- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّۢ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ
- عربى - نصوص الآيات : قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ۚ من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ۚ أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها النبي- للمؤمنين: هل أخبركم بمن يُجازَى يوم القيامة جزاءً أشدَّ مِن جزاء هؤلاء الفاسقين؟ إنهم أسلافهم الذين طردهم الله من رحمته وغَضِب عليهم، ومَسَخَ خَلْقهم، فجعل منهم القردة والخنازير، بعصيانهم وافترائهم وتكبرهم، كما كان منهم عُبَّاد الطاغوت (وهو كل ما عُبِد من دون الله وهو راضٍ)، لقد ساء مكانهم في الآخرة، وضلَّ سَعْيُهم في الدنيا عن الطريق الصحيح.
- السعدى : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
ولما كان قدحهم في المؤمنين يقتضي أنهم يعتقدون أنهم على شر، قال تعالى: { قُلْ ْ} لهم مخبرا عن شناعة ما كانوا عليه: { هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ ْ} الذي نقمتم فيه علينا، مع التنزل معكم. { مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ ْ} أي: أبعده عن رحمته { وَغَضِبَ عَلَيْهِ ْ} وعاقبه في الدنيا والآخرة { وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ْ} وهو الشيطان، وكل ما عبد من دون الله فهو طاغوت. { أُولَئِكَ ْ} المذكورون بهذه الخصال القبيحة { شَرٌّ مَّكَانًا ْ} من المؤمنين الذين رحمة الله قريب منهم، ورضي الله عنهم وأثابهم في الدنيا والآخرة، لأنهم أخلصوا له الدين. وهذا النوع من باب استعمال أفعل التفضيل في غير بابه وكذلك قوله: { وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ْ} أي: وأبعد عن قصد السبيل.
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
ثم تابع- سبحانه- التهكم بهم، وتعجب الناس من أفن رأيهم، مع تذكيرهم بسوء مصيرهم فقال: - قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ؟
والمشار إليه بقوله: ذلِكَ يعود إلى ما نقمه اليهود على المؤمنين من إيمانهم بالله وبالكتب السماوية وقيل يعود إلى الكثرة الفاسقة من أهل الكتاب المعبر عنها بقوله: وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ. وتوحيد اسم الإشارة لكونه يشار به إلى الواحد وغيره. أو لتأويله بالمذكور ونحوه.
والخطاب لأهل الكتاب المتقدم ذكرهم وقيل للكفار مطلقا، وقيل للمؤمنين.
والمثوبة: مصدر ميمى بمعنى الثواب الثابت على العمل، وأكثر استعمالها في الخير.
وقد استعملت هنا بمعنى العقوبة على طريقة التهكم بهم كما في قوله- تعالى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وهي منصوبة على أنها تمييز لقوله بِشَرٍّ.
وقوله: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ خبر لمبتدأ محذوف أى: هو من لعنه الله: والمراد اليهود لأن الصفات التي ذكرت في الآية لا تنطبق إلا عليهم.
والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء اليهود الذين عابوا على المؤمنين إيمانهم بالله وبما أنزله من كتب سماوية والذين قالوا لكم: ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم، ولا دينا شرا من دينكم قل لهم على سبيل التبكيت والتنبيه على ضلالهم: هل أخبركم بشر من أهل ذلك الدين عقوبة عند الله يوم القيامة؟ هو من لَعَنَهُ اللَّهُ أى أبعده من رحمته وَغَضِبَ عَلَيْهِ بأن منع عنه رضاه وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ بأن مسخ بعضهم قردة وبعضهم خنازير وجعل منهم من عبد الطاغوت أى: من عبد كل معبود باطل من دون الله كالأصنام والأوثان وغير ذلك من المعبودات الباطلة التي اتبعوها بسبب طغيانهم وفساد نفوسهم.
فإن قيل: إن قوله- قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً يفيد أن ما عابه اليهود على المؤمنين من إيمانهم بالله فيه شر. إلا أن ما عليه اليهود أشد شرا، مع أن إيمان المؤمنين لا شر فيه ألبتة بل هو عين الخير فكيف ذلك؟.
فالجواب، أن الكلام مسوق على سبيل المشاكلة، والمجاراة لتفكير اليهود الفاسد، وزعمهم الباطل، فكأنه- سبحانه- يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء اليهود- يا محمد- ينكرون عليكم إيمانكم بالله وبالكتب السماوية ويعتبرون ذلك شرا- مع أنه عين الخير- قل لهم على سبيل التبكيت وإلزامهم الحجة:
لئن كنتم تعيبون علينا إيماننا وتعتبرونه شرا لا خير فيه- في زعمكم فشر منه عاقبة ومآلا ما أنتم عليه من لعن وطرد من رحمة الله، وما أصاب أسلافكم من مسخ بعضهم قردة، وبعضهم خنازير، وما عرف عنكم من عبادة لغير الله ... وشبيه بهذه الآية في مجاراة الخصم في زعمه قوله- تعالى- وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .
وقوله: أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ بيان لسوء عاقبتهم وقبح مكانتهم..
أى: أولئك المتصفون بما ذكر من الفسوق واللعن والطرد من رحمة الله أولئك المتصفون بذلك شَرٌّ مَكاناً من غيرهم وأكثر ضلالا عن طريق الحق المستقيم من سواهم، فهم في الدنيا يشركون بالله، وينتهكون محارمه وفي الآخرة مأواهم النار وبئس القرار.
وقوله أُولئِكَ مبتدأ وقوله شَرٌّ خبره، وقوله مَكاناً تمييز محول عن الفاعل.
وأثبت- سبحانه- الشرية لمكانهم ليكون أبلغ في الدلالة على كثرة شرورهم، إذ أن إثبات الشرية لمكان الشيء كناية عن إثباتها للشيء نفسه. فكأن شرهم قد أثر في مكانهم، أو عظم وضخم حتى صار متجسما.
وقوله: وَأَضَلُّ معطوف على شَرٌّ مقرر له. والمقصود من صيغتي التفضيل في قوله:
أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ الزيادة مطلقا من غير نظر إلى مشاركة غيرهم في ذلك. أو بالنسبة إلى غيرهم من الكفار الذين لم يفجروا فجورهم، ولم يحقدوا على المؤمنين حقدهم.
- البغوى : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
ثم قال : ) ( قل ) يا محمد ، ) ( هل أنبئكم ) أخبركم ، ) ( بشر من ذلك ) الذي ذكرتم ، يعني قولهم لم نر أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم ، فذكر الجواب بلفظ الابتداء ، وإن لم يكن الابتداء شرا كقوله تعالى : قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار ( الحج ، 72 ) ، ) ( مثوبة ) ثوابا وجزاء ، نصب على التفسير ، ( عند الله من لعنه الله ) أي : هو من لعنه الله ، ( وغضب عليه ) يعني : اليهود ، ( وجعل منهم القردة والخنازير ) فالقردة أصحاب السبت ، والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام .
وروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الممسوخين كلاهما من أصحاب السبت ، فشبانهم مسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير . ( وعبد الطاغوت ) أي : جعل منهم من عبد الطاغوت ، أي : أطاع الشيطان فيما سول له ، وتصديقها قراءة ابن مسعود : ومن عبدوا الطاغوت ، وقرأ حمزة " وعبد " بضم الباء " الطاغوت " بجر التاء ، أراد العبد وهما لغتان عبد بجزم الباء وعبد بضم الباء ، مثل سبع وسبع ، وقيل : هو جمع العباد ، وقرأ الحسن وعبد الطاغوت ، على الواحد ، ( أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ) أي : عن طريق الحق .
