- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍۢ مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا ٱلْأَنْهَٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنۢ بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءَاخَرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين
- عربى - التفسير الميسر : ألم يعلم هؤلاء الذين يجحدون وحدانية الله تعالى واستحقاقه وحده العبادة، ويكذبون رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم ما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من هلاك وتدمير، وقد مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكن لكم أيها الكافرون، وأنعمنا عليهم بإنزال الأمطار وجريان الأنهار من تحت مساكنهم؛ استدراجًا وإملاءً لهم، فكفروا بنعم الله وكذبوا الرسل، فأهلكناهم بسبب ذنونهم، وأنشأنا من بعدهم أممًا أخرى خلفوهم في عمارة الأرض؟
- السعدى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
أمرهم أن يعتبروا بالأمم السالفة فقال: { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ } أي: كم تتابع إهلاكنا للأمم المكذبين، وأمهلناهم قبل ذلك الإهلاك، بأن { مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ } لهؤلاء من الأموال والبنين والرفاهية. { وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ } فينبت لهم بذلك ما شاء الله، من زروع وثمار، يتمتعون بها، ويتناولون منها ما يشتهون، فلم يشكروا الله على نعمه، بل أقبلوا على الشهوات، وألهتهم أنواع اللذات، فجاءتهم رسلهم بالبينات، فلم يصدقوها، بل ردوها وكذبوها فأهلكهم الله بذنوبهم وأنشأ { مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ } فهذه سنة الله ودأبه، في الأمم السابقين واللاحقين، فاعتبروا بمن قص الله عليكم نبأهم.
- الوسيط لطنطاوي : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
ثم ساق القرآن لهم على سبيل النصيحة والإرشاد أخبار من سبقوهم في الكفر والبطر وبين لهم سوء عاقبتهم ليعتبروا ويتعظوا فقال- تعالى-:
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ.
قال القرطبي: «القرن الأمة من الناس والجمع القرون. قال الشاعر:
إذا ذهب القرن الذي كنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب
فالقرن كل عالم في عصره، مأخوذ من الاقتران، أى عالم مقترن بعضهم إلى بعض، وفي الحديث الشريف: «خير الناس قرني- يعنى أصحابى- ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» فالقرن على هذا مدة من الزمان، قيل: ستون عاما، وقيل: سبعون، وقيل، ثمانون، وقيل مائة- وعليه أكثر أصحاب الحديث- أن القرن مائة سنة، واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله ابن بشر: «تعيش قرنا» فعاش مائة .
والاستفهام الذي صدرت به الآية الكريمة لتوبيخ الكفار وتبكيتهم، وإنكار ما وقع منهم من إعراض واستهزاء، وهو داخل على فعل محذوف دل عليه سابق الكلام ولاحقه.
والتقدير: أعملوا عن الحق وأعرضوا عن دلائله، ولم يروا بتدبر وتفكر كم أهلكنا من قبلهم من أقوام كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعا.
وجملة أَهْلَكْنا سدت مسد مفعول رأى إن كانت بصرية، وسدت مسد مفعوليها إن كانت علمية، وكَمْ مفعول مقدم لأهلكنا، ومِنْ قَبْلِهِمْ على حذف المضاف، أى: من قبل زمنهم ووجودهم.
قال صاحب المنار: وكان الظاهر أن يقال: مكناهم في الأرض- أى القرون- ما لم نمكنهم، أى الكفار المحكي عنهم المستفهم عن حالهم، فعدل عن ذلك بالالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لما في إيراد الفعلين بضميري الغيبة من إيهام اتحاد مرجعهما، وكون المثبت عين المنفي، فقيل ما لم نمكن لكم .
وما في قوله ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ يحتمل أن تكون موصولة بمعنى الذي، وهي حينئذ صفة لمصدر محذوف. والتقدير: مكناهم في الأرض التمكين الذي لم نمكن لكم، والعائد محذوف:
أى الذي لم نمكنه لكم. ويحتمل أن تكون نكرة موصوفة بالجملة المنفية بعدها والعائد محذوف.
أى: مكناهم في الأرض شيئا لم نمكنه لكم .
وفي تعدية الأول وهو مَكَّنَّاهُمْ بنفسه والثاني وهو نُمَكِّنْ لَكُمْ باللام إشارة إلى أن السابقين قد مكنوا بالفعل من وسائل العيش الرغيد ما لم يتيسر مثله لهؤلاء المنكرين لدعوة الإسلام، وهذا أعظم في باب القدرة على إهلاك هؤلاء الذين هم أعجز من سابقيهم.
هذا، وقد وصف الله أولئك المهلكين بسبب اجتراحهم للسيئات بصفات ثلاث لم تتوفر للمشركين المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم.
وصفهم- أولا- بأنهم كانوا أوسع سلطانا، وأكثر عمرانا، وأعظم استقرارا، كما يفيده قوله تعالى مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ.
قال صاحب الكشاف: «والمعنى لم نعط أهل مكة نحو ما أعطينا قوم عاد وثمود وغيرهم من البسطة في الأجسام، والسعة في الأموال، والاستظهار بأسباب الدنيا» .
ووصفهم- ثانيا- بأنهم كانوا أرغد عيشا، وأسعد حالا، وأهنأ بالا، يدل على ذلك قوله تعالى:
وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً أى: أنزلنا عليهم المطر النافع بغزارة وكثرة، وعبر عنه بالسماء لأنه ينزل منها.
ووصفهم- ثالثا- بأنهم كانوا منعمين بالمياه الكثيرة التي يسيرون مجاريها كما يشاءون، فيبنون مساكنهم على ضفافها. ويتمتعون بالنظر إلى مناظرها الجملية، كما يرشد إليه قوله- تعالى-: وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ أى: صيرنا الأنهار تجرى من تحت مساكنهم.
