- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ ٱلطَّعَامَ ۗ ٱنظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلْءَايَٰتِ ثُمَّ ٱنظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ۖ كانا يأكلان الطعام ۗ انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون
- عربى - التفسير الميسر : ما المسيح ابن مريم عليه السلام إلا رسولٌ كمن تقدمه من الرسل، وأُمُّه قد صَدَّقت تصديقًا جازمًا علمًا وعملا وهما كغيرهما من البشر يحتاجان إلى الطعام، ولا يكون إلهًا مَن يحتاج الى الطعام ليعيش. فتأمَّل -أيها الرسول- حال هؤلاء الكفار. لقد وضحنا العلاماتِ الدالةَ على وحدانيتنا، وبُطلان ما يَدَّعونه في أنبياء الله. ثم هم مع ذلك يَضِلُّون عن الحق الذي نَهديهم إليه، ثم انظر كيف يُصرفون عن الحق بعد هذا البيان؟
- السعدى : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
ثم ذكر حقيقة المسيح وأُمِّه، الذي هو الحق، فقال: { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ْ} أي: هذا غايته ومنتهى أمره، أنه من عباد الله المرسلين، الذين ليس لهم من الأمر ولا من التشريع، إلا ما أرسلهم به الله، وهو من جنس الرسل قبله، لا مزية له عليهم تخرجه عن البشرية إلى مرتبة الربوبية. { وَأُمَّهُ ْ} مريم { صِدِّيقَةٌ ْ} أي: هذا أيضا غايتها، أن كانت من الصديقين الذين هم أعلى الخلق رتبة بعد الأنبياء. والصديقية، هي العلم النافع المثمر لليقين، والعمل الصالح. وهذا دليل على أن مريم لم تكن نبية، بل أعلى أحوالها الصديقية، وكفى بذلك فضلا وشرفا. وكذلك سائر النساء لم يكن منهن نبية، لأن الله تعالى جعل النبوة في أكمل الصنفين، في الرجال كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ْ} فإذا كان عيسى عليه السلام من جنس الأنبياء والرسل من قبله، وأمه صديقة، فلأي شيء اتخذهما النصارى إلهين مع الله؟ وقوله: { كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ْ} دليل ظاهر على أنهما عبدان فقيران، محتاجان كما يحتاج بنو آدم إلى الطعام والشراب، فلو كانا إلهين لاستغنيا عن الطعام والشراب، ولم يحتاجا إلى شيء، فإن الإله هو الغني الحميد. ولما بين تعالى البرهان قال: { انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ْ} الموضحة للحق، الكاشفة لليقين، ومع هذا لا تفيد فيهم شيئا، بل لا يزالون على إفكهم وكذبهم وافترائهم، وذلك ظلم وعناد منهم.
- الوسيط لطنطاوي : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
ثم بين- سبحانه- حقيقة عيسى عليه السلام- وحقيقة أمه مريم حتى يزيل عن ساحتهما ما افتراه عليهما المفترون فقال- تعالى: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ.
وقوله صِدِّيقَةٌ صيغة مبالغة في التمسك بفضيلة الصدق مثل شريب ومسيك مبالغة في الشرب والمسك.
قال الراغب: والصديق من كثر منه الصدق، وقيل: بل يقال لمن لم يكذب قط: وقيل:
بل لمن لا يأتى منه الكذب لتعوده الصدق. وقيل، لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله.. قال تعالى- فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ فالصديقون هم قوم دون الأنبياء في الفضيلة .
والمعنى: إن الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. قد قالوا منكرا وزورا، إذ ليس الألوهية إلا لله وحده وليس المسيح عيسى ابن مريم سوى بشر من البشر ورسول مثل الرسل الذين سبقوه كنوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من الرسل الذين مضوا دون أن يدعى واحد منهم الألوهية.
وأما أم عيسى مريم فما هي إلا أمة من إماء الله كسائر النساء ديدنها الصدق مع خالقها- عز وجل- أو التصديق له في سائر أمورها. وهما- أى عيسى وأمه مريم- عبدان من عباد الله كانا يأكلان الطعام، ويشربان الشراب ويتصرفان كما يتصرف سائر البشر فكيف ساغ لكم- يا معشر النصارى- أن تصفوهما بأنهما إلهين مع أن طبيعتهما الظاهرة أمامكم تتنافى تنافيا تاما مع صفات الألوهية: إن وصفكم لهما بالألوهية لدليل واضح على فساد عقولكم وضلال تفكيركم، وعظيم جهلكم.
وقوله مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ جملة مشتملة على قصر موصوف على صفة، وهو قصر إضافى، أى أن المسيح مقصور على صفة الرسالة لا يتجاوزها إلى غيرها وهي الألوهية فالقصر قصر قلب لرد اعتقاد النصارى في عيسى أنه الله، أو أنه جزء من الله أو أنه أحد آلهة ثلاثة.
وقوله: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ صفة للرسول وهو عيسى أريد بها بيان أنه مساو للرسل الكرام الذين سبقوه في تبليغ رسالة الله إلى الناس وأنه ليس بدعا في هذا الوصف وإذا فلا شبهة للذين زعموا انه إله لأنه لم يجيء بشيء زائد على ما جاء به الرسل.
