- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون
- عربى - التفسير الميسر : ولو جعلنا الرسول المرسل إليهم مَلَكًا إذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، لجعلنا ذلك الملك في صورة البشر، حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته؛ إذ ليس بإمكانهم رؤية الملك على صورته الملائكية، ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم، كما اشتبه عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
- السعدى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا } لأن الحكمة لا تقتضي سوى ذلك. { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } أي: ولكان الأمر، مختلطا عليهم، وملبوسا وذلك بسبب ما لبسوه على أنفسهم، فإنهم بنوا أمرهم على هذه القاعدة التي فيها اللبس، وبها عدم بيان الحق. فلما جاءهم الحق، بطرقه الصحيحة، وقواعده التي هي قواعده، لم يكن ذلك هداية لهم، إذا اهتدى بذلك غيرهم، والذنب ذنبهم، حيث أغلقوا على أنفسهم باب الهدى، وفتحوا أبواب الضلال.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
وأما الرد الثاني فقال فيه: وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ.
أى: لو جعلنا الرسول من الملائكة- كما اقترحوا- لكانت الحكمة تقتضي أن نجعله في صورة بشر ليتمكنوا من رؤيته ومن سماع كلامه الذي يبلغه عن الله- تعالى- وفي هذه الحالة سيقولون لهذا الملك المرسل إليهم في صورة بشر-: لست ملكا، لأنهم لا يدركون منه إلا صورته وصفاته البشرية التي تمثل بها، وحينئذ يقعون في نفس اللبس والاشتباه الذي يلبسونه على أنفسهم باستنكار جعل الرسول بشرا.
ومعنى وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ لخلطنا عليهم مثل ما يخلطون على أنفسهم بسبب استبعادهم أن يكون الرسول بشرا مثلهم.
قال الإمام القرطبي: قوله تعالى وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا لأن كل جنس يأنس بجنسه وينفر من غير جنسه، فلو جعل الله تعالى- الرسول إلى البشر ملكا لنفروا من مقاربته ولما أنسوا به، ولداخلهم من الرعب من كلامه والاتقاء له، ما يكفهم عن كلامه ويمنعهم عن سؤاله فلا تعم المصلحة، ولو نقله عن صورة الملائكة إلى مثل صورتهم ليأنسوا به وليسكنوا إليه لقالوا: لست ملكا وإنما أنت بشر فلا نؤمن بك، وعادوا إلى مثل حالهم».
وبهذين الجوابين الحكيمين يكون القرآن الكريم قد دحض شبهات أولئك الجاحدين، وبين أن الحكمة تقتضي أن يكون الرسول من جنس المرسل إليهم، قال تعالى: - وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى.
- البغوى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
( ولو جعلناه ملكا ) [ يعني : لو أرسلنا إليهم ملكا ] ( لجعلناه رجلا ) يعني في صورة [ رجل ] آدمي ، لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة ، وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ، وجاء الملكان إلى داود في صورة رجلين .
قوله عز وجل : ( وللبسنا عليهم ما يلبسون ) أي : خلطنا عليهم ما يخلطون وشبهنا عليهم فلا يدرون أملك هو أم آدمي ، وقيل معناه شبهوا على ضعفائهم فشبه عليهم ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : هم أهل الكتاب فرقوا دينهم وحرفوا الكلم عن مواضعه ، فلبس الله عليهم ما لبسوا على أنفسهم وقرأ الزهري ( وللبسنا ) بالتشديد على التكرير والتأكيد .
- ابن كثير : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
وقوله : ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) أي : ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكا ، أي : لو بعثنا إلى البشر رسولا ملكيا لكان على هيئة رجل لتفهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه ، ولو كان كذلك لالتبس عليهم الأمر كما يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشري ، كما قال تعالى : ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) [ الإسراء : 95 ] ، فمن رحمة الله تعالى بخلقه أنه يرسل إلى كل صنف من الخلائق رسلا منهم ، ليدعو بعضهم بعضا ، وليمكن بعضهم أن ينتفع ببعض في المخاطبة والسؤال ، كما قال تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ) الآية [ آل عمران : 164 ] .
