- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَٱلْكُفَّارَ أَوْلِيَآءَ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ۚ واتقوا الله إن كنتم مؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تتخذوا الذين يستهزئون ويتلاعبون بدينكم من أهل الكتاب والكفارَ أولياءَ، وخافوا الله إن كنتم مؤمنين به وبشرعه.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
تفسير الآيتين 57 و58 : ينهى عباده المؤمنين عن اتخاذ أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن سائر الكفار أولياء يحبونهم ويتولونهم، ويبدون لهم أسرار المؤمنين، ويعاونونهم على بعض أمورهم التي تضر الإسلام والمسلمين، وأن ما معهم من الإيمان يوجب عليهم ترك موالاتهم، ويحثهم على معاداتهم، وكذلك التزامهم لتقوى الله التي هي امتثال أوامره واجتناب زواجره مما تدعوهم إلى معاداتهم، وكذلك ما كان عليه المشركون والكفار المخالفون للمسلمين، من قدحهم في دين المسلمين، واتخاذهم إياه هزوا ولعبا، واحتقاره واستصغاره، خصوصا الصلاة التي هي أظهر شعائر المسلمين، وأجلُّ عباداتهم، إنهم إذا نادوا إليها اتخذوها هزوا ولعبا، وذلك لعدم عقلهم ولجهلهم العظيم، وإلا فلو كان لهم عقول لخضعوا لها، ولعلموا أنها أكبر من جميع الفضائل التي تتصف بها النفوس. فإذا علمتم -أيها المؤمنون- حال الكفار وشدة معاداتهم لكم ولدينكم، فمن لم يعادهم بعد هذا دل على أن الإسلام عنده رخيص، وأنه لا يبالي بمن قدح فيه أو قدح بالكفر والضلال، وأنه ليس عنده من المروءة والإنسانية شيء. فكيف تدعي لنفسك دينا قيما، وأنه الدين الحق وما سواه باطل، وترضى بموالاة من اتخذه هزوا ولعبا، وسخر به وبأهله، من أهل الجهل والحمق؟! وهذا فيه من التهييج على عداوتهم ما هو معلوم لكل من له أدنى مفهوم.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قال الآلوسى: أخرج ابن إسحاق وجماعة عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت، وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا، وكان رجال من المسلمين يوادونهما.
فأنزل الله- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا ... الآية .
والدين: هو ما عليه المرء من عقائد وأعمال ناشئة عن العقيدة. فهو عنوان عقل المتدين، ورائد آماله، وباعث أعماله. والذي يتخذ دين امرئ هزوا ولعبا، فقد اتخذ ذلك المتدين بهذا الدين هزوا ولعبا.
وقوله: هُزُواً أى سخرية يقال: فلان هزئ من فلان إذا سخر منه، واستخف به.
وأصله هزءا، فأبدلت الهمزة واوا لضم ما قبلها.
وقوله: لَعِباً أى ملهاة وعبثا. وأصله من لعاب الطفل. يقال عن الطفل لعب- بفتح العين- إذا سال لعابه.
والمعنى: يا أيها الذين اتصفوا بالإيمان لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ الذي هو سر سعادتكم وعزتكم هُزُواً وَلَعِباً أى: اتخذوا مادة لسخريتهم وتهكمهم، وموضعا لعبثهم ولهوهم.
ومِنَ في قوله: مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ بيانية.
أى: مبينة لأولئك الذين يستهزئون بدين الله ويجعلونه موضع عبثهم.
والمراد بالذين أوتوا الكتاب: اليهود والنصارى.
وسموا بذلك لأن أصل شرعهم ينتمى إلى كتاب منزل هو التوراة والإنجيل.
وفي وصفهم بذلك هنا، توبيخ لهم، حيث إنهم استهزءوا بالدين الحق، مع أن كتابهم ينهاهم عن ذلك.
والمراد بالكفار هنا المشركون الذين لا كتاب لهم.
وقرأ الجمهور الْكُفَّارَ بالنصب عطفا على الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ المبين بقوله: مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ.
وقرأ أبو عمرو والكسائي الْكُفَّارَ بالجر عطفا على الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ.