ولكن ماذا كانت عاقبة هؤلاء المنعمين بتلك النعم الوفيرة التي لم تتيسر لأهل مكة كانت عاقبتهم- كما أخبر القرآن عنهم- فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ أى: فكفروا بنعمة الله وجحدوا فأهلكناهم بسبب ذلك، إذ الذنوب سبب الانتقام وزوال النعم.
والإهلاك بسبب الذنوب له مظهران:
أحدهما: أن الذنوب ذاتها تهلك الأمم، إذ تشيع فيها الترف والغرور والفساد في الأرض، وبذلك تنحل وتضمحل وتذهب قوتها.
والمظهر الثاني: إهلاك الله- تعالى- لها عقابا عن أوزارها .
وقوله- تعالى- في ختام الآية وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ يدل على كمال قدرة الله، ونفاذ إرادته، وأن إهلاكه لتلك الأمم بسبب ذنوبها لم ينقص من ملكه شيئا، لأنه- سبحانه- كلما أهلك أمة أنشأ من بعدها أخرى.
قال- تعالى- وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ .
ثم بين القرآن توغلهم في الجحود والعناد، وانصرافهم عن الحق مهما قويت أدلته، وساق جانبا من أقوالهم الباطلة ثم رد عليهم بما يدحضها فقال- تعالى-:
- البغوى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
قوله عز وجل : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ) يعني : الأمم الماضية ، والقرن : الجماعة من الناس ، وجمعه قرون ، وقيل : القرن مدة من الزمان ، يقال ثمانون سنة ، وقيل : ستون سنة ، وقيل : أربعون سنة ، وقيل : ثلاثون سنة ، ويقال : مائة سنة ، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن بسر المازني : " إنك تعيش قرنا " ، فعاش مائة سنة
فيكون معناه على هذه الأقاويل من أهل قرن ، ( مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ) أي : أعطيناهم ما لم نعطكم ، وقال ابن عباس : أمهلناهم في العمر مثل قوم نوح وعاد وثمود ، يقال : مكنته ومكنت له ، ( وأرسلنا السماء عليهم مدرارا ) يعني : المطر ، مفعال ، من الدر ، قال ابن عباس : مدرارا أي : متتابعا في أوقات الحاجات ، وقوله : " ما لم نمكن لكم " من خطاب التلوين ، رجع من الخبر من قوله : " ألم يروا " إلى خطاب ، كقوله : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) [ يونس ، 22 ] .
وقال أهل البصرة : أخبر عنهم بقوله " ألم يروا " وفيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم خاطبهم معهم ، والعرب تقول : قلت لعبد الله : ما أكرمه ، وقلت لعبد الله : ما أكرمك ، ( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا ) خلقنا وابتدأنا ، ( من بعدهم قرنا آخرين )
- ابن كثير : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
ثم قال تعالى واعظا ومحذرا لهم أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوي ما حل بأشباههم ونظرائهم من القرون السالفة الذين كانوا أشد منهم قوة ، وأكثر جمعا ، وأكثر أموالا وأولادا واستغلالا للأرض وعمارة لها ، فقال ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ) أي : من الأموال والأولاد والأعمار ، والجاه العريض ، والسعة والجنود ( وأرسلنا السماء عليهم مدرارا ) أي : شيئا بعد شيء ( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم ) أي : أكثرنا عليهم أمطار السماء وينابيع الأرض ، أي : استدراجا وإملاء لهم ( فأهلكناهم بذنوبهم ) أي : بخطاياهم وسيئاتهم التي اجترموها ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) أي : فذهب الأولون كأمس الذاهب وجعلناهم أحاديث ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) أي : جيلا آخر لنختبرهم ، فعملوا مثل أعمالهم فهلكوا كهلاكهم . فاحذروا أيها المخاطبون أن يصيبكم [ مثل ] ما أصابهم ، فما أنتم بأعز على الله منهم ، والرسول الذي كذبتموه أكرم على الله من رسولهم ، فأنتم أولى بالعذاب ومعاجلة العقوبة منهم ، لولا لطفه وإحسانه .
- القرطبى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
قوله تعالى : ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين
قوله تعالى : ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن كم في موضع نصب بأهلكنا لا بقوله ألم يروا لأن لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، وإنما يعمل فيه ما بعده ، من أجل أن له صدر الكلام . والمعنى : ألا يعتبرون بمن أهلكنا من الأمم قبلهم لتكذيبهم أنبياءهم ، أي ألم يعرفوا ذلك ، والقرن الأمة من الناس . والجمع القرون ; قال الشاعر :
إذا ذهب القرن الذي كنت فيهم وخلفت في قرن فأنت غريب
فالقرن كله عالم في عصره مأخوذ من الاقتران ، أي : عالم مقترن به بعضهم إلى بعض ; وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس قرني - يعني أصحابي - ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هذا أصح ما قيل فيه . وقيل : المعنى من أهل قرن فحذف كقوله : واسأل القرية . فالقرن على هذا مدة من الزمان ; قيل : ستون عاما وقيل سبعون ، وقيل : ثمانون ; وقيل : مائة ; وعليه أكثر أصحاب الحديث أن القرن مائة سنة ; واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن بسر : تعيش قرنا فعاش مائة سنة ; ذكره النحاس . وأصل القرن الشيء الطالع كقرن ما له قرن من الحيوان . مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم خروج من الغيبة إلى الخطاب ; عكسه حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة . وقال أهل البصرة أخبر عنهم بقوله ألم يروا وفيهم محمد عليه السلام وأصحابه ; ثم خاطبهم معهم ; والعرب تقول : قلت لعبد الله ما أكرمه : وقلت لعبد الله ما أكرمك ; ولو جاء على ما تقدم من الغيبة لقال : ما لم نمكن لهم . ويجوز مكنه ومكن له ; فجاء باللغتين جميعا ; أي : أعطيناهم ما لم نعطكم من الدنيا . وأرسلنا السماء عليهم مدرارا يريد المطر الكثير ; عبر عنه بالسماء لأنه من السماء ينزل ; ومنه قول الشاعر : ( وهو معاوية بن مالك )
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
مدرارا بناء دال على التكثير ; كمذكار للمرأة التي كثرت ولادتها للذكور ; ومئناث للمرأة التي تلد الإناث ; يقال : در اللبن يدر إذا أقبل على الحالب بكثرة . وانتصب مدرارا على الحال . وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم أي : من تحت أشجارهم ومنازلهم ; ومنه قول فرعون : وهذه الأنهار تجري من تحتي والمعنى : وسعنا عليهم النعم فكفروها . فأهلكناهم بذنوبهم أي : بكفرهم فالذنوب سبب الانتقام وزوال النعم . وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين أي : أوجدنا ; فليحذر هؤلاء من الإهلاك أيضا .