قال الضحاك ، عن ابن عباس في [ قوله : ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) ] الآية . يقول : لو أتاهم ملك ما أتاهم إلا في صورة رجل ; لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة من النور ( وللبسنا عليهم ما يلبسون ) أي : ولخلطنا عليهم ما يخلطون . وقال الوالبي عنه : ولشبهنا عليهم .
- القرطبى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
قوله تعالى : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا أي : لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته إلا بعد التجسم بالأجسام الكثيفة ; لأن كل جنس يأنس بجنسه وينفر من غير جنسه ; فلو جعل الله تعالى الرسول إلى البشر ملكا لنفروا من مقاربته ، ولما أنسوا به ، ولداخلهم من الرعب من كلامه والاتقاء له ما يكفهم عن كلامه ، ويمنعهم عن سؤاله ، فلا تعم المصلحة ; ولو نقله عن صورة الملائكة إلى مثل صورتهم ليأنسوا به وليسكنوا إليه لقالوا : لست ملكا وإنما أنت بشر فلا نؤمن بك وعادوا إلى مثل حالهم . وكانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة البشر ، فأتوا إبراهيم ولوطا في صورة الآدميين ، وأتى جبريل النبي عليهما الصلاة والسلام في صورة دحية الكلبي ، أي : لو أنزل ملكا لرأوه في صورة رجل كما جرت عادة الأنبياء ، ولو نزل على عادته لم يروه ; فإذا جعلناه رجلا التبس عليهم فكانوا يقولون : هذا ساحر مثلك . وقال الزجاج : المعنى وللبسنا عليهم ما يلبسون أي : على رؤسائهم كما يلبسون على ضعفتهم ، وكانوا يقولون لهم : إنما محمد بشر وليس بينه وبينكم فرق فيلبسون عليهم بهذا ويشككونهم ; فأعلمهم الله عز وجل أنه لو أنزل ملكا في صورة رجل لوجدوا سبيلا إلى اللبس كما يفعلون . واللبس الخلط ; يقال : لبست عليه الأمر ألبسه لبسا أي : خلطته ; وأصله التستر بالثوب ونحوه ، وقال : لبسنا بالإضافة إلى نفسه على جهة الخلق ، وقال ما يلبسون فأضاف إليهم على جهة الاكتساب .
- الطبرى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
القول في تأويل قوله : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولو جعلنا رسولنا إلى هؤلاء العادلِين بي, القائلين: لولا أنـزل على محمّدٍ ملك بتصديقه- ملكًا ينـزل عليهم من السماء, يشهد بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم، ويأمرهم باتباعه =" لجعلناه رجلا " ، يقول: لجعلناه في صورة رجل من البشر, لأنهم لا يقدرون أن يروا الملك في صورته . يقول: وإذا كان ذلك كذلك, فسواء أنـزلت عليهم بذلك ملكًا أو بشرًا, إذ كنت إذا أنـزلت عليهم ملكًا إنما أنـزله بصورة إنسيّ, وحججي في كلتا الحالتين عليهم ثابتة: بأنك صادق، وأنّ ما جئتهم به حق.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13084 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: "
ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا " ، يقول: ما آتاهم إلا في صورة رجل, لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة .13085 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: "
ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا "، في صورة رجل، في خَلْق رجل.13086 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: "
ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا " ، يقول: لو بعثنا إليهم ملكًا لجعلناه في صورة آدم. (1)13087 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: "
ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا " ، يقول: في صورة آدمي.13088 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة, مثله .
