- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ
- عربى - نصوص الآيات : وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ۖ قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ۚ إن كنت قلته فقد علمته ۚ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ۚ إنك أنت علام الغيوب
- عربى - التفسير الميسر : واذكر إذ قال الله تعالى يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟ فأجاب عيسى -منزِّهًا الله تعالى-: ما ينبغي لي أن أقول للناس غير الحق. إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه؛ لأنه لا يخفى عليك شيء، تعلم ما تضمره نفسي، ولا أعلم أنا ما في نفسك. إنك أنت عالمٌ بكل شيء مما ظهر أو خفي.
- السعدى : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ } وهذا توبيخ للنصارى الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، فيقول الله هذا الكلام لعيسى. فيتبرأ عيسى ويقول: { سُبْحَانَكَ } عن هذا الكلام القبيح، وعمّا لا يليق بك. { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } أي: ما ينبغي لي، ولا يليق أن أقول شيئا ليس من أوصافي ولا من حقوقي، فإنه ليس أحد من المخلوقين، لا الملائكة المقربون ولا الأنبياء المرسلون ولا غيرهم له حق ولا استحقاق لمقام الإلهية وإنما الجميع عباد، مدبرون، وخلق مسخرون، وفقراء عاجزون { إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } فأنت أعلم بما صدر مني و { إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ } وهذا من كمال أدب المسيح عليه الصلاة والسلام في خطابه لربه، فلم يقل عليه السلام: "لم أقل شيئا من ذلك" وإنما أخبر بكلام ينفي عن نفسه أن يقول كل مقالة تنافي منصبه الشريف، وأن هذا من الأمور المحالة، ونزه ربه عن ذلك أتم تنزيه، ورد العلم إلى عالم الغيب والشهادة.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
ثم حكت السورة الكريمة ما سيقوله الله لعيسى يوم القيامة، وما سيرد به عيسى على خالقه- عز وجل- حتى تزداد حسرة الذين وصفوا المسيح وأمه. بما هما بريئان منه فقال- تعالى-:
وقوله: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ.
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا القول إنما يكون في الآخرة- على الصحيح- والمعنى: واذكر أيها الرسول الكريم وليذكر معك كل مكلف وقت أن يسأل الله- تعالى- عبده ورسوله عيسى فيقول له يا عيسى: أأنت قلت للناس اتَّخِذُونِي أى: اجعلوني وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ أى من غير الله.
قال القرطبي: اختلف في وقت هذه المقالة، فقال قتادة وابن جريج وأكثر المفسرين: إنما يقول له هذا يوم القيامة. وقال السدى وقطرب: قال له ذلك حين رفعه إلى السماء وقالت النصارى فيه ما قالت فإن إِذْ في كلام العرب لما مضى والأول أصح، يدل عليه ما قبله من قوله يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ الآية. كما يدل عليه ما بعده وهو قوله: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ.
وعلى هذا تكون إذ بمعنى إذا كما في قوله: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ أى: إذا فزعوا فعبر عن المستقبل بلفظ الماضي. لأنه لتحقيق أمره وظهور برهانه. كأنه قد وقع .
وكان النداء بقوله- سبحانه- يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أى: بغير ذكر النبوة، للإشارة إلى الولادة الطبيعية التي تنفى أن يكون إلها أو ابن إله أو فيه عنصر الألوهية بأى وضع من الأوضاع لأن الألوهية والبشرية نقيضان لا يجتمعان فلا يمكن أن يكون البشر فيه ألوهية، ولا إله فيه بشرية.
والتعبير بقوله اتَّخِذُونِي يدل على أنه ليس له حقيقة، بل هو في ذاته اتخاذ بما لا أصل له.
والمقصود بالاستفهام في قوله: أَأَنْتَ قُلْتَ توبيخ للكفرة من قومه وتبكيت كل من نسب إلى عيسى وأمه ما ليس من حقهما، وفضيحتهم على رءوس الأشهاد في ذلك اليوم العصيب، لأن عيسى سينفى عن نفسه أمامهم أنه قال ذلك وإنما هو أمرهم بعبادة الله وحده. ولا شك أن النفي بعد السؤال أبلغ في التكذيب وأشد في التوبيخ والتقريع وادعى لقيام الحجة على من وصفوه بما هو برىء منه.
قال الآلوسى: واستشكلت الآية بأنه لا يعلم أن أحدا من النصارى اتخذ مريم إلها.
وأجيب عنه بأجوبة الأول: أنهم لما جعلوا عيسى إلها لزمهم أن يجعلوا والدته أيضا كذلك لأن الولد من جنس من يلده، فذكر إِلهَيْنِ على طريق الإلزام لهم.
والثاني: أنهم لما عظموها تعظيم الإله أطلق عليها اسم الإله كما أطلق اسم الرب على الأحبار والرهبان في قوله: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ.
والثالث: أنه يحتمل أن يكون فيهم من قال بذلك. ويعضد هذا القول ما حكاه أبو جعفر الإمامى عن بعض النصارى أنه قد كان فيما مضى قوم يقال لهم: المريمية، يعتقدون في مريم الألوهية وهو أولى الأوجه عندي .
وقوله- تعالى- قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ بيان لما أجاب به عيسى على خالقه- عز وجل-.
أى: قال عيسى مجيبا ربه بكل أدب وإذعان: تنزيها لك- يا إلهى- عن أن أقول هذا القول، فإنه ليس من حقي ولا من حق أحد أن ينطق به.
فأنت ترى أن سيدنا عيسى- عليه السلام- قد صدر كلامه بالتنزيه المطلق لله- عز وجل- ثم عقب ذلك بتأكيد هذا التنزيه، بأن أعلن بأنه ليس من حقه أن يقول هذا القول، لأنه عبد له- تعالى- ومخلوق بقدرته. ومرسل منه لهداية الناس فكيف يليق بمن كان شأنه كذلك أن يقول لمن أرسل إليهم اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
ثم أضاف إلى كل ذلك الاستشهاد بالله- تعالى- على براءته، وإظهار ضعفه المطلق أمام علم خالقه وقدرته فقال- كما حكى القرآن عنه- إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.
أى: إن كنت قلت هذا القول وهو اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ فأنت تعلمه ولا يخفى عليك منه شيء- لأنك أنت- يا إلهى- تعلم ما في نَفْسِي أى ما في ذاتى، ولا أعلم ما في ذاتك.
والمراد: تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم، وتعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، وتعلم ما أقول وأفعل ولا أعلم ما تقول وتفعل إنك أنت- يا إلهى- علام الغيوب.
فهذه الجملة الكريمة بجانب تأكيدها لنفى ما سئل عنه عيسى- عليه السلام- تدل بأبلغ تعبير على إثبات شمول علم الله- تعالى- بكل شيء، وقد أكد عيسى ذلك، بإن المؤكدة وبالضمير أنت، وبصيغة المبالغة «علّام» وبصيغة الجمع للفظ «الغيوب» فهو لم يقل: إنك أنت عالم الغيب وإنما قال- كما حكى القرآن عنه- إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ بكل أنواعها، وبكل ما يتعلق بالكائنات كلها.