- الطبرى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
القول في تأويل قوله : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم: ألم يرَ هؤلاء المكذبون بآياتي، الجاحدون نبوّتك, كثرةَ من أهلكت من قبلهم من القُرون = وهم الأمم = الذين وطَّأت لهم البلادَ والأرض توطئة لم أوطِّئها لهم, (20) وأعطيتهم فيها ما لم أعطهم؟ كما:-
13072 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: " مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم " ، يقول: أعطيناهم ما لم نعطكم .
* * *
قال أبو جعفر: أمطرت فأخرجت لهم الأشجارُ ثمارها, وأعطتهم الأرض رَيْع نَباتها, وجابوا صخورَ جبالها, ودرَّت عليهم السماء بأمطارها, وتفجرت من تحتهم عيون المياه بينابيعها بإذني, فغمَطُوا نعمة ربهم، وعصوا رسولَ خالقهم، وخالفوا أمرَ بارئهم, وبغَوْا حتى حقَّ عليهم قَوْلي, فأخذتهم بما اجترحوا من ذنوبهم، وعاقبتهم بما اكتسبت أيديهم, وأهلكت بعضهم بالرَّجفة، وبعضهم بالصيحة، وغير ذلك من أنواع العذاب .
* * *
ومعنى قوله: " وأرسلنا السماء عليهم مدرارًا " ، المطرَ. ويعني بقوله: " مدرارًا "، غزيرة دائمةً =" وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين " ، يقول: وأحدثنا من بعد الذين أهلكناهم قرنًا آخرين، فابتدأنَا سِواهم .
* * *
فإن قال قائل: فما وجهُ قوله: "
مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم " ؟ ومن المخاطب بذلك؟ فقد ابتدأ الخبر في أول الآية عن قوم غَيَبٍ بقوله: " ألم يروا كم أهلكنا من قَبَلهم من قرن " ؟قيل: إن المخاطب بقوله: "
ما لم نمكن لكم " ، هو المخبر عنهم بقوله: " ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن " ، ولكن في الخبر معنى القول = ومعناه: قُلْ، يا محمد، لهؤلاء القوم الذين كذبوا بالحقِّ لما جاءهم: ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قَرْن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم.والعرب إذا أخبرت خبرًا عن غائبٍ ، وأدخلت فيه "
قولا "، فعلت ذلك، فوجهت الخبرَ أحيانًا إلى الخبر عن الغائب, وأحيانًا إلى الخطاب, فتقول: " قلت لعبد الله: ما أكرمه ", و " قلت لعبد الله: ما أكرمك ", وتخبر عنه أحيانًا على وجه الخبر عن الغائب، ثم تعود إلى الخطاب. وتخبر على وجه الخطاب له، ثم تعود إلى الخبر عن الغائب. وذلك في كلامها وأشعارها كثيرٌ فاشٍ. وقد ذكرنا بعض ذلك فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . (21)* * *
وقد كان بعض نحويي البصرة يقول في ذلك: كأنه أخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خاطبه معهم. وقال: حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ [سورة يونس: 22] ، فجاء بلفظ الغائب، وهو يخاطب, لأنه المخاطَب .
---------------------
الهوامش :
(20) في المطبوعة: "
وطأة لم أوطئها" ، وأثبت ما في المخطوطة.(21) انظر ما سلف 1: 153 - 154/ 2 : 293 ، 294 ، 357 ، 388/ 3 : 170/ 6 : 564.
- ابن عاشور : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
الجملة بيان لجملة : { فسوف يأتيهم أنبار ما كانوا به يستهزئون . جاء بيانها بطريقة الاستفهام الإنكاري عن عدم رؤية القرون الكثيرة الذين أهلكتهم حوادث خارقة للعادة يدلّ حالها على أنّها مسلّطة عليهم من الله عقاباً لهم على التكذيب .
والرؤية يجوز أن تكون قلبية ، أي ألم يعلموا كثرة القرون الذين أهلكناهم ، ويجوز أن تكون بصربة بتقدير : ألم يروا آثار القرون التي أهلكناها كديار عاد وحِجْر ثمود ، وقد رآها كثير من المشركين في رحلاتهم ، وحدّثوا عنها الناس حتى تواترت بينهم فكانت بمنزلة المرئي وتحقّقتها نفوسهم .