- ابن كثير : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
ثم قال : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ) أي : هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا؟ وهم أنتم الذين هم متصفون بهذه الصفات القصيرة ، فقوله : ( من لعنه الله ) أي : أبعده من رحمته ( وغضب عليه ) أي : غضبا لا يرضى بعده أبدا ( وجعل منهم القردة والخنازير ) كما تقدم بيانه في سورة البقرة . وكما سيأتي إيضاحه في سورة الأعراف [ إن شاء الله تعالى ]
وقد قال سفيان الثوري : عن علقمة بن مرثد ، عن المغيرة بن عبد الله ، عن المعرور بن سويد عن ابن مسعود قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير ، أهي مما مسخ الله [ تعالى ] ؟ فقال : إن الله لم يهلك قوما - أو قال : لم يمسخ قوما - فيجعل لهم نسلا ولا عقبا وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك " .
وقد رواه مسلم من حديث سفيان الثوري ومسعر كلاهما ، عن مغيرة بن عبد الله اليشكري به .
وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا داود بن أبي الفرات ، عن محمد بن زيد ، عن أبي الأعين العبدي عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير ، أهي من نسل اليهود؟ فقال : "
لا ، إن الله لم يلعن قوما فيمسخهم فكان لهم نسل ، ولكن هذا خلق كان ، فلما غضب الله على اليهود فمسخهم ، جعلهم مثلهم " .ورواه أحمد من حديث داود بن أبي الفرات به .
وقال ابن مردويه : حدثنا عبد الباقي ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا الحسن بن محبوب ، حدثنا عبد العزيز بن المختار ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
الحيات مسخ الجن ، كما مسخت القردة والخنازير " . هذا حديث غريب جدا .وقوله : ( وعبد الطاغوت ) وقرئ ( وعبد الطاغوت ) على أنه فعل ماض ، "
والطاغوت " منصوب به ، أي : وجعل منهم من عبد الطاغوت . وقرئ : ( وعبد الطاغوت ) بالإضافة على أن المعنى : وجعل منهم خدم الطاغوت ، أي : خدامه وعبيده . وقرئ ( وعبد الطاغوت ) على أنه جمع الجمع : عبد وعبيد وعبد ، مثل ثمار وثمر . حكاها ابن جرير ، عن الأعمش . وحكي عن بريدة الأسلمي أنه كان يقرؤها : " وعابد الطاغوت " ، وعن أبي وابن مسعود : " وعبدوا " ، وحكى ابن جرير ، عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرؤها : ( وعبد الطاغوت ) على أنه مفعول ما لم يسم فاعله ، ثم استبعد معناها . والظاهر أنه لا بعد في ذلك ; لأن هذا من باب التعريض بهم ، أي : وقد عبدت الطاغوت فيكم ، وكنتم أنتم الذين تعاطوا ذلك .وكل هذه القراءات يرجع معناها إلى أنكم يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا ، والذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دون [ ما ] سواه ، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وجد منكم جميع ما ذكر؟ ولهذا قال : ( أولئك شر مكانا ) أي : مما تظنون بنا ( وأضل عن سواء السبيل )
وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخر مشاركة ، كقوله : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) [ الفرقان : 24 ]
- القرطبى : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
قوله تعالى : قل هل أنبئكم بشر من ذلك أي : بشر من نقمكم علينا ، وقيل : بشر ما تريدون لنا من المكروه ; وهذا جواب قولهم : ما نعرف دينا شرا من دينكم . مثوبة نصب على البيان وأصلها مفعولة فألقيت حركة الواو على الثاء فسكنت الواو وبعدها واو ساكنة فحذفت إحداهما لذلك ; ومثله مقولة ومجوزة ومضوفة على معنى المصدر ; كما قال الشاعر :
وكنت إذا جاري دعا لمضوفة أشمر حتى ينصف الساق مئزري
وقيل : مفعلة كقولك مكرمة ومعقلة . من لعنه الله من في موضع رفع ; كما قال : بشر من ذلكم النار والتقدير هو لعن من لعنه الله ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى : قل هل أنبئكم بشر من ذلك من لعنه الله ، ويجوز أن يكون في موضع خفض على البدل من ( شر ) والتقدير : هل أنبئكم بمن لعنه الله ; والمراد اليهود ، وقد تقدم القول في الطاغوت ، أي : وجعل منهم من عبد الطاغوت ، والموصول محذوف عند الفراء ، وقال البصريون : لا يجوز حذف الموصول ; والمعنى من لعنه الله وعبد الطاغوت .
وقرأ ابن وثاب النخعي " وأنبئكم " بالتخفيف ، وقرأ حمزة : " عبد الطاغوت " بضم الباء وكسر التاء ; جعله اسما على فعل كعضد فهو بناء للمبالغة والكثرة كيقظ وندس وحذر ، وأصله الصفة ; ومنه قول النابغة :
من وحش وجرة موشي أكارعه طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد
بضم الراء ونصبه ب جعل ; أي : جعل منهم عبدا للطاغوت ، وأضاف عبد إلى الطاغوت فخفضه ، وجعل بمعنى خلق ، والمعنى وجعل منهم من يبالغ في عبادة الطاغوت . وقرأ الباقون بفتح الباء والتاء ; وجعلوه فعلا ماضيا ، وعطفوه على فعل ماض وهو غضب ولعن ; والمعنى عندهم من لعنه الله ومن عبد الطاغوت ، أو منصوبا ب جعل ; أي : جعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت ، ووحد الضمير في عبد حملا على لفظ من دون معناها . وقرأ أبي وابن مسعود " وعبدوا الطاغوت " على المعنى . ابن عباس : " وعبد الطاغوت " ، فيجوز أن يكون جمع عبد كما يقال : رهن ورهن ، وسقف وسقف ، ويجوز أن يكون جمع عباد كما يقال : مثال ومثل ، ويجوز أن يكون جمع عبيد كرغيف ورغف ، ويجوز أن يكون جمع عادل كبازل وبزل ; والمعنى : وخدم الطاغوت ، وعن ابن عباس أيضا " وعبد الطاغوت " جعله جمع عابد كما يقال شاهد وشهد وغايب وغيب ، وعن أبي واقد : وعباد الطاغوت للمبالغة ، جمع عابد أيضا ; كعامل وعمال ، وضارب وضراب ، وذكر محبوب أن البصريين قرءوا : ( وعباد الطاغوت ) جمع عابد أيضا ، كقائم وقيام ، ويجوز أن يكون جمع عبد . وقرأ أبو جعفر الرؤاسي ( وعبد الطاغوت ) على المفعول ، والتقدير : وعبد الطاغوت فيهم ، وقرأ عون العقيلي وابن بريدة : ( وعابد الطاغوت ) على التوحيد ، وهو يؤدي عن جماعة ، وقرأ ابن مسعود أيضا ( وعبد الطاغوت ) وعنه أيضا وأبي ( وعبدت الطاغوت ) على تأنيث الجماعة ; كما قال تعالى : قالت الأعراب وقرأ عبيد بن عمير : ( وأعبد الطاغوت ) مثل كلب وأكلب . فهذه اثنا عشر وجها .