- البغوى : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
قوله عز وجل : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) واختلفوا في أن هذا القول متى يكون ، فقال السدي : قال الله تعالى هذا القول لعيسى عليه السلام حين رفعه إلى السماء لأن حرف " إذ " يكون للماضي ، وقال سائر المفسرين : إنما يقول الله له هذا القول يوم القيامة بدليل قوله [ من قبل ] ( يوم يجمع الله الرسل ) ( المائدة ، 109 ) . وقال من بعدها ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) ( المائدة ، 119 ) ، وأراد بهما يوم القيامة ، وقد تجيء " إذ " بمعنى " إذا " كقوله عز وجل : ( ولو ترى إذ فزعوا ) أي : إذا فزعوا [ يوم القيامة ] والقيامة وإن لم تكن بعد ولكنها كالكائنة لأنها آتية لا محالة .
قوله : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) ؟ فإن قيل : فما وجه هذا السؤال مع علم الله عز وجل أن عيسى لم يقله؟
قيل هذا السؤال عنه لتوبيخ قومه وتعظيم أمر هذه المقالة كما يقول القائل لآخر : أفعلت كذا وكذا؟ فيما يعلم أنه لم يفعله ، إعلاما واستعظاما لا استخبارا واستفهاما .
وأيضا : أراد الله عز وجل أن يقر [ عيسى عليه السلام عن ] نفسه بالعبودية ، فيسمع قومه ، ويظهر كذبهم عليه أنه أمرهم بذلك ، قال أبو روق : وإذا سمع عيسى عليه السلام هذا الخطاب أرعدت مفاصله وانفجرت من أصل كل شعرة في جسده عين من دم ، ثم يقول مجيبا لله عز وجل : ( قال سبحانك ) تنزيها وتعظيما لك ( ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) قال ابن عباس : تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك ، وقيل معناه : تعلم سري ولا أعلم سرك ، وقال أبو روق تعلم ما كان مني في دار الدنيا ولا أعلم ما يكون منك في الآخرة ، وقال الزجاج : النفس عبارة عن جملة الشيء وحقيقته ، يقول : تعلم جميع ما أعلم من حقيقة أمري ولا أعلم حقيقة أمرك ، ( إنك أنت علام الغيوب ) ما كان وما يكون .
- ابن كثير : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
هذا أيضا مما يخاطب الله تعالى به عبده ورسوله عيسى ابن مريم ، - عليه السلام - ، قائلا له يوم القيامة بحضرة من اتخذه وأمه إلهين من دون الله : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) ؟ وهذا تهديد للنصارى وتوبيخ وتقريع على رؤوس الأشهاد . هكذا قاله قتادة وغيره ، واستدل قتادة على ذلك بقوله تعالى : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم )
وقال السدي : هذا الخطاب والجواب في الدنيا .
قال ابن جرير : هذا هو الصواب ، وكان ذلك حين رفعه الله إلى سماء الدنيا . واحتج ابن جرير على ذلك بمعنيين :
أحدهما : أن الكلام لفظ المضي .
والثاني : قوله : ( إن تعذبهم ) و ( إن تغفر لهم )
وهذان الدليلان فيهما نظر ; لأن كثيرا من أمور يوم القيامة ذكر بلفظ المضي ، ليدل على الوقوع والثبوت . ومعنى قوله : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك ) الآية : التبري منهم ورد المشيئة فيهم إلى الله ، وتعليق ذلك على الشرط لا يقتضي وقوعه ، كما في نظائر ذلك من الآيات .
والذي قاله قتادة وغيره هو الأظهر ، والله أعلم : أن ذلك كائن يوم القيامة ، ليدل على تهديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رؤوس الأشهاد يوم القيامة . وقد روي بذلك حديث مرفوع ، رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي عبد الله ، مولى عمر بن عبد العزيز ، وكان ثقة ، قال : سمعت أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان يوم القيامة دعي بالأنبياء وأممهم ، ثم يدعى بعيسى ؛ فيذكره الله نعمته عليه ، فيقر بها ، فيقول : ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ) الآية [ المائدة : 110 ] ثم يقول : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) ؟ فينكر أن يكون قال ذلك ، فيؤتى بالنصارى فيسألون ، فيقولون : نعم ، هو أمرنا بذلك ، قال : فيطول شعر عيسى ، - عليه السلام - ، فيأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة من شعر رأسه وجسده . فيجاثيهم بين يدي الله ، عز وجل ، مقدار ألف عام ، حتى ترفع عليهم الحجة ، ويرفع لهم الصليب ، وينطلق بهم إلى النار " ، وهذا حديث غريب عزيز .
وقوله : ( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) هذا توفيق للتأدب في الجواب الكامل ، كما قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن طاوس ، عن أبي هريرة قال : يلقى عيسى حجته ، ولقاه الله في قوله : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) ؟ قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقاه الله : ( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) إلى آخر الآية .
وقد رواه الثوري ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن طاوس ، بنحوه .
وقوله : ( إن كنت قلته فقد علمته ) أي : إن كان صدر مني هذا فقد علمته يا رب ، فإنه لا يخفى عليك شيء مما قلته ولا أردته في نفسي ولا أضمرته ; ولهذا قال : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب)
- القرطبى : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
قوله تعالى : وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب
قوله تعالى : وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله اختلف في وقت هذه المقالة ; فقال قتادة وابن جريج وأكثر المفسرين : إنما يقول له هذا يوم القيامة ، وقال السدي وقطرب . قال له ذلك حين رفعه إلى السماء وقالت النصارى فيه ما قالت ; واحتجوا بقوله : إن تعذبهم فإنهم عبادك فإن إذ في كلام العرب لما مضى ، والأول أصح ; يدل عليه ما قبله من قوله : يوم يجمع الله الرسل الآية وما بعده هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم . وعلى هذا تكون إذ بمعنى " إذا " كقوله تعالى : ولو ترى إذ فزعوا أي : إذا فزعوا ، وقال أبو النجم :
ثم جزاه الله عني إذ جزى جنات عدن في السماوات العلا
يعني إذا جزى ، وقال الأسود بن جعفر الأزدي :
فالآن إذ هازلتهن فإنما يقلن ألا لم يذهب الشيخ مذهبا
يعني إذا هازلتهن ، فعبر عن المستقبل بلفظ الماضي ; لأنه لتحقيق أمره وظهور برهانه ، كأنه قد وقع ، وفي التنزيل ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة ومثله كثير وقد تقدم ، واختلف أهل التأويل في معنى هذا السؤال وليس هو باستفهام وإن خرج مخرج الاستفهام على قولين : أحدهما : أنه سأله عن ذلك توبيخا لمن ادعى ذلك عليه ليكون إنكاره بعد السؤال أبلغ في التكذيب ، وأشد في التوبيخ والتقريع . الثاني : قصد بهذا السؤال تعريفه أن قومه غيروا بعده ، وادعوا عليه ما لم يقله . فإن قيل : فالنصارى لم يتخذوا مريم إلها فكيف قال ذلك فيهم ؟ فقيل : لما كان من قولهم إنها لم تلد بشرا وإنما ولدت إلها لزمهم أن يقولوا إنها لأجل البعضية بمثابة من ولدته ، فصاروا حين لزمهم ذلك بمثابة القائلين له .