وقوله. وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ معطوف على قوله: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ والقصد من وصف مريم بذلك مدحها والثناء عليها، ونفى أن يكون لها وصف أعلى من ذلك، فهي ليست إلها. كما أنها ليست رسولا.
ولذا قال ابن كثير: دلت الآية على أن مريم ليست بنبية- كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق ونبوة أم عيسى ونبوة أم موسى- استدلالا منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم وبقوله: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيا إلا من الرجال- قال تعالى- وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى
وقوله: كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ جملة مستأنفة لبيان خواصهما الآدمية بعد بيان منزلتهما السامية عند الله- تعالى- وقد اختيرت هذه الصفة لهما من بين صفات كثيرة كالمشرب والملبس. لأنها صفة واضحة
ظاهرة للناس، ودالة على احتياجهما لغيرهما في مطلب حياتهما، ومن يحتاج إلى غيره لا يكون إلها.
وقال صاحب الكشاف: لأن من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنفض، لم يكن إلا جسما مركبا من عظم ولحم وعروق وأعصاب وأخلاط وأمزجة مع شهوة.. وغير ذلك مما يدل على أنه مصنوع مؤلف كغيره من الأجسام وحاشا للإله أن يكون كذلك .
ففي هذه الجمل الكريمة رد على ما زعمه النصارى في شأن عيسى وأمه بأبلغ وجه وأحكمه، ولذا عجب الله- تعالى- رسوله وكل من يصلح للخطاب من جهلهم وبعدهم عن الحق مع وضوحه وظهوره فقال: انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ أى: يصرفون يقال أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشيء.
أى: انظر- يا محمد- كيف تبين لهم الأدلة المنوعة على حقيقة عيسى وأمه بيانا واضحا ظاهرا. ثم انظر بعد ذلك كيف ينصرفون عن الإصاخة إليها والتأمل فيها لسوء تفكيرهم، واستيلاء الجهل والوهم والعناد على عقولهم.
فالجملتان الكريمتان تعجيب لكل عاقل من أحوال النصارى الذين زعموا أن الله هو المسيح ابن مريم، أو أن الله ثالث ثلاثة. مع أنه- سبحانه- أقام لهم الأدلة المتعددة على بطلان ذلك.
وكرر الله- سبحانه- الأمر بالنظر للمبالغة في التعجيب من أحوالهم الغريبة وجيء بثم المفيدة للتراخي في قوله ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ لإظهار ما بين وضوح الآيات وانصرافهم عنها من تفاوت شديد أى: أن بياننا للآيات أمر بديع في بابه بحيث يجعل كل عاقل يستجيب لها، ويخضع لما تدعو إليه من هدايات وخيرات. وانصراف هؤلاء الضالين عنها- مع وضوحها وتعاضد ما يوجب قبولها- أمر يدعو إلى العجب الشديد من جهلهم وضلالهم وسوء تفكيرهم.
ثم تابع- سبحانه- حديثه عن ضلال أهل الكتاب وجهالتهم فأمر رسوله- صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم على عنادهم وغفلتهم وأن يواصل دعوتهم إلى الدين الحق فقال- تعالى:
- البغوى : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
قوله تعالى : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت ) [ مضت ] ( من قبله الرسل ) أي : ليس هو بإله بل هو كالرسل الذين مضوا لم يكونوا آلهة ) ( وأمه صديقة ) أي : كثيرة الصدق .
وقيل : سميت صديقة لأنها صدقت بآيات الله ، كما قال عز وجل في وصفها : " وصدقت بكلمات ربها " ( التحريم ، 12 ) ، ( كانا يأكلان الطعام ) أي : كانا يعيشان بالطعام والغذاء كسائر الآدميين ، فكيف يكون إلها من لا يقيمه إلا أكل الطعام؟
وقيل : هذا كناية عن الحدث ، وذلك أن من أكل وشرب لا بد له من البول والغائط ، ومن هذه صفته كيف يكون إلها؟
ثم قال : ( انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ) أي يصرفون عن الحق .
- ابن كثير : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
ثم قال : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) أي : له سوية أمثاله من سائر المرسلين المتقدمين عليه ، وأنه عبد من عباد الله ورسول من رسله الكرام ، كما قال : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) [ الزخرف : 59 ] .
وقوله : ( وأمه صديقة ) أي : مؤمنة به مصدقة له . وهذا أعلى مقاماتها فدل على أنها ليست بنبية ، كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق ونبوة أم موسى ونبوة أم عيسى استدلالا منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم وبقوله : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) [ القصص : 7 ] [ قالوا ] وهذا معنى النبوة ، والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيا إلا من الرجال ، قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) [ يوسف : 109 ] ، وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك .
وقوله : ( كانا يأكلان الطعام ) أي : يحتاجان إلى التغذية به ، وإلى خروجه منهما ، فهما عبدان كسائر الناس وليسا بإلهين كما زعمت فرق النصارى الجهلة ، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
ثم قال تعالى : ( انظر كيف نبين لهم الآيات ) أي : نوضحها ونظهرها ( ثم انظر أنى يؤفكون ) أي : ثم انظر بعد هذا البيان والوضوح والجلاء أين يذهبون؟ وبأي قول يتمسكون؟ وإلى أي مذهب من الضلال يذهبون؟ ؟
- القرطبى : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
قوله تعالى : ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون
قوله تعالى : ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ابتداء وخبر ; أي : ما المسيح وإن ظهرت الآيات على يديه فإنما جاء بها كما جاءت بها الرسل ; فإن كان إلها فليكن كل رسول إلها ; فهذا رد لقولهم واحتجاج عليهم ، ثم بالغ في الحجة فقال : وأمه صديقة ابتداء وخبر كانا يأكلان الطعام أي : أنه مولود مربوب ، ومن ولدته النساء وكان يأكل الطعام مخلوق محدث كسائر المخلوقين ; ولم يدفع هذا أحد منهم ، فمتى يصلح المربوب لأن يكون ربا ؟ ! وقولهم : كان يأكل بناسوته لا بلاهوته فهذا منهم مصير إلى الاختلاط ، ولا يتصور اختلاط إله بغير إله ، ولو جاز اختلاط القديم بالمحدث لجاز أن يصير القديم محدثا ، ولو صح هذا في حق عيسى لصح في حق غيره حتى يقال : اللاهوت مخالط لكل محدث ، وقال بعض المفسرين في قوله : كانا يأكلان الطعام إنه كناية عن الغائط والبول ، وفي هذا دلالة على أنهما بشران ، وقد استدل من قال : إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى : وأمه صديقة .
قلت : وفيه نظر ، فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام ; وقد مضى في " آل عمران " ما يدل على هذا . والله أعلم . وإنما قيل لها صديقة لكثرة تصديقها بآيات ربها وتصديقها ولدها فيما أخبرها به . عن الحسن وغيره . والله أعلم .
قوله تعالى : انظر كيف نبين لهم الآيات أي الدلالات . ثم انظر أنى يؤفكون أي : كيف يصرفون عن الحق بعد هذا البيان ; يقال : أفكه يأفكه إذا صرفه ، وفي هذا رد على القدرية والمعتزلة .
- الطبرى : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
القول في تأويل قوله : مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ
قال أبو جعفر: وهذا [خَبَرٌ] من الله تعالى ذكره، (19) احتجاجًا لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم على فِرَق النصارى في قولهم في المسيح.
يقول= مكذِّبًا لليعقوبية في قِيلهم: " هو الله " والآخرين في قيلهم: " هو ابن الله " =: ليس القول كما قال هؤلاء الكفرة في المسيح، ولكنه ابن مريم ولدته ولادةَ الأمهات أبناءَهن، وذلك من صفة البشر لا من صفة خالق البشر، وإنما هو لله رسولٌ كسائر رسله الذين كانوا قبلَه فمضوا وخَلَوْا، أجرى على يده ما شاء أن يجريه عليها من الآيات والعِبر، حجةً له على صدقه، وعلى أنه لله رسول إلى من أرسله إليه من خلقه، كما أجرى على أيدي من قبله من الرسل من الآيات والعِبر، حجةً لهم على حقيقةِ صدقهم في أنهم لله رسلٌ (20) =" وأمه صِدّيقة "، يقول تعالى ذكره وأمّ المسيح صِدِّيقةٌ.
* * *
و "
الصِدِّيقة "" الفِعِّيلة "، من " الصدق "، وكذلك قولهم: " فلان صِدِّيق "،" فِعِّيل " من " الصدق "، ومنه قوله تعالى ذكره: وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ . [سورة النساء: 69]. (21)وقد قيل إن " أبا بكر الصدّيق " رضي الله عنه إنما قيل له: " الصّدّيق " لصدقه.
وقد قيل: إنما سمي" صديقًا "، لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره في ليلة واحدةٍ إلى بيت المقدس من مكة، وعودِه إليها.
* * *
وقوله: " كانا يأكلان الطعام "، خبٌر من الله تعالى ذكره عن المسيح وأمّه: أنهما كانا أهل حاجةٍ إلى ما يَغْذُوهما وتقوم به أبدانهما من المطاعم والمشارب كسائر البشر من بني آدم، فإنّ من كان كذلك، فغيرُ كائنٍ إلهًا، لأن المحتاج إلى الغذاء قِوَامه بغيره. وفي قوامه بغيره وحاجته إلى ما يقيمه، دليلٌ واضحٌ على عجزه. والعاجز لا يكون إلا مربوبًا لا ربًّا.
* * *
القول في تأويل قوله : انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: انظر يا محمد، كيف نبين لهؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى=" الآيات "، وهي الأدلَّةُ، والأعلام والحُجج على بُطُول ما يقولون في أنبياء الله، (22) وفي فريتهم على الله، وادِّعائهم له ولدًا، وشهادتهم لبعض خلقه بأنه لهم ربٌّ وإله، ثم لا يرتدعون عن كذبهم وباطل قِيلهم، ولا ينـزجرون عن فريتهم على ربِّهم وعظيم جهلهم، مع ورود الحجج القاطعة عذرَهم عليهم. يقول تعالى ذكره لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: " ثم انظر "، يا محمد=" أنَّى يؤفكون "، يقول: ثم انظر، مع تبييننا لهم آياتنا على بُطول قولهم، أيَّ وجه يُصرَفون عن بياننا الذي نبيِّنه لهم؟ (23) وكيف عن الهدى الذي نهديهم إليه من الحق يضلُّون؟
* * *
والعرب تقول لكل مصروف عن شيء: " هو مأفوك عنه ". يقال: " قد أفَكت فلانًا عن كذا "، أي: صرفته عنه،" فأنا آفِكه أفْكًا، وهو مأفوك ". و " قد أُفِكت الأرض "، إذا صرف عنها المطر. (24)
-------------
الهوامش :
(19) الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام.