قوله تعالى : أولئك شر مكانا لأن مكانهم النار ; وأما المؤمنون فلا شر في مكانهم ، وقال الزجاج : أولئك شر مكانا على قولكم . النحاس : ومن أحسن ما قيل فيه : أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا في الآخرة من مكانكم في الدنيا لما لحقكم من الشر ، وقيل : أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا من الذين نقموا عليكم ، وقيل : أولئك الذين نقموا عليكم شر مكانا من الذين لعنهم الله ، ولما نزلت هذه الآية قال المسلمون لهم : يا إخوة القردة والخنازير فنكسوا رءوسهم افتضاحا ، وفيهم يقول الشاعر :
فلعنة الله على اليهود إن اليهود إخوة القرود
- الطبرى : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
القول في تأويل قوله : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " قل "، يا محمد، لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار=" هل أنبئكم "، يا معشر أهل الكتاب، بشر من ثواب ما تنقِمون منا من إيماننا بالله وما أنـزل إلينا من كتاب الله، وما أنـزل من قبلنا من كتبه؟ (13)
* * *
[و "
مثوبة "، تقديرها " مفعولة "]، غير أن عين الفعل لما سقطت نقلت حركتها إلى " الفاء "، (14) وهي" الثاء " من " مثوبة "، فخرجت مخرج " مَقُولة "، و " مَحُورة "، و " مَضُوفة "، (15)كما قال الشاعر: (16)
وَكــنْتُ إذَا جَـارِي دَعَـا لِمَضُوفـةٍ
أُشَـمِّر حَـتَّى يَنْصُـفَ السَّاقُ مِئْزَرِي (17)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
12220 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله "، يقول: ثوابًا عند الله.12221 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله " قال: " المثوبة "، الثواب،" مثوبة الخير "، و " مثوبة الشر "، وقرأ: خَيْرٌ ثَوَابًا [سورة الكهف: 44]. (18)* * *
وأما "
مَنْ" في قوله: " من لعنه الله "، فإنه في موضع خفض، ردًّا على قوله: " بشرّ من ذلك ". فكأن تأويل الكلام، إذ كان ذلك كذلك: قل هل أنبئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله، بمن لعنه الله.ولو قيل: هو في موضع رفع، لكان صوابًا، على الاستئناف، بمعنى: ذلك من لعنه الله= أو: وهو من لعنه الله.
ولو قيل: هو في موضع نصب، لم يكن فاسدًا، بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله (19) = فيجعل "
أنبئكم " عاملا في" من "، واقعًا عليه. (20)* * *
وأما معنى قوله: "
من لعنه الله "، فإنه يعني: من أبعده الله وأسْحَقه من رحمته (21) =" وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير "، يقول: وغضب عليه، وجعل منهم المُسوخَ القردة والخنازير، غضبًا منه عليهم وسخطًا، فعجَّل لهم الخزي والنكال في الدنيا. (22)* * *
وأما سبب مَسْخ الله من مَسخ منهم قردة، فقد ذكرنا بعضه فيما مضى من كتابنا هذا، وسنذكر بقيته إن شاء الله في مكان غير هذا. (23)
* * *
وأما سبب مسخ الله من مَسخ منهم خنازير، فإنه كان فيما:-
12223 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن عُمرَ بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، قال: حدِّثت أن المسخ في بني إسرائيل من الخنازير، كان أن امرأة من بني إسرائيل كانت في قرية من قرى بني إسرائيل، وكان فيها مَلِك بني إسرائيل، وكانوا قد استجمعوا على الهلكة، إلا أنّ تلك المرأة كانت على بقية من الإسلام متمسكة به، فجعلت تدعو إلى الله، (24) حتى إذا اجتمع إليها ناس فتابعوها على أمرها قالت لهم: إنه لا بد لكم من أن تجاهدوا عن دين الله، وأن تنادوا قومكم بذلك، فاخرجوا فإني خارجة. فخرجت، وخرج إليها ذلك الملك في الناس، فقتل أصحابها جميعًا، وانفلتت من بينهم. قال: ودعت إلى الله حتى تجمَّع الناس إليها، حتى إذا رضيت منهم، أمرتهم بالخروج، فخرجوا وخرجت معهم، وأصيبوا جميعًا وانفلتت من بينهم. ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها، أمرتهم بالخروج، فخرجوا وخرجت، فأصيبوا جميعًا، وانفلتت من بينهم، فرجعت وقد أيست، وهي تقول: سبحان الله، لو كان لهذا الدين وليٌّ وناصرٌ، لقد أظهره بَعْدُ! قال: فباتت محزونة، وأصبح أهل القرية يسعون في نواحيها خنازيرَ، قد مسخهم الله في ليلتهم تلك، فقالت حين أصبحت ورأت ما رأت: اليوم أعلم أن الله قد أعزَّ دينه وأمر دينه! قال: فما كان مسخ الخنازير في بني إسرائيل إلا على يديْ تلك المرأة. (25)
12224 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "
وجعل منهم القردة والخنازير "، قال: مسخت من يهود.12225 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
وللمسخ سبب فيما ذكر غير الذي ذكرناه، سنذكره في موضعه إن شاء الله. (26)
* * *
القول في تأويل قوله : وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته قرأة الحجاز والشأم والبصرة وبعض الكوفيين: ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، بمعنى: وجعل منهم القردة والخنازير ومن عبد الطاغوت، بمعنى: "
عابد "، فجعل " عبد "، فعلا ماضيًا من صلة المضمر، ونصب " الطاغوتَ"، بوقوع " عبَدَ" عليه.* * *
وقرأ ذلك جماعة من الكوفيين: ( وَعَبُدَ الطَّاغُوتَ ) بفتح "
العين " من " عبد " وضم بائها، وخفض " الطاغوت " بإضافة " عَبُد " إليه. وعنوا بذلك: وخدَمَ الطاغوت.12226 - حدثني بذلك المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال، حدثني حمزة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب أنه قرأ: ( وَعُبَدَ الطَّاغُوتِ ) يقول: خدم= قال عبد الرحمن: وكان حمزة كذلك يقرأها.
12227 - حدثني ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير، عن الأعمش: أنه كان يقرأها كذلك.
* * *
وكان الفَرَّاء يقول: إن تكن فيه لغة مثل "
حَذِرٍ" و " حَذُر "، و " عجِلٍ"، و " وعَجُلٍ"، فهو وجه، والله أعلم= وإلا فإن أراد قول الشاعر: (27)أَبَنِــــي لُبَيْنَــــى إنَّ أُمَّكُـــمُ
أَمَــــةٌ وَإنَّ أَبَــــاكُمُ عَبُـــدُ (28)
فإن هذا من ضرورة الشعر، وهذا يجوز في الشعر لضرورة القوافي، وأما في القراءة فلا. (29)
* * *
وقرأ ذلك آخرون: ( وَعُبُدَ الطَّاغُوتِ ) ذكر ذلك عن الأعمش.
* * *
وكأنَّ من قرأ ذلك كذلك، أراد جمع الجمع من "
العبد "، كأنه جمع " العبد "" عبيدًا "، ثم جمع " العبيد "" عُبُدًا "، مثل: " ثِمَار وُثُمر ". (30)* * *
وذكر عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرأه: (31) ( وَعُبِدَ الطَّاغُوتُ ).