قوله تعالى : قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته خرج الترمذي عن أبي هريرة قال : تلقى عيسى حجته ولقاه الله في قوله : وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فلقاه الله سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق الآية كلها . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وبدأ بالتسبيح قبل الجواب لأمرين : أحدهما : تنزيها له عما أضيف إليه . الثاني : خضوعا لعزته ، وخوفا من سطوته ، ويقال : إن الله تعالى لما قال لعيسى : أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله أخذته الرعدة من ذلك القول حتى سمع صوت عظامه في نفسه فقال : سبحانك ثم قال : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أي : أن أدعي لنفسي ما ليس من حقها ، يعني أنني مربوب ولست برب ، وعابد ولست بمعبود . ثم قال : إن كنت قلته فقد علمته فرد ذلك إلى علمه ، وقد كان الله عالما به أنه لم يقله ، ولكنه سأله عنه تقريعا لمن اتخذ عيسى إلها . ثم قال : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي : تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك ، وقيل : المعنى تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم ، وقيل : تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه . وقيل : تعلم ما أريد ولا أعلم ما تريد وقيل : تعلم سري ولا أعلم سرك ; لأن السر موضعه النفس وقيل : تعلم ما كان مني في دار الدنيا ، ولا أعلم ما يكون منك في دار الآخرة .
قلت : والمعنى في هذه الأقوال متقارب ; أي : تعلم سري وما انطوى عليه ضميري الذي خلقته ، ولا أعلم شيئا مما استأثرت به من غيبك وعلمك . إنك أنت علام الغيوب ما كان وما يكون ، وما لم يكن وما هو كائن .
- الطبرى : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
القول في تأويل قوله : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ," إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمِّيَ إلهين من دون الله ".
* * *
وقيل: إن الله قال هذا القولَ لعيسى حين رفعه إليه في الدنيا.
* ذكر من قال ذلك:
13028 - حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط, عن السدي: " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " ، قال: لما رفع الله عيسى ابن مريم إليه، قالت النصارى ما قالت, وزعموا أنّ عيسى أمرَهم بذلك, فسأله عن قوله فقال: " سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " إلى قوله: وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .
* * *
وقال آخرون: بل هذا خبر من الله تعالى ذكره عن أنه يقول لعيسى ذلك في القيامة.
* ذكر من قال ذلك:
13029 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج, عن ابن جريج: " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " ، قال: والناس يسمعون, فراجعه بما قد رأيت, وأقرَّ له بالعبودية على نفسه, فعلم من كان يقول في عيسى ما يقول: أنه إنما كان يقول باطلا.
13030 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير, عن عطاء, عن ميسرة قال : قال الله: يا عيسى، أأنت قلت للناس اتخذوني وأمّي إلهين من دون الله؟ فأُرْعِدت مفاصله, وخشي أن يكون قد قال, فقال: سبحانك، إن كنت قلته فقد علمته = الآية.
13031 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: " يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " ، متى يكون ذلك؟ قال: يوم القيامة, ألا ترى أنه يقول: هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ؟
= فعلى هذا التأويل الذي تأوَّله ابن جريج، يجب أن يكون " وإذ " بمعنى: و " إذا ", كما قال في موضع آخر: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا ، [سورة سبأ: 51]، بمعنى: يفزعون، وكما قال أبو النجم:
ثُــمَّ جَــزَاهُ اللـهُ عَنَّـا إذْ جَـزَى
جَنَّــاتِ عَـدْنٍ فِـي العَلالِـيِّ العُـلا (12)
والمعنى: إذا جزى، وكما قال الأسود: (13)
فَـــالآنَ , إذْ هَــازَلْتُهُنَّ , فإنَّمَــا
يَقُلْـنَ: ألا لَـمْ يَذْهَبِ الشَّيْخُ مَذْهَبَا !!ٌٌ (14)
بمعنى: إذا هازلتهن.
وكأنّ من قال في ذلك بقول ابن جريج هذا, وجَّه تأويل الآية إلى: فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ في الدنيا = وأعذبه أيضًا في الآخرة: " إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ".
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين عندنا بالصواب في ذلك, قولُ من قال بقول السدي، وهو أن الله تعالى ذكره قال ذلك لعيسى حين رفعه إليه, وأن الخبرَ خبرٌ عما مضى، لعلَّتين:
إحداهما: أن " إذْ" إنما تصاحب = في الأغلب من كلام العرب المستعمل بينها = الماضيَ من الفعل, وإن كانت قد تدخلها أحيانًا في موضع الخبر عما يحدث، إذا عرف السامعون معناها. وذلك غير فاشٍ، ولا فصيح في كلامهم, (15) وتوجيه معاني كلام الله تعالى إلى الأشهر الأعرف ما وجد إليه السبيل، (16) أولى من توجيهها إلى الأجهل الأنكر.
والأخرى: أن عيسى لم يشك هو ولا أحد من الأنبياء، أن الله لا يغفر لمشرك مات على شركه, فيجوز أن يُتَوهم على عيسى أن يقول في الآخرة مجيبًا لربه تعالى ذكره: إن تعذّب من اتخذني وأمي إلهين من دونك فإنهم عبادك, وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
* * *
فإن قال قائل: وما كان وجه سؤال الله عيسى: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "، وهو العالم بأن عيسى لم يقل ذلك؟
قيل: يحتمل ذلك وجهين من التأويل:
أحدهما: تحذير عيسى عن قيل ذلك ونهيُه, كما يقول القائل لآخر: "
أفعلت كذا وكذا "؟ مما يعلم المقولُ له ذلك أن القائل يستعظم فعل ما قال له: " أفعلته "، على وجه النهي عن فعله، والتهديد له فيه.والآخر: إعلامه أنّ قومه الذين فارقهم قد خالفوا عهده، وبدّلوا دينهم بعده. فيكون بذلك جامعًا إعلامَه حالَهم بعده، وتحذيرًا له قيله. (17)
* * *
قال أبو جعفر: وأما تأويل الكلام، فإنه: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين "
، أي: معبودين تعبدونهما من دون الله. قال عيسى: تنـزيهًا لك يا رب وتعظيمًا أن أفعل ذلك أو أتكلم به (18) = ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق "، يقول: ليس لي أن أقول ذلك، لأني عبد مخلوق، وأمي أمَةٌ لك, وكيف يكون للعبد والأمة ادّعاء ربوبية؟ = (19) " إن كنت قلته فقد علمته ", يقول: إنك لا يخفى عليك شيء, وأنت عالم أني لم أقل ذلك ولم آمُرهم به.القول في تأويل قوله : تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن نبيه عيسى صلى الله عليه وسلم: أنه يبرأ إليه مما قالت فيه وفي أمه الكفرةُ من النصارى، أن يكون دعاهم إليه أو أمرهم به, فقال: سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ . ثم قال: "
تعلم ما في نفسي"، يقول: إنك، يا رب، لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لم أنطق به ولم أظهره بجوارحي, فكيف بما قد نطقتُ به وأظهرته بجوارحي؟ يقول: لو كنت قد قلت للناس: " اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "، كنت قد علمته, لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به، فكيف بما قد نطقت به؟ =" ولا أعلم ما في نفسك "، يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه, لأني إنما أعلم من الأشياء ما أعلمتنيه =" إنك أنت عَلام الغيوب "، يقول: إنك أنت العالم بخفيّات الأمور التي لا يطلع عليها سواك، ولا يعلمها غيرك. (20)------------------------
الهوامش :
(12) الأضداد لابن الأنباري: 102 ، والصاحبي: 112 ، واللسان (طها) وسيأتي بعد قليل في هذا الجزء ص: 317 ، بزيادة بيت. وقوله: "
العلالي" ، جمع"علية" (بكسر العين ، وتشديد اللام المكسورة ، والياء المشدودة): وهي الغرفة العالية من البيت. وأرد بذلك: "في عليين" ، المذكورة في القرآن. وقد قال هدبة من خشرم أيضًا ، فتصرف:كــأنَّ حَوْطًـا، جـزاهُ اللـهُ مَغْفِـرَةً
وَجَنَّـــةً ذاتَ عِـــلِّيٍّ وأشْــرَاعِ
و"
الأشراع" ، السقائف.(13) هو الأسود بن يعفر النهشلي ، أعشى بني نهشل.