(20) انظر تفسير"المسيح" فيما سلف ص: 480 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(21) انظر تفسير"الصديق" فيما سلف 8: 530- 532.
(22) انظر تفسير"الآيات" فيما سلف (أيي).
(23) المطبوعة: "بينته لهم" ، والصواب من المخطوطة ، وهي غير منقوطة.
(24) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 174 ، 175.
- ابن عاشور : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
استئناف لتبيان وصف المسيح في نفس الأمر ووصففِ أمّه زيادة في إبطال معتقد النّصارى إلهيّة المسيح وإلهيّة أمّه ، إذ قد عُلم أنّ قولهم { إنّ الله ثالث ثلاثة } [ المائدة : 73 ] أرادوا به إلهيّة المسيح . وذلك مُعتقد جميع النّصارى . وفرّعت طائفة من النّصارى يُلَقَّبون ( بالرّكُوسِيَّةِ ) ( وهم أهل ملّة نصرانيّة صابئة ) على إلهيةِ عيسى إلهيَّةَ أمّه ولولا أنّ ذلك معتقدهم لما وقع التّعرض لوصف مَريم ولا للاستدلال على بَشَرِيَّتها بأنّهما كانا يأكلان الطّعام .
فقوله : { ما المسيح ابن مريم إلاّ رسول } قصرُ موصوففٍ على صفة ، وهو قصر إضافي ، أي المسيح مقصور على صفة الرّسالة لا يتجاوزها إلى غيرها ، وهي الإلهيّة . فالقصر قصر قلب لردّ اعتقاد النّصارى أنّه الله .
وقوله : { قد خلت من قبله الرّسل } صفة لرسول أريد بها أنّه مساو للرّسل الآخرين الّذين مضوا قبله ، وأنّه ليس بدعا في هذا الوصف ولا هو مختصّ فيه بخصوصيّة لم تكن لغيره في وصف الرّسالة ، فلا شبهة للّذين ادّعوا له الإلهيّة ، إذ لم يجىء بشيء زائد على ما جاءت به الرسل ، وما جرت على يديه إلاّ معجزات كما جرت على أيدي رُسل قبله ، وإن اختلفت صفاتها فقد تساوت في أنّها خوارق عادات وليس بعضها بأعجب من بعض ، فما كان إحياؤه الموتى بحقيق أن يوهم إلهيّتَه . وفي هذا نداء على غباوة القوم الّذين استدلّوا على إلهيّته بأنّه أحيا الموتى من الحيوان فإنّ موسى أحيا العصا وهي جماد فصارت حيّة .
وجملة { وأمّه صدّيقة } معطوفة على جملة { ما المسيح ابن مريم إلاّ رسول } . والقصد من وصفها بأنّها صدّيقة نفيُ أن يكون لها وصف أعلى من ذلك ، وهو وصف الإلهيّة ، لأنّ المقام لإبطال قول الّذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة ، إذْ جعلوا مريم الأقنوم الثالث . وهذا هو الّذي أشار إليه قول صاحب «الكشاف» إذ قال «أي وما أمّه إلاّ صديقة» مع أنّ الجملة لا تشتمل على صيغة حَصر . وقد وجّهه العلامة التفتزاني في «شرح الكشّاف» بقوله : «الحصر الّذي أشار إليه مستفاد من المقام والعطف» ( أي من مجموع الأمرين ) . وفي قول التفتزاني : والعطف ، نظر .
والصدِّيقة صيغة مبالغة ، مثل شِرِّيب ومسِّيك ، مبالغة في الشُّرب والمَسْك ، ولَقَببِ امرىء القيس بالمَلك الضّلِّيل ، لأنّه لم يهتد إلى ما يسترجع به مُلك أبيه . والأصل في هذه الصيغة أن تكون مشتقّة من المجرّد الثّلاثي . فالمعنى المبالغة في وصفها بالصدق ، أي صدق وعد ربّها ، وهو ميثاق الإيمان وصدقُ وعد النّاس . كما وُصف إسماعيل عليه السّلام بذلك في قوله تعالى : { واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد } [ مريم : 54 ] . وقد لقّب يوسف بالصدّيق ، لأنّه صَدَق وعد ربّه في الكفّ عن المحرّمات مع توفر أسبابها .
وقيل : أريد هنا وصفها بالمبالغة في التّصديق لقوله تعالى : { وصدّقت بكلمات ربّها } [ التحريم : 12 ] ، كما لقّب أبو بكر بالصدّيق لأنّه أوّل من صدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى : { والّذي جاء بالصّدق وصدّق به } [ الزمر : 33 ] ، فيكون مشتقّاً من المزيد .