12228 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن قال: كان أبو جعفر النحويّ يقرأها: ( وَعُبِدَ الطَّاغُوتُ )، كما يقول: "
ضُرِب عبدُ الله ".* * *
قال أبو جعفر: وهذه قراءة لا معنى لها، لأن الله تعالى ذكره، إنما ابتدأ الخبر بذمّ أقوام، فكان فيما ذمَّهم به عبادُتهم الطاغوت. وأما الخبر عن أن الطاغوت قد عُبد، فليس من نوع الخبر الذي ابتدأ به الآية، ولا من جنس ما ختمها به، فيكون له وجه يوجَّه إليه في الصحة. (32)
* * *
وذكر أن بُريدة الأسلمي كان يقرأه: ( وعابد الطاغوت ). (33)
12229 - حدثني بذلك المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا شيخ بصري: أن بريدة كان يقرأه كذلك.
* * *
ولو قرئ ذلك: ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، بالكسر، كان له مخرج في العربية صحيح، وإن لم أستجز اليوم القراءة بها، إذ كانت قراءة الحجة من القرأة بخلافها. ووجه جوازها في العربية، أن يكون مرادًا بها "
وعَبَدَة الطاغوت "، ثم حذفت " الهاء " للإضافة، كما قال الراجز: (34)قَامَ وُلاهَا فَسَقَوْهُ صَرْخَدَا (35)
يريد: قام وُلاتها، فحذف "
التاء " من " ولاتها " للإضافة. (36)* * *
قال أبو جعفر: وأما قراءة القرأة، فبأحد الوجهين اللذين بدأت بذكرهما وهو: ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، بنصب "
الطاغوت " وإعمال " عبد " فيه، وتوجيه " عبد " إلى أنه فعل ماض من " العبادة ".والآخر: (وعبد الطاغوت)، على مثال "
فَعُلٍ"، وخفض " الطاغوت " بإضافة " عَبُدٍ" إليه.فإذ كانت قراءة القرأة بأحد هذين الوجهين دون غيرهما من الأوجه التي هي أصح مخرجًا في العربية منهما، فأولاهما بالصواب من القراءة، قراءة من قرأ ذلك ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، بمعنى: وجعل منهم القردة والخنازير ومن عبد الطاغوت، لأنه ذكر أن ذلك في قراءة أبيّ بن كعب وابن مسعود: ( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، بمعنى: والذين عبدوا الطاغوت= ففي ذلك دليل واضحٌ على صحة المعنى الذي ذكرنا من أنه مراد به: ومَن عبد الطاغوت، وأن النصب بـ"
الطاغوت " أولى، على ما وصفت في القراءة، لإعمال " عبد " فيه، إذ كان الوجه الآخر غير مستفيض في العرب ولا معروف في كلامها.على أن أهل العربية يستنكرون إعمال شيء في"
مَنْ" و " الذي" المضمرين مع " مِنْ" و " في" إذا كفت " مِنْ" أو " في" منهما ويستقبحونه، حتى كان بعضهم يُحيل ذلك ولا يجيزه. وكان الذي يحيل ذلك يقرأه: ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ )، فهو على قوله خطأ ولحن غير جائز.وكان آخرون منهم يستجيزونه على قبح. فالواجب على قولهم أن تكون القراءة بذلك قبيحة. وهم مع استقباحهم ذلك في الكلام، قد اختاروا القراءة بها، وإعمال و "
جعل " في" مَنْ"، وهي محذوفة مع " مِن ".ولو كنا نستجيز مخالفة الجماعة في شيء مما جاءت به مجمعة عليه، لاخترنا القراءة بغير هاتين القراءتين، غير أن ما جاء به المسلمون مستفيضًا فيهم لا يتناكرونه، (37) فلا نستجيز الخروجَ منه إلى غيره. فلذلك لم نستجز القراءة بخلاف إحدى القراءتين اللتين ذكرنا أنهم لم يعدُوهما.
* * *
وإذ كانت القراءة عندنا ما ذكرنا، فتأويل الآية: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله، من لعنه الله وغضب عليه، وجعل منهم القردة والخنازير، ومن عبد الطاغوت.
* * *
وقد بينا معنى "
الطاغوت " فيما مضى بشواهده من الروايات وغيرها، فأغنى ذلك عن إعادته ههنا. (38)* * *
وأما قوله: "
أولئك شر مكانًا وأضلُّ عن سواء السبيل "، فإنه يعني بقوله: " أولئك "، هؤلاء الذين ذكرهم تعالى ذكره، وهم الذين وصفَ صفتهم فقال: " من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت "، وكل ذلك من صفة اليهود من بني إسرائيل.يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين هذه صفتهم="
شر مكانًا "، في عاجل الدنيا والآخرة عند الله ممن نَقَمتم عليهم، يا معشر اليهود، إيمانَهم بالله، وبما أنـزل إليهم من عند الله من الكتاب، وبما أنـزل إلى من قبلهم من الأنبياء=" وأضل عن سواء السبيل "، يقول تعالى ذكره: وأنتم مع ذلك، أيها اليهود، أشد أخذًا على غير الطريق القويم، وأجورُ عن سبيل الرشد والقصد منهم. (39)* * *
قال أبو جعفر: وهذا من لَحْنِ الكلام. (40) وذلك أن الله تعالى ذكره إنما قصد بهذا الخبر إخبارَ اليهود الذين وصف صفتهم في الآيات قبل هذه، بقبيح فعالهم وذميم أخلاقهم، واستيجابهم سخطه بكثرة ذنوبهم ومعاصيهم، حتى مسخ بعضهم قردة وبعضهم خنازير، خطابًا منه لهم بذلك، تعريضًا بالجميل من الخطاب، ولَحَن لهم بما عَرَفوا معناه من الكلام بأحسن اللحن، (41) وعلَّم نبيه صلى الله عليه وسلم من الأدب أحسنه فقال له: قل لهم، يا محمد، أهؤلاء المؤمنون بالله وبكتبه الذين تستهزئون منهم، شرٌّ، أم من لعنه الله؟ وهو يعني المقولَ ذلك لهم.
----------------
الهوامش :
(13) انظر تفسير"
مثوبة" فيما سلف 2: 458 ، 459.(14) كان في المطبوعة: "
غير أن العين لما سكنت نقلت حركتها إلى الفاء..." ، سقط صدر الكلام ، فغير ما كان في المخطوطة ، فأثبت ما أثبته بين القوسين ، استظهارًا من إشتقاق الكلمة. والذي كان في المخطوطة: "غير أن الفعل لما سقط نقلت حركتها إلى الفاء" ، سقط أيضًا صدر الكلام الذي أثبته بين القوسين ، وسقط أيضًا"عين" من قوله: "عين الفعل". وأخشى أن يكون سقط من الكلام غير هذا. انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 170 ، وذلك قراءة من قرأ"مثوبة" (بفتح فسكون ففتح).(15) في المطبوعة: "
محوزة" بالحاء والزاي وفي المخطوطة: "محوره ومصرفه" غير منقوطة. والصواب ما أثبت. ويأتي في بعض الكتب كالقرطبي 6: 243"مجوزة" بالجيم والزاي ، وكل ذلك خطأ ، صوابه ما أثبت. و"المحورة" من"المحاورة" ، مثل" المشورة" و"المشاورة" يقال: "ما جاءتني عنه محورة" ، أي: ما رجع إليّ عنه خبر. وحكى ثعلب: "اقض محورتك" ، أي الأمر الذي أنت فيه. ويقال فيها أيضًا: "محورة" (بفتح الميم وسكون الحاء) ومنه قول الشاعر:لِحَاجَــةِ ذي بَــثٍّ ومَحْـوَرةٍ لَـهُ،
كَـفَى رَجْعُهَـا مِـنْ قِصَّـةِ المُتَكَـلِّمِ
(16) هو أبو جندب الهذلي.