13089 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا " قال: لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل, لم نرسله في صورة الملائكة .* * *
القول في تأويل قوله : وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "
وللبسنا عليهم " : ولو أنـزلنا ملكًا من السماء مصدِّقًا لك، يا محمد, شاهدًا لك عند هؤلاء العادلين بي، الجاحدين آياتِك على حقيقة نبوّتك, فجعلناه في صورة رجل من بني آدم، إذ كانوا لا يُطيقون رؤية الملك بصورته التي خلقتُه بها= التبس عليهم أمرُه، فلم يدروا أملك هو أمْ إنسيّ! فلم يوقنوا به أنَّه ملك، ولم يصدّقوا به, وقالوا: " ليس هذا ملكًا "! وللبسنا عليهم ما يلبسونه على أنفسهم من حقيقة أمرك، وصحة برهانك وشاهدك على نبوّتك.* * *
يقال منه: "
لَبَست عليهم الأمر أَلْبِسُه لَبْسًا "، إذا خلطته عليهم =" ولبست الثوبَ ألبَسُه لُبْسًا ". و " اللَّبوس "، اسم الثياب. (2)* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. (3)
13089- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: "
وللبسنا عليهم ما يلبسون " ، يقول: لشبَّهنا عليهم.13090 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: "
وللبسنا عليهم ما يلبسون " ، يقول: ما لبَّس قوم على أنفسهم إلا لَبَّس الله عليهم. واللَّبْس إنما هو من الناس.13091- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
وللبسنا عليهم ما يلبسون " ، يقول: شبَّهنا عليهم ما يشبِّهون على أنفسهم .* * *
وقد روي عن ابن عباس في ذلك قول آخر, وهو ما:-
13092 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: "
وللبسنا عليهم ما يلبسون " ، فهم أهل الكتاب، فارقوا دينهم، وكذَّبوا رسلهم, وهو تحريفُ الكلام عن مواضعه .13093 - حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك في قوله: "
وللبسنا عليهم ما يلبسون " ، يعني: التحريفَ، هم أهل الكتاب, فرقوا كتبهم ودينَهم، وكذَّبوا رسلهم, فلبَّس الله عليهم ما لبَّسوا على أنفسهم .* * *
وقد بينا فيما مضى قبل أن هذه الآيات من أوّل السورة، بأن تكون في أمر المشركين من عبدة الأوثان، أشبهُ منها بأمرِ أهل الكتاب من اليهود والنصارى, بما أغنى عن إعادته. (4)
--------------------
الهوامش :
(1) في المطبوعة: "
آدمي" ، وأثبت ما في المخطوطة.(2) انظر تفسير"
اللبس" فيما سلف 1: 567 ، 568/6 : 503 - 505= وتفسير"
اللباس" فيما سلف 1: 567 ، 568/ 3 : 489 ، 490.(3) انظر أثرًا آخر في تفسير هذه الآية فيما سلف رقم: 882 (ج 1 : 567) ، لم يذكره في الآثار المفسرة ، وهو باب من أبواب اختصاره لتفسيره.
(4) انظر ما سلف ص : 254.
- ابن عاشور : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
وقوله : { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً } عطف على قوله : { ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } فهو جواب ثان عن مقترحهم ، فيه ارتقاء في الجواب ، وذلك أنّ مقترحهم يستلزم الاستغناء عن بعثة رسول من البشر لأنّه إذا كانت دعوة الرسول البشري غير مقبولة عندهم إلاّ إذا قارنه ملك يكون معه نذيراً كما قالوه وحكي عنهم في غير هذه الآية ، فقد صار مجيء رسول بشري إليهم غير مجد للاستغناء عنه بالملك الذي يصاحبه ، على أنّهم صرّحوا بهذا اللازم فيما حكي عنهم في غير هذه الآية ، وهو قوله تعالى : { قالوا لو شاء ربّنا لأنزل ملائكة } ، فجاء هذا الجواب الثاني صالحاً لردّ الاقتراحين ، ولكنّه رُوعي في تركيب ألفاظه ما يناسب المعنى الثاني لكلامهم فجيء بفعل { جعلنا } المقتي تصيير شيء آخر أو تعويضه به . فضمير { جعلناه } عائد إلى الرسول الذي عاد إليه ضمير { لولا أنزل عليه ملك } ، أي ولو اكتفينا عن إرسال رسول من نوع البشر وجعلنا الرسول إليهم ملكاً لتعيّن أن نصّور ذلك الملك بصورة رجل ، لأنّه لا محيد عن تشكّله بشكل لتمكّن إحاطة أبصارهم به وتحيّزه فإذا تشكّل فإنّما يتشكّل في صورة رجل ليطيقوا رؤيته وخطابه ، وحينئذٍ يلتبس عليهم أمره كما التبس عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم
فجملة { ولبسنا عليهم ما يلبسون } من تمام الدليل والحجّة عليهم بعدم جدوى إرسال الملك .