وقوله : { كانا يأكلان الطّعام } جملة واقعة موقع الاستدلال على مفهوم القصر الّذي هو نفي إلهيّة المسيح وأمّه ، ولذلك فصلت عن الّتي قبلها لأن الدّليل بمنزله البيان ، وقد استدلّ على بشريتهما بإثبات صفة من صفات البشر ، وهي أكل الطّعام . وإنَّما اختيرت هذه الصّفة من بين صفات كثيرة لأنّها ظاهرة واضحة للنّاس ، ولأنّها أثبتتها الأناجيل؛ فقد أثبتت أنّ مريم أكلت ثَمر النخلة حين مخاضها ، وأنّ عيسى أكل مع الحواريين يوم الفِصْح خبزاً وشرب خمراً ، وفي إنجيل لوقاً إصحاح22 «وقال لهم اشتهيت أن آكل هذا الفِصحَ معكم قبل أن أتألّم لأنّي لا آكل منه بعدُ ، وفي الصبح إذْ كان راجعاً في المدينة جاع» .
وقوله : { انظر كيف نبيّن لهم الآيات } استئناف للتعجيب من حال الّذين ادّعوا الإلهيّة لعيسى . : والخطاب مراد به غيرُ معيّن ، وهو كلّ من سمع الحجج السابقة . واستُعمل الأمر بالنّظر في الأمر بالعِلم لتشبيه العالم بالرأي والعلممِ بالرؤية في الوضوح والجلاء ، وقد تقدّمت نظائره . وقد أفاد ذلك معنى التعجيب . ويجوز أن يكون الخطاب للرّسول عليه السّلام . والمراد هو وأهل القرآن . و { كيف } اسم استفهام معلِّق لفعل { انظر } عن العمل في مفعولين ، وهي في موضع المفعول به ل { انظر } ، والمعنى انظر جواب هذا الاستفهام . وأريد مع الاستفهام التعجيب كناية ، أي انظر ذلك تجد جوابك أنّه بيان عظيم الجلاء يتعجّب النّاظر من وضوحه . والآيات جمع آية ، وهي العلامة على وجود المطلوب ، استعيرت للحجّة والبرهان لشبهه بالمكان المطلوب على طريق المكنية ، وإثبات الآيات له تخييل ، شبّهت بآيات الطّريق الدّالة على المكان المطلوب .
وقوله : { ثمّ انظر أنّى يؤفكون } ( ثمّ ) فيه للترتيب الرتبي والمقصود أنّ التأمّل في بيان الآيات يقتضي الانتقال من العجب من وضوح البيان إلى أعجب منه وهو انصرافهم عن الحقّ مع وضوحه . و { يؤفكون } يصرفون ، يقال : أفكَهُ من باب ضَرب ، صَرفه عن الشّيء .
و { أنَّى } اسم استفهام يستعمل بمعنى من أين ، ويستعمل بمعنى كيف . وهو هنا يجوز أن يكون بمعنى كيفَ ( كما ) في «الكشاف» ، وعليه فإنّما عدل عن إعادة { كيف } تفنّناً . ويجوز أن تكون بمعنى من أين ، والمعنى التعجيب من أين يتطرّق إليهم الصّرف عن الاعتقاد الحقّ بعد ذلك البيان المبالغ غاية الوضوح حتّى كان بمحلّ التّعجيب من وضوحه . وقد علّق ب { أنَّى } فعل { انظر } الثّاني عن العمل وحذف متعلّق { يؤفكون } اختصاراً ، لظهور أنّهم يصرفون عن الحقّ الّذي بيّنته لهم الآيَات .
- إعراب القرآن : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
«مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ» ما نافية لا عمل لها المسيح مبتدأ ورسول خبره إلا أداة حصر بن صفة أو بدل ومريم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والتأنيث ، والجملة استئنافية لا محل لها. «قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ» خلت فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والرسل فاعله والجملة في محل نصب حال. «وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ» مبتدأ وخبر والجملة معطوفة بالواو قبلها. «كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ» كانا فعل ماض ناقص والألف اسمها. والجملة الفعلية يأكلان الطعام خبرها وجملة كانا في محل نصب حال. «انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ» كيف اسم استفهام في محل نصب حال وجملة نبين الآيات في محل.
نصب مفعول به للفعل انظر. «ثُمَّ ، انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» أنى اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال ، ويؤفكون مضارع مبني للمجهول ، والواو نائب فاعله والجملة مفعول به للفعل انظر ، وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى الاستئنافية.