(17) أشعار الهذليين 3: 92 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 170 ، واللسان (ضيف) (نصف) وغيرها كثير ، وبعده:
وَلَكِـنَّنيِ جَـمْرُ الغَضَـا مــن وَرَائِـهِ
يُخَــفِّرُنِي سَــيْفِي إذَا لَــمْ أُخَـفَّرِ
أَبَـى النَّـاسُ إلا الشَّـرَّ مِنِّـي، فَدَعْهُمُ
وَإيّــايَ مَــا جَـاءُوا إلَـيَّ بِمُنْكَـرِ
إذَا مَعْشَــرٌ يَوْمًــا بَغَـوْنِي بَغَيْتُهُـمُ
بِمُسْــقِطَةِ الأحْبَــالِ فَقْمَـاءَ قِنْطِـرِ
و"
المضوفة" و"المضيفة" و"المضافة": الأمر يشفق منه الرجل. وبها جميعًا روى البيت."ضاف الرجل وأضاف": خاف. و"نصف الإزار ساقه": إذا بلغ نصفها. يريد بذلك اجتهاده في الدفاع عمن استجار به. وقوله: "ولكني جمر الغضا..." ، يقول: أتحرق في نصرته تحرقًا كأنه لهب باق من جمر الغضا. وقوله: "يخفرني سيفي...". يقول: سيفي خفيري إذا لم أجد لي خفيرًا ينصرني. وقوله: "مسقطة الأحبال": يريد: أعمد إليهم بداهية تسقط الحبالي من الرعب. و"فقماء". وصف للداهية المنكرة ، يذكر بشاعة منظرها يقال: "امرأة فقماء": وهي التي تدخل أسنانها العليا إلى الفم ، فلا تقع على الثنايا السفلى ، وهي مع ذلك مائلة الحنك. و"قنطر" هي الداهية ، وجاء بها هنا وصفًا ، وكأن معناها عندئذ أنها داهية تطبق عليه إطباقًا ، كالقنطرة التي يعبر عليها تطبق على الماء. ولم يذكر أصحاب اللغة هذا الاشتقاق ، وإنما هو اجتهاد مني في طلب المعنى.وكان صدر البيت الشاهد في المخطوطة: "
وكنت إذا جاي دعالم" ، ولم يتم البيت ، وأتمته المطبوعة.(18) في المطبوعة والمخطوطة: "
شر ثوابا" ، وليس في كتاب الله آية فيها"شر ثوابا" ، فأثبت آية الكهف التي استظهرت أن يكون قرأها ابن زيد في هذا الموضع. ونقل السيوطي في الدر المنثور 2: 295 ، وكتب: "وقرئ: بشر ثوابًا" ، ولم أجد هذه القراءة الشاذة ، فلذلك استظهرت ما أثبت. هذا ، وقد سقط من الترقيم رقم: 12222 سهوا.(19) انظر هذا كله في معاني القرآن للفراء 1: 314.
(20) في المطبوعة: "
فيجعل"أنبئكم" على ما في"من" واقعًا عليه" ، وفي المخطوطة: "فيجعل"أنبئكم" علامًا فيمن واقعًا عليه" ، وكلاهما فاسد ، وصواب قراءة ما أثبت ، ولكن أخطأ الناسخ كعادته في كتابته أحيانًا. و"الوقوع" التعدي ، كما سلف مرارًا ، انظر فهارس المصطلحات في الأجزاء السالفة.(21) انظر تفسير"
اللعنة" فيما سلف 9: 213 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك.(22) انظر تفسير"
غضب الله" فيما سلف 1: 188 ، 189/2: 138 ، 345/7: 116/9: 57.(23) انظر ما سلف 2: 167- 172/8: 447 ، 448/ وما سيأتي في التفسير 9: 63- 70 (بولاق).
(24) في المخطوطة: "
تدعوا الله" بحذف"إلى" ، والصواب ما في المطبوعة ، بدليل ما سيأتي بعد . وأما قوله: "واستجمعوا على الهلكة" فإنه يعني: قد أشرفت جمعاتهم على الهلاك بكفرهم.(25) الأثر: 12223-"
عمر بن كثير بن أفلح ، مولى أبي أيوب الأنصاري" ، روى عن كعب بن مالك ، وابن عمر ، وسفينة ، وغيرهم. وذكره ابن حبان في الثقات ، في أتباع التابعين. وقال ابن سعد: "كان ثقة ، له أحاديث". وقال ابن أبي حاتم: "روى عنه محمد بن بشر العبدي ، وحماد بن خالد الخياط ، وأبو عون الزيادي" ، غير أن أبا عون قال: "عمرو بن كثير بن أفلح" ، وهو وهم منه". وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا"عمرو بن كثير" ، فتابعت ابن أبي حاتم. وهو مترجم في التهذيب"عمر" ، وابن أبي حاتم 3/1/130.(26) لم أعرف مكانه فيما سيأتي من التفسير ، فإذا عثرت عليه أثبته إن شاء الله. ولعل منه ما سيأتي في الآثار رقم: 12301- 12304. وانظر رقم: 7110.
(27) هو أوس بن حجر.
(28) ديوانه ، القصيدة: 5 ، البيت: 4 ، ومعاني القرآن للفراء 1: 314 ، 315 ، واللسان (عبد) ، وقد مضى منها بيت فيما سلف ص: 275 ، وقبل البيت:
أَبَنِــي لُبَيْنِــيَ لَسْــتُ مُعْترِفًــا
لِيَكُــــونَ أَلأَمَ مِنْكُـــمُ أَحَـــدُ
(29) انظر معاني القرآن للفراء 1: 314 ، 315.
(30) كان الأجود أن يقول: "كأنه جمع العبد عبادًا ، ثم جمع العباد عبدًا ، مثل ثمار وثمر" ، وهو ظاهر مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 314.
(31) في المطبوعة: "أنه يقرؤه" بحذف"كان" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(32) في المطبوعة: "من الصحة" ، والصواب ما في المخطوطة.
(33) في المخطوطة: "وعابد الشيطان" ، وهو خطأ لا شك فيه ، صححته المطبوعة ، وانظر القراءات الشاذة لابن خالويه: 34.
(34) لم أعرف الراجز.
(35) معاني القرآن للفراء 1: 314 ، وقوله: "صرخد" جعلها الخمر الصرخدية نفسها. وأما أصحاب اللغة ، فيقولون: "صرخد" ، موضع بالشأم ، من عمل حوران ، تنسب إليه الخمر الجيدة.
(36) انظر ما سلف جميعه في معاني القرآن للفراء 1: 314 ، 315.
(37) في المطبوعة: "فهم لا يتناكرونه" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(38) انظر تفسير"الطاغوت" فيما سلف 5: 416- 419/8: 461-465 ، 507- 513 ، 546.
(39) انظر تفسير"الضلال" فيما سلف من فهارس اللغة.
= وتفسير"سواء السبيل" فيما سلف 10: 124 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
(40) "اللحن" هنا بمعنى التعريض والإيماء ، عدولا عن تصريح القول. قال ابن بري: "للحن ستة معان: الخطأ في الإعراب ، واللغة ، والغناء ، والفطنة ، والتعريض ، والمعنى".
