้วพวกเขาก็กลายเป็นผู้เสียใจต่อสิ่งที่พวกเขาปกปิดไว้ในใจของพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қалбларида касаллик борларнинг замон айланиб бизга мусибат етишидан қўрқамиз деб улар томон шошилганини кўрасан Шоядки Аллоҳ фатҳу нусрат берса ёки Ўз томонидан бирон иш ато қилсаю ўзларича сирлашган нарсаларига надомат қилсалар Яъни мазкур кофирлар замон айланиб мусулмонлар енгилиб қолса ғолибларнинг зарбаси остида қолмайин деб қўрқади Демак Исломга у ихлос билан кирган эмас Мусулмонлар устун келиб турганда улардан қўрқиб тили билан мусулмонлигини изҳор қилган баъзи ибодатларга ва диний кўрсатмаларга ҳам амал қилиб турган Мусулмонларга қарши бўлган кофирлар билан ҳам дўстлашиб ҳамкорлик қилиб мабодо замон айланиб улар мусулмонлардан устун келиб қолса менга зарар беришмасин деб туради Лекин иш тамоман бошқача бўлиб чиқиши ҳам мумкин
- 中国语文 - Ma Jian : 你将看见有心病的人,将争先地去与他们亲善,还要托辞说:我们恐怕遭遇厄运。真主也许降下胜利,或发出命令,而他们因为自己心中隐藏的阴谋,而变成悔恨的人。
- Melayu - Basmeih : Dalam pada itu engkau lihat orangorang munafik yang ada penyakit dalam hatinya segera berusaha mendampingkan diri kepada mereka Yahudi dan Nasrani sambil berkata "Kami takut bahawa kami akan ditimpa bencana yang memaksa kami meminta pertolongan mereka" Mudahmudahan Allah akan mendatangkan kemenangan kepada RasulNya dan umat Islam atau mendatangkan sesuatu hukuman dari sisiNya terhadap golongan yang munafik itu; maka sebab itu mereka akan menyesal mengenai apa yang telah mereka sembunyikan dalam hatinya
- Somali - Abduh : Waxaad Arkaysaan kuwa Qalbiga ka Buka Munaafiqiinta oo u Degdagi Dhexdooda iyagoo Dhihi waxaannu ka Cabsan inay nagu dhaedo Dhibaato Socota waxay u Dhawdahay in Eebe keeno Fatxi Gargaar Xagiisa ah oo Markaas ay ahaadaan kuwo waxay u Qarsanayeen Naftooda oo Gaal jacayl ah Qoomameeya
- Hausa - Gumi : Sai ka ga waɗanda a cikin zukatansu akwai cuta sunã tseren gaugawa a cikinsu sunã cewa "Munã tsõron kada wata masĩfa ta sãme mu" To akwai tsammãnin Allah Ya zo da buɗi kõ kuwa wani umurni daga wurinSa har su wãyi gari a kan abin da suka ɓõye a cikin zukatansu sunã mãsu nadãmã
- Swahili - Al-Barwani : Utawaona wale wenye maradhi nyoyoni mwao wanakimbilia kwao wakisema Tunakhofu yasitusibu mabadiliko Huenda Mwenyezi Mungu akaleta ushindi au jambo jingine litokalo kwake wakawa wenye kujuta kwa waliyo yaficha katika nafsi zao
- Shqiptar - Efendi Nahi : I sheh ti ata zemrat e të cilëve lëngojnë nga hipokrizia se si vrapojnë për të lidhur miqësi me ta duke thënë “Druajmë se mos po na goditë ndonjë fatkeqësi” E Perëndia do t’i sjell fitoren ose diçka tjetër nga ana e Tij e prandaj për atë që kanë fshehur në veten e tyre do të pendohen
- فارسى - آیتی : آنهايى را كه در دل مرضى دارند مىبينى كه به صحبتشان مىشتابند، مىگويند: مىترسيم كه به ما آسيبى رسد. اما باشد كه خدا فتحى پديد آرد يا كارى كند، آنگاه از آنچه در دل نهان داشته بودند پشيمان شوند.