(14) ديوان الأعشين: 293 ، والأضداد لابن الأنباري: 101 ، من قصيدة له ، ذهب أكثرها فلم يوجد منها في الكتب المطبوعة ، غير هذا البيت ، وخمسة أبيات أخرى ، في ديوانه ، وفي العيني (هامش خزانة الأدب 4: 103) ، وهي أبيات جياد:
صَحَــا سَـكَرٌ مِنْـه طَـوِيلٌ بِزَيْنَيَـا
تَعَاقَبَــهُ لَمَّــا اسْــتَبَانَ وجَرَّبَــا
وَأَحْكَمَـهُ شَـيْبُ القَـذَالِ عَـنِ الصِّبَا
فَكَـيْفَ تَصَابِيـه وَقَـدْ صَـار أَشْيَبَـا?
وَكَــان لَــهُ، فِيمَـا أَفَـادَ، خَـلاَئِلٌ
عَجِـلْنَ، إذَا لاقَيْنَـهُ، قُلْـنَ: مَرْحَبَـاٌ!!
فـأَصْبَحْنَ لا يَسْـأَلْنَهُ عَـنْ بِمَـا بـهِ
أصَعَّـدَ فَـي عُلْـوِ الهَوَى أم تَصَوَّبَـا?
طَــوَامِحُ بالأَبْصَــارِ عَنْـه، كَأَنَّمَـا
يَــرَيْنَ عَلَيْــهِ جُـلَّ أَدْهَـمَ أجْرَبَـا
(15) انظر ما سلف من القول في"
إذ" و"إذا" 1: 349 - 444 ، 493/3: 92 ، 98/6: 407 ، 550/7 : 333/9 : 627. وانظر ما سيأتي ص: 317.(16) في المطبوعة والمخطوطة: "
فتوجيه" بالفاء ، والجيد ما أثبت.(17) في المطبوعة: "
وتحذيره" ، غير ما كان في المخطوطة لغير طائل.(18) انظر تفسير"
سبحان" فيما سلف 1: 474 - 476 ، 495/2 : 537/6 : 423.(19) في المطبوعة: "
فهل يكون للعبد" ، وفي المخطوطة: "فيكون يكون للعبد" ، هكذا ورجحت قراءتها كما أثبتها.(20) انظر تفسير"
علام الغيوب" فيما سلف قريبًا: 211 = وتفسير"الغيب" 1: 236 ، 237/6 : 405/10 : 585. - ابن عاشور : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
{ وَإِذْ قَالَ الله } عطف على قوله : { إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك } [ المائدة : 110 ] فهو ما يقوله الله يوم يجمع الرسل وليس ممّا قاله في الدنيا ، لأنّ عبادة عيسى حدثت بعد رفعه ، ولقوله : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } . فقد أجمع المفسّرون على أنّ المراد به يوم القيامة . وأنّ قوله : { وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس } قول يقوله يوم القيامة . وهذا مبدأ تقريع النصارى بعد أن فُرغ من تقريع اليهود من قوله : { إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك } [ المائدة : 110 ] إلى هنا . وتقريع النصارى هو المقصود من هذه الآيات كما تقدّم عند قوله تعالى : { يوم يجمع الله الرسل } [ المائدة : 109 ] الآية ، فالاستفهام هنا كالاستفهام في قوله تعالى للرسل { ماذا أجبتم } [ المائدة : 109 ] والله يعلم أنّ عيسى لم يقل ذلك ولكن أريد إعلان كذب من كفر من النصارى .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله : { أأنت قلت للناس } يدلّ على أنّ الاستفهام متوجّه إلى تخصيصه بالخبر دون غيره مع أنّ الخبر حاصل لا محالة . فقول قائلين : اتّخِذوا عيسى وأمّه إلهين ، واقع . وإنّما ألقي الاستفهام لعيسى أهو الذي قال لهم ذلك تعريضاً بالإرهاب والوعيد بتوجّه عقوبة ذلك إلى من قال هذا القول إن تنصّل منه عيسى فيعلم أحبارهم الذين اخترعوا هذا القول أنّهم المراد بذلك .
والمعنى أنّه إن لم يكن هو قائل ذلك فلا عذر لمن قاله لأنّهم زعموا أنّهم يتّبعون أقوال عيسى وتعاليمه ، فلو كان هو القائل لقال : اتّخذوني وأمّي ، ولذلك جاء التعبير بهذين اللفظين في الآية . والمراد بالناس أهل دينه .
وقوله : { من دون الله } متعلّق بِ { اتّخذوني } ، وحرف { من } صلة وتوكيد . وكلمة { دون } اسم للمكان المجاوز ، ويكثر أن يكون مكاناً مجازياً مراداً به المغايرة ، فتكون بمعنى ( سوى ) . وانظر ما تقدّم آنفاً عند قوله تعالى : { قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً } [ المائدة : 76 ] . والمعنى اتّخذوني وأمّي إلهين سوى الله .
وقد شاع هذا في استعمال القرآن قال تعالى : { ومن الناس من يتّخذ من دون الله أنداداً يحبّونهم كحبّ الله } [ البقرة : 165 ] ، وقال : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] ، وغير ذلك من الآيات التي خوطب بها المشركون مع أنّهم أشركوا مع الله غيره ولم ينكروا إلهيّة الله .
وذُكر هذا المتعلّق إلزاماً لهم بشناعة إثبات إلهية لغير الله لأنّ النصارى لمّا ادّعوا حلول الله في ذات عيسى توزّعت الإلهية وبطلت الوحدانية . وقد تقدّم بيان هذا المذهب عند تفسير قوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم } في هذه السورة ( 17 ) .
وجواب عيسى عليه السلام بقوله : { سبحانك } تنزيه لله تعالى عن مضمون تلك المقالة .