(41) أي: عرض لهم بأحسن التعريض والإيماء.
- ابن عاشور : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
ثمّ اطّرد في التهكّم بهم والعَجببِ من أَفَن رأيهم مع تذكيرِهم بمساويهم فقال : { قل هل أنبّئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله } الخ . وشرّ اسم تفضيل ، أصله أشَرّ ، وهو للزيادة في الصفة ، حذفت همزته تخفيفاً لكثرة الاستعمال ، والزّيادة تقتضي المشاركة في أصل الوصف فتقتضي أنّ المسلمين لهم حظّ من الشرّ ، وإنّما جَرى هذا تهكّماً باليهود لأنّهم قالوا للمسلمين : لا دِينَ شَرّ من دينكم ، وهو ممّا عبّر عنه بفعل { تنقمون } . وهذا من مقابلة الغلظة بالغلظة كما يقال : «قُلْتَ فأوْجبْت» .
والإشارة في قوله { من ذلك } إلى الإيمان في قوله : { هل تنقمون منّا إلا أن آمنّا بالله } الخ باعتبار أنّه منقوم على سبيللِ الفرض . والتّقدير : ولمّا كان شأن المنقوم أن يكون شرّاً بني عليه التهكّم في قوله : { هل أنبّئكم بشرّ من ذلك } ، أي ممّا هو أشدّ شرّاً .
والمثُوبة مشتقّة من ثَاب يثوب ، أي رجع ، فهي بوزن مفعولة ، سمّي بها الشيء الّذي يثوب به المرء إلى منزله إذا ناله جزاء عن عمللٍ عملَه أو سعْي سعاه ، وأصلها مثوب بها ، اعتبروا فيها التّأنيث على تأويلها بالعطيّة أو الجائزة ثمّ حذف المتعلّق لكثرة الاستعمال .
وأصلها مؤذن بأنّها لا تطلق إلاّ على شيء وجودي يعطاه العامل ويحمله معه ، فلا تطلق على الضّرْب والشتم لأنّ ذلك ليس ممّا يثُوب به المرء إلى منزله ، ولأنّ العرب إنّما يبْنون كلامهم على طباعهم وهم أهل كرم لنزيلهم ، فلا يريدون بالمثوبة إلاّ عطية نافعة . ويصحّ إطلاقها على الشيء النّفيس وعلى الشيء الحقير من كلّ ما يثوب به المعطَى . فَجَعْلها في هذه الآية تمييزاً لاسم الزيادة في الشرّ تهكّم لأنّ اللّغة والغضب والمسخ ليست مثوبات ، وذلك كقول عمرو بن كلثوم :
قَرَيْنَاكم فعجَّلْنَا قِراكم ... قُبَيْلَ الصبح مِرْداة طحونا
وقول عمرو بن معديكرب :
وخيللٍ قد دَلَفتُ لها بِخيْل ... تَحِيَّةُ بَيْنهم ضرْب وَجِيع
وقوله : { مَن لَعَنَهُ الله } مبْتدأ ، أريد به بيان من هو شرّ مثوبة . وفيه مضاف مقدّر دلّ عليه السياق . وتقديره : مثوبةُ مَنْ لَعنهُ الله . والعدول عن أن يقال : أنتم أو اليهودُ ، إلى الإتيان بالموصول للعِلم بالمعنيّ من الصلة ، لأنّ اليهود يعلمون أنّ أسلافاً منهم وقعت عليهم اللّعنة والغضب من عهد أنبيائهم ، ودلائله ثابتة في التّوراة وكتب أنبيائهم ، فالموصول كناية عنهم .
وأمّا جعلهم قردة وخنازير فقد تقدّم القول في حقيقته في سورة البقرة . وأمّا كونهم عبدوا الطاغوت فهو إذ عبدوا الأصنام بعد أن كانوا أهل توحيد فمن ذلك عبادتهم العِجل .
والطاغوت : الأصنام ، وتقدّم عند قوله تعالى : { يؤمنون بالجبت والطاغوت } في سورة النّساء ( 51 ) .
وقرأ الجمهور { وعبدَ الطاغوتَ } بصيغة فعل المضيّ في { عبد } وبفتح التّاء من { الطاغوت } على أنّه مفعول { عبد } ، وهو معطوف على الصّلة في قوله { من لَعنهُ الله } ، أي ومن عبدوا الطاغوت . وقرأه حمزة وحْده بفتح العين وضمّ الموحّدة وفتح الدّال وبكسر الفوقيّة من كلمة الطاغوت على أن «عَبُد» جمع عَبْد ، وهو جمع سماعي قليل ، وهو على هذه القراءة معطوف على { القردة والخنازير } .
والمقصود من ذكر ذلك هنا تعيير اليهود المجادلين للمسلمين بمساوي أسلافهم إبكاتاً لهم عن التطاول . على أنّه إذا كانت تلك شنشنتهم أزمانَ قيام الرسل والنبيئين بين ظهرانَيْهم فهم فيما بعد ذلك أسوأ حالاً وأجدر بكونهم شرّاً ، فيكون الكلام من ذمّ القبيل كلّه . على أنّ كثيراً من موجبات اللّعنة والغضب والمسخ قد ارتكبتها الأخلاف ، على أنّهم شتموا المسلمين بما زعموا أنّه دينهم فيحقّ شتمهم بما نعتقده فيهم .
- إعراب القرآن : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
«قُلْ» فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة. «هَلْ» حرف استفهام «أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والكاف مفعوله والفاعل أنا والجملة مقول القول. «مِنْ ذلِكَ» متعلقان باسم التفضيل شر «مَثُوبَةً» تمييز. «عِنْدَ» متعلق بصفة مثوبة «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل من شر ، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف وجملة لعنه صلة الموصول لا محل لها «وَغَضِبَ عَلَيْهِ» الجملة معطوفة «وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ» ماض تعلق به الجار والمجرور بعده وفاعله مستتر والقردة مفعول به. «وَالْخَنازِيرَ» معطوف ، والجملة معطوفة. «وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ» الجملة معطوفة. «أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً» أولئك اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ وشر خبره.