وعلى كلا الوجهين ففعل يَرَوا }
معلّق عن العمل في المفعولين أو المفعول ، باسم الاستفهام وهو { كم }.و ( كم ) اسم للسؤال عن عدد مبهم فلا بدّ بعده من تفسير ، وهو تمييزه . كما تقدّم في قوله تعالى : { سَل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية } في سورة البقرة ( 211 ) وتكون خبرية فتدلّ على عدد كبير مبهم ولا بدّ من مفسّر هو تمييز للإبهام . فأمّا الاستهامية فمفسّرها منصوب أو مجرور ، وإن كانت خبرية فمفسّرها مجرور لا غير ، ولمّا كان ( كم ) اسماً في الموضعين كان له موقع الأسماء بحسب العوامل رفعٌ ونصب وجرّ ، فهي هنا في موضع مفعول أو مفعولين ليرَوا }.و ( مَنْ ) فزائدة جارّة لمميّز { كم } الخبرية لوقوع الفصل بينها وبين مميّزها فإنّ ذلك يوجب جرّه ب ( من ) ، كما بيّناه عند قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بيّنة } في سورة البقرة .
والقرن أصله الزمن الطويل ، وكثر إطلاقه على الأمّة التي دامت طويلاً . قال تعالى : من بعد ماأهلكنا القرون الأولى }.وفسّر القرن بالأمّة البائدة . ويطلق القرن على الجيل من الأمّة ، ومنه حديث { خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم }.ويطلق على مقدار من الزمن قدره مائة سنة على الأشهر ، وقيل : غير ذلك .
وجملة : { مكّنّّاهم } صفة ل { قرن } وروعي في الضمير معنى القرن لأنّه دالّ على جمع .
ومعنى : { مكّنّاهم في الأرض } ثبّتناهم وملّكناهم ، وأصله مشتقّ من المكان . فمعنى مكّنه ومكّن له ، وضع له مكاناً . قال تعالى : { أو لم نمكّن لهم حرماً آمناً }.ومثله قولهم : أرَضَ له . ويكنّى بالتمكين عن الإقدار وإطلاق التصرّف ، لأنّ صاحب المكان يتصرّف في مكانه وبيته ثم يطلق على التثبيت والتقوية والاستقلال بالأمر . ويقال : هو مكين بمعنى مُمَكّن ، فعيل بمعنى مفعول . قال تعالى : { إنّك اليوم لدينا مكين أمين } فهو كناية أيضاً بمرتبة ثانية ، أو هو مجاز مرسل مرتّب على المعنى الكنائي . والتمكين في الأرض تقوية التصرّف في منافع الأرض والاستظهار بأساباب الدنيا ، بأن يكون في منعة من العدوّ وفي سعة في الرزق وفي حسن حال ، قال تعالى : { إمّا مكنّا له في الأرضأ ، وقال : الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة } الآية .
فمعنى مكَّنه : جعله متمكّناً ومعنى مكّن له : جعله متمكّناً لأجله ، أي رعيا له ، مثل حمده وحمد له ، فلم تزده اللام ومجروورها إلاّ إشارة إلى أنّ الفاعل فعل ذلك رغبة في نفع المفعول ، ولكن الاستعمال أزال الفرق بينهما وصيّر مكّنه ومكّن له بمعنى واحد ، فكانت اللام زائدة كما قال أبو علي الفارسي . ودليل ذلك قوله تعالى : هنا { مكّنّاهم في الأرض ما لم نمكّن لكم } فإنّ المراد بالفعلين هنا شيء واحد لتعيّن أن يكون معنى الفعلين مستوياً ، ليظهر وجه فوت القرون الماضية في التمكين على تمكين المخاطبين ، إذ التفاوت لا يظهر إلاّ في شيء واحد ، ولأنّ كون القرون الماضية أقوى تمكّنا من المخاطبين كان يقتضي أن يكون الفعل المقترن بلام الأجل في جانبهم لا في جانب المخاطبين ، وقد عكس هنا . وبهذا البيان نجمع بين قول الراغب باستواء فعل مكّنه ومكّن له ، وقول الزمخشري بأن : مكّن له بمعنى جعل له مكاناً ، ومكّنه بمعنى أثبته . وكلام الراغب أمكن عربية . وقد أهملت التنبيه على هذين الرأيين كتب اللغة . واستعمال التمكين في معنى التثبيت والتقوية كناية أو مجاز مرسل لأنّه يستلزم التقوية . وقد شاع هذا الاستعمال حتى صار كالصريح أو كالحقيقة .
و { ما } موصولة معناها التمكين ، فهي نائبة عن مصدر محذوف ، أي تمكيناً لم نمكنّه لكم ، فتنتصب ( ما ) على المفعولية المطلقة المبيّنة للنوع . والمقصود مكّناهم تمكيناً لم نمكَّنه لكم ، أي هو أشدّ من تمكينكم في الأرض .
والخطاب في قوله : { لكم } التفات موجّه إلى الذين كفروا لأنّهم الممكّنون في الأرض وقت نزول الآية ، وليس للمسلمين يومئذٍ تمكين . والالتفات هنا عكس الالتفات في قوله تعالى : { حتى إذا كنتم في الفلك وجريْن بهم }.والمعنى أنّ الأمم الخالية من العرب البائدة كانوا أشدّ قوة وأكثر جمعاً من العرب المخاطبين بالقرآن وأعظم منهم آثار حضارة وسطوة . وحسبك أنّ العرب كانوا يضربون الأمثال للأمور العظيمة بأنّها عادية أو ثمودية أو سبئية قال تعالى : { وعمروها أكثر ممّا عمروها } أي عمَرَ الذين من قبل أهل العصر الأرض أكثر ممّا عمرها أهل العصر .