- English - Sahih International : The Messiah son of Mary was not but a messenger; [other] messengers have passed on before him And his mother was a supporter of truth They both used to eat food Look how We make clear to them the signs; then look how they are deluded
- English - Tafheem -Maududi : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ(5:75) The Messiah, son of Mary, was no more than a Messenger before whom many Messengers have passed away; and his mother adhered wholly to truthfulness, and they both ate food (as other mortals do). See how We make Our signs clear to them; and see where they are turning away! *100
- Français - Hamidullah : Le Messie fils de Marie n'était qu'un Messager Des messagers sont passés avant lui Et sa mère était une véridique Et tous deux consommaient de la nourriture Vois comme Nous leur expliquons les preuves et puis vois comme ils se détournent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Al-Masih der Sohn Maryams war doch nur ein Gesandter vor dem bereits Gesandte vorübergegangen waren Und seine Mutter war sehr wahrheitsliebend; sie beide pflegten Speise zu essen Schau wie Wir ihnen die Zeichen klar machen und schau wie sie sich abwendig machen lassen
- Spanish - Cortes : El Ungido hijo de María no es sino un enviado antes del cual han pasado otros enviados y su madre veraz Ambos tomaban alimentos ¡ Mira cómo les explicamos los signos ¡Y mira cómo son desviados
- Português - El Hayek : O Messias filho de Maria não é mais do que um mensageiro do nível dos mensageiro que o precederam; e sua mãe erasinceríssima Ambos se sustentavam de alimentos terrenos como todos Observa como lhes elucidamos os versículos eobserva como se desviam
- Россию - Кулиев : Мессия сын Марьям Марии был всего лишь посланником До него тоже были посланники а его мать была правдивейшей женщиной Оба они принимали пищу Посмотри как Мы разъясняем им знамения А затем посмотри до чего они отвращены от истины
- Кулиев -ас-Саади : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
Мессия, сын Марьям (Марии), был всего лишь посланником. До него тоже были посланники, а его мать была правдивейшей женщиной. Оба они принимали пищу. Посмотри, как Мы разъясняем им знамения. А затем посмотри, до чего они отвращены от истины.Мессия был не более чем посланником Аллаха, до которого тоже приходили посланники. Он был одним из Его рабов и посланников и не обладал ни законодательной властью, ни властью над происходящим во Вселенной. Он принес людям то, с чем его отправил Аллах, и походил на пророков, которые приходили до него. Он не отличался от них качествами, которые могли превратить его из простого смертного в самого Господа Бога. Его мать была не более чем правдивой праведницей. Она принадлежала к числу тех правдивых рабов, которые занимают самую высокую ступень после пророков. Их правдивость проявляется в полезных знаниях, которые воплощаются в твердую убежденность и праведные дела. Это служит доказательством того, что Марьям не была пророком, а всего лишь принадлежала к числу правдивых рабов, но даже такой славы для нее вполне достаточно. Среди всех остальных женщин тоже не было пророков, потому что Аллах избирал пророками только представителей наиболее совершенного пола. Всевышний сказал: «Мы посылали до тебя посланниками только мужей, которым внушали откровение» (16:43). Если Иса принадлежал к числу пророков и посланников, которые приходили и до него, а его мать была одной из правдивых праведниц, то на каком основании христиане считают их богами наряду с Аллахом? Они оба принимали пищу, и это является ярчайшим доказательством того, что они были рабами и нуждались в еде, питье и всем, в чем нуждаются потомки Адама. Если бы они действительно были богами, то не нуждались бы в еде и питье и вообще не испытывали бы никакой нужды, потому что бог должен быть самодостаточным и обладать качествами, достойными похвалы. После разъяснения этого Всевышний обратил внимание рабов на то, как Он разъясняет им знамения, помогающие уяснить истину и обрести твердую убежденность. Однако никакие разъяснения не приносят пользы неверующим, и они продолжают уклоняться от истины, лгать и измышлять ложь. Они проявляют упрямство и поступают совершенно несправедливо.
- Turkish - Diyanet Isleri : Meryem oğlu Mesih sadece peygamberdir -ondan önce de peygamberler geçmiştir- onun annesi dosdoğrudur her ikisi de yemek yerlerdi Onlara ayetleri nasıl açıkladığımıza bir bak sonra da bak ki nasıl yüz çeviriyorlar