واللّبس : خلط يعرض في الصفات والمعاني بحيث يعسر تمييز بعضها عن بعض . وقد تقدّم عند قوله تعالى : { ولا تلبسوا الحقّ بالباطل } في سورة البقرة ( 42 ). وقد عدّي هنا بحرف ( على ) لأنّ المراد لبس فيه غَلبة لعقولهم .
والمعنى : وللبسنا على عقولهم ، فشكّوا في كونه ملكاً فكذّبوه ، إذ كان دأب عقولهم تطلّبَ خوارق العادات استدلالاً بها على الصدق ، وتركَ إعمال النظر الذي يعرف به صدق الصادق .
وما } في قوله : { ما يلبسون } مصدرية مجرّدة عن الظرفية ، والمعنى على التشبيه ، أي وللبسنا عليهم لبَسهم الذي وقع لهم حين قالوا : { لولا أنزل عليه ملك } ، أي مثل لبَسهم السابق الذي عرض لهم في صدق محمد عليه الصلاة والسلام .
وفي الكلام احتباك لأنّ كلا اللبسين هو بتقدير الله تعالى ، لأنّه حرمهم التوفيق . فالتقدير : وللبسنا عليهم في شأن الملك فيلبسون على أنفسهم في شأنه كما لبسنا عليهم في شأن محمد صلى الله عليه وسلم إذ يلبسون على أنفسهم في شأنه . وهذا الكلام كلّه منظور فيه إلى حمل اقتراحهم على ظاهر حاله من إرادتهم الاستدلال ، فلذلك أجيبوا عن كلامهم إرخاء للعنان ، وإلاّ فإنّهم ما أرادوا بكلامهم إلاّ التعجيز والاستهزاء ، ولذلك عقّبه بقوله : { ولقد استهزىء برسل من قبلك } الآية .
- إعراب القرآن : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
«وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً» الواو استئنافية ، لو حرف شرط غير جازم. جعلنا فعل ماض مبني على السكون ، ونا فاعله والهاء مفعوله الأول وملكا مفعوله الثاني والجملة مستأنفة ، وجملة «لَجَعَلْناهُ رَجُلًا» لا محل لها جواب شرط غير جازم «وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله والجملة معطوفة «ما يَلْبِسُونَ» ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية يلبسون صلة الموصول لا محل لها.
- English - Sahih International : And if We had made him an angel We would have made him [appear as] a man and We would have covered them with that in which they cover themselves
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ(6:9) Had We appointed an angel, We would have sent him down in the form of a man - and thus We would have caused them the same doubt which they now entertain. *7
- Français - Hamidullah : Si Nous avions désigné un Ange [comme prophète] Nous aurions fait de lui un homme et Nous leur aurions causé la même confusion que celle dans laquelle ils sont
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn Wir ihn den Gesandten auch zu einem Engel gemacht hätten so hätten Wir ihn doch wahrlich zu einem Mann gemacht und Wir hätten ihnen wahrlich verdeckt was sie zu verdecken suchten
- Spanish - Cortes : Si hubiéramos hecho de él un ángel le habríamos dado apariencia humana y con ello habríamos contribuido a su confusión
- Português - El Hayek : E se lhes tivéssemos enviado um anjo têloíamos enviado em figura de homem confundindo ainda mais o que já era para eles confuso
- Россию - Кулиев : Если бы даже Мы ниспослали ангела Мы все равно сделали бы его мужчиной и привели бы их в замешательство относительно того в чем они сомневаются
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
Если бы даже Мы ниспослали ангела, Мы все равно сделали бы его мужчиной и привели бы их в замешательство относительно того, в чем они сомневаются.Божественная мудрость требует, чтобы посланник к людям был человеком, и даже если бы Аллах ниспослал на землю ангела, он все равно предстал бы в облике мужчины. Но в этом случае люди пришли бы в замешательство. Причина этого была бы в них самих, ведь они предпочли для себя сомнительный путь, на котором невозможно ясно различить истину. Они не воспользовались верным руководством, когда истина явилась к ним правильным путем, хотя многие другие благодаря этому встали на этот путь. Они сами виноваты в своих грехах, поскольку захлопнули перед собой дверь, ведущую к верному руководству, и распахнули двери для заблуждения.