وكانت المبادرة بتنزيه الله تعالى أهمّ من تبرئته نفسه ، على أنّها مقدّمة للتبرّي لأنّه إذا كان ينزّه الله عن ذلك فلا جرم أنّه لا يأمر به أحداً . وتقدّم الكلام على { سبحانك } في قوله تعالى : { قالوا سبحانك لا علم لنا } في سورة البقرة ( 32 ) .
وبرّأ نفسه فقال : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } ؛ فجملة { ما يكون لي أن أقول } مستأنفة لأنّها جواب السؤال . وجملة { سبحانك } تمهيد .
وقوله : { ما يكون لي } مبالغة في التبرئة من ذلك ، أي ما يوجد لديّ قول ما ليس لي بحقّ ، فاللام في قوله : { ما يكون لي } للاستحقاق ، أي ما يوجد حقّ أن أقول . وذلك أبلغ من لم أقله لأنّه نفى أن يوجد استحقاقه ذلك القول .
والباء في قوله { بحقّ } زائدة في خبر { ليس } لتأكيد النفي الذي دلّت عليه { ليس } . واللام في قوله { ليس لي بحقّ } متعلّقة بلفظ { حقّ } على رأي المحقّقين من النحاة أنّه يجوز تقديم المتعلّق على متعلّقه المجرور بحرف الجرّ . وقدّم الجارّ والمجرور للتنصيص على أنّه ظرف لغو متعلّق { بحقّ } لئلا يتوهّم أنّه ظرف مستقرّ صفة ل { حقّ } حتى يفهم منه أنّه نفى كون ذلك حقّاً له ولكنّه حقّ لغيره الذين قالوه وكفروا به ، وللمبادرة بما يدلّ على تنصّله من ذلك بأنّه ليس له . وقد أفاد الكلام تأكيدَ كون ذلك ليس حقّاً له بطريق المذهب الكلامي لأنّه نفى أن يباح له أن يقول ما لا يحقّ له ، فعُلم أنّ ذلك ليس حقّاً له وأنّه لم يقله لأجل كونه كذلك . فهذا تأكيد في غاية البلاغة والتفنّن .
ثم ارتقى في التبرّىء فقال : { إن كنت قلته فقد علمته } ، فالجملة مستأنفة لأنّها دليل وحجّة لمضمون الجملة التي قبلها ، فكانت كالبيان فلذلك فصلت . والضمير المنصوب في { قلته } عائد إلى الكلام المتقدّم . ونصْب القول للمفرد إذا كان في معنى الجملة شائع كقوله تعالى : { كلاّ إنّها كلمة هو قائلها } [ المؤمنون : 100 ] ، فاستدلّ على انتفاء أن يقوله بأنّ الله يعلم أنّه لم يقله ، وذلك لأنّه يتحقّق أنّه لم يقله ، فلذلك أحال على علم الله تعالى . وهذا كقول العرب : يعلم الله أني لم أفعل ، كما قال الحارث بن عبّاد :
لَم أكُنْ من جُنَاتِعَا عَلِمَ الله وأني لِحرّها اليومَ صالٍ ... ولذلك قال : { تعلم ما في نفسي } ، فجملة { تعلم ما في نفسي } بيان لجملة الشرط { إن كنت قلته فقد علمته } فلذلك فُصلت .
والنفس تطلق على العقل وعلى ما به الإنسان ، إنسان وهي الروح الإنساني ، وتطلق على الذات . والمعنى هنا : تعلم ما أعتقده ، أي تعلم ما أعلمه لأنّ النفس مقرّ العلوم في المتعارف .
وقوله : { ولا أعلم ما في نفسك } اعتراض نشأ عن { تعلم ما في نفسي } لقصد الجمع بين الأمرين في الوقت الواحد وفي كلّ حال .
وذلك مبالغة في التنزيه وليس له أثر في التبرّىء ، والتنصّل ، فلذلك تكون الواو اعتراضية .
وإضافة النفس إلى اسم الجلالة هنا بمعنى العلم الذي لم يُطلع عليه غيره ، أي ولا أعلم ما تعلمه ، أي ممّا انفردت بعمله . وقد حسّنه هنا المشاكلة كما أشار إليه في «الكشاف» .
وفي جواز إطلاق النفس على ذات الله تعالى بدون مشاكلة خلاف؛ فمن العلماء من منع ذلك وإليه ذهب السعد والسيد وعبد الحكيم في شروح «المفتاح» و«التخليص» . وهؤلاء يجعلون ما ورد من ذلك في الكتاب نحو { ويحذّركم الله نفسه } [ آل عمران : 28 ] من قبيل المتشابه . ومن العلماء من جوّز ذلك مثل إمام الحرمين كما نقله ابن عرفة في «التفسير» عند قوله تعالى : { كتب ربّكم على نفسه الرحمة } في سورة الأنعام ( 54 ) ، ويشهد له تكرّر استعماله في القرآن وكلام النبي كما في الحديث القدسي فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي } .
وقوله : { إنّك أنت علاّم الغيوب } علّة لقوله : { تعلم ما في نفسي } ولذلك جيء بِ ( إنّ ) المفيدة التعليل . وقد جمع فيه أربع مؤكّدات وطريقة حصر ، فضمير الفصل أفاد الحصر ، وإنّ وصيغة الحصر ، وجمع الغيوب ، وأداة الاستغراب .
- إعراب القرآن : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
«وَإِذْ قالَ اللَّهُ : يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ» تقدم إعراب مثله «أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» الهمزة للاستفهام. أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «قُلْتَ لِلنَّاسِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والتاء فاعله والجملة في محل رفع خبر «اتَّخِذُونِي» فعل أمر مبني على حذف النون ، والنون للوقاية ، والواو فاعل والياء مفعول به أول «وَأُمِّي» اسم معطوف على الياء منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء في محل جر بالإضافة «إِلهَيْنِ» مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه مثنى. «مِنْ دُونِ» متعلقان بالفعل اتخذوني أو بمحذوف صفة إلهين وجملة اتخذوني مقول القول. «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه
«قالَ سُبْحانَكَ» سبحانك مفعول مطلق والجملة مستأنفة لا محل لها «ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ» ما نافية لا عمل لها يكون مضارع ناقص تعلق الجار والمجرور «لِي» بمحذوف خبره واسمه : المصدر المؤول من أن والفعل أقول بعده ، وجملة ما يكون مستأنفة لا محل لها. «ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ» ما اسم موصول في محل نصب مفعول به لأقول ليس فعل ماض ناقص ، «بِحَقٍّ» الباء حرف جر زائد حق اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، لي متعلقان بمحذوف حال من حق كان صفة له فلما تقدم عليه صار حالا وجملة ليس صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ» إن حرف شرط جازم. كنت فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط ، والتاء اسمها. قلته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة خبر كنت. «فَقَدْ عَلِمْتَهُ» الفاء رابطة لجواب الشرط ، قد حرف تحقيق علمته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة إن كنت لا محل لها مستأنفة. «تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي» ما اسم موصول في محل نصب مفعول به في نفسي متعلقان بمحذوف صلة الموصول تعلم والجملة تعليلية لا محل لها «وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ» إعرابها كسابقتها تقريبا وهي معطوفة عليها. «إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» أنت علام مبتدأ وخبر والجملة الاسمية خبر إن والكاف اسمها وجملة إنك تعليلية.