- Italiano - Piccardo : Il Messia figlio di Maria non era che un messaggero Altri messaggeri erano venuti prima di lui e sua madre era una veridica Eppure entrambi mangiavano cibo Guarda come rendiamo evidenti i Nostri segni quindi guarda come se ne allontanano
- كوردى - برهان محمد أمين : مهسیحی کوڕی مهریهم هیچ شتێک نی یه نه خوایه و نه کوڕی خوایه جگه پێغهمبهرێکی خوا نهبێت به ڕاستی پێش ئهو چهندهها پێغهمبهری تریش ڕابوردوون دایکیشی ئافرهتێکی زۆر ڕاست و ڕاستگۆیه ههردووکیان خواردنیان دهخوارد وهکو ههموو ئینسانێک سهیر بکه و سهرنج بده ئهی محمد صلی الله علیه وسلم ئهی ئیماندار چۆن ههموو فهرمان و بهڵگهیهکیان بۆ ڕوون دهکهینهوه لهوهودوا تهماشاکا چۆن ڕوویان له حهق وهردهچهرخێنرێت و لهڕاستی لادهدرێن
- اردو - جالندربرى : مسیح ابن مریم تو صرف خدا کے پیغمبر تھے ان سے پہلے بھی بہت سے رسول گزر چکے تھے اور ان کی والدہ مریم خدا کی ولی اور سچی فرمانبردار تھیں دونوں انسان تھے اور کھانا کھاتے تھے دیکھو ہم ان لوگوں کے لیے اپنی ایتیں کس طرح کھول کھول کر بیان کرتے ہیں پھر یہ دیکھو کہ یہ کدھر الٹے جا رہے ہیں
- Bosanski - Korkut : Mesih sin Merjemin samo je poslanik – i prije njega su dolazili i odlazili poslanici – a majka njegova je uvijek istinu govorila; i oboje su hranu jeli Pogledaj kako Mi iznosimo jasne dokaze i pogledaj zatim njih kako se odmeću
- Swedish - Bernström : Ett sändebud varken mer eller mindre var Kristus Marias son [Andra] sändebud föregick honom och hans moder var en sanningsenlig kvinna Båda åt [jordisk] föda Se hur Vi klargör [Våra] budskap för dem hur förvirrade är inte deras begrepp
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Al Masih putera Maryam itu hanyalah seorang Rasul yang sesungguhnya telah berlalu sebelumnya beberapa rasul dan ibunya seorang yang sangat benar keduaduanya biasa memakan makanan Perhatikan bagaimana Kami menjelaskan kepada mereka ahli kitab tandatanda kekuasaan Kami kemudian perhatikanlah bagaimana mereka berpaling dari memperhatikan ayatayat Kami itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
(Almasih putra Maryam itu hanyalah seorang rasul yang sesungguhnya telah berlalu) telah lewat (sebelumnya beberapa rasul) maka dia pun akan berlalu/mati seperti mereka; dia bukanlah Tuhan seperti apa yang telah mereka sangkakan, jika memang demikian maka niscaya ia pun tidak akan berlalu/mati (dan ibunya seorang yang amat benar) seorang wanita yang teramat benar (keduanya biasa memakan makanan) sama seperti makhluk-makhluk hidup lainnya, maka siapa pun yang keadaannya demikian berarti dia bukanlah Tuhan karena ia masih membutuhkan makanan, lemah dan masih mengeluarkan kencing dan kotoran sebagai akibat dari makanan itu. (Perhatikanlah) dengan penuh rasa ketakjuban (bagaimana Kami menjelaskan kepada mereka, ahli kitab, tanda-tanda kekuasaan Kami) yang menunjukkan keesaan Kami (kemudian perhatikanlah bagaimana) lafal annaa adalah kata tanya (mendustakannya) mereka berpaling dari perkara hak yang disertai dengan bukti yang jelas.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মরিয়মতনয় মসীহ রসূল ছাড়া আর কিছু নন। তাঁর পূর্বে অনেক রসূল অতিক্রান্ত হয়েছেন আর তার জননী একজন ওলী। তাঁরা উভয়েই খাদ্য ভক্ষণ করতেন। দেখুন আমি তাদের জন্যে কিরূপ যুক্তিপ্রমাণ বর্ননা করি আবার দেখুন তারা উল্টা কোন দিকে যাচেছ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மர்யமுடைய குமாரர் மஸீஹ் இறை தூதரேயன்றி வேறில்லை இவருக்கு முன்னரும் தூதர்கள் பலர் வந்து சென்றுவிட்டனர் இவருடைய தாயார் மிக்க உண்மையானவர் இவ்விருவரும் மற்ற மனிதர்களைப் போல் உணவு உண்பவர்களாகவே இருந்தனர் அவர்களுக்கு நம்முடைய அத்தாட்சிகளை கொண்டு எவ்வாறு தெளிவாக்கினோம் என்பதை நபியே நீங்கள் கவனிப்பீராக அவர்கள் எவ்வாறு திசை திருப்பப்படுகிறார்கள் என்பதையும் கவனிப்பீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อัลมะซีห์บุตรของมัรยัม นั้นมิใช่ใครอื่นนอกจากเป็นร่อซูลคนหนึ่งเท่านั้น ซึ่งบรรดาร่อซูลก่อนเขาก็ได้ล่วงลับไปแล้ว และมารดาของเขานั้นคือหญิงที่มีสัจจะวาจา ซึ่งทั้งสองนั้นรับประทานอาหาร จงดูเถิดมุฮัมมัด ว่าอย่างไรเล่าที่เราได้แจกแจงโองการต่าง ๆ แก่พวกเขา และจงดูเถิดว่าอย่างไรเล่าพวกเขาจึงถูกหันเหไปได้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Масиҳ ибн Марям бир Пайғамбар холос Ундан олдин ҳам Пайғамбарлар ўтган Унинг онаси эса сиддиқадир Икковлари ҳам таом ер эдилар Биз уларга оятларни қандай баён қилаётганимизга назар солу кейин уларнинг қандай бурилиб кетаётганларига назар сол Биби Марям бинти Имрон Аллоҳнинг айтганларини амру фармонини тасдиқловчи–сиддиқадир Содиқ пок бир бандадир Бу кишини ҳам она Худо деб эътиқод қилиб бўлмайди Демак Масиҳ ибн Марямни ҳам унинг онаси Марям сиддиқани ҳам худо деб эътиқод қилиш хатодир