- Turkish - Diyanet Isleri : Biz onu melek kılsaydık bir insan şeklinde yapardık da düştükleri şüpheye onları yine düşürmüş olurduk
- Italiano - Piccardo : E se avessimo designato un angelo gli avremmo dato aspetto umano e lo avremmo vestito come essi si vestono
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر فریشتهمان بکردایه به فرستاده ئهوه له شێوهی پیاوێکدا دهماننارد و ههمان گومان که ئێستا ههیانه بۆیان دروست دهبوو
- اردو - جالندربرى : نیز اگر ہم کسی فرشتہ کو بھیجتے تو اسے مرد کی صورت میں بھیجتے اور جو شبہ اب کرتے ہیں اسی شبے میں پھر انہیں ڈال دیتے
- Bosanski - Korkut : A da ga melekom učinimo opet bismo ga kao čovjeka stvorili i opet bismo im učinili nejasnim ono što im nije jasno
- Swedish - Bernström : Och om Vi hade gjort honom till en ängel skulle Vi helt säkert ändå ha gett honom mänsklig gestalt och därmed ytterligare ha ökat deras förvirring
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kalau Kami jadikan rasul itu malaikat tentulah Kami jadikan dia seorang lakilaki dan kalau Kami jadikan ia seorang lakilaki tentulah Kami meraguragukan atas mereka apa yang mereka raguragukan atas diri mereka sendiri
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
(Dan kalau Kami jadikan rasul itu) yang diutus untuk mereka (seorang malaikat, tentulah Kami jadikan dia) artinya malaikat itu berupa (seorang laki-laki) artinya berbentuk seorang laki-laki supaya mereka bisa melihatnya, sebab manusia itu tidak akan kuat untuk melihat malaikat (dan) seandainya Kami menurunkannya lalu menjadikannya sebagai seorang laki-laki (niscaya akan Kami serupakan) Kami miripkan (atas mereka apa yang membuat mereka ragu) terhadap diri mereka, sebab mereka pasti mengatakan bahwa malaikat ini tidak lain kecuali seorang manusia seperti kamu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যদি আমি কোন ফেরেশতাকে রসূল করে পাঠাতাম তবে সে মানুষের আকারেই হত। এতেও ঐ সন্দেহই করত যা এখন করছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நம் தூதரை ஒரு மலக்காகவே அனுப்புவதாயினும் அவர்கள் மலக்கை காணுஞ் சக்தியில்லாதவர்கள்; ஆதலால் அவரையும் நாம் மனித உருவத்திலேயே ஆக்கிஅனுப்பியிருப்போம் அப்பொழுதும் அந்த இடத்தில் அவர்கள் இப்பொழுது குழம்பிக் கொள்வது போல் அப்பொழுதும் நாம் குழப்பத்தை ஏற்படுத்தியிருப்போம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และหาพวกว่าเราได้ให้เขา เป็นมะลักแน่นอนเราก็ย่อมให้เขาเป็นคนผู้ชาย และแน่นอนเราก็ย่อมให้สิ่งที่พวกเขาคลุมเครือกัน อยู่เป็นที่คลุมเครือแก่พวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар уни фаришта қилсак ҳам эркак қилган бўлар эдик ва ўзлари мушкуллаштирган нарсани уларга яна ҳам мушкуллаштирар эдик Кофирмушриклар одамПайғамбарга ишонмай уни тасдиқловчи фаришта ҳам тушишини даъво қилиб ишни мушкуллаштирдилар Шу билан бирга улар фаришталар ҳақидаги тасаввурни ҳам фаришталар–аёл улар Аллоҳнинг қизларидир деган ақида билан мушкуллаштирган эдилар Шунинг учун ҳам уларнинг Пайғамбарликни тасдиқ этиш учун фаришта тушириш иддиолари қондирилса улар учун мушкулот яна ҳам оғирлашган бўлар эди Яъни улар эътиқод қилганларидек осмондан Пайғамбарни тасдиқлаш учун юборилган фаришта аёл сувратида бўлмас эди Буни кўрган мушриклар фаришта бўлса аёл бўлиши керак эди бу ҳам бошқа бир нарса шекилли деб турли хом хаёллар билан чалғир эдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 假若我降下一个天神,我必使他变成一个人样,我必使他们陷于自己所作的蒙蔽之中。