والسماء من أسماء المطر ، كما في حديث «الموطأ» من قول زيد بن خالد : صلىّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر سماء ، أي عقب مطر . وهو المراد هنا لأنّه المناسب لقوله : { أرسلنا } بخلافه في نحو قوله : { وأنزلنا من السماء ماء }.والمدرار صيغة مبالغة ، مثل منحار لكثير النحر للأضياف ، ومذكار لمن يولد له الذكور ، من درّت الناقة ودرّ الضرع إذا سمح ضرعها باللبن ، ولذلك سمّي اللبن الدّر . ووصفُ المطر بالمدرار مجاز عقلي ، وإنّما المدرار سحابه . وهذه الصيغة يستوي فيها المذكّر والمؤنّث .
والمراد إرسال المطر في أوقات الحاجة إليه بحيث كان لا يخلفهم في مواسم نزوله .
ومن لوازم ذلك كثرة الأنهار والأدية بكثرة انفجار العيون من سعة ري طبقات الأرض ، وقد كانت حالةَ معظم بلاد العرب في هذا الخصب والسعة ، كما علمه الله ودلّت عليه آثار مصانعهم وسدودهم ونسلان الأمم إليها ، ثم تغيّرت الأحوال بحوادث سماوية كالجدب الذي حلّ سنين ببلاد عاد ، أو أرضية ، فصار معظمها قاحلاً فهلكت أممها وتفرّقوا أيادي سَبا .
وقد تقدّم القول في معنى الأنهار تجري من تحتهم في نظيره وهو { أنّ لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار } في سورة البقرة ( 25 ).
والفاء في قوله : فأهلكناهم } للتعقيب عُطف على { مكّنّاهم } وما بعده . ولمّا تعلّق بقوله : { فأهلكناهم } قوله : { بذنوبهم } دلّ على أنّ تعقيب التمكين وما معه بالإهلاك وقع بعد أن أذنبوا . فالتقدير : فأذنبوا فأهلكناهم بذنوبهم ، أو فبطروا النعمة فأهلكناهم ، ففيه إيجاز حذف على حدّ قوله تعالى : { أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت } الآية ، أي فضرب فانفجرت الخ . ولك أن تجعل الفاء للتفصيل تفصيلاً ل { أهلكنا } الأول على نحو قوله تعالى : { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا } في سورة الأعراف ( 4 ).
والإهلاك : الإفناء ، وهو عقاب للأمّة دالّ على غضب الله عليها ، لأنّ فناء الأمم لا يكون إلاّ بما تجرّه إلى نفسها من سوء فعلها ، بخلاف فناء الأفراد فإنْه نهاية محتّمة ولو استقام المرء طول حياته ، لأنّ تركيب الحيوان مقتض للانتهاء بالفناء عند عجز الأعضاء الرئيسية عن إمداد البدن بمواد الحياة فلا يكون عقاباً إلاّ فيما يحفّ به من أحوال الخزي للهالك .
والذنوب هنا هي الكفر وتكذيب الرسل ونحو ذلك ممّا دلّ عليه التنظير بحال الذين قال الله فيهم هنا : بربهم يعدلون ثم أنتم تمترون وما تأتيهم من آية من آيات ربّهم إلاّ كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحقّ لمّا جاءهم ، وما قاله بعد ذلك ولو نزّلنا عليك كتاباً في قرطاس } الآية .
وقوله : { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين } : الإنشاء الإيجاد المبتكَر ، قال تعالى : { إنّا أنشأناهن إنشاء }.والمراد به إنشاؤهم بتلك الصفات التي كان القرن الذين من قبلهم من التمكين في الأرض والإسعاف بالخصب ، فخلفوا القرن المنقرضين سواء كان إنشاؤهم في ديار القوم الذين هلكوا ، كما أنشأ قريشاً في ديار جرهم ، أم في ديار أخرى كما أنشأ الله ثموداً بعد عاد في منازل أخرى . والمقصود من هذا تعريض بالمشركين بأنّ الله مهلكهم ومنشىء من بعدهم قرن المسلمين في ديارهم . ففيه نذارة بفتح مكّة وسائر بلاد العرب على أيدي المسلمين . وليس المراد بالإنشاء الولادة والخلق ، لأنّ ذلك أمر مستمرّ في البشر لا ينتهي ، وليس فيه عظة ولا تهديد للجبايرة المشركين . وأفرد { قرناً } مع أنّ الفعل الناصب له مقيّد بأنّه من بعد جمع القرون ، على تقدير مضاف ، أي أنشأنا من بعد كلّ قرن من المهلكين قرناً آخرين .
- إعراب القرآن : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
«أَلَمْ يَرَوْا» الهمزة للاستفهام ، يروا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها «كَمْ» خبرية للتكثير مبنية على السكون في محل نصب مفعولبه مقدم للفعل أهلكنا وقيل استفهامية مبنية على السكون. «أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا ضمير متصل في محل رفع فاعل. «مِنْ قَرْنٍ» من حرف جر زائد. قرن اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز كم وجملة كم أهلكنا سدت مسد مفعولي يروا أو مفعوله إن كانت يروا بصرية «مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ، ونا فاعله والهاء مفعوله والجملة في محل جر صفة لقرن. «ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ» ما نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب مفعول مطلق أي مكناهم شيئا من التمكين والأحسن إعرابها اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لمصدر محذوف مكناهم في الأرض التمكين الذي لم نمكنه لكم نمكن مضارع تعلق به الجار والمجرور والجملة صلة الموصول لا محل لها على الوجه الثاني. «وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً» أرسلنا فعل ماض تعلق به الجار والمجرور عليهم ونا فاعله والسماء مفعوله. ومدرارا حال والجملة معطوفة على جملة مكناهم «وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ» الجملة معطوفة على ما قبلها وجملة «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ» في محل نصب حال إن كانت جعلنا متعدية لمفعول واحد ، وفي محل نصب مفعول به ثان إن كانت متعدية لمفعولين. وجملة «فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ» معطوفة على جملة «مَكَّنَّاهُمْ» ومثلها جملة «وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً» معطوفة. «آخَرِينَ» صفة منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم.