وقوله: أَوْلِياءَ أى: نصراء وأصفاء. وهو المفعول الثاني لقوله لا تَتَّخِذُوا والآية الكريمة تنهى المؤمنين عن ولاية كل عدو لله- تعالى- ولهم سواء أكان هذا العدو من أهل الكتاب أم من المشركين لأن الجميع يشتركون في الاستهزاء بتعاليم الإسلام، وفي العبث بشعائره.
وقوله: وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ تذييل قصد به استنهاض همتهم لامتثال أمر الله- تعالى- وإلهاب نفوسهم حتى يتركوا موالاة أعدائهم بسرعة ونشاط.
أى: واتقوا الله في سائر ما أمركم به وما نهاكم عنه، فلا تضعوا موالاتكم في غير موضعها، ولا تخالفوا لله أمرا. إن كنتم مؤمنين حقا، ممتثلين صدقا، فإن وصفكم بالإيمان يحتم عليكم الطاعة التامة لله رب العالمين.
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قوله عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا ) قال ابن عباس كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ، ثم نافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا " ، بإظهار ذلك بألسنتهم قولا وهم مستبطنون الكفر ، ( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) يعني : اليهود ، ) ( والكفار ) قرأ أهل البصرة والكسائي " الكفار " ، بخفض الراء ، [ يعني : ومن الكفار ] وقرأ الآخرون بالنصب ، أي : لا تتخذوا الكفار ، ( أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين )
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله ، من الكتابيين والمشركين ، الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون ، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي ، يتخذونها ( هزوا ولعبا ) يستهزئون بها ( ولعبا ) يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد ، وفكرهم البارد كما قال القائل :
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
وقوله : ( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار ) " من " ههنا لبيان الجنس ، كقوله : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) [ الحج : 30 ] ، وقرأ بعضهم ( والكفار ) بالخفض عطفا ، وقرأ آخرون بالنصب على أنه معمول ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) تقديره : ولا الكفار أولياء ، أي : لا تتخذوا هؤلاء ولا هؤلاء أولياء .
والمراد بالكفار ههنا المشركون ، وكذا وقع في قراءة ابن مسعود فيها ، رواه ابن جرير : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) .
وقوله : ( واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) أي : اتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء ( إن كنتم مؤمنين ) بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزوا ولعبا ، كما قال تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) [ آل عمران : 28 ] .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين
فيه مسألتان :
الأولى : روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن قوما من اليهود والمشركين ضحكوا من المسلمين وقت سجودهم فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا إلى آخر الآيات . وتقدم معنى الهزؤ في " البقرة " . من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء قرأه أبو عمرو والكسائي بالخفض بمعنى ومن الكفار . قال الكسائي : وفي حرف أبي رحمه الله " ومن الكفار " ، ومن هاهنا لبيان الجنس ; والنصب أوضح وأبين . قاله النحاس ، وقيل : هو معطوف على أقرب العاملين منه وهو قوله : من الذين أوتوا الكتاب فنهاهم الله أن يتخذوا اليهود والمشركين أولياء ، وأعلمهم أن الفريقين اتخذوا دين المؤمنين هزوا ولعبا ، ومن نصب عطف على الذين الأول في قوله : لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء أي : لا تتخذوا هؤلاء وهؤلاء أولياء ; فالموصوف بالهزؤ واللعب في هذه القراءة اليهود لا غير ، والمنهي عن اتخاذهم أولياء اليهود والمشركون ، وكلاهما في القراءة بالخفض موصوف بالهزؤ واللعب . قال مكي : ولولا اتفاق الجماعة على النصب لاخترت الخفض ، لقوته في الإعراب وفي المعنى والتفسير والقرب من المعطوف عليه . وقيل : المعنى لا تتخذوا المشركين والمنافقين أولياء ; بدليل قولهم : إنما نحن مستهزئون والمشركون كلهم كفار ، لكن يطلق في الغالب لفظ الكفار على المشركين ; فلهذا فصل ذكر أهل الكتاب من الكافرين .