- 中国语文 - Ma Jian : 麦尔彦之子麦西哈,只是一个使者,在他之前,有许多使者确已逝去了。他母亲是一个诚实的人。他们俩也是吃饭的。你看我怎样为他们阐明一切迹象,然后,你看他们是如何悖谬的。
- Melayu - Basmeih : Tiadalah AlMasih Ibni Maryam itu melainkan seorang Rasul yang telah terdahulu sebelumnya beberapa orang Rasul dan ibunya seorang perempuan yang amat benar mereka berdua adalah memakan makanan seperti kamu juga Lihatlah bagaimana kami jelaskan kepada mereka ahli kitab itu keteranganketerangan yang tegas yang menunjukkan kesesatan mereka kemudian lihatlah bagaimana mereka dipalingkan oleh hawa nafsu mereka dari menerima kebenaran yang jelas nyata itu
- Somali - Abduh : Masiix Ciise Ibnu maryama ma aha waxaan Rasuul ahayn waxaana tagay hortiis rasuuladii hooyadiisna waxay ahayd rumayso waxayna cuni jireen Cunnada day Saannu ugu Caddayn Aayaadka Markaas day Sida loo iilo
- Hausa - Gumi : Masĩhu ɗan Maryama bai zama ba fãce Manzo ne kawai haƙĩƙa manzanni sun shige dage gabãninsa kuma uwarsa siddika ce Sun kasance sunã cin abinci Ka duba yadda Muke bayyana musu ãyõyi Sa'an nan kuma ka duba yadda ake karkatar da su
- Swahili - Al-Barwani : Masihi mwana wa Maryam si chochote ila ni Mtume Wamekwisha pita Mitume kabla yake Na mama yake ni mwanamke mkweli Wote wawili walikuwa wakila chakula Angalia jinsi tunavyo wabainishia Aya kisha angalia vipi wanavyo geuzwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mesihu – i biri i Merjemës është vetëm Pejgamber edhe para tij kanë kaluar pejgamberë Nëna e tij përherë ka qenë e drejtë Që të dy ngrënin ushqim Shiko si ua shpjegojmë Ne atyre argumentet dhe shih si zmbrapsën ata nga e Vërteta
- فارسى - آیتی : مسيح پسر مريم جز پيامبرى نبود، كه پيامبرانى پيش از او بودهاند، و مادرش زنى راستگوى بود كه هر دو غذا مىخوردند. بنگر كه چگونه آيات را برايشان بيان مىكنيم. سپس بنگر كه چگونه از حق روى مىگردانند.
- tajeki - Оятӣ : Масеҳ- писари Марям фақат паёмбаре буд, ки паёмбароне пеш аз ӯ будаанд ва модараш зане ростгӯй буд, ки ҳар ду ғизо мехӯрданд. Бингар, ки чӣ гуна оётро барояшон баён мекунем. Сипас бингар, ки чӣ гуна аз ҳақ рӯй мегардонанд.
- Uyghur - محمد صالح : مەريەم ئوغلى ئىسا پەقەت (ئۆتكەن پەيغەمبەرلەرگە ئوخشاش) پەيغەمبەردۇر، ئۇنىڭدىن ئىلگىرى نۇرغۇن پەيغەمبەرلەر ئۆتكەن، ئۇنىڭ ئانىسى ناھايىتى راستچىل خوتۇندۇر، ئۇ ئىككىسى تاماق يەيتتى (يەنە ئۇلارمۇ باشقا مەخلۇقلارغا ئوخشاشلا گۆش، سۆڭەك، تومۇر ۋە پەيلەردىن تەركىب تاپقان ئىدى). ئۇلارغا (يەنى ئۇلارنىڭ ئېتىقادىنىڭ باتىللىقىغا) ئايەتلىرىمىزنى قانداق بايان قىلىدىغانلىقىمىزغا قارىغىن؛ ئاندىن ئۇلارنىڭ ھەقتىن قانداق باش تارتقانلىقىغا قارىغىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മര്യമിന്റെ മകന് മസീഹ് ഒരു ദൈവദൂതന് മാത്രമാണ്. അദ്ദേഹത്തിനു മുമ്പും നിരവധി ദൈവദൂതന്മാര് ഉണ്ടായിട്ടുണ്ട്. അദ്ദേഹത്തിന്റെ മാതാവ് സത്യവതിയായിരുന്നു. ഇരുവരും ആഹാരം കഴിക്കുന്നവരുമായിരുന്നു. നോക്കൂ: നാം അവര്ക്ക് എങ്ങനെയൊക്കെ തെളിവുകള് വിവരിച്ചുകൊടുക്കുന്നുവെന്ന്. ചിന്തിച്ചുനോക്കൂ; എന്നിട്ടും അവരെങ്ങനെയാണ് തെന്നിമാറിപ്പോകുന്നത്.
- عربى - التفسير الميسر : ما المسيح ابن مريم عليه السلام الا رسول كمن تقدمه من الرسل وامه قد صدقت تصديقا جازما علما وعملا وهما كغيرهما من البشر يحتاجان الى الطعام ولا يكون الها من يحتاج الى الطعام ليعيش فتامل ايها الرسول حال هولاء الكفار لقد وضحنا العلامات الداله على وحدانيتنا وبطلان ما يدعونه في انبياء الله ثم هم مع ذلك يضلون عن الحق الذي نهديهم اليه ثم انظر كيف يصرفون عن الحق بعد هذا البيان
*100). In these few words the Christian doctrine of the divinity of Christ is repudiated. The nature of the Messiah is clear from the indications given here; he was merely a human being. He was one born from the womb of a woman, who had a known genealogy, who possessed a physical body, who was subject to all the limitations of a human being and who had all the attributes characteristic of human beings. He slept, ate, felt the discomfort of heat and cold and was so human that he was even put to the test by Satan. How could any reasonable person believe that such a being was either God or a partner or associate of God in His godhead? But the Christians continue to insist on the divinity of the Messiah, whose life has been portrayed in their own Scriptures as that of a human. The fact of the matter is that they do not believe at all in the historical Messiah. They have woven a Messiah out of their imagination and have deified that imaginary being.