- English - Sahih International : Have they not seen how many generations We destroyed before them which We had established upon the earth as We have not established you And We sent [rain from] the sky upon them in showers and made rivers flow beneath them; then We destroyed them for their sins and brought forth after them a generation of others
- English - Tafheem -Maududi : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ(6:6) Have they not seen how many a people We have destroyed before them? People whom We had made more powerful in the earth than you are and upon them We showered from the heavens abundant rains, and at whose feet We caused the rivers to flow? And then (when they behaved ungratefully) We destroyed them for their sins, and raised other peoples in their place.
- Français - Hamidullah : N'ont-ils pas vu combien de générations avant eux Nous avons détruites auxquelles Nous avions donné pouvoir sur terre bien plus que ce que Nous vous avons donnés Nous avions envoyé sur eux du ciel la pluie en abondance et Nous avions fait couler des rivières à leurs pieds Puis Nous les avons détruites pour leurs péchés; et Nous avons créé après eux une nouvelle génération
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Haben sie nicht gesehen wie viele Geschlechter Wir vor ihnen vernichteten denen Wir auf der Erde eine feste Stellung verliehen hatten wie Wir sie euch nicht verliehen haben und auf die Wir den Regen ergiebig hinabsandten und unterhalb derer Wir Flüsse strömen ließen Und da haben Wir sie für ihre Sünden vernichtet und nach ihnen ein anderes Geschlecht entstehen lassen
- Spanish - Cortes : ¿Es que no ven a cuántas generaciones precedentes hemos hecho perecer Les habíamos dado poderío en la tierra como no os hemos dado a vosotros Les enviamos del cielo una lluvia abundante Hicimos que fluyeran arroyos a sus pies Con todo les destruimos por sus pecados y suscitamos otras generaciones después de ellos
- Português - El Hayek : Não reparam em quantas gerações anteriores a eles aniquilamos Radicamolas na terra melhor do que a vós enviamosdo céu copiosas chuvas para as suas plantas e fizemos correr rios por sob seus pés; porém exterminamolos por seuspecados e depois deles fizemos ressurgir outras gerações
- Россию - Кулиев : Разве они не видели сколько поколений Мы погубили до них Мы одарили их на земле властью которой не одарили вас ниспосылали им с неба обильные дожди и заставляли реки течь под ними Мы погубили их за их грехи и создали после них другие поколения
- Кулиев -ас-Саади : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
Разве они не видели, сколько поколений Мы погубили до них? Мы одарили их на земле властью, которой не одарили вас, ниспосылали им с неба обильные дожди и заставляли реки течь под ними. Мы погубили их за их грехи и создали после них другие поколения.Аллах велел людям делать полезные выводы из сказаний о древних народах. Он уничтожал их после того, как предоставлял им отсрочку и одарял их богатством, детьми и благополучием. С небес для них выпадали обильные дожди, а на земле для них текли полноводные реки, благодаря чему они выращивали злаки и фрукты, какие только желал Аллах. Они наслаждались этими дарами и питались тем, что было им по вкусу, но не желали благодарить Его за ниспосланные блага. Удовольствия увлекли их настолько, что они стали потакать только своим желаниям. Когда же к ним явились Божьи посланники, они не признали их, отвергли и даже нарекли лжецами, и тогда Аллах погубил их за грехи и сотворил после них другие поколения людей. Так Аллах поступал со всеми поколениями неверующих - как первыми, так и последними. Пусть же люди задумаются над сказаниями, которые поведал им Аллах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlardan önce nice nesilleri yok ettiğimizi görmediler mi Onları sizi yerleştirmediğimiz bir şekilde yeryüzüne yerleştirmiş gökten bol yağmur yağdırmış altlarından ırmaklar akıtmıştık Fakat onları günahlarından ötürü yok ettik ve ardlarından başka bir nesil yetiştirdik
- Italiano - Piccardo : Hanno considerato quante generazioni abbiamo distrutte prima di loro che pure avevamo poste sulla terra ben più saldamente Mandammo loro dal cielo pioggia in abbondanza e creammo fiumi che facemmo scorrere ai loro piedi Poi le distruggemmo a causa dei loro peccati e suscitammo dopo ciascuna di loro un'altra generazione