الثانية : قال ابن خويز منداد : هذه الآية مثل قوله تعالى : لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، و لا تتخذوا بطانة من دونكم تضمنت المنع من التأييد والانتصار بالمشركين ونحو ذلك ، وروى جابر : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج إلى أحد جاءه قوم من اليهود فقالوا : نسير معك ; فقال عليه الصلاة والسلام : إنا لا نستعين على أمرنا بالمشركين وهذا هو الصحيح من مذهب الشافعي ، وأبو حنيفة جوز الانتصار بهم على المشركين للمسلمين ; وكتاب الله تعالى يدل على خلاف ما قالوه مع ما جاء من السنة في ذلك ، والله أعلم .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الذين آمنوا "، أي: صدقوا الله ورسوله=" لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هُزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم "، يعني اليهود والنصارى الذين جاءتهم الرسل والأنبياء، وأنـزلت عليهم الكتب من قبل بَعْث نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن قبل نـزول كتابنا=" أولياء "، يقول: لا تتخذوهم، أيها المؤمنون، أنصارًا أو إخوانًا أو حُلفاء، (84) فإنهم لا يألونكم خَبَالا وإن أظهروا لكم مودّة وصداقة.
* * *
وكان اتخاذ هؤلاء اليهود الذين أخبر الله عنهم المؤمنين أنهم اتخذوا دينهم هُزُوًا ولعبًا بالدين على ما وصفهم به ربنا تعالى ذكره، (85) أن أحدهم كان يظهر للمؤمنين الإيمان وهو على كفره مقيم، ثم يراجع الكفر بعد يسير من المدة بإظهار ذلك بلسانه قولا بعد أن كان يُبدي بلسانه الإيمان قولا وهو للكفر مستبطن تلعبًا بالدين واستهزاءً به، كما أخبر تعالى ذكره عن فعل بعضهم ذلك بقوله: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [سورة البقرة: 14، 15].
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن ابن عباس.
12216 - حدثنا هناد بن السري وأبو كريب قالا حدثنا يونس بن بكير قال، حدثني ابن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا، وكان رجال من المسلمين يوادُّونهما، فأنـزل الله فيهما: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء " إلى قوله: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ . (86)* * *
= فقد أبان هذا الخبر عن صحة ما قلنا، من أنّ اتخاذ من اتخذ دين الله هزوًا ولعبًا من أهل الكتاب الذين ذكرهم الله في هذه الآية، إنما كان بالنفاق منهم، وإظهارهم للمؤمنين الإيمان، واستبطانهم الكفر، وقيلهم لشياطينهم من اليهود إذا خلوا بهم: "
إنا معكم "، فنهى الله عن موادَّتهم ومُخَالّتهم، (87) والتمسك بحلفهم، والاعتداد بهم أولياء= وأعلمهم أنهم لا يألونهم خبالا وفي دينهم طعنًا، وعليه إزراء.* * *
وأمّا "
الكفار " الذين ذكرهم الله تعالى ذكره في قوله: " من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء "، فإنهم المشركون من عبدة الأوثان. نهى الله المؤمنين أن يتخذوا من أهل الكتاب ومن عبدة الأوثان وسائر أهل الكفر، أولياءَ دون المؤمنين.* * *
وكان ابن مسعود فيما:-
12217 - حدثني به أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا حجاج، عن هارون، عن ابن مسعود= يقرأ: ( مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ).
* * *
= ففي هذا بيان صحة التأويل الذي تأوَّلناه في ذلك.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته جماعة من أهل الحجاز والبصرة والكوفة: ( وَالْكُفَّارِ أَوْلِيَاءَ ) بخفض "
الكفار "، بمعنى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم، ومن الكفارِ، أولياءَ.* * *
وكذلك ذلك في قراءة أبيّ بن كعب فيما بلغنا: ( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار أولياء ).