- tajeki - Оятӣ : Онҳоеро, ки дар дил маразе доранд, мебинӣ, ки ба сӯҳбаташон мешитобанд, мегӯянд: «Метарсем, ки ба мо осебе расад». Аммо шояд, ки Худо пирӯзие падид орад ё коре кунад, он гоҳ аз он чӣ дар дил ниҳон дошта буданд, пушаймон шаванд.
- Uyghur - محمد صالح : دىللىرىدا كېسەللىك (يەنى مۇناپىقلىق) بارلارنىڭ (زامان ئۆزگىرىپ كاپىرلار زەپەر تاپسا) ئۆزىمىزگە بىر پالاكەتچىلىك كېلىشىدىن قورقىمىز دەپ، ئۇلار بىلەن دوست بولۇشقا ئالدىرىغانلىقىنى كۆرىسەن، اﷲ (رەسۇلۇللاھقا، مۇسۇلمانلارغا) غەلىبە (يەنى مەككىنى پەتھى قىلىشنى) ئاتا قىلىدۇ، ياكى بىر ئىشنى (يەنى ئۇلارنىڭ مۇناپىقلىقىنى پاش قىلىشنى) مەيدانغا كەلتۈرىدۇ - دە، كۆڭلىدە يوشۇرغىنى (يەنى مۆمىنلەرنىڭ دۈشمەنلىرىنى دوست تۇتقانلىقى) ئۈچۈن ئۇلار نادامەت چېكىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് ദീനംപിടിച്ച മനസ്സുള്ളവര് അവരുമായി കൂട്ടുകൂടുന്നതിന് തിടുക്കം കൂട്ടുന്നതായി കാണാം. തങ്ങള്ക്കു വല്ല വിപത്തും വന്നുപെട്ടേക്കുമോയെന്ന് ആശങ്കയുണ്ടെന്നാണ് അതിനവര് കാരണം പറയുക. എന്നാല് അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് നിര്ണായക വിജയം നല്കിയേക്കാം. അല്ലെങ്കില് അവന്റെ ഭാഗത്തുനിന്ന് മറ്റുവല്ല നടപടിയും ഉണ്ടായേക്കാം. അപ്പോള് അവര് തങ്ങളുടെ മനസ്സ് മറച്ചുവെക്കുന്നതിനെ സംബന്ധിച്ച് ഖേദിക്കുന്നവരായിത്തീരും.
- عربى - التفسير الميسر : يخبر الله تعالى عن جماعه من المنافقين انهم كانوا يبادرون في مواده اليهود لما في قلوبهم من الشك والنفاق ويقولون انما نوادهم خشيه ان يظفروا بالمسلمين فيصيبونا معهم قال الله تعالى ذكره فعسى الله ان ياتي بالفتح اي فتح "مكه" وينصر نبيه ويظهر الاسلام والمسلمين على الكفار او يهيئ من الامور ما تذهب به قوه اليهود والنصارى فيخضعوا للمسلمين فحينئذ يندم المنافقون على ما اضمروا في انفسهم من موالاتهم
*84). The outcome of the conflict in Arabia between Islam and unbelief (kufr) had not crystallized. Although Islam had become a formidable force owing to the daring, courage and sacrifices of its followers, the forces opposed to it were also tremendously powerful. To an objective observer it must have seemed that either party had an equal chance of success, and so the hypocrites, apparently an integral part of the Muslim body politic, sought to maintain good relations with the Jews and the. Christians as well. They expected refuge and protection from the Jews in case Islam was defeated. Moreover, the Jews and Christians held the greatest economic power in Arabia insofar as the banking system and the greenest and most fertile regions of Arabia were in their possession. For these reasons the hypocrites were keen to maintain good relations with them: they thought that to regard the conflict between Islam and unbelief as crucially important, and to sever their relations with all those currently in conflict with Islam, would be too great a risk both politically and economically.
*85). They were looking for a conclusive victory, or at least something not far short of it, to inspire confidence that the conflict would end in favour of Islam.