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا نهیانبینیووه و نهیانزانیووه بههۆی شوێنهوارهوه چهندهها نهوهمان پێش ئهمان لهناو بردووه که پایهدارمان کردبوون له زهویدا بهشێوهیهک ئێوهمان ئاوا پایهدار نهکردووه و بارانی زۆرمان بهردهوام بۆ دهباراندن که دهبووه هۆی پێگهیشتنی جۆرهها ڕوهک و بهروبووم چهندهها جۆگهو ڕووباریشمان لهناو کێڵگهو باخ و شارهکانیاندا بۆ ڕهخساندبوون خوڕهمی دهکرد بهنێو درهخت و کۆشک و تهلاریاندا بهڵام بههۆی لادان و گوناهو تاوانیانهوه لهناومان بردن و نهوهی ترمان له دوای ئهوان هێنایه کایهوه
- اردو - جالندربرى : کیا انہوں نے نہیں دیکھا کہ ہم نے ان سے پہلے کتنی امتوں کو ہلاک کر دیا جن کے پاوں ملک میں ایسے جما دیئے تھے کہ تمہارے پاوں بھی ایسے نہیں جمائے اور ان پر اسمان سے لگاتار مینہ برسایا اور نہریں بنا دیں جو ان کے مکانوں کے نیچے بہہ رہی تھیں پھر ان کو ان کے گناہوں کے سبب ہلاک کر دیا اور ان کے بعد اور امتیں پیدا کر دیں
- Bosanski - Korkut : Zar oni ne znaju koliko smo Mi naroda prije njih uništili kojima smo na Zemlji mogućnosti davali kakve vama nismo dali i kojima smo kišu obilatu slali i učinili da rijeke pored njih teku pa smo ih zbog grijehova njihovih uništavali i druga pokoljenja poslije njih stvarali
- Swedish - Bernström : Har de inte sett hur många släkten före dem Vi har låtit gå under [människor] som Vi hade gett en bättre plats på jorden än Vi har gett er och som Vi [välsignade] med rikliga regn och lät floder rinna upp vid deras fötter Men för deras synders skull utplånade Vi dem [från jordens yta] och lät ett annat släkte stiga fram efter dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah mereka tidak memperhatikan berapa banyak generasi yang telah Kami binasakan sebelum mereka padahal generasi itu telah Kami teguhkan kedudukan mereka di muka bumi yaitu keteguhan yang belum pernah Kami berikan kepadamu dan Kami curahkan hujan yang lebat atas mereka dan Kami jadikan sungaisungai mengalir di bawah mereka kemudian Kami binasakan mereka karena dosa mereka sendiri dan Kami ciptakan sesudah mereka generasi yang lain
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
(Apakah mereka tidak memperhatikan) dalam perjalanan-perjalanan mereka menuju ke negeri Syam dan negeri-negeri lainnya (berapa banyak) kalimat khabariah atau bukan kata tanya yang artinya betapa banyaknya (generasi-generasi yang telah Kami binasakan sebelum mereka) umat-umat yang terdahulu (padahal mereka telah Kami teguhkan) Kami berikan kedudukan (di muka bumi) melalui kekuatan dan kekuasaannya (yaitu keteguhan yang belum pernah Kami menganugerahkan) Kami berikan (kepadamu) dalam Lafal ini terkandung pengertian iltifat/peralihan dari orang ketiga ke orang kedua yang maksudnya ditujukan kepada orang ketiga (dan Kami curahkan) hujan (atas mereka dengan derasnya) tahap demi tahap (dan Kami jadikan sungai-sungai mengalir di bawah mereka) di bawah rumah-rumah tempat tinggal mereka (kemudian Kami binasakan mereka karena dosa-dosa mereka sendiri) oleh sebab kedustaan mereka terhadap para nabi (dan Kami ciptakan sesudah mereka generasi yang lain.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা কি দেখেনি যে আমি তাদের পুর্বে কত সম্প্রদায়কে ধ্বংস করে দিয়েছি যাদেরকে আমি পৃথিবীতে এমন প্রতিষ্ঠা দিয়েছিলাম যা তোমাদেরকে দেইনি। আমি আকাশকে তাদের উপর অনবরত বৃষ্টি বর্ষণ করতে দিয়েছি এবং তাদের তলদেশে নদী সৃষ্টি করে দিয়েছি অতঃপর আমি তাদেরকে তাদের পাপের কারণে ধ্বংস করে দিয়েছি এবং তাদের পরে অন্য সম্প্রদায় সৃষ্টি করেছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்களுக்கு முன்னர் நாம் எத்தனையோ தலைமுறையினரை அழித்திருக்கிறோம் என்பதை அவர்கள் பார்க்கவில்லையா பூமியில் நாம் உங்களுக்கு செய்து தராத வசதிகளையெல்லாம் அவர்களுக்குச் செய்து கொடுத்திருந்தோம்; அவர்கள் மீது நாம் வானம் தாரை தரையாக மழை பெய்யுமாறு செய்து அவர்களுக்குக் கீழே ஆறுகள் செழித்தோடும்படிச் செய்தோம்; பிறகு அவர்களின் பாவங்களின் காரணத்தால் அவர்களை அழித்து விட்டோம்; அவர்களுக்குப் பின் வேறு தலைமுறைகளை உண்டாக்கினோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขามิได้เห็นดอกหรือว่า กี่ประชาชาติมาแล้วที่เราได้ทำลายมาก่อนหน้าพวกเขา ซึ่งเราได้พวกเขามีอำนาจและความสามารถในแผ่นดิน ซึ่งสิ่งที่เรามิได้ให้มีแก่พวกเจ้า และเราได้ส่งฝนมายังพวกเขาอย่างมากมาย และเราได้ให้มีแม่น้ำหลายสายไหลอยู่เบื้องล่างของพวกเขา แล้วเราก็ทำลายพวกเขาเสีย เนื่องด้วยบรรดาความผิดของพวกเขา และเราได้ให้มีขึ้นหลังจากพวกเขาซึ่งประชาชาติอื่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улардан олдин қанча асрларни ҳалок қилганимизни билмасларми Ўшаларга ер юзида сизларга бермаган имконларни берган эдик Осмондан устларига барака ёмғири юборган ва остларидан анҳорлар оқиб турадиган қилиб қўйган эдик Бас гуноҳлари туфайли уларни ҳалок қилдик ва ўринларига бошқа асрларни пайдо қилдик Аср сўзи юз йиллик муддатни англатишини биламиз Бу ерда ўша муддат орасида яшаган одамлар кўзда тутилмоқда Инсон ўзи билан ўзи овора бўлиб қолиб ўтмишга ибрат ила назар солишни унутиб қўяди