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة والكوفة: ( وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ) بالنصب، بمعنى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا والكفارَ= عطفًا بـ"
الكفار " على " الذين اتخذوا ".* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان متفقتا المعنى، صحيحتا المخرج، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرأة، فبأي ذلك قرأ القارئ فقد أصاب. لأن النهيَ عن اتخاذ ولي من الكفار، نهيٌ عن اتخاذ جميعهم أولياء. والنهي عن اتخاذ جميعهم أولياء، نهيٌ عن اتخاذ بعضهم وليًّا. وذلك أنه غير مشكل على أحدٍ من أهل الإسلام أنّ الله تعالى ذكره إذا حرّم اتخاذ وليّ من المشركين على المؤمنين، أنه لم يبح لهم اتخاذ جميعهم أولياء= ولا إذا حرَّم اتخاذ جميعهم أولياء، أنه لم يخصص إباحة اتخاذ بعضهم وليًّا، فيجب من أجل إشكال ذلك عليهم، طلبُ الدليل على أولى القراءتين في ذلك بالصواب. وإذ كان ذلك كذلك، فسواء قرأ القارئ بالخفض أو بالنصب، لما ذكرنا من العلة.
* * *
وأما قوله: "
واتقوا الله إن كنتم مؤمنين "، فإنه يعني: وخافوا الله، أيها المؤمنون، في هؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب ومن الكفار، أن تتخذوهم أولياء ونصراء، وارهبوا عقوبته في فعل ذلك إن فعلتموه بعد تقدُّمه إليكم بالنهي عنه، إن كنتم تؤمنون بالله وتصدِّقونه على وعيده على معصيته. (88)* * *
---------------
الهوامش :
(84) في المطبوعة: "
أنصار وإخوانا وحلفاء" ، وفي المخطوطة: "أنصارًا أو إخوانًا وحلفاء" ، وأجريتها جميعا بأو ، كما ترى.(85) في المطبوعة: "
ولعبًا الدين على ما وصفهم" ، وهو غير مستقيم ، وفي المخطوطة: "ولعبا الذين على ما وصفهم" ، وهو أشد التواء ، والصواب ما أثبت ، كما سيأتي بعد"تلعبًا بالدين واستهزاء به".(86) الأثر: 12216- سيرة ابن هشام 2: 217 ، 218.
(87) في المطبوعة: "
ومحالفتهم" ، لم يحسن قراءة المخطوطة إذ كانت غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت.(88) انظر تفسير"
كفار" و"أولياء" و"اتقى" فيما سلف من فهارس اللغة ، (كفر) و(ولى) و(وقى). - ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
استئناف هو تأكيد لبعض مضمون الكلام الّذي قبله ، فإنّ قوله : { يأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياءَ } [ المائدة : 51 ] تحذير من موالاة أهل الكتاب ليظهر تميّز المسلمين . وهذه الآية تحذير من موالاة اليهود والمشركين الّذين بالمدينة ، ولا مدخل للنصارى فيها ، إذ لم يكن في المدينة نصارى فيهزأوا بالدّين . وقد عدل عن لفظ اليهود إلى الموصول والصلة وهي { الّذين اتّخذوا دينَكم هزؤاً } الخ لما في الصلة من الإيمان إلى تعليل موجب النّهي .
والدّين هو ما عليه المرء من عقائد وأعمال ناشئة عن العقيدة ، فهو عنوان عقل المتديّن وروائدُ آماله وباعث أعماله ، فالذي يتخذ دين امرىء هزُؤاً فقد اتّخذ ذلك المتديِّن هزؤاً ورمَقه بعين الاحتقار ، إذ عَدّ أعظَمَ شيء عنده سخرية ، فما دون ذلك أوْلى . والّذي يَرمُق بهذا الاعتبار ليس جديراً بالموالاة ، لأنّ شرط الموالاة التماثل في التّفكير ، ولأنّ الاستهزاء والاستخفاف احتقار ، والمودّة تستدعي تعظيم الودود .
وأريد بالكفار في قوله : { والكفار } المشركون ، وهذا اصطلاح القرآن في إطلاق لفظ الكفّار ، والمراد بذلك المشركون من أهل المدينة الّذين أظهروا الإسلام نفاقاً مثل رفاعة بن زيد ، وسويد بن الحارث ، فقد كان بعض المسلمين يوادّهما اغتراراً بظاهر حالهما . روي عن ابن عبّاس : أنّ قوماً من اليهود والمشركين ضحكوا من المسلمين وقت سجودهم . وقال الكلبي : كانوا إذا نادى منادي رسول الله قالوا : صياح مثل صياح العَير ، وتضاحكوا ، فأنزل الله هذه الآية .