- Melayu - Basmeih : Dan kalau Rasul itu Kami jadikan malaikat tentulah Kami jadikan dia berupa seorang lelaki supaya mereka dapat melihatnya dan tentulah Kami dengan yang demikian menyebabkan mereka kesamaran sebagaimana mereka sengaja membuatbuat kesamaran tentang kebenaran Nabi Muhammad saw
- Somali - Abduh : Haddaan ka Yeello Malagna waxaan ka Yeeli lahayn Nin Markaasaan Iskaga Dari lahaydeen Xaalka siday isaga Dari Jireen
- Hausa - Gumi : Kuma dã Mun sanya malã'ika ya zama manzo lalle ne dã Mun mayar da shi mutum kuma dã Mun rikita musu abin da suke rikitãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na kama tungeli mfanya Malaika bila ya shaka tungeli mfanya kama binaadamu na tungeli watilia matatizo yale wanayo yatatiza wao
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sikur ta dërgonim atë Pejgamberin engjëll do ta bënim gjithsesi me tipare njeriu E ata përsëri do të dyshonin – si më parë
- فارسى - آیتی : و اگر آن پيامبر را از ميان فرشتگان بر مىگزيديم باز هم او را به صورت مردى مىفرستاديم و اين خلط و اشتباه كه پديد آوردهاند بر جاى مىنهاديم.
- tajeki - Оятӣ : Ва агар он паёмбарро аз миёни фариштагон меинтихобидем, боз ҳам ӯро ба сурати марде мефиристодсм ва ни халту (омезишу) иштибоҳ, ки пайдо карданд, нигоҳ медоштем.
- Uyghur - محمد صالح : بىز پەيغەمبەرنى پەرىشتىدىن قىلغان تەقدىردىمۇ، ئەلۋەتتە، ئۇنى ئىنسان شەكلىدە قىلاتتۇق، ئۇلارنى يەنە شۈبھىگە چۈشۈرەتتۇق (يەنى ئۇلار پەرىشتىنى ئىنسان شەكلىدە كۆرگەندە: «بۇ ئىنسان، ئەمما پەرىشتە ئەمەس» دەيتتى)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം മലക്കിനെ നിയോഗിക്കുകയാണെങ്കില് തന്നെ മനുഷ്യരൂപത്തിലാണയക്കുക. അങ്ങനെ അവരിപ്പോഴുള്ള ആശയക്കുഴപ്പം അപ്പോഴും നാമവരിലുണ്ടാക്കുമായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : ولو جعلنا الرسول المرسل اليهم ملكا اذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم لجعلنا ذلك الملك في صوره البشر حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته اذ ليس بامكانهم رويه الملك على صورته الملائكيه ولو جاءهم الملك بصوره رجل لاشتبه الامر عليهم كما اشتبه عليهم امر محمد صلى الله عليه وسلم
*7). This is the second point in response to the unbelievers' objection. One possible form in which the angel could have appeared is in its true, non-terrestrial form. It has already been pointed out that the time for this has not arrived. Alternatively, angels could have come down in human form. But this would have left the unbelievers facing the same difficulty as they faced with regard to whether the Prophet Muhammad (peace be on him) had been designated by God or not.