- 中国语文 - Ma Jian : 难道他们不知道吗?在他们之前,我曾毁灭了许多世代,并且把没有赏赐你们的地位赏赐了他们,给他们以充足的雨水,使诸河流行在他们的下面。嗣后,我因他们的罪过而毁灭他们。在他们(灭亡)之后,我创造了别的世代。
- Melayu - Basmeih : Tidakkah mereka memerhati dan memikirkan berapa banyak umatumat yang telah Kami binasakan sebelum mereka padahal umatumat itu telah Kami teguhkan kedudukan mereka di muka bumi dengan kekuasaan dan kemewahan yang tidak Kami berikan kepada kamu dan Kami turunkan hujan atas mereka dengan lebatnya dan Kami jadikan sungaisungai mengalir di bawah mereka kemudian Kami binasakan mereka dengan sebab dosa mereka mereka dan Kami ciptakan sesudah mereka umat yang lain
- Somali - Abduh : Miyeyna Arkayn intaan Halaagnay Hortood wax badan oo Qarniyo ah oon ku Makaninay siinay Dhulka waxaanaan idin Makanin Siinin waxaan uga soo deeynay Samada Roob Darar ah Waxaana ka Yeelay Wabiyada kuwo Socda Dhexdooda waanse Halaagnay Dambigooda Dartiis waxaana Ahaysiinay Gadaashood Qarni Kale
- Hausa - Gumi : Shin ba su gani ba da yawa Muka halakar da wani ƙarni daga gabãninsu Mun mallaka musu a ckikin ƙasa abin da ba Mu mallaka muku ba kuma Muka saki sama a kansu tanã ta zuba kuma Muka sanya kõguna sunã gudãna daga ƙarƙashinsu sa'an nan Muka halakã su sabõda zunubansu kuma Muka ƙãga halittar wani ƙarni na dabam daga bayansu
- Swahili - Al-Barwani : Jee hawaoni vizazi vingapi tulivyo viangamiza kabla yao Tuliwaweka katika nchi tusivyo kuwekeni nyinyi; tukawapelekea mvua nyingi na tukaifanya mito inapita chini yao Mwishoe tukawaangamiza kwa madhambi yao; na tukaanzisha baada yao kizazi kingine
- Shqiptar - Efendi Nahi : A thua nuk i panë ata se sa popuj i kemi zhdukur Ne para tyre të cilët i patëm vendosur në aso toke në çfarë nuk ju kemi vendosur jvue; e u sollëm atyre shira të bollshëm dhe bëmë që t’ju rrjedhin lumenjë nëpër viset e tyre; e që për shkak të mëkateve të tyre – i zhdukëm ata; dhe pas tyre – krijuam gjenerata tjera
- فارسى - آیتی : آيا نديدهاند كه پيش از آنها چه مردمى را هلاك كردهايم؟ مردمى كه در زمين مكانتشان داده بوديم. آنچنان مكانتى كه به شما ندادهايم. و برايشان از آسمان بارانهاى پى در پى فرستاديم و رودها از زير پايشان روان ساختيم. آنگاه به كيفر گناهانشان هلاكشان كرديم و پس از آنها مردمى ديگر پديد آورديم.
- tajeki - Оятӣ : Оё надидаанд, ки пеш аз онҳо чӣ мардумеро ҳалок кардаем? Мардуме, ки дар, замин қудраташон дода будем, ончунон қудрате, ки ба шумо надодаем. Ва барояшон аз осмон боронҳои пайдарпай фиристодем ва рӯдҳо аз зери пояшон равон сохтем. Он гоҳ ба ҷазои гуноҳонашон ҳалокашон кардем ва пас аз онҳо мардуме дигар падид овардем.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلاردىن بۇرۇن ئۆتكەن نۇرغۇن ئۈممەتلەرنى ھالاك قىلغانلىقىمىزنى ئۇلار كۆرمىدىمۇ؟ (يەنى ئۇنىڭدىن ئىبرەت ئالمىدىمۇ؟) ئۇلارنى زېمىندا سىلەرنى يەرلەشتۈرمىگەن بىر شەكىلدە يەرلەشتۈرگەن ئىدۇق، ئۇلارغا مول يامغۇرلار ياغدۇرۇپ بەرگەن ئىدۇق، ئۆستەڭلارنى ئۇلارنىڭ ئاستىدىن ئېقىپ تۇرىدىغان قىلغان ئىدۇق، ئاندىن كېيىن ئۇلارنى قىلغان گۇناھلىرى تۈپەيلىدىن ھالاك قىلدۇق، ئۇلاردىن كېيىن باشقا خەلقنى پەيدا قىلدۇق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരറിഞ്ഞിട്ടില്ലേ? അവര്ക്കുമുമ്പ് എത്ര തലമുറകളെയാണ് നാം നശിപ്പിച്ചത്. നിങ്ങള്ക്കു നാം ചെയ്തുതന്നിട്ടില്ലാത്ത സൌകര്യം ഭൂമിയില് നാമവര്ക്ക് ചെയ്തുകൊടുത്തിരുന്നു. അവര്ക്കു നാം മാനത്തുനിന്ന് ധാരാളമായി മഴ വര്ഷിച്ചു. അവരുടെ താഴ്ഭാഗത്തൂടെ പുഴകളൊഴുക്കുകയും ചെയ്തു. പിന്നെ അവരുടെ പാപങ്ങളുടെ ഫലമായി നാമവരെ നശിപ്പിച്ചു. അവര്ക്കുപിറകെ മറ്റു തലമുറകളെ വളര്ത്തിക്കൊണ്ടുവരികയും ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : الم يعلم هولاء الذين يجحدون وحدانيه الله تعالى واستحقاقه وحده العباده ويكذبون رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ما حل بالامم المكذبه قبلهم من هلاك وتدمير وقد مكناهم في الارض ما لم نمكن لكم ايها الكافرون وانعمنا عليهم بانزال الامطار وجريان الانهار من تحت مساكنهم استدراجا واملاء لهم فكفروا بنعم الله وكذبوا الرسل فاهلكناهم بسبب ذنونهم وانشانا من بعدهم امما اخرى خلفوهم في عماره الارض