وقرأ الجمهور { والكفّارَ } بالنّصب عطفاً على { الّذين اتخذوا دينَكم } المبيَّن بقوله : { من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم } . وقرأ أبو عمرو ، والكسائي ، ويعقوب { والكفارِ } بالخفض عطْفاً على { الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم } ، ومآل القراءتين واحد .
وقوله : { واتّقوا الله إن كنتم مؤمنين } أي احذروه بامتثال ما نهاكم عنه . وذكر هذا الشرط استنهاض للهمّة في الانتهاء ، وإلهابٌ لنفوس المؤمنين ليظهروا أنّهم مؤمنون ، لأنّ شأن المؤمن الامتثال . وليس للشرط مفهوم هنا ، لأنّ الكلام إنشاء ولأنّ خبرَ كان لَقب لا مفهوم له إذ لم يقصد به الموصوف بالتّصديق ، ذلك لأنّ نفي التّقوى لا ينفي الإيمان عند من يُعتدّ به من علماء الإسلام الّذين فهموا مقصد الإسلام في جامعته حقّ الفهم .
وإذا أريد بالموالاة المنهي عنها الموالاة التّامة بمعنى الموافقة في الدّين فالأمر بالتّقوى ، أي الحذر من الوقوع فيما نُهوا عنه معلّق بكونهم مؤمنين بوجه ظاهر . والحاصل أنّ الآية مفسّرة أو مؤوّلة على حسب ما تقدّم في سالفتها { ومن يتوّلهم منكم فإنّه منهم } [ المائدة : 51 ] .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» تقدم إعرابها ، «لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً» ، تتخذوا مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله واسم الموصول مفعوله وجملة اتخذوا بعده صلة الموصول دينكم مفعول به أول وهزوا مفعول ثان ، «وَلَعِباً» معطوف عليه ، «مِنَ الَّذِينَ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الواو في الفعل اتخذوا ، «أُوتُوا الْكِتابَ» أوتوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل وهو المفعول الأول والكتاب مفعوله الثاني والجملة صلة الموصول ، «مِنْ قَبْلِكُمْ» متعلقان بأوتوا ، و«الْكُفَّارَ» اسم معطوف ، «أَوْلِياءَ» مفعول به ثان للفعل تتخذوا ، «وَاتَّقُوا اللَّهَ» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله اللّه لفظ الجلالة مفعوله ، «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» إن شرطية والتاء اسم كان ومؤمنين خبرها وجملة جواب الشرط محذوفة والتقدير : إن كنتم مؤمنين فاتقوا اللّه وجملة إن كنتم مؤمنين : ابتدائية لا محل لها وجملة واتقوا اللّه : معطوفة.
- English - Sahih International : O you who have believed take not those who have taken your religion in ridicule and amusement among the ones who were given the Scripture before you nor the disbelievers as allies And fear Allah if you should [truly] be believers
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(5:57) Believers! Do not take for your allies those who make a mockery and sport of your faith, be they those given the Book before you or other unbelievers. Fear Allah if you indeed believe.