- English - Sahih International : And [beware the Day] when Allah will say "O Jesus Son of Mary did you say to the people 'Take me and my mother as deities besides Allah'" He will say "Exalted are You It was not for me to say that to which I have no right If I had said it You would have known it You know what is within myself and I do not know what is within Yourself Indeed it is You who is Knower of the unseen
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(5:116) And imagine when thereafter Allah will say: 'Jesus, son of Mary, did you say to people: "Take me and my mother for gods beside Allah?" *130 and he will answer: "Glory to You! It was not for me to say what I had no right to. Had I said so, You would surely have known it. You know all what is within my mind whereas I do not know what is within Yours. You, indeed You, know fully all that is beyond the reach of human perception.
- Français - Hamidullah : Rappelle-leur le moment où Allah dira O Jésus fils de Marie est-ce toi qui as dit aux gens Prenez-moi ainsi que ma mère pour deux divinités en dehors d'Allah Il dira Gloire et pureté à Toi Il ne m'appartient pas de déclarer ce que je n'ai pas le droit de dire Si je l'avais dit Tu l'aurais su certes Tu sais ce qu'il y a en moi et je ne sais pas ce qu'il y a en Toi Tu es en vérité le grand connaisseur de tout ce qui est inconnu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn Allah sagt "O 'Isa Sohn Maryams bist du es der zu den Menschen gesagt hat Nehmt mich und meine Mutter außer Allah zu Göttern'" wird er sagen "Preis sei Dir Es steht mir nicht zu etwas zu sagen wozu ich kein Recht habe Wenn ich es tatsächlich doch gesagt hätte dann wüßtest Du es bestimmt Du weißt was in mir vorgeht aber ich weiß nicht was in Dir vorgeht Du bist ja der Allwisser der verborgenen Dinge
- Spanish - Cortes : Y cuando dijo Alá ¡Jesús hijo de María ¡Eres tú quien ha dicho a los hombres '¡Tomadnos a mí y a mi madre como a dioses además de tomar a Alá' Dijo ¡Gloria a Ti ¿Cómo voy a decir algo que no tengo por verdad Si lo hubiera dicho Tú lo habrías sabido Tú sabes lo que hay en mí pero yo no sé lo que hay en Ti Tú eres Quien conoce a fondo las cosas ocultas
- Português - El Hayek : E recordarte de quando Deus disse Ó Jesus filho de Maria Foste tu quem disseste aos homens Tomai a mim e aminha mãe por duas divindades em vez de Deus Respondeu Glorificado sejas É inconcebível que eu tenha dito o que pordireito não me corresponde Se tivesse dito têloias sabido porque Tu conheces a natureza da minha mente ao passo queignoro o que encerra a Tua Somente Tu és Conhecedor do incognoscível
- Россию - Кулиев : Вот сказал Аллах О Иса Иисус сын Марьям Марии Говорил ли ты людям Примите меня и мою мать двумя богами наряду с Аллахом Он сказал Пречист Ты Как я мог сказать то на что я не имею права Если бы я сказал такое Ты знал бы об этом Ты знаешь то что у меня в душе а я не знаю того что у Тебя в Душе Воистину Ты - Ведающий сокровенное
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
Вот сказал Аллах: «О Иса (Иисус), сын Марьям (Марии)! Говорил ли ты людям: “Примите меня и мою мать двумя богами наряду с Аллахом”?» Он сказал: «Пречист Ты! Как я мог сказать то, на что я не имею права? Если бы я сказал такое, Ты знал бы об этом. Ты знаешь то, что у меня в душе, а я не знаю того, что у Тебя. Воистину, Ты - Ведающий сокровенное.- Turkish - Diyanet Isleri : Allah "Ey Meryem oğlu İsa Sen mi insanlara Beni ve annemi Allah'tan başka iki tanrı olarak benimseyin dedin" demişti de "Haşa hak olmayan sözü söylemek bana yaraşmaz; eğer söylemişsem şüphesiz Sen onu bilirsin; Sen benim içimde olanı bilirsin; ben Senin içinde olanı bilmem; doğrusu görülmeyeni bilen ancak Sensin" demişti "Ben onlara sadece 'Rabbim ve Rabbiniz olan Allah'a kulluk edin' diye bana emrettiğini söyledim Aralarında bulunduğum müddetce onlar hakkında şahiddim beni aralarından aldığında onları Sen gözlüyordun Sen her şeye şahidsin"
- Italiano - Piccardo : E quando Allah dirà “O Gesù figlio di Maria hai forse detto alla gente "Prendete me e mia madre come due divinità all'infuori di Allah"” risponderà “Gloria a Te Come potrei dire ciò di cui non ho il diritto Se lo avessi detto Tu certamente lo sapresti ché Tu conosci quello che c'è in me e io non conosco quello che c'è in Te In verità sei il Supremo conoscitore dell'inconoscibile
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێکیش خوا ههر له قیامهتدا فهرمووی ئهی عیسای کوڕی مهریهم ئایا ئهوهتۆ بهخهڵکیت وتوه منیش و دایکیشم به دوو خوا دابنێن له خوار خوای پهروهردگارهوه عیسا له وهڵامدا وتی پاکی و بێگهردی و بێ هاوهڵی شایستهی تۆیه بۆم نیه من شتێک بڵێم بۆ خۆم که مافی من نهبێت چۆن حهق بهخۆم دهدهم شتی وا بێت به زارمدا خۆ ئهگهر شتی وام وتبێت ئهوه بهڕاستی تۆ دهیزانیت و لێت شاراوه نیه چونکه تۆ دهزانیت بهههرچی له دڵ و دهروونمدا ههیه بهڵام من نازانم بهوهی که له دهریای علم و زانستی بێ پایانی تۆدا ههیه چونکه بهڕاستی ههر تۆ زانا و شارهزای نهێنی و پهنهانی
- اردو - جالندربرى : اور اس وقت کو بھی یاد رکھو جب خدا فرمائے گا کہ اے عیسی بن مریم کیا تم نے لوگوں سے کہا تھا کہ خدا کے سوا مجھے اور میری والدہ کو معبود مقرر کرو وہ کہیں گے کہ تو پاک ہے مجھے کب شایاں تھا کہ میں ایسی بات کہتا جس کا مجھے کچھ حق نہیں اگر میں نے ایسا کہا ہوگا تو تجھ کو معلوم ہوگا کیونکہ جو بات میرے دل میں ہے تو اسے جانتا ہے اور جو تیرے ضمیر میں ہے اسے میں نہیں جانتا بےشک تو علام الغیوب ہے
- Bosanski - Korkut : A kada Allah rekne "O Isa sine Merjemin jesi li ti govorio ljudima 'Prihvatite mene i majku moju kao dva boga uz Allaha'" – on će reći "Hvaljen neka si Ti Meni nije priličilo da govorim ono što nemam pravo Ako sam ja to govorio Ti to već znaš; Ti znaš šta ja znam a ja ne znam šta Ti znaš; Samo Ti jedini sve što je skriveno znaš
- Swedish - Bernström : OCH GUD skall säga "Jesus son av Maria Är det du som uppmanade människorna att dyrka dig och din moder som gudomliga väsen vid sidan av Gud" [Jesus] skall svara "Stor är Du i Din härlighet Hur skulle jag kunna säga vad jag inte hade rätt att säga Om jag hade sagt detta skulle Du helt visst ha vetat det Du vet vad som är i mitt innersta men jag vet inte vad som är i Ditt innersta; Du känner allt det som är dolt för människor