و مكانا تمييز. «وَأَضَلُّ» عطف على شر «عَنْ سَواءِ» متعلقان بأضل ، «السَّبِيلِ» مضاف إليه ، وجملة :
أولئك شر الاسمية استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : Say "Shall I inform you of [what is] worse than that as penalty from Allah [It is that of] those whom Allah has cursed and with whom He became angry and made of them apes and pigs and slaves of Taghut Those are worse in position and further astray from the sound way"
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ(5:60) Then say to them: 'Shall I tell you about those whose retribution with Allah is even worse? They are the ones whom Allah has cursed, and who incurred His wrath and some of whom were changed into apes and swine, and who served the false deities. Such have an even worse rank and have strayed farther away from the right path. *91
- Français - Hamidullah : Dis Puis-je vous informer de ce qu'il y a de pire en fait de rétribution auprès d'Allah Celui qu'Allah a maudit celui qui a encouru Sa colère et ceux dont Il a fait des singes des porcs et de même celui qui a adoré le Tâghût ceux-là ont la pire des places et sont les plus égarés du chemin droit
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag Soll ich euch kundtun was als Belohnung bei Allah noch schlechter ist Diejenigen die Allah verflucht hat und denen Er zürnt und aus denen Er Affen und Schweine gemacht hat und die falschen Göttern dienen Diese befinden sich in einer noch schlechteren Lage und sind noch weiter vom rechten Weg abgeirrt
- Spanish - Cortes : Di No sé si informaros de algo peor aún que eso respecto a una retribución junto a Alá Los que Alá ha maldecido los que han incurrido en Su ira los que Él ha convertido en monos y cerdos los que han servido a los taguts ésos son los que se encuentran en la situación peor y los más extraviados del camino recto
- Português - El Hayek : Dize ainda Poderia anunciarvos um caso pior do que este ante os olhos de Deus São aqueles a quem Deusamaldiçoou abominou e converteu em símios suínos e adoradores do sedutor; estes encontramse em pior situação e maisdesencaminhados da verdadeira senda
- Россию - Кулиев : Скажи Сообщить ли вам о тех кто получит еще худшее воздаяние от Аллаха Это - те кого Аллах проклял на кого Он разгневался кого Он превратил в обезьян и свиней и кто поклонялся тагуту Они займут еще более скверное место и еще больше сбились с прямого пути
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
Скажи: «Сообщить ли вам о тех, кто получит еще худшее воздаяние от Аллаха? Это - те, кого Аллах проклял, на кого Он разгневался, кого Он превратил в обезьян и свиней и кто поклонялся тагуту. Они займут еще более скверное место и еще больше сбились с прямого пути».Поскольку из обвинений людей Писания следует, что они считают поступки мусульман дурными, Всевышний Аллах велел Своему пророку, да благословит его Аллах и приветствует, напомнить им о том, в каком ужасном положении они находятся. Ему было велено сказать: «Сообщить ли вам о тех, чьи деяния гораздо хуже поступков, в которых вы нас упрекаете? Есть люди, которых Аллах проклял и отдалил от Своей милости. Разгневавшись, Он подверг их наказанию как в этом мире, так и в Последней жизни. Он превратил их в обезьян и свиней за то, что они поклонялись тагуту». Тагутом называют сатану и все, чему поклоняются вместо Аллаха. Безусловно, люди, обладающие перечисленными отвратительными качествами, займут гораздо худшее положение, чем правоверные, которые близки к Божьей милости. Аллах доволен ими и одаряет их вознаграждением как при жизни на земле, так и после смерти, потому что они искренне служат Ему. В этом откровении сравнительная степень использована для сравнения качественно противоположных вещей.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Allah katında bundan daha kötü bir karşılığın bulunduğunu size haber vereyim mi" de Allah kime lanet ve gazab ederse kimlerden maymunlar domuzlar ve şeytana kullar kılarsa işte onlar yeri en kötü ve doğru yoldan en çok sapmış olanlardır
- Italiano - Piccardo : Di' “Posso forse annunciarvi peggior ricompensa da parte di Allah Coloro che Allah ha maledetto che hanno destato la Sua collera e che ha trasformato in scimmie e porci coloro che hanno adorato gli idoli sono questi che hanno la condizione peggiore e sono i più lontani dalla retta via”
- كوردى - برهان محمد أمين : پێیان بڵێ ئایا ههواڵتان بدهمێ به کردارێک که تۆڵهکهی لای خوا خراپتره له تۆڵهی لهکهدارکردنی موسڵمانان ئهوهش کرداری ئهو کهسهیه که خوا نهفرینی لێکردوه و جامی خهشم و ڕقی خۆی ڕژاندووه بهسهریداو ههندێکیشی کردن به مهیمون و ههندێکیشیان به بهراز و ههندێکیانیشی کرده تاغوت پهرست و بت پهرست ئا ئهوانه خراپترین جێگه و ڕێگهیان ههیه و گومڕاترین کهسن له ڕێبازی ڕاست و دروست
- اردو - جالندربرى : کہو کہ میں تمہیں بتاوں کہ خدا کے ہاں اس سے بھی بدتر جزا پانے والے کون ہیں وہ لوگ ہیں جن پر خدا نے لعنت کی اور جن پر وہ غضبناک ہوا اور جن کو ان میں سے بندر اور سور بنا دیا اور جنہوں نے شیطان کی پرستش کی ایسے لوگوں کا برا ٹھکانہ ہے اور وہ سیدھے رستے سے بہت دور ہیں
- Bosanski - Korkut : Reci "Hoćete li da vam kažem koji su gori od takvih i koje će Allah još teže kazniti Oni koje je Allah prokleo i na koje se rasrdio i u majmune i svinje pretvorio oni koji su se šejtanu klanjali – njih čeka najgore mjesto jer oni su najdalje s Pravoga puta odlutali"
- Swedish - Bernström : Säg "Skall jag säga er vad som inför Gud förtjänar ett hårdare straff än detta [Det är vad de gjorde] som därför att de dyrkade onda makter drabbades av Guds fördömelse och Hans vrede och som Han förvandlade till apor och svin Deras läge var sämre och de hade förirrat sig ännu längre bort från den raka vägen"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Apakah akan aku beritakan kepadamu tentang orangorang yang lebih buruk pembalasannya dari orangorang fasik itu disisi Allah yaitu orangorang yang dikutuki dan dimurkai Allah di antara mereka ada yang dijadikan kera dan babi dan orang yang menyembah thaghut" Mereka itu lebih buruk tempatnya dan lebih tersesat dari jalan yang lurus
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ
(Katakanlah, "Apakah akan kukabarkan kepadamu) kuberitakan (orang-orang yang lebih buruk) lagi daripada warga (demikian) yang kamu salahkan itu (mengenai pembalasannya) asal artinya ialah pahalanya (di sisi Allah) yaitu (orang yang dikutuk oleh Allah) artinya dijauhkan dari rahmat-Nya (dan dimurkai-Nya serta di antara mereka ada yang dijadikan-Nya kera dan babi) dengan merubah bentuknya (dan) orang (yang menyembah tagut) yakni setan dengan jalan menaatinya. Pada minhum ditekankan arti man pada lafal sebelumnya yang dimaksud ialah orang-orang Yahudi. Menurut satu qiraat dibaca `abuda dengan diidhafatkan kepada yang sesudahnya sebagai isim jamak dari `abd dan dinashabkan karena ma`thuf kepada qiradah. (Mereka itu lebih buruk tempatnya) karena mereka menempati neraka berfungsi sebagai tamyiz (dan lebih tersesat lagi dari jalan yang lurus) dari jalan yang benar. Sawaa` arti asalnya ialah pertengahan. Disebutkan buruk dan lebih tersesat untuk mengimbangi ucapan mereka, 'Sepengetahuan kami tak ada agama yang lebih buruk dari agamamu.'"