- Français - Hamidullah : O les croyants N'adoptez pas pour alliés ceux qui prennent en raillerie et jeu votre religion parmi ceux à qui le Livre fut donné avant vous et parmi les mécréants Et craignez Allah si vous êtes croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt nehmt nicht diejenigen die sich über eure Religion lustig machen und sie zum Gegenstand des Spiels nehmen von denjenigen denen vor euch die Schrift gegeben wurde und die Ungläubigen zu Schutzherren Und fürchtet Allah wenn ihr gläubig seid
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes No toméis como amigos a quienes habiendo recibido la Escritura antes que vosotros toman vuestra religión a burla y a juego ni tampoco a los infieles ¡Y temed a Alá si es que sois creyentes
- Português - El Hayek : Ó fiéis não tomeis por confidentes aqueles que receberam o Livro antes de vós nem os incrédulos que fizeram de vossareligião objeto de escárnio e passatempo Temei pois a Deus se sois verdadeiramente fiéis
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Не считайте тех которым Писание было даровано до вас и которые глумятся над вашей религией и считают ее развлечением и неверующих своими помощниками и друзьями Бойтесь Аллаха если вы являетесь верующими
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
О те, которые уверовали! Не считайте тех, которым Писание было даровано до вас и которые глумятся над вашей религией и считают ее развлечением, и неверующих своими помощниками и друзьями. Бойтесь Аллаха, если вы являетесь верующими.Аллах запретил Своим верующим рабам заводить дружбу с иудеями, христианами и остальными неверующими. Они не должны любить их, дружить с ними, посвящать их в тайны правоверных и помогать им в делах, которые могут причинить вред исламу и мусульманам. Вера, которая укоренилась в их сердцах, обязывает их отказаться от дружбы с ними и побуждает их враждовать с ними. Еще одним обстоятельством, которое побуждает их враждовать с неверующими, является богобоязненность, под которой подразумевается выполнение Божьих повелений и избежание всего запрещенного. К этому их также побуждает поведение язычников, неверующих и всех тех, кто противится мусульманам, поскольку они оскорбляют мусульманскую религию, насмехаются над ней, считают ее развлечением, презирают ее и неуважительно относятся к ее предписаниям, особенно, к намазу - ярчайшему символу ислама и самому славному обряду поклонения.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey İnananlar Kendilerine sizden önce kitap verilenlerden dininizi alaya ve eğlenceye alanları ve inkarcıları dost olarak benimsemeyin İnanıyorsanız Allah'tan sakının
- Italiano - Piccardo : O voi che credete non sceglietevi alleati tra quelli ai quali fu data la Scrittura prima di voi quelli che volgono in gioco e derisione la vostra religione e [neppure] tra i miscredenti Temete Allah se siete credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهوانهی باوهڕتان هێناوه نهکهن ئهوانه بکهنه پشتیوان و جێگهی متمانهی خۆتان که گاڵتهو گهمهیان به ئاینهکهتان کردووه چ له خاوهنانی کتێبی پێش خۆتان چ له بێ باوهڕان له خواش بترسن و پارێزکاربن ئهگهر ئێوه باوهڕدارن
- اردو - جالندربرى : اے ایمان والوں جن لوگوں کو تم سے پہلے کتابیں دی گئی تھیں ان کو اور کافروں کو جنہوں نے تمہارے دین کو ہنسی اور کھیل بنا رکھا ہے دوست نہ بناو اور مومن ہو تو خدا سے ڈرتے رہو
- Bosanski - Korkut : O vjernici ne prijateljujte s onima koji vjeru vašu za podsmijeh i zabavu uzimaju bili to oni kojima je data Knjiga prije vas ili bili mnogobošci – i Allaha se bojte ako ste vjernici –
- Swedish - Bernström : Troende Välj inte till bundsförvanter dem som gör er tro till föremål för hån och skämt vare sig de hör till dem som mottog uppenbarelsen före er tid eller till förnekarna men frukta Gud om ni är sanna troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman janganlah kamu mengambil jadi pemimpinmu orangorang yang membuat agamamu jadi buah ejekan dan permainan yaitu di antara orangorang yang telah diberi kitab sebelummu dan orangorang yang kafir orangorang musyrik Dan bertakwalah kepada Allah jika kamu betulbetul orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