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah ketika Allah berfirman "Hai Isa putera Maryam adakah kamu mengatakan kepada manusia "Jadikanlah aku dan ibuku dua orang tuhan selain Allah" Isa menjawab "Maha Suci Engkau tidaklah patut bagiku mengatakan apa yang bukan hakku mengatakannya Jika aku pernah mengatakan maka tentulah Engkau mengetahui apa yang ada pada diriku dan aku tidak mengetahui apa yang ada pada diri Engkau Sesungguhnya Engkau Maha Mengetahui perkara yang ghaibghaib"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
(Dan) ingatlah (ketika berfirman) artinya akan berfirman (Allah) kepada Isa di hari kiamat sebagai penghinaan terhadap kaumnya ("Hai Isa putra Maryam! Adakah kamu mengatakan kepada manusia, 'Jadikanlah aku dan ibuku dua orang tuhan selain Allah?' Ia menjawab) Isa menjawab seraya gemetar ('Maha Suci Engkau) aku menyucikan-Mu dari apa-apa yang tidak layak bagi-Mu seperti sekutu dan lain-lainnya (tidaklah patut) tidak pantas (bagiku mengatakan apa yang bukan hakku mengatakannya) bihaqqin menjadi khabar dari laisa sedangkan kata lii adalah untuk penjelas/tabyin (jika aku pernah mengatakannya maka tentulah Engkau mengetahuinya. Engkau mengetahui apa) yang aku sembunyikan (pada diriku dan aku tidak mengetahui apa yang ada pada diri Engkau) artinya apa-apa yang Engkau sembunyikan di antara pengetahuan-pengetahuan Engkau (Sesungguhnya Engkau Maha Mengetahui perkara yang gaib-gaib.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন আল্লাহ বললেনঃ হে ঈসা ইবনে মরিয়ম তুমি কি লোকদেরকে বলে দিয়েছিলে যে আল্লাহকে ছেড়ে আমাকে ও আমার মাতাকে উপাস্য সাব্যস্ত কর ঈসা বলবেন; আপনি পবিত্র আমার জন্যে শোভা পায় না যে আমি এমন কথা বলি যা বলার কোন অধিকার আমার নেই। যদি আমি বলে থাকি তবে আপনি অবশ্যই পরিজ্ঞাত; আপনি তো আমার মনের কথা ও জানেন এবং আমি জানি না যা আপনার মনে আছে। নিশ্চয় আপনিই অদৃশ্য বিষয়ে জ্ঞাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் "மர்யமுடைய மகன் ஈஸாவே 'அல்லாஹ்வையன்றி என்னையும் என் தாயாரையும் இரு கடவுள்களாக ஆக்கிக்கொள்ளுங்கள்' என்று மனிதர்களிடம் நீர் கூறினீரா" என்று அல்லாஹ் கேட்கும் போது அவர் "நீ மிகவும் தூய்மையானவன்; எனக்கு உரிமையில்லாத ஒன்றை நான் சொல்வதற்கில்லை அவ்வாறு நான் கூறியிருந்தால் நீ அதை நிச்சயமாக அறிந்திருப்பாய் என் மனதிலுள்ளதை நீ அறிகிறாய் உன் உள்ளத்திலிருப்பதை நான் அறிய மாட்டேன்; நிச்சயமாக நீயே மறைவானவற்றையெல்லாம் நன்கு அறிபவன்" என்று அவர் கூறுவார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงรำลึกถึงขณะที่อัลลอฮ์ ตรัสว่า อีซาบุตรของมัรยัม เอ๋ย เจ้าพูดแก่ผู้คนกระนั้นหรือว่า จงยึดถือฉันและมารดาของฉันเป็นที่เคารพสักการะทั้งสองอื่นจากอัลลอฮ์ เขากล่าวว่า มหาบริสุทธิ์พระองค์ท่าน ไม่เคยแก่ข้าพระองค์ที่จะกล่าวสิ่งที่มิใช่สิทธิของข้าพระองค์ หากข้าพระองค์เคยกล่าวสิ่งนั้น แน่นอนพระองค์ย่อมรู้ดี โดยที่พระองค์ทรงรู้สิ่งที่อยู่ในใจของข้าพระองค์ และข้าพระองค์ไม่รู้สิ่งที่อยู่ในใจของพระองค์ แท้จริงพระองค์นั้นคือผู้ทรงรอบรู้ในสิ่งเร้นลับทั้งหลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ Эй Ийсо ибн Марям сен одамларга Аллоҳни қўйиб мени ва онамни илоҳ қилиб олинглар дедингми деганини у эса Эй пок Зот ҳаққим йўқ нарсани мен айта олмайманку Агар айтган бўлганимда батаҳқиқ Сен уни билар эдинг Сен менинг дилимдагини биласан мен Сендаги ҳеч нарсани билмайман Албатта Сен Ўзинг ғайбларни энг яхши билгувчи зотсан
- 中国语文 - Ma Jian : 当时,真主将说:麦尔彦之子尔撒啊 你曾对众人说过这句话吗﹖'你们当舍真主而以我和我母亲为主宰'。他说:我赞颂你超绝万物,我不会说出我不该说的话。如果我说了,那你一定知道。你知道我心里的事,我却不知道你心里的事。你确是深知一切幽玄的。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah ketika Allah berfirman "Wahai Isa ibni Maryam Engkaukah yang berkata kepada manusia `Jadikanlah daku dan ibuku dua tuhan selain dari Allah ' " Nabi `Isa menjawab "Maha Suci Engkau wahai Tuhan Tidaklah layak bagiku mengatakan sesuatu yang aku tidak berhak mengatakannya Jika aku ada mengatakannya maka tentulah Engkau telah mengetahuinya Engkau mengetahui apa yang ada pada diriku sedang aku tidak mengetahui apa yang ada pada diriMu; kerana sesungguhnya Engkau jualah Yang Maha Mengetahui perkaraperkara yang ghaib
- Somali - Abduh : Xusuuso Markuu Yidhi Eebe Ciise Binu Maryamow Ma adaa ku Yidhi Dadka ka Yeesha ani iyo Hooyaday Ilaahyo Eebe ka sokow uuna Yidhi waad Nasahantahay Iguma Haboona inaan Dhaho Waxaanan Xaq u lahayn Haddaan idhina waad ogtahay waxaadna Ogtahay waxa Naftayda ku sugan Anuguse kuma Ogi Adiga unbaa ah kan waxa Maqan Og
- Hausa - Gumi : Kuma a lõkacin da Allah Ya ce "Yã Ĩsã ɗan Maryama Shin kai ne ka ce wa mutãne 'Ku riƙe ni ni da uwata abubuwan bautãwa biyu baicin Allah" Ĩsã Ya ce "Tsarkinka yã tabbata Bã ya kasancewa a gare ni in faɗi abin da bãbu wani hakki a gare ni Idan nã kasance nã faɗe shi to lalle Ka san shi Kanã sanin abin da ke a cikin raina kuma bã ni sanin abin da ke a cikin nufinKa Lalle ne Kai Masanin abubuwan fake ne"
- Swahili - Al-Barwani : Na pale Mwenyezi Mungu atakapo sema Ewe Isa bin Maryamu Ati wewe uliwaambia watu Nifanyeni mimi na mama yangu kuwa ni miungu badala ya Mwenyezi Mungu Na Isa atasema Subhanaka Wewe umetakasika Hainifalii mimi kusema ambayo si haki yangu Ikiwa nilisema basi bila ya shaka umekwisha yajua Wewe unayajua yaliyo ndani ya nafsi yangu lakini mimi siyajui yaliyo katika nafsi yako Hakika Wewe ndiye Mjuzi mkubwa wa yaliyo fichikana
- Shqiptar - Efendi Nahi : E kur Perëndia thotë “O Isa i bir’i Merjemës a mos ti u ke thënë njerëzve “Merrmëni mua dhe nënën time si dy zotra përpos Perëndisë” Isai thotë “Ti je i pastër nga të metat” Mua nuk më përket të them ate çka ka në Ty Vetëm Ti i di të gjitha ato që janë të fshehta
- فارسى - آیتی : و آنگاه كه خدا به عيسى بن مريم گفت: آيا تو به مردم گفتى كه مرا و مادرم را سواى اللّه به خدايى گيريد؟ گفت: به پاكى ياد مىكنم تو را. نسزد مرا كه چيزى گويم كه نه شايسته آن باشم. اگر من چنين گفته بودم تو خود مىدانستى زيرا به آنچه در ضمير من مىگذرد دانايى و من از آنچه در ذات تو است بىخبرم. زيرا تو داناترين كسان به غيب هستى.