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বলুনঃ আমি তোমাদেরকে বলি তাদের মধ্যে কার মন্দ প্রতিফল রয়েছে আল্লাহর কাছে যাদের প্রতি আল্লাহ অভিসম্পাত করেছেন যাদের প্রতি তিনি ক্রোধাম্বিত হয়েছেন যাদের কতককে বানর ও শুকরে রূপান্তরিত করে দিয়েছেন এবং যারা শয়তানের আরাধনা করেছে তারাই মর্যাদার দিক দিয়ে নিকৃষ্টতর এবং সত্যপথ থেকেও অনেক দূরে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "அல்; லாஹ்விடமிருந்து இதைவிடக் கெட்ட பிரதிபலனை அடைந்தவர்களைப் பற்றி உங்களுக்கு அறிவிக்கட்டுமா அவர்கள் யாரெனில் எவரை அல்லாஹ் சபித்து இன்னும் அவர்கள் மீது கோபமுங்கொண்டு அவர்களில் சிலரைக் குரங்குகளாகவும் பன்றிகளாகவும் ஆக்கினானோ அவர்களும் ஷைத்தானை வழிப்பட்டவர்களும் தான் அவர்கள்தாம் மிகவும் தாழ்ந்த நிலையினர் நேரான வழியிலிருந்தும் தவறியவர்கள்" என்று நபியே நீர் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด ว่าจะให้ฉันบอกแก่พวกท่านไหม ถึงการตอบแทนที่เลวร้ายยิ่งกว่านั้น ณ ที่อัลลอฮ์ คือผู้ที่อัลลอฮ์ได้ทรงละอ์นัต เขาและกริ้วโกรธเขา และให้ส่วนหนึ่งในพวกเขาเป็นลิง และเป็นสุกร และเป็นผู้สักการะชัยฎอน ชนเหล่านี้แหละคือผู้ที่มีตำแหน่งอันชั่วร้ายและเป็นผู้ที่หลงไปจากทางอันเที่ยงตรง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Сизларга Аллоҳнинг ҳузуридаги бундан ҳам кўра ёмонроқ савобнинг хабарини берайми Ким Аллоҳнинг лаънатига учраган ғазабига дучор бўлган маймун ва чўчқага айлантирилган ва тоғутга ибодат қилган бўлса ана ўшалар ёмон мартабадаги ва тўғри йўлдан бутунлай адашган кимсалардир деб айт Ўзлари шундай улкан савобга–Аллоҳнинг лаънатига учраб туриб яна мусулмонларни Аллоҳга ва У нозил қилган нарсага иймон келтирганлари учунгина айблашни уларга ким қўйибди
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:我告诉你们在真主那里所受的报酬有比这更恶劣的,好吗﹖有等人曾受主的弃绝和谴怒,他使他们-部分变成猴子和猪,一部分崇拜恶魔,这等人,他们的地位是更恶劣的,他们离开正道是更远的。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah "Mahukah aku khabarkan kepada kamu tentang yang lebih buruk balasannya di sisi Allah daripada yang demikian itu Ialah orangorang yang dilaknat oleh Allah dan dimurkaiNya dan orangorang yang dijadikan di antara mereka sebagai kera dan babi dan penyembah Taghut Mereka inilah yang lebih buruk kedudukannya dan yang lebih sesat dari jalan yang betul"
- Somali - Abduh : Waxaad Dhahdaa maydinka warramaa waxa ka Sharbadan Arrintaas abaal Marinta Eebe Agtiisa waa mid Eebe Nacladay una Cadhooday kana Yeelay Daanyeerro Doofaarro iyo Shaydaan Caabude Kuwaasay Shar badantahay Meejoodu kana Dhumid Badan Jidka Toosan
- Hausa - Gumi : Ka ce "Shin in gaya muku mafi sharri daga wannan dõmin sakamako daga wurin Allah wanda Allah Ya la'ane shi kuma Ya yi fushi da shi kuma Ya sanya daga gare su birai da aladai kuma ya bauta wa ¦ãguta Waɗannan ne mafiya sharrin wuri kuma mafiya ɓata daga tsakar hanya"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Je Nikwambieni yule ambaye ni mwenye malipo mabaya zaidi kuliko hayo mbele ya Mwenyezi Mungu Ni yule ambaye Mwenyezi Mungu amemlaani na amemkasirikia na amewafanya miongoni mwao manyani na nguruwe na wakamuabudu Shet'ani Hao ndio wenye mahali pabaya na wamepotea zaidi njia iliyo sawa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “A doni t’ju tregoj juve për të keqën më të madhe dhe kush meriton më të rëndin dënimin te Perëndia Këta janë ata në të cilët është pezmatuar Perëndia dhe që i ka mallkuar i ka shndërruar në majmunë dhe derra dhe ata që adhurojnë djallin – ata janë në vendin më të mjerueshëm sepse ata qëndrojnë larg rrugës së vërtetë”
- فارسى - آیتی : بگو: آيا شما را از كسانى كه در نزد خدا كيفرى بدتر از اين دارند خبر بدهم: كسانى كه خدايشان لعنت كرده و بر آنها خشم گرفته و بعضى را بوزينه و خوك گردانيده است و خود بت پرستيدهاند؟ اينان را بدترين جايگاه است و از راه راست گمگشتهترند.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Оё шуморо аз касоне, ки дар назди Худо ҷазое бадтар аз ин доранд, хабар бидиҳам: Касоне, ки Худояшон лаънат карда ва бар онҳо хашм гирифта ва баъзеро бӯзинаву хук гардонидааст ва худ бут парастидаанд? Инҳоро бадтарин ҷойгоҳ аст ва аз роҳи рост гумгаштатаранд.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئېيتقىنكى، «سىلەرگە اﷲ نىڭ نەزىرىدىكى بۇنىڭدىنمۇ يامان جازانى ئېيتىپ بېرەيمۇ؟ (ئۇ شۇنداق) كىشىلەرنىڭ (جازاسىكى)، اﷲ ئۇلارنى رەھمىتىدىن يىراق قىلدى ۋە ئۇلارغا غەزەپ قىلدى، اﷲ ئۇلارنىڭ بىر قىسمىنى مايمۇن ۋە چوشقا قىلدى، بىر قىسمىنى شەيتانغا ئىبادەت قىلىدىغان قىلدى، ئەنە شۇلارنىڭ ئورنى ئەڭ ياماندۇر (يەنى دوزاختۇر)، (ئۇلار) توغرا يولدىن ئەڭ ئاداشقاندۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ചോദിക്കുക: അല്ലാഹുവിങ്കല് അതിനെക്കാള് ഹീനമായ പ്രതിഫലമുള്ളവരെപ്പറ്റി ഞാന് നിങ്ങള്ക്ക് പറഞ്ഞുതരട്ടെയോ? അല്ലാഹു ശപിച്ചവര്; അല്ലാഹു കോപിച്ചവര്; അല്ലാഹു കുരങ്ങന്മാരും പന്നികളുമാക്കിയവര്; ദൈവേതര ശക്തികള്ക്ക് അടിപ്പെട്ടവര്- ഇവരൊക്കെയാണ് ഏറ്റം നീചമായ സ്ഥാനക്കാര്. നേര്വഴിയില്നിന്ന് തീര്ത്തും തെറ്റിപ്പോയവരും അവര് തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها النبي للمومنين هل اخبركم بمن يجازى يوم القيامه جزاء اشد من جزاء هولاء الفاسقين انهم اسلافهم الذين طردهم الله من رحمته وغضب عليهم ومسخ خلقهم فجعل منهم القرده والخنازير بعصيانهم وافترائهم وتكبرهم كما كان منهم عباد الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله وهو راض لقد ساء مكانهم في الاخره وضل سعيهم في الدنيا عن الطريق الصحيح
*91). This alludes to the Jews whose history shows that they were subjected, over and over again, to the wrath and scourge of God. When they desecrated the law of the Sabbath the faces of many of them were distorted, and subsequently their degeneration reached such a low point that they took to worshipping Satan quite openly. The purpose of saying all this is to draw attention to their criminal boldness while they had sunk to the lowest level of evil, transgression and moral decadence, they vigorously opposed all those who, thanks to their faith, lived a truly pious and righteous life.