(Hai orang-orang yang beriman! Janganlah kamu ambil orang-orang yang menjadikan agamamu sebagai olok-olok) ejekan (dan barang permainan di antara) min untuk penjelasan (orang-orang yang diberi Alkitab sebelumnya dan orang-orang kafir) atau orang-orang musyrik; dengan jar dan nashab (sebagai pemimpin dan bertakwalah kepada Allah) dengan tidak mengambil mereka sebagai pemimpin (jika kamu beriman) artinya sungguh-sungguh dalam keimanan kamu itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে মুমিনগণ আহলে কিতাবদের মধ্য থেকে যারা তোমাদের ধর্মকে উপহাস ও খেলা মনে করে তাদেরকে এবং অন্যান্য কাফেরকে বন্ধু রূপে গ্রহণ করো না। আল্লাহকে ভয় কর যদি তোমরা ঈমানদার হও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : முஃமின்களே உங்களுக்குமுன் வேதம் வழங்கப்பட்டவர்களிலிருந்தும் காஃபிர்களிலிருந்தும் யார் உங்கள் மார்க்கத்தைப் பரிகாசமாகவும் விளையாட்டாகவும் எடுத்துக் கொள்கிறார்களோ அவர்களை நீங்கள் பாதுபாவலர்களாக ஆக்கிக் கொள்ளாதீர்கள்; நீங்கள் முஃமின்களாக இருந்தால் அல்லாஹ்வுக்கே அஞ்சி நடந்து கொள்ளுங்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ศรัทธาทั้งหลาย จงอย่าได้ยึดเอามาเป็นมิตรผู้ซึ่งถือเอาศรัทธาของพวกเจ้าเป็นการเย้ยหยัน และเป็นการล้อเล่น จากบรรดาผู้ที่ได้รับคัมภีร์ ก่อนพวกเจ้า และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาทั้งหลาย และพึงยำเกรงอัลลอฮ์เถิด หากพวกเจ้าเป็นผู้ศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Динингизни масхара ва ўйин қилиб олган сиздан олдин китоб берилганлар ва куфр келтирганларни валийдўст тутманг Агар мўмин бўлсангиз Аллоҳга тақво қилинг
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊 在你们之前曾受天经的人,有的以你们的宗教为笑柄,为嬉戏,故你们不要以他们和不信道的人为盟友。你们当敬畏真主,如果你们真是信士。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Janganlah kamu mengambil orangorang yang menjadikan ugama kamu sebagai ejekejekan dan permainan dari orangorang yang telah diberikan Kitab sebelum kamu dan orangorang kafir musyrik itu menjadi penolongpenolong; dan bertaqwalah kepada Allah jika kamu benarbenar orang yang beriman
- Somali - Abduh : Kuwa xaqa Reemeyow ha ka Yeelanina kuwa ka Yeeshay Diinta Jees Jees iyo Ciyaar oo ah kuwa Ehelu Kitaabka ah Idinkana Horeeyey iyo Gaalada sokeeye kana Dhawrasada Eebe haddaad Tihiin Mu'miniin
- Hausa - Gumi : Yã ku waɗanda suka yi ĩmãni Kada ku riƙi waɗanda suka riƙi addininku bisa izgili da wãsa daga waɗanda aka bai wa Littãfi daga gabãninku da kãfirai masõya Kuma ku bi Allah da taƙawa idan kun kasance muminai
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Msiwafanye marafiki wale walio ifanyia kejeli na mchezo Dini yenu miongoni mwa walio pewa Kitabu kabla yenu na makafiri wengine Na mcheni Mwenyezi Mungu kama nyinyi ni wenye kuamini
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë Mos i merrni për miq ata të cilët fenë tuaj e marrin për tallje dhe lojë qofshin ata të cilëve ju është dhënë Libri para jush apo qofshin mohuesit dhe druajuni Perëndisë nëse jeni besimtarë
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، اهل كتاب را كه دين شما را به مسخره و بازى مىگيرند، و نيز كافران را به دوستى برمگزينيد. و اگر ايمان آوردهايد از خدا بترسيد.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, аҳли китобро, ки дини шуморо ба масхара ва бозӣ мегиранд ва низ кофиронро ба дӯстӣ нагиред. Ва агар имон овардаед, аз Худо битарсед!
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! سىلەردىن ئىلگىرى كىتاب بېرىلگەنلەر (يەنى يەھۇدىيلار ۋە ناسارالار) دىن دىنىڭلارنى مەسخىرە ۋە ئويۇنچۇق قىلغانلارنى دوست قىلىۋالماڭلار. ئەگەر (ھەقىقىي) مۆمىن بولساڭلار، اﷲ تىن قورقۇڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങളുടെ മതത്തെ പരിഹസിക്കുകയും കളിയാക്കുകയും ചെയ്തുപോന്ന, നിങ്ങള്ക്കുമുമ്പെ വേദം നല്കപ്പെട്ടവരെയും സത്യനിഷേധികളെയും ഉറ്റമിത്രങ്ങളാക്കരുത്. നിങ്ങള് സത്യവിശ്വാസികളെങ്കില് അല്ലാഹുവോട് ഭയഭക്തിയുള്ളവരാവുക.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تتخذوا الذين يستهزئون ويتلاعبون بدينكم من اهل الكتاب والكفار اولياء وخافوا الله ان كنتم مومنين به وبشرعه