- tajeki - Оятӣ : Ва он гоҳ ки Худо ба Исо бинни Марям гуфт: «Оё ту ба мардум гуфтӣ, ки марову модарамро ғайри Оллоҳ ба худоӣ гиред?» Гуфт: «Ба покӣ ёд мекунам Туро. Насазад маро, ки чизе гӯям, ки шоистаи он набошам. Агар ман чунин гуфта будам, Ту худ медоннстӣ, зеро ба он чӣ дар замири ман мегузарад, доноӣ ва ман аз он чӣ дар зоти Туст, бехабарам. Зеро Ту донотарини касон ба ғайб ҳастӣ!
- Uyghur - محمد صالح : ئۆز ۋاقتىدا اﷲ ئېيتتى: «ئى مەريەم ئوغلى ئىسا! سەن كىشىلەرگە، اﷲ نى قويۇپ مەن بىلەن ئانامنى ئىككى ئىلاھ قىلىۋېلىڭلار، دېدىڭمۇ؟» ئىسا ئېيتتى: «(رەببىم!) شەنىڭگە لايىق ئەمەس نەرسىلەردىن سېنى پاك دەپ ئېتىقاد قىلىمەنكى، ماڭا ئېيتىشقا تېگىشلىك بولمىغان سۆزلەرنى مەن ئېيتمايمەن، ئەگەر مەن بۇ سۆزنى ئېيتقان بولسام، ئۇنى سەن چوقۇم بىلىسەن (يەنى مېنىڭ ئۇنداق دېمىگەنلىكىم ساڭا مەلۇملۇق). سەن مېنىڭ زاتىمدىكىنى بىلىسەن، مەن سېنىڭ زاتىڭدىكىنى بىلمەيمەن، سەن غەيبلەرنى ناھايىتى ئوبدان بىلىسەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഓര്ക്കുക: അല്ലാഹു ചോദിക്കുന്ന സന്ദര്ഭം: "മര്യമിന്റെ മകന് ഈസാ! “അല്ലാഹുവെക്കൂടാതെ എന്നെയും എന്റെ മാതാവിനെയും ആരാധ്യരാക്കുവിന്” എന്ന് നീയാണോ ജനങ്ങളോട് പറഞ്ഞത്?” അപ്പോള് അദ്ദേഹം പറയും: "നീ എത്ര പരിശുദ്ധന്! എനിക്കു പറയാന് പാടില്ലാത്ത ഒരു കാര്യം ഞാന് പറയാവതല്ലല്ലോ. ഞാന് അങ്ങനെ പറഞ്ഞിരുന്നെങ്കില് ഉറപ്പായും നീ അതറിഞ്ഞിരിക്കും. എന്റെ മനസ്സിലുള്ളത് നീ അറിയും. എന്നാല് നിന്റെ ഉള്ളിലുള്ളത് ഞാനറിയുകയില്ല. തീര്ച്ചയായും നീ തന്നെയാണ് കണ്ണുകൊണ്ട് കാണാന് കഴിയാത്തതുപോലും നന്നായറിയുന്നവന്.
- عربى - التفسير الميسر : واذكر اذ قال الله تعالى يوم القيامه يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اجعلوني وامي معبودين من دون الله فاجاب عيسى منزها الله تعالى ما ينبغي لي ان اقول للناس غير الحق ان كنت قلت هذا فقد علمته لانه لا يخفى عليك شيء تعلم ما تضمره نفسي ولا اعلم انا ما في نفسك انك انت عالم بكل شيء مما ظهر او خفي
*130). The Christians were not content merely with deifying Jesus and the Holy Spirit. They even turned Mary, the mother of Jesus, into a full-fledged object of worship. The Bible does not contain even the remotest suggestion that Mary was in any way either divine or superhuman. During the first three centuries after the Messiah, such a concept was totally alien to Christian thinking. Towards the end of the third century of the Christian era, however, some theologians of Alexandria employed, for the first time, the expression 'Mother of God' in connection with Mary. Subsequently, belief in Mary's divinity and the practice of Mariolatry began to spread among Christians. Even then, however, the Church was not prepared to accord official approval to this belief and denounced the Mariolaters as heretics. It was not until the Council of Ephesus in 431 that the Church officially used the expression 'Mother of God' for Mary. The result was that Mariolatry began to spread fast within the Church itself, so much so that, by the time of the revelation of the Qur'an, Mary had become so important a deity that she obscured even the Father, the Son and the Holy Ghost. Statues of Mary adorned the cathedrals. She became the object of rites and worship. People addressed their prayers to her. She was regarded as the one who responded to people's supplications, who heeded people's grievances and complaints, who relieved them in distress, who provided support and succour to the helpless. For a devout Christian there could be no greater source of comfort and inner strength than the belief that he enjoyed the support and patronage of the 'Mother of God'. In the preamble of his code, Justinian had declared Mary to be the defender and supporter of his empire, and his general, Marses, sought Mary's guidance on the battlefield. Heraclius, a contemporary of the Prophet (peace be on him), had a picture of Mary on his standard and he was confident that by her grace the standard would never be lowered. Several centuries later the Protestants argued strongly against Mariolatry during the movement which led to the Reformation. The Roman Catholic Church has, nevertheless, managed so far to cling to Mariolatry